-->

رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 68 - 1 - الإثنين 3/2/2025

  

  قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر


رواية تائهة في قلب أعمى

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل الثامن والستون

1

تم النشر الإثنين

3/2/2025




"هناك مقولة شهيرة أفضلها لأنها بمثابة مرآة تعكس واقعنا، الأقربون هم أولي بالمعروف، وهم أول الغدارين والخائنين، دائمًا ما تأتي الضربة من هما أولي الأحباب إلينا، فاحترس منهم وضعهم نصب عينك لأنهم ينتظرون لحظة وقوعك"


تحدث ياسين بحيرة:


-جراچ الشركة أي حد بيدخله طبيعي لكن جراچ الفيلا مفيش حد غريب بيدخل غير الحراسة و..


قطع حديثه وتدارك مستفهماً:


-قصدك إنه ممكن يكون حد من الأمن أو الحرس ؟


أومأ بإيجاب ورد بتعقل:


-أيوة مع الأسف لإن هما فعلًا إلي معاهم صلاحية ويقدروا يدخلوا المكان بأريحية إضافة علي ذلك هما عارفين تحركات أحمد باشا بيخرج يروح فين بيرجع إمتي.


أتسعت عيناه بصدمة وتسأل بعدم تصديق:


-بس لو كلام حضرتك صح لسه يعلموا كده؟ بابا كان بيعاملهم أفضل معاملة بمعني الكلمة وولائهم الآول والأخير ليه إزاي يفكروا يأذوا بس مجرد أذية مش يقتلوه ؟! 


تحدث جاسر بتعقل:


-أولًا أكيد حد وراهم أما بقي ليه يفكروا يأذوه فده بالفلوس إحنا بقينا في زمن صعب أوي يا ياسين باشا الفلوس بقت المحرك الأساسي فيه يعني مسمعتش عن واقعة عامر المغربي إلي حصلت في الصعيد من كام شهر ؟ أكيد سمعت عامر ده عمل إيه في أخوه لبسه قضية غير القتل والجرايم إلي عملها وفي النهاية كان هيقتل مرات أخوه إلي المفروض كانت مراته ومرات يوسف المغربي عشان الفلوس والحقد إلي جواه أهو ده أكبر مثال أن الخاين دائمًا وسطنا الأقربون أولي بالمعروف وهم آول الغدارين إحنا حاليًا هنعمل ضبط وإحضار لكل الأمن والحرس سواء في المجموعة أو في فيلا وكمان هنراجع الكاميرات أكيد الفيلا فيها كاميرات صح؟


حرك رأسه بشرود:


-أيوة فيها كاميرات بس لو كلامك فعلًا صح يبقي فرامل العربية أتقطعت في جراچ الفيلا مش في جراچ الشركة لأن لو الفرامل أتقطعت في الشركة كان عمل الحادثة وهو راجع بالليل بالعربية.


أيده جاسر بتأكيد:


-كلام حضرتك صح جدًا لو العربية كانت فراملها مقطوعة مكنش قدر يوصل بيها للبيت يبقي فرامل العربية أتقطعت بعد ما رجع وتحديدًا قبل ما يخرج الصبح شخص عارف مواعيد خروجه مواعيد رجوعه حضرتك شاكك في شخص معين ؟


هز رأسه نافيًا:


-لأ طبعًا زي ما قُولت لحضرتك هما رجالته وولائهم الآول والأخير كان ليه بس يظهر ده إلي أنا كنت شايفه وهما بيظهروه بس إيه المصلحة بردوا مش فاهم يقتلوا الراجل إلي كانوا بيشتغلوا عنده وهو إلي فاتح بيتهم.


أجابه جاسر بثقة:


-أعتقد إنه شخص واحد والقتل ده مش من نفسه في يد خارجية في الموضوع كمان وأكيد أمن نفسه بمبلغ كبير كمان فده إتجاه تاني هندور فيه لإن وارد الكاميرات تبقي مش شغالة زي ما قُولت ليك كل حاجة متخطت ليها أنا هقوم أعمل محاضر ضبط وإحضار لكل الأمن والحرس وكمان أذن تفتيش الفيلا لو حابب حضرتك تروح الفيلا وتشوف أي حاجة مهمة خاصة بالشغل أو بالسيد الوالد قبل إذن النيابة براحتك طبعًا.


حرك رأسه بإيجاب:


-تمام يا جاسر باشا ومتشكر جدًا علي تعب حضرتك معايا.


تبسم جاسر بعملية:


-أنا معملتش حاجة ده شغلي يا ياسين باشا وأطمئن أي جديد هبلغ حضرتك بإذن الله.


أومأ بتفهم ونهض مستئذنًا:


-تمام متشكر لحضرتك جدًا بعد إذنك.


رد مبتسمًا:


-العفو علي الرحبُ والسعةُ.


❈-❈-❈


عاد إلي السيارة واستقل مقعد القيادة ووجهه مقتضب، نظرت له صفا بتردد وتساءلت باهتمام:


-خير يا حبيبي مالك في إيه؟ وكيل النيابة قالك حاجة ضايقتك؟


مسح وجهه عدة مرات وتحدث بنبرة حادة:


-الفرامل مقطوعة بفعل فاعل يا صفا وياريت علي كده وبس لأ إلي عمل كده حد شغال مع بابا ومن المقربين كمان.


هدأته صفا بثبات:


-طيب هما عرفوا الشخص ده فعلًا؟ ولا دي كلها مجرد إستنتاجات من النيابة ؟


تنهد بضيق ورد:


-مع الأسف كلها مجرد إستنتاجات.


أومأت بتفهم وقالت:


-طيب ما ممكن يبقي ده كله مجرد إستنتاج خاطئ يا حبيبي ليه تسبق الأحداث أولًا إنتَ لسه مش متأكد مين ممكن يعمل كده ولو فعلًا من رجالة والدك المقربين إيه مصلحته إنه يقتله؟


رد باختصار:


-وكيل النيابة بيقول إن أكيد فيه حد وراه يا صفا وبيدعمه بالفلوس وحاليًا أنا بقي الشك راح لشخص معين أو بالأخص لواحدة ميعنة.


رمقته بحيرة وتساءلت:


-فريدة؟ مش إمبارح قولنا مش هي ؟


أومأ بإيجاب ورد بشرود:


-مش هي بس مش بعيد إنها تكون رأس الحية غدير أتوقع منها تعمل أي حاجة عشان تاخد حقها مني أنا وبابا بعد ما رمناها بره الشركة لكن السؤال الي بيطرح نفسه ومش لاقي ليه إجابة مين من رجالة بابا ممكن يساعدها مين ممكن يفكر يخونه ويشارك في جريمة زي دي ؟ ده إلي أنا مش فاهمه يا صفا حاسس إن دماغي هتنفجر لو موصلتش لإجابة علي السؤال ده .


شفقت عليه وتحدثت بلطف:


- أنا مقدرة وضعك يا حبيبي بس بلاش تظلم حد أو تفكر كتير مسير الأيام تكشف الخاين يا ياسين إنتَ كل المطلوب منك تاخد حذرك أكتر وأعتقد كمان بعد إلي سمعته من الأفضل بلاش تجيب أي حد من الفيلا القديمة غير لما يتقبض علي الخاين فعلًا يا حبيبي وخلي يا سيدي مرتباتهم ماشية عادي.


أومأ باقتناع وقال:


-تمام يا صفا عندك حق في دي يلا هنروح دلوقتي الفيلا عشان أشوف الحاجات المهمة قبل ما إذن النيابة يطلع بتفتيش الفيلا ومراجعة الكاميرات.


أومأت بتفهم:


-ماشي يا حبيبي .


بدأ في قيادة السيارة متوجهًا إلي فيلا والده ورأسه يدور بها الآلاف من التساؤلات التي يعجز عن إيجاد حلول منطقية أو إجابة استنتاجية لها.


❈-❈-❈


توقف بسيارته أمام الفيلا الخاصة بوالدي زوجته ألتفت إلي زوجته وتحدث بنبرة هادئة:


-هنزل معاكِ أسلم علي غدير هانم وبعدين أروح شغلي محتاجة حاجة ؟


حركت رأسها نافية وعقبت بإيضاح:


-لأ شكرًا لما أحب أرجع هكلمك تبعت ليا السواق.


أتسعت إبتسامته وقال:


-أيوة كد حبيبتي بقت شطورة وبتسمع الكلام وقت ما تحبي نروح تنقي العربية إلي تعجبك ولو مش عاجبك حاجة نستورد ليكِ العربية إلي نفسك فيها كمان مهما كان سعرها حتي لو لسه منزلتش مصر من الأساس.


اتسعت مقلتيها وتساءلت بعدم تصديق:


-ده كله عشان قولتلك أبعت السواق؟


تبسم بهدوء وهتف بغرور:


-توء توء توء أولًا عشان إنتِ مرات شريف نصار كينج السيارات الطبيعي تركبي العربية إلي تليق بيكي وبمكانتي أما بقي ثانيًا يا حبيبتي إنك طلعتي شطورة أوي أوي وبتسمعي كلام جوزك يعني زوجة مطيعة .


ضربت كف بكف وصاحت بانفعال:


-مش بقولك عايش في زمن سي السيد مش مصدقني .


هبطت من السيارة، وهبط هو الآخر اقترب منها وقبض علي كفاها بقوة واتجهوا إلي الداخل سويًا.


❈-❈-❈


كانت تجلس أمام التلفاز تحتسي قهوتها الصباحية ولكن تفاجأت بصوت حاد أفزعها.

-عايز الرقم بتاع الزفت إلي بيهددك ده.


نطقها صفوت بحزم، ألتفت له وتسألت بحيرة:


-إيه ده إنتَ هنا مروحتش الشركة ليه؟


تجاهل سؤالها وتحدث بنبرة حادة:


-سمعتي أنا قولت إيه ولا أقول تاني خلينا أشوف حل للمصيبة دي قبل ما تكبر وتطربق علي دماغنا.


زفرت بملل وقالت:


-أنا بجد مش فاهمة إنتَ مكبر الموضوع كده ليه وواجع دماغك ودماغي.


رمقها شذرًا وعقب بإبانة:


-لأ ما هو يا أما إنتِ مجنونة يا أما إنتِ مجنونة ملهاش حل تاني علي فكرة يا مدام غدير يعني إنتِ مش حاسة بالمصيبة إلي إنتِ عملتيها وإيه عواقبها كمان لأ قاعدة بكل برود ولا شهر طوبة في عز الشتاء.


قطع حديثهم رنين جرس الباب.


نظر إلي زوجته بحيرة وتسأل:


-مين إلي علي الباب ؟


ردت بملل:


-معرفش.


ذهبت الخادمة وفتحت الباب.


دلفت فريدة وبرفقتها زوجها ما إن رأت والديها حتي تركت يد شريف وركضت سريعًا تجاههم بلهفة:


-بابي مامي وحشتوني أوي.


تبسم صفوت بسعادة غامرة وفتح ذراعيه علي وسعهما يتلقف غاليته في أحضانه:


-حبيبتي يا فري حمد الله على السلامة يا قلب بابا.


تبسمت بحب:


-الله يسلمك يا بابا فرحانة أوي إني شوفتك ومطلعتش في الشغل حضرتك كنت وحشني أوي.


ابتعد عنها مقبلًا جبينها بحب:


-وإنتِ كمان كنتِ وحشاني يا قلب بابا من جوه وحتي لو أنا كنت في الشغل كنت جيت عشان أشوفك يا قلب بابا.


ابتعد عنها ومد يده يرحب بشريف بحفاوة:


-أهلًا يا حبيبي حمد الله على السلامة.


رد شريف بلباقة:


-الله يسلم حضرتك.


بينما إتجهت فريدة إلي والدتها التي لا تزال جالسة كما هي وقبل وجنتيها برقة:


-أزيك يا مامي وحشاني.


تبسمت غدير بحب:


-حبيبة قلب مامي إنتِ وحشاني أوي يا فري.


ردت مبتسمة:


-وإنتِ كمان يا مامي.


اقترب شريف من غدير ومد يده كي يسلم عليها بتهذيب، لكن تفاجأ أنها ترفع يدها مقابل فمه فيما معناه أن يقلبها لكن تجاهل حركتها تلك ووضع يده بيدها ويتحدث ببرود:


-أخبار حضرتك يا غدير هانم ؟


ردت بضيق:


-الحمد لله من اللباقة والأتيكيت لما أرفع إيدي ليك كده إنك تبوسها.


وضع يدها داخل جيوب جاكيت بدلته وتحدث بنبرة هادئة:


-سوري يا هانم بس أنا ولا ليا في الأتيكيت ولا اللباقة وبعتبر بوس الأيادي زي المسح علي الدقون كده.


بهت وجه غدير بينما كبت كل منهم صفوت وفريدة ضحكاتهم بصعوبة.


رمقته بإزدراء وقالت:


-أفندم ضحك علي الدقون ؟ مش فاهمة إزاي راجل أعمال ناجح زيك يقول الأمثال البيئية دي!!


رد بهدوء:


-هو أنا أه راجل أعمال بس إنسان زي زي بقية البشر وطبيعي أتكلم زيهم وخصوصًا بقي إني متولدتش في بُوقي معلقة من دهب فهي دي البيئة إلي أتولدت وأتربيت فيها وليا الشرف.


حاولت أن تحفظ ما تبقي من ماء وجهها وهتفت بتبرير:


-يا سيدي أعتبرني زي ماما وكنت بوست إيدي ومأحرجتنيش كده.


هتف معتذرًا:


-في دي كمان أسف جدًا وحقك عليا.


اتسعت إبتسامتها بزهو، ولكن استرسل هو حديثه بتباهي:


-حضرتك حماتي مش زي والدتي لإن والدتي ملهاش زي من الأساس يا غدير هانم.


ألتفت إلي زوجته وتحدث بلطف:


-أنا همشي يا حبيبتي محتاجة حاجة؟


حركت رأسها نافية وعقبت بحنان:


-لأ سلامتك.


اقترب منها واضعًا قبلة بسيطة فوق جبهتها وودع صفوت أستأذن منهم وغادر إلي عمله.


الصفحة التالية