-->

رواية جديدة نجمة أركان الجزء الرابع من سلسلة فرعون مكتملة لريناد يوسف - الفصل 7 - الثلاثاء 29/4/2025

 

قراءة رواية نجمة أركان الجزء الرابع من رواية فرعون كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى





قراءة رواية نجمة أركان

الجزء الرابع من رواية فرعون

 رواية جديدة قيد النشر

من روايات وقصص 

الكاتبة ريناد يوسف

الفصل السابع

تم النشر يوم الثلاثاء 

29/4/2025


خرجت نجمه من مكتب ايان وهي حاسه انها مشوشه، معني كلامه دا إيه، إنه هيعيش معاها من غير مشاعر! بيحبها بس عادي يستغنى عنها؟ شايفها حاجة كماليه مش ضروريه، طيب لو وافقت ازاي هتقدر تتكيف مع فلسفته الغريبه دي؟ الحياه بينهم هيكون شكلها عامل إزاي؟

راحت عالمدرج وفضلت سرحانه طول الوقت فكلامه ومركزتش فأي كلمة قالها الدكتور ولا فهمت حاجة، وجات محاضرته.

دخل وإبتدا يدي المحاضره بنفس إسلوب إمبارح وبنفس التجاهل، والمرادي مكانتش مستغربه لأنها عرفت هو دلوقتي بيبصلها ازاي وشايف إرتباطهم من أي زاوية.


اما هو فلاحظ شرودها وعرف إنها بتفكر في كلامه وتاخد قرارها، وعشان كده محبش إنه يصدر منه أي فعل يأثر على قرارها، فتجاهلها تمامًا وهو بيقول لنفسه:

احسن كده لإنها لما توافق على العدم هترضى بالقليل وتشوفه قمة العطاء"

ولو وقته وطاقته سمحت أكيد هيحاول يسعدها باللي تحبه، لكن كده لو قصر معاها مش هتطالبه بأي إهتمام.

خلصت المحاضره وخرج ايان وخرجت وراه نجمه من المدرج ووقفت مكانها وهي شايفه أركان من بعيد، واقف وسط زمايله بيضحك ويهزر وأول ماعينه جات عليها دور وشه بعيد، وكأنه مش طايق يشوفها.

الكل لاحظ تصرفهم مع بعض وحاله من الإستغراب سيطرت عالكل، معقوله اركان يشوف نجمه وميجريش عليها؟

معقوله سايبها يومين بحالهم ويوم ماييجي يتعامل معاها كأنها مش موجودة؟

 وحده من زميلاتها مقدرتش تمسك نفسها وسألتها:

-نجمه هو فيه ايه حصل بينك وبين أركان، ليه التعامل بينكم بقا كده؟

بصتلها نجمه وعشان تقفل كل بيبان الأسئله والاستفسارات قالت:

- اصلي اتخطبت وخطيبي بيغير من أركان وعشان كده مش هينفع نكون مع بعض زي الأول.

طبعًا هي نطقت بكده وحصلت حاله من الهرج والمرج والفضول والأسئلة عن العريس.. هو مين ومواصفاته إيه، لكن نحمه اكتفت بكلمة وحده"متعرفوهوش"

كانت اغبى إجابه منها لأنهم هيشوفوه في الخطوبة، لكن بعد كلامه ليها لو حصلت خطوبه فهي مش هتعزم فيها حد من زملاء الجامعة؛ لانها مش هتتحمل يشوفوا إهماله دا ليها وعدم مبالاته واكيد هيفضلوا يسألوها أسئلة هي نفسها مش هتلاقي إجابات ليها.

روحت البيت ودخلت اوضتها وكملت تفكير في كلام ايان، وحطته قصاد اركان اللي اهتمامه الزايد بيخنقها، وبعد تفكير عميق شافت إن ده يمكن هو نمط الحياة اللي يريحها ويخليها على حريتها، إيان مختلف في كل حاجه وعبقري، ومش بيعمل حاجة إلا وهو متإكد انها احسن حاجه، فمسكت تليفونها وحاولت تتصل بيه لكنه مردش، فبعتتله رسالة عالواتس قالتله فيها:


- إيان انا موافقه وراضيه اعيش معاك بالطريقة اللي تشوفها صح، انا واثقة فيك وعارفه إنك عامل حساب كل حاجة، ولو كان الجواز من وجهة نظرك شراكة فمشوار الحياة، ومجرد مسانده.. انا راضيه اكون كده.. علي ميعادنا لشرا الشبكة. 


خلصت وطلعت من التطبيق ودخلت على الفيس وشافت اركان ناشر بوست علي حسابه كاتب فيه:

-حذارى من إسراف ودك في غير أهله، فالود ثمين ولا يعطى إلا لمن يصونه. 

كلامه كان هيوجعها لو هي فعلًا خانته أو وعدته بحاجة وخلفت، بس عشان هي معملتش كده كلامه كان مجرد حروف قرتها من غير أي مشاعر. 

قفلت التليفون ولسه هتنزل عشان تقعد مع باباها شويه، لكنها سمعت صوت رسالة، فتحت لقتها من إيان وكان كاتبلها فيها:

-نظرتي فيكي مخيبتش يانجمة، إنتِ الإنسانه المناسبه ليا فكل حاجة، قرارك اسعدني وعلى ميعادنا بإذن الله. 

ودلوقتي اتفضلي ذاكري عشان عارف إنك اليومين اللي فاتوا دول قضيتيهم تفكير ومذاكرتيش، مش هتنازل عن الامتياز، واعملي حسابك قدامنا تجربه عايزين نكملها. 

ردت عليه نجمة برسالة وهي حاسه بحماس كبير:

-التجربه دي انا مستنياها تكمل اكتر منك، نفسي اشوف الجنين اللي اتحقن بكذا جين دا هيطلع عامل ازاي، ومحتاجه اتكلم معاك في تفاصيل كتيره جدًا. 

رد عليها إيان برسالة:

- وانا مستني اشاركك في كل تفصيلة عن شغلي وعن حياتي، صغيرة او كبيرة.. وعايزك تنوري حياتي بأسرع وقت ممكن. 


بعت الرسالة وقفل بعدها علي طول، من غير مقدمات ولا حتى سلام، فإبتسمت وهي بتهمس لنفسها:

-مجنون، بس بحبه.. واثقة إن حياتي معاه هتكون مختلفة وكلها إثارة ومتعة. 

نزلت لباباها اللي كان وصل ومامتها بتحضر في الغدا واول ماشافتها قالتلها بصوتها العالي:

إيه ياعروسه المفروض عاد من إهنه ورايح تتعلمي تدخلي الموطبخ وتشوفي الطبيخ عيتطبخ كيف وتتعلميلك كام طبخة لجوزك، امال هتوكليه إيه لما تتجوزوا، ولا ناويه تقضيها وكل جاهز؟! 

ضحكت نجمة وراحت عليها وحضنتها من كتافها وقالتلها:

-وليه اتعلم الطبيخ، وليه اجيب اكل جاهز وليل راحت فين؟ 

انتي كل يوم زي الشاطرة تطبخيلي وزي الشاطرة تدي الاكل للسواق وهو يجيبهولي على بيتي زي الشاطر وانا اغرف وناكل انا وإيان زي الشطار. 

ليل:

-ياحلااااوه، وديه لحد ميتا بالصلاة عالنبي إكده؟ 



نجمة:

-طول العمر ياجميل. 

وهنا رد عليها ابوها غريب وهو بيقرب منهم:

-لا ياحبيبتي انسي، انا اجيبلك بدال الطباخة اتنين وعلى حسابي، بس تحلي عن امك وتسيبيهالي، هي يادوب قادرة على شغل البيت هنا وأكلنا، هتشتغل لبيتين، بيتك انتي حره فيه وجوزك انتي حره معاه، تاكلوا متاكلوش، تطبخوا متطبخوش إحنا اول مارجلك تخطي برة عتبة الباب ده مش مسئولين عنك. 


ردت عليه نجمه وهي بتحط اديها فوسطها:

-كده ياغريب! يعني بتقطع علاقتك بيا، طييب انا مش عايزاكم تبعتولي حاجة ولا تتعبوا نفسكم، أنا هجيب إيان ونيجي نسكن معاكم هنا، واللي عاجبه يقعد واللي مش عاجبه يتفضل يشوفله مكان تاني. 


غريب رفع حاجبه وسألها بإستغراب:

-بنت هو قاسم يقربلك وانا مش واخد بالي؟ فيه صلة دم بينكم؟ اصلي شايف نفس الغتاته وكانه هو اللي بيتكم! 

ردت عليه نجمه بضحكة:

-لا مفيش صلة دم بس فيه توارد ردود أفعال، ودلوقتي تعالا نتكلم مع بعض شوية انت واحشني وحاسه اني مش شبعانه منك اليومين دول. 

رد عليها وهو بيشاورلها على الاكل:

-حضري الاكل مع امك ونتكلم واحنا بناكل، من النهاردة على رأي ليل لازم تبتدي تدخلي المطبخ وتتعلمي ولو حاجات بسيطة تنفعك، انتي متضمنيش بكره فيه إيه، وكمان مش هتلاقي في الدنيا حد أشطر من امك تتعلمي الطبخ على أديه، فأستغلي الفترة اللي جاية دي وتعلمي علي قد ماتقدري. 

خلص كلامه وسابهم وخرج من المطبخ، وابتدت نجمة تساعد امها فتحضير الاكل لأول مرة فحياتها وهي مبتسمة وفرحانه وبتتخيل انها قاعده فبيتها مع ايان وبتحضرله الاكل باديها. 


اما عند يمان في فيلته:

- ناديه، ياناديه.. انتي ياست انتي انا جعان. 

ناديه:

-ايه فيه ايه، وهو كل اللي يجوع يرجع من بره بغارته كده؟ وبعدين انت من إمتا بتشبع ماانت جعان طول الوقت!

يمان:

- طيب ومادام عارفه اني دايمًا جعان مبرجعش الاقيكي محضرالي الاكل ليه عالسفرة وانتي عارفه ميعاد رجوعي؟ 

ناديه:

- اه ولما تيجي وتلاقي الاكل برد مترضاش تاكل منه وسخني وغيري وتفضل تعذب فيا، وعلى ايه ماتستني عشر دقايق وتستحملهم لغاية مااحطلك الأكل. 


رد عليها وهو بيقعد على السفره:

طيب قدامك العشر دقايق اللي قولتي عليهم، يزيدوا دقيقة ادورك مكتب واحبسك انفرادي أسبوع، هاه فين البنات وماما؟ 

-ماما فأوضتها والبنات وحده راحت لبيت جدها النهاردة تتغدا عندهم والتانيه راحت السنتر تاخد المحاضرة وهي وراجعه هتجيب معاها سوشي وقالت متستنونيش عالاكل. 

يمان:

عدوا ٥ دقايق من العشرة علي فكرة، خمس دقايق والاكل يكون عالسفرة وانا هرووح اغسل ايدي واجيب ماما من اوضتها. 

خلص كلامه وجريت ناديه عالمطبخ تغرف الاكل وهو راح على أوضة أمه خبط عليها ودخل لقاها قاعده علي السرير وماسكة صورة ابوه وبصالها، فقرب منها وقعد جنبها وسالها بحنان:

- ايه بقي ياام يمان، بتشتكي لبابا من مين، ماتسيبيه نايم ومرتاح لازم تقلقيه؟ 

ردت عليه أمه وهي بتتامل الصورة بحزن:

-مش بشتكي يابني ولا فيه حاجة اشتكيله منها، مراتك وبناتك ربنا يباركلي فيهم بيعاملوني احسن معاملة وشايليني من عالارض شيل، هو بس وحشني وكنت بقوله متقلقش هجيلك قريب، عارفه إن غيبتي عليه طولت وهو مستنيني من سنين، بس مش بأيدي. 

خلصت كلامها وعيونها اتملت دموع، فحضنها يمان وطبطب عليها وقالها:


-طيب دا كلام ياأمي، طول عمرك بتحبي بابا اكتر مني، ولو خيروكي مابينا تختاريه هو وانا مش مهم عندك. 

ردت عليه امه من وسط دموعها:

-متقولش كده يايمان دانت نور عيوني، بس انت معاك ناديه، ومعاك بناتك، انما هو لوحده، هو محتاجني اكتر منك. 

-محصلش انا محتاجلك اكتر، وكل الدنيا متاخدش مكانك عندي، ودلوقتي ياحبيبة قلبي لكل اجل كتاب، وكلنا هنموت بس كل واحد فيومه، فممكن بقا متجيبيش سيرة الموت مرة تانيه لأن الكلام لا بيقصر عمر ولا بيطوله، هو بس بيوجع القلب وبيفكر الناس بأن فيه حزن عظيم مستنيهم، فارجوكي ياامي بلاش كلامك دا وامسحي دموعك واضحكي لو بتحبي يمان. 

إبتسمت أمه ومسحت دموعها وناديه نادت عليهم عشان ياكلوا فاخدها وخرجوا، وهما قاعدين عالسفرة كان طول الوقت عينه على إمه وبيتخيل ياترى حياته من غيرها هتبقى عامله ازاي،

 هو صحيح كبير ومسئول عن عيله، بس الواحد مهما كبر بيفضل متشعبط فأيد أمه ومتعلق بيها كأنه عيل صغير، وزي ماكانت بتحلله مشاكله وهو صغير بيرمي عليها حموله وهو كبير وهو متأكد انها هتشيل معاه من غير كلل ولا ملل مهما كانت الحمول صعبة.. 

اما ناديه فلاحظت نظراته لأمه ومدت إيدها ومسكت ايده وضغطت عليها وإبتسمتله، زي ماتكون عرفت اللي بيفكر فيه وبالحركة. دي بتطمنه إنها جنبه وحتى لو امه سابت إيده هي هتمسكها بعد منها، يعني مش هيفضل لوحده. 

مع انها عارفه إن للإم مكانه فقلب ابنها ميملاهاش بعدها اي حد. 

خلصوا اكل وقام يمان رجع على مكتبه وناديه فضلت قاعده مع حماتها يتكلموا وتحاول تسليها وتخفف عنها لغاية ماوصلت بنتها مي من بره وقعدت معاها، فقامت هي تشوف شغل البيت وسابتهم مع بعض. 



أما في وقت سابق في البلد:


عاود مؤمن على بيته من بعد الكلمتين اللي قالتهومله نواره بته، فتحتله عيشه مرته وسألته بإستغراب 

: هملت نواره ليه يا مؤمن وسبتها تمشي اللي في راسها وتروح السرايا؟ انت ما عارفش ان وفقي ممكن يأذيها، ولو فاتها وفقي مصريه مش هتهملها.. يعني تروح تلحق بتك قبل ماتدخل لعش الدبابير لحالها.. والنوبادي قرصتهم هتكون أوعر من ايوتها قرصه، روح الحق البنيه ده وفقي ومصريه دول اشر اثنين على وش الدنيا اسالني اني.. 

دول ياما عملوا فيا وسووا وانا عشان يتيمه ومحدش وقف لي عذبوني اكبر عذاب، روح دافع عن بتك وما تخليهمش يفكروا انها ملهاش حد ولا لها ضهر، 

هددهم وقول لهم انك هتفضحهم وتبِِع نواره وجرسهم في البلد وقول انهم خطفوا واد بتك والعيار اللي مش هيصيب عيدوش.. 


وهما لما يلقوا ان فيه وَش جايلهم من ناحيه نواره جايز يتقوا شرها وياخدوها تقعد مع ولدها وتربيه.. 

وهو ديه اللي نواره عايزاه، 

الضنا غالي يامؤمن وما يعرفش غلاوته غير اللي اتحرم من الضنا


 اوعاك تقول انك غريب إهنه وليكيش حد يسندك ولا يدافع عنك فيه ربنا فوق الكل وهو مش هيسيبك، بس انت خليك ورا حقك وحق بنتك ما تضيعوش. 

بص لها مؤمن وقال لها:

- انتي اللي عتقولي إكده وجبروت وفقي ومرته ضيعوا جوزك وكانوا هيضيعوكي ياعيشه؟

ردت عليه عيشه بوجع:

-سكوتي وسكوت جوزي قبلي اللي ضيعونا يامؤمن، الساكت عن الحق متهان، واللي عيدافع عن حقه عمره مايضيع.. روح يابوي لبتك واقف جارها وهملها تقول اللي فقلبها وهي متحاميه فيك، وحتى لو رماها وفقي بره السراية انت تمسك يدها وتقومها وتعاود بيها.

سمع مؤمن الكلام وخرج راح على نوراره

 اللي بدأت تتحرك ناحية السراية بإصرار و عتفتكر كلام مصريه ليها وهي عتاخد منها ولدها:

- اطلعي يلا من سرايتي ووشك مشوفوشي، والواد هيتكتب باسمي يعني الحكومة. بذات نفسها متقدرش تاخده مني، الفلوس اللي اتفق عليها ابوكي خدها.. وانتي خدتي تمن الواد دهب وخلجات ووكل وشرب وبغدده وعشتيلك يومين مكونتيش تحلمي بيهم، روحي يلا وملمحش خيالك فايت من إهنه.

خلصت كلامها ونادت عالغفير جرها ورماها بره وكل ديه وفقي شايفه بعينه وساكت ممتكلمش، وكل اللي عمله إنه قال للغفير:

-ابقا اقفل باب السرايا زين وراها ياشاكر.

وصلت نواره السرايا ووقفت قدام بوابتها، غمضت عنيها وهي حاسه انها شامه ريحة ولدها وسامعه حس بكاه فودانها، هزت البوابة بعنف وابتدت تصرخ بنفس القوة اللي كانت تصرخ بيها وكت مارماها الغفير شاكر ووقفت نفس الوقفه عالباب:

-افتح ياوفقي عايزه ولدي، هاتيلي ولدي يامصرية.. افتحوا ياللي معتخافوشي ربنا ولا تخشوا عذابه افتحوا ياكفره ياللي عتفرقوا الضنا عن امه.. افتحوا ياولاد الكلب ياظلمه.


سمعت صوت قفل عيتفتح والجنزير بتاع البوابه بيتسحب فرجعت خطوتين لورا وهي عتستعد للمواجهة، واتفتح الباب وظهر من وراه الغفير شاكر وهو شايل بندقيته وموجهه عليها وقالها وهو عيتلفت بعنيه يمين وشمال كانه عينبهها على حاجة:

روحي من إهنه يانواره دلوك احسنلك، الشر إمبايت واني حداي اوامر اضروب في المليان، روحي يابتي انتي غلبانه ومنتيش كد العالم المفتريه داي.

ردت عليه نواره بوجع:

-كيف اروح واهمل ولدي ياعم شاكر كيف؟ ديه ضناي ياخلق، اقولك.. طوخني وريحني من المرار اللي اني فيه ديه، طوخني واديني طلقة فنص قلبي الموجوع عشان مش همشي من إهنه غير وولدي معاي.

شاكر:

- يانواره عقولك روحي دلوك انتي لما تجرالك حاجة ولدك ولا هيعرف إنه كان حداه ام غير مصرية من اصله،

 وفقي يقدر يتاويكي انتي وابوكي وميخليش الدبان الازرق يعرفلكم طريق، هو اللي مصبره عليكم بس إن اليومين دول يومين حصاد ودخول محصول وعيودي القطن للمحالج بتاعته، فمش رايقلكم، واول ماهيروق هيقطع دابركم من البلد واصل، خليكم عاقلين واسكتوا لجل يغفل عنكم وتقعدي جار ولدك وتشوفيه من بعيد لبعيد، خليكي نبيهة امال.

خلص كلامه وسمع صرخة من مصريه:

-اضروب ياشاكر انت واقف ترط معاها؟ والله لبس ياجي وفقي لاقوله إن يدك اترخت وعزمك قل وقلبك بقا طري ومبقاش ليك عازه. 


واخليه يبدلك بكلب حراسه احسن منك كان زمانه هابش مصارينها دلوك.. اديها طلقة فنص راسها ياراجل انت وهملها مكفيه قدام البوابه لغاية ماياجي حد ياخدها ولا الكلاب تنهش لحمها الزفر بياعة السمك الزفرة داي.


ردت عليها نواره بحسها العالي:

- اني بياعة سمك صوح وزفرة بس زفارتي تطلع وتمشي ببوق ميه، الهم والباقي على اللي الزفارة جواه ومتأصلة فروحه وعتجري فدمه، زفارتك انتي يامصرية هتنضف كيف قوليلي، اني ولا انتي الزفرة ياسراقة العيال ياعاقر ياللي ربنا معطتكيش عيال من سواد قلبك ونيتك الشينه

، هاتي ولدي ياحرامية العيال، هاتي ولدي ياعاقر.

ردت عليها مصرية بضحكة مستفزة ربعدها قالتلها:

-عاقر بس حداي فلوس واقدر اشتري بيها عيال الناس وابقا أم من غير تعب ولا جهد.. عاقر بس ولدك بكره مهيقوليش غير يمه ويقعد تحت رجلي ويتمنالي الرضى أرضى، وبكلمة مني يروح شمال وبكلمة مني ياجي يمين.. العاقر داي هي اللي نضفتك ووكلتك ودوقتك اللي عمرك مادوقتيه ياشحاته يابت الشحات ياللي كنتي تكملي عشاكي نوم وتتغطي بالهيش من برد الشتا، والصيف تنامي فقارب قدام الخلايق والكل كان شبعان شوف فيكي وبص عليكي.

خلصت كلامها لنواره وزعقت فشاكر بغضب:

- ياراجل انت قولتلكي ارميها بره واقفل الباب مستني ايه..واوعاك تاني تفتحلها ولا تخلي عينها تطل جوا السرايه. 


نزل شاكر بندقيته وابتدا يقفل الباب وهو بيزيح نواره بضلفته، وهي تحاول َتزوق الباب عشان تدخل، بس هياجي ايه حيلها وهي لساها نفسه ووالده من كام يوم فحيل راجل كد الحيط؟ 

بصت لقت روحها بره الباب واتقفل عليها، فقعدت على حيلها واتسندت عالبوابه بضهرها وفضلت تبكي وتدعي على وفقي ومصرية من كل قلبها.. وسمعت شاكر بعد ماقفل الباب عيهمس ويقولها:

- سامحيني يانواره مش بيدي، خابر إنك متستحقيش مني إكده بعد كل اللي عيملتيه معاي، بس اني عبد المأمور ولقمة العيش عتذل، واني ولدي عزام محتاج لكل قرش عقبضه عشان يكمل علامه في بلاد الغربة وانتي خابره.. قومي يابتي روحي ونامي وريحي بدنك انتي نفسه واللي عتعمليه ديه هيخلى الوجع يلازمك طول عمرك والهدبه تسكن عينك.

خلص كلامه وسمع حس مصرية عتقوله بغضب:

- ماتخلص يابو انت وتهمل البوابة وتاجي، ولا مصدقت تقف تتساير مع الزفرة بت السماك.. خلص شوف الجنينه عايزه ايه واقطف شوية فاكهة هاتهم سيدك وفقي زمانه علي وصول.

مشى شاكر وفضلت نواره على نفس قعدتها بكت لما تعبت وغمضت عنيها ورجعت بذاكرتها لليوم اللي بدات منه كل حاجة، واللي عتتمنى لو يرجع بيها الزمن ليه لجل تغير حاجات كتيره، ترجع ومتخليهش وفقي ينضرها ولا عينه توقع عليها ولا تاخد منه فلوس وتعمله الوكلة اللي شقلبت حالها وجابت عاليه واطيه


فلاش باااك

ايه يانواره واعيكي عتفرزي السمك يعني وتعزلي الوافر على جنب! خير هتهادي بيهم ولا ايه؟

ردت عليه وهي بتفرز السمك:

-اهادي ايه يابوي وهو احنا بتوع مهادايه ولا جمايل؟ 

اني عسروبهم عشان هروح ابيعهم في السراية.

- تاني يانواره، مالوليه ضحكت عليكي النوبه الفاتت وعطتك اقل من تمن السمك، هتروحيلها لجل تضحك عليكي تاني ولا ايه، شايف تعبك بقا يهون عليكي! ولا شوفة السرايا من جوه تستاهل اننا نفوتوا عشانها من حق السمك؟ 

 ردت عليه نواره بضحكة:

- تعب مين ديه اللي يهون عليه؟ داني رايحه مخصوص لجل اجيب حقي بتاع النوبه اللي عدت، اصلي قولت لصاحبة السرايا مره تغلبيني ومرة اغلبك، وخليتها تغلبني أول مرة، ونواره متفوتش حقها، ولا مش عارف بتك يامؤمن.

يلا يلا جدف ووديني عالشط ابيعلها السمكات قبل العشيه، وانت خد باقي السمك واقعد بيه قدام الجامع، المغرب هيأذن والناس هترَح تصلي وهتلقالهم زباين.

وفعلَا جدف مؤمن ناحية الشط وحطت نواره السمك في قفه لابوها وحطت اللي هتاخده في سبت صغير وراحت بيهم علي السرايا.

خبطت عالباب ففتح شاكر ولما لقاها قالها:

- ايه يابت الصياد رجلك خدت عالسرايا يعني؟

ردت عليه نواره بلماضة:

- وايه يعني ماتاخد، هو اني عاجي اشحت ولا اقولكم عشوني، داني جايه أوكلكم.

ضحك شاكر وقالها:

-توكلينا؟ توكلينا ايه ياوكلاهم انتي، داي الست مصرية لو سمعتك عتقولي إكده توكلك السمك اللي فوق راسك ديه ني.. وتخلي شوكه يوقف فحلقك.. خشي ياأم لسان الست والبيه جوه، شوفيهم لو عايزين سمك واطلعي قوام متعوقيش إلا الحالة قايمه عالست احسن تطلق كلاب لسانها عليكي.


ردت عليه نواره وهي عتدخل لجوه:

-له يابوي هما كلمتين ورد غطاهم اني هتسامر معاها.. زين إن البيه جوه كمان ياكشي يشتري مني بدالها واتجنبها خالص.

دخلت نواره لحد باب السرايا الجواني ووقفت قدامه ولسه هتنده شافت راجل يطلع من سن ابوها رايح جاي فى السرايا وعيضروب بعكازة الأرض، وسمعت حس مصرية عتقوله:

-ماني خابره زين اخرتها ياوفقي، هتتجوز عليا وتجيب اللي تخلفلك الواد وترميني،اني ممانعاشي بس قولي.. عرفني.. مش تروح تخطط وتنفذ من وراي وتاجيني بمرتك وعيالك وتقولي شوفي يامصرية اني عميلت ايه من وراكي وانتي نايمه في العسل.

رد عليها وفقي وهو عيخبط عكازه في الأرض بقوة:

- ياعديمة العقل يابهيمه عقولك لو عايز اعملها كنت عميلتها من زمان وكان زمان ولادي فطولي دلوك، بس اني معاوزش عيال، اني بديتك انتي على العيال وقولت اعيش معاكي لحالنا والواد عيعوزوه لجل يشيل اهله فكبرهم واحنا حدانا خير يخلينا نجيبوا بقرشنا اللي يشيلنا، وإن كان على اسمي معاوزش حد يشيله ولا يورثني، احنا اهه عنضيعوا في الفلوس علي كد مانقدروا وندلعوا روحنا وينعل ابو العيال لابو خلفتها.


ردت عليه مصرية بوجع:

-كلام واد عم حديت، عتقولهولي لجل تسكتني وتصبرني، وتروح البندر وتغطس كيف مااتعلمت تغطس عند مرتك الجديدة واني إهنه موكلني البلوظه.

رد عليها بنفاذ صبر:

- يوووه عاد، اشق خلجاتي منك ياشيخة، بندر ايه ومرتي الجديدة ايه وخرابيط ايه، اني عروح فشغل، مصالح، وكل عيش ياام مخ خربان.


خلص كلامه ولسه هترد عليه مصرية لكنه بص وشاف نواره واقفه عالباب وعتستمع زعق فيها بعلو حسه وهو عيشاور عليها بعكازه:

- ايه ديه، مين انتي وواقفه إهنه إكده ليه، وكيف دخلتي؟

 ردت عليه نواره وهي عتنزل السبت من فوق دماغها:

-اني نواره يابيه، نواره اللي بعت للست السمك السبوع اللي فات، وجيت جايبالكم وكلة سمك تانيه زي دوكها تستاهل حنككم، قرب يابيه شوف السمك واشتري مني واخذوا الشيطان الواقف فوق روسكم ديه.


سكت وفقي كام دقيقة وبعدها لانت ملامحه وهو عيبص لنواره وقالها:

-هو انتي اللي جبتي سمكات النوبه اللي عدت؟ داني قولت لشاكر يدور عليكي ويقولك تجيبي كل يوم، بس ملقيكيش، الشهادة لله كانوا شوية سمك مسكرين كيف اقماع الجلاب، اكشفي عن السمك إكده ووريني.

كشفت نواره اغصان الصفصاف الصغيرة وشاف وفقي السمك وهو موقف شوكه وعيلعب في السبت فابتسم وقالها:

-ياماشاء الله دول لساهم صاحيين، عايزه فيهم كام دول ياصبيه؟

 ردت عليه نواره بشطارة:

- شوف يابيه النوبه اللي فاتت الست غلبتني واتفقنا مرة عليا ومرة عليها، واني النوبادي معاوزاشي فيهم غير اللي يستحقوه، السمك قدامك وعينك تحكم.

رد عليها وفقي وهو عيطلع جذدانه من جيبه ويفتحه:

- طيب اني معرفش في السمك واسعاره عشان الست هي العتشتري كل حاجة، قولي سعرك واللي يرضيكي واني هدفع، وهدفعلك بزيادة عليه بس تدخلي تنضفي السمك ديه وتطيبيه، تقدري وتعرفي ولا مش هينفع؟ 

الست مش رايقه دلوك وهتسيبهم يعفنوا وترميهم ولا هتعمل وكل من اصلو واني جعان.

ردت عليه نواره بحماس لأنها هتدخل السرايا اكتر وتشوف كل ركن فيها:

- اقدر يابيه واعرف ونص كمان، داني عليا صينية صياديه محدش يعرف يعملها فبر مصر كله، هات يابيه حق ٥ كيلو ف ٥٠ جنيه مش هزود عليك، ديه سعر السوق مع ان الطازه الصابح ليه سعر تاني بس انتوا زبايني برضك.

طلع وفقي من محفظته الفلوس وقالها:

خدي دول ٤٠٠ جنيه حق السمك بتنضيفه بطبخه، ولو مش كفايه قولي.

خطفتهم نواره من يده بفرحه وهي عتقوله:

-له كفايه ونص وربنا يخلف عليك بالحلال وتاكلهم بالهنا، دلني على موطبخكم وهملني ساعة وحده وهتاكل من يدي احلا سمك، وقول لغفيرك اللي بره ديه لو ابوي جه يسأل عليا يقوله يستنظرني عالبوابه هبابه.

وداها وفقي عالموطبخ وطلع بلغ شاكر باللي قالته وابتدت تنضف السمك وهي عتتلفت حواليها على كل حاجة بفرحة، وبعد شوية دخلت عليها مصرية المطبخ وحطتلها يدها فوسطها وقالتلها:

- اني كنت سامعه كل حاجة وشفتك وانتي عتاخدي من البيه حق السمك الطاق طاقين ياهلابه، هعديهالك النوبادي عشان مفياشي دماغ ليكي، بس النوبه الجايه..

قاطعت نواره كلامها وهي عتقولها:

- ولا نوبه جايه ولا نوبه رايحه، اني مجياشي إهنه تاني، روحي اشتري سمكك من السوق واني اروح اهلب في حته تانيه، انتي باين عليكي من اللي عيستكتروا عالغلابه رزقهم، روحي لسماكين السوق اللي لو كلمتك معجبتش الواحد فيهم يخطف الحاجة من يدك ويقولك اتوكلي على الله حداييش سمك للبيع.

ردت عليها مصرية ببرود:

-يكون احسن برضك، وخلصي قوام ونضفي وراكي الزفارة داي ورجعي الموطبخ نضيف كيف مادخلتي ولقتيه، واخده علي قلبك فلوس كد إكده اعملي بيهم. 

ردت عليها نواره بنديه وهي عتسيب السمكة من يدها وتبصلها فعيونها:

-له مهنضفشي، والفلوس اللي عطهمني جوزك كانوا لجل اعمل السمك مش لجل انضف واشتغلك خدامة.

خلصت نواره كلامها ورجعت تنضف في السمك وبعد ماخلصت عملت صنيتين صياديه وعملت مقلي ومشوي وجهزت جاره سلطات ورز وعملت أكلة سمك ريحتها كانت قالبه السرايا قلب.

فوقف وفقي علي باب الموطبخ وقالها:

- ياصبيه ريحة الوكل هزت ثبات الواحد وخلته معارفشي يقعد علي بعضه، لو الوكل طاب اغرفيلي قوام جوعتيني.

ردت عليه نواره بإبتسامة:

- طاب يابيه وطلب الأكيله، اديني دقايق والوكل يكون قدامك.

خلصت كلامها وبدأت تغرف وعملت حساب شخصين على أساس هو ومرته، وبدأت ترص الاكل عالسفرة، وبعد ماخلصت راحت عالموطبخ وخدت السبت بتاعها وطلعت عشان تمشي، في الاثناء دي كان وفقي بدأ وكل، فشافها وهي طالعه للباب فنادى عليها بحسه العالي:

- وقفي عندك.

يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ريناد يوسف، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة