-->

رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 72 - 1 - الجمعة 7/2/2025

  

  قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر


رواية تائهة في قلب أعمى

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل الثاني والسبعون

1

تم النشر الجمعة

7/2/2025



"من تدخل فيما لا يعنيه سمع لا يرضيه، فكما لا تحب أن يتدخل أحد بحياتك فعليك إنتَ الآخر ألا تدخل في حياة غيرك"


تحدثت نور بانتباه:

-صحيح يا صفا ده جه يتكلم معايا بخصوصك من فترة كده وبخصوص ياسين بمعني أصح كده مش مصدق الكلام إلي أتقال في القاعة.

تنهدت بضيق وقالت:

-هو لو كل واحد خلاه في حاله هيحصل حاجة ؟ ليه دائمًا الناس تسيب إلي في إيدها وتبص في إيد غيرها.

تحدثت نور بحذر:

-بصراحة بصراحة أنا كنت بحسه يعني ميال ليكِ يا صفا ولما أتقدم ليكِ فعلاً اتأكدت من ده.

زجرتها صفا بعنف:

-نور بطلي هبل وحتي لو كلامك صح أصلًا منقوليش بردوا ربنا يهدي حاله ويهدي سره بعيد عنا.

أومأت نور بإيجاب وردت:

-خلاص خلاص متقلبيش عليا وإبتسمي كده بلاش كأبة عشان البيبهات يطلعوا بشوشوين صحيح إنتِ نفسك في بنات ولا ولاد يا صفا؟ الصراحة الصراحة أنا نفسي في بنت وولد.

ردت صفا بهدوء:

-كل إلي يجيبه ربنا كويس يلا هرجع أنا مكتبي محتاجة حاجة ؟

حركت رأسها نافية:

-لأ هرجع مكتبي أتصل بأمير أفرحه بالخبر ده.

اعترضت صفا واستطردت بإيضاح:

-لأ طبعًا بلاش يا نور لما ترجعي البيت بالسلامة تعرفيه بشكل كويس كده لكن مش بالتليفون.

استحسنن نور فكرتها:

-مممم تمام عندك حق هبلغ ماما وبابا ولما أرجع أكلمه.

أومأت الأخري بتفهم وغادرت حل منهم إلي اتجاه متوجهين إلي مكاتبهم.

❈-❈-❈

ملت من مشاهدة التلفاز وقراءة المجلات خرجت إلي الحديقة تسير بها قليلًا متنعمة بشمس الشتاء الدافئة، اتجهت إلي الأرجوحة وجلست فوقها وهي تحركها بقدميها بشرود.

-ينفع أقعد معاكِ ولا أمشي؟

ما أن إستمعت إلي الصوت انتفضت من مكانها بسعادة وهي تلقي نفسها بأحضان والدها:

-بابي إيه المفاجأة الحلوة دي.

قبل جبهتها، وابتعد عنها وتحدث بنبرة معاتبة:

-زعلان منك يا فريدة كده بردوا أرجع يومها تكوني مشيتي وكل يوم أكلمك وانتظر إنك تقولي إنك جاية ومتجيش يا فريدة.

نظر لها بتمعن وتسأل باهتمام:

-إيه إلي خلاكِ تمشي بعد ما أنا مشيت علي طول يا فريدة في حاجة حصلت ؟ ماما قالت حاجة زعلتك؟

تهربت من حصر نظراته وقالت:

-تعالي يا بابي أتفضل ندخل جوه .

جذبها من يدها وجلس على الأرجوحة وأجلسها جواره وتسأل بحيرة:

-ممكن أفهم بقي في إيه ؟

ردت بتهرب:

-حضرتك تشرب إيه يا بابي؟ أعمل حسابك إنتَ مش هتروح النهاردة وهتقعد معايا نتغداء سوا.

صاح بانفعال:

-أنا ولا جاي أكل ولا أشرب أنا جاي عايز أفهم يا بنتي ريحي قلبي وطمنيني إيه إلي حصل بعد ما أنا مشيت أمك قالت إيه ليكي قلبك كده ومخليكِ رافضة تيجي؟! أتكلمي يا فريدة وصارحيني بالحقيقة لو خايفة أتخانق أنا ومامتك فمتخفيش ده بقي الروتين العادي أنا ومامتك بنشد كل شوية أتكلمي بقي ريحي قلبي عملت مصيبة إيه تاني مش كفاية الكارثة السودة إلي عملتها ومش عارف أتصرف فيها.

قطبت جبينها بحيرة وتسألت:

-كارثة إيه يا بابا ماما عملت إيه طمني؟

رد باختصار:

-مش مهم عملت إيه أنا هتصرف يا حبيبتي طمنيني عنك إنتِ إيه إلي حصل منها ؟

تنهدت بحزن واستطردت بإبانة:

-مش عاجبها معاملة شريف وأسلوبه معاها.

أومأ بتفهم وقال:

-عارف طبعًا إنه مش هيعجبها عشان راجل بجد هتلاقيها كانت عايزة تجوزك واحد من بتاع بابي ومامي عشان يبقي جوز الست كملي يا بنتي وبعدين ؟

❈-❈-❈

هتفت بارتباك:

-عايزة تطلقني منه عشان تجوزني واحد مناسب ليا من وجهة نظرها طبعًا أختلفنا وأتخانقت أنا وهي آول شريف شخص كويس ومحترم وأنا خلاص عايزة أستقر عايزة أبقي إنسانة سوية لكن هي مش فارق معاها كل ده لأ أنانية كالعادة ومش بتفكر غير في نفسها وبس.

حرك رأسه بيأس ورد بانفعال:

-مش كفاية إلي عملته كمان عايزاكِ تطلقي وتخرب بيتك ربنا يستر من إلي جاي .

حول بصره إلي الأرض وتحدث بخزي:

-أنا أسف يا بنتي حقك عليا سامحيني مقدرتش أختار ليكي الأم الصح ولا حتي أنا كنت الأب الصح ومع الأسف إنت إلي بتجني إلي زرعناه.

ربتت علي ظهره بحنان وقالت:

-هون علي نفسك يا بابا وبعدين مش غلطكم لوحدكم أنا كمان كنت غلطانة وكان ليا دور كبير زيكم في تدمير حياتي بس الحمدلله خلاص فوقت من إلي أنا فيه.

ألتفت لها والدها بحزن وقال:

-ربنا يبارك فيكِ يا بنتي ويسعدك يارب العالمين فريدة إنتِ ليه مروحتيش للدكتورة عشان موضوع الحمل يا بنتي عارفة إنك متجوزة من قريب بس أكيد الموانع إلي كنتِ بتاخديها أيام ياسين أصرت عليكِ يا بنتي خلينا نلحقها في الأول نفسي أشوف ولادك قبل ما أموت يا حبيبتي .

هتفت بتلهف:

-بعد الشر عنك يا حبيبي ربنا يبارك ليا فيك.

تبسم بحب وقال:

-ويبارك ليا فيكِ يا قلب أبوكي عايزك تتأكدي يا فريدة إني دائمًا في ضهرك وإلي إنتِ عايزاه هو إلي هيحصل طمنيني عنك مرتاحة فعلاً مع شريف ؟ 

تنهدت بشرود وقالت:

-هو لو علي المعاملة بيعاملني كويس هادي عاقل كل حاجة بحساب بس أنا أتعودت علي نظامه.

تسأل بمغزي:

-طيب وزياد إبنه أخباره إيه معاكِ يا بنتي؟ 

تبسمت بخفة وعقبت قائلة:

-ده بقي حتة بسكوته هو إلي خلي لحياتي معني كل ما أشوفه بستغبي نفسي إني حرمت نفسي السنين إلي فاتت دي كلها إني أكون أم.

أومأ بتفهم وقال:

-النصيب يا فريدة حتي لو إنتِ كنتِ عاملة حسابك ميحصلش حمل وربنا أراد إن يحصل حمل وتخلفي من ياسين كنتِ خلفتي يا فريدة متفكريش في إلي فات الماضي عدا وانتهي خلاص خلينا في إلي جاي يا حبيبتي وأهم حاجة إنك مرتاحة مع شريف وهو فعلًا شخص كويس ومحترم هو جاد بس وعصبي لكن أنا واثق يا حبيبتي إنك هتقدري تتعاملي معاه كمان وكل حاجة هتلين الست الشاطرة هي إلي تعرف مداخل جوزها وإزاي تكسبه عارف إن المفروض إن والدتك إلي كانت تقولك الكلام ده بس مع الأسف غدير نفسها متعرفش الكلام ده لكن عشان أنا كنت بحبها مكنتش بحب أزعلها ومع الأسف وصلنا لنهاية المطاف إلي وصلنا ليه.

ضيقت عيناها واستفسرت:

-بابا هو أنا ليه حاسة إن في حاجة حصلت وحضرتك مخبيها عني ؟! ماما عملت إيه يا بابا مخلي حضرتك مش متقبلها كده؟ عشان موضوع أحمد المحمدي بردوا هو مات وخلاص يا بابا.

أرتعب أوصاله وتسأل بحذر:

-موضوع أحمد المحمدي ؟! قصدك إيه يا فريدة ؟

ردت بحيرة:

-هيكون قصدي إيه يا بابا لما راحت لياسين وأحمد المحمدي وحصل إلي حصل هي عملت حاجة تاني ؟

تنهد بإرتياح وقال:

-لأ لأ هو عشان الموضوع ده يا حبيبتي.

تذكرت شئ واستطردت بإضافة:

-صحيح لما روحت مع شريف نعزي ياسين وقتها قال إن الفرامل مقطوعة بفعل فاعل مش مجرد حادثة وإن النيابة فتحت التحقيق في القضية من تاني.

ابتلع ريقه بتوجس وتدارك مستفهمًا:

-ومقالش حاجة تاني ؟

حركت رأسها نافية:

-لأ.

تنهد بإرتياح وقال:

-تمام يا حبيبتي يلا هستأذن أنا محتاجة حاجة ؟

عاتبته قائلة:

-هتمشي بردوا ؟ حضرتك مشربتش حاجة حتي؟

قبل جبهتها بحب:

-مرة تانية يا قلب بابا خدي بالك من نفسك سلام عليكم.

رد مبتسمة:

-وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

غادر صفوت بينما تهاوت هي علي الأرجوحة مرة آخري بشرود:

-مش قادرة أصدق يا بابا قلبي بيقولي إن حضرت مخبي عني حاجة بس إيه هي مش عارفة أتمني إن يكون خير مش مصيبة جديدة من مصايبك يا ماما لإن مع الأسف مبقاش عندي حاجة أخسرها أكتر من إلي خسرتها.

❈-❈-❈

بعد يوم عمل طويل وشاق، استقلت السيارة جوار زوجها الذي بدأ القيادة وألتفت لها يتسأل باهتمام:

-أخبارك يا قلبي يوم كان عامل إزاي؟

أردفت صفا بحماس:

-كان ممتع أوي يا حبيبي الشغل كان وحشي أصلًا.

تبسم بهدوء وقال:

-طيب كويس.

رمقته متسائلة هي الآخري:

-وإنتَ يا حبيبي أخبار يومك كان ماشي إزاي؟ حلو ؟

أغمض عيناه بحزن وهتف بإستياء:

-مش متعب علي قد ما كان صعب إني أخد مكان بابا يا صفا النهاردة كنت في مكتبه حتي الإجتماع كنت أنا كمان إلي مترأسه يا صفا كل حاجة صعبة عليا بجد.

أومأت بتفهم:

-معلش يا حبيبي كل حاجة في الآول صعب طيب أنا عندي خبر حلو ليك.

حول بصره بينها وبين الطريق أمامه وتسأل باهتمام:

-خير يا قلبي قولي ؟

تحدثت بحماس:

-نور.

قاطعها بتهكم:

-نور!! كده خبر حلو ؟! أمال الخبر الوحش هيكون إيه بس؟!

تبسمت بخفة وعقبت قائلة:

-يا سيدي إسمع الأول بس وبعدين قول الخبر حلو ولا وحش نور حامل في التوأم هي كمان.

ابتسم تلقائيًا وألتفت لها بعدم تصديق:

-بجد يا صفا؟

حركت رأسها بإيجاب:

-بجد يا حبيبي.

تمتم بفرحة:

-بسم الله ما شاء الله تبارك الله يا صفا إنتِ هتجيبي توأم وهي كمان هتجيب توأم أمير عرف ولا لسه عشان أكلمه أبارك ليه؟

ردت بهدوء:

-لأ لسه لما تروح هتبلغه بارك ليه بكره بإذن الله يكون عرف.

أومأ بتفهم:

-تمام بإذن الله تعالى صحيح أمير بلغني رأيه النهاردة.

تساءلت باهتمام:

-خير يا رب.

تنهد بأسف وقال:

-رافض مع الأسف وأنا محبتش أجادله سبته علي راحته.

أيدته بتأكيد:

-كويس يا حبيبي طبعًا ده الأفضل سيبه علي راحته والبيت مفتوح ليهم في أي وقت لو حب يغير رأيه وأعتقد ده هيحصل لما نور تولد هيبقي حابب ولادنا يتربوا سوا فمتزعلش سيبها علي الأيام.

أومأ بتفهم:

-تمام يا صفا.


الصفحة التالية