-->

رواية جديدة تعويذة العشق الأبدي لسمر إبراهيم - الفصل 22 - 1 - الإثنين 14/7/2025

 

قراءة رواية تعويذة العشق الأبدي كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية تعويذة العشق الأبدي

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سمر إبراهيم 


الفصل الثاني والعشرون

1

تم النشر يوم الإثنين

14/7/2025


"تنسدل الخيوط واحدةً تلو الأخرى، لا على عجلٍ ولا هوادة، بل كأن الزمن نفسه يُفسح الطريق للحقيقة كي تمشي واثقة الخطى. 

تتراجع الظنون إلى الوراء، ويعلو صوت التفاصيل التي كانت صامتة. 

كل نظرة، كل كلمة، كل سكون يحمل الآن معنىً خفيًّا لم يُفهم من قبل.

 ما كان مبهمًا بدأ يتجلّى، وما كان ظِلًّا صار وجهًا بملامح لا تقبل الإنكار."


❈-❈-❈ 


- لو كلامك صح تقدري تقوليلي يا دكتورة خطيب حضرتك كان بيعمل إيه في شقة القتيل وقت وقوع الجريمة؟


كلمات قليلة نزلت عليها كالصاعقة حركت رأسها نحوه تنظر إليه وهي متيقنة من كذب إدعاءات ذلك الرجل ولكنها وجدته يتصبب عرقًا وهو يبدل نظراته بينها وبين الضابط بفزع تهتز حدقتيه متجنبًا النظر في عينيها فشعرت وكأن الدنيا تدور من حولها هل يعقل أن يكون قد فعل ذلك بالفعل فأنَّ له ذلك؟ ولماذا؟ وقبل أن تنطق وجدته يحرك رأسه يمينًا ويسارًا بنفيٍ لما قيل:


- محصلش أنا مقتلتوش والله ما قتلته ولا جيت جمبه.


ارتجفا فور سماعهما لصوت أدهم وهو يضرب براحتيه على سطح المكتب وتحدث بحدة:


- أمال تفسر بإيه وجودك هناك وقت وقوع الجريمة الكاميرات مصوراك وانت طالع ووانت خارج وواضح عليك التوتر وكأنك عامل عملة.


حرك رأسه يمينًا ويسارًا بحركات متتالية وهو ينظر إليها بتوسل يخشى أن تصدق عنه ما يقال وأجابه وهو يزدرد بقوة:


- أنا مقتلتوش أنا روحت لقيته مقتول ومشيت في ساعتها وتقدر تتأكد من وقت دخولي وخروجي أنا مكملتش خمس دقايق فوق متقنعنيش إني ممكن أنفذ جريمة زي دي وأمشي في خمس دقايق.


نظر إليه مضيقًا عيناه وكأنه يريد اختراق روحه ليتيقن من مدى صدق ما يقول، نعم هو يعلم بأنه لم يلبث بالأعلى سوى بضع دقائق تعد على أصابع اليد الواحدة ولكن ذلك لا ينفي عنه التهمة فوجه إليه الأسئلة بعملية بعد أن حدث مساعده بأمر:

- افتح المحضر يبني.

س: إيه علاقتك بالمجني عليه؟ وسبب زيارتك ليه في الوقت ده بالذات؟

ازدرد بتوتر وبدأ يجيبه بصدق:

- المرحوم كان طليق خطيبتي وكان ديمًا بيتربصلها وعامل مشاكل آخرها يوم الحادثة الصبح لما عرف إننا اتخطبنا.

باغته باتهام مباشر عله يخطئ ويعترف بارتكابه للجريمة:

- وعشان كدا قررت تخلص منه؛ عشان تخلصوا من مشاكله معاكم صح مش كدا؟

نفى برأسه وهو يجيبه مسرعًا:

- لا محصلش أنا يومها وبعد ما زادت المشاكل اللي بيعملها خصوصًا قدام الولاد قررت إني أروح أتكلم معاه وأقنعه إنه يبعد عننا وإن اللي بيعمله ده مش كويس على نفسية الأولاد اللي مالهومش ذنب في مشاكلهم، جيبت عنوانه وروحت فعلًا بس لما طلعت ورنيت الجرس محدش رد خبطت عالباب بس اتفاجئت إنه مش مقفول كويس كان موارب استغربت ودخلت بحذر لقيت البيت مبهدل زي ما يكون كان فيه خناقة ولقيته مرمي في الصالة مدبوح وواضح إنه فارق الحياة فأنا خوفت جدًا ونزلت بسرعة حتى ملمستش أي حاجة وتقدروا تتأكدوا من ده من بصماتي.


أومأ له بتفهم وعقب بتوعد وهو يحرك سبابته أعلى فمه بحركات متتالية:

- هيحصل متقلقش، طب تقدر تقولي ليه مبلغتش البوليس أول ما اكتشفت الجثة:


أجابه بدون تردد:


- خوفت، حضرتك حط نفسك مكاني لو اتحطيت في الموقف ده هتتصرف إزاي؟

ضرب سطح المكتب براحتيه بقوة وهو يصيح به:

- أنا هنا اللي بسأل مش انت على العموم كله هيبان تعالى امضي على أقوالك.


كان ينظر إليه بترقب خاصة عندما أمسك بالقلم بيده اليسرى ولكن زفر بسخط فور رؤيته له ينقل القلم ليده اليمنى ليوقع بها فضغط على الذر الذي أمامه وهو يحدجه بغيظ مستدعيًا العسكري الواقف أمام الباب والذي ولج في الحال موجهًا إليه التحية العسكرية:


- أؤمر يا أدهم باشا.

أشار نحو مراد بأمر:

- خده يبني عالحجز.


اقبل عليه العسكري ليكبل يديه فأخذ يصيح وهو ينظر نحوها بتوسل وكامه يخشى تصديقها لاتهامه أكثر من خشيته دخول السجن بجريمة لم يفعلها.

- أنا مقتلتوش يا ضحى صدقيني والله ما قتلته.


كانت عينيها تذرف العبرات دون توقف لا تقوى على الحركة وكأنها ثُبِتَتْ مكانها، وانفصلت عن الواقع، لا يستطيع عقلها أن يستوعب ما حدث، لا تصدق أن يفعل مراد ذلك فإن كانت تعرفه منذ مدة قليلة ولكنها تجزم بأنه ليس من الأشخاص الذين يمكنهم ارتكاب مثل هذه الجرائم.


أفاقت على صوت أدهم الحاد:


- وانتي يا مدام عايزة تفهميني إن مكانش عندك علم باللي حصل على الأقل بزيارة الدكتور لبيت طليقك؟


نفت برأسها دون أن تتحدث فلقد عجزت عن النطق لتجده يشير إليها بحزم:

- طب اتفضلي امضي على أقوالك واطلعي اقفي برا على ما تتعرضي على النيابة.

تحركت ببطء شديد لا تقوى على تحريك قدميها وكأنه قد ربط بهما أكياس رملية تعيق حركتها ووقعت بالفعل وسط نظراته الثاقبة ليجدها توقع بيدها اليمنى هي الأخرى وخرجت بصعوبة شديدة لتقف بالخارج كما أمرها وبرأسها العديد من الأسئلة التي لا تجد لها إجابة.


❈-❈-❈


- ها رأيك إيه؟ هو القاتل مش كدا؟.


كان ذلك صوت هشام الذي أخرجه من شروده ليصدر منه صوت طأطأه وهو يحرك رأسه علامة على عدم اقتناعه بذلك وعقب باقتداب وهو يزفر بحدة:


- معتقدش.


عقد حاجبيه وهو ينظر إليه بعدم فهم فإن كان لا يعتقد ذلك فلمَ أمر بحبسه إذن؟ ليعقب باستفهام عله يفهم ما يدور بخلده


- أومال حجزته ليه لما انت مش مقتنع بإدانته.


أجابه بنبرة حازمة وصوت مرتفع الى حدٍ ما:


- واحنا من امتى بنمشي بإحساسنا بس يا هشام بيه دا مشتبه فيه في القضية وكان موجود في مسرح الجريمة وعنده دافع أسيب الأدلة دي كلها وأمشي ورا إحساسي؟ هناخد بصماته ونضاهيها بالبصمات اللي عندنا ونشوف متطابقة ولا لأ وخلصلي في حوار البنت اللي طلعت قبله دي عايزها قدامي في أقرب وقت ممكن.


أومأ له وهو يجيبه بعملية فهو يعرفه جيدًا لا يترك شيء للصدفة:


- احنا فرغنا كاميرات المراقبة اللي في الشارع وجيبنا رقم العربية اللي ركبت فيها كمان البواب قال إنها جت للمجني عليه أكتر من مرة قبل كدا واضح إن كان فيه بينهم علاقة.


عقب بحزم:


- تمام النهاردة ألاقيها واقفة قدامي.


حرك رأسه بإذعانٍ وهو يعقب بجدية:


- هيحصل إن شاء الله متقلقش.


أنهى حديثه وتوجه إلى خارج الغرفة لينفذ ما طُلِبَ منه فنظر آدهم في أثره بشرود مفكرًا في حل لغز تلك القضية فدائرة الشبهات تتسع ولا يستطيع الجزم حتى الآن من منهم القاتل؟


❈-❈-❈


خرج من غرفة وكيل النائب العام مطأطئ الرأس ومن خلفه المحامي الخاص به بوجه متجهم فهرولت وعد نحوه واحتضنته بقوة وهي تبكي بشدة فربت على ظهرها بحنان يحثها على الكف عن البكاء ليقترب يونس موجهًا حديثه نحو المحامي قائلًا باهتمام:

- خير يا سيادة المستشار طمني.

أجابه بأسف:

- مع الأسف يا يونس بيه وكيل النيابة جدد حبسه أربع أيام كمان.


زفر بضيق وهو ينظر نحو صديقه بقلة حيلة وازداد بكاء وعد خاصة عندما جاء العسكري وأخذه من بين أحضانها ليذهب به إلى محبسه فاقتربت منها عهد وضمتها لتحثها على التوقف عن البكاء:

- كفاية عياط يا حبيبتي إن شاء الله ربنا هيظهر الحق وهيخرج في أقرب وقت.

لم تعقب على حديث شقيقتها واكتفت بالبكاء، فزفر يونس بسخط وأخذ خالد بعيدًا عنهما بعض الشيء حتى لا يستمعان إلى حديثه معه ويزداد قلقهما: 


- طب والعمل يا سيادة المستشار؟ هيفضل محبوس كدا كتير


همهم بأسف وهو يجيبه متمنيًا تحقيق ما يريد:


- العمل عمل ربنا يا يونس بيه احنا مش هنيأس وإن شاء الله نقدر نثبت براءته في أقرب وقت، فيه كمان أخبار كويسة إلى حد ما.


عقد حاجبيه وهو ينظر إليه وقد تجدد الأمل بداخله لنجاة صديقه مما هو فيه ليحدثه بلهفة:


- خبر إيه طمني؟


- النهاردة الصبح اتقبض على مشتبه فيه جديد في القضية خطيب طليقة المجني عليه وفيه أدلة كتير ضده هو كمان والكاميرات مصوراه وهو داخل العمارة بعد مراد بيه ما خرج منها يعني احتمال كبير يكون هو القاتل.


تنفس الصعداء قليلًا ولكنه عاد وسأله باستفهام:


- أومال جددوا حبس مروان ليه لما هما لقوا القاتل؟


نفى برأسه وأجابه موضحًا له الأمور:


- لسة مثبتتش عليه التهمة ومعترفش هو مشتبه فيه زي مروان بيه بالظبط نتمنى الحقيقة تظهر في أقرب وقت ونقدر نخرجه بسرعة.


أومأ براسه وهو يعقب بتمني:


- يارب.


وقبل أن يعودا إلى الفتاتان مرة أخرى أوقفه يونس ليتساءل باهتمام:


- نسيت أسأل صحيح عملت إيه في المحامي اللي كان باعته فؤاد بيه؟ أنا شوفته خارج بعد ما دخل علطول وشكله ميطمنش.


همهم بتفهم وهو يجيبه:


- ولا حاجة مروان بيه رفض يتكلم في وجوده ورفض إنه يدافع عنه.


حرك رأسه بتفهم فهو يقدر موقف صديقه وحرصه على عدم معرفة والده لحقيقة ما حدث فإن علم التفاصيل سيعلن الحرب عليهم جميعًا وخاصة وعد التي سيعتبرها السبب فيما حدث لولده.


عادا إليهما مرة أخرى وكانت وعد على وضعها تبكي بين أحضان شقيقتها ليسلط يونس نظره نحو عهد وبداخله الكثير من المشاعر المتضاربه فهو يشتاق إليها كثيرًا ومتيقن من أنها لا ذنب لها فيما حدث لصديقه ولكن كبرياؤه يمنعه من الإعتذار لها عما بدر منه وما زاد من غضبه تجنبها النظر إليه وتظاهرها بأنه لا يعني لها شيء لتشتعل بداخله نيران الغضب وتتولد لديه رغبة في لكمها حتى تتوقف عن تصرفاتها تلك ورغبة أخرى في عناقها أمام الجميع غير مبالي بشيء مما يدور حوله.


أخرجه من شروده صوت الشرطي الواقف أمام غرفة وكيل النائب العام وهو يصيح بصوت جهوري وهو ينظر حوله:

- وعد عادل السيد، وعد عادل السيد.

رفعت رأسها ونظرت إليه بدهشة وهي تمسح دموعها وتحدثت بصوت متقطع من كثرة البكاء:

- أفندم.

نظر إليها بملامح فارغة وأجابها وهو يشير نحو الباب من خلفه:

- اتفضلي سعادة الباشا عايزك جوة.

بدلت نظرها نحو شقيقتها والمحامي بخوف ليربت على كتفها وحدثها بمؤازرة:

- متخافيش أنا معاكي أكيد هياخد منك كلمتين للتحقيق.

حاولت عهد الدخول معها ولكن الشرطي منعها من ذلك لتقف أمام الباب الذي أُغلق خلف شقيقتها بقلب منخلع وعينان تغشاهما الدموع لتخور آخر ذرة تحمل بداخله واقترب منها دون إرادة منه ممسكا بيدها يحثها على الابتعاد عن الباب قليلًا وأجلسها على أحد المقاعد الخشبية الموجودة بجوار غرفة التحقيق وهو يحدثها بتعاطف:

- متخافيش أكيد هياخدوا منها كلمتين علشان التحقيق وهيسيبوها.

اكتفت بإماءة من رأسها دون أن تنطق ببنت شفه مما جعله يؤثر الصمت هو الآخر فلا يوجد مجال للحديث في ذلك الوقت.


❈-❈-❈


ولجت بخوف تقدم قدم وتؤخر الأخرى تفرك يديها وهي تتلفت حولها إلى أن وقع نظرها على ذلك الجالس خلف المكتب الواقع في منتصف الغرفة ينظر إليها بثقب لينتفض جسدها فور سماعها لصوته الحازم:

- انتي وعد عادل السيد.

اكتفت بإماءة من رأسها دون أن تنطق ليتقدم المحامي متحدثًا بعملية:

- خير يا محمد بيه استدعيت موكلتي ليه؟

- كل خير يا سيادة المستشار متقلقش هاخد منها كلمتين وتقدر تتفضل بعدها.

أشار لها نحو المقعد الذي أمامه لكي تجلس:

- اتفضلي اقعدي.

تقدمت ببطء وجلست وهي تنظر أرضًا إلى أن سمعته يحدث مساعده بأمر:

- افتح المحضر يبني.

س: اسمك وسنك وعنوانك.

رفعت رأسها ببطء لتنظر إليه وهي تجيبه بتلعثم:

- وعد عادل السيد ٢٥ سنة مقيمة في .....

نظر نحو مساعده ليرى هل انتهى من تدوين ما قالته ثم التفت نحوها ليكمل التحقيق:

س: ما هي علاقتك بالمجني عليه أحمد النويشي.

نظرت نحو المحامي الذي حثها على الإجابة فتحدثت بتردد وهي تزيح خصلات شعرها خلف أذنيها:

- علاقتي بيه بدأت من حوالي سنة اتعرفنا عالفيسبوك ونشأت بينا قصة حب استمرت لحد من كام شهر حصل خلاف وسيبنا بعض بعدها اتجوزت أنا ومروان وانقطعت كل صلة ليا بيه.

ضيق عينيه وهو يسألها بجدية:

- وإيه اللي جد.

حمحمت بتوتر وهي تجيبه بحروف متقطعة:

اللي حصل إنه رجع يتصل بيا من تاني كان عايز يرجع علاقتنا بالعافية حتى لما عرف اني اتجوزت مفرقش معاه وساعتها أنا حكيت لمروان كل حاجة علشان يوقفه عند حده.


ضرب بيديه عل سطع المكتب بقوة فارتجفت وطالعته بخوف لتسمعه يحدثها بلهجة حادة أشبه بالصراخ:

- وعشان كدا راح وقتله؟


- مقتلوش والله العظيم ما قتله.

قالت جملتها وهي تنهار باكية فتحدث المحامي لكي ينهي التحقيق معها نظرًا لسوء حالتها ما لم يكن هناك أسئلة أخرى فأذن لهما محمد بالانصراف وهو يزفر بضيق من عدم تمكنه من الوصول لشيء من خلال التحقيق معها هي وزوجها.


❈-❈-❈

لا تعلم كيف تسنى لها الوصول إلى المنزل تشعر بدوار شديد وألم برأسها يكاد يفتك بها لا تصدق ما حدث قلبها يخبرها بأنه لا يمكنه أن يفعل ذلك نعم تعرفه منذ مدة قليلة ولكنها ليست بلهاء لهذه الدرجة حتى تنخدع به بهذا الشكل فشخصيته بعيدة كل البعد عن العنف ناهيك عن القتل ولكنها لا تعلم لم ذهب إليه؟ ولماذا لم يخبرها بما حدث؟


وضعت رأسها بين يديها وهي تهزها يمينًا ويسارًا بعدم تصديق لا يستطيع عقلها استيعاب كيف يمكنه أن يستمر في إيذائها حتى بعد وفاته وكأنه قد أقسم على تدمير حياتها وعدم السماح لها أن تحيا حياه طبيعية مهما حاولت ذلك.


حاولت استجماع نفسها تريد التفكير بروية فما الذي يمكنها فعله لتنقذ مراد من هذه الورطة التي من الممكن أن تكلفه حياته فأحضرت هاتفها وقامت بمهاتفة أمل جارتها لكي توكل زوجها للدفاع عنه فهي لا تستطيع التخلي عنه مهما حدث

الصفحة التالية