رواية جديدة مس من النفس للولي سامي - الفصل 4 - الأحد 23/11/2025
قراءة رواية مس من النفس كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية مس من النفس
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة لولي سامي
الفصل الرابع
تم النشر الأحد
23/11/2025
فضلًا وليس أمرًا أرجو الدعاء لوالدتي بالشفاء العاجل.
❈-❈-❈
رفعت راسي ناحية حسن ولسه هطلب منه يعملي فنجان قهوة بس كان سبقني واتكلم وسمعته بيحكي لابراهيم حاجة غريبة شافها بالبحر خلاني صممت اروح معاهم أو ميروحوش خالص وقولتلهم / يعني ايه اللي بتقوله ده ...
محدش هينزل فيكم البحر ...
طلع مازن من الاوضة وانا بقول كدة وطبعا عارفين مازن ملك الاعتراضات لاقيته بيزعق لحسن ويقوله / برضه قولتلها ...
أنا قولتلك متجيبش سيرة البحر يا اخي ...
وبعدين حاول يقرب مني وياخدني بالسياسة وقالي / يا ماما يا حبيبتي هو الكلام ده حد يصدقه ؟؟
يعني ايه كل ما نقرب من البحر الموج يعلى ولما نبعد الموج بيهدى ...
اصلا ده حسن هو اللي بيتهيأله ...
مانا كنت معاه ومشوفتش اللي قاله ده ...
بصيت لمازن بحزم وحسن كمان بس له باستغراب ففهمت أن مازن بيكدب فقولتله وكأني واخدة قراري / اسمع يا مازن ومن أولها والشنط لسه جاهزة...
الرحلة دي لو هنبدأها بعدم سمعان الكلام وموضوع بيتهيألي ويتهيألك يبقى يالا بينا نرجع دلوقتي وفورا علشان أنا مش حمل بهدلة ولا حاجة تحصل لحد فيكم قولت ايه ؟؟؟
صوتي كان عالي وأسلوبي الجامد ده مش بستخدمه معاهم كتير خاصة مازن علشان مدلع شوية ...
ويمكن ده اللي خلاه مينطقش أنه فوجئ بأسلوبي معاه بس هو ده المطلوب أنه يخضع شوية لكلامنا ....
المهم قومت وجهزت فنجان القهوة واخدنا حاجات البحر وباقي سندوتشات السفر ورحنا للبحر ....
بس وانا رايحة البحر شوفت خيالات فوق سطح الماية وكأن في عرايس فوقه ....
دعكت عيوني وحاولت ادقق شوية لكن للاسف كل حاجة راحت وكأنها مش موجودة ...
❈-❈-❈
الاولاد اول ما وصلنا البحر رموا لبسهم على الكراسي وجريوا نطوا فيه لدرجة أن قلبي كان هيقف من الخوف ...
قعدت على الكرسي وفضلت ملاحظاهم بس فجأة حسيت بنفس ورايا التفت ملاقتش حد ...
بصيت لقدام تاني بس نفس النفس ومعاه صوت حد بيقولي بصي ...
التفت بسرعة وبدأت الاحظ الخلاء اللي حوالينا والخوف دب في قلبي ...
دورت كتير على حد بس مفيش حد نهائي
استغربت وسالت نفسي مين اللي اتكلم في ودني ...
في نفس اللحظة سمعت صوت الموج العالي لدرجة أنه وصلي على الشط....
التفت بسرعة ابص على الأولاد لاقيت الموج بيغطيهم ويقلبهم ...
اترعبت وقومت جري وانا بنده عليهم بس حسيت زي ما يكون البحر بيسحبهم هما الثلاثة لجوة وكل شوية الموج بيعلى أكثر ....
نزلت البحر وانا بنده عليهم وهما بيحاولوا يجاهدوا علشان بس يطلعوا على وش الماية ...
حاولت ادخل بس كل خطوة مني كان بيقابلها موجة تنطرني برة وكأن البحر رافضني جواه....
اترعبت وبقيت اصوت بأسماء عيالي وانادي على حد ينقذنا بس مين وفين ؟؟
الشط مكنش فيه غيرنا ...
بعد ما الموج نطرني بره البحر قومت بسرعة وحاولت ادخل تاني بس المرة دي الموج قلبني وحسين وكأني نزلت في نص البحر ومحستش بايوارض تحتي...
محستش بنفسي غير وانا تحت الماية ....
المفروض اني بعرف أعوام بس مش عارفه ليه مش قادرة اعمل حاجة...
حسيت ان خلاص بغرق وزي ما يكون البحر بيخيرني ما بيني وبين ولادي ....
بس انا من جوايا اخترت اولادي فسيبت نفسي واستلمت...
وفجأة لاقيت اللي بيسحبني من دراعي علشان الاقي اولادي حواليا على الشط كل واحد بيبص ليا بنظرة استغراب ....
اتعدلت في قعدتي وبصيت ناحيتهم علشان اطمن انهم موجودين حواليا وبعد كدة سألتهم / انتوا كويسين ؟
في حد منكم حصل له حاجة ؟؟
لاقيت ابراهيم بيسألني / انتي اللي كويسة دلوقتي ؟؟
احنا اتخضينا عليكي اوي ...
بصيت ناحية مازن لما قال بلهجة سخرية / لما انتي مبتعرفيش تعومي نزلتي البحر ليه ؟
مفهمتش سؤال ابراهيم ولا تريقة مازن بس قومت من مكاني وروحت ناحية الكراسي وطبعا هما ورايا ....
قعدت على الكرسي وبدأت اسالهم علشان افهم منهم بعد ما قعدوا / إزاي كنتوا هتغرقوا وازاي انتوا اللي أنقذتوني ؟؟
لمحت نظرة اندهاش في عيونهم كلهم وعقدوا يبصوا لبعض وكأنهم مش عارفين يقولوا ايه ولا مين هيتكلم الاول....
لحد ما حسن قطع سكوتهم وقالي / مين بالظبط اللي كان هيغرق يا ماما ؟
بصيت له وجاوبته باللي شوفته/ انتوا الثلاثة كل ما تحاولوا تطلعوا الموج كان بيقلبكم وبتتسحبوا لجوة علشان كدة حاولت انزل الحقكم ...
دورت وشي ناحية مازن وقولتله / وعلى فكرة يا استاذ مازن انا بعرف أعوام وكويس جدا كمان وكنت مع ابوك.......
قبل ما اكمل كلامي لاقيت ابراهيم قطع كلامي وقالي / بس احنا مكناش هنغرق يا ماما ....
وكنا بنلعب ومبسوطين جدا لحد ما فوجئنا بيكي نازلة البحر افتكرنا انك نازلة تعومي شوية زي عادتك...
بس فجأة لاقيناكي بتغطسي وبتشاوري بإيدك اكنك بتغرقي وعايزة اللي يلحقك ...
جرينا عليكي احنا الثلاثة وفعلا لحقناكي في اخر لحظة ....
❈-❈-❈
الكلام وقف في حنجرتي ومش قادرة انطق من كتر ما الصورة مش واضحة قدامي ....
التفت له وأنا مش عارفة اقول ايه ولا أساله عن ايه ؟؟
عقلي رافض كل الكلام اللي قاله لدرجة اني شكيت أنهم كانوا بيهزروا فقولتلهم / على فكرة الهزار بالشكل ده وحش جدا وممكن كان يقلب جد وتبقى كارثة ....
رد حسن بكلام اغرب / بس اللي ابراهيم قاله مش هزار يا ماما وفعلا ده اللي حصل ...
احنا اللي مستغربين انتي ايه اللي خلاكي مش قادرة تقفي ولا تعومي وانتي في البحر...
هل دوختي فجأة ولا حاجة قرصتك تحت الماية ومقدرتيش تقومي تقفي؟؟؟
رمشت بعيني كدة كمحاولة مني اني استوعب كلامهم أو أصدقه وبعدين بصيت ناحية ابراهيم وكأني بترجاه أنه يكلمني بصراحة فسألته بصوت واطي وكأني خايفة يسمع السؤال وخائفة اكتر من الإجابة / الكلام ده بجد ولا انتوا بتهزروا؟
لاقيت ابراهيم ضيق عيونه وكأنه فهم حالتي فميل عليا وسألني بصوت واطي برضه / هو في ايه يا ماما مالك ؟
بصيت له في عيونه وقولتله / أنا شوفتكوا وانتوا بتغرقوا يبقى ازاي انتوا اللي تنقذوني ؟؟
مردش عليا ابراهيم بس حاول يلم الموضوع فقال لاخواته/ يالا يا جماعة كفاية كدة النهاردة...
ماما اكيد تعبت من اللي حصل واحنا كمان محتاجين نريح من الطريق ...
لم الكراسي يا مازن انت وحسن عقبال ما انا اوصل ماما ...
وفعلا مسك ايدي علشان يسندني وسحب اللبس بتاعهم وتوجهنا ناحية الشاليه عقبال ما اخواته يحصلونا ...
وأحنا بالطريق سألني تاني على اللي حصل وقولتله اللي انا شفته بس الغريب بقى مش في اللي انا شفته الغريب في اللي هو شافه ....
بعد ما ابراهيم سمع مني كل الكلام لاقيته بيسألني سؤال اغرب من كل اللي حصل / طب مين اللي كان واقف وراكي وبتكلميه ؟
انا سمعت السؤال ده وقفت فجأة وسالته وجاوبت عليه في نفس الجملة / مين كان ورايا؟؟
أنا متكلمتش مع حد ومحدش كان موجود بالشط كله ....
بص ليا بنظرة غريبة وكأنه مش مصدقني وبعدين قالي اللي شافه / بس انا شفت واحد واقف وراكي وبيتكلم...
وبعدين انتي اتلفتي له وكانك كنتي بتردي عليه وبعدها هو مشي وانتي قمتي تجري على البحر ...
انا مفهمتش ايه اللي حصل بعدها لأن مازن زقني وعقبال ما قمت لاقيتك بتغرقي ومش عارفه توزني نفسك جرينا عليكي أنا وأخواتي وشدناكي ....
مشيت خطوتين لقدام وهو حصلني وساعتها افتكرت الصوت اللي جه من ورايا وحكيت له على اللي حصل / أنا فعلا سمعت صوت من ورايا بيقولي ( بصي) ساعتها بصيت فعلا لورا بس مكنش في حد...
وبعدين بصيت لقدام وشفتكوا وانتوا بتغرقوا فجريت عليكم علشان الحقكوا بس وانا نازلة البحر ولسه بحط رجلي في الماية حسيت اني وقعت في حفرة ومش عارفة اطلع منها ومحستش الا وانتوا بتشدوني ....
*واقفين كدة ليه يا جماعة ما تدخلوا ...
انتفضت أنا وإبراهيم لما سمعنا الصوت ده والتفتنا لورا بسرعة لدرجة أن مازن وحسن تنحوا واتخضوا من نظرتنا وسألوا في صوت واحد / هو في ايه ؟؟
حاول ابراهيم يستعيد توازنه وهدوءه شوية ورد قال بعد ما نفخ نفس عميق / مفيش حاجة كنا منتظرينكم ...
طلع المفتاح من جيب بنطلونه وفتح باب الشاليه ودخلنا ....
مكنتش قادرة اتكلم في حاجة، قعدت على الكنبة بالرمل اللي فيا ....
لكن مازن جري على الحمام وسمعت حسن وهو بيقوله / استنى هنا انت لازم تتعاقب علشان قولتلك اقفل نور الشاليه قبل ما نمشي وبرضه سيبته مفتوح ....
يبقى انت اخر واحد تدخل الحمام ....
طبعا مازن موقفش بالعكس جري ناحية الحمام وهو بيرد ويقول / على فكرة أنا قفلت النور ومحدش هيستحمى قبلي ....
ودخل الحمام وقفل الباب عليه كان حسن وقف قدامي وقالي / شايفة ابنك المتدلع هيبدأ كدب من اولها ...
بيقول قفل النور واحنا داخلين الشاليه والنور كان مفتوح ...
الواد ده محتاجين تشدي عليه يا ماما ...
طبعا من غير كلام فهمت الموقف وبصيت ناحية ابراهيم اللي الظاهر أنه فهم هو كمان بس حاول ينهي الموضوع فاتكلم وقال / خلاص يا حسن مش هنقف لبعض على الواحدة ...
انجز انت بس علشان نشوف هنعمل غدا ايه عقبال ما ماما تاخد الشاور بتاعها علشان اكيد هي تعبانة ومحتاجة تنام شوية ...
بالفعل حاول ابراهيم يلم الموقف واخد دوري في الموضوع وهو أنه ميحاولش يلفت الأنظار لاي حاجة حاليا لحد ما نفهم أو نتأكد من اللي بيحصل ...
دخلت اخدت الشاور عقبال ما الاولاد طلعوا كبدة شوحوها كنت متبلاها كويس علشان اسهل عليا الطبيخ..
اكلنا وحسن عمل ليا فنجان القهوة وبدأت الاولاد يجمعوا عدة اللعب من شطرنج ودومنو وطاولة علشان يقعدوا في الجنينة اللي قدام الشاليه يلعبوا فيها وطبعا اخدوا المشروبات اللازمة ...
دخلت أنا المطبخ علشان اظبط اللي بهدلوه وهما بيعملوا الاكل ..
غسلت المواعين وجمعت الزبالة وحاولت انادي لحد فيهم ....
بس صوت ضحكهم وقت المكسب وزعيقهم وقت الخسارة كان عالي جدا فاضطريت اروح عندهم وزعقت فيهم / بس شوية ...
صوتكم عالي جدا والمكان فاضي والدنيا ليل والصوت بيسمع في المكان ...
طبعا مازن ابو لسان طويل رد عليا / طيب يا ماما مانتي اعترضتي وردتيتي على نفسك ....
في البيت كنتي بتقولي الصوت والناس اللي حوالينا واللي صاحين واللي نايمين...
دلوقتي وهنا المكان فاضي يعني براحتنا بقى نعلي صوتنا براحة راحتنا ....
طبعا اضايقت من فذلكته فقولت له / طب تعالي يا طويل الليسان انت اللي حكمت على نفسك....
اتفضل قوم ارمي الزبالة في الباسكت اللي في أول الشارع ..
طبعا قعد يتذمر لحد ما وافق بس قالي / خلاص يا ماما حاضر حطيها على الباب اخلص الدور ده وأقوم ارميها ....
بالفعل رحت حطيتها على باب الشاليه من برة وبدأت ادخل اوضتي اغير فرش السرير ...
بعد خمس دقائق لاقيت مازن داخل عليا بيسألني / فين الزبالة يا ماما علشان ارميها ؟
رديت عليه بهدوء جدا وانا بفرش السرير وظهري له/ هتلاقيها قدام الباب من بره ....
سكت شوية اعتقدت أنه مشي بس بلف لاقيته واقف على باب الاوضة لسه فسألته واقف ليه رد وقالي / مفيش حاجة يا ماما على باب الشاليه لا من برة ولا من جوة ...
اتنرفزت منه واتعصبت وسيبت الي في أيدي ومشيت قدامه وانا بقوله / تعالي يا اعمى البصر والبصيرة .....
من امتى وانت بتلاقي حاجة حتى لو قدامك...
الزبالة اهي ....
فتحت الباب بس سكت فجأة لما ملاقتش الزبالة ...
❈-❈-❈
بصيت وراء الباب لأكون اتلخبطت وحطتها من جوة بس برضه مفيش حاجة...
شكيت في نفسي اني مطلعتهاش اصلا من المطبخ ...
رحت رايحة المطبخ ابص عليها بس برضه مفيش لها لي أثر ....
فجأة جت في دماغي فكرة أن يكون القطط بهدلت الزبالة برة الشاليه رحت جري ناحية الباب وانا بقوله / هتلاقي القطط يا بيه مبهدلة الزبالة ...
الله يسامحك يا مازن عمالة اقولك قوم شيلها من بدري ....
فتحت الباب وبصيت يمين وشمال بس مفيش اثر لاي زبالة ولا في اثر لاي حيوان نهائي ...
بصيت لمازن اللي كان واقف مرعوب مكانه وقالي / أنا لاحظت أننا مشفتاش اي حيوانات من ساعة ما دخلنا القرية دي يا ماما ...
تفتكري القرية دي مهجورة حتى من الحيوانات ؟؟
وراح فين كيس الزبالة ؟؟؟
لمحت الرعب في عيونه رحت قفلت الباب بهدوء واخدته في حضني وانا بحاول اطمنه برغم اني في قمة قلقي وقولت له / أهدى مفيش حاجة....
احنا نبيت النهاردة هنا والصبح أن شاء الله نتوكل على الله ...
لاقيته اتغير 180 درجة وخرج من حضني وعيونه اللي كانت مرعوبة اتحولت لغضب وهو بيقولي / نتوكل فين أنا ما صدقت جيت ....
وسابني فجأة ورجع لإخواته لدرجة اني قلقت أو في الحقيقة أنا خفت اوي وعقلي افتكر موقف مازن قبل السفر وهو بيدخل الحمام مش عارفة ليه ؟؟
بصيت تجاه اولادي وعيني كانت على مازن اللي كان مديني ظهره بس فجأة لف وشه وهو بيبص ليا وبيضحك ضحكة غريبة ولوهلة حسيت أن ملامح وشه اتغيرت وكأنه مش مازن ابني نهائي ...
يتبع
