رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 74 - 1 - الإثنين 10/2/2025
قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية تائهة في قلب أعمى
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة زينب سعيد القاضي
الفصل الرابع والسبعون
1
تم النشر الإثنين
10/2/2025
"رب أخًا تهبه لك الأيام ويكون أقرب إليك من شقيقك الذي من دمك ولحمك"
تبسمت بهدوء وقالت:
-أطمئن يا دكتور هقدر بإذن الله .
رد مبتسمًا:
-تمام أنا هتواصل مع زوجها وبإذن الله يجي لحضرتك في أقرب وقت يعرفك ظروفها وبعدين يجبها لحضرتك .
أومأت بتفهم:
-تمام يا دكتور.
تسأل باهتمام:
-لسه مفيش أخبار عن القضية ؟
قطبت جبينها بحيرة وتسألت:
-هو حضرتك عرفت منين ؟
تبسم بهدوء ورد:
-وكيل النيابة يبقي أخويا الصغير.
أومأت بتفهم:
-صح صح افتكرت نور كانت قالت ليا بس نسيت.
عند ذكر إسمها اقتحمت نور المكتب بمرح:
-إيه يا صفا فين يا بنتي أنا هموت من الجوع و..
بترت جملتها ما إن رأت بيجاد اقتربت علي الفور مرددة بعدم تصديق:
-مش معقول دكتور بيجاد بجلالة قدره عندنا هنا في المستشفى يا مراحب يا مراحب.
تبسم بهدوء وقال:
-إزيك يا دكتورة نور أخبارك إيه؟
ردت مبتسمة:
-بخير الحمد لله أنبسط أوي إني شوفت حضرتك بس زعلانة منك أوي إنك مجتش فرحي حتي بلغت ده لأخو حضرتك سبحان الله أنتوا فولة وانقسمت نصين بلغك صح؟
غمغم معتذرًا:
-أيوة بلغني يا دكتورة بس أسف والله كنت في البلد ومعرفتش أحضر.
أومأت بتفهم:
-تمام يا دكتور حصل خير وسعيدة جدًا إني شوفت حضرتك هنا.
رد بمجاملة:
-أنا أسعد يا دكتورة.
نهض بيجاد مغلقًا أزرار حلته وتحدث بنبرة هادئة موجهًا حديثه إلي صفا:
-طيب هستأذن أنا يا دكتورة صفا وبإذن الله زوجها هيجي لحضرتك أو يتواصل معاكِ في أقرب وقت إسمه يوسف عبدالرحمن المغربي طبعًا مش محتاج أوصيكي عليهم غير طبعًا الموضوع ده سري أكيد.
أومأت بتفهم:
-أطمئن يا دكتور وشرفتنا الزيارة السعيدة دي.
تبسم بهدوء:
-أنا أسعد سلام عليكم ورحمه الله .
❈-❈-❈
غادر بيجاد وتساءلت نور بتلهف:
-الكلام علي إيه يا صفا أنا بجد مش مصدقة إن دكتور بيجاد النعماني بجلالة قدره يجي ليكِ إحنا نقعد نأكل كده علي رواقة وتحكي ليا كل حاجة من طقطق لسلامه عليكم.
ضربت كف بكف وصاحت بتوبيخ:
-هو إيه إلي أحكيلك من تقطق لسلامه عليكم إنتِ هبلة يا نور؟ مش لسه الراجل قايل قدامك يا بنتي الموضوع سر سمعتي صح أكيد ولا مسمعتيش ؟
ردت نور بملل:
-حتي لو سمعت عادي جدًا هو يقول سر براحته لكن أنا وإنتِ أصحاب ومفيش بينا أسرار قولي بقي.
حركت رأسها نافية وعقبت قائلة:
-لأ مش هقول ريحي نفسك يلا عشان نروح عشان تأكلي يا ست هانم.
تسألت نور بفضول:
-وإنتِ مش جعانة ؟
حركت رأسها نافية وهتفت بضيق:
-مش عايزة أكل يا نور قرفانة من الأكل الصراحة.
رمقتها نور بإستياء وردت بتباهي:
-يا خيبتك قرفانة من الأكل الصراحة الأكل ده متعة يا بنتي الأكل إيه الأكل متعة يا صفا بنتمتع بيها وأهم حاجة بقي إن مش بتخن.
أيدتها نور بتأكيد:
-صح أهم حاجة فعلًا إنك مش بتتخني لإن لو جسمك كان تخن كنتِ هتبقي ولا ١٠٠٠طن دلوقتي يا حبيبتي ما شاء الله عليك يعني قدامي يا نور قدامي يا آخرة صبري .
❈-❈-❈
ظلت تفكر في طريقة تقابل بها ياسين المحمدي لم تجد حل سوي أن تذهب إليه في الشركة حتي يتثني لها رؤيته وبالفعل إرتدت ملابسها المكونة من درس طويل محتشم وحجاب بسيط، استقلت سيارة أجرة ووصلت إلي شركة المحمدي دخولها لم يكن هين الأمن رفض أن يدخلها من الأساس، ظلت جالس علي رصيف الشركة حتي رأته يخرج من الشركة متوجهًا إلي سيارته ركضت تجاهه بتلهف:
-ياسين باشا لو سمحت.
اقترب منها الأمن كي يبعدها لكنه أوقفهم بإشارة من يده وتحدث بهدوء:
-نعم حضرتك محتاجة حاجة ؟
ردت بإيجاب:
-أيوة كنت عايزة حضرتك في موضوع مهم حاولت أقابل حضرتك بس الأمن رفض يدخلني.
قطب جبينه بحيرة وتسأل:
-موضوع مهم ؟ بخصوص إيه؟ وإنتِ مين وتعرفيني منين أصلًا؟
ردت بإختصار:
-أنا أبقي مرات أحمد دسوقي هو كان فرد أمن عند والد حضرتك الله يرحمه.
أومأ بتفهم وقال:
-أيوة عارفه هو ماله؟
استطردت بإبانة:
-هو أنا مش عارفة أقولك إيه بالظبط.
زفر بإستياء ورد:
-نعم حضرتك موقفاني عشان تقولي ليا مش عارفة أقولك إيه بالظبط ؟ حضرتك عايزة إيه؟ محتاجة فلوس مثلًا ومكسوفة تقولي ؟
حركت رأسها يمينًا ويسارًا نافية وتداركت قائلة:
-لأ الحمد لله مستورة بس أنا كنت أصارح حضرتك بحاجة يعني.
زفر بنفاذ صبر وقال:
-حاجة إيه دي إلي حضرتك عايزة تصارحيني بيها أتكلمي ؟
هتفت بحذر:
-ممكن حضرت تديني الأمان ؟
حرك رأسه بإيجاب:
-ماشي يا ستي معاكِ الأمان أتفضلي قولي عايزة إيه ؟
رمقته بتردد وقالت:
-أحمد جوزي فتح وديعة في البنك بإسم إبننا.
رمقها بعدم فهم:
-نعم! طيب وأنا مالي مش فاهم ؟
عضت شفتيها بحرج وقالت:
-الصراحة يعني أنا شاكة إنه أخدهم من الفيلا يعني بعد الحادثة بس أنا واجهته وهو إنكر ده.
تفهم حديثها وتحدث بهدوء:
-تمام فهمت بس أحمد مع بابا من زمان وكان بيثق فيه جدًا استحالة يسرق وطالما إنكر يبقي أكيد مش هيكدب عليكِ في حاجة زي كده يا مدام.
تنهدت بحزن وقالت:
-كلام حضرتك صح بس أحمد متغير فعلًا علي طول سرحان ومتوتر غير اكتشفت إنه كمان بيكلم واحدة ست.
زفر بإستياء وقال:
-مممممم مش عارف أقولك إيه الصراحة إذا كان علي الفلوس إستحالة يقدر يفتح الخزنة من الأساس أما بقي موضوع الست إلي بيكلمها فده حاجة بينك وبين جوزك أكيد.
تنهدت بحزن وقالت:
-تمام أنا بس حبيت أخلي ذمتي في موضوع الفلوس أنا مش هقبل أعيش أنا وأولادي من فلوس حرام والست إلي بيكلمها دي مقدرش أقول غير ربنا ينتقم منها.
أشفق عليها وتحدث بنبرة هادئة:
-حاولي تتواصلي معاها وتبعديها عن جوزك لو احتاجتي مساعدة مني مش هتأخر عنك بإذن الله.
تنهدت بحزن وقالت:
-أنا معرفتش غير إن إسمها غدير وبس.
أتسعت عين الآخر وتوقف الزمن حارس والده المقرب، لديه أموال ظهرت من العدم، يهاتف إمراءة تدعي غدير، هل كشف الستار وعرف من الجاني؟ هل تأكد حدسه ان من وراء قتل والده هي تلك الحرباء الملونة غدير ؟
فاق من شروده علي صوت المرأة التي تعتذر منه بحرج:
-أنا أسفة لو عطلت حضرتك أو إزعاجتك بعد إذن حضرتك
رد بشرود:
-تمام.
غادرت المرأة بينما ظل هو واقفًا مكانه ينظر في طيفها بشرود.
❈-❈-❈
كان يغادر الشركة متجهًا إلي سيارته وجد ياسين يقف جوار سيارته ينظر أمامه بشرود، اقترب منه ووضع يده علي كتفه وتسأل بحذر:
-مالك يا ياسين واقف كده ليه يا حبيبي ؟
استدار ياسين له وتحدث بنبرة متألمة:
-طلعت غدير يا أمير.
حدق به الآخر بحيرة وتسأل بعدم فهم:
-مالها مش فاهم؟
أجاب ياسين بحزن:
-غدير هي إلي خطت لقتل بابا زي ما أنا كنت شاكك وإلي ساعدها في ده أحمد دسوقي الحارس المقرب لبابا يا أمير إنتَ متخيل ؟! بابا مكنش بيثق غير فيه هو وجسار متخيل يخونه ويغدر به بالشكل ده ؟ أنا بجد هتجنن.
تجاوز أمير صدمته وتسأل بحيرة:
-إهدي بس يا أمير وفهمني إنتَ جبت الكلام ده منين؟ وكيل النيابة كلمك؟
حرك رأسه نافيًا:
-لأ مراته إلي جت تقول ليا كلام غريب كده وده إلي فهمته.
حك الآخر جبينه بحيرة وتسأل:
-طيب ممكن تفهمني بس في إيه ؟ الست دي قالت إيه بالظبط؟
تنهد ياسين بضيق وسرد له ما قالته السيدة بالتفصيل، أومأ أمير بتفهم وقال:
-تمام أوي كده يا ياسين أنا فهمت بص الموضوع ليه وجهين ممكن تكون فعلًا مجرد واحدة بيكلمها وصادف إن إسمها غريب ونفس الوضع مع الفلوس جايز إنها فلوسه فعلًا من رأي بلاش تتسرع أصل إيه إلي ممكن يخلي أحمد يعمل كده في عمي وهو كان إيده اليمين أكيد في حاجة غلط من رأي تعالي نروح لوكيل النيابة نشوف وصل لإيه.
رد ياسين برفض:
-لأ أنا هجيب الكلب ده وأحاول أقرره بنفسي ولو كان هو فعلاً وغدير الكلب أقسم بالله ليكون موتهم علي يدي وأخد تار أبويا بإيدي.
صاح أمير بانفعال:
-بجد ؟ من كل عقلك يا ياسين بتقول كده؟
رد الآخر بجنون:
-هو ده فيه عقل ؟ حق أبويا إلي مات غدر يا أمير.
أجابه الآخر بحزم:
-حق أبوك هيجي بس بالعقل والقانون لما جنابك تاخد حقك بإيديك زي ما بتقول مراتك وإبنك وأمك وحماتك والطفلين إلي لسه مشفوش النور وضعهم هيكون إيه؟ ها رد عليا وضعهم هيكون إيه يا ياسين ؟ اهدي كده وأعقل وإسمع كلامي تعالي نروح النيابة نشوف وصلوا لإيه وخلي القانون ياخد مجراه إنتَ مش لوحدك لأ إنتَ وراك ناس محتاجة ليك يا ياسين اعقل يا حبيبي يلا اركب عربيتك وخلينا نروح النيابة.
تنهد بحزن شديد ورد:
-عندك حق حياتي مش ملك نفسي.
ربت أمير علي ظهره بحنان وقال:
-اهدي يا حبيبي وأعقل كده معلش هتروق يا صاحبي هتروق.
أومأ بشرود واستقل كل منهم سيارته وتحركوا تباعًا