-->

رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 70 - 1 - الأربعاء 5/2/2025

  

  قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر


رواية تائهة في قلب أعمى

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل السبعون

1

تم النشر الأربعاء

5/2/2025



"الفرحة التي تأتيك بعد حزنًا لا تنسي فكأنها الترياق الذي يداوي أحزانك"


نهض من فوق الأرض وهو يمسح دموعه بأطراف أصابعه، واتجه إلي زوجته التي تنظر له بأعين دامعة هي الأخرى، وضع قبلة فوق رأسها بحنان وهمس بحب:


-مبارك يا صفا مبارك يا قلبي وعمري كله مبارك يا سبب فرحتي وجنتي في الأرض من يوم ما دخلتي حياتي كل يوم بفرحة جديدة رغم إنك مشوفتيش مني غير الوجع والظلم والحزن لكن كل مرة إنتِ بتقابليه بالفرح والسعادة وبس.


ابتسمت صفا من بين دموعها:


-ربنا يخليك ليا يا حبيبي وميحرمنيش منك أبدًا وزي ما أنا كنت سبب سعادتك إنتَ كمان سبب سعادتي ربنا يخليك ليا يا حبيبي ويبارك لينا في أولادنا.


حمحمت الطبيبة بحرج:


-مش حابين تسمعوا صوت الجنين ؟


حول الإثنين بصرهم سريعًا لها وتحدثوا بتلهف:


-لأ طبعًا عايزين.


تبسمت الطبيبة بخفة وبالفعل أسمعتهم نبض طفليهما، ومع كل نبضة كانت تهبط علي أذني ياسين وصفا كانت تطرب أذنيهم، ظلوا علي وضعهم هذا حتي مر نصف ساعة وتململت الطبيبة في جلستها:


-أحم مش كفاية كده يا دكتورة صفا ؟


أومأت بإيجاب:


-تمام يا دكتورة كفاية.


أغلقت الطبيبة الجهاز و نهضت إلي مكتبها، بينما ساعد ياسين زوجته أن تنهض وتهندم ملابسها ووقف شاردًا، انتبهت إلي شروده وتسألت باهتمام :


-مالك يا حبيبي سرحان في إيه؟


رد بعبوث:


-صفا هو ممكن نجيب جهاز سونار في البيت عشان نسمع صوت البيبي كل يوم.


رمقته بعدم تصديق:


-إيه ؟ لأ طبعًا يا حبيبي وبعدين السونار الكتير غلط علي البيبيهات أصلًا.


إمتعض وجهه بحزن:


-يعني مضطرين نسنتي سبع شهور وعشرين يوم علي ما يوصلوا بالسلامة عشان أسمع صوتهم؟ وأشوفهم زي ما أنا عايز؟


أومأت بإيجاب:


-أيوة يا حبيبي ويلا نروح للدكتورة.


اتجهوا إلي مكتب الطبيبة وجلسوا الإثنين علي المقاعد في مواجهة بعضهم، بينما كانت الطبيبة منهمكة في كتابة الروشتة الطبية الخاصة بصفا وما أن انتهت مدت يدها إلي صفا وتحدثت بعملية:


-العلاج ده حضرتك هتمشي عليه لغاية ما نتقابل الشهر الجاي يا دكتورة صفا طبعًا مش محتاجة أوصيكِ علي الراحة والبعد عن أي ضغط نفسي غير لازم تتغذي كويس دول توأم مش طفل واحد.


تسأل ياسين باهتمام:


-طيب هي طبيعي ترضع يا دكتور ولا هيبقي في غلط عليها؟


ردت الطبيبة بعملية:


-طول ما هي بتتغذي كويس أوي وماشية علي علاجها تقدر ترضع طبيعي ومفيش أي ضر ولا عليها ولا علي الأطفال سواء الحمل أو الطفل الموجود لكن أهملت طبعًا هنضطر نوقف الرضاعة الطبيعية.


نظر ياسين إلي صفا وأضاف بمغزي:


-أظن سمعتي كلام الدكتورة يا دكتورة صفا وأظن زي ما الدكتورة قالت لازم نهتم بالأكل بتاعنا والعلاج.


ردت بهدوء:


-حاضر يا حبيبي أطمئن.


ألتفت إلي الطبيبة وهتفت مبتسمة:


-شكرًا لحضرتك يا دكتورة.


ردت الأخري بعملية:


-العفو يا دكتورة علي الرحب والسعة.


❈-❈-❈


خرجوا من غرفة الفحص وأثناء سيرهم تقابلوا مع الدكتور عصام الذي أقترب منهم سريعاً وتسأل باهتمام:


-ياسين باشا دكتورة صفا أنتوا بخير ؟ 


ردت صفا مبتسمة:


-أهلًا يا دكتور أخبار حضرتك إيه.


تحدث بهدوء:


-أنا الحمد لله بخير مين إلي تعبان ؟


أشار ياسين علي اللافتة الموضوعة فوق الباب:


-عيادة النساء والتوليد أكيد هتبقي صفا مش أنا.


تجرج صفوت وهتف معتذرًا:


-أسف مأخدتش بالي والله بس من خضتي عليكم خير يا دكتورة صفا حضرتك بخير؟


تطوع ياسين بالرد بإختصار:


-دكتورة صفا بخير الحمد لله هو كل الحكاية إننا منتظرين بيبي جديد.


أتسعت إبتسامته وقال:


-بسم الله ما شاء الله مبارك يا دكتورة صفا مبارك يا ياسين باشا.


رد بهدوء:


-الله يبارك في حضرتك.


ردت صفا مبتسمة:


-الله يبارك في حضرتك يا دكتور.


أستأذن منهم وغادر:


-مبارك مرة تانية بعد إذنكم عندي عملية دلوقتي.


أومأ بتفهم:


-أتفضل.


غادر تاركًا ياسين يتنهد بإرتياح:


-كويس إنه مشي شخص حشري بشكل.


رمقته صفا بعتاب:


-مش حشري هو كل الحكاية بيعتبرني زي بنته وبيخاف عليا وهو ونور من أكتر الناس إلي وقفوا جنبي ومع الأسف إنتَ ما شاء الله عليك يا حبيبي مش متقبل الأتنين ولا حتي مستحمل ليهم كلمة.


حثها علي السير متجهين إلي الأسانسير وتحدث بنبرة متهكمة:


-ما هو مش ذنبي الصراحة يا صفا بسم الله ما شاء الله يعني عليهم الأتنين لا يطاقوا بجد.


زجرته بعتاب وقالت:


-حتي لو مش يطاقوا زي ما إنتَ بتقول يا حبيبي حاول علي الأقل تتقبلهم عشاني أنا ممكن ؟


قطع حديثهم وصول الأسانسير وخروج دكتور حسن منه الذي ما إن رأي صفا حتي أتسعت إبتسامته:


-دكتورة صفا حمد الله على السلامة وأنا بقول المستشفي نورها زايد ليه النهاردة ؟!


رد ياسين محذرًا:


-من شدة الإضاءة أكيد يا دكتور ولا رأي حضرتك إيه!


ابتلع الآخر ريقه بتوتر ورد بتلهف:


-أه أه طبعًا وكمان نور حضرتك البقاء لله أنا جيت العزاء بس معرفتش أعزي حضرتك بشكل خاص.


رد ياسين بهدوء:


-سبحان من له الدوام بعد إذنك يا دكتور.


اتجه إلي الأسانسير بعد أن طوق خصر زوجته المصون بتملك معلنًا صك ملكيته عليها. 


❈-❈-❈


في فيلا ياسين المحمدي كانت تجلس هناء برفقة سلوي التي تداعب الصغير بحنان.


تحدثت هناء بحنان:


-سبحان الله خبر حمل صفا خلا ياسين يرجع زي الأول تاني والإبتسامة تنور وشه من تاني.


أيدتها سلوي بتأكيد :


-عندك حق ومش بس ياسين سبحان الله خبر حملها رد لينا كلنا الروح ربنا يكملها علي خير يارب العالمين وتقوم بالسلامة هي وإلي في بطنها وعقبالك يا نور يا بنت عايدة عايزين فرحتنا تكمل بحملها.


أمنت علي دعائها:


-يسمع منك ربنا اللهم أمين يارب العالمين أهو حمل نور ده إلي هيخليها تعقل وتبقي هادية وراسية كده.


قطع حديثهم رنين جرس الباب.


نهضت هنآ هناء قائلة:


-هروح أفتح يمكن ياسين وصفا رجعوا.


اتجهت إلى الباب وقامت بفتحه تفاجأت بنور وأمير تبسمت بحب ورحبت بهم ودلفوا سويًا اتجهوا إلي سلوي وتبادلوا السلام والتحية وجلسوا سويًا .


تسأل ياسين باهتمام:


-ياسين لسه في أوضته ولا إيه؟


ردت سلوي بنفي:


-لأ يا حبيبي خرج هو وصفا راحوا الفيلا القديمة ياسين هيجيب الورق المهم من هناك.


أومأ بتفهم:


-تمام.


تحدثت نور بحماس:


-أنا عندي خبر حلو أوي ليكم بس هستني لما صفا ترجع و..


قطع حديثهم فتح باب الفيلا ودلوف ياسين وصفا اقتربوا منهم وتبادل الجميع التحية وبعد ان جلس الجميع.


تحدثت نور بلهفة:


-عندي ليكم خبر حلو أوي يا صفا.


تبسمت صفا وقالت:


-وأنا كمان عندي ليكم خبر حلو أوي غير إلي ماما سلوي وهناء عرفوه الصبح.


تساءلت نور  بفضول:


-إيه ده عندك خبرين حلوين ليا قولي يا صفا.


هتفت صفا بنبرة حماسية:


-طيب إيه رأيك نقول أحنا الأتنين مع بعض.


صقفت نور بحماس:


-حلو أوي موافقة يلا بينا .


نطق الاثنين في نفس واحد بحماس شديد؛


نور:


-أنا حامل يا صفا خلاص هبقي مامي.


صفا:


-أنا حامل في توأم يا جماعة .


صمت مطبق سيطر على الجميع قاطعته سلوي التي نظرت إلي نور وتسألت بلهفة:


-إنتِ حامل فعلًا يا نور؟


حركت رأسها بإيجاب:


-أيوة حامل وصفا كمان حامل في توأم؟


أومأت صفا بإيجاب:


-أيوة الحمد لله.


نهضت نور بتلهف واتجهت إلي صفا تقوم بضمها وكذلك فعلت صفا.


تبسمت سلوي بحب:


-بسم الله ما شاء الله ربنا يكمل ليكم علي خير وتقوموا بالسلامة يارب العالمين أنا النهاردة فرحتي متتوصفش يا ولاد ولادي قدام عيوني فرحانين.


حولت بصرها تجاه حفيدها الغافي بأحضانها بحنان:


-وحفيدي وفرحة عمري في حضني وأخواته وإبن عمه جايين ألف حمد وشكر ليك يا رب العالمين .


أكدت هناء بفرحة:


-اللهم بارك يارب العالمين ربنا يحرسكم من العين يا ولاد.


نهض ياسين وضم أمير بأخوة:


-مبارك يا أمير هشوف أب أهو أخيرًا.


عقب أمير ممازحًا:


-أنتم السابقون ونحن اللاحقون يا ياسين باشا بقيت أبو العيال رسمي فهمي نظمي ربنا يجبهم بالسلامة يارب العالمين.


أمن ياسين علي دعائه:


-اللهم أمين يارب العالمين.

الصفحة التالية