-->

رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 78 - 1 - الجمعة 14/2/2025

  

  قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر


رواية تائهة في قلب أعمى

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل الثامن والسبعون

1

تم النشر الجمعة

14/2/2025




"تحركنا الرياح كما تشتهي هي ولكن ليس كما نشتهي نحنُ، كذلك يحركنا القلب إلي إتجاه لم نختاره يومًا"

وصل إلي الشركة وصعد إلي مكتبه صادفه أمير الذي كان يأتي من الاتجاه المعاكس، اقترب منه وتسأل باهتمام:
-إيه الأخبار عملت إيه معاهم؟
أجاب باختصار:
-أطمئن خلاص الصفقة بقت معانا ومضينا العقد كمان.
تنهد بارتياح وأشاد به:
-هايل يا أمير هايل مفيش حاجة تعصي عليك.
تبسم الآخر بزهو:
-عيب عليك يا كبير إنتَ بس إلي مش مقدر قيمتي المهم خلينا فيك بقيت افضل دلوقتي عن إمبارح ؟
أومأ بإيجاب:
-الحمد لله.
تدارك مستفهمًا:
-إنتَ كنت فين الصبح في جديد عن موضوع إمبارح ؟
حرك رأسه نافيًا:
-لأ روحت المستشفي أفطر مع صفا والحمد لله مراتك جت كلت الأكل أنا مستحملها عشانك وربنا.
تحرج الآخر وقال:
-حقك عليا معلش إنتَ عارف نور بتحب تهزر بس.
أومأ الآخر بتفهم:
-عادي يا أبني بهزر معاك خلاص أتعودت عليها وعلي كلامها يا حبيبي سيبك إنتَ أنا رايح مكتبي محتاج حاجة؟
أوقفه أمير بتردد:
-في حاجة عرفتها لازم تعرفها.
تسأل ياسين باهتمام:
-خير في حاجة ؟
حرك رأسه بإيجاب:
-أيوة سمعت إن صفوت بيصفي الشركة.
صاح بانفعال:
-أه يا بن الكلب دول طبخنها سوا بقي بيصفي الشركة عشان ياخدها ويفلسع ملهاش معني تاني؟ طيب وربنا ما هرحمهم يقعوا تحت إيدي بقي.
تحدث بتبرير:
-إهدي شوية يمكن بيصفي الشركة عادي.
تهكم ساخرًا:
-بيصفي الشركة عادي ؟ لأ مش بيصفيها عادي دول بيخطتوا يهربوا برة مصر.
زفر الآخر بإستياء وقال:
-يا أبني حتي لو كلامك صح نسيت كلام وكيل النيابة إن أسمائهم هتنزل في قائمة الممنوعين من السفر ولا ايه ؟
أجابه بشرود:
-وممكن يكونوا هيسافروا بطريقة غير مشروعة إحنا لازم نأمن نفسنا ونعمل حساب لده.
قطب جبينه بحيرة وتسأل بعدم فهم:
-قصدك إيه مش فاهم بتفكر في إيه؟
ألتفت له وأجاب بإختصار:
-هعين ناس تراقبهم هما والكلب التاني.
أشاد بفكرته:
-عندك حق صح جدًا وإلي أنا واثق منه بردوا إن النيابة حاطة عليهم حراسة بس الأفضل فعلاً نعمل إحتياطتنا إحنا كمان.
❈-❈-❈
غادرت الفيلا وهي تجر أذيال الخيبة وراءها، تشعُ بالإنكسار والمهانة ليت كل شئ حولها ينتهي الأن، تبسم بمرارة علي حالها، بعد أن ظنت أن حياتها قد تحسنت وستبدأ من جديد، خاب أملها، وصلت إلي السيارة ألقت نظرة علي زوجها وجدته يحدق تجاهها، سارعت خطواتها وصعدت جواره السيارة بصمت تام.
منذ أن رأها وهي تخرج من الباب متجهة إليه تيقن أنها علي غير ما يُرام هناك خطب ما لديها وشئ غامض تخفيفه، انتظر حتي صعدت السيارة وبدأ في قيادتها بصمت تام.
تعجبت من صمته فقد ظنت تلهفه علي معرفة ما دار بالداخل ولكن كالعادة يفاجأها بطبعه الغامض.
لاحظ تحديقها به وتسأل بهدوء:
-مالك يا فريدة ؟ عمالة تبصي ليا كده ليه حاسس إنك مستغربة أو حابة تقولي حاجة ؟
حركت رأسها بإيجاب:
-الصراحة أيوة مستغربة توقعت إني آول ما أركب العربية هتبقي حابب تعرف في إيه.
إستدار إليها وتحدث بنبرة هادئة:
-وده أكيد طبعًا عايز أعرف في إيه وقلقان كمان من شكلك بس طالما إنتِ حابة تسكتي وترتبي أفكارك يبقي إيه إلي يمنع في النهاية هعرف في إيه بس لما إنتِ تهدي فعلاً وتقرري تتكلمي.
تبسمت بهدوء وقالت:
-مش بقولك طبعك غريب ومختلف شخصية نفسها غريبة أصدق وصف لشخصيتك الرجل الغامض.
إبتسامة بسيطة آخذت مجراها علي صغره وتسأل بحذر:
-حابة تتكلمي ؟
تنهد بشرود وهتفت بنبرة حزينة:
-ماما عندها كانسر في المخ وبابا بيصفي الشغل هنا عشان تسافر تتعالج بره مصر.
رمقها بعدم تصديق ولكن قرر مُجارتها وتحدث بتعسُف:
-ألف سلامة عليها.
تعجبت من بروده وتداركت مستفهمة:
-هو أنا ليه حاسة انك بارد ؟
أجاب ببساطة:
-مش بارد بس أنا مش مصدقك لسانك بيقول كلام وعيونك بتقول كلام تاني خالص بس تمام ربنا يشفيها يارب العالمين.
استطردت بحذر:
-أحم يعني أنا كنت عايزة أقولك إني هسافر مع ماما وبابا.
وأدار عجلة القيادة وتوقف جانبًا والتفت لها وتسأل باهتمام:
-ده سؤال ؟ ولا قرار؟ 
قطبت جبينها بحيرة وتسألت:
-قصدك إيه بقرار أو سؤال؟
رد بهدوء:
-يعني إنتِ بتسألي عشان تخدي إذني ؟ ولا إنتِ مقررة وبتعرفيني؟
هتفت بتبرير:
-دي ماما ومينفعش أتخلي عنها لازم أكون جنبها و..
قاطعها بحزم:
-بلاش تبرير أظن سؤال واضح إنتِ مقررة وبتعرفيني يا فريدة صح كده؟
اومأت بإيجاب:
-أيوة.
مط شفتيه وتحدث بغموض:
-طيب وأنا من حقي لزوجك أكون صاحب القرار والكلمة النهائية لو مش واخدة بالك.
صاحت بانفعال:
-يعني إيه تمنعني ؟ هتمنعني عن أمي ؟
صاح بحدة:
-أولًا صوتك عالي يا مدام وثانيًا بقي والأهم أنا مش بمعنك عن والدتك أنا بتكلم عن أسلوبك يا هانم بس عمتًا تقدري تسافري مع والدتك وكلامنا لسه مخلصش.
أدار عجلة القيادة وتحرك من جديد وهو يولي كامل إهتمامه إلي الطريق أمامه، بينما نظرت هي إلي النافذة شاردة فيما قد عرفته.
❈-❈-❈
اقتحم الغرفة وجدها غافية علي الفراش بعمق وكأنها لم تفعل شئ، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه كيف لها أن تغمض عيناها من الأساس بعد أن أذهقت ثلاثة أرواح بشرية، إلي هذا الحد تستهان بما فعلته ؟ أم أن الضمير قد مات لديها كي يكون هذا وضعها الآن.
حول بصره في الغرفة حتي وجد ضالته زجاجة الماء الموضوعة جوارها علي الكومدينوا، اتجه إليها وقام بفتح الغطاء وبدأ بنثر المياه فوقها مما جعلها تستيقظ بفزع وهي تشهق بعنف:
-عاااا في إيه؟!
رمقها شذرًا وعقب بحقد:
:جايلك نوم ومخمودة هو إنتِ إيه بالظبط ؟ مخلوقو من إيه ؟ ولا بيجري في دمك ده دم زينا يعني ولا حاجة تانية ؟ 
زفرت بضيق وقالت:
-هو في إيه بالظبط مالك متعصب كده ليه ؟ عملت أنا إيه دلوقتي نايمة فيها حاجة دي؟
تبسم ساخرًا وأضاف:
-بجد ؟ هو إنتِ شايفة إن طبيعي تكوني نايمة كده؟ لأ ونايمة كمان بعمق ولا كأنك عاملة حاجة يا بوز الإخص إلي يشوفك يقول براءة الأطفال في عينيها ميقولش إنها اتسببت في موت تلاتة وفي أي وقت جايز الشرطة دي تيجي تقبض عليكِ وحبل المشنقة يتلف حوالين رقبتك تعرفي أنا بفكر في إيه ؟
تسألت بفضول:
-بتفكر في إيه؟
رد بغيظ:
-أخنقك أنا واخلص منك.
تبسمت بغرور وهتفت بإبانة:
-مش هتعملها عشان إنتَ بتحبني وإلي مخليني نايمة كده ومرتاحة إني واثقة فيك إنك مش ممكن تخذلني مهما حصل.
قهقهة ساخرًا وتدارك مستفهمًا:
-بجد ؟ بحبك ؟! مع الأسف يا هانم حتي لو كنت بحبك زي ما بتقولي عمايلك خلت الحب ده يتحول للكره وأنا لو بحاول فعلاً أساعدك مش عشانك لأ ولا حتي عشاني عشان خاطر فريدة إلي حضرتك مفكرتيش فيها لعلمك هي عرفت كل حاجة وهتسافر معانا خايفة لما الحقيقي تظهر جوزها يطلقها وتبقي هنا لوحدها شوفتي وصلتينا لإيه؟ 
استطرد بإبانة:
-أه صحيح في حاجة مهمة أنا قولت ليها تقول لجوزها إنك عندك كانسر في المخ وفي مرحلة متأخرة ده سبب سفرنا بره مصر.
شهقت بعدم تصديق:
-نعم كانسر في المخ بتبشر عليا يا صفوت إنتَ إتجننت ؟!
رد ببرود:
-مش لازم حجة مقنعة نبرر بيها السفر ؟ ولا حابة أقولها قولي لجوزك معلش أصل ماما هتهرب بعد ما قتلت أحمد المحمدي ؟!
قلبت عينيها بملل وتسألت باهتمام:
-ماشي هعديها خلينا في المهم هنسافر إمتي؟
أجاب باختصار:
-يوم الخميس.
قطبت جبينها وتداركت قائلة:
-إلي هو بعد بكره ؟
حرك رأسه بإيجاب:
-أيوة.
داعبت خصلات شعرها وتحدثت باللامبالاة:
-كويس عشان ألحق أجهز حاجتي وأودع أصدقائي.
رمقها بإستياء ورد:
-لأ رد حقيقي الصمت أفضل تعبير معاكِ بعد إذنك.
غادر أسفل نظراتها الساخرة:
-راجل نكدي صحيح وبعدين مكهرب نفسك ومكرهبنا معاك لو النيابة كانت وصلت لحاجة كان زماني في الحبس دلوقتي بس الإحتياط واجب الواحد يسافر أحسن.
قطع حديثها مع نفسها إشعار وصول رسالة علي تطبيق الواتس أب، جذبت الهاتف وجدت إشعار وصول رسالة من رقم غريب فتحت الهاتف وجدت مغزاها:
"فاكرة لما تعملي ليا بلوك ومترديش علي أرقام غريبة كده هتخلصي مني؟ لأ يا حلوة هجيبك هجيبك وإذا كان مأنة نفسك علي السفر برة مصر وسيباني أنا هنا أواجه مصيري مش هيحصل الأفضل ليكِ تعقلي وتكلميني وإلا قسمًا بربي هبعت التسجيلات إلي بصوتك وتروحي لحبل المشنقة يا حلوة وأنا مفيش دليل ضدي غير شهادتك وبس "
شحب وجهها من تهديده وقامت برفع الحظر عن رقمه وقامت بالإتصال به وانتظرت حتي جائها الرد:
-عايز إيه مني؟
أحمد:
-إنتِ عارف كويس أوي عايز إيه مليون جنيه أمن نفسي وأخد مراتي وعيالي ونسافر يا إما عليا وعلي أعدائي .
صاحت بانفعال:
-يا بني أدم إنتَ إفهم أنا مش معايا المبلغ ده ولا حتي نصه آخر فلوس معايا كان ١٠٠٠٠٠ألف إلي حضرتك أخدتهم مني.
أحمد:
بجد ؟ هو إنتِ فاكرة إني أهبل وغبي عشان أصدق إنك مش معاكِ فلوس شكلك ناسية إني عارف كويس إنتِ متجوزة ومين ويملك إيه عقلك في راسك تعرفي خلاصك.
صمتت قليلًا قبل أن تحسم أمرها وتتحدث بمكر:
-خلاص موافقة نتقابل بكره الساعة ١١ بالليل في المقطم.
أحمد:
والفلوس ؟ 
ردت بدهاء:
-أطمئن هكتب ليك شيك يصرف لحامله.
أحمد:
حلو أوي كده نبقي صحاب وحبايب بس الساعة جت ١١ ونص حضرتك مجتيش ١٢ إلا ربع التسجيلات هتكون أتبعتت لوكيل النيابة جاسر باشا النعماني سلام يا ست الكل.
أغلق في وجهها الهاتف وهي تصيح بتوعد:
-أه يا حيوان يا زبالة يبقي تستاهل إلي هيحصل فيك مفيش قدامي غير كده.