رواية جديدة لعبة قلب لعلا السعدني - الخاتمة - 2 - الخميس 13/2/2025
قراءة رواية لعبة قلب كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية لعبة قلب
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة علا السعدني
الخاتمة
2
تم النشر الخميس
13/2/2025
فى نهاية الأسبوع ..
في قاعة واسعة تزينها الأضواء الدافئة والأزهار البيضاء المنتشرة في كل مكان يجتمع الأهل والأصدقاء للاحتفال بزفاف مزدوج ومميز الجميع هنا لتهنئة العرسان (مروان) و(چايدا)، و(حاتم) و(أسما) تشع القاعة بالألوان الهادئة والأناقة البسيطة التي تعكس جمال وفرحة اللحظة ..
يدخل العرسان وسط تهليل وتصفيق الحضور يقف (حاتم) على مقربة من أخته (چايدا) التي تشع بالجمال في فستانها الأنيق وينظر إليها بابتسامة فخر وحنان أخوي يقترب منها هامسًا
- مين كان يصدق إنك هتبقي عروسة النهاردة؟ مش قادر اشوفك غير طفلة وبس
ابتسمت (چايدا) له وهمست بمزاح
- وأنت برضه مش مصدقة إنك عريس! ومعايا فى نفس اليوم
تبادلا الضحك قبل أن يلتحق كل منهما بشريكه حيث يمسك (مروان) بيد (چايدا) برفق ويبادلها نظرات مليئة بالحب بينما وقفت (أسما) بجانب (حاتم) تشعر بالامتنان لوجودها معه وتنظر إلى الجميع بسعادة خالصة
بدأ العرسان بالرقص وسط تشجيع الأصدقاء والعائلة يرقص (مروان) و(چايدا) بحركات هادئة كأنهما يعبران عن قصة حب لطالما انتظراها تنظر (چايدا) إلى (مروان) بحب وتقول
- كنت دايمًا حاسة إنك هتكون نصيبي من أول نظرة شفت فيك حد مختلف ويستاهل حبى
ابتسم (مروان) ثم اجابها بحنان
- مانتى جبتينى على بوزى وحبيتك ومخدتش فى ايديك غلوة
ابتسمت (چايدا) وشعرت بسعادة فحلم عمرها قد تحقق الآن
على الجهة الأخرى كان (حاتم) يرقص مع (أسما) بينما يتبادلان الضحكات والهمسات تشعر (أسما) بخجل بسيط ثم قالت
- أنا كنت فاكرة إن اليوم دا هيبقى بعيد قوي .. وكنت فاكرة انه عمره ما هيجى يا حتومى .. انت مكنتش شايفنى اصلا
امسك (حاتم) يدها برفق وقال بجدية
- انا متأكد انى حسيت بيكى فى الوقت المناسب لأنى فعلا عرفت قيمتك وانتى معايا وصدقينى كل اللى قبلك ماضى ملوش لازمة .. حياتى ابتدت يوم ما دخلتى فيها يا اوزعة
شعرت (أسما) بسعادة بالغة ونظرت له بهيام ..
فى تلك الأثناء قام (حمزة) بالأتصال ب (ليلى) اكثر من مرة فقد اصرت انها ستذهب لصالون التجميل وستأتى بمفردها لحفل الزفاف لكنها لم تجيب شعر بالقلق عليها ووقف خارج القاعة وهو لا يعرف من اى اتجاه ستأتى وهل اصابها مكروه ام أنها بخير مرت عليه دقائق كضهر وهو يمسك هاتفه محاولا الأتصال بها أكثر من مرة دون جدوى حتى شعر بيد احدهم على كتفه فألتف ليرى (ليلى) تقف هناك بنظرة خجولة وابتسامة دافئة لكنها مختلفة هذه المرة عينيه اتسعتا وهو يرى الحجاب الذي يزين رأسها بخفة يغطي شعرها بلطف ويضفي على ملامحها نعومة وجمالاً خاصًا أما فستانها فقد اختارت اللون الأحمر الذى يلائم بشرتها البيضاء ويبرز نعومتها ويضفي على إطلالتها هالة من الجمال الهادئ
تلعثم (حمزة) للحظات مأخوذًا بالمفاجأة وقال بصوت منخفض يملؤه الإعجاب
- ما شاء الله إنتِ حلوة قوي النهاردة
ابتسمت (ليلى) بخجل وتوردت وجنتاها، وردّت بهدوء
- كنت حابة اعملك مفاجاءة
أخذ لحظة ليتأملها بتمعن ثم قال بصدق
- أنا مش مصدق قد إيه الحجاب لايق عليكِ… فعلاً حلوة في كل حاجة
شعرت بسعادة بالغة فمد لها كف يده كى تمسك به فوضعت يدها فى يده وهى تقول
- قبل ما ندخل فى مفاجاءة كمان
ابتسم وهو ينظر فى عينيها العسلية ويسئل
- مفاجاءة اكتر من كده ؟!
هزت رأسها إيجابا ثم قالت
- ايوة .. انا حامل يا (حمزة)
رمش بعينيه وهو لا يصدق ونظر لعينيها كأنه يسألها ان كان ذلك الأمر حقيقى فهزت رأسها إيجابا وهى تقول
- فى تؤام كمان يا (حمزة) .. انا مكنتش اعرف قبل النهاردة روحت للدكتورة النهاردة لما حسيت بتعب روحت كشفت رغم انى مكنتش حاسة ابدا ان الشهور فاتت بالسرعة دى
ضغط على يدها بحب ثم قبل رأسها ونظر لها هائما
- مش عاوزك تتعبى نفسك خالص .. تدخلى تقعدى جو فى القاعة واى حاجة محتاجاها انا هعملها متتعبيش نفسك
ابتسمت بسعادة ثم هزت رأسها إيجابا ودخل سويا إلى القاعة وقام بإجلسها على مقعد واحضر لها الكثير من الطعام كى تتناوله فهزت رأسها بآسى ولكنها تعلم ان (حمزة) سيكون احن اب بالعالم ففاقد الشئ يعطيه ويعطيه بقوة ..
كانت (دنيا) تراقب (چايدا) من بعيد وبجوارها (حسام) كانت تشعر بحزن دفين لأن صديقة عمرها ستسافر وتتركها وحيدة نزلت دمعة من عيونها لاحظها (حسام) فأمسك يدها ثم ربت عليها بحنان وهو يقول
- ايه يا دندونة بتعيطى ليه ؟!
كان يعلم جيدا سر بكائها فهو يعلم انها متعلقة بشدة
بصديقتها ولا تقوى على فراقها فمسحت (دنيا) دموعها وهى تنظر فى عينيه وتقول
- مش متخيلة انها هتسافر وتسبنى يا (حسام)
اجابها بحنان بالغ وهو يقول
- يا حبيبتى انتى تقدرى تتواصلى معها فى اى وقت وممكن تشوفيها كمان من اتصالاتك بيها الموضوع مبقاش صعب
نظرت فى عينيه وقالت ممازحة إياه
- ما خلينا نسافر يا حوس معاهم عشان خاطرى
هز رأسه بآسى وهو يقول
- طب هى جوزها شغله هناك فعشان كده مسافرة معاه انا شغلى هنا يا حبيبتى مقدرش اسافر واسيبه
ابتسمت بتفهم ثم قالت
- عارفة يا حوس بس صعبان عليا انى مش اشوفها .. بس احنا جوازنا احنا كمان بعد اسبوعين واكيد هنشغل فيه بس الندلة مش هتحضره هتكون سافرت مع جوزها
شعر (حسام) بسعادة بالغة عندما ذكرته بموعد حفل زفافهم ثم قال
- ومش كفاية عليكى انا يا دندونة
- كفاية طبعا يا حوس
قالتها بإبتسامة واسعة فهز رأسه بآسى على تلك الكلمة التى تعصبه منها (حوس) ولكن يبدو وانها ستبقى تقول له ذلك للأبد مهما حاول ان يثنيها عن ذلك الأسم ..
كانت تقف وحيدة في زاوية القاعة تحاول كتم دموعها وهي تراقب (مروان) و(چايدا) يحتفلان بحبهما الذى توج بالزواج أحست بأن قلبها يئن كأنها فقدت شيئًا ثمينًا رغم أنها ظنت منذ زمن أنها تجاوزت حبها له كانت تحاول أن تبدو قوية لكن الدموع خانتها وانسابت بصمت على خديها ..
في تلك اللحظة اقترب منها دون أن تلاحظ فتوقف لثوانٍ يراقب انكسارها ولم يكن في حاجة إلى سؤال فقد رأى في عينيها ما يشعر به هو نفسه من ألم أخرج منديلًا من جيبه بهدوء ومدّه إليها دون أن يقول شيئًا نظرت (شمس) إليه بدهشة ثم أخذت المنديل بيد مرتجفة ومسحت دموعها
نظر في عينيها فرأى انعكاس حزنه وضعفه الذي حاول دائمًا إخفاءه وقال بصوت هادئ لكنه مليء بالألم
- عارف طعم الخسارة اللي في عينيك .. لأنه نفس الطعم اللي مريت بيه مش محتاج تشرحيلى لأنّي شايف نفسي فيكى
ترددت (شمس) ولكنها شعرت أن كلماته لامست شيئًا بداخلها وقالت بصوت متهدج
- كنت فاكرة إني قوية إني اتخطيت كل حاجة .. لكن فجأة كل حاجة رجعت
اقترب منها خطوة أخرى وعيناه تلمعان بتفهم ثم أكمل بصوت متعاطف
- أحيانًا لما بنحاول نكون أقوياء بنلاقى نفسنا اضعف بكتير
صمتت (شمس) لبرهة ثم رفعت رأسها لتنظر إليه تشعر براحة غريبة لوجوده وكأنها وجدت شخصًا يفهم مشاعرها بلا سؤال أو استنكار قالت بصوت خافت
- اسمى (شمس)
ابتسم ابتسامة صغيرة وردّ بلطف
- (كريم)