-->

رواية جديدة نجمة أركان الجزء الرابع من سلسلة فرعون مكتملة لريناد يوسف - الفصل 11 - الجمعة 9/5/2025

 

قراءة رواية نجمة أركان الجزء الرابع من رواية فرعون كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



قراءة رواية نجمة أركان

الجزء الرابع من رواية فرعون

 رواية جديدة قيد النشر

من روايات وقصص 

الكاتبة ريناد يوسف

الفصل الحادي عشر 

تم النشر يوم الجمعة 

9/5/2025



لبس اركان واتشيك وبص لنفسه في المراية وحس إن انعكاسه ناقصاه حاجة، وكأن فيه حاجة غابت من روحه وصورتها اللي كانت معكوسه فعيونه بقت ضبابيه، إتنهد ومسك قزازة البرفان اللي نجمه قالتله مره إنها بتحب ريحتها ومبقاش يخط غير منها،

 وبعد ماكان هيرش منها تراجع وحطها مكانها واخد غيرها، وهمس لنفسه:

-خلاص ياأركان بطل بقى تعمل أي حاجة نجمه كانت بتحبها، هي مش شايفاك اصلَا عشان تهتم لريحة برفانك أو لشكلك.. عيش لنفسك كفايه عشت العمر اللي فات كله ليها.


خلص لبسه وخرج لقى ابوه وأمه لابسين ومستنيينه، بصتله أمهوجواهر بشفقة وقالتله:

-مابلاش من المشوار دا يبني، خلينا نخرج إحنا التلاته نقعد في مكان هادي، نتعشى ونتكلم شوية ونرجع.


رد عليها إركان وهو بيعدل هدومه:

-لا انا هتعشى عند ليل وحشني اكلها، ووحشتني مناكفة عمي غريب.. وسكت شوية وكمل.. مع اني اتوقع إنه مش هيكون فيه مناكفه من هنا ورايح لأن سبب المناكفه زال.. المهم يلا ياست الكل اتأخرنا، عايز الحق الحفلة من أولها وأشوف الفيرست لوك بتاع دكتور القرود.

خلص كلامه وأخد مفاتيح العربية وسبقهم على تحت وحصله قاسم ومعاه جواهر.

وصلوا الفيلا وكان الإحتفال بدأ، العيله كلها والأهل والأصحاب متجمعين، وأول مادخل أركان الكل بصوله، بصاتهم كانت ترقب للي جاي اركان يعمله في خطوبة نجمه، وإستغراب بسبب شياكته وشكله المهذب والإبتسامه اللي مبتسمها من أول مادخل.

ايان كان قاعد في الصالون وسط الناس، كان قاعد لوحده والظاهر إن نجمه لسه منزلتش، دخل اركان وسلم على الكل طبيعي ولعب مع الأولاد الصغيرين زي مامتعود، وفجأه وقف عن الحركه وهو شايف ليل بتظهر علي السلم من فوق، ومن بعدها ظهرت هي، بفستانها الدهبي، نفس إتنفسه من لحظة ماشافها ونسي يتنفس بعده، حس إن الكون كله وقف من حواليه، مفيش حركة غير حركتها هي، عيونه اتعلقت عليها وهي بتنزل السلم خطوة خطوة ومبتسمة بفرحة، ولوهله تخيل نفسه هو العريس ونازلاله، إبتسم ومن غير مايحس لقى نفسه بيقرب وبيقفلها تحت السلم، واول مانزلت مدلها ايده، الكل كان مذهول من حركته بما فيهم نجمه، وقاسم أبوه كان هيتدخل واتحرك ناحيته لكن في اللحظة دي اركان حس على نفسه واتلفت حواليه وبسرعة قال لنجمه اللي وقفت مبقتش عارفه تتصرف إزاي:

-إسمحيلي ياسوده أوصلك لعريسك بنفسي، قال جملته وهو بيمثل الثبات، فإبتسمت نجمه وقالتله:

-نمشي مع بعض من غير مسك ايد، من غير تلامس عشان حرام. وهعديلك كلمة سوده دي عشان الموقف اللي احنا فيه بس، إنما حسابك معايا عليها بعدين.

لم إيده واول مانزلت ووصلته لف ووقف جنبها وأتقدم معاها خطوه بخطوه ناحية ايان، وكل دا وسط خليط من نظرات الشفقة والعطف، ولغاية ماوصل بيها لأيان وقف وحس إن خلاص هنا، عند النقطة دي، كل حاجة انتهت.

بص لإيان وقاله وهو بيحاول التماسك:

-بص يادكتور القرود إنت، دي مش بنت صاحب ابويا ولا بنت عمي ولا صاحبتي، دي بنتي، بنتي وانا مربيها، عارف لو زعلتها ممكن غريب يسيب فيك عضمه سليمه، أنا بقى هجيب دبابه واعدي عليك رايح جاي لما أساويك بالأرض، سامع؟

خدها اهي حار ونار في جتتك.


خلص كلامه وزق ايان ناحية نجمه وبعد لورا خطوتين وأول ماعمل كده الكل جري عليه عايز يحضنه بس اللي سبقت الكل ليل، أخدته فحضنها وقالتله:

-معلهش يااركان ياولدي، إنت قلبك طيب وبإذن الله هيعوضك بالأحسن من نجمه، إنت والله تستاهل ست البنات وربنا هيراضيك.

إبتسملها اركان وهو مش معاها، صحيح فحضنها بس عينه ومشاعره كلها مع نجمة اللي قعدت جنب إيان وبتبصله بكل حب، وبتتكلم معاه بفرحه مش ساكته، وإيان عيونه شويه عليها وشويه على الناس والمكان وباين زي مايكون وراه ميعاد وعايز الخطوبه دي تنتهي.


عدى الوقت وأركان حس إنه مش مخلي الناس عارفه تفرح، شعورهم بالشفقة عليه اكبر من فرحتهم بنجمه، فساب المكان وخرج الجنينه، حط اديه فجيوبه وبيتمشى فسمع من وراه صوت غريب بيقوله:

- اركان..

لف وشه وبصله فغريب قرب منه وكمل.. اركان انا عارف إنك مجروح وحاسس بيك كويس.

قاطعه اركان بسخريه:

-لا معلش بقى إنت مبتحسش، وبنتك طالعالك، انتوا مفيش فيكم غير ليل حبيبتي بس اللي بتحس.


إبتسم غريب واتقدم عليه اكتر وحاوط كتافه بإيده واتمشى معاه وهو بيقوله:

-عارف إنك زعلان مني، وعارف إني كنت رزل معاك وقسيت عليك كتير، بس انا كنت بمهدلك، او بفهمك إن اللي هتختاره نجمه هو اللي هيحصل، وإن محبتك ليها مادام من طرف واحد مش هيكونلها اي أهمية عندي، واني مش انا اللي هأثر على قرارات بنتي حتى لو بدافع محبتي ليك أو لأبوك.

صدقني ياأركان الحب الكبير اللي فقلبك لنجمه لو كنت اتجوزتها وشفت انها بتقابل كل دا بجحود وبرود وعدم إحساس ..شعورك اللي حاسس بيه دلوقتي أهون الف مرة من اللي كنت هتحسه لو كان دا حصل. 

انت دلوقتي مش خسران كتير، خسران بس شوية مشاعر، إنما وقتها كنت هتخسر بيت وإستقرار ومش بعيد يكون فيه أطفال يشاركوك الخسارة دي وهما ملهمش أي ذنب،

 حب تاني يااركان ودور عاللي تبادلك الحب واللي تديك قد ماتاخد منك وأكتر. 


-إنت اللي بتقول كده ياعمي وانت اللي قعدت ٦ سنين وفي لليل ومدخلتش وحده غيرها حياتك، وسبت العالم كله ورحت عشت في الصحرا وقفلت علي قلبك ألف باب؟

 

-الوضع معايا أنا وليل مختلف يااركان، ولو هتقيس حالتك على حالتي تبقي طالع فعلًا غبي زي ابوك. انا ليل كانت بتحبني ولما مشيت مشيت وهي مظلومه ومقهورة مني، مشيت شايله مني جرح ووجع وشايله مني حته فبطنها.. وصدقني لو نجمه بنتي بتحبك وانا عارف ده وحصل بينكم اي حاجة فرقتكم انا بنفسي اللي كنت هعمل كل جهدي عشان ارجعكم لبعض.. لكن احنا في حالة حب فرديه، حالة حب من طرف واحد. 

سكت اركان وبص بعيد واتنهد وسأله:

-هتبتدوا في الاكاديميه إمتا؟ 

-وانت بتسأل عليها ليه؟ 

-حابب اجرب حياة العسكرية ولو عجبتني هغير النشاط. 

رد عليه غريب بفرحة:

-ايوه كده يابني الله ينور عليك فرحتني، خلي واحد منكم عنده دم ويفلح، مش انا ابني راح طلعلي دكتور وإنت رايح تدخلي كلية علوم، طب دا كلام ده؟

 من بكرة هبدأ في إجرءات الاكاديمية وعلى مطلع السنة الجديدة تكون جاهزة، وانت بنفسك اللي هتشرف على تجهيزها. 

-انا؟ 

-أيوه انت، عشان تتولد على إديك وقدام عنيك، وتبقى غاليه عليك، وحاجة كمان، انا متاكد إنك لما تجرب حياة العسكرية هتعجبك وهتندم علي كل يوم قضيته بعيد عنها، هتكتسب قوة من نوع خاص، قوة تهون جواك كل اللي فاكرة صعب وواقفه عليه حياتك،

 وعشان كده بقولك قدم اوراقك في كلية الشرطة واستغل الوقت لأنك هتندم على كل الوقت اللي قضيته بعيد عنها وكل قراراتك اللي اخدتها وهي مكانتش من ضمنهم. 


- طيب تمام هسمع كلامك واقدم، بس الأول همتحن الفاينل السنادي قبل ماأقدم في الشرطة، حابب أسيب الكلية وانا متفوق فيها عشان ميتقالش إني سبت مجال بسبب فشلي فيه.

إبتسم غريب وبصله بفخر وقاله:

-حقيقي انا في اللحظة دي مش شايفة إبن قاسم، شايفك حد عارف بيعمل إيه وعايز يكون الأفضل، وهتكون.. أنا واثق من ده. ودلوقتي يلا خد بعضك وإمشي من هنا.

بصله اركان وبرق عنيه وسأله بصدمة:

-إنت بتطردني؟

رد عليه غريب بتأكيد:

-أيوه بطردك إنت فهمت صح، ومش عايزك تيجي هنا غير وكل الوجع اللي جواك مختفى ولما تبص لنجمة أشوف نظرتك خالية من كل حاجة، ومشوفش المنظر اللي لسه شايفه جوه ده.

-طيب اتعشى وابقا امشي.

-ادخل عالمطبخ لوغ واتكل على الله، عشان الموقف كل مادا وهيبقى صعب عليك صدقني.

هز اركان دماغه بموافقه ودخل الفيلا ودخل علطول عالمطبخ، إبتدا يفتح الحلل ويبص فيها وعلى قد جوعه وريحة أكل الليل الحلوه اللي مش بيقدر يقاومها لكنه ملقيش له نفس إنه يمد إيده عالأكل ولا ياكل، فغطى الحلل مرة تانيه ولف عشان يمشي لقى عمته موده واقفه وراه، إبتسملها ولسه هيتكلم لقاها اخدته فحضنها وقالتله:

مكنتش جيت ياابن اخويا

رد عليها بوجع:

-مكنتش هقتنع ولا هصدق انها مبقتش ليا غير وانا شايفها بعيني جنب واحد تاني، مكنتش هبعد غير بعد ماأشوفها وهي بتبصلة واشوف نظرتها ليه عامله ازاي، بالظبط زي الواحد اللي ماتله حد عزيز عليه ورافض يصدق موته إلا لو شافه بنفسه وهو ميت قدامه، ولو مشافهوش بيفضل طول عمره مقتنع إنه عايش وهيرجع، هو بس راح مشوار وغاب فيه حبتين تلاته.


غمضت موده عنيها بألم لتشبيهه الموجع وقالتله بحنان:

-طيب يلا بقى اديك شوفت واتصدمت وصدقت واقتنعت ومفيش سبب يخليك تفضل هنا فإتفضل من غير مطرود.

رد اركان بضحكة:

-على فكرة انا بتعرض لطرد جماعي من الفيلا هنا.

ردت عليه عمته بحزم:

-وهتترمي بره بعد كده لو مسمعتش الكلام وخرجت، يلا بعد إذنك.


سمع كلامها وخرج علي بره وركب عربيته وخلاص هيطلع بس لقى بيبانها التلاته بيتفتحوا ودخل قعد جنبه معاذ إبن رحاب وكامل وجمال وماهر ولاد سيليا ونادر.

سألهم اركان بإستغراب:

-ايه دا رايحين فين انتوا وسبتوا الخطوبه ليه؟

رد عليه معاذ:

-انا عن نفسي مبحبش جو الحفلات ده وبحس إنه سيرك والناس جايين يتفرجوا على عرض مكرر وممل.


رد جمال:

-وانا زي معاذ مبحبش الجو ده

ماهر:

-وانا زيه..يلا بقى إطلع بينا علي اي مكان.

اركان:

-اي مكان فين يعني منا مش. عارف اخدكم على فين؟

معاذ:

-تعالوا انا هوديكم مكان هيعجبكم قوي، إطلع بينا عالسيدة زينب. 

وفعلًا طلع بيهم أركان عالسيدة وهناك أخدهم معاذ ودخلهم مسمط وطلبلهم كوارع ولحمة راس واتعشوا كلهم سوا.. 

وجمال وماهر كانوا أول مرة ياكلوا الأكل دا وعجبهم جدًا، وبعدها قعدوا علي قهوة بلدي يلعبوا طاولة ويضحكوا ويهزروا وقضوا وقت جميل أركان نسي فيه زعله، وفضلوا عالحال دا للفجر، وحتى قاسم لما اتصل بأركان وعرف هو فين وشاف إن نبرة صوته إرتاحت وضحك الولاد حواليه إطمن وأخد جواهر وروحوا بيتهم بعد ماباركوا لغريب وليل ونجمه وعريسها. 


اما الباقيين فحضروا الإحتفال للنهاية وروحوا على بيوتهم وهما جواهم خليط من فرحة لنجمة اللي السعادة كانت هتنط من عنيها، وبين حزن على اركان. 


اما نجمه فطول الخطوبة وهي بتتكلم مع إيان ونظرًا لتقله كانت إبتسامته ورده بكلمة أو كلمين على قصيدة كلام منها كانوا كافيين جدًا بالنسبالها. 

 إيان كانت الأجواء حوالية مزعجة وبالعافية متحملها، مش متعود على الصخب دا ولا مرتاح فيه، وماصدق الخطوبة خلصت عشان يرجع لبيته الهادي، لمعمله وأبحاثه، ولقردته اللي بيتابع معاها يوم بيوم والنهاردة يادوب شافها الصبح وحطلها اكل وميه وبس. 


أما ليل فبعد مالكل مشي ونجمه دخلت أوضتها ومفضلش غيرها هي وغريب قاعدين بعد يوم تعب بصتله وقالتله:

-إنت لاحظت ياغريب اللي انا لاحظته فعريس بتك؟ 

رد عليها غريب:

-قوليلي انتي الاول لاحظتي ايه وانا اقولك لاحظت ولا لأ. 

-معارفاشي بس شفته بارد إكده وفرحة العازب بخطوبته وخصوصي لما البت يكون هو اللي مختارها بنفسه مشفتهاش منه، شفت نجمه كانت تتكلم وتسحب الكلام من خشمه سحب وهو عينقطها بالقطارة. 


اتنهد غريب ورد عليها:-

فيه ناس ياليل بيبقوا جامدين في مشاعرهم، إو خليني اقول متحكمين فيها.. يعني مبيظهروش محبتهم بسهولة. 

ردت عليه ليل بإعتراض:

-له ياغريب، الحب مفضوح ومعيتخباش، ولو الواحد مخلاهش يوصل للسانه عتفضحه عنيه، عتفضحه إبتسامته، لهفته، شوقه.. الحب كيف الهوا محدش يعرف يقبض عليه بيده ولا يحبسه جواه. 

الداكتور ديه مختارش نجمه بقلبه، عشان لو قلبه اللي اختارها كان بان عليه. 

ديه مختارها بعقله، ومادام الواحد مدخل عقله فكل إختياراته حتى جوازه، ولاغي قلبه إعرف إنه بياع، ولو شريكه وقف فطريق موصلحته يزيحه من حياته كيف مايتزاح الشوك من الطريق. 


بصلها غريب بحيره ومعرفش يرد عليها بأيه، لانه فعلاً شاف في إيان الجمود واللامبالاه، وهو كمان إحتار في أمره، بس حط في إعتباره إن هو اللي إختار نجمه بكامل إرادته، وإن نجمه بتحبه ومعجبه بيه، ودا في حد ذاته عامل كبير لنجاح العلاقة دي، لأن القبول من الطرفين والإرتياح أول خطوات الحب. 

فهمت ليل من سكوته إنه هو كمان ملاحظ وقلقان من طبع إيان، بس فنفس الوقت مش هيقدر يحكم علي بنته في قرار زي دا أو حتى يأثر عليها،

 فسكتت عشان متزودش حيرته وقررت تسيب الحكم علي علاقة نجمه ودكتورها للأيام والعشره، وغيرت مجرى الكلام وقالتله:

-لساك فاكر ياغريب انك وعدتني تشيعني عالبلد ولا نسيت؟ 

رد عليها بنبرة عتب:

- ومن إمتي غريب بينسى اي حاجة بتطلبيها منه ياليل؟ 

ردت عليه بإبتسامة:

- بصراحة محصلتش ولا مره من ساعة ماعرفتك. 

-طيب إيه اللي خلاكي تفترضيها دلوقتي؟ 

-عادي يابوي، كلمه عاديه طلعت، وبعدين يعني هي صوح محصلتش قبل سابق، بس قولت يمكن نسيت طلبي فوسط الهيصة بتاعة نجمه، والنسيان لا هو عيب ولا جريمة يعني! 

رد عليها بحزم:


-لأ في عرف الحبايب النسيان أكبر جريمة فحق الحبيب، ان الواحد ينسى أمنيه لحبيبه، ينسى الحاجة اللي بتفرح حبيبه، ينسى إنه يسعد حبيبه دي فحد ذاتها جريمة يعاقب عليها قانون الحب. 

دا إسمه إهمال والأهمال هو الطلقة المسمومة اللي بترشق في قلب أي علاقة تموتها بالبطيء. 


مسكت ايده بحنان وقالتله:

-أهو شوفت حديتك ديه اني خايفه إن خطيب نجمه ميكونش عارفه، ميعملش بيه، واني واعيه إنه بداها بإهمال فهتنتهي كيف داي ياغريب؟ 

رد عليها وهو بيحضن كفها بين كفوف إيديه:

-ممكن كفايه بقى كلام عن خطيب نجمه وتنتبهي لجوزك حبيبك اللي بقالك يومين بحالهم مشغوله عنه بالطبيخ والتجهيز ومخلياه حاسس بالوحده وبإنه زي الطفل اليتيم اللي مستني الحنان والإهتمام ومش لاقيهم؟ 

 ردت عليه بسرعة:

-يقطعني لو حسيت إكده بسببي، طب وهو اني ليا مين غيرك عشان احن واهتم بيه، دانت دنيتي كلها ياغريب قلبي وروحي.. وعلي سيرة الوكل الداكتور خطيب بتك ديه قليل ذوق قوي، كيف يعني ميرضاش ياكل غير سلطات ويقول على وكلي انه قنبلة موقوته و مشبع بالدهون؟ أومال عايز الوكل البيتي يكون مشبع بإيه، بغاز ثاني أوكسيد الكربون؟

 آني يمسك صوباع المحشي بتاعي ويقولي اهو الصباع ديه عامل زي رصاصة تدمير بتخترق الجسم وتدي مفعولها بالبطيء، طب والله كان هاين عليا ادوس عليه برجلي وأحطله عشر طلقات محشي فزوره اخليهم ينفجروا جواه يفرتكوه. 


ضحك غريب ورد عليها من بين ضحكه:

-ااااه قولتيلي، انتي بقى واخده منه موقف عشان مشكرش فأكلك، وإن هو أول واحد ميقعش فغرام طبيخك وعشان كده متحامله عليه. 


ردت عليه ليل وهي بتسحب ايدها من بين إيديه:

-واني يعني عقلي صغير للدرجادي؟ اني صوح اتضايقت من أسلوبه وجليطته بس يعني حقي منه جاني فنفس الوكت لما الوكل كله اتمسح قدام عنيه مسح، وكلام الإعجاب بالوكل والشكر فيه خرم ودانه، ولو علي إعجابه من عدمه فأني خلاص عرفت إن لا فيه حاجة عتعجبه ولا عيوقع في أي غرام من أي نوع، الشخصية داي عنسموها في البلد حدانا الجلنفات.. الواحد يوبقى عايش جلنف إكده محداهش إحساس. 

ضحك غريب اكتر لحد ماشنق من كتر الضحك ورد عليها:

- ياخبر ابيض عليكي ياليل وعلي تشبيهاتك، تقولي على دكتور جامعي قد الدنيا إنه جلنف؟ طيب أوعي نجمه تسمعك وانتي بتقولي عليه كده. 

ردت عليه بدلال وهي بتحط رجل على رجل:

-وهو اني هخاف منها ست نجمه يعني ولا من داكتورها ديه؟ أني معاي السلطة العليا ومسنوده من جهة سيادية، يفرجوني عاد هيقدروا يعملولي إيه هي ولا هو. 

سمع كلامها واخدها فحضنه وهو بيقولها:

-ياقلب الجهة السيادية ياناس، انتي بتقولي فيها، طب حد كده يجرب يقرب من ليلي ويشوف هعمل فيه إيه. 

إبتسمت ليل وردت عليه:

-قلب وعقل وروح ليلك انت. 

رد عليها بهمس:

_طب إيه؟ 

-ايه؟ 

_ايييه؟ 

-وه ماني عسألك ايه؟ 

_ايه اخرتها معاكي اتكلمنا كتير وضيعنا الليل كله في الكلام عن خطيب بنتك وعن وعن، مش نتكلم عننا إحنا شويه بقى! 

- طيب قول اللي عايز تقوله عننا واني سامعاك. 

_ميل عليها وهمس في ودنها بحنان:

- لا الكلام اللي هقوله مينفعش هنا، تعالي أوضتنا عشان اعرف اتكلم براحتي واقول كل اللي فقلبي. 


ضحكت ليل وقامت معاه بعد ما أجلت كل الكلام وقفلت علي كل المواضيع. 


اما عند نجمه فأوضتها.. 

قلعت فستانها إللي إختارته بعنايه وحصدت من الكل عبارات الإعجاب بيه والثناء على ذوقها، بس الجملة الوحيدة اللي كانت هتفرق معاها جدًا للأسف مسمعتهاش، كان نفسها تسمعها منه هو، كان نفسها يتغزل في جمالها ولون عنيها، كان نفسها تشوف الإنبهار بطلتها الأولى عليه بنفس القدر اللي شافته فعيون أركان..

 أركان اللي اتصرف التصرف اللي كانت مستنياه من إيان.. لكنها في النهاية صبرت نفسها بإن قدامهم العمر كله وأكيد هتسمع منه كلام حب وعبارات إعجاب لما تشبع، وبإنه لو مكانش معجب بيها وشايفها احسن وأنسب وحده في الدنيا خطبها ليه؟ 

فتحت تليفونها عشان تكلمه او تبعتله رسالة فشافته مش اونلاين فكنسلت الفكرة، وفتحت الفيس فضلت تقلب فيه شويه وإبتسمت لما جه قدامها حساب اركان، وكان رافع صور ليه هو والشباب وهما بياكلوا وبيلعبوا ومبسوطين، إبتسمت لا إراديًا وحطت لاف على الصور، صحيح أركان مش هو فتى احلامها ولا ينفع يكون جوزها وشريك حياتها، بس ينفع جدًا يكون صاحب وأخ، ينفع جدًا يكون سند وضهر، بس للأسف مش هينفع يكون فحياتها بأي صفة من دول، إيان والكل عارف بحبه ليها، وحتى لو إيان أظهر التفهم بس هو في النهاية راجل، والراجل غيور على الست بتاعته من أي حد. 


قفلت تليفونها ونامت، والصبح صحيت على ميعاد الكلية زي ماقالها إيان وحذرها من إنها لو تكاسلت أو تخاذلت مش هيسامحها، نزلت ولقت امها بتحضر في الفطار، فدخلت عليها المطبخ وقالتلها:

-صباح الخير ياماما، بابا صحي ولا لسه؟ 

ردت عليها ليل بإبتسامة:

-إصباح والهنا والسرور ياقلب امك، أبوكي صحي من بدري وعيلف حوالين الفيلا، ليه عتسألي عليه أمال؟ 

ردت عليها نجمه وهي بتنقل الاطباق اللي جهزتها أمها للسفره 

-اصلي عايزاه يوصلني الكلية النهاردة، إيان نبه عليا مركبش الفيذبه مرة تانيه وقالي خلاص انتي دلوقتي خطيبة دكتور جامعي ولازم تحافظي على مكانته الإجتماعية وسط الناس، عرض عليا آخد عربيته اروح بيها الجامعة بس انا رفضت وقولتله اصلًا بابا من زمان عايز يشتريلي عربية وانا رافضه الفكرة، بس خلاص هخليه يشتريها بقى مادام الوضع إتغير. 

وهنا رد عليها أركان اللي كان داخل من باب الفيلا ومتوجه للسفرة على طول:

-طب والله جدع، والظاهر إنه هيقدر يعمل اللي غيره مقدرش عليه، يلا ربنا يقويه وعلى قد البلا اللي اخده يرميله ربنا صبر، هاخدك انا فطريقي النهاردة لغاية ماأروح انقيلك عربية بعد الضهر من المعرض. 

ردت عليه بإستغراب:

-أولا العربية انا اللي هختارها، وإحتمال آخد إيان وإحنا بنشتريها عشان يختار معايا، ثانيًا انا مش هروح معاك الكلية، إيان ممكن يدايق وانا مش عايزه ادايقه من اولها، ثالثًا بقى إنت مشكنت مخاصمني من غير ماازعلك، جاي النهاردة بتكلمني ليه وكأن محصلش حاجة، وكمان إنت إيه اللي جايبك بيتنا تاني مش خلاص؟ 

رد عليها اركان وهو بيبتدي أكل:

-بصي هرد عليك بترتيب الأَولويات والأهم من أسئلتك، أولًا البيت دا انا مش هقطع منه ولا حد يقدر يسألني انا جاي هنا ليه ولا يقولي تيجي أو متجيش، ومكان ماليل قاعدة انا مُقيم إشطا.. إشطااا. 

وبالنسبة لغيرة دكتور القرود بتاعك فبرضاه أو غصب عنه لازم يتقبل وجودي فحياتك، واني هكون من ضمن شروط عقد الجواز، ومتسأليش ليه،؟ أهو مرازيه وخلاص إشطااا.. إشطااااا. 


والعربية أنا اللي هروح اختارها وأشتريها عشان دكتورك العظيم مبيفهمش في العربيات بدليل إن عربيته كان أصلها عربية كارلو وإتعدل عليها..هو مبيفهمش غير في القرود وبس، بيربيهم وياخد باله منهم وقريبًا هيتجوز وحده منهم..فخلي كل واحد في اللي بيفهم فيه واربط القرد مطرح مايعوز صاحبه. 

صرخت نجمة بإعتراض ودبت رجلها في الأرض وهي شايفه باباها داخل من الباب وسامع كل حاجة:

-يبابا تعالا شوف الحيوان ده بيقول إيه؟ 

-رد غريب وهو داخل:

-انا جيت ياحبيبتي أهو.. وضرب أركان علي دماغه من ورا وقاله:

- صباح الخير ياحيوان، مالك متصطبح وتقول ياصبح. 

أركان:

-ياصبح.. بقولك أيه ياعمي اقعد إفطر كده وإنت ساكت وسيبني بالله عليك، انا بقالي كام يوم مأكلتش حاجة من إيد ليل وحاسس اني خرمان أكل، فشوفلك حته ناشفه أقعد فيها إنت وبنتك دي لغاية ماأفطر..

 وكمل وهو بيبص للمطبخ.. 

ياليل فين الشكشوكه اللي بحبها؟ 

ردت عليه ليل بفرحه:

-والله ياغالي ععملك فيها اهه من اول ماسمعت حسك، دقايق وتكون قدامك. 

رد عليها اركان وهو بينقل عنيه مابين نجمه وابوها:

-ياعم انا طول عمري بقول إني مليش غيرك في بيت الاندال ده، علي فكرة بقى ياليل إعملي حسابك أنا لما هتجوز هجيب مراتي ونيجي نعيش معاكي هنا في الفيلا، وخدي بالك إحنا مش بنحب الإزعاج، يعني وحده تجيب دكتور القرود بتاعها وتيجي عايزانا نأكله ونزغطة ونغذيه ونهشتكه ممنوع، واحد يعزم حد من أصحابه اللوائات ويجاملهم فبيتنا ويدايقنا ممنوع، البيت دا هتتحطله قواعد والكل لازم يمشي عليها فاهمين. 

خلص كلامه وخبط بإيده على السفره بكل قوته، وبس عمل كده غريب قامله ومسكه من هدومه وقاله:

-بص انا عارف إن النطاعه اللي عندك دي وراثه وملكش يد فيها.. بس ياحبيب أمك متمارسش نطاعتك دي عليا هنا ولا فبيتي، أنا أصلًا هجوزك وحده أجنبية عشان تاخدك وتهج بيك من البلد وتريحني منك خالص. 

لسه أركان هيتكلم لكن صوت أبوه قاسم سبقه من وراه:

-طب والله فكرة زي الفل، إسمع ياض كلام عمك غريب واتجوز اجنبية وسافر بلدها وهاتلي أمها من هناك اتجوزها انا، ونقعد كلنا هنا سوا ففيلا عمك غريب ونبقى أسرة كبيره سعيده، واللي مش عاجبه الوضع يسيب البيت ويمشي. 

خلص كلامه وكان وصل السفره، فقعد وكانت ليل طلعت بالشكشوكه من المطبح فأخدها قاسم من إيدها وهو بيقول:

-أيوه الشكشوكة، يلا بقا البيض الأومليت بسرعة ياليل بسرررعه. 


غريب ساب أركان وبص لقاسم وضرب كف بكف وهو بيقول:

-منا لسه بقول أهو إن النطاعة وراثه. 

رد عليه قاسم وهو بياكل:

-طيب اقعد بس اقعد، اقعد وإستهدي بالله ونزلنا من فوق قرونك اللي شايلني أنا وإبني فوقهم دول وزاعق، افعد وقولي باعت عايزني فأيه؟ 

رد عليه غريب وهو بيقعد:

-ابدًا عايزك تروح تخلص تراخيص الاكاديميه النهاردة. 

رد عليه قاسم :

-وإنت متخلصهمش ليه بقى؟ على راسك ريشه ولا على رجليك نقش الحنه، ولا أكونش عرفه مشاوير بتاع حضرتك؟ 

-لا عشان انا قولت تخلصهم انت يبقى تخلصهم إنت. 

-خلاص هخلصهم خلصت روحك. 

قومي ياليل اعملي الشاي يلا. 

ليل كانت قايمه فزعق فيها غريب:

-اقعدي ياليل متقوميش من عالأكل، ومفيش شاي يلا علي مكتبك اطفح الشاي هناك مش سايبين الست جواهر نايمه تحت الغطى ومرتاحه وجايين هنا تحققوا أحلامكم على قفى الغلبانه دي. 

رد عليه أركان وهو بيقوم:

-والله دي حاجة متخصكش، ليل مش بتاعتك إنت بس دي بتاعتنا كلنا. 

رد عليه غريب وهو بيقف وبيحاول يمسكه:

-بس يلا يااهبل يلا، يلا انت كمان اتكل على الله من هنا، وبعد الكلية تغور تشتري العربيه لنجمة وتجيبها عشان مشوفش وشك الصبح هنا تاني، وخد ابوك دا وصله فطريقك القسم. 

رد عليه قاسم وهو بيرجع لورا عالكرسي:

-لا انا مش هروح معاهم هستنى اروح معاك إنت بعد ماأشرب الشاي. 


بصله غريب وغمض عنيه ونفخ بغلب ومشى دخل اوضته عشان يلبس وهو بيبرطم ويشتم على قاسم، أما ليل فقامت تشيل الاطباق وتعملهم الشاي. 

واركان ونجمه وصلوا الكلية وبمجرد مانزلت نجمه من عربية أركان شافها إيان وجه ناحيتهم بسرعه ونجمه بصت لأركان وبلعت ريقها بخوف و...


يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ريناد يوسف، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة