رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 76 - 1 - الأربعاء 12/2/2025
قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية تائهة في قلب أعمى
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة زينب سعيد القاضي
الفصل السادس والسبعون
1
تم النشر الأربعاء
12/2/2025
"الخلاف بين شخصين يسهلُ حله، أما إذا كبر وأتسع فأصبح من الصعب حله"
تحدثت سلوي بهدوء:
-أنا معرفش إيه إلي حصل بينكم يا ياسين ومش حابة أعرف بس أعتقد إنك تهدي وتراضي مراتك هي حامل وكمان بترضع وغلط عليها الزعل حتي لو هي إلي زعلتك متكسرش خاطرها وتزعلها.
مسح علي وجهه عدة مرات وهتف بإستياء:
-حتي لو إحنا متخانقين يا ماما أو هي زعلانة ده ملوش علاقة إنها تروح الشغل لوحدها.
اجابت والدته ببساطة:
-ما هي جت إمبارح من الشغل لوحدها يا ياسين وحتي إنتَ مفكرتش تتصل بيها تعرفها ظروفك ولا ترد عليها حتي لمة رجعت من بره راجع زعلان ومهموم ومش بتتكلم مع حد يا دوب طلعت ليك ونزلت بعدها وشها مقلوب أخدت ابنها وطلعت.
زفر أنفاسه وغمغم بهدوء:
-أنا ماشي محتاجين حاجة ؟
رمقته والدته معاتبة:
-طيب ومراكز مس هتصالحها؟
تهكم قائلًا:
-وهي مراتي موجودة هنا من الأساس عشان أصالحها يا أمي ؟
ردت الأخري بكبرياء:
-عذرُ أقبح من ذنب يا ياسين إتصل بيها روح ليها لإن أنا واثقة إنك إنتَ إلي مزعل صفا إلي زي صفا ميزعلش حد.
حرك رأسه يمينًا ويسارًا بسخرية:
-أنا والله مش عارف الصراحة يا ماما إنتِ أمي أنا ولا أمها ؟
تبسمت بخفة وعقبت بإيضاح:
-أمك وأمها في نفس الوقت زي ما هناء أمها وأمك يا حبيبي.
أومأ بهدوء:
-تمام أنا ماشي بعد إذنكم.
حولت سلوي بصرها إلي سلوي وتساءلت بقلق:
-تفتكري هيروح يصالحها ؟
رفعت كتفيها بقلة حيلة وردت:
-مش عارفة يا سلوي مش عارفة العلم عند الله مفيش في إيدنا غير إننا ندعي ليهم إن ربنا يهدي سرهم وبس.
أومأت بتفهم وقالت:
-عندك حق.
استطردت مستفسرة:
-طيب صفا مقالتش هما زعلانين من بعض ليه ؟
حركت رأسها نافية:
-لأ وأنا محبتش أسألها الأفضل يحلوا مشاكلهم سوا من غير ما ندخل وإنتِ بردوا مكنتيش تتكلمِ معاه لازم هو إلي يروح يصالحها عشان هو عايز ده وشايفه إنه الصح مش عشان إنتِ طلبتي منه ده.
أجابتها الآخري بتعسُف:
-ياسين عايز حد يشد عليه عشان يعقل شوية هو مش صغير علي الهبل ده ده أب ومسؤول دلوقتي وصفا إستحملت عمايله كتير.
تنهدت هناء بحزن:
-أنا صفا صعبانة عليا أوي مش بتلحق تفرح في حياتها الحمد لله ربنا يعوضها خير.
نهضت سلوي وقالت:
-أنا هطلع أشوف مودي صحي ولا إيه أحسن يعيط يا حبيبي وإحنا منسمعش صوته.
حركت الأخري رأسها بإيجاب:
-حاضر وأنا هقوم أحضر لينا إحنا الفطار.
أيدتها سلوي بتأكيد:
-عندك حق أهو نفطر أحسن مش كفاية مأكلناش إمبارح عشان نقدر نتصرف مع الثنائي المجنون ده.
❈-❈-❈
انهت إفطارها ونهضت برفقته، نظر لها بتردد وقال:
-بصي أنا هاجي معاكِ وهفضل بره بلاش أدخل معاكِ جوه بحيث تتكلموا علي راحتكم.
أومأت بتفهم وأردفت بامتنان:
-بلاش تعطل نفسك أنا هبقي أرجع بتاكسي.
حرك رأسه نافيًا وعقب بإيضاح:
-لأ لما تخلصي ونطمئن إن الدنيا خير أبقي أخدك معايا المعرض تنقي العربية إلي تعجبك.
ردت بإختصار:
-لأ مفيش داعي أنا كده كده مبقتش أخرج زي الأول ملهاش لازمة العربية.
هتف بإصرار:
-لأ ليها لازمة يا ستي إن شاء الله تركنيها هنا.
تحركوا سويًا وتوقفت هي فجأة وتحدثت بنبرة حذرة:
-ممكن تبقي ترجع العربية لياسين ؟ أنا هعمل تنازل عنها ورجعها ليه.
أتسعت إبتسامته ونطق بحماس:
-تمام بإذن الله في أقرب وقت نخلص الموضوع ده.
❈-❈-❈
كان يقود سيارته متجهًا إلي عمله لكن في نفس الوقت صوت داخله يحثه أن يذهب لها ويستسمحها أولًا وبعدها يتجه إلي عمله، أخرج هاتفه من جيبه وضغط علي عدة أزرار وانتظر الرد من الطرف الآخر:
-ألو أيوة يا أمير صباح النور إيه وصلت الشركة ولا لسه ؟ طيب كويس في إجتماع مع الوفد الألماني كمان نص ساعة ممكن تحضروا بدالي عشان مش هقدر أجي؟! أطمئن أنا بخير الحمد لله يا حبيبي ورايا مشوار بس هخلصه وهاجي بس مش هلحق أحضر الإجتماع خلاص ماشي تمام في رعاية الله سلام.
أغلق الهاتف وتنهد بإرتياح:
-كده خلصنا من الاجتماع نشوف هنصالح دكتورة صفا إزاي بقي ؟! أه منك يا صفا غصب عني إني قسيت عليكِ بس إنتِ إلي رفضتي تسبيني لوحدي لغاية ما أهدي ده لو كنت هديت أصلًا مش ههدي ولا يهدي ليا بال غير ما حبل المشنقة يتلف حوالين الكلب إلي إسمه أحمد والزبالة إلي إسمها غدير وقتها بس ناري ممكن تبرد وقلبي يرتاح ياريت اقدر أصارحك بإلي عرفته ده يا صفا بس خايف عليكِ حابب أبعدك عن وجع القلب ده.
❈-❈-❈
بينما على الطرف الآخر أغلق أمير الهاتف ووضعه في التابلوه الخاص بالسيارة أسفل نظرات زوجته الفضولية التي تسألت بتلهُف:
-هو ياسين مش رايح الشغل ليه؟
قلب عينيه بملل ورد بنفاذ صبر:
-أظن إنتِ سمعتي المكالمة كويس أوي وعرفتِ كمان هو قال إيه يا آخرة صبري قال مش هيعرف يحضر الاجتماع عشان وراه مشوار إيه هو المشوار معرفش ومش عايز أعرف حاجة طالما متخصنيش.
ذمت شفتيها بغيظ:
-هو إنتَ مرتاح نفسيًا كده وإنتَ قابض علي مروحي إنتَ عارف كويس أوي إني فضولة راعي فضولي ده.
أضاف مصححًا:
-توء توء توء إنتِ مش فضولية يا نور إنتِ حشرية وبس كل إلي إنتِ محتاجة ليه جنازة وتشبعي فيها لطم فيما معناه موضوع تعرفيه تفضلي تعيدي وتزيدي فيه بس كده.
رمقته شذرًا وصاحت بانفعال:
-أنا كده يا أمير ماشي خليك فاكر بعد كده لما يبقي عندك مشكلة متجيش تحكِ ليا حل إنتَ مشاكلك بنفسك.
رفع حاجبه متهكمًا:
-لأ والله وأنا إمتي أصلًا طلبت منك تحلي ليا ولا تربطي حتي؟ ده إنتِ إلي بتفضلي تزني في وداني عشان تعرفي في إيه ويا حسرة علي إلي بتعمليه بتفضلي تندبي وخلاص يا ندابة.
أشارت إلى نفسها وهتفت بغرور:
-بقي أنا ندابة؟! الله يسامحك يا أمير مش هرد عليك عارف ليه عشان إنتَ مش عارف قيمة مراتك ولا مقدر مميزاتِ.
لم يستطيع كبت ضحكاته أكثر من ذلك وانفجر ضاحكًا مرددًا من بين ضحكاته مميزاتك ؟ لا بجد والله هو إنتِ عندك مميزات أصلًا من الأساس ؟!
حرك رأسه بيأس وتوقف أمام المشفي وقال:
-وصلنا يا دكتورة مميزات أتفضلي أنزلي.
صاحت بغيظ:
-أمير بطل تريقة عليا.
رد مبتسمًا:
-هو أنا قولت حاجة مش إنتِ بتقولي عندك مميزات كتير أنا مش عارفها فأنا قررت إني أنادي عليكِ بعد كده دكتورة مميزات حلو ولايق عليكِ يا نور.
ضغط على شفتيها بغيظ:
-تصدق بالله إنتَ بارد علي فكرة ومش مقدر قيمة النعمة إلي في إيدك.
قطب جبينه بحيرة وتسأل:
-نعمة إيه إلي في إيدي إلي أنا مش مقدر قيمتها؟
أتسعت مقلتيها مرددة بصدمة:
-كمان مش عارف إيه النعمة ؟ أقول ايهثيا حظك يا نور أتجوزتِ راجل أعمي القلب وأعمي البصيرة أنا نازلة ومن غير سلام.
لملمت أغراضها وهبطت من السيارة وصفعت باب السيارة خلفها بعنف، تاركة زوجها يضرب كف بفك مرددًا بذهول:
-لأ حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم إيه يا ربِ المجنونة إلي أنا متجوزها دي ؟! الناس خبيتها السبت والحد وأنا ولله الحمد خبتي ما وردت علي حد.
رفع نظره إلي السماء وهتف برجاء:
-يارب العيال إلي جاية دي تطلع عاقلة مش هيبقي الأم والعيال ده هيبقي مرار طافح وآخرتي معاهم هتكون في السرايا الصفراء أو العباسية.
أدار عجلة القيادة وبدأ في القيادة متوجهًا إلي شركة المحمدية لحضور الإجتماع الطارئ بدلًا من ياسين.
❈-❈-❈
منذ أن وصلت المشفي وهي تجلس علي المقعد الخاص بها ومتكئة بجذعها العلوي علي المكتب أمامها ساهمة في اللاشئ أخرجها من حالتها تلك طرق علي باب المكتب، اعتدلت في جلستها وأجلت صوتها وأذنت للطارق أن يدخل:
-أدخل .
فتح الباب وطل منه رجل أنيق بملامح جذابة وملابس منمقة تحدث الرجل ببحة رجولية:
-حضرتك دكتورة صفا ؟
وقفت من مكانها وردت بأدب:
-أيوة أنا.
تحدث الآخر معرفًا عن نفسه:
-أنا يوسف عبد الرحمن المغربي جاي لحضرتك من طرف دكتور بيجاد.
أومأت بتفهم:
-أه أهلًا وسهلًا أتفضل حضرتك بس لو سمحت سيب الباب مفتوح.
رد مبتسمًا:
-حاضر.
أشارت له أن يجلس وعاودت هي الجلوس علي مقعدها مرة آخري.
جلس يوسف وتسأل بحذر:
-دكتور بيجاد فهمك الوضع صح؟
حركت رأسها بإيجاب:
-أيوة بس مذكرش أي تفاصيل عن الحالة وقال إن حضرتك إلي هتلغني.
آخذ يوسف نفس عميق وتحدث باختصار:
-زوجتي نفسيتها تعبانة شوية مع الأسف هي كانت يتيمة الأب والأم وأتربت في بيت عمها وحصل حاجاته كتير أثرت علي نفسيتها غير لما أتجوزنا كمان الحالة بقت تزداد سوء أنا مش حابب أحكي لحضرتك تفاصيل حابب تسمعي منها هي وتشوفي إيه إلي تعبها.
أومأت بتفهم:
-تمام فهمت حضرتك بس دكتور بيجاد قال إنها بتحب حضرتك جدًا والغيرة عندها صعبة هل ده مسبب مشكلة؟
أجاب بهدوء:
-شوفي يا دكتورة أنا بالنسبة لنورسيل الأب والأم والأخ والزوج كل دول أنا بالنسبة لنورسيل هي مش حابة إن حد يشاركني فيها أو بمعني أصح خايفة حد يبعدني عنها حتي بنتنا الصغيرة بتغير منها