رواية جديدة عشق الأوس لإيمي عبده - الفصل 1 - الأحد 18/5/2025
قراءة رواية عشق الأوس كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية عشق الأوس
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة إيمي عبده
الفصل الأول
تم النشر الأحد
18/5/2025
عابثه قلوبنا تشتهى الغامض والمنسى تترقب للألم تؤثر على عقولنا وتُلهيها وترينا دروب سرابيه لآمال وهميه وتقذف بنا فى أعماق الظلمات تجعل قوانا تخور وتنساق خلف أمانينا الباليه كهذا المسكين (حسن) الذى جعلته الأيام مجرد باحث متلهف لطفلته التى أصبحت فى طى النسيان آلمه قلبه فقبض على عقله وأدماه وجعله يتوهم وجودها ويبحث عنها فى كل شارده ووارده وعبثاً حاول (أوس) أن يثنيه باللين عن الأمر فلا القوه ولا الغضب سيجعلانه يدرك فداحة ما مر به وما تخفيه ذكرياته
هذا السائق البسبط التى لم تمهله الحياه وقتاً للسعاده بل سلبت منه كل غالٍ وعزيز وهيأ له عقله حقيقه وهميه تجعله يتحمل الألم ليحيا
مرت سنوات عده ولازال أمله فى العثور على إبنته متشبث بقلبه وكسى الشيب رأسه وهو لازال متأملاً فى العثور عليها حتى من تعمل عائلته لديهم منذ أمد يأسو فى إخراجه من هذه الدائره ولكنهم يساندونه رغم علمهم بالحقيقه خوفاً عليه من الإنهيار
عائلته منذ زمن تعمل فى هذا القصر المهيب كسائقين لمالكى القصر ولكن يشاء القدر أن يصبح هو آخر فرد فى عائلته يعمل لديهم بعد فقدانه لصغيرته البائسه وفقدان عقله لهذا الأمر فأصبح هائماً لا يكل عن البحث عنها بلا أمل
❈-❈-❈
مرت أيام وأعوام ولازال (حسن) يبحث عن فقيدته التى أوراها الثرى ورغم أن (أوس) آخر ملاك هذا القصر لكنه يعده إبناً له إلا أنه لا يغنيه عن وحيدته
لم تكن تشبهها فى شئ سوى أنها فى نفس عمرها حينما فُقدت وترتدى ما يشابه ما كانت ترتديه إبنته فأوقف السياره ونزل منها راكضاً نحوها غير مبالٍ بإندفاع السيارات على الطريق فسقط أمام قدميها بعد أن إرتطمت به إحدى السيارات وقذفت به بعيداً ليقع أمامها باكياً غارقاً بدمائه فإنحنت سريعاً تجذبه بعيداً عن الطريق ثم إقتربت منه تسأله بخوف واضح : إنت كويس يا عم
أمسك بيدها وتمتم بخفوت : بب بنتى
رغم الجلبه التى أحدثها السائقين والماره إلا أنها سمعته بوضوح فرق قلبها له
لم تعلم (جهاد) كيف أصبحت داخل عربة الإسعاف برفقته وهى لا تعلم عنه شيئاً لكن هناك شيئاً ما جعلها لاتتركه قد تكون عيناه الراجيه حينما رآها أو همسه بإبنتى بصوت حنون ذكرها بوالدها الذى لم ترى حناناً بعد وفاته
ظلت بجواره ولم ترحل حتى إطمئنت عليه وتأكدت أن المشفى أرسل إلى عائلته فقد وجدو رقم هاتف (أوس) بجهات إتصال الطوارئ حيث أتى مسرعاً وبرفقته (مراد) يمكن القول بأنه أقرب لكونه أخاً له عن كونه صديق
❈-❈-❈
تنهد أوس بإرتياح حينما طمئنه مراد بعد رؤيته لتقارير عم حسن الطبيه بالمشفى فقد كان جرحاً سطحياً برأسه لا أكثر وللإحتياط تم نقله للمشفى الخاص بمراد لعمل كشف شامل عليه ثم عاد معهما إلى المنزل
كل شئ على مايرام إلا أنه ظل يسألهم عن الفتاه وهما لا يفهمان شيئا مما يخبرهما به فمن المستحيل أن يكون رأى إبنته فالأموات لا يتجولون بالطرقات بعد أن تحللت عظامهم
❈-❈-❈
ذهب مراد للمشفى الذى إستقبل حسن بعد الحادث وسأل عن الأمر فعلم أن هناك فتاه أتت معه وقيل أن الحادث سببه أنه كان يركض نحوها فإصطدم بسياره تعجب وسألهم عن وصفها فإزداد تعجبه فوصفها لا يشبه وصف إبنة حسن فى شئ
عاد إلى أوس وأخبره بما حدث ولم يكن لدى أى منهما أى فكره عن إلهاء حسن عن الأمر
❈-❈-❈
مر يومان وإذا بأوس يسمع حديث حسن مع إحدى الخادمات بلهفه : شوفيلى الفنجان بسرعه قوليلي ألاقيها فين
تلفتت زينات حولها عل أحدهم يغيثها لكن لا أحد فتنهدت والندم يكسو وجهها : حقك عليا ياعم حسن والله ما كان قصدى أنا قولت أفرحك بكلمتين
وكأنها لم تقل شيئاً وأعاد طلبه فإبتلعت ريقها بخوف فقد عبثت فى منطقه محرمه فأوس يشدد على الجميع عدم التطرق لهذا الأمر بأى صوره من الصور وهى كالبلهاء أرادت العبث مع حسن والسخريه من آلامه وإيهامه أنها تقرأ المستقبل فى قدح القهوه وأنه سيرى إبنته اليوم وصادف أنه رأى الفتاه وصار الحادث فأوهامه ورغبته فى لقاء إبنته صورا له جهاد على أنها إبنته
لطمت زينات وجهها حينما فزعت إثر صوت أوس الغاضب الذى أصر على طردها رغم إعتذارها وترجيها وترجى حسن لظنه أنها ستخبره أين إبنته فلم يتمالك أوس أعصابه وصاح به يخبره أنها كاذبه تستغل مأساته وكبر سنه لتتسلى فحزن حسن كثيراً وتركه وإنطوى على نفسه فندم أوس لأنه صب غضبه عليه وفكر كثيراً حتى إهتدى إلى حل يُرضى حسن فيأسه دفعه للتصديق بالخرافات والتغاضى عن المحرمات لذا لا حل سوى العثور على تلك الفتاه فأرسل إلى المشفى الذى ذهبت إليه مع حسن بعد الحادث وطلب كل من رأها وأحضر رساماً جنائياً وبعد وصفهم لها عثر على صوره لا بأس بها لها وأرسل أحدهم إلى موقع الحادث بالصوره لعل أحدهم يتعرف عليها
❈-❈-❈
بعد ثلاثة أيام لم يعلم من هى لكن بعضهم كان يراها كثيراً هناك فإما أنها تسكن أو تعمل قريباً من هناك لذا جعل الخادمه تخبر حسن بأنه سيرى إبنته هناك لكنها لا تعلم متى فى مقابل ألا يطردها ويكتفى بخصم إسبوعان من راتبها
عاد حسن كالسابق بذاك الأمل الكاذب وبدأ يذهب يومياً لذاك المكان ينتظرها ولا يرحل إلا إذا هاتفه أوس ليُقله إلى مكان ما فقد كان يتعمد إشغاله لعله ينسى بلا فائده
❈-❈-❈
مر شهراً كاملاً ولم ييأس بعد حتى رآها تركض بين السيارات تحاول اللحاق بالأتوبيس لكنها فشلت فزفرت بغضب وعادت تقف مجدداً على الرصيف تتلهف باحثه عن آخر حتى وجدته وهمت لتركض مجدداً لكن يد حسن منعتها فنفضته بغضب وكادت أن تهاجمه لكن حينما تبينت ملامحه جيداً تذكرته فوجدت نفسها تضحك بلا سبب وترحب به وكأنه عائد من سفر بعيد وإنتظرته بإشتياق فرؤيته وحدها جعلتها تنسى همومها وتستعيد ذكرياتها مع والدها فبعده ذاقت أهوال المذله
هنا تفحص حسن وجهها وتيقن أنها ليست إبنته لكنه لن يتركها فلعل القدر وضعها فى طريقه لسبب ما كما أنه أحس بإنجذاب أبوى تجاهها فسألها عن وجهتها وعرض عليها إيصالها إلى حيث تريد فوافقت عن طيب خاطر فعيناه بهما طيبه خاليه من أى خبث وهى لم ترى رجلاً ينظر لها هكذا سوى والدها
إستطاعت بعفويتها رسم إبتسامه على وجهه الحزين فقد كانت كطفله تذهب لأول مره إلى مدينة الألعاب لم تترك إنشاً بالسياره لم تلمسه وتسأل عن ماهيته
أوصلها إلى إحدى العمارات السكنيه بحى بعيد عن المنطقه التى أقلها منها تعجب للأمر لأنها أخبرته أنها تعمل هنا لكن لامجال للعمل هنا لا شركه ولا مصنع ولا حتى محل لكنه لم يسأل منعاً للإحراج
ترجلت من السياره وودعته بسعاده مطلقه لكن لسوء حظها رآها صاحب العقار وظن بها السوء لأنها خادمه فكيف لها أن تستقل مثل هذه المركبه لذا حاول إغرائها بالمال لينالها لكنها عنفته ورفضت بقوه فأهانها لتعاليها عليه وحاول الهجوم عليها لكنها كانت أسرع منه حيث دفعته بكل قوتها وركضت بعيداً لكنه لم يتركها وركض خلفها فإلتقفت بعض الحجاره من الطريق وألقتها عليه ليبتعد لكن إحداها أصابت رأسه الحليق فجرحتها ووقف يصرخ ويستغيث ويتهمها بمحاولة قتله فى حين كان جرحه لا يستحق كل هذا
إستغلت جهاد تجمع الناس حوله وتسللت بينهم بهدوء ثم ركضت بعيداً وحينما أدرك إختفائها هاج وثار وبدأ يبحث عنها لكن بلا جدوى فهو لا يعلم عنها شيئاً ولا حتى من تعمل لديهم ففلان أخبر أخيه على لسان إبنة عمه التى سمعت من جارتها عن خادمه أمينه وجامعة قمامه بسعر زهيد وقد تكتفى بإعطائها وجبة طعام جيده بعد الإنتهاء من عملها فهى لا تعمل بشكل دائم كما أنها ليست من المنطقه بل من مكان بعيد لا يعلمه أحد لأن منطقة سكنها بسيطه ليس بها عمل كما أن والدتها أمرتها أن تعمل بعيداً حتى لا تسوء صورتها أمام جيرانها فلسخرية الحياه والدتها تخشى حديث الناس ولا تخشى الله الذى يراها تترك صغارها جياع وتلقى بحملهم على كتفى إبنتها الكبيره
لم تيأس جهاد وإستمرت بالعمل هنا وهناك وصادفت حسن كثيراً وحينما كانت تجد معها مالاً تُصر على أن تدفع له أجره وحينما تصبح مُفلسه تخبره أن إيصاله لها هو زكاةً عن صحته
أصبحت تلك الشقيه مصدر سعادته حينما يراها ترتسم السعاده على وجهه وتبتسم شفاهه تلقائياً وحينما تُعطيه مالاً كأجره يذهب به إلى أوس ويخبره أنه أحق به فالسياره ملكاً له وعبثاً يحاول إثناؤه عن ذلك فيأخذهم ورغم كونه مبلغاً لا يستحق بالنسبة له كما أنه يساوى قيمة تذكرة أتوبيس وليس أجرة سياره فارهه فقد جمعه ولم يقم بصرفه وكأن تلك الأموال القليله بها قوه سحريه كلما زادت نبضت الحياه بوجه عم حسن أباه الثانى كما أنه أصبح متشوقاً لرؤية جهاد فحسن يقص عليه ما يحدث فى كل مره تقابله
❈-❈-❈
أتى يوماً مطيراً وقد أنتهى أوس من إستقبال عملاء مهمين من المطار فأخذ سياره ليموزين لضمان راحتهم وبعد أن أوصلهم عاد إلى قصره مع حسن لكن فى الطريق وجد حسن يُوقف السياره ويستدير برأسه نحوه : معلش يا أوس يا إبنى ممكن أأخرك شويه
قضب جبينه متعجباً : خير!
- فاكر البنت اللى حكيتلك عنها
- مالها؟
أشار له برأسه تجاه فتاه تقف بمحاذاة الرصيف : واقفه هناك أهه وعاوز أوصلها
أجابه بإبتسامه هادئه : خلاص ياعم حسن ركبها بس إقفل الحاجز عشان متبقاش مُحرجه
أغلق حسن الحاجز الزجاجى الأسود الموجود بينه وبين أوس لكنه لم يحكم إغلاقه للهفته للإسراع إليها فكان حديث حسن وجهاد مسموعاً لأوس
وقف حسن بالسياره أمام جهاد ونظر من النافذه : اركبى يا بنتي
إبتسمت بسعاده : إيه ده عم حسن والله إنت جيت فى وقتك
ركبت سريعاً وبرفقتها طفلين فنظر لها حسن بضيق : يابنتى إيه اللى خرجك فى الجو ده ومعاكى عيال كمان
أجابته بحزن : الحوجه ياعم الحج
- لا حول ولا قوه الا بالله والعيال دى محدش عندك تسبيهم فى البيت معاه بدل بهدلتهم
- معايا ربنا أحسن من الكل
- ونعم بالله وأبوهم فين
- عند اللى خلقه
- لا إله إلا الله
تحمحمت بحرج ثم قالت : هو أنا ممكن أطلب منك معروف
أجابها بإبتسامه هادئه : إتفضلى يابنتى
نظرت له بترجى : تشوفلى شغل ينوبك ثواب
- بس كده إنتى جيتى فى جمل
إكتسح الأمل ملامحها وهى تنظر له غير مصدقه : بجد يعنى ممكن تلاقيلى شغل
أومأ بتأكيد : آه ليه لأ بس إنتى معاكي إيه؟
زوت جانب فمها بضيق : وقعنا في المحظور
قضب جبينه : إيه معكيش شهاده؟
- مانا لو معايا مكنتش دوخت الدوخه دي
- متعرفيش تقري وتكتبي؟!
- لأ إزاي أنا متعلمه
تعجب من حديثها المتناقض : إزاي بقي مش بتقولي معكيش شهاده
أجابته بجديه : آه بس درست لحد تانيه ثانوي
- ومكملتيش ليه؟!!
تنهدت بحزن : مفيش فلوس
عقب بضيق : لا حول ولا قوة إلا بالله طب بصى يابنتى أنا هكلملك الراجل اللى بشتغل عنده
نظرت له بحماس : وتفتكر هيقبل
- وميقبلش ليه دا جدع طيب وإبن حلال
إنتبهت لهيئة السياره فلمعت عيناها بإنبهار : إيه ده دا أنا مخدتش بالى إيه العربيه الأُبهه دى
إبتسم بهدوء بينما ظلت تتأملها ثم هتفت بسعاده : دى شبه العربيات اللى بتيجى فى التليفزيون أصلنا ساعات بنروح عند الجيران نتفرج عالتليفزيون وبشوفها فى الأفلام الأجنبى
قضب جبينه متسائلاً : إنتو معندكوش تليفزيون؟
زوت جانب فمها بسخريه : مش لما نلاقى ناكل الأول
تنهد بضيق : لا إله إلا الله
أدركت الأمر فإبتسمت بألم : الظاهر البيه بتاعك غنى أوى يبقى كده باظت
قضب جبينه : هيا إيه دى؟
- الشغلانه واحد غنى كده هيرضى يشغل واحده زيى
أجابها بثقه : أيوه دا إنسان محترم وبيعمل خير كتير تسمعى عن أوس العزازى
أجابته بلامبالاه : آه أهو الناس بتحكى عنه
- أهو هو ده اللى بشتغل عنده
إنتفضت فى جلستها ففزع الصغيرين : يالهوى وأنا اللى فكراك راجل محترم
صدمه ردة فعلها : إيه!!
بينما إستكملت حديثها بغضب : تطلع كده إخص عليك ياراجل إتكسف على سنك
أوقف السياره ونظر لها بغضب : إخرسى بقى بعد العمر ده كله عيله زيك تيجى تهزقنى ليه دا بدل ما تشكرينى إنى بشوفلك شغل وإنتى معكيش شهاده
ثارت مستنكره : شغل!! يخربيت الشغل اللى كده دا أنا أموت من الجوع ولا أبعشى نفسى
- إيه اللى بتقوليه ده!! هو لما تشتغلى فى المطبخ تبقى بتبيعى نفسك دى حتة ثانويه عامه ومخدتيهاش اومال لو معاكى كليه كنتى عملتى إيه كتر خير ربنا لو رضى يشغلك دا ألف مين يتمنى يشتغل عنده
لوحت بيدها بلا إهتمام : بلاها الشغل اللى من ناحيته
زفر بضيق : بلاها بلاها إنتى الخسرانه وإسكتى بقى خلينا نسمع
قضبت جبينها : نسمع ايه؟!
رفع صوت المذياع : دقيقه فقهيه
فغرت فاهها : هاه
أوضح قائلاً : دا برنامج بيجى على إذاعه القرأن الكريم لمده دقيقه بيجاوب على سؤال فى الدين
فسألته بلهفه : سؤال إيه؟
- كل مره سؤال شكل وشيخ يجاوب عليه
عم الصمت بالسياره حتى إنتهى البرنامج فنظرت له بإبتسامه إعتذار : أنا قولت من الأول إنك راجل طيب وأكيد وإنت بتعرض عليا الشغل مكنتش تعرف أخلاق مديرك هتلاقيك شغال عنده من قريب
قضب جبينه متعجباً : أخلاق مديرى؟!! هو إنتى فاكراه إيه بالظبط؟
أجابت بتلقائيه : فلاتى
- نعم!!
أومأت بتأكيد : آه فلاتى نوسونجى وبايظ أبوه سابله قرشين يصيع بيهم
تعجب متسائلاً : مين ده؟! إنتى بتتكلمى عن مين ؟
- عن أوس العزازى طبعا
- بس يا بنتى دا أبعد ما يكون عن وصفك ده
- اسكت اسكت إنت متعرفش حاجه
- الظاهر إنك إنتى اللى متعرفيش حاجه
زوت جانب فمها بسخريه : ياسلام ليه بقى
أجابها بهدوء : عشان أوس بنى آدم محترم وجد ويعرف ربنا وبيعمل خير مع كل الناس
- بيدارى على بلاويه
تعجب من إصرارها : بلاوى إيه يابنتى؟!! اللى قالك كده ضحك عليكى
أوضحت أسبابها : ليه بقى كام واحده حواليه وخاطب بقاله زمان ومتجوزهاش ليه إيه معهوش أجره المأذون
إبتسم لسذاجتها : أولا اللى حواليه هما اللى بيتمحكو فيه وهو مبيعبرهمش ثانيا حكايه جوازه دى بمزاجه وهو حر الناس اللى زى دول بيحبو ياخدو وقتهم مش متصربعين ف الجهاز زينا وبننسا نتعرف على بعض دا غير إن أخلاقه ملناش دعوه بيها إحنا شغالين عنده مش حاكمينه
أجابت بعدم إقتناع : بس الواحد سمعه والشغل عنده شبهه
- وانتى تعرفى الناس ليه وعشان تطمنى إنتى هتشتغلى فى المطبخ يعنى بعيد عنه وأنا جنبك لو عوزتى حاجه إيه رأيك
- إن كان كده ماشي
- بس إنتى بس متحطيلوش سم فى الأكل
- وعلى إيه ميستاهلش أضيع نفسى بسببه بس تعرف أنا بيتهيألى لو شوفته هعجنه فى بعضه هسكعه كف يفوقه
تنهد بيأس : ماقولنا ملكيش دعوه به
- على رأيك ميستاهلش اصدع دماغى بيه
إستكفى أوس من هذيها الفارغ فطرق على الحاجز الزجاجى ليجعل حسن يتوقف فإنتفضت بفزع : يا لهوى إيه اللى بيخبط ده
نزل أوس من السياره وطرق بخفه على زجاج السياره المجاور لها فإستدارت تنظر للخارج وحين رأته صرخت بفزع : اااااه
بينما إنتفض حسن فزعاً : إيه يابنتى فزعتينى
فتح نافذة السياره لأوس : إيه يا إبنى اللى نزلك فى المطر
صر على أسنانه بغيظ : ولا حاجه بس حبيت أعرف هتعجنى ولا هتسكعنى إزاى
إبتلعت ريقها بخوف : هااه
كان يقف بالخارج ويتحدث بغضب واضح ويميل نحوها بينما تتراجع فى كرسيها تختبأ خلف الصغيرين حتى صرخ بها : ماتنطقى
فزعت وتمسكت بالصغيرين : دا دا أنا كك كنت بتكلم ع عع عن إبن الجيران أصله واطى وناقص وبيخوفو بيه العيال
رفع حاجبه : نعم
بكت كالأطفال بترجى : السماح والنبى
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبةإيمي عبده، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية