رواية جديدة نجمة أركان الجزء الرابع من سلسلة فرعون مكتملة لريناد يوسف - الفصل 52 - الخميس 10/7/2025
قراءة رواية نجمة أركان الجزء الرابع من رواية فرعون كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
قراءة رواية نجمة أركان
الجزء الرابع من رواية فرعون
رواية جديدة قيد النشر
من روايات وقصص
الكاتبة ريناد يوسف
الفصل الثاني والخمسون
تم النشر يوم الخميس
10/7/2025
رجعت ليل من عند جواهر وهي حاسة إن فيه حمل انزاح من فوق كتافها، ساعدتها وادتها عشان حياتها تتغير مع ان فيه شك جواها ان جوازتها مسألة وقت وقصة ليل ومؤمن بتنعاد من تاني واللي عيكون اوله طمع بيبقي آخره هجاج وخراب..لكن اللي طمنها شوية إن جواهر اوعى منها وعارفه هي بتعمل ايه واذا كان عريسها طماع فهي ام الطمع ومبروم مع مبروم هيعرفوا يعيشوا..واحتسبت كمان الغوايش بنية شفا وإن ربنا يلطف بيها وتحصل المعجزة فبتها.
اما غريب فبعد مااطمن إن مهمته مع نواره تمت على اكمل وجه ووصى اللي يكمل من بعده ويهتم، وطلع بأيده اللي فيه النصيب بنية شفا أبوه وبنته وحفيدته اخد ليل ورجعوا على القاهرة، وسابوا البلد بمشاكلها واللي عامله زي المغناطيس كل ماتبعد ليل عنها ترجعها ليها تاني.
أما جواهر فخبت الغوايش وعاهدت نفسها على إن الفرصة اللي اخدتها دي هتستغلها احسن إستغلال، هتتجوز وتبني بيت وتأسس أسرة وان كان عريسها طماع فهتعلمه هي القناعة، هتجبره يتغير ومادام عزمت عارفه ان ربنا هيوفقها وهتقدر، وهتكون زي ليل، اللي محدش رضي بيها من اهل البلد بس ربنا بعتلها العوض اللي قلبها الابيض يستاهله، وهي نوت انها تنضف قلبها من كل اللي فيه عشان ربنا يديها على كد مايشوف من قلبها بياض ونضافة.
وابتدت تجهز لفرحها وحياتها الجاية، وقررت انها تدي لجوزها كل المشاعر والإهتمام اللي يخلوه يتعلق بيها وينسى السبب الاساسي اللي اتجوزها عشانه وتخلقله اسباب جديدة أقوى وأدوم.
اما في المستشفى..
ماهر بدأ يستعيد وعيه بالكامل، نطق بكلمات تقيله وأول حد سأل عنه كالعادة هو غريب حبيب قلبه، فقالتله موده إنه سافر البلد يتاجر مع الله، يدفع فلوس وياخدها فحبايبه صحة وجبران خاطر، أخد ماهر نفس وطلعه بهدوء، وابتسم لطيف اميرة حبيبته اللي ظهر قدامه من بعد غياب طويل.. كانت واقفه في الزاوية ومبتسمة ليه وماسكه فأيدها طبق فيه فاكهة وقربت منه وحطته جنبه عالسرير وهمست فودنه:
-شوف غريب حبيبي بيجيبلي ايه دايمًا، انا على طول عندى الحاجات الحلوة دي هو بيبعتهالي، شكرًا ياماهر على غريب، شكرًا على البذرة اللي خليتها اتزرعت جوايا انا بالذات واديني باكل من طرحها الجميل.
خلصت كلامها واختفت فى اروع منظر شافها بيه ماهر.. وابتسامتها آخر حاجة اتلاشت من قدام عنيه، فغمض عيونه براحه وبعدها فتح عشان ياخد من طبق الفاكهة اللي حطته اميرة جنبه لكنه ملقاهوش، اختفى زي ماهي اختفت، وكأنها جايه بيه دليل تثبتله بيه إن صدقات غريب بتتقبل وبتوصل.. وتقوله متخافش طول ماانت مخلف ابن زي غريب، حتى بعد ماتموت هيفضل بار بيك ومحبته هتوصلك.
اما موده فكانت بتراقب ابتسامته والراحة اللي ظهرت على ملامحه وهو باصص لزاوية الأوضة، وحركة ايده السليمة وهو بيدور بيها على حاجة جنبه وسألته وهي مستغربة لو كان عايز حاجة تجيبهاله، فهزلها دماغه برفض وبعدها راح في النوم وانفاسه انتظمت وبرضوا لسه على نفس ابتسامته..وكأن حد جه بلغه بخبر مفرح ومشي!
آما رحاب فرجعت البيت مع زينب وهي مش مصدقه نفسها ولا اللي قاله شهاب وخطبته لبنتها، وكأن ربنا بعدها عن أركان عشان يديها الأحسن منه وهي اللي افتكرت إن حظ بنتها قليل وملهاش في الخير نصيب.
استنت كامل يرجع بفارغ الصبر، واول ماوصل اخدته على اوضتهم وحكتله بحماس اللي قاله شهاب، كان طول ماهو بيسمعها باصصلها بتأمل وبعدها سألها بهدوء:
- رحااب سأسألك سؤال وبالله عليك اجيبيني بكل صراحة.. اندمتي يومًا على زواجك مني؟
ردت عليه رحاب بإستنكار:
-انا!.. ليه بتقول كده ياكامل، ازاي اندم على جوازي من احسن راجل في الدنيا، على الانسان اللي مشوفتش منه غير كل خير وفرحة؟
كامل:
-اقصد انك لم تتمنى عيشة افضل من عيشتنا ووضع افضل، ألم تغاري من وضع من هم اعلى منا مالًا واكثر جاهاً؟
رحاب:
-لا خالص ويشهد ربي إني ماغرت من حد ولا اتمنيت عيشه غير عيشتي.. سكتت شوية واخدت نفس وكملت بهدوء:
-كامل انا عارفه إنت بتسألني السؤال دا ليه،بسبب حماسي لجواز رحاب من شهاب وقبلها من إركان، انا بس هقولك حاجة ياكامل والمفروض انك تكون عارفها يعني.. الام بتحب اولادها يكونوا احسن منها بمراحل، حتي لو هي راضيه عن حياتهاومستواها بتتمنالهم مستوى اعلى، انا متمنيتش لنفسي مستوي زي مستوى ليل او جواهر بس بتمناه لبنتي، هكون مبسوطة ومرتاحه اكيد وانا شايفاها بتمد ايدها على اي حاجة نفسها فيها وتجيبها، الفلوس صحيح مش كل حاجة بس محدش ينكر اهميتها فتحقيق السعادة..الفلوس بتوفر وقت وجهد وتعب.. وانا مش عايزه أولادي يكونوا مضطرين يمشوا طريق كفاح طويل وقدامهم البديل متوفر.. وانت المفروض تستغربني لو كان اركان ولا شهاب طباعهم واخلاقهم فيها حاجة، كنت ساعتها من حقك تلوم علي تفكيري، مع العلم ان كنوز العالم متخلينيش أرضى لبنتي بحد شاكه انه ممكن يتعبها فيوم من الايام او حتى يجرحها.
ابتسم كامل وقالها:
-يارحاب قلبي ارجوا ألا تكوني استأتي من سؤالي، أنا فقط خفت ان أكون مقصر في حقك وأنا غير منتبه، ولكن ردك اثلج قلبي وأراح فكري.. والآن شهاب بالتاكيد فوق مستوى الرفض.. ولكن تظل الكلمة العليا لزينب، هي صاحبة الشأن، دعيني اتشاور معها وأرد لكِ خبر.
ابتسمت رحاب وخرجت تعملهم الأكل وبعتتله زينب عشان يسألها عن رأيها، فردت عليه بإنها محتاجة شوية وقت تشاور نفسها وتستخير.. وادها طبعًا كل الوقت.
عند نجمه...
عدوا يومين مكانتش فيهم قادره تتحرك، ولا حتى عشان تروح تبص على بنتها، وحتى لو قادره عمتها ناديه كانت بتخترعلها أسباب عشان متروحش، ونجمه عارفه انها مش عايزاها تشوف البنت وتتعلق بيها، لكنها قررت انها تروحلها النهارده وتشوفها على أي حال وأي وضع..بس اجلت مرواحها ليها لبليل.
فضلت تحاول تفتكر ملامحها، لكن من كتر ماملامحها كانت صغيرة معرفتش تفتكر غير شكلها كله.. خبط الباب ودخل عليهم أركان اللي مجاش النهاردة من اول النهار، فبصتله نجمه بعتب وبصت بعيد وكل ظنها إن اللي شاغلاه عنها هي حبيبة.. وكانت المفاجأة لما دخلت وراه وحدة جميلة جدًا شايله بوكيه ورد واتقدمت من نجمه بهدوء وقالتلها وهي بتمدلها ايدها بالبوكيه:
-مدام نجمه حمدالله على سلامتك وألف سلامة عالنونه ربنا يشفيها ويعافيها يارب
اخدته منها نجمه وهي فاتحه بوقها من الصدمة، مكانتش متوقعة إن حتى لو تخمينها حقيقي ورا غياب أركان يكون بالبجاحة دي ويجيبهالها لحد عندها!
ليه ادايقت وليه وصفته بالبجاحة وهو مبيعملش حاجة غلط ولا تهينها متعرفش،
كل اللي تعرفه إن دخوله بالبنت دي خلى النار قادت بين ضلوعها.
وزادت النار لما اتقدم اركان منها وهو بيقولها وعينه على البنت هتاكلها:
- اقدملكم حبيبه، حبيبتي وقريبًا خطيبتي، دي طبعًا نجمه، ودي عمتو ناديه ياحبيبه اللي حكيتلك عليها برضوا سلمي عليها.
اتقدمت حبيبة من ناديه وسلمت عليها وباستها بمنتهى الرقة وناديه قالتله:
-ايه يااركان وقعت عالجمال دا كله فين يابني، دانت طلعت سهون.
اركان:
-دا من حظي الحلو ياعمتو والله، حبيبه دي احلى حاجة حصلتلي بجد.. طيب اقعدي ياحبيبه معاهم دقايق وراجعلك عشان اخدك تسلمي على جدي ماهر وعمتي موده.
قعدت حبيبه معاهم، وفتحت معاها ناديه كلام، وهي طول الوقت تبص لنجمه اللي هتاكلها بعنيها وواضح عليها الغيظ لدرجة انها كانت بتقطع في الورد وترميه عالارض بدون ماتنتبه!
وبعد دقايق رجع أركان واخد حبيبة وراحوا على اوضة جده ماهر، بس بعد مابص لنجمه وللورد اللي جنبها وابتسم برغم خوفه عليها من الزعل وهي في الظروف دي.
ناديه راحت عليها بعد مامشيوا وقالتلها وهي بتلم الورد اللي قطعته وتاخد منها البوكيه:
-هاتي يانجمه خساره الورد شكله جميل قوي ليه بتعملي فيه كده وقدام صاحبته كمان.. بتسأليه بيحبني مبيحبنيش ولا ايه؟
نجمه:
-اسأله عن مين ياعمتو؟
ناديه:
-عن العصفور اللي كان فالأيد وطار بقى عالشجرة ياقلب عمتو.
غمضت نجمه عنيها ومردتش على عمتها لا نفت ولا انكرت وبررت، وحاسه انها مش قادره حتى تتكلم.
أما عند اركان اول ماخرج من اوضة نجمه بص للبنت اللي معاه وقالها:
-متشكر جدًا ياانسه رؤى.
رد عليه صوت رجالي من وراه:
-بتشكرها هي ليه دلوقتي المفروض تشكرني انا.. انا اللي ضحيت ووافقت انها تيجي هنا وتعمل حبيبتك، انا الأريال هنا مش هي.
رد عليه اركان بضحكة وهو بيضرب على كتفه بهزار:
-متقولش على نفسك كده ياخالد د انت اجدع صاحب واول حسنه الواحد ياخدها من مشوار الأكاديمية ده.. خد خطيبتك يلا قبل ماحد يخرج ويشوفكم واقفين هنا.
خلص كلامه وراح على جده ماهر اطمن عليه وقعد معاه شويه وبعدها خرج لقى شهاب واقف في الطرقه قدام اوضة نجمه راح عليه، سلم وقعدوا مع بعض شوية يتكلموا ومن وسط الكلام شهاب سأله:
اركان هو انت لسه عايز نجمه، يعني لسه بتحبها بنفس الطريقة ونفس القوة حتى بعد مافضلت غيرك عليك؟
رد عليه اركان بتنهيدة:
-لو الأب قفل فوش بنته باب رحمته ومسامحهاش لو غلطت هتروح لمين، ومين هيعرفها غلطها فحق نفسها وميخليهاش تعمله مرة تانيه؟
شهاب:
-ياااه للدرجادي؟
اركان:
-نجمه مش بس حبيبتي ياشهاب، دي بنتي قبل ماتكون حبيبتي، ومهما تعمل قلبي بيحطلها أعذار ومبيستحملش فيها الهوا.
شهاب:
-بس شايفك اليومين دول بتقسى عليها!
اركان:
-بحاول ارجعها ليا بالطريقة اللي هتنفع معاها، اختك مش هيجيب معاها نتيجة غير لعب القط والفار.
شهاب:
-والله انا محترم جداً محاولاتك وإصرارك يااركان، وحقيقي لو نجمه خسرتك المرادي هتكون اغبى وحده على وش الأرض.
اركان:
- هحاول على قد مااقدر.
شهاب:
-تمام وانا كمان هساعدك على قد مااقدر.
خلصوا كلام مع بعض وشهاب قاله إنه هيفضل في المستشفى بس هينزل الطوارئ تحت يراقب الحالات اللي جايه الإستقبال.. أما ناديه فروحت لبيتها أول ماوصلَوا ليل وغريب للمستشفى..
ونجمه ارتاحت لما جاتلها امها، الوحيدة اللي هتساعدها عشان تشوف بنتها الدي الكل رافض يوريهالها.
لكن امها صدمتها برفضها هي كمان وقالتلها مش هينفع دلوقتي، بحجة لسه تعبانه وجرحها اخضر وعمليتها لسه مطابتش، وهنا نجمه رجعت لقرارها الأولاني، انها تشوف بنتها من وراهم..
فأستنت لبليل.. لغاية ماكلو نام، واتسحبت من أوضتها وراحت بضعف على الحضانه بعد ماسألت عن مكانها..
قربت من الحضانه وجات قصاد القزاز بتاعها ولسه هتكمل لكنها وقفت لما لمحت اركان قاعد جوه فزاوية من زوايا الحضانه، صدره عريان وحاطط البنت على صدره وقاعد، ضاممها بأيده وبيبصلها بمحبة كبيرة وبيتكلم معاها ومبتسم وايده التانيه بتمسد على رجلها اللي يادوب قد صباع من صوابعه!
الحركة دي هي عارفاها بيعملها الأب لإبنه أو بنته المبتسرين!
رجعت لورا خطوة واتدارت في الحيطة وفضلت مراقباه، عدي وقت طويل وهي تعبت وراحت على اقرب كرسي وقعدت عليه واركان برضوا قاعد بالبنت..خرجت وحده من تمريض الحضانه فسألتها نجمه:
-لو سمحتى البنت اللي شايلها الأستاذ جوا حالتها عامله ايه؟
ردت عليها الممرضة:
-انتي مامت أمل؟ بصي هي تعبانه بس يعني حالتها شبه مستقرة، متقلقيش عليها لو مش بتقدري تيجي متحمليش نفسك فوق طاقتها، وخصوصًا إن ابوها مش سايبها، ليل نهار معاها ومتابع حالتها ثانية بثانية،وصارعنا كلنا عشانها.. ربنا يباركلك فيه ويخليلكم بنتكم ويتمم شفاها على خير.
إحساس غريب اتسلل لقلبها في اللحظة دي، شعورين متناقضين، فرحة وخوف على حزن..
سؤال فرض نفسه عليها وقلبها سألهولها بصوت عالي
"لو كان إيان عايش كان هيعمل عشان بنته كده؟. كان هيديها كل وقته بالشكل دا، كان هيحطها فوق صدره بالساعات ويديها الحنان اللي يطمنها ويخليها تتمسك بالحياة، ولا كان سابها لنصيبها عشان فيه عنده حاجات اهم، وحتى لو خفت ياترى كان هيسيبها فحالها ولا يستغلها ويعمل عليها تجارب زي ماسبق وكان عايز يحقنها؟!
وقفت واتسحبت ورجعت للأوضة بتاعتها وهي حاسة بألم رهيب، ألم جسدي أولًا وثانيًا نفسي لما ادركت إن كل الحنان اللي عند اركان دا هيكون من نصيب وحده تانيه وأولاده هيحصلوا على اكبر قدر من الحب والإهتمام وإحتواء محدش غير اركان بيعرف يقدمه.. ونامت في سريرها وفضلت سرحانه بتفكر، لغاية ماسمعت صوت اركان بره باب الأوضة بيتكلم مع شهاب، فقامت وراحت على الحضانه مرة تانيه، وطلبت انها تدخل لبنتها فوافقوا ودخلوها، واداها الدكتور بنتها على اديها، فضمتها نجمه لصدرها وميلت عليها تشمها وابتسمت وهي شامه ريحة اركان فيها، وغمضت عيونها واتنهدت بحيرة وهي مش عارفه ايه الاحاسيس الجديدة عليها دي وهتعمل فيها ايه واشمعنا دلوقتي وهي مش ناقصه وجع؟!
عدوا يوم والتاني والتالت، ماهر اتحسن كتير وبقى قادر إنه ياكل ويشرب ويتكلم، ونجمه كمان اتحسنت وبقت تقدر تمشي وتتحرك لوحدها، أركان في ال٣ ايام دول مراحلهاش، بس كان بيروح للبنت بإستمرار وكانت بتعرف لما يروح من ممرضه جندتها.. وكانت بتروح تقف من بعيد وتشوفه وهو مع أمل وتفضل بصالهم لحد ماتشبع.
خلاص هتخرج النهارده.. حالة البنت زي ماهي، التنفس الصناعي وخراطيم الغذا وجسمها النحيل عبارة عن فيشه بكذا مخرج في كل مخرج محطوط جهاز.. وبرغم إن نجمه لسه متملكش منها الأمل في إن البنت تعيش، بس برضوا اليأس الكامل مش عارف يحتلها.
رابع يوم خلاص خارجين من المستشفى سوا، اتصلت نجمه بأركان عشان ييجي يروحهم، لكنه اعتذر وقالها:
-اسف يانجمه مش هقدر اجي، انا مرتبط بميعاد مع حبيبه ومش هينفع ميروحلهاش.
فزعلت نجمه منه عشان دي تاني مرة ييثبتلها فيها إن حبيبه بقت اهم منها عنده لدرجة انها بقت على رأس قائمة أولوياته واخدت مكانها.
خرجت من المستشفي مع شهاب، وودعت بنتها اللي عبارة عن حتتة لحمة حمره ونفس ودقات قلب.
إما في البلد..
اتحددت جلسة النطق بالحكم في قضية رزق ونواره.. مصرية اللي عرفت وقومت محامي طمنها واداها أمل كداب عشان بس ياخد فلوس.. ونوارة اللي متأكده وواثقة إن حق ابنها رجع خلاص، الفرحة مش سايعاها وسعادتها انعكست على تصرفاتها مع عزام فبقى عايش احلى فترات حياته.
وفيوم النطق بالحكم صدر رسميًا إن "رزق إبن وفقي".. رجعله إسمه ونسبه، ورجعله حقه واكتر من حقه بكتيير.
بس مع رجوع كل أملاك مصرية لرزق نواره واجهت أول وأعتى نوبة غضب من عزام..
وقف قصادها قدام الكل فبيت ابوها وقالها:
-نواره انتي عارفه زين إن مش كل الأملاك من حق رزق، وإن مصرية ليها اصل راس المال، بأي حق انتي تاخدي اللي من حقها؟
نواره :
-بحق اللي عيملته فيا وفولدي، معايرتها ليا، قسوتها عليا، كل حاجة عفشه شوفتها منها وبسببها، كل ديه يخلي املاكها اقل حاجة اخدها منيها.
عزام:
-بس ديه حرام وانا اللي ساعدتك عليه لما بيدي جبت الاوراق وحكيتلك عليهم.
نواره:
-ليكش صالح انت ياعزام، اني اللي قدام ربنا هتحمل الذنب.. ودلوك اني رايحة السرايا، سراية ولدي، هطلع منها مصرية وارميها للشوارع كيف كلبه جربانه محدش يبقى عاوز يهوب يمها.
عزام:
-لو عيملتي إكده يانواره توبقي سعيتي لخسارتي.
نواره:
-يعني ايه ياعزام؟
عزام:
-يعني يااني، يااملاك مصرية.
نواره:
-ليه عتحط العقدة في المنشار ياعزام وتعمل فيا إكده؟
عزام:
-انا محطتش عقد لحد.. دانا حطيت نفسي في اختيار قصاد حاجة بسيطة، في حين إنك اتحطيتي عندي في اختيار قدام كل حاجة، واختارتك انتي.. ودلوك هشوف يانواره عزام عندك ايه.
ردت عليه نواره بغضب:
-عارفه انك عايزني ارجعلها املاكها عشان تورثهم انت، وديه السبب الحقيقي إنك مطلقتهاش.. لو عالفلوس اني هديهالك ياعزام بس مني ليك مش لازم من مصرية يعني، طلقها وطلعها من بالك وكل اللي كنت هتورثه منها هديهولك.. واني فوقه هديه..بس تقولي ارجع لمصرية حاجة، له وألف له.
بصلها عزام كأنه اول مرة بيشوفها، دي مش نواره اللي يعرفها واتجوزها، دي وحده تانيه اكيد، وحده بياعه وواطيه، حصان خسران راهن عليه بكل حاجة يملكها وخسر بسببه رهان حياته، واكتشف مع الوقت إنه مش حصان أصيل.. رجع لورا بصدمة وساب البيت وخرج، وطول الطريق يبص وراه وكل تفكيرة ان نواره هتخرج في أي لحظة من بيت ابوها وتيجي جري وراه.. لكن لغاية ماوصل بيته ونواره لا فتحت باب بيت أبوها ولا جات وراه جري.
بس بعد حوالي ساعتين بابه خبط، قام يفتح وكله امل انها راجعت نفسها واختارته هو بدال الإنتقام.. لكنه اتفاجئ بمصرية هي اللي قدامه، مضروبه وباكيه وحتى هدومها متبهدلة، وبصتله بصة إستنجاد وبصوت مخنوق بالضعف قالتله:
-بقى هي دي جزاتي ياعزام؟
عزام:
-ايه يا مصرية اللي عيمل فيكي إكده؟
مصرية:
-ايهي.. يعني مش انت اللي باعتلي مرتك نواره لسرايتي.. طلعتني منها بعد ماضربتني وبهدلتني، طلعتني بالهدمة اللي عليا وولعت النار فخلجاتي قدام عيني؟
سكت عزام وبص لبعيد وهو واعي قدام عنيه النار اللي ولعتها نواره فخلجات مصريه. شايف اللهب بس حرارته حاسس بيها فكل بدنه..
فبص لمصريه وقالها:
-طيب يامصريه ادخلي وكل حاجة ليها حل.
مصريه:
مااظونش ان نواره هتنفع معاها حلول ياعزام.
عزام:
-والله هنشوفوا يامصريه.. خشي اتسبحي وغيري والبسي من خلجات نواره زي ماحرقتك خلجاتك، والحريق ديه اني بروحي اللي هحاسبها عليه.
مصريه:
-طيب دهبي ياعزام وحاجتي، عمري كله اللي في السرايا، ذكرياتي وطفولتي وريحة أهلي اني مش قادره افكر حتى إني خلاص طلعت منيها ومش هدخلها تاني!
عزام:
-حاجتك كلها هترجعلك يامصرية بس الصبر حلو.
خلص كلامه وطلع راح على السرايا.. شاف بوابتها مفتوحه فدخل، لقى فعلا كوم هدوم في الجنينه محروق والدخان لساه طالع منه..
سقف بأديه وقال:
-ياسكان السرايا.. يااارزق.
ردت عليه نواره اللي جاتله من جوه جري:
-ايوه ياعزام خش، واقف تنادي ليه من بره؟
عزام:
-عنادي من بره عشان سكان السرايا اغراب عني ولازمن استأذن في الدخول.
نواره قربت منه ومدت ايدها عليه وقالتله بعشم:
-مين الأغرلب ياعزام اني نواره مرتك حبيبتك!
رجع عزام لورا ومخلاهاش تلمسه، فلمت نواره ايدها وقلبها اتوجع لما سمعت رده عليها:
-من اللحظة اللي فضلتي فيها الفلوس علي واخترتي الظلم وانتي بقيتي غريبه عني.. اني جاي دلوك آخد حاجة مرتي، او اللي باقي من حاجتها اللي حرقتيها.
نواره:
-مرتك؟
عزام:
-ايوه مرتي ومن إهنه ورايح هتسكن بيتي وتنام ففرشتي، والحق اللي فيدي ارجعهولها هرجعه واخدهولها من عين التخين، أوعي من طريقي..
خلص كلامه ودخل السرايا، راح على اوضة مصرية.. كان عارف مكان كل حاجة ونواره ملحقتش تغير مكان حاجة، ففتح الدولاب وحط شكمجية الدهب فوق السرير، واخد كل الفلوس من الخزنه اللي كان عارف رقمها السري، اخد اللي باقي من هدومها، لم عطورها وكل حاجة على تسريحتها، جزمها وأي متعلقات شخصية ليها.. طلع يلف في السرايا يدور على اي حاجة تخصها واللي يقابله كان ياخده، شال صور ابوها وامها من فوق الحيطان واخدهم وصورها وصور وفقي، وبعدها لم على الحاجة دي ملاية السرير وهم عشان يشيلها سمع نواره عتقوله بسخرية:
-هما دول اللي جاي تاخدهم عشان تطلع بيهم من مصريه واني اللي عارضه عليك كل حاجة؟
عزام:
-اني مهاخدش حاجة من مصريه، دهبها وفلوسها ليها وحاجتها من حقها، اني عاخدلها ذكرياتها اللي مش من حق حد يحرمها منهم.. مصرية مرتي وكيف مافتحتلي بيتها وفتحتلي خزاين مالها ومعزتش عليا حاجة جه الوكت اللي اردلها كرمها وطيب أصلها، هشتغل واصرف عليها ورعايتها دين فرقبتي لغاية اخر يوم فعمرها أو عمري.
زعقت فيه نواره بغضب:
-وإيه اللي يجبرك؟ ليه عتعمل إكده ياعزام؟
عزام:
- رجولتي هي اللي جابراني، سبحان الله مرضيتش ارمي عليها اليمين واطلقها كأن قلبي كان حاسس باللي هتعمليه فيها وربنا اراد اني اكون سبب في انها كيف ماعاشت عزيزة تموت عزيزة متنذلش.
نواره:
-وليه متنذلش، احسن من مين هي عشان متنذلش، الذل اتعمل عشان هي تذل بيها ومتدوقوش؟
عزام:
-متنذلش عشان ربنا حطني فطريقها ونصيبها حطها فرقبتي، واللي عزام يكون فحياته يانواره يعيش عزيز على حسي ويموت عزيز.
خدت نواره نفس كله نار حرق روحها، كيف ماتكون اتنفست حريقه، وردت عليه بقهر من. كل حاجة شافتها على ايد مصرية:
-ومالو ياعزام.. روح لمصريه وعزها وراعيها واشتغل واصرف عليها، الظاهر إن مصرية نصيبك من الدنيا وانت نصيبها، وكل حي معياخدش غير نصيبه.. بعد ماتودي حاجة مرتك وتريحها فبيتك شيع على خالتي عيشه تاخد حاجتي اللي حداك، وشوف ابوي وارمي عليا اليمين ياعزام.
رد عليها بكل برود:
-له خالتي عيشه ولا غيرها محدش يدخل بيت صاحبته مش مرحبه بوجوده، اني بيدي هلملك حاجتك واوديهالك بيت ابوكي كيف مالميت حاجة مرتي وهاخدهالها بيتي، واليمين مش محتاج ابوكي عشان يترمي، ولا هو هيعلمني ارميه عليكي كيف؟
كلها كام يوم وورقتك توصلك وخالتي وخالتك واتفرفت الخالات، ومبروك عليكي العز ياام رزق.
خلص كلامه ومشي وساب نواره حاسه الدنيا عتلف بيها، مكانتش متوقعه إن الموضوع يكون سهل بالطريقة دي، ولا اتخيلت إن عزام فثانيه يتخلى عنها عشان خاطر مصريه، كانت فاكره اللي بينها وبينه اكبر من مصريه ومن فلوس الدنيا وانه هيفهمها، هيفهم غرضها الحقيقي من اللي عملته فمصريه وإنه لا طمع ولا وطيان، وانها عتثأر لكرامتها المهدورة، لعذاب شافته على يد مصريه بكل ألوانه واشكاله، على زوج باعها خوف من مصريه ومثل بقلبها وروحها تمثيل والتاني عيكمل عليها وباعها شفقة على مصريه وحالها، وإكده أو إكده مصريه اللي عتكسب في الآخر، سواء معاها الجاه والسلطه أو فقيره ومحيليتهاش حاجة وكل مانواره تقف قصادها فنزال تخسره وكل خسارة بحيله وطريقة مختلفة!
دخلت السرايا وشالت ولدها وابتدت ترضعه وعتفكر ياترى ايه الخطوة الجايه والدنيا مخبيالها ايه تحت شالها الأسود.
بتت مع نفسها فأمر مصريه وحاولت تتغلب على شيطان انتقامها، حاولت تسامح لكن كل حاجة فيها رفضت السماح، وكل حاجة حصلتلها على ايد مصريه فى السرايا اتعادت قدام عنيها فثواني، كأن الأوقات السيئة بتقولها اوعى تنسي إنك عشتيني بسببها.
عدت حوالي ساعة وسمعت نواره خطوات في الجنينه، شالت عزام وخرجت تشوف مين لقتهم ابوها وعيشه.. رحبت بيهم بفرحه وقالتلهم:
-خش يابوي، خشي ياخاله، تعالوا لسرايتكم وبيتكم الجديد، للعيشه الجديدة والعز، خشي ياخاله عيشه للبيت اللي صحبته سقتك من المر كاسات كيف ماسقتني.
ردت عليها عيشه وهي عتتلفت حواليها:
-له يابوي حد الله، اني معيشش فموطرح اصحابه مهملينه بالغصب حتى لو ظلموني.. وبعدين اني مظلمتي كانت مع وفقي مش مع مصريه، يعني هي لا اذتني ولا جات يمي، ووجودي فسرايتها يشبه وجود المحتل فبلد مش بلده وديار غير دياره مليهش فيها حق.
نواره:
-كيف يعني ياخاله، يعني هتهمليني اعيش في السرايا لحالي؟!
عيشه:
-اني محبش عيشة السرايات ولا واخده عليها يانواره، وبعدين اني عحب بيتي ومرتاحه فيه.. عزام عدي علينا وهو مروح وقالنا خلاصة اللي حصل بينك وبينه.. شوفي يانواره اني شهادتي فعزام مجروحه بالقرابه ومش هقدر اقولك حاجة، انتي ادرى بموصلحتك، بس كل اللي هقولهولك إنك دلوك مش انتي اللي معلمه على مصرية ولا منتصره عليها كيف مامفكره حالك، ولا قاهراها انك خدتي كل حاجة منها.. عشان لو تفتكري هي كل دا استغنت عنه وادته لعزام عشان يفضل معاها.. يعني مصريه اشترت عزام بكل ماتملك، كان هو هدفها الوحيد، وخسرته بسببك، وانتي لما خدتي منها كل حاجة رجعتيهولها تاني بمنتهى السهولة، يعني هي الكسبانه في البيعه داي، انتي خدتي منها اللي عايزاه وهي خدت بسببك اللي عايزاه. واني متوكده دلوك كيف ماواعياكي قدام عيني ان مصريه دلوك قاعده فبيت عزام عتحتفل بالنصر وتحمد ربنا وتشكر فضله وتدعيلك عالمقايضه الكسبانه.
اتغيرت ملامح نواره وكانها في اللحظة دي اتنبهت علي حاجة غايبه عنها، وكمل أبوها مؤمن كلامه ورا عيشه وهو عيقولها:
-ورثتي من ابوكي الغباوه يانواره وداي الحاجة اللي مكنتش عايزك تورثيها مني، بعتي الغالي بالرخيص يابتي، مش هي دي الفلوس اللي كنتي عتلعنيها قبل سابق عشان بسببها اتجوزتي وفقي؟ بقت دلوك غايه يتباع عشانها الوليف يانواره؟
اوعاكي تغلطي غلطتي يابتي وتكوني مؤمن تاني يدمر بيده كل حاجة حلوه ربنا عطاهاله ويقعد على اطلالها ندمان سنين يبكي بدال الدموع دم.. اني جيت اقولك الكلمتين دول واسيبك وعقلك فراسك تعرفي خلاصك.
نواره:
-تسيبني.. حتى انت هتسيبني يابوي؟
مؤمن:
-اني مش هقعد غير في الموطرح اللي فيه مرتي.. هتفيدني بأيه السرايا وفلوسك واللي عيسكن ويرتاح جارها قلبي قبل بدني بعيده عني؟ عزام جابلك حاجتك حدانا،هتخليها عندنا ماشي، عايزاني اجيبهملك إهنه في سرايتك ياست نواره هانم ماشي.
خلص كلامه ومشي، ورزق شابى على عيشه شالته وباسته ورجعته لامه تاني ومشيت ورا مؤمن، وسابوا نواره لوحدها.
عدى يوم والتاني ونواره كلام عيشه عيرن فودانها.. مصريه عتحتفل بالنصر!
فخدت بعضها وولدها رزق وطلعت تتمشي بيه في البلد، كل اللي تقابلها من اهل البلد تباركلها وهي تبتسم بسعادة كدابه، لغاية ماوصلت لبيت عزام.. شاكر كان قاعد عالمصطبه قدام الباب وأول ماشاف نواره قالها:
-يامراحب بالست نواره هانم صاحبة السرايات والاملاك والاطيان،.
خلص كلامه وطلعت مصريه من جوا البيت عاملاله كباية شاي وجايباهاله، لابسه الملعلع وخاطه الكحل وحاطه البودره، واول ماشاكر شافها قالها:-
تسلم الايادي ياكوم الشوم.. هاتي هاتي.. من يد اعدمها يارب.
خد الشاي وابتدا يشرب فيه ومصريه اول ماشافت مصرية قالتلها بشماته واضحه:
-مبروك عليكي السرايا يانواره، ومبروك على رزق الأملاك.. تتهني بيهم كيف مااني اتهنيت، وتاكلي وتشربي من الخير كيف مااني كلت وشربت وشبعت لحد مانفسي جزعت منيه ومبقاش فارق معاي.
خلصت كلامها ودخلت البيت وردت الباب بالراحة فوش نواره وهي بصالها بعيون عيلمعوا بفرحة عمرها ماشافتها فعنيها قبل سابق خلوها اتأكدت إن كل حرف قالتهولها خالتها عيشه كان صح.
رجعت عالسرايا ودخلتها وهي عتتلفت حواليها.. رزق بكى فحطته على صدرها يرضع..
صوح هي دلوك قاعده في السرايا بحريتها وعترضع ولدها من غير خوف، بقت ست السرايا من بعد ماكانت اقل من خدامه فيها، ولدها بقى ملكها لوحدها محدش ليه فيه معاها حاجة، وإسمه رجعله، بقت ملكه على مُلك عمرها ماكانت تحلم بيه، بس المشكلة إن كل دا ملوش فرحه عندها، المملكة الفاضية والعرش اللي متربعه عليه لوحدها من غير لا رعيه ولا ملك يشاركها العرش مضيع طعم كل حاجة.. طلعت الجنينه واتلفتت حواليها، على الموقد الطين اللي كان شاكر دايمًا قاعد قدامه ورا البوابه وبراد الشاي دايمًا عليه، على البوابه اللي كانت مقفوله ودلوك مفتوحه على مصرعينها ومفيش حد مهوبها.
لا عزام ولا شاكر ولا حتى خالتها.. ولا عزام.
فوقفت فى نص الجنينه تراجع نفسها وشافت إنها تغير خطة انتقامها من مصريه اللي طلعت الأملاك مش هي دراعها اللي بيوجعها، خالص طلع عزام هو الدراع اللى بيوجع ونقطة الضعف ومربط قلب مصريه.
فطلعت ودورت عليه، سألت واحد من الشباب اللي عزام عيمشي معاهم وقالها إنه شغال فغيط فلان الفلاني عيفلح ويزرع.. راحتله.. وقفت قدامه وهو ساب الفاس وبصلها مستنيها تقول اللي عندها.. سألته بانفاس متلاحقه:
-مطلقتنيش ليه لحد النهارده؟
سؤالها صدمه فمسك الفاس ورجع يعزق من تاني ورد عليها:
-مفضيتش.. النهاردة بعد اليوميه هروح للمأذون واطلقك.
نواره:
-بالبساطة داي؟
عزام:
-ساهله هنصعبوها ليه؟ كلمة تتقال وخلصنا.
نواره:
-بس اني معاوزاش اتطلق منك ياعزام.. اني راجعت روحي وهرجع لمصريه اللي ليها كله.. هتخلص اليوميه وتروح للمأذون، بس عشان تطلق مصريه مش اني.
رد عليها اركان بنفس البرود:
-ومين قالك إنك حتى لو رجعتي لمصرية املاكها اني هطلقها؟
سألته نواره بصدمة:
-يعني ايه؟
عزام:
-اللي سمعتيه.. مصريه هتفضل علي ذمتي حتى لو رجعتيلها املاكها.. اللي هيتغير وقتها إن انتي اللي هتفضلي على ذمتي معاها، مش العكس.
أما عند نجمه...
ماسكه تليفونها وجايبه على رقم أركان.. عايزه تتصل بيه ومتردده، غيابه طول ومش متعودة منه عالغياب ده، صحيح كل يوم عند بنتها، بس برضوا حاسه انه مشغول عنها ومش فاهمه هي فين من كل انشغاله ده؟!
وفي النهاية حسمت أمرها واتصلت بيه واول كلامه معاها كان:
-ازيك يانجمه عامله ايه يارب تكوني احسن دلوقتي.
نجمه:
-ل
وانت مهتم قوي بيا اكون احسن ولا أوحش؟ انت فين ياأركان؟
رد عليها بتنهيده:
-معلش يانجمه والله مشغول جدا اليومين دول، انتي عارفه تجهيزات الفرح بتاخد وقت وجهد.
نجمه:
-تجهيزات فرح مين؟
اركان:
-فرحي على حبيبه.
نجمه:
-نعم؟
اركان:
-نعم الله عليكي ياام أمل. مفاجئة مش كده؟
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ريناد يوسف، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية