-->

رواية جديدة ترنيمة حب الجزء الثاني من رواية قلوب ضائعة لفاطمة الزهراء - الفصل 11 - الأربعاء 16/7/2025

 

قراءة رواية ترنيمة حب الجزء الثاني من روابة قلوب ضائعة كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

رواية ترنيمة حب 

الجزء الثاني من رواية قلوب ضائعة

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة فاطمة الزهراء


الفصل الحادي عشر 

تم النشر يوم الأربعاء 

16/7/2025


"تعتريني رغبة بالعودة للديار 

‏رغم أنني في الوطن

‏والمدينة

‏والمنزل"


عاد نزار في المساء وجد عاليا و يزن و فريدة ينتظروه في الأسفل جلس و تحدث معهم بعض الوقت ليخبروه بحضور كريم و ما حدث معهم طوال اليوم ليشعر بغضب شديد ليصعد لغرفته وقرر أن يتحدث مع علياء لأنها لم تنفذ ما طلبه منها ..

كانت تجلس في الغرفة و تشعر بالضيق بسبب تأخر نزار و تفكر فيما يحدث معهما الفترة الأخيرة خاصة عودته متأخراً و عدم اهتمامه بها يبدو أنه يتهرب منها أو يخفي عنها شيئًا ما

دلف للغرفة و انتبهت لغضبه لتحاول أن تقترب منه:

ـ إيه يا نزار مالك يا حبيبي فيه إيه !!

حاول أن يبدو هادئاً كي لا ينفعل عليها:

ـ أنا طلبت منك لما كريم يجي يكون موجود معاكي جسار أو عمر

تنهدت و أجابته بضيق و استفهام:

ـ كانوا في الشغل و رجعوا تعبانين وبعدين ما عمتو كانت معايا لما إنت اتأخرت و الأولاد كمان موجودين و الشغاله و المربيه.. بعدين إنت اللي اتأخرت زي ما بتتأخر كل يوم و النهارده اتأخرت أكتر ممكن أفهم بتروح فين وتقضي يومك كله بره ؟!

ابتعد عنها فهو حتى الآن لا يعلم كيف يخبرها بعودته للعمل في الأبحاث مرة أخرى ؟!

نظر من النافذة و تحدث بجدية شديدة: 

ـ هكون بقضي يومي فين أظن إنك عارفه كويس إني في الجامعة أغلب الوقت و بروح الشركة بعدين اللي عرفته إن عمتي جات متأخر و كمان كلامه مع الأولاد

اقتربت منه لتقف خلفه و تحدثت بغضب و انفعال: 

ـ لولا تأخيرك كنت بقيت موجود وقت وجوده لكن شركة أيه دي اللي لغاية نص الليل أنت كداب و بتكدب عليا والوضع ده مش عاجبني و قالقني خالص

استمع لحديثها بصدمة وهتف بتحذير: 

ـ أنا كداب شكراً على كلامك و لأخر مرة بقولك متقعديش مع كريم لوحدكم

وقفت أمامه ونظرت في عينيه لتهتف بتأكيد: 

ـ آه كداب عيونك كلها كدب وكلامك مش مريحني و أنا في بيتي وضيف جالي عايز تكون موجود ياريت مش عايز براحتك وأنا مش قاعده ألعب معاه أنا بتكلم معاه في دراسة يعني قاعده مع دكتور مش مع واحد صاحبي

أجابها بغضب مكتوم:

ـ أنا مش هرد عليكي علشان منوصلش لطريق يزعلنا من بعض

أمسكت يده و تحدثت بحدة و غضب:

ـ لأ رد قول اللي عندك قولي بتروح فين وتختفي فين فهمني إيه حكايتك بتكون فين ومع مين رد عليا !!

تنهد بضيق و أردف بجدية: 

ـ بكون في الجامعة والشركة تقدري تتأكدى من ابن خالك

هتفت بانفعال شديد و غضب:

ـ تاني هيقولي جامعه و شركة إنت مصمم تكدب تاني جامعة وشركة إيه دول اللي لغاية نص الليل إنت بتخلص الشركة مع جسار ٥ المغرب وتختفي بتروح فين جسار بيجي الساعه ٦.. إنت بتيجي متأخر على ١١ أو ١٢ ولو جيت بدري بيكون الساعة ١٠ بتكون فين الوقت ده كله و متكدبش عليا علشان أنا خلاص تعبت وجبت أخري منك ومن اللي مخبيه عليا

ابتعد عنها و أجابها بتوتر: 

ـ أنا مش كداب و إنتِ عارفه كده كويس عاوزه تصدقي براحتك مش عاوزه برضه براحتك

هتفت بتحدي وهي تنظر له: 

ـ لأ كداب ومصمم تخبي يا نزار بس صدقني لو طلع اللي مخبيه كبير أو حاجه كده أو كده هتنهي كل اللي بينا و أنا بحذرك أهو

أغمض عينيه بألم بسبب حديثها و اتهامها له:

ـ أنا خارج علشان لو استنيت شوية هنوصل للحظه نندم عليها بعدين و هتقضي على كل اللي بينا

أردفت بسخرية و تهكم وهي تنظر له:

ـ إنت مصمم تهرب تاني نزار استنى نزار نزار ماشي براحتك افتكر إني حذرتك

غادر نزار و ترك الغرفة لتجلس علياء تبكي بقوة خاصة أنه تركها وهي في هذه الحالة .. ذهب نزار لغرفة أخرى ومازال حديثها يتردد بداخله أراد أن يعود إليها و يخبرها بالحقيقة لكنه تراجع في اللحظه الأخيرة

❈-❈-❈

عاد جسار في المساء ليجد فاطيما تنتظره في غرفتهما اقترب منها و قبلها على وجهها بدل ملابسه و عاد لها مرة أخرى ليجدها تنتظره على الفراش 

جلس جوارها وأردف بهدوء وهو يضمها:

ـ إيه يا حبيبي روزا نامت

تنهدت بهدوء وهي تجيبه بابتسامة هادئة: 

ـ أخيراً بقت شقية أوي و عنيدة جننتني

تحدث جسار بجدية وهو يبتسم لها:

ـ معلش يا حبيبتى بنوتتنا كبرت وكمان علشان وحيده بس مش ناويه تعملي زي علياء وتجيبي لها أخ أو أخت تاني 

هتفت باعتراض وهي تبتعد عنه:

ـ لا يا حبيبي شوية كده عاوزه أعطيها حقها علشان ما أقصرش معاها

تحدث جسار بتعجب شديد و مكر:

ًـ شويه ليه بس ما هي عندها سنتين أهو وبعدين بصراحه وحشاني أوي أوي

أجابته بغيظ وهي تضربه بيدها على ذراعه: 

ـ مين اللي وحشتك أوي يا حبيبي

ابتسم لها بمرح وهتف وهو يضمها بحب:

ـ هيكون مين غير حبيبتي اللي مجنناني

نظرت له و هتفت بتنهيدة عميقة: 

ـ إنت كمان وحشتني أوي بس مش عارفه إيه سبب تأخيرك في الشركة

أردف بجدية و إرهاق: 

ـ معلش عندي ضغط شغل الفتره دي عمر مركز في لندن وانا هنا لوحدي خصوصاً بعد غياب علياء ونزار

شردت فاطيما بعض الوقت لتهتف باستفهام: 

ـ و آسر مش موجود معاك ولا إيه بعدين مش نزار بينزل معاك بعد الجامعة !!

حاول التهرب من الإجابة عليها ليتحدث بهدوء:

ـ هاه آه بينزل و أسر مركز في شركته لكن شغل المجموعة كله عليا وبعدين سيبك من الكلام في الشغل مش هيبقى هنا وهناك بقولك وحشتيني

ضمته بقوة و مسدت على ظهره: 

ـ وإنت كمان وحشتني بس لو فيه ضغط عليك ممكن أنزل معاك إيه رأيك

ابتسم لها و تحدث بجدية: 

ـ لأ يا حبيبتي ماتتعبيش نفسك وكمان علشان فيروز أكيد محتاجه وجودك هي لسه صغيره

رغم غيظها بسبب رفضه لكنها أردفت بهدوء:

ـ ماشي يا جسار براحتك كنت عاوزه بس أساعدك بدل الضغط ده

تنهد بهدوء و تحدث بهدوء: 

ـ عارف يا حبيبتي بس مش عايزين نقصر مع فيروز و نغيب عنها إحنا الاتنين ولا إيه !!

أجابته وهي تفكر في حديثه:

ـ تمام يا حبيبي زي ما تحب

ليقضيان ليلة خاصة بهما منعزلين تماماً عما يحدث حولهما فهما مرا بتجارب كثيرة و كان جسار يتعمد دائماً أن يعوضها عن الألم الذي مرت به في السابق ورغم تأخره في العمل لكنه يحدثها على الهاتف من فترة لأخرى ليطمئن عليها و على ابنتهما 

استيقظ في الصباح وبحث عنها ليجدها قادمة إليه وهي تحمل فيروز أخذها منها ليقبلها على وجهها 

لتهتف بصوت طفولي:

ـ بابا 

تحدث بسعادة وهو يضمها:

ـ أحلى كلمة بابا من أحلى روزه 

ابتسمت لهما فاطيما ليهبطوا للأسفل لتناول الإفطار معاً قبل رحيله للشركة 

أثناء مغادرته اقتربت منه علياء التي قررت أن تتحدث معه فهي لن تجد غيره لمساعدتها 

وقفت أمامه في الحديقة و تحدثت بجدية:

ـ صباح الخير يا جسار كويس إني لحقتك قبل ما تمشي

تحدث جسار بهدوء وهو يشير لها كي يجلسان على الأريكة: 

ـ صباح الخير يا علياء تعالي إيه الحكاية !!

هتفت بحزن و تعب وهي تنظر له: 

ـ أنا مانمتش من امبارح وقاعده منتظره الصبح علشان أكلمك وأسألك سؤال واحد نزار بيروح فين و مخبي عني إيه يا جسار !!

تعجب جسار من سؤالها ليجيبها بهدوء: 

ـ نزار بيروح الجامعة و يجي الشركة بتسألي سؤال زي ده ليه !!

تشعر علياء أن جسار يعلم الحقيقة لكنه يخفي عليها هو الآخر: 

ـ نزار مش بيروح الشركة يا جسار ويوم ما بيروح بيقعد ساعة ويمشي بلاش تكدب عليا إنت كمان .. أنا كلمت الشركه وعرفت نزار مخبي عليا إيه و بيختفي فين نزار بيكدب عليا يا جسار وأنا مش هرتاح إلا لما أعرف

حاول جسار أن يهدئها قليلاً ليخبرها بنصف الحقيقة ثم هتف باستنكار: 

ـ نزار متابع معايا المجموعة يا علياء بعدين إنتِ بجد بتشكي في نزار بعد كل السنين دي

نظرت علياء له و هتفت بضيق و غضب:

ـ أنا مش بشك فيه و مقولتش إني بشك أنا بقول نزار مخبي عليا حاجه وحاجه كبيره وده اللي قريته في عيونه؛ وإنت أكيد عارف بيروح  فين علشان كده بيغيب و يقول في الشركه وإنت بتداري عليه

لا يعلم جسار بم يجيبها لكنه يشعر أن القادم في علاقتها هي و نزار لن يكون جيدًا : 

ـ أنا مش بداري عليه و لو فيه حاجة أكيد هقولك مش هخبي عليكي واضح الحمل مأثر عليكي أهدي علشان متضييعيش حبكم في شكوك هتوصلكم لطريق مسدود

وقفت و أردفت بألم و حزن:

ـ تمام يبقى خليك مخبي زيه براحتك بس افتكر إني جيت وسألتك وأنت كذبت عليا زيه أنا ماشيه واضح إني غلطت لما فكرتك هتساعدني

حاول جسار أن يمنعها من المغادرة: 

ـ علياء لو فيه حاجة أكيد مش هخبي عليكي بلاش جنان

ابتسمت له وهتفت بضيق: 

ـ عيونك موضحه إنت كمان بتكدب عليا وأنا مش هسكت بس براحتكم مش هسألكم تاني بس متزعلوش من ردة فعلي

رحلت علياء و تركته ليقف حائرًا ليشعر بالعجز فهو لا يستطيع إخبارها بالحقيقة حاول الاتصال ب نزار ليجد هاتفه مغلقًا ليتجه للشركة عله يلتقي به اليوم

❈-❈-❈

مرت عدة أيام و علياء ترفض رؤية أحد و كانت ترسل الأولاد في الصباح ليظلوا طوال اليوم مع فاطيما و بعض الأحيان كانوا يظلون عدة أيام .. ابتعدت عن نزار في هذه الفترة فمنذ أخر مواجهة بينهما و هما لا يتحدثان مع بعضهما مطلقاً و كل منهما ينام في غرفة مختلفة عن الأخر .. لكنها قررت أن تكمل الرسالة  و بعد ذلك ستتفرغ لمعرفة ما يخفيه زوجها عنها قامت بالاتصال ب كريم كي تكمل ما بدأته 

ذهب إليها ليجلسا في الحديقة و هتف بهدوء: 

ـ مساء الخير يا علياء قلقتيني عليكي اليومين اللي فاتوا

رحبت به و أجابته بجدية:

ـ مساء الخير معلش يا دكتور كنت تعبانه شويه أخبارك إيه !!

انتبه لحزنها ليتحدث بقلق:

ـ أنا كويس المهم إنتِ واضح إنك تعبانه

ابتسمت له بحزن و تحدثت بتنهيدة عميقة:

ـ لأ أنا تمام أطمن المهم خلينا نبدأ علشان ننهي أخر حاجه في الرساله ميعاد المناقشة قرب وعايزه أخد نفسي قبل ما يجي يومها علشان أعرف أركز

نظر لها وهتف وهو يشعر بالقلق عليها:

ـ بس واضح إنك مش مركزه النهارده خالص قولي إيه الحكاية كده مش هتقدري تكملي في الحالة دي !!

نظرت له و حاولت أن تخفى حزنها:

ـ مفيش حاجة أطمن هعرف أركز

حاول أن يعلم ما تخفيه عنها:

ـ إحنا مش أصدقاء ولا إيه !!

هتفت بتردد و هروب:

ـ أكيد طبعاً يا دكتور بس مش عايزه أتكلم في الموضوع ده لأنه يعني خاص شوية !!

تحدث كريم بهدوء:

ـ زعلانه مع نزار ولا إيه !!

أردفت بكذب فهي لن تسمح لأحد أن يعلم ما يحدث بينها و بين زوجها:

ـ هاه لأ

تنهد بهدوء و هو يشعر بالضيق لأنه يريد معرفة ما يحدث معها:

ـ امال إيه الحكاية وليه نظرتك حزينة كده

بدأت تشعر بألم في بطنها:

ـ مفيش يا دكتور .. آه .. أنا كويسة أطمن

اقترب منها و تحدث بقلق: 

ـ علياء في إيه مالك !!

تحدثت وهي تبكي بسبب الألم الذي تشعر به:

ـ مش عارفه بس ألم فظيع في بطني ااااااه

مد له يدها كي يساعدها ليذهبا معاً للمستشفى: 

ـ خلينا نروح المستشفى يلا

أمسكت هاتفها لتحاول الاتصال بنزار: 

ـ استني هكلم نزار ااااااه

تحدثت بألم و هي تلقي هاتفها على الطاولة بغضب: 

ـ موبايله مقفول تاني موبايله مقفول تاني ليه بس ليييييه اااااااه

لم يستطع كريم رؤيتها تتألم ليهتف بضيق فهذا ليس الوقت المناسب لعنادها: 

ـ يلا و في المستشفى كلميه ممكن يرد

وقفت و تحدثت بدموع و هي تشعر بالخوف:

ـ طيب طيب الأولاد خلي المربيه تاخدهم على فيلا عمتو و تبلغهم حد يجي معايا ااه

أردف كريم وهو يساعدها كي تقف: 

ـ أنا معاكي متقلقيش هقول للمربية تاخد الأولاد هناك و تعرفهم

أخبر كريم المربية ليتجه بها سريعاً للمستشفى:

ـ ماشي يلا

هتفت بدموع بسبب الألم:

ـ يلا بينا

وصلا معاً للمستشفى و تعجبت الطبيبة بسبب عدم وجود نزار معها لتبدأ بفحصها وقامت بتعليق بعض المحاليل الطبية لها 

عاد نزار في المساء و أخبرته عاليا بما حدث ليتجه مسرعاً للمشفى و بعد أن فتح هاتفه وجد منها عدة اتصالات لكنه لم يجبها وصل ليجد كريم في الخارج تجاهله و دلف لرؤيتها كانت نائمة بعد أن بدأت تشعر بالراحة بعض الشيء 

اتجه نزار للخارج و أردف و هو ينظر ل كريم:

ـ شكراً ليك يا متر تقدر تمشى أنا جيت ليها خلاص 

رغم غضب كريم منه لكنه أجابه بهدوء:

ـ هستنى لغاية ما تفوق وبعدين همشي

أراد نزار أن يضـ.ـربه لكنه تراجع ليتركه و يعود للغرفة مجدداً كي يظل مع زوجته 

تحدثت علياء بألم شديد: 

ـ اممم ااااه

أمسك يديها و هتف وهو يعاتب نفسه بسبب إهماله لها الفترة الماضية: 

ـ أهدى يا حبيبتي أنا جنبك

أجابته بسخرية وهي تنظر له:

ـ جنبي ؟! جنبي فين ولا بعد إيه لسه فاكر إني موجوده وإن ليك زوجه وحامل وممكن تتعب بس هتعرف منين و إنت مش موجود أصلا أبعد عني

أردف بصدق و تنهيدة عميقة:

ـ ارتاحي دلوقتي و هنتكلم في البيت ده مش مكان عتاب بعدين أنا عمري ما نسيتك كل اللي عاوزه منك تعطيني شوية وقت و هتعرفي كل حاجة

هتفت بدموع شديدة طالما كانت بحاجة له وهو بعيد عنها بحزن: 

ـ أنا زهقت زهقت من كلامك و الغازك دي وقت إيه تاني .. أنا خلاص مش عايزه أعرف منك حاجه أمشي روح مكان ما بتروح يلا مستني إيه أمشي !!

مسد على رأسها و أغمض عينيه: 

ـ مش همشي لما تعرفي الحقيقة هتعرفيها لما نرجع بيتنا

نظرت للاتجاه الأخر و تحدثت بألم:

ـ أبعد عني مش عايزه أعرف حاجه ولا أروح معاك أبعد اااااه

هتف بخوف وهو ينظر لها: 

ـ طيب أهدى هشوف الدكتورة و أرجع

خرج نزار للبحث عن الطبيبة و التحدث معها ليتجه لمكتبها رحبت به 

ـ طمنيني لو سمحتي علياء حالتها إيه 

هذا ما أردف به نزار بعد دخوله للطبيبة لتجيبه بجدية شديدة:

ـ للأسف هي متعرضه لضغط عصبي و ده مأثر عليها ولو استمرت على الحالة دي وقتها هتكون حياتها في خطر قبل الجنين .. دكتور نزار لو سمحت خليك معاها الفترة دي وياريت ميبقاش فيه أي توتر بينكم

أومأ نزار بموافقة و تحدث بهدوء:

ـ طيب نقدر نرجع البيت امتى !!

ـ هتخلص المحلول و تخرج بس ياريت أشوفها الأسبوع الجاي علشان أطمن على وضعها ولو حست بأي تعب الأفضل تيجي هنا المستشفى على طول

أخبرته الطبيبة ببعض الإرشادات التي يجب عليه اتباعها في الفترة القادمة حتى تمر الأشهر الأولى من الحمل بسلام

عند علياء دلف كريم للغرفة ليستمع الحديث الذي دار بينها وبين نزار ليشعر أن هناك أمل أن تنفصل عن زوجها قريباً .. لم ينتبه نزار لوجوده حينها بسبب قلقه الشديد على زوجته ليقترب منها كريم ونظر لها بشفقة فهي تستحق أن تعيش حياة هادئة وسعيدة 

تحدث بقلق شديد وخوف عليها: 

ـ علياء أهدي كده هتتعبي زيادة

أجابته بسخرية و دموع وهي تنظر له:

ـ مش فارقه أتعب ولا حتى أموت أنا خلاص تعبت

أردف بجدية شديدة وهو يريد أن يأخذها و يبتعد بها عن الجميع:

ـ فكري في أولادك والجنين اللي لسه جاي للدنيا ياترى ميستاهلوش منك تفكري فيهم

كانت تظن في البداية أن من يتحدث معها هو زوجها لكن بعد انتبهاها لوجود كريم هتفت بتعب: 

ـ  أنا تعبت والله تعبت ليه بس بيحصل معايا كده ليه أنا عملت ايه علشان حياتي كل فتره تتقلب كده أنا ماستاهلش يعني أعيش حياه هاديه و مستقرة 

أجابها بهدوء وهو يريد أن يضمها كي يطمئنها لكنه لا يستطيع فهي لا تحل له وهو يريد أن تكون له بالحلال: 

ـ الحياة لازم نمر فيها بتجارب كتير المهم بقى ياترى هنواجه ولا نهرب من أول تجربه

هتفت بسخرية و تهكم: 

ـ أول تجربة !! أنا حياتي كلها تجارب و أزمات وبواجه لكن خلاص تعبت مش عايزه غير إني أعيش حياه هاديه بقي مش عايزه أواجه ولا أجرب تاني

ليتحدث كريم بجدية فهذه فرصة له و عليه أن يقوم باستغلالها جيداً: 

ـ وليه بتتعبي نفسك اذا كنتي مش قادرة تكملي في الوضع ده

أجابته بصدق شديد وهي تشعر بالحزن: 

ـ علشان بحبه و عايزاه بس تعبت من غموضه و ألغازه اللي رجعت تاني وبعده عني أنا خايفه وعايزه جوزي جنبي ومعايا

تحدث كريم باستفهام وهو يحاول أن يؤثر عليها فيبدو أنها تحب زوجها بقوة لكنه غير مهتم بها: 

ـ لسه عاوزه تكملي معاه رغم غموضه ده بصراحة متفاجئ منه إزاي دكتور في الجامعة و بيحاول يحجر على أرائك

تفاجأت من حديثه لتهتف بتعجب: 

ـ هاه

ابتسم لها و أردف بهدوء و حذر: 

ـ إيه اتفاجأتي من كلامي مش دي الحقيقة ولا حبك خلاكي مش مركزه

لأول مرة تشعر بالتوتر من حديث كريم معها لكنها رجحت أن هذا بسبب التعب الذي تشعر به لتغمض عينيها: 

ـ أنا عايزه أروح عايزه أنام تعبانه

قبل أن يجيبها دلف نزار للغرفة و تحدث بجدية: 

ـ إنت لسه هنا يا متر

أردفت علياء وهي تنظر لزوجها الذي شعرت بالاطمئنان بسبب تواجده معها:

ـ عايزه أروح لوسمحت خدني على البيت

ساعدها في الوقوف لكنها تشعر ببعض الألم ليهتف وهو يضمها:

ـ أهدي يا حبيبتي هنمشي خلاص

التفت نزار ل كريم و أردف وهو يحمل زوجته:

ـ تقدر تمشى دلوقتي يا متر أطمن هي كويسه الدكتورة طمنتني على مراتي

شعر كريم بالغضب من نزار ليعلم أن خصمه شخص قوي: 

ـ تمام هبقى أطمن عليها بكره

أخذ نزار علياء و عادا للمنزل لتجده هادئاً ساعدها في تبديل ملابسها وجلست على الفراش غادر نزار الغرفة لتظن أنه تركها ليعود إليها و هو يحمل صينيه موضوع عليها بعض الساندويتشات و كوب عصير و وضعهم أمامها لا تنكر أنها تفاجأت بم فعله .. كانت ترفض تناول أي شيء ليطعمها بيده و أحضر لها الأدوية التي أخبرته عنها الطبيبة و كأنه شخص أخر أمامها وضع الصينيه على طاوله في الغرفة ليعود إليها مجدداً 

هتفت بهدوء وهي تنظر له: 

ـ هما الأولاد فين

أجابها بجدية وهو يقبل رأسها:

ـ الأولاد عند فاطيما أطمنى

ابتعدت عنه و أردفت بجدية: 

ـ طيب تقدر تتفضل لإني تعبانه و عايزه أنام

وضع وجهها بين يديه وتحدث باعتذار: 

ـ مش هسيبك تاني أسف

حاولت أن تبتعد عنه لكنها فشلت لتهتف بانفعال:

ـ أوعي أبعد عني ما أنت سبتني بقالك كام يوم لا بتكلمني ولا تعرف مالي ولا تعرف عني أي حاجة حتى ميعاد الدكتورة نسيته حتى لما تعبت مكنتش معايا حتى أولادك مش بيشوفوك خالص و على طول يسألوا عليك .. إنت فين من كل ده فين من حياتنا بتختفي فين بتعمل إيه أنا تعبت خلاص ومش عايزه أعرف خليك بعيد كده لغاية لما ترجع في يوم مش تلاقيني في البيت لا أنا ولا هما

لا ينكر أن حديثها جعله يشعر بالخوف عليها ليحاول تهدئتها و يتحدث بجدية: 

ـ علياء أهدي لو سمحتي فكري في نفسك قبل أي حد كده بتأذي نفسك عارف إني مقصر في حقك الفترة دي و أوعدك هتعرفي كل حاجة بعد مناقشة الرسالة

تحدثت بغضب شديد وهي تضر.به على ذراعه تارة و تارةً أخرى على صدره: 

ـ ابعد عني قولت مش عايزه أعرف حاجه خليك مخبي مش عايزه أعرف خلاص ولا حتى عايزه وجودك إنت حتى مفكرتش فيا ولا في إني حامل و محتجالك ده أنا قولتلك يا أخي إني نفسي أعيش إحساس الحمل وتفاصيله معاك .. تقوم من أول ما تعرف إني حامل خناق كل شويه ومتغير معايا و مختفي وسايبني لوحدي لو مش عايز البيبي ده ولا عايزني كنت قولتلي لكن متعملش فيا كده أنا عملتلك إيه علشان تعذبني معاك بالشكل ده عملتلك إيه بس

ضمها بقوة وهتف بصدق شديد: 

ـ أوعدك هعوضك عن كل اللي فات علياء أنا حقيقي مضغوط الفترة اعطيني وقت و صدقيني الوجع اللي عشتيه بسببي هيكون مكانه حب و أمان

أومأت برفض لقد أرهقت حقاً بسبب هذه العلاقة وتضـ.ـرب بيدها على قلبها:

ًـ أنا مش عايزه حاجه خلاص براحتك لوسمحت عايزه أنام أنا تعبانه أوي وقلبي واجعني

ضمها بقوة وهتف بتعب شديد فهو حقاً في مأزق:

ـ طيب أهدى و نامي أنا جنبك مش هسيبك تاني

أردفت بسخرية لأنها تعلم أنه سيعود كالسابق معها: 

ـ مش فارقه دلوقتي معايا وجنبي بكره مش موجود

كان يهدهدها كطفل صغير:

ـ المرة دى مش هسيبك أطمنى ارتاحي دلوقتي

تساقطت دموعها على وجهها و لم تجبه ليتحدث باعتذار حقيقي: 

ـ أسف حقك عليا أوعدك مش هبعد عندك تاني

بعد صمت دام عدة دقائق هتفت بدموع وهي تنظر له:

ـ أنا محتجالك أوي يا نزار خايفة أوي و قلبي واجعني و مقبوض أنا مش عايزة حاجة من الدنيا غيرك إنت و أولادنا و إننا نعيش حياة هادية ومستقرة سوا .. وحياتي عندك خليك جنبي و معايا أنا بجد تعبت و خايفة مش عارفه ليه و محتاجة وجودك معايا

أردف بجدية وهو يضمها بقوة:

ـ أنا معاكي و خليكي متأكده مستحيل أبعد عنك أبداً إنتِ عارفه إني محبتش غيرك أوعدك الفترة دي هكون معاكي دايماً

نظرت له و تحدثت بتمني:

ـ ياريت أتمنى بجد

نظر لعينيها و هتف بهدوء : 

ـ واثقة فيا ولا لأ


يتبع...

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة فاطمة الزهراء، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة