-->

رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 77 - 1 - الخميس 13/2/2025

  

  قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر


رواية تائهة في قلب أعمى

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل السابع والسبعون

1

تم النشر الخميس

13/2/2025



"إذا كان للعشق مذاهب فالرجال أوطان، لا تربطي إسمك برجلاً مسمي في البطاقة فحسب، بل من يكون لكِ الوطن والأمان"


أجابها بصدق:

-مجنون بيكِ وبحُبك يا صفا عارف إن غيرتي وحشة وصعبة أوي وإنتِ فكراها قلة ثقة أو شك بس لأ يا صفا هي خوف خايف أخسرك وأرجع لوحدي تاني يا صفا أنا تعبت أوي وحياتي قبلك كانت جحيم وإنتِ إلي مديتي إيدك ليا وخرجتيني من القاع والشط طبيعي أبقي خايف أخسرك أتمني تفهمي ده وتقدري غيرتي عليكِ شوية.

أبتلع ريقه بحذر واستطرد قائلاً:

-أحم وياريت يعني تشيلي موضوع إنك تسيبي البيت ده حتي لو تغيير جو مش متخيل إن مش هفتح عيني عليكِ إنتِ ومودي وخليكُ يا ستي في أوضة تانية زي إمبارح.

رمقته معاتبة وقالت:

-ممم يعني إنتَ عرفت إني مكنتش بايتة في الأوضة ومع ذلك مفكرتش تيجي تصالحني ؟ أو حتي تقولي ارجعي أوضتك؟

رد بهدوء:

-أولًا إنتِ شايفة حالتي كانت إمبارح إزاي الأفضل إنك كنتِ تبعدي عني دخلت أطمنت إنك إنتِ ومودي نايمين ورجعت نمت الصبح كمان بقي أتفاجئ إنك تمشي وتسبيني كمان؟ أنا حابب يكون عندك عربية بسواق بس خايف عليكي يا صفا مش قادر أثق في حد تاني أو أدي لحد الأمان بعد إلي حصل مع بابا.

❈-❈-❈

ضيقت عيناها واستفسرت:

-ياسين إنتَ عرفت إلي عمل كده صح ؟ قولي وريح قلبي يا ياسين صح ولا غلط ؟

تنهد بشرود وقال:

-مع الأسف صح يا صفا عرفت ويارتني ما عرفت.

تساءلت باهتمام:

-يطلع مين ؟

ألتفت لها مبتسمًا وهتف برجاء:

-متشغليش بالك إنتِ هتعرفي كل حاجة بوقتها بس ممكن بلاش تسيبي البيت ؟ لو حابة هخرج أنا منه لكن إنتِ لأ وياستي أوعدك آول ما الموضوع ده يخلص مش هزعلك تاني.

تنهدت بقلة حيلة وقالت:

-حاضر يا ياسين حاضر هديك فرصة.

رمقته بوعيد وهتفت بتعسُف:

-بس أعمل حسابك يا ياسين دي آخر فرصة ليك معايا وأعمل حسابك أن رصيدك نفد معايا خلاص.

مازحها قائلًا:

-يا ستي أبعتلك أنا رصيد من معايا يا ستي ولا يهمك.

رفعت حاجبه بتجهم:

-ياسين أنا مش بهزر علي فكرة.

رفع كفيه بإستسلام:

-خلاص يا باشا أسفين أكيد طبعًا حضرتك مفطرتيش وأنا كمان مفطرتش إيه رأيك نفطر سوا؟

تسألت باهتمام:

-مش وراك شغل ؟

أومأ بإيجاب:

-أيوة بس مفيش غير إجتماع بس إلي مهم وأمير راح بدالي.

حركت رأسها بإيجاب:

-تمام بس هنفطر هنا في الكافتيريا.

ذم شفتيها وغمغم بتعسُف:

-بلاش النظرات هتبقي علينا خلينا هنا أفضل ممكن تطلبي سندوتشات نأكلها هنا في مكتبك؟

حركت رأسها بإيجاب:

-أه طبعًا ينفع يا حبيبي هروح أجيب أنا بنفسي وأجي أوك.

رد بهدوء:

-أوك.

❈-❈-❈

جلس علي المكتب بإرهاق، حاول أن يغلق عينيه ثوان كي يتنعم ببعض الراحة لكن اقتحام باب المكتب فزعه وجعله ينتفض

صفا فينك من الصبح أنا جعانة أوي و ..

بترت نور جملتها ما أن رأت ياسين رمقته بضيق وقالت:

-هو إنتَ هنا؟

أستغفر بداخله وتحدث بنفاذ صبر:

-أيوة حضرتك شايفة إيه؟

ردت بضيق:

-يعني جنابك تخلي أمير هو إلي يروح الإجتماع ويلبس وإنتَ تيجي تنام هنا قال ورايا مشوال مهم قال راجل مخادع بصحيح.

اتسعت مقلتيه مرددًا بعدم استيعاب:

-راجل مخادع صحيح ؟ لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم يا ستي ماشي أنا راجل مخادع أنا وإبن خالتي أحرار سوا حاشرة نفسك معايا ليه؟

-صاحت بإنفعال:

-إيه حاشرة نفسك لسه دي لأ بقولك إيه إنتَ تتعدل كده وتحترمني.

قلب عينيه بملل وتسأل باهتمام:

-خلصتِ كلامك؟

ردت بضيق:

-أيوة خلصت كلامك.

تبسم بهدوء وأشار إلي باب المكتب:

-طيب أكيد إنتِ شايفة الباب إلي هناك ده شكله حلو أكيد يلا أطلعي بره بقي زي الشاطرة وأقفلي الباب وراكِ ولو سمحتي بعد كده تخطبي الباب الآول وتستني لما حد يأذن بدخولك ده من الذوق والرقي إلي واثق إنهم مش عندك ولله الحمد يعني يا نور بصراحة أنا مش عارف إنتِ عديتي من كجي 1 إزاي بجد لأ مش اتخرجتي من كلية الطب إزاي ظلمك إلي خلاكِ دكتورة وظلم نفسه وظلم البشرية كلها كمان.

دبت علي الأرض بغيظ:

-بقي كده ماشي يا ياسين يا ابن سلوي مش هرد عليك مش عشان مش عارفة أرد عليك لأ طبعًا إطلاقًا يا محترم عشان أنا دكتورة وليا إسمي مش هنزل نفسي لمستواك المتدني وأرد عليك .

تبسم ساخرًا وقال:

-بقولك إيه روحي ألعبي بعيد يا شاطرة وخدي الباب في إيدك.

قطع الحرب الباردة بينم وصول صفا وهي تحمل الإفطار الخاص بها هي وياسين ما أن رأتها نور حتي ركضت تجاهها بتلهف:

-بنت حلال مصفي يا بت يا صفا جيتي في وقتك تمام أنا كنت هموت من الجوع كويس إنك عملتي حسابي.

حولت صفا بصرها بينها وبين زوجها وهتفت بحرج:

-ده فطاري أنا وياسين.

تجهم وجه نور وصاحت بعصبية:

-نعم نعم فطارك إنتِ ومين يا أختي؟! بقي كده يا صفا بقي كده بتبعيني عشان ده؟

قالتها وهي تشير الي ياسين بحقد، مما جعل ابتسامة ياسين تتسع:

-ربنا يخليكِ ليا يا مراتي يا حبيبتي يا أم عيالي وإلي يغير مننا يولع كده يا صفا يولع كده ولو معايا بوق مياه هشربه ومش هطفيه.

صاحت نور بغيظ:

-سامعة جوزك بيقول إيه يا صفا اقتله يعني ولا أعمل إيه أنا ساكتة وعاملة إعتبار عشان خاطرك إنتِ وبس يا صفا.

نهض الآخر ووقق في مواجهتها أصبح الوضع كالآتي نور وياسين في مواجهة بعضهم وصفا في المنتصف تحمل صينية الطعام.

ياسين بحقد:

-أسمعي يا نور ألزمي حدودك بلاش تخليني أتجنن عليكِ وأقطع عنك الإضاءة وتبقي ضلمة.

قهقهت ساخرة:

-يامي يامي خاف يا عيد هخاف أنا منك يعني؟ إنتَ أصلًا بوق وبس رد وفعل مفيش.

أشار إلى نفسه وصاح بانفعال:

-نعم أنا بوق وفعل مفيش بت إنتِ أنا لو ساكت ليكِ عشان تلاتة أولًا عشان خاطر عيون مراتي حبيبتي وثانيًا عشان خاطر أمير أخويا وحبيبي وثالثًا عن الأطفال الغلابة إلي جوه بطنك إلي من حظهم الأسود إن ربنا رزقهم بام مختلفة عقليًا زيك كده.

تجهم وجهها بغيظ وصاحت بتوبيخ:

-نعم نعم يا وجه البرص هي مين دي إلي مختلفة عقليًا بقي أنا دكتورة نور عزمي علي سن ورُمح متخلفة عقليًا؟ هقول إيه ما إنتَ مش بتقدر لوليا أنا كنت موت في الحادثة وخلصت منك ولوليا بردوا مكنتش هتشوف صفا من الأساس يعني أنا صاحبة فضل عليك المفروض كل ما تشوفني تقولي شكرًا يا ست الكل.

رد باستفزاز:

-ياريت كنت موت وإرتاحت منك يا بعيدة وبعدين صفا كده كده نصيبي يعني بيكِ ومن غيرك كنت هشوفها ونحب بعض ونتجوز صح يا صفا ؟

ولكن أين صفا ملت منهم وجلست علي مكتبها تتناول الإفطار وكان الأمر لا يعنيها فهما كالقط والفأر لا يملان من الشد والجذب.

❈-❈-❈

ركضت نور تجاه المكتب وخطفت سندوتش وبدأت تتناوله بنهم، نظر ياسين إلي زوجته بغيظ:

-عجبك كده دي بتاكل أكلي يا صفا ؟

ردت بنفاذ صبر:

-تعالي كل إنتَ كمان وكفاية جنان لغاية كده أنا بجد جالي صداع حاسة إني في حضانه والله.

تحدث ياسين بغيظ:

-أوف حاضر يا صفا عشانك إنتِ وبس.

اقترب منها هو الآخر وآخذ سندوتش وبدأ يتناوله.

أنهت نور ما بيدها وآخذت سندوتش آخر في آخر وصفا وياسين في نفس السندوتش.

صاح ياسين بانفعال:

-يا نهار اسود إنتِ خلصتي الطبق وأنا وصفا لسه في آول ساندوتش يا مفترية إيه ده بوقك ولا بلاعة أنا حاسس إنك بتبلعي علي طول مفيش مرحلة مضخ عندك ؟!

خمست في وجهه:

-خمسة في عينك أنا كده أكلتي سريعة.

حرك رأسه بيأس وألتفت إلي زوجته وتحدث بلطف:

-أنا هروح شغلي أنا يا حبيبتي وإنتِ خدي بالك من نفسك وبلاش تقعدي مع الكائن ده لوحدك أحسن تجوع ولا حاجة وتفكر تأكلك يا حبيبتي.

ردت بضيق:

-أكلك كلب أعور يا شيخ.

رمقها شذرًا وعقب بإبانة:

-مش هرد عليكِ عارفة ليه ؟

أجابت ببساطة:

-عشان مش عارف ترد أكيد.

تهكم قائلًا:

-لأ يا أذكي اخواتك من الأفضل ألا أخاطب الجاهلين وإنتِ مش بس جاهلة لا غبية كمان سلام يا صفا.

غادر ياسين وما إن همت نور بالحديث أشارت صفا إلي باب المكتب وهتفت بأمر:

-شايفة الباب إلي خرج منه ياسين ؟ يلا بقي وراه زي الشاطرة وأقفلي الباب وراكِي سلام.

❈-❈-❈

كان يتسقل المقعد الخلفي بينما السائق يقود السيارة متوجًها إلي الشركة، أخرج هاتفه من جيبه وضغط علي عدة أزرار ووضع الهاتف فوق أذنه وانتظر حتي جائه الرد:

-ألو وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته أخبارك يا بيجاد عامل ايه؟

-الحمد لله يا يوسف أخبارك إنتَ إيه يا حبيبي ؟

يوسف:

-الحمد لله روحت لدكتورة صفا النهاردة.

بيجاد:

-طيب كويس أوي إيه كل حاجة تمام ولا فيه مشكلة؟

يوسف:

-كل حاجة تمام أه بس وأنا خارج من المكتب كان ياسين المحمدي داخل مكتبها وأتعصب آول ما شفني مش فاهم السبب.

بيجاد ببساطة:

-هتلاقيه غار عليها مش أكتر.

يوسف:

يا سلام هيغير علي دكتورة بتشتغل عنده:

بيجاد:

دكتورة إيه ؟ دي مراته يا يوسف .

يوسف:

-مش معقول مراته؟! 

بيجاد:

-أيوة والله أنا عرفت بردوا بالصدفة.

يوسف:

-اه دلوقتي فهمت هو متعصب ليه تفتكر ممكن يعني تتكلم معاه


الصفحة التالية