رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 71 - 1 - الخميس 6/2/2025
قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية تائهة في قلب أعمى
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة زينب سعيد القاضي
الفصل الواحد والسبعون
1
تم النشر الخميس
6/2/2025
"حياتنا ما هي إلي خيط مرسوم نتبعه مساره الصحيح حتي نصل الي مبتغانا"
بعد مرور نصف ساعة كانوا يهبطوا الدرج متشابكِ الأيادي وياسين يحمل الصغير بين أحضانه، وجدوا والدتهما يجلسون سويًا بالأسق كعادتهم، اتجه كل منهم إلي والدته مقبلًا جبهتها بحنان وبعدها تبادلوا الأدوار كل منهم يقبل جبهة حماته؛ آخذت سلوي الصغير من ياسين تقبله بحنان:
-قلب وعقل تيتة صحي النوم يا حبيبي.
ابتسم لها الصغير ببراءة، فوضعت قبلة فوق جبينه بحنان:
-يا صغنن إنتَ بتضحك لتيته.
حولت بصرها إلي ياسين وصفا الذين يقفون يتابعوها مبتسمين وتسألت باهتمام:
-انتوا خارجين يا ولاد ؟
أومأ ياسين بإيجاب:
-أيوة يا ماما صفا هتنزل شغلها وأنا رايح شركة.
ألتفت هناء إلي صفا بحنان وقالت:
-طيب يا بنتي ما تريحي إنتِ حامل وتعبانة ؟
ردت بهدوء وقالت
-أنا بخير والله يا ماما أطمني بس زهقت من قاعدة البيت ومتقلقيش لو تعبت هقعد من نفسي.
أومأت بتفهم وقالت:
-طيب يلا يا ولاد أفطروا قبل ما تنزلوا مفيش نزول من غير فطار.
نظرت إلي صفا وأضافت بمغزي:
-وإنتِ أعملي حسابك تفطري معانا وتفطري تاني بالشغل وخليكي مع نور عشان أبقي المطمئن عليكِ إنك هتأكلي في الشغل.
تهكم ياسين قائلًا:
-والله أنا كده إلي هخاف أحسن ما تجوع وتأكل صفا.
حركت صفا رأسها يمينًا ويسارًا بقلة حيلة:
-لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم والله ما عارفة يا حبيبي إنتَ ونور إمتي هتتقبلوا بعض الصراحة ؟!
انتبهت الي شئ وتسألت باهتمام:
-صحيح أمير لسه مردش عليك في موضوع إنهم يقعدوا معانا هنا؟
هز رأسه نافيًا:
-لأ والصراحة قولت أسيبه شوية علي راحته يفكر وإلي شايفه مناسب ليهم يعمله أنا كان غرضي بس نتجمع كلنا ونبقي سوا لكن هما بقي براحتهم.
أومأت بتفهم:
-تمام يا حبيبي فعلاً خلينا نسبهم علي راحتهم بلاش نحسسهم إننا بنضغط عليهم.
❈-❈-❈
وضعت الإفطار علي السفرة ونادت علي زوجها وجلست تتناول الطعام بنهم، خرج أمير من الغرفة مرتديًا حلته واتجه إلي السفرة وجلس جوارها ومازحها قائلًا:
-طيب كنتِ أستنيني طيب أنا بردوا جوزك حبيبي .
ابتلعت ما في جوفها وهتفت ببساطة:
-أنا كده كده ببدأ قبلك وبخلص بعدك يا حبيبي.
تبسم ساخرًا وعقب:
-عليكِ تلقائية يا نور تودي في داهية وحياة ربنا المهم فكرتي في الموضوع ؟
قطبت جبينها بحيرة؛ وتسألت باهتمام:
-موضوع إيه مش فاهمة ؟
رد بإختصار:
-موضوع إننا نعيش مع ياسين وخالتو.
تركت الطعام من يدها وهتفت بهدوء:
-هو شئ كويس بس أولًا أنا شخصيًا مش هيبقي علي راحتي هبقي مكسوفة وأنا داخلة المطبخ أدور علي أكل أو وأنا داخلة أعمل حاجة مش هبقي علي راحتي وهكون حاسة إني غريبة غير إن كلامك صح هو بيت ياسين وبالتالي هيرفض إنك تساهم في الصرف.
قاطعها بحزم:
-لأ طبعًا كنت هصرف زي زيه يا حبيبتي بس طالما مش هتبقي مرتاحة خلاص المهم عندي راحتك غير إن صفا هتبقي مقيدة ومش واخدة راحتها في وجودي وإنتِ كمان نفس الوضع هتبقي مقيدة ومش واخدة راحتك في وجود ياسين بس أفضل حاجة فعلًا حصلت إن ياسين قدر يقنع خالتو ومامة صفا إنهم يفضلوا معاه.
أومأت بتأكيد:
-عندك حق فعلاً كان لازم يفضلوا معاهم يلا أفطر يا حبيبي عشان متأخرش علي الشغل وإنت َ كمان.
حرك رأسه بإيجاب:
-ماشي يا حبيبتي.
❈-❈-❈
توقفت السيارة أمام المشفي وهبط منها ياسين بعد أن فتح له فرد الأمن الأمن وهبط من السيارة واتجه إلي الباب الآخر وفتح الباب إلي صفا وساعدها أن تهبط من السيارة وقام بإغلاق السيارة من خلال ريموت التحكم، وتحركوا داخل المشفي متشابكِ الأيادي.
أوصلها إلي المكتب الخاص بها وفتح الباب وأشار لها أن تدلف:
-أتفضلي يا دكتورة صفا.
تبسمت بخفة وقالت:
-ياسين باشا المحمدي بيفتح ليا باب المكتب بنفسه؟
تبسم بخفة وأضاف:
-معاكِ إنتِ ياسين وبس يا صفا ياسين الإنسان العاشق الولها.
رمقته بفخرغمغمت بحب:
-ربنا يخليك ليا يا حبيبي وميحرمنيش منك.
رد مبتسمًا:
-ولا يحرمني منك.
تحركت داخل المكتب بإشتياق ويتبعها هو واضعًا يديه داخل جيوبه، بينما هي تتطلع مكتبها بإشتياق فقد مر عام وأكثر لم تدخله؛ اتجهت إلي مقعدها وجلست فوقه بإرتياح وعقبت قائلة:
-ياه يا ياسين مكتبي كان وحسني أوي.
إمتعض وجهها بضيق واستطردت مستفسرة:
-هو إزاي أسمي لسه علي المكتب؟
أجاب بهدوء:
-لإنه مكتبك طبيعي إسمك يبقي علي المكتب.
أومأت بتفهم وقالت:
-أه عارفة ده يا حبيبي بس قصدي طول فترة غيابي الدكتور إلي كان هنا أو الدكتورة إزاي تقبلت إسمي يفضل موجود ؟
أجابها مبتسمًا:
-طبيعي إسمك يفضل موجود لإن مفيش حد دخل مكتبك من الأساس يا صفا.
أتسعت مقلتيها مرددة بعدم تصديق:
-بجد ؟ يعني المكتب اتققل بعد ما أنا مشيت ؟
حرك رأسه نافيًا وعقب بإيضاح:
-محدش دخله لكن فضل مفتوح ويتنضف كل يوم منتظر رجوعك يا صفا .
ابتسمت بحب وتسألت:
-أكيد إنتَ إلي عملت كده ولا دكتور عصام عشان أشكره.
غابت الإبتسامة عن وجهه وتحدث بتجهم:
-نعم يا أختِ دكتور عصام وتشكريه؟ يا فرحتي لأ يا حبيبتي أنا إلي عملت ده كله رغم إلي كان بينا وقت بس عقلي متقبلش حد ياخد مكانك يا صفا وأنا عايزك بس تكلمس دكتور عصام ده ولا جنس راجل حتي عشان وقتها أعلقك من حواجبك يا صفا.
وضعت كفيها تلقائيًا علي حاجبيها وهتفت بتوتر:
-لأ لأ علي إيه الطيب أحسن طبعًا مش هتروح شغلك ؟
رد بملل علميًا المفروض أروح شغلي عمليًا بقي والمهم عندي أفضل قاعد هنا معاكِ.
تبسمت بخفة وتداركت قائلة:
-تصدق فكرة حلوة أوي أحنا فيها وخليك قاعد معايا.
تنهد بأسف:
-ياريت كان ينفع بس لازم أروح الشركة لازم أعرف إلي فات الفترة إلي فاتت عشان أقدر أتابع من تاني.
تساءلت صفا باهتمام :
-وكيل النيابة موصلش لحاجة ؟
حرك رأسه بيأس ورد:
-مع الأسف لأ يا صفا وشكلهم مش هيوصلوا لحاجة أصلًا.
نهضت من مكانها واتجهت له وهتفت بمؤازرة:
-سيبها على الله يا حبيبي ومسير الحق يبان و…
قطع حديثهم إقتحام المكتب عليهم ودخول نور بعاصفتها المعتادة وهي تصيح بلهفة:
-صفا مش معقول مصدقتش إنك رجعتي غير ما شوفتك بنفسي.
انتفض كل من صفا وياسين الذي صاح بحدة:
-إيه ده في إيه ؟ إزاي تدخلي بالطريقة الهمجية دي المفروض تخبطي وتستأذني تدخلي أو لأ.
تجاهلت حديثه ومرت من جانبه وأزاحته جانبًا مغمغمة:
-وسع كده يا أخ عديني
أكملت سيرها تجاه صفا وضمتها بحب إلي أحضانها بحنان:
-وحشتيني يا صفا أوي وأخيرًا رجعتي تاني وأخيرًا الأيام الحلوة هترجع إنتِ وأنا في المستشفى الشخص ده.
رفع ياسين حجبيه بتجهم:
-نعم ؟ شخص كمان ؟
ألتفت إلي صفا وتحدث بغيظ:
-أنا همشي يا صفا ومتروحيش لوحدك هعدي عليكِ أخدك وأنا راجع سلام يا حبيبتي وربنا يتولاكِ علي ما إبتلاكِ سلام عليكم ورحمه الله.
كبتت صفا ابتسامتها وردت:
-وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
بعد مغادرته تسألت نور بغيظ:
-شايفة جوزك بيعاملني إزاي ؟ علي فكرة بقي أنا مستحملاه عشان خاطرك ده أنا حتي بعامله أحسن معاملة.
رمقتها صفا شذرًا وردت ساخرة:
-بجد كده بتعامليه أحسن معاملة ؟ طيب لو بتعمليه بقي أسوأ معاملة هتعامليه إزاي يا آخرة صبري ؟ المصيبة إنك إنتِ إلي غلطانة دلوقتي وبردوا بتقاوحي خلينا في المهم روحتي للدكتورة تطمني علي الحمل ؟
جلست نور علي طرف المكتب وردت بنفي:
-لأ لسه.
تعجبت صفا وتسألت باهتمام:
-لأ ليه ؟
ردت بنور بتوتر:
-مكسوفة يا صفا أنا أول مرة أبقي حامل هروح أقولها إيه ؟
أتسعت عين صفا بصدمة وتحدثت بنبرة متهكمة:
-بجد مكسوفة ؟ إنتِ يا نور تتكسفي من حاجة عجايب والله يا حبيبتي وبعدين إيه هتقولي ليها إيه ما هو طبيعي يعني إنتِ متجوزة يبقي يا أما حامل أو فيه مشكلة بلاش تشليني يا نور وروحي أطمني.
أومأت بإيجاب:
-طيب بس أبقي تعالي معايا هتكسف أخد أمير معايا .
حركت رأسها بقلة حيلة وقالت:
-هتتكسف من جوزك ؟ ماشي يا نور حاضر هاجي معاكِ المهم تروحي يا آخرة صبري عشان نطمئن عليكِ.
تساءلت نور بغباء:
-تطمني عليا ليه هو أنا تعبانة.
-فل إنتِ فل الفل كمان يا نور.
نطقتها صفا ساخرة، قبل أن تكمل متهكمة:
-أنا لو ولدت قبل معادي هيكون علي يدك والله.
ردت نور بملل:
-مش هرد عليكِ المهم أنا جعانة تأكلي معايا ؟
حركت رأسها نافية وعقبت قائلة:
-لأ فطرت قبل ما أخرج.
تهكمت نور ساخرة:
-وإيه يعني ما أنا فطرت قبل ما أخرج ودلوقتي بقي أنا جعانة أوي .
قلبت عينيها بضجر وتداركت قائلة:
-نور حبيبتي إيه رأيك تطلعي من فوق دماغي وتروحي مكتبك تأكلي وتشربي وتعملي كل إلي نفسك فيه.
ضيقت نور عينيها وتساءلت:
-إنتِ بتطرديني يا صفا ؟
أومأت بإيجاب:
-أيوة أتفضلي وخدي الباب في إيدك.
رمقتها شذرًا وهتفت موبخة:
-بكره تحسي بخيري لما تلبسي في غيري .