-->

رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 66 - 1 - السبت 1/2/2025

  


  قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر


رواية تائهة في قلب أعمى

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل السادس والستون

1

تم النشر السبت

1/2/2025



" مهما بلغت قدرتك يا ابن أدم أن تستقوي علي غيرك بدافع الإنتقام، فضع نصب عينك قوة الله التي لا مثيل لها، وأن الدائرة ستنقلب عليك إنتَ ويرد الحق إلي أصحابه"


وصلت إلي الكافيه وكانت تجلس علي مضض وكل حين وآخر تنظر في هاتفها بملل حتي رأته يقترب منها مستندًا علي عكازه:

-أسف يا هانم عقبال ما عرفت أزوغ منهم.

زفرت بمضض وتسألت بنفاذ صبر:

-خير في إيه ؟ عايز إيه مني مش فاضية ليك؟

تحدث بهدوء:

-قرصة ودن تاخدي بتارك من أحمد المحمدي علي إلي عمله فيكِ وأنا أخد بتاري علي إلي عمله فيا.

لما الفكرة في ذهنها وتسألت بحذر:

-وإيه هي قرصة الودن دي؟ 

رد بدهاء:

-نقطع فرامل العربية حادثة صغيرة يطلع منها بإصابة حلوة كده.

شهقت بعدم تصديق:

-نعم تقطع فرامل العربية وهيطلع منها بإصابة ده ممكن يروح فيها.

حرك رأسه نافيًا وعقب بإيضاح:

-لأ كان ياسين إبنه راح فيها.

رمقته بعدم فهم:

-وإيه دخل ياسين في الموضوع ؟

استطرد بإيضاح:

-شوفي يا ست الكل هو كان عايز يعطل إبنه عشان ميروحش يكتب كتابه علي دكتورة صفا تاني روحت أنا بقي عشان أعطله قطعت فرامل العربية ياسين باشا عمل حادثة بسيطة دراعه بس إلي انكسر هو بقي منه لله ضربني طلقة في ركبتي ومع الأسف هعيش طول عمري علي عكاز زي ما إنتِ شايفة عشان كده بقولك الفرامل مش هتأثر فيه مجرد حادثة وخلاص وتبقي قرصة ودن.

تساءلت بفضول:

-ومين هيقدر يعمل ده؟

أشار إلي نفسه بزهو:

-أنا طبعًا يا هانم أنا شغال معاه في الفيلا سهل أوي الموضوع ده.

أومأت بشرود:

-ممم فكرة حلوة أوي موافقة.

اتسعت إبتسامته وقال:

-يبقي إيدك علي ١٠٠ ألف جنيه.

رمقته بذهول:

-نعم يا أخويا بتقول كام ١٠٠ ألف جنيه ؟ ليه إن شاء الله ؟

أجابها ببرود:

-يعني أرد لحضرتك حقك كده بلوشي ؟!

رمقته شذرًا وصاحت بانفعال:

-يا سلام ما إنتَ كمان هتجيب حقك يعني مش بتعمل ده عشاني أكيد مصلحتك أولًا.

رد ببرود:

-أهو ده إلي عندي متنسيش أني هعرض نفسي للخطر وممكن ندخل في سين وجيم ال١٠٠ ألف دول نقطة في بحر فلوس صفوت بيه ودول مش ليا لأ هأمن بيهم مستقبل عيالي.

زفرت بضيق وقالت:

-خلاص موافقة هتنفذ إمتي؟

أجاب بتلهف:

-في أقرب وقت إن شاء الله يا هانم أطمني .

صمت قليلًا مفكراه وقالت:

-لأ هتنفذ وقت ما أنا أقولك سامع ؟

أشار إلي عينيه ورد:

-من عنيا يا ست الكل غالي والطلب رخيص.

.......

عادت من شرودها وأكملت بدموع:

-أنا والله لما رجعت وهديت شوية قولت خلاص بلاش لكن لما جه وقالك وحصل إلي حصل النار زادت جوه قلبي من تاني وكلمته ينفذ واخترت يوم فرح فريدة عشان لو حاول يلبسني في حاجة ميبقاش حاجة ضدي وفي شهود علي كده ونفذ فعلاً ومن سوء الحظ العربية الكبيرة إلي ظهرت قدامهم يعني لو العربية مظهرتش كانت هتبقي مجرد حادثة عادية لكن النصيب أن يحصل كده ويموت مش ذنبي وأنا كده كده بعيد عن الموضوع ده لكن إلي اكتشفته من الحيوان ده إنه مسجل كل إلي حصل والاتفاق إلي ما بينا وبدأ يبتزني دلوقتي عشان ياخد فلوس تاني ويدني التسجيل.

سألها بإقتضاب:

-طالب كام؟

رمقته بتردد وقالت:

-مليون جنيه.

اتسعت عين الآخر وصاح بصدمة:

-نعم مليون جنيه مرة واحدة ؟! شوفتي وصلتي نفسك ووصلتينا لفين يا غدير بسبب غبائك دلوقتي بقي روحك بقت في أيد كلب زي ده.

تنهدت بضيق وقالت:

-أهو إلي حصل وبعدين أطمئن يا صفوت هو بيهدد وخلاص استحالة يقدم التسجيل النيابة لأن بيدينه هو قبل ما يدني وبعدين هو إلي خطط ونفذ كمان يعني قبل ما حبل المشنقة يتلف حوالين رقبتي هيتلف حوالين رقبته هو.

حرك رأسه بيأس ورد بمرارة:

-ضيعتي نفسك وضيعتينا يا غدير معاکِ إنتِ فاكرة حتي لو أديناه المليون جنيه هيسكت؟ أكيد طبعًا لأ مش هيسكت يا غدير هانم وهيفضل كل يوم والتاني ينط ليكِ ويجر فلوس أقول فيكِ إيه يا شيخة حسبي الله ونعم الوكيل فيكِ يا غدير روحي يا شيخة منك لله.

صاحت بإنزعاج:

-إيه في إيه؟ عمال تدعي عليا ليه؟

تهكم قائلاً:

-المفروض أدعيلك صح؟ المطلوب دلوقتي نعمل إيه عشان نطلع من الورطة إلي حضرتك ورطينا فيها دي هنطلع منها إزاي ؟

ردت ببرود:

-مش عارفة إنتَ خايف كده ليه ؟ قولتلك هو كمان  هيخاف علي روحه أطمئن.

حرك رأسه بيأس وتحدث بنبرة حادة:

-نفسي أعرف إنتِ جايبة البرود ده منين إنتِ في أي وقت حبل المشنقة هيتلف حوالين رقبتك.

رمقته شذرًا وهتفت موبخة:

-إيه حبل المشنقة هيتلف حوالين رقبتي دي حسن ملافظك يا أخي.

صاح بانفعال:

-أحسن ملافظي ده بجد ؟ يعني مش فارق معاكِ المصايب إلي عملتيها والمشكلة في ملافظي أنا؟ مش هرد عليك عشان لو رديت ردي مش هيعجبك خالص وعارفة حل المشكلة دي إيه؟

تسألت بفضول:

-عندك حل وساكت قول إيه الحل ؟

رد مبتسمًا:

-إن ربنا يخدك يا حياتي ربنا ياخدك ويريحنا منك يا شيخة .

اتسعت مقلتيها بصدمة وتسألت:

-إنتَ بتدعي عليا يا صفوت ؟

أومأ بإيجاب:

-أيوة الطبيعي إني أدعي عليكِ أن ربنا ياخدك ليه بقي عشان هرتاح منك ومن شرك بعد إذنك.

غادر الغرفة تاركًا إياها تتأكل غيظًا.

❈-❈-❈

أوقف السيارة أمام الفيلا الخاصة بهم وهبط من السيارة واتجه إلى الباب الآخر فتح باب السيارة لها وحمل الصغير بخفة هبطت هي من السيارة وتحركت معه إلي الداخل، صعودا سويًا إلي غرفة الصغير ووضعه في مهده برفق شديد وأحكم الغطاء عليه وهي تتأمله بصمت، خرج من الغرفة وأشار لها أن تتبعه إلي الخارج وتسأل بحيرة:

-كنتِ واقفة كده ليه؟

ردت بتلقائية:

-كنت بتفرج عليك.

قطب جبينه بحيرة وتسأل:

-بتتفرجي عليا ؟! مش فاهم الصراحة هو أنا أراجوز؟!

تبسمت بخفة وقالت:

-مش قصدي والله قصدي حنيتك مع زياد وتعاملك معاه إهتمامك كل حاجة التفاصيل دي كلها جديدة عليا بس إنت طلعت غير ما أنا كنت فاهمة خالص.

ضيق عينيه متسائلًا باهتمام:

-بجد طب إنتِ كنتِ فكراني إيه ؟ ولقتيني إيه؟

ردت بهدوء:

-الصراحة كنت متخيلة إنك شخص عصبي وهمجي ومستبد ظالم متوحش أي حاجة غير إنك تكون إنسان عندك دم وإحساس زينا أنا كنت حاسة إنك شوية وهطلع نار من ودانك وبوقك.

أتسعت عين الآخر بعدم تصديق وعقب ساخرًا:

-بجد ؟ أطلع دخان من بوقي ووداني؟ ليه هو أنا تنين ولا إيه؟ لأ بجد أبهرتيني بكمية الصفات إلي إنتِ شايفاها فيا ؟! طيب طلعت إيه بقي بعد كل الرصة دي خايف تطلعيني مصاص دماء ولا زومبي؟!

تبسمت بخفة وعقبت قائلة:

-لأ لأ بالعكس طلعت شخص حنين طيب مختلف تمامًا زوج محروم وهادي وراسي وأب حنين.

تنهد بإرتياح:

-طيب الحمد لله ريحتي قلبي.

تسألت باهتمام:

-صحيح هو زياد متعود ينام في أوضة لوحده؟ مش ممكن يصحي ويخاف بالليل؟

حرك رأسه نافيًا وعقب بإيضاح:

-لأ هو متعود ينام لوحده من زمان المربية كانت بتقعد معاه وأنا مش موجود بس في غيابي يعني لكن غير كده بقي هو معتمد علي نفسه في كل حاجة الأكل والشرب حتي دخول التواليت.

تبسمت بانبهار:

-بس ما شاء الله هائل أوي أن طفل في سنه يبقي معتمد علي نفسه في كل حاجة.

أغمض عيناه بشرود وأجاب:

-حلو ومش حلوة في نفس الوقت زياد والدته متوفية وكل مربية بتقعد فترة وتمشي ومش هتتحمله لأنها في الأول والآخر مش أمه فطبيعي كان يتعلم كل حاجة بنفسه عشان مش يحتاج لحد.

أومأت بتفهم:

-بس ده فعلًا شئ كويس الاعتماد علي النفس مش وحش سواء والدته موجودة أو لأ.

تداركت مستفهمة:

-صحيح إنتَ هتروح بكره الشغل؟

حرك رأسه بإيجاب:

-أيوة.

تحدثت بهدوء:

-طيب أنا هروح بكره أزور بابا وماما ينفع أخد زياد معايا ؟

رد بتعقل:

-زياد بيبقي في الحضانة مش بيرجع غير الساعة خمس.

قطبت جبينها بحيرة وتسألت:

-الساعة خمسة؟! هو في حضانات بتكون للساعة خمسة ؟

هز رأسه بإيجاب وعقب باستفاضة:

-أيوة حضانة يوم كامل وهما إلي ساعدوا فعلاً في إن زياد يقدر يعتمد علي نفسه بيرجع من الحضانة ياخد الشور يعمل الHomework ويتغدي برجع من الشغل بقعد أنا وهو سوا نتكلم سوي ألعابه نتفرج سوا علي التليفون زي ما هو حابب والساعة ٨ بيكون ميعاد نومه.

أومأت بتفهم:

-خلاص تمام هحاول أجي قبل ما يرجع من الحضانة عشان أقعد معاه.

تبسم بهدوء وقال:

-براحتك زي ما تحبي يا فريدة حابة تباتي عند والدك كمان مفيش مشكلة…


الصفحة التالية