-->

رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 80 - 1 - الإثنين 17/2/2025

  

  قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر


رواية تائهة في قلب أعمى

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل الثمانون

1

تم النشر الإثنين

17/2/2025



"أسمي معاني الحب تتلخص في كلمتان الصدقُ والإخلاص، وإذا أفتقد واحدًا منهم، فلا معني للحب"


اتسعت عينيه بذهول وأشار إلي نفسه بعدم تصديق:

-نعم إنتِ بتتكلمي جد شايفة قلقي وخوفي عليكم؟! إني أنا بتهمك ؟ لأ طبعًا وعلي فكرة عارف كويس أوي إنك بتحبي زياد وممتن لحبك ليه إنها توصل إن فريدة هانم إلي عمرها ما دخلت مطبخ أو تعرف طريقه من الأساس أو حتي جابت كوباية مياه لنفسها في يوم تدخل تنفذ طلبه وتحاول تراضيه وتعمل ليه الأكله إلي بيحبها بنفسه فأعتقد مفيش حب أكتر من كده أنا تعقيبي إن مكنش ينفع تفضلوا لوحدكم في المطبخ وتعرضوا نفسكم للخطر كان ممكن خدامة تقف معاكم وأعتقد دي آول مرة تولعي بوتجاز أصلّا ولعتيه إزاي؟

أجابت ببساطة:

-خليت الخدامة قبل ما تخرج تشغل العين وأنا بعدها قعدت أجرب لغاية ما قدرت اوطيها مش محتاجة ذكاء .

حرك رأسه بيأس وتحدث بنبرة حادة:

-أهو ده إلي أنا عايز أوصل ليها من الأساس يا فريدة إنتِ طفلة يا حبيبتي في تعاملك مع البوتجاز أو دخولك المطبخ من الأساس وده سبب عصبيتي وخوفي عليكم كمان مش إتهام زي ما قوُلت ليكِ ودلوقتي بقي عايز أفهم من حضرتك بتعملي إيه؟

ردت بهدوء:

-بجهز الشنطة عشان السفر.

آخذ نفس عميق وتحدث بثبات:

-فريدة متأكدة إنك مش مخبية حاجة عني ؟

تركت ما بيدها وتساءلت بتوتر:

-حاجة إيه دي إلي أنا مخبياها عنك؟

أسلت يدها من بنطاله وكتفها فوق صدره وتحدث بثبات:

-أظن إنتِ فاهمة كلامي كويس أوي يا فريدة وتوترك ده بيأكد إنك مخبية حاجة عني أتكلمي يا فريدة قولي في إيه؟

تهربت من النظر في عينيه وهتفت بتوتر:

-لأ طبعًا مش مخبية حاجة جبت الكلام ده منين؟ 

تنهد بتثاقل وأجاب:

-مع الأسف أفعالك إلي بتوحي إنك مخبية حاجة عني بس أحب أعرفك أنا لو حابب أعرف إنتِ مخبية إيه عني هعرف يا فريدة ومن غير ما إنتِ تقولي كمان بس أنا مش عايز أعمل كده مستني أسمع منك إنتِ لإنها هتفرق معايا كتير أوي يا فريدة هحس وقتها إنك بتثقي فيا طبعًا وعايزك تعرفي مهما كان إلي إنتِ هتقوليه إستحالة أفكر أبعد عنك لأ هبقي سندك وفي ضهرك.

آخذت نفس عميق وقالت:

-مع الأسف معنديش حاجة خاصة بيا أنا أقدر أقولها أو ليا الصلاحية أتكلم فيها.

تسأل بحيرة:

-أمال مين إلي يخصه الموضوع ده ؟

ردت بإختصار:

-معرفش.

❈-❈-❈

قطع حديثهم فتح باب الصغير ودلوفه وهو يركض تجاه فريدة ويتشبث في قدمها، تبسمت بحنان وانحنت بظهرها وحملته بحب:

-أهلًا زيزو باشا أخبارك إيه دلوقتي عملوا ليك الفشار؟

حرك رأسه بإيجاب وقال:

-أيوة يا فري يلا بقي تعالي عشان نأكل سوا.

هتفت معذرة:

-لأ يا حبيبي مش عايزة ألف هنا علي قلبك إنتَ.

زم شتفيه إلي الأمام بحزن:

-يعني مش هتأكلي معايا ولا نسمع الكرتون سواء ؟

أشارت إلى الحقيبة واسترسلت بإيضاح:

-يا حبيبي زي ما إنتَ شايف أنا بحضر شنطة السفر أهو.

أجاب بعند:

-تعالي أقعدي معايا دلوقتي وبعدين حضريها مش كفاية هتسافري وتسبيني كمان ؟ يبقي إنتِ بقي مش بتحبيني زي ما بتقولي وتحضير شنطتك أهم مني كمان يا فري.

تدخل في الحوار متهكمًا:

-يا حبيبي لو هي بتحبك فعلاً مكنتش هتفكر تسافر كمان ولأجل غير مسمي كمان.

رمقته شذرًا وهتفت بنفاذ صبر:

-ممكن تخليك في حالك لو سمحت أنا وزيزو بنتكلم سوا وهنحل المشكلة ما بينا ياريت تخليك في حالك.

رفع كفيه بإستسلام :

ـas you like أنا بس كنت بحاول أوضح الأمور عشان يفهم وبلاش يعشم نفسه بحاجة مش صح.

أجابت بتحدي:

-ومين قالك بقي إن الحاجة دي مش صح؟ بص نصيحة مني ليك تروح تشوف وراك إيه كده وتسبني أنا وزيزو حبيبي نحل مشاكلنا سواء ولنا الغداء إلي بقي عشاء يجهز هخليهم يبعتوا ليك يلا يا زيزو تعالي معايا نتكلم بعيد عنه.

حملت الصغير وغادرت أسفل نظراته لم يغضب أو يثور منها لفلعلتها تلك ولكن العجيب تبسم فقد أيقن الأن تغيرها هي لا تعامل زياد علي إنه مجرد طفل فحسب بل تعامله علي إنه طفلها هي وهذا ما أراح قلبه كثيرًا لكن سيظل أمر واحد هو ما يقلق قلبه ويجعل للشك مجال داخل قلبه هو علي يقين أن والدتها ليس لديها أي مرض من الأساس ولكن لما الكذب والسفر المفاجئ هذا والذي يمهد إلي الهجرة خارج مصر وعدم العودة مرة آخري مؤكد أن هناك أمر كبير يخفوه عنه لكنه لا يريد أن يضغط عليهم ليعرف مؤكد أن سر اليوم وهو الخبر المعلن بالغد.

❈-❈-❈

حاول وضع طفله في مهده لكن الصغير يتشبث به بالفعل وعندما بدأ يلخص نفسه من قبضة يده الصغيرة حتي تململ الصغير وبدأ في نوبة بكاءه من جديد هدئه بحنان وتمدد فوق الفراش والصغير غافيًا فوق صدري.

تنهدت صفا بقلة حيلة وتساءلت باهتمام:

هتعمل إيه يا حبيبي هيفضل نايم كده؟ 

رفع كتفيه بقلة حيلة وقال:

-مع الأسف يا قلبي مفيش قدامنها غير كده .

هتفت بقلق:

-أنا بس خايفة إيدك تفك من عليه وهو يتحرك ويقع من فوق بطنك.

طمأنها بحنان:

-لأ يا حبيبتي متقلقيش أنا واخده في حضني كويس وهحاول أنام في نص السرير وإنتِ نايمة جنبي لو هيقع يبقي عليكِ والناحية التانية من السرير نحط علي الأرض مخددات احتياطي.

تنهدت بقلة حيلة وقالت :

-مع الأسف مفيش حل غير كده.

تحركت بخفى ووضعت الوسادتين بشكل طولي وبعدها اتجهت إلي الجهة الآخري من الفراش وتمددت جوار زوجها وهي تتسأل بتردد:

-ياسين هو أنا ليه حاسة إنك متغير ومخبي حاجة عني؟ 

إبتسم بهدوء ورد:

-مش ممكن إنتِ إلي حاسة بكده وأنا زي ما أنا ومفيش حاجة مخبيها عنك ولا حاجة؟

حركت رأسها نافية وهتفت بإصرار:

-لأ فيه أنا مش عيلة صغيرة عشان مش أبقي فاهمة يا ياسين أنا فاهمة كويس أوي وملاحظة كمان تغيرك مز وقت ما جيت متضايق وأتخانقنا وبقي عندي يقين إنك فيك حاجة قوُل ياسين ريح قلبي إنتَ عرفت حاجة عن قضية والدك صح ؟

تنهد بحزن وأجاب:

-أيوة.

تسألت بتلهُف:

-عرفت إيه غير؟

آخذ نفس عميق وتحدث بنبرة حزينة:

-غدير فعلاً إلي وراء موت بابا يا صفا ومش لوحدها إلي ساعدها في كده واحد من رجالة بابا المُقربين أنا عارف ليه غدير ليه تعمل كده لكن إلي أنا مش فاهمه ومش لاقي ليه أي مُبرر يخليه يفكر يساهم في موت بابا ويخطط وينفذ خلاص عارف كويس إنه أذاكِ إنتِ كتير لكن رجالته بالنسبة ليه كان كارمهم جدًا عشان يضمن إنهم في ضهروا دائمًا يبقي دي النهاية هما آولي ناس تطعنه في ضهره ؟! الفلوس ممكن تغير شخص كده وتخليه خاين؟!

تحدثت بهدوء:

-ياسين إحنا منعرفش إيه السبب إلي خلا الشخص ده يعمل كده مع والدك أكيد في سبب تاني غير الفلوس وعلي فكرة في حاجة إنتَ مش واخد بالك منها خالص كمان.

تسأل بحيرة:

-حاجة إيه إلي أنا مش واخد بالي منها مش فاهم ؟

أجابت ببساطة:

-إن أكتر حد ممكن يغدر بينا أو يأذينا قريب أوي مننا إنتَ ممكن تاخد حذرك من البعيد مرة لكن مع القريب منك ومش بيظهر ليك الحب والوفاء دائمًا لازم تاخد حذرك منه لإنها بتبقي مجرد صورة خداعة بيحاول يتخفي فيها عشان يظهر ليك العكس يا حبيبي.

تهكم قائلًا:

-بس إحنا كده مش نبقي وسط بشر يا صفا ؟ إحنا كده عايشين وسط غابة كل واحد بيفكر يفترس غيره إزاي ؟

تبسمت بهدوء وردت:

-ما إحنا فعلًا يعتبر عايشين وسط غابة لإن الإنسان حيوان ناطق ويمكن الحيوان بيبقي أوفي من البشر كمان الحيوان ممكن يفترس غيره زي ما إنتَ بتقول لكن من صنف غير صنفه المهم إنتَ عرفت منين ؟ وكيل النيابة إلي قال ليك؟

حرك رأسه نافيًا:

-لأ مرات الحارس ده جت ليا الشركة كانت فاكرة إن جوزها سرق الفلوس من خزنة بابا بعد وفاته وهي عايزاه يرجع الفلوس ليا أنا كنت مستغرب لإن محدش يعرف كلمة السر بتاع بابا غير أنا وهو بس لإن ماما بتنسي لكن هي جاوبت علي حيرتي دي وهي بتقول جوزها كمان بيكلم واحدة عليها إسمها غدير وكده بقي الصورة وضحت قدامي أتفق معاها علي بابا وهي إلي إديته الفلوس تمن قتل بابا مشيت بعدها وروحت أنا وأمير لوكيل النيابة وأكد لنا ده كاميرات المُرَاقبةُ الخارجية الخاصة بالشركة أظهرت شخص واقف بضهره معاها وهي خارجة يوم ما أطردت.

قاطعته بتبرير:

-طيب ما يمكن حد تاني الحرس كلهم لابسين لبس وطبيعي نفس الشكل من ضهره.


الصفحة التالية