-->

رواية جديدة ذكريات ضائعة لعلا السعدني - الفصل 15 - السبت 20/12/2025

 

قراءة رواية ذكريات ضائعة كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية  ذكريات ضائعة

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة علا السعدني 

الفصل الخامس عشر 

تم النشر السبت 

2٠/12/2025



ظل يتحدث معها في أمور شتى ربما لأنه يريد أن يجلس معها مدة أكثر، فقد اشتاق لها الأيام الماضية، ولم يستطع أن يمنع نفسه من رؤيتها حتى لو كانت بحجة واهية كمثل التي أتى بها، بينما هي كانت تشعر بالملل من حديثه وتنظر إلى الساعة تارة وإليه تارة أخرى خائفة من أن يأتي زوجها ويجده جالس معها، تعلم جيدًا أن كلًا منهما لا يطيق الأخر، ولكنها أخبرته أنها تعمل جاهدة على تصوير المعلومات الذي أدخلها إلى شركة الإنتاج التي تعمل من خلالها، ولكنه لم ينهي الحديث معها بعد، فشعرت بتوتر وهي تنظر إلى ساعتِها فجأة، فانقبض قلبها تلقائيًا حين رأت العقارب تشير إلى الرابعة، موعد انتهاء عملها، ونفس الموعد الذي يأتي به (حازم) لتقول

- أنا مضطرة أمشي بقى يا أستاذ (رؤوف)


ابتسم لها وقد فهم أن موعد عملها انتهى فعرض عليها قائلًا 

- طب أوصّلك وأنا في طريقي


اتسعت عيناها، وهزّت رأسها بسرعة نافيه

- لا لا، ملوش لزوم، وبعدين (حازم) جاي ياخدني


هز رأسه تفهمًا ثم قال بهدوء

- طب كويس .. خلاص أقف معاكي نستناه بدل ما تقفي لوحدك


ابتلعت ريقها بتوتر، وحاولت أكثر من مرة رفض عرضه بأن زوجها لن يتأخر، بالنهاية استسلمت فلا يوجد طريقة لأبعاده، حتى نزلا معًا، ووقف (رؤوف) إلى جوارها في الشارع، فمرت الدقائق ببطء، قبل أن يلتفت إليها قائلًا

- طب لو هيتأخر، أروحك أنا بدل الوقفة دي


ثم أردف قائلًا بشئ من العصبية

- إنتي كل يوم بتقفّي كده تستنيه؟


لم تنظر إليه لكنها، أجابت على مضض 

- يعني


زفر بضيق ثم اجاب

- مش فاهم بصراحة إزاي يسيبك واقفة في الشارع كده .. واحدة جميلة زيك مينفعش تستنى كتير


قالت مدافعة عنه فلا تعلم لما (رؤوف) يكره زوجها كل ذلك الكره الذي يظهر من خلال تصرفاتهم معًا رغم طيبة قلب (حازم)

- عادي، ما هو بيبقى في شغله برده


وفي تلك اللحظة، ظهرت سيارة (حازم) من بعيد الذي لمحها واقفة مع ابنة خالته، شعر بالغضب منه فلما يتعرض لزوجته بتلك الطريقة المبالغ بها حتى لو بينهم عمل، ليس مبررًا لوقوفه معها بعد انتهاء العمل بينهم، في النهاية وقفت السيارة أمامهم فترجل من السيارة وقال وهو يشعر بانزعاج وهو يراقبه 

- خير؟ في حاجة يا (رؤوف)؟


ردّ (رؤوف) بهدوء

- مفيش .. كنت عند (نغم) في الشغل، وقلت أوصلها بس قالت إنك جاي، فوقفت معاها بدل ما تقف لوحدها


ثم تابع حديثه وهو ينظر إليه ببرود تام ويتحدث بلهجة جافة

- واقفين بقالنا شوية، انت بتسيبها كده كل يوم؟


اشتدّت نظرات (حازم) له، فاقترب (رؤوف) ووضع يده على كتفه بنبرة ناصحة وباردة

- متتأخرش عليها بعد كده مهما كان، هي بنت، والوقفة الكتير لوحدها مش صح


ثم تركه ورحل، فقبض (حازم) على يده بقوة، والتفت إلى (نغم) التي شعرت بغضبه يتدفق نحوها فقالت ببراءة

- أنا مليش دعوة!


يعلم جيدًا انها ليست مخطئة في شئ لذا قال بهدوء

- اتنيلي اركبي معايا!


نظرت إليه مطولًا، فلما يحدثها وكأن ما حدث منذ قليل هي السبب به لكنها استقلت السيارة في صمت، فلا تريد مناقشته، ليجلس خلف المقود، يزفر بغضب، وعيناه مثبتتان أمامه ثم سألها بانفعال

- كان عاوز إيه؟ جاي ليه؟ وبيكلمك ليه؟!


- بيسألني عن الشغل والفيلم اللي هصوره


- ما تخلصي الشغل ده بقى! أنا زهقت! .. مش معقول هيفضل ينطلك كل شوية كده


نظرت إليه بدهشة ومن أسلوبه الحاد الذي لا مبرر له

- في إيه يا (حازم)؟ حصل ايه اصلًا لكل العصبية دي


لم يتحمل منها أي كلمة وبدء في قيادة السيارة دون أن ينظر إليه وكأنها لم تتحدث منذ قليل، شعرت حينها بالضيق من حديثه ومن تلك النبرة التي يصب بها غضبه عليها فعقدت يدها نحو صدرها ونظرت نحو نافذة السيارة دون أن تتحدث معه حتى وصلا إلى المنزل،

وجدوا (ساندي) تشاهد التلفاز، وما إن رأتهما حتى قالت بمرح

- أخيرًا جيت يا (حازم) .. يلا عشان تروحني


- أروحك ليه؟ خليكي قاعدة معانا


تحدثت (ساندي) بهدوء

- لا يا عم انا عاوزة اروح وبعدين ماما وحشتني


ابتسم (حازم) على حديثها ورضخ لمطلبها وطلب منها أن تذهب كي ترتدي ملابسها وسيقوم بإيصالها الآن، فاتجهت نحو الغرفة لتبديل ملابسها، فالتفتت إليه (نغم) قائلة

- على فكرة، (هيثم) راجع في اخر الأسبوع إن شاء الله .. هروح أجيبه من المطار، قلت اقولك عشان تبقى عامل حسابك


هز رأسه إيجابًا ولم يتحدث، شعرت هي بضيق على ذلك الأسلوب السئ الذي يتعامل به معها وكأنها هي من طلبت رؤية ابنة خالته، لقد ضاقت ذرعًا من اسلوبه الذي لم ولن يتغير ابدًا، فدلفت نحو الغرفة كي تبدل ملابسها وقد كانت (ساندي) تخرج من الغرفة ودعتها، بعدها اتجهت نحو شقيقها كي يقوم بإيصالها إلى المنزل ..

❈-❈-❈

في ظهيرة اليوم التالي ..

كان يجلس في مكتبه غارقًا في شعورٍ يجتاح صدره لا يستطيع تسميته بدقة، الكثير من المشاعر المختلطة الضيق والحزن والحب والغيرة، لقد صارت مشاعره أوضح مما ينبغي، ومع ذلك كان يُصرّ على إنكار مشاعر الحب تلك التي أصبح يشعر بها مؤخرًا تجاه زوجته، خوفًا من أن تكون من طرفٍ واحد، أو أن يظل طوال حياته بلا هوية ..


كان يدرك في داخله أنه لا يستطيع الاستسلام لتلك المشاعر، دون أن يعود (حازم) بشخصيته الحقيقية التي لا يعرف عنها شئ، تسلّل الندم إلى قلبه، ندمٌ لأنه تزوجها، لأنه زجّ بها في حياته التي لا تعرف الاستقرار، حياة يطاردها الخطر من كل اتجاه، كانت أفكاره ثائرة وكثيرة حتى أنه لم يلاحظ دخول (وائل) إلى المكتب، ولا بطرقه على الباب، حتى فوجئ به واقفًا أمامه يحدق فيه، تأمل (وائل) ملامحه الشاردة، فسأله بقلق

- مالك يا بني؟ في إيه؟ شكلك تايه


انتبه لوجوده، وزفر زفرة طويلة، ليُفرغ بها ما في صدره كله، ثم قال وهو يهز رأسه في تعب

- تعبت يا (وائل) .. مفيش حاجة بفتكرها، ولا جديد، وحالتي زي ما هي، لا عارف أشتغل، ولا عارف أعيش حياتي الجديدة حتى


نظر إليه (وائل) بشفقة، وقال محاولًا التخفيف عنه

- ليه اليأس ده كله؟ يمكن اللي بيحصل ده أحسن ليك، كل حاجة بتظهر في وقتها، وانت عمرك ما كنت متشائم كده


ابتسم (حازم) ابتسامة ساخرة، وقال وهو يشيح بنظره

- أنا مش فاكر أصلاً العمر اللي بتتكلم عنه ده كان عامل إزاي، شوية حاجات بسيطة بتيجي في دماغي .. لا بتقدم ولا بتأخر، ولا بتفيد في حاجة


صمت لحظة، ثم قال بصوتٍ أخفض، أكثر صدقًا

- أنا حتى مش عارف أحب مراتي يا (وائل) .. خايف خايف أكون بظلمها معايا، أنا ورّطتها في حياتي، بسبب أنانيتي، دلوقتي بقيت متأكد من مشاعري، بس برضه خايف عليها .. خايف عليها مني


رفع عينيه إليه، وقد ارتعشت نبرته ثم تابع بصدق

- خايف لما تعرف (حازم) الحقيقي، متلاقنيش الشخص اللي هي حبيته، وخايف تحبني وتتعلق بيا، وأختفي فجأة من حياتها وأسبب ليها وجع


شعر (وائل) بثقل الألم الذي يجتاح صدره، فقال بهدوءٍ 

- (حازم) .. انت (حازم) في كل حالاتك، شخصيتك وطباعك مش مختلفة قوي عن اللي انت عليه دلوقتي، وعمرك ما كنت أناني، يمكن عملي شوية، بتحسبها بعقلك قبل قلبك، بس ده عمره ما كان عيب


زفر (حازم) وهو ينظر في عينيه مباشرة

- أنا بشك .. بشك فيك، وبشك في اللي حواليا، ساعات حتى بشك في أمي .. كنت ساكت عشان مش عايز أخسر حد، بس الكتمان ده صعب


ثم أردف، وقد حاول التماسك رغم الانهيار الواضح عليه

- شكّيت فيك يا (وائل) .. ليه مقولتش ليك على مكان السرداب؟ لو بثق فيك بجد، وانت أخويا زي ما باين، ليه مقولتش؟ مانا لو بثق فيك اكيييد كنت اول واحد هتعرف كل حاجة عن الموضوع ده وكانت مشاكلي كلها اتحلت 


ابتسم (وائل) ابتسامة خفيفة، وقال

- اهدا شوية، شغلي غير شغلك، أنا مرمم آثار، مليش في الاكتشافات، السرداب ده كان اكتشافك، ومن حقك تحافظ عليه، ولما (ماهر) باشا عرض عليك تخفي معالمه ومتعلنش عنه، طبيعي كنت تقلق


ثم تابع بصوتٍ أهدأ

- وبعدها حاولت تسافر تفكر، انت كنت عارف إن حياتك بقت مهمة ليهم، عشان مرتبطة بمكان السرداب، ولما سافرت محدش سابك فيهم في حالك، وأنا سافرت معاك عشان أشوف أمي، وعشان أساعدك وأبقى جنبك 


خفض (حازم) رأسه، عاجزًا عن النظر إليه، فتابع (وائل)

- لو كنت مكانك، كنت شكّيت في الكل .. هون على نفسك وعيش حياتك مادام بتحب مراتك، حافظ عليها .. أنا شفت في عينيها إعجاب بيك، ولو ما كانتش معجبة، على الأقل ما كانتش وافقت على الجوازة


أخذ (حازم) نفسًا عميقًا، وهز رأسه ببطء، لم يجد ما يقوله، كل ما كان يعلمه يقينًا واحدًا لا يقبل الجدل، 

أنه غير مستعد أبدًا .. أن يخسر (نغم) من حياته ..

❈-❈-❈

في كافتيريا جانبية بعيدة، جلس إلى طاولة في الركن، يحرّك فنجان القهوة أمامه دون أن يرتشف منه، فقد طلب مقابلتها بعد أن فشل أن يعرف الحقيقة بنفسه فلا مفر أمامه سوى ان يسألها وجهًا لوجه، حتى دلفت إلى الداخل وبحثت بعينيها عنه، وما إن وقعت عيناها عليه حتى توقفت لحظة، ثم تقدّمت وجلست قبالته، لا تعرف سر ما يريد مقابلتها من اجله، فنظر إليها (رؤوف) مباشرة، لترفع هي حاجبيها باستغراب خفيف، ثم قالت

- خير؟ استغربت بصراحة لما كلمتني


أسند ظهره إلى المقعد، وعيناه لا تفارقان وجهها

- عاوز أسمع منك حاجة، بس قبل ما أتكلم .. خلّيني أقولك إن الكلام ده هيبقى بيني وبينك وبس


شعرت (شيرين) بتوتر، عقدت أصابعها معًا فوق الطاولة وقالت محاولة التماسك

- واضح إن الموضوع مهم .. اتفضل


صمت لحظة، كأنه يرتّب أفكاره، ثم قال

- بصراحة مستغرب اووووي، أن (حازم) اول ما سابك، اتجوز (نغم) على طول، يعني ملحقش يتعرف عليها


عقدت (شيرين) حاجبيها من سؤاله ذاك، فحاول هو أن يصحح أفكارها كي يستدرجها في معرفة الحقيقة

- اصل .. اصل يعني أنا كنت ناوي اتجوز (نغم)، بس ملحقتش اخد خطوة، لاقيت (حازم) اتجوزها على طول، واستغربت أن (نغم) وافقت وهي متعرفش (حازم) حتى


تنهدت (شيرين)، ثم مالت للأمام وقالت بنبرة ضيق لم تستطع إخفاءها

- لا، اصلًا مش جواز حقيقي، هما متجوزين على الورق وبس


حدّق فيها (رؤوف) بتركيز شديد

- كمّلي، مش فاهم


اعتدلت في جلستها وقالت

- معرفش تفاصيل بس اللي قاله (حازم) ليا أن (نغم) بتساعده في شغله، بتفكره بحاجات هو مش عارفها، ووجودها جنبه ضروري، عرض عليا افضل معاه حتى لما يتجوزها، بس انا رفضت شئ زي ده طبعًا


ساد صمت قصير بينهم، تنفّس (رؤوف) بعمق، ثم ارتشف أخيرًا من قهوته، ثم لاحت على شفتيه ابتسامة لأن جوازهم ليس حقيقيًا، ولكن ما شغل تفكيره الآن كيف تساعده (نغم) في عمله؟! 

تلك النقطة غامضة بالنسبة له، ولكن المهم أن زواجهم ليس حقيقيًا، وان زواجهم على الورق فقط، وربما (حازم) بانانيته تلك ارغمها على شئ ولكنه سيعمل جاهدًا على إفشال تلك الزيجة وتخليصها منه ..

❈-❈-❈

وفي صباح نهاية الأسبوع ..

ارتدت ملابسها على عجل، على الرغم من أن الأيام الماضية كانت تتعامل مع زوجها برتابة، وشعرت أنه يتجنبها ويتجنب الحديث معها، فلم تبدء هي الحديث معه، فأصبحت لا تفهم ذلك الشخص بتاتًا، ولكن صراحة منذ أن ساء الحديث معها عندما أتى (رؤوف) إلى مقر عملها وهي أصبحت تنتظر منه حتى اعتذار لكنه لم يفعل، ولكن الآن لا تفكر في شئ سوى انها قد اشتاقت لرؤية شقيقها في الأيام الماضية، وان تقص عليه ما حدث في الأيام السابقة معها ومع زوجها، ما إن خرجت من غرفتها حتى وجدته يقف عند باب الشقة، ينحني ليرتدي حذاءه، نظرت إليه وقالت بنبرة حاولت أن تبدو عادية، فقد كانت تشعر بالخجل لأن يوم عطلته ستجعله يذهب في مكان لا يخصه، كما أن العلاقة بينهم أصبحت فاترة

- لو هتعطّل نفسك، مش مهم .. هروح أنا


رفع رأسه إليها، وصوته خرج هادئًا 

- هعطل نفسي في ايه؟! مفيش عطلة يا (نغم)


اتسعت عيناها، وهي لا تفهم ذلك الشخص ابدًا، تارة يكون مهتم وتارة يكون غير مُكترِث بها أو ما يخصها لكنها اجابته بثبات

- تمام


توقف (حازم) عن الحركة، وهو يأخذ أغراضه من منضدة جانبية رخامية وُضعت فوقها مرآة بجوار باب الشقة، وهبط معها إلى الاسفل، استقلا السيارة الخاصة به، كانت صامتة طوال الطريق، وفي خلال أقل من ساعة كانا قد وصلا إلى المطار ..


كانت تبحث بعينيها عليه بين الأناس الخارجين من صالة الخروج لتستقبله وما إن رأته حتى اندفعت نحوه، تاركة زوجها يقف بمفرده دون أن تنتبه لوجوده وما أن اقتربت منه، قالت بلهفة

- ثومي .. فين الميدالية؟


نظر (هيثم) إلى الأرض، يصطنع الحزن ولكنها تغيرت ملامحها فورًا، وخرج صوتها حزينًا

- لا .. أنا دعيتلك كتييير .. أكيد خدت الميدالية، أرجوك فين الميدالية؟ 


ابتسم (هيثم) ابتسامة هادئة يعلم أنه لن يستطيع خداعها، ثم أخرج الميدالية من جيبه ببطء، ورفعها ليعلّقها في رقبتها، تلألأت عيناها بالفرحة، وارتسمت ابتسامة واسعة على وجهها، ثم اندفعت تعانقه بقوة، فقد اشتاقت له كثيرًا، فبادلها العناق وهو يقول بصوتٍ دافئ

- وحشتيني أوووي يا نانا


اتسعت عينان (حازم) وهو يراها في احضان ابن خالتها، وشعر بانزعاج يتسلّل إلى صدره، شيء أشبه بوخزة في قلبه، كيف لها أن تفعل ذلك وهي دومًا تدعي أنها على أخلاق عالية، وأنها تعلم حدودها جيدًا، فلم يشعر بنفسه إلا وهو يقترب منهم ويفصل بعضهم البعض عن ذلك الاحتضان الغريب، فنظرت له (نغم) بدهشة بينما (هيثم) لم يفهم ما يفعله ولكنه آثر الصمت حتى لا يسبب مشكلة بينهم ليرى اولًا ما وجهة نظره، ليقول (حازم) بانفعال واضح

- ممكن افهم ايه اللي بتعمليه ده؟! .. ازاي اصلًا تسمحي لنفسك تحضني ابن خالتك؟!


قالها وهو يضغط على يدها بقوة، في حين ظلت تنظر له وهى لا تصدق ما تسمعه منه، شعرت بالألم فى ذراعها وحاولت ان تتملص من يده وهي تقول

- ده اخويا يا (حازم)


زفر (حازم) بضيق ثم قال

- حتى لو بتعتبريه زي اخوكي مينفعش كده


 فنظر له (هيثم) وهو يمسك يده ليبعدها عن يد (نغم) قائلًا

- لو سمحت بالراحة عليها وكلامك يبقى معايا وبلاش عنف، واه انا اخوها في الرضاعة مش زي اخوها تفرق دي


باغتته الدهشة حين علم أن (هيثم) شقيقها في الرضاعة، فكيف له أن يشك بأخلاقها ولكن كيف له أن يعلم أنه شقيقها فعليًا، كان يظن انها تقول ذلك بأنها تعتبره فقط كأخ، بينما نظرت إليه بملامح مكسوة باللوم، نظرة صامتة كانت أبلغ من أي عتاب، فهو متهور ومندفع للغاية ..

يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة علا السعدني، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية

رواياتنا الحصرية كاملة