الفصل العاشر - عقوق العشاق
الفصل العاشر
نظرت
ببصرها للأعلى قليلًا وجدته ماثل أمامها
بهيبته التي لم تتغير قط رغم تقدمه بالعمر يُمسك بسيجاره الضخم، ينفثه بغرورٍ وثقة
شديدان، جلس وهو ينظر حوله جيدًا، ليس خوفًا من والدها بل ساخرًا مما آلت إليه
مؤخرًا هذا هو ما يريده تمامًا، وضع ساق
فوق الأخرى وقال
- شفتِ
يا رُبى وصلتي نفسك لفين ؟ شفتِ إن آخرة العناد مش حلوة ازاي ؟!! كان لازم تعرفي
كويس إن أنا وبس اللي في ايدي اخرجك من اللي أنتِ في، عمومًا أنا مش جاي النهاردا عشان نتعاتب على
اللي في فات أنا اعرفك إن حق ابني رامي هيرجع
تابع
بتذكر وقال
- اه
شرعًا أنتِ لسه مراته لأن مافيش أي إجراءت رسمي تثبت إنك اطلقتي منه
وقف
والد رامي عن مقعده وقال بجدية كأنه
يخبرها
عن أهم إنجازاته
- مش
ابني اللي يتزهق ولا يتساب يارُبى، كل اللي كل حصل لك دا قرصة ودن صغيرة المرة
الجاية التحذير هيكون واضح وصريح ومني أنا شخصيًا
غادر
والد رامي بعد أن تركها تعيد حساباتها من جديد،
علمت منه أنها اصيبت بإنفصام في الشخصية وليس هلاوس سمعية وبصرية، أصبحت لا
تعرف هل هو صادق أم كاذب، ولكن إن كان كاذب لماذا أتى إلى هنا وإن كان صادق كيف
تخبر والدها بما حدث للتو، هل تنهار وتصرخ الآن أم تصمد وتكمل رحلتها العلاجية
لتنتهي من كل هذه الأوجاع ؟
زفرت
زفرة عميقة تعبر عما يجيش بصدرها
عاد
" عابد" وقال بسعادة
- اطمني
يا روبي الدكتورة طمني الحمد لله وقريب قوي هنرجع مصر
طالعته
دون أن تعلق على حديثه بكلمة واحدة
بينما
هو تابع والسعادة تنعكس على قسمات وجهه، قضى معظم الوقت معها ثم غادر لينهي أعماله
العالقة ويخبر عائلته بتتطوراتها الجديدة، قررت أن تحتفظ بسرها لنفسها، الوحيد الذي يستطيع أن يجيب عليه هو
"
نوح" كما قال لها والد رامي،
ولكن ما الذي يربط ابن عمها بوالد خطيبها السابق أهي علاقة قوية ليثأر منها
أم مجرد طُعم القاه لتنجرف نحو هي كالبلهاء، إن علم والدها بما حدث ستضرر صحته و
هي لا تريد هذا فيكفي ما مرت به حتى الآن .
في
مصر
داخل
شقة " بلال" ولجت شقيقته " وصال"
وخلفها
ابنة عمها، ظلت تتحدث وهي تلملم متعلقات
أخيها من كل مكان وراحت تقول بعتذار
- معلش
يا مهدية أنتِ بلال عايش في البيت لوحده وفاكر نفسه عايش في سوق، تقولي إيه بقى
مهمل، تعالي هو بقال أسبوع بينام في القسم بسبب القضية اللي شغال عليها وأنا بروح
ابات مع عمتك زي ما أنتِ ما عارفة عشان تعبانة
تابعت
بنبرة حائرة
- أنا
مش عارفة ليه بس مش عاوزة تيجي تقعدي معايا هناك ونبقى نرجع سوا
جلست
" مهدية" على المقعد بعد أن لملمت ملابسه وضعتها على فخذيها ثم قالت
بإبتسامة جانبية
- ويجي
مرات ابويا تفضحني هناك قصاد جوزها زي المرة اللي فاتت واكسفها وسط جوزها وعيالها
!!
جلست
" وصال" على المقعد المجاور وقالت بغيظٍ شديد
- أنا
مش عارفة بجد الست دي عاوزة إيه منك ؟!
تابعت
باسمة
- وبعدين
عم عاكف دا راجل سكرة وعمره ما كشر في وشنا بالعكس فاتح بيته لينا دايما
ردت
" مهدية" وقالت بعقلانية
- وعشان
كدا مش عاوزه اضايق حد كلها يوم ولا اتنين وابويا يجي يصالحني ويرجعني البيت
التاني اهو نبعد شوية عمتك عن المشاكل خلاص مبقتش تتحمل هي زي الأول
- على
العموم براحتك أنا هقوم واسيبك بقى عشان معاد الدوا بتاع عمتك قرب وكمان عاوزة
اشوف الدكتور غفران دا اتأخر ليه كل دا، دا أنا هطلـ ع عينه
ردت
"مهدية" قائلة بإبتسامة واسعة
- اهو
كلام وفي الآخر ضحكة فغمزة وتلاقي نفسك حنيتي على طول
وضعت
" وصال" يدها على قلبها ثم قالت بحب
- اعمل
إيه يا مهدية بحبه، بحبه وها يجنني قريب ابن ملوك
تابعت
بسخرية وهي تضربها على ظهر يدها وقالت
- وبعدين
احسن من ابقى جاحدة وقاسية زيك
ودايمًا
مطلعة عين الواد الغلبان
- واد
مين دا اللي غلبان بلال ؟!! دا بلال اخوكِ لو طال يساعد إبليس في شغله مش هيتأخر
أنا بحس إنه بيطبطب عليه ويقل له جهز نفسك يا بلال أنت اللي هاتحكم العالم من بعدي
- اخس
عليكِ يا مهدية ما تقوليش كدا على بيبو ازعل منك واعمل أخت جوزك بجد
وقفت
" وصال" عن المقعد وقالت بجدية
- يا
خبر أبيض أنا اتأخرت بجد يادوب الحق اوصل يلا اسيبك بقى، بصي الأكل جوا اهو لو
حابة تتطبخي ولا تعمل أي حاجة عيشي بقى مع نفسك تصبحي على
- وأنتِ
من أهله
نظرات
اوزعتها هنا وهناك لتتفقد المكان، انتابها الاشمئزاز والتقزز، مما فعله بالشقة صدح
صوت رنين هاتفها ليخبرها بوصول رسالة منه يتحدث فيها عن حديثهما الذي لم يتوقف
ابدًا، ضغطت على الرسالة الصوتية لتستمع
له يقول
(
أنا بقى ياستي بروق الشقة ومش معتمد علي وصال اختي في حاجة أصلًا، هي
مش فاضية لي اصلا، ومش معنى إني راجل عاذب ابقى مش نضيف ومهمل وهدومي في كل مكان
عمومًا مسيرك هتيجي في يوم علي غفلة وتشوفي الشقة بنفسك)
حركت
رأسها علامة الموافقة وراحت تقول بسخرية
- حصل
حصل حصل
تابعت
بغيظٍ شديد وحدثت نفسها قائلة
- وبعدين
بقى في الراجل دا دا الكدب مش عارف يروح فين ويجيي منين
كتبت
له رسالة صغيرة ولم تخبره بأنه في منزله حتي لا يترك عمله ويأتي إليها، قررت أن
تنظف مقعد البهائم كما وصفته ثم بعد ذلك تتجه للمطبخ لتبدأ دورة غسيل الملابس
وإعداد وجبة الطعام.
استغرقت
تلك التحضيرات وقتًا طويل، تجاوز الثلاث ساعات تقريبًا، كانت منهكة تريد أن تتناول
وجبة العشاء لكن جسدها المتعب لا يساعدها قط،
قررت أن تأخذ قسطًا من الراحة ولكن غلبها النعاس لساعات الليل الأخيرة ولم
تعر بوجوده، ولج " بلال" وجد بيته قطعة من الجنة، تبدل في لمح البصر،
على ما يبدو أن شقيقته تأتي تنظفه ثم تعود لغمته مرةً أخرى، أزاح الستار جنبا
ليتفقد المطبخ وجد رائحة شهية لذيذة تملء أنفه، ولجه وتوزعت نظراته على الاطعمة
الشهية وقال
ياعيني
ياوصال دي عملت الأكل ونامت البت دي ربنا هيبارك لها طول ماهي واخدة بالها مني
عشان أنا يتيم زيها
مد
يده على أحد الاطعمة وتناول قطعة صغيرة ثم وضعها مرة أخرى وقال
- لأ
عيب هي تعمل الأكل وتروق البيت وأنا ببرودي اكل لوحدي أنا هدخل اصحيها وبعدين نأكل
نظر
في ساعة معصمه وقال
- ياااه
دي الساعة أربعة الفجر كلها ساعتين والنهار يطلع أنا هدخل اخد حمامي وبعدها اصحيها
نفطر احسن
بعد
مرور عدة دقائق
خرج
" بلال" من المرحاض متجهًا نحو الغرفة
جلس
على حافة الفراش بدأ يراسل " مهدية"
ولا
يجد منها أي إجابة رغم أنها " نشط الآن"
ضغط
على زر الرسالة الصوتية وقال
( بت
يا مهدية بطلي برود بقى بصالح فيكِ من الصبح متبقيش رخمة، أنتِ عارفة إن أنا اصلا
في شغلي بقالي أسبوع ومرجعتش البيت متبقيش أنتِ والشغل عليا )
انتظر
ولم بجد ردًا منها على مراسلاته، ارسل آخر رسالة قبل أن يخلد للنوم وقال
( عموم
براحتك بقى وخليكِ فاكرة إني اعتذرت كتير، وابقي خلي نصايح عمتي تنفعك يا حلوة
ياجميلة وحياة أمي لأنام اسيبك هاا)
❈-❈-❈
في
صباح اليوم التالي
استيقظ
على إثر قرع ناقوس شقته الذي لن ينفك اليوم إلا عندما يذهب إلى الطارق وينهي
حياته، خرج من الغرفة متجهًا نحو المطبخ ليتناول أي قطعة خبز صغيرة، فتش في المكان جيدًا وهو يقول بصدمة وذهول
شديدان
- إيه
دا فين الكفتة أنا سبتها امبارح هنا وقلت لما تصحى نأكلها سوا، يبقى أكيد كلتها
لما دخلت نمت منها لله مش هيبارك لك ربنا
أبدًا يا وصال عشان أكلتي أكل اليتيم
زفر
بحنق ثم قال بضيق وهو يلوح بيده
- طيب
طيب جاي اهو مالك ياللي على الباب بس !!
-إيه
وصال اومال مين اللي نايمة جوا دي ؟ هو أنتِ طالعة بدورين في حياتي
!!
في
إيه يابلال مالك وبعدين أنت رجعت إمتى وفين مهدية
هي
اللي نايمة جوا دي مهدية ؟
اه
وأنا
سبتها ونمت ؟
الظاهر
كدا
مني
لله أنا ربنا مش هيبارك لي عشان سبتها تنام في أوضة لوحدها
بتقول
حاجة يابلال ؟
مافيش
ياعمتي ادخلي ادخلي
صباح
الخير ياعمتي إنتوا جيتوا إمتى بلال أنا اسفة إني نمت هنا حالا هاسيب الشقة
أردفت
" مهدية" عباراتها بجدية وهي تعتذر من الجميع وعلى رأسهم "
بلال" ليرد هو قائلا بغيظٍ شديد
اسفة إيه بس
اصرفها منين اسفة دي بعد عرفت إن أنا وأنتِ نايمين في نفس الشقة طول الليل
ولما اكتشف دا الاقي عمتي فوق دماغي !!
اخس
عليكِ وأنا اللي جبت الغسالة عشان تحطي فيها هدومي
روح
يابلال استر نفسك وتعال
طب
ماتروحي أنتِ ياعماي وابقي تعالي أنا سامع إن في احتلال حصل عندك في الفيلا
امشي
يا بلال انا عندي الضغط ومخدتش الحباية النهاردا نسيت اخدها
طب
اجيب لك حباية منوم تنيمك خمس ساعات اهو ترتاحي ونرتاح
ياابني
امشي استر نفسك البت واقفة
أنتِ
إيه اللي قهرني
إيه
ياحبيبي كفى الله الشر
انها
كانت في نفس الشقة وأنا معرفش منك لله أنتِ وحلة العدس اللي لبساها دي
خد
يابلال اقل لك
قولي
ياعمتي
هو
أنت ياابني مكنتش اتعرف إن مهدية معاك في الشقة ؟
اقسم
بالله لو اعرف لكنت قعداشكي همومي وغسالتي تغسل هدومي وكان هيبقى نهار كله احزان
مغسولة
امشي
يابلال امشي احسن أنا خلاص دماغي هتنفجر
طب
اجيب لك حبايتن منوم طالما مش عاوزة تاخدي واحدة ؟
مالك
يابلال عامل كدا ليه ما تتظبط
اهي
يارب اللي عملت لنفسها عملية قلب مفتوح وحطت مكانه حجر صوان ونامت في الأوضة اللي
جنبي من غير مانخط الهموم على بعض
بعد
مرور عشر دقائق
التفوا
ثلاثتهما في غرفة الضيوف، جوار عمتهم يستمعون لها وهي تقول بجدية
- أنا
بقول كفاية تأجيل لحد كدا يا مهدية في الفرح ونحدد بقي معاد الفرح خلينا نفرح
رد
" بلال" وقال بسعادة
- روحي
إلهي ربنا يجبر بخاطرك أنا كمان عاوز. افرح بيا قوي
تنهدت
" مهدية" وقالت
- بس
يا عمتي أنا لسه مخلتصش باقي حاجتي ولا هدومي كلها جت و
رد"
بلال" بسرعة دون قصد
- ما
قلت لك قبل كدا مش محتاجهم في حاجة
رمقته
بنظراتٍ قاتلة من حديثه الوقح ذاك ثم عادت
ببصرها لعمتها لتستمع إليها، لم تتدعها تقنعها بحديثها كسابق عهدها، قررت أن تضع
الجميع أمام قرارتها وهي تقول
- خلاص
مش هسمع كلمة من اي واحدة فيكم كل واحدة منكم خطيبها عاوزها تنور بيته قبل رمضان
وعشان كدا وصال ومهدية أنا قررت تتجوزوا في يوم واحد وبما إن احنا جاهزين يبقى مافيش حاجة تعطلنا
نظرت
لابن أخيها وقالت بجدية
- بلال
حدد مع صاحبك معاد لكتب الكتاب والدخلة وشوف دنيته هتبقى إيه وظبط نفسك على
اساسها والبنات اعتبرهم جاهزين خلاص
وثب
" بلال" من فوق مقعده يبطع قبلاته على رأسها وقال بامتنان
- دا
مصر كلها بتشكرك ياعمتي ربنا يخليكِ لينا يارب
هاسيبكم أنا بقى واروح افرح الواد غفران ماهو يتيم زيي وادخل السرور على
قلبه واجب بردو.
داخل
منزل الجدة ولاء
كان
مستندًا برأسه على حافة الفراش، يستعيد ذكرياته معها، كانت كالطفلة الشقية داخلها
طاقة وحيوية، فتاة لا يعرفها ظهرت من
العدم لتقضي معه يومان لكنهما بمثابة عمرًا
جديد
بالنسبة له، عاد الجميع لحياته وعاد هو لوحدته، الأيام بدونها لاتمر يريد أن الوقت
ويتوسل قلبه بأن "رُبى" لا مكان لها داخله لكن قلبه أبى الإعتراف بذلك،
تنهيدة عميقة خرجت من صدره كلما تذكرها وهي تتطالعه دون التفوه بكلمة واحدة، لن ينسى ما حيا عندما ذهب لاطمئنان عليه فور
خروجها من المشفى في المرة الأولى، كانت
هادئة ناعمةولكن نظراتها معاتبة لهلا يعرف لماذا لكن ظن أنه السبب فيما آلت إليه
.
وأخيرًا
ظهرتي يا رُبى
سنة
بحالها قافلة حساباتك ومسافرة
مالك
يا رُبى مبتتكلميش معايا ليه ؟
طب
بلاش أنا يمكن لسه زعلانة مني مع أنا أنا اللي المفروض ازعل مش أنتِ، رمضان بكرا
كل سنة وأنتِ طيبة، كنت حابب نتجمع من
تاني يا رُبى، مالك يا رُبى ساكتة ليه ؟!
عاوزها
ترد تقول إيه يا نوح ؟
ازيك
يا تيتا
ازيك
أنت يا حبيبي عامل إيه ؟
بخير
والحمد لله أنا جيت النهاردا عشان اطلب من رُبى تتسحر معانا وتفطر بكرا
هو
انا مش عاوزة اضايقك بكلام زي ماجدك ريان بيعمل بس أنا آسفة رُبى مش فاضية لكم
الصراحة
تيتا
أنا جاي اقول لحضرتك حاجة ارجوكِ اسمعيني
اتفضل
سامعك
أنا
جاي اعزمكم على خطوبة تولين وتيم وكمان تيتا نفسها تشوف رُبى
خلصت
ولا لسه في كلام ؟
اه
خلصت
طب
بص يا سيدي خطوبة تيم وتولين كدا كدا هنحضرها ووتين بنتي قالت لي لما جت آخر مرة
إنما أنا آسفة رُبى مش هتقدر تدخل البيت تاني
ليه
؟
ليه
أيه ؟!
ليه
مش هتيجي خلاص اللي راح راح وأنا مسامح في حقي وربنا عوضني بشغل تاني، أنا بس
صعبان عليا إننا مش متجمعين زي الأول
مبروك
لشغلك الجديد يا نوح بس اللي راح لو كان راح بالسهل كنا ممكن نسامح ونعدي لكن
للأسف اللي راح راح وفتح جراح عمرها ما هتتقفل اعتبر رُبى متجوزة ومسافرة زيها زي
عمتك فيروز
بنتجمع
بردو مع عمتي يا تيتا
من
الآخر يا نوح عشان نوفر على بعض الوقت
انسى
رجوع رُبى للبيت وللعيلة ودا مش كلامي دا كلام أبوها ياريت زي ما احنا بنحاول على
قد ما نقدر نعيش حياتنا بعيد عنكم انتوا كمان تعملوا
لو
كان ينفع يا تيتا كنا عملنها من زمان
الوقت
هو الوحيد اللي يقدر يعمل دا سيب نفسك للوقت وأنت هتنسى اسمك مش حاجات عدا عليها
سنة ولا اتنين شرفت يا نوح بعد أذنك لأن عندي مع الدكتور واتأخرت يلا يا رُبى
عاد
بذاكرته للواقع المرير يتوق شوقًا لها، مر
الأسبوع الأول من شهر رمضان، ولم تأتي كما حدد والدها، الأيام تمر عليه سنوات عجاف
رغم قدرته الهائلة في تمثيل دوره المتقن بأنه يباشر حياته إلا إنه لا يعرف كيف
يتحرك قيد أنملة، الأخبار التي ينقلها له
عمه أولًا بأول جعلته يطمئن بعض الشئ، ولكن لماذا يرفض وجوده بجوارها هل يشعر بأنه
يذوب عشقًا في ابنته ولكن هو لايظهر هذا أبدًا، نعم يسأله عنها مئة مرة في الدقيقة
الواحدة، يريد رؤيتها بإستمرار يحذره من اقتراب إحدهم دون انتباهُ لكن هو لا يظهر
هذا قط، اللعنة عليك يا نوح لقد اصابتك لعنة عشقها وانتهَ أمرك أيها المسكين.
لاحت
إبتسامة عريضة على جانبي ثغره، ما إن تذكر لقائها بوالده، كاد والده يفقد عقله،
كيف لابنة أخيه أن ترتدي مثل هذه الأشياء وتعيش على إنها فتاة لا أحد يعرفها من
عائلتها، كانت والدته علمت من أحد
الخطابات البنكية أنه قام بسحب مبلغ نقدي يفوق توقعاتها، بدأ والده مهمة البحث خلفه إلى أن وصل لشقته
بأحد الأماكن الفارهة التي لم يتخيل أنه سيقطن فيها ابنه، ذهب إليه ليعرف إجابة
سؤاله ليجد ما هو أسوء
- ممكن
تفهمني يا اخويا ال150 الف اللي سحبتهم مرة واحدة دول سحبتهم ليه وعمـ
مين
دا يانوح ابوك ؟! ازيك يا عمي عامل إيه اتفضل واقف ليه دا بيتك، ابوك دا عسل قوي
ياختي عليه وعلى دقنه البيضة
قالتها
" رُبى" وكأنها مرتها الأولى التي ترَ فيها عمها، تصرفاتها كـ ساندي
متناقضة تمامًا مع تصرفاتها كـ ربى هي لا تعي ما تفعله، حجظت أعين "
مالك" وهو يشير بسبابته تجاه ابنة أخيه وقال بدهشة وذهول شديدان
- مين
دي يا نوح
- أنا
ساندي مراته وام ابنه بس أنت قول إن شاء الله
ساندي
يا حبيبتي ادخلي جوا دلوقت
قالها
" نوح" ويدفعها برفق لتلج غرفتها حتى ينفرد بوالده ويخبره ما رأه
بعيناه، بينما هي نزعت يده وقالت بحدة
- الله
مالك يا نوح في إيه مش عاوز تعترف ليه إنك جوزي ولا تكون خايف منه اكمنه غصبك
تتجوز ست رُبى، بص بقى يا عمي ولا اقولك يا ملوكتي حلوة ملوكتي لاقية عليك أكتر،
أنا ونوح متجوزين بقالنا شهرين وحامل لسه يا دوب في الشهر التالت
متجوزين
بقالكم شهرين وحانل في الشهر التالت طب ازاي
ماتكسفنيش
بقى يا ملوكتي وبعدين أنا زعلانة منك قوي كدا تغصب جوزي حبيبي على الجواز الزفتة
اللي اسمها رُبى بس ولو اخدته منها بردو
يلا
بقى قل لي مبروك
اقل
لك مبروك مين دي يا نوح !!!
الله
أنت بتسنى كتير كدا ما قال لك ساندي مش عجباك ساندي مشيها سالي او وقفها مش فارقة
فرفشة كدا وخليك فريش
نجح
اخيرًا " نوح" في دفعها للداخل ثم طلب من والده أن يجلس ليحاورهُ قليلًا
قبل أن يصدر حكمه، بدا يسرد له ماحدث من البداية وحتى هذه اللحظة، ليجد الهدوء
والعقلانية من والدها هي تصرفه الوحيد، بل زاد من إعجابه حين قال بهدوء
- نوح
يا ابني أنا مش عارف اقل لك إيه بس كل اللي بطلبه منك إن والدتك متعرفش بحاجة زي
كدا ولا عمك طبعًا، أنا هساعدك في اي حاجة تعوزها بس بلاش تعرف عمك دا ممكن يروح
فيها وبالنسبة للفلوس اللي اتسحبت أنا هرجعهم مكانهم من حسابي وهاقول لمامتك إنك
دخلت مشروع ومحصلش نصيب ورجعت فلوسك تاني
ربت
" نوح" على فخذ والده وقال بإبتسامة واسعة
-متقلقش
يا بابا مستحيل اطلع كلمة من اللي حصل برا ابدًا
- وأنت
ناوي تعمل إيه دلوقت ؟
- مش
عارف بس كل اللي اقدر اعمله هو إني اسايسها لحد ما اعرف جدها المشكلة إن محدش منهم
مديني فرصة ابدًا .
نـــــوح
إيه يا ابني جبتك من آخر الدنيا ولا إيه ؟!
أردفت
" مليكة" سؤالها وهي تهز ابن أخيها بخفة في ساقه بعد أن جلست على حافة
الفراش، اعتدل في جلسته والإبتسامة لاتفارق شفتاه تنحنح وهو يقول بهدوء
- خير
يا عمتو
- خير
أنت يا نوح مالك في إيه ؟!
- أنا
كويس اهومالي بس !
- بقى
دا نوح اللي كنا بنقعد معاه ضحك وهزار والضحكة تبقى من الودن دي للودن دي، دلوقت
الإبتسامة وبالعافية كمان !!
- مافيش
والله عمتو بس أنتِ عارفة اللي حصل مخليني عصبي شوية وتيتا كل شوية تسألني على عمي
ومبقتش عارف اقول إيه
تنفست
" مليكة" بعمق وهي تتطالعه، صادق في كل كلمة يتفوها، التزمت الصمت عاجزة
عن الرد بينما تابع هو قائلا بتذكر
- قولي
صحيح عمتو فيروز جاية إمتى بقالها أسبوع بتقول جاية ومبتجيش
ردت
" مليكة" بتلعثم استشعر من خلاله كذبها عليه وهي تقول
- عمتك
ياسيدي منتظرة صهيب افندي يخلص
شغله
اللي متعلق هناك وهتجيبه وتيجي وقالت بالكتير أسبوع كمان
نظر
لها وتسأل بشك وقال
- بس
كدا ؟!
ردت
عليه بذات النبرة وقالت
- عندك
شك في كدا ؟!
كاد
أن يرد عليها لكن قاطعه دخول " شاهين" ابنها الذي كاد أن يموت غيظًا مما
يحدث بالخارج استدارت نصف جلسة وقالت بنبرة متعجبة
- في
إيه مالك ياسي شاهين
- بنتك
دي هاموتها لك والله كل ما اقولها على
حاجة تقولي لأ اعملها أنت
ضربته
بخفة على ظهر يده وقالت بتحذير
- لو
اتكلمت كدا تاني محدش مموتك غيري سامع ؟!
تابعت
بجدية قائلة
- قل
لي عاوز إيه ؟
- عاوز
فنجان قهوة وعاوز طقم مكوي بدل اللي اخده مراد افندي وعاوز كمان الـ...
قاطعته
والدته قائلة بجدية مصطنعة
- ومش
عاوزها تقول لك لأ دا أنا تعبت لها من طلباتك أنت واخوك اللي مش بتخلص يلا هقوم
اعملك قهوة
نظرت
لابن أخيها وقالت
- تشرب
قهوة يا نوح
أومأ
برأسه علامة النفي وقال باسمًا
- لا
يا عمتو ربنا يخليكِ
داعبت
خده الأيسر وراحت تقول بحنو
- هاعملك
اكيد وحشتك قهوة ميمي حبيبتك
خرجت
" مليكة" من الغرفة تاركة ابنها يتسأل عن " عابد" وابنته
بفضول قائلا
- هو
خالو عابد هايجي إمتى ؟!
رد
" نوح" بجدية
- مش
عارف
- مش
عارف ولا مش عاوز تقول
- لأ
بجد مش عارف هكدب عليك ليه يا شاهين يعني !
وقف"
شاهين" عن مقعده وقال بجدية
- عموما
براحتك أنا كنت حابب اطمن
تابع
بتذكر قائلا
- صحيح
طنط وتين راحت لباباها وبتقولك كانت عاوزك تشوف موضوع النت التقيل دا عشان مش
عارفة تكلم خالو عابد بسبب الضغط اللي
عليه
عقد"
نوح" مابين حاجيبه وقال باهتمام
- قصدك
مضغوط عليه ولا تقيل هي قالت إيه بالظبط ركز معايا كدا
حرك"
شاهين" رأسه ببلاهة وراح يقول بسخرية
- اركز
في إيه يا نوح النت وتقيل وهي مش عارفة تكلم جوزها بسببه فرقت إيه بقى من تقيل لـ
مضغوط عليه ؟!!
دفع
" نوح" برفق وهو يقول بغيظٍ شديد
- امشي
برا يا شاهين امشي أنا هشوف الموضوع دا اطلع أنت دلوقت
خرج
" شاهين" وبقى هو بمفرده يحاول الوصول لزوجة عمه التي تركت هاتفهافي
غرفتها بمنزل أبيها وجلست معه تتناقش حول
قضية
ابنتها، حتى أتت الخادمة تخبره بوصول أحدهم إلى بيته يريده في أمرًا هام، أمرها
بالصعود لغرفتها لحين الإنتهاء من ذاك الرجل الذي يعرف لماذا أتى في هذا الوقت
المتأخر من الليل جلس وبيده حقيبة جلدية صغيرة، نظر لها " ريان" ثم عاد
ببصره وقال بهدوء المريب
إيه
دول ؟
20
مليون جنية
بتوع
إيه ؟!
دول
تعويض بسيط يا ريان باشا
تعويض
؟! عن مين بالظبط عن حفيدتي اللي دمرتوها لحد ما انتحـ رت ولا عن قتـ لها لأبوها
ولا عن شرفها وسمعتها اللي بقوا في الأرض ولا عن إيه بالظبط ؟!!
ريان
باشا أنا عارف إنه مبلغ صغير بالنسبة لحضرتك بس خلينا نقول إننا لو اتفقنا على
المبدأ ودكتورة وتين تنازلت عن القضية كل شئ هايمشي زي ماحضرتك عاوز
يعني
أنت عاوزني اقول لبنتي خدي دية بنتك وأبوها واتنازلي ماشي أنا موافق بس عاوز اسألك
سؤال بس كدا
أنت
ساحر ولا محامي ؟
محامي
اكيد!!
ولما
أنت محامي جاي لي ليه وبتطلب المستحيل
ريان
باشا الموضوع عارفه إنه كبير ومؤلم ليكم والفراق صعب بس خلينا نكون واقعيين واقول
لحضرتك إن مجرد قبولكم للعرض كل شئ هايتحل
هو
أنا ما قلتلكش مش أنا سبت شغلي وحياتي واتفرغت لكم خلاص أنا واحد خسر اهم حاجة في
حياته وحق حفيدتي وابوها مش هاسيبه وامشي من هنا بدل ما تمشي على ضهرك
وبلغ اللي بعتك إن ريان الأنصاري مش
هاسيب حق بنته يضيع وإن معادنا قرب قوي وصدقني
المو
ت هو وبس اللي هيخليني ابعد عنكم
تنهد
محامِ والد رامي بيأس يحاول أن يصل لحلًا يرضي جميع الأطراف، عاد ببصره لذاك
العجوز الذي لم يغير فيه الزمان سوى الشعر الأبيض، أومأ برأسه قليلا وراح يقول
- طب
يا ريان باشا خلينا نقول إننا ممكن نكتب شيك على بياض وحضرتك أو مدام وتين أو رُبى
نفسها تحطوا الرقم اللي يعجبكم فيه في مقابل التنازل قبل تحويل القضية للمحكمة
ابتسم
" ريان" وقال بثقة وغرور
- تفتكر جوز بنتي الدكتور الاستشاري المعروف واسمه مسمع
في كل مكان هايقبل ياخد تمن بنته طب فرضًا دا لو حصل بنته هاتقبل
تابع
بإبتسامة عريضة قائلا
- أنا
مش عاوز اقل لك ابوها حاطط بإسمها كام في البنك لتتخض من الرقم، ومش عاوز بردو اخضك واقل لك الدكتور عابد ثروته
كام داخل وخارج مصر لتيجي لك سكتة قلبية من الرقم
اختفت
الإبتسامة فجأة لتحل محلها ظلام حالك كمستقبل الذي جالس أمامه وقال
- لم
فلوسك واتفضل بالذي بدل ما تتفضل على المستشفى .
غادر
المحامِ دون أن يعلق على حديثه بكلمة واحدة،
الوضع اصبح خارج السيطرة عليه
خرجت
ابنته من غرفتها وجلست تستمع لأبيها
حتى
انتهَ من حديثه قائلًا بتساؤل
- والرأي
رايك برود يا بنتي
ردت
" وتين " معاتبة إياه قائلة
- اخس
عليك يا بابا بقى بعد كل اللي عملته ولسه منتظر رأيي أنا ولا عابد
- يابنتي
دي حياة بنتك ووارد اكون غلط ماهو انا بشر مش ملاك ولا نبي عشان أبقى معصوم من
الغلط، أنا بس اتصرفت زي ما الأصول بتقول إني لازم اتصرف
- بابا
هو عابد قالك إيه لما سابنا وسافر ؟!
- قالي
اتصرف في الموضوع وتابع القضية من غير ما ترجع لي انا واثق فيك وفي قرارتك
ردت
" وتين" بإبتسامة واسعة وقالت بجدية مصطنعة
- مالك
بقى بيا ما تمشي في القضية زي ما هو قالك أنا هعرف اكتر منك يعني وبعدين هي مش بنتك
دي زي ما أنا بنتك و آآآه
انتفضت
" وتين" فجأة صارخة بصوتٍ مرتفع محتضنة أبيها وقالت
- بسم
الله الرحمن الرحيم، في إيه إيه اللي حصل
جلس
جوارها " سليم " فجاة وقال بسعادة لرؤيتها
- وحشتيني
يا عمتي والله حبيبتي حبيبتي عاملة إيه ؟
وضعت
يدها على صدرها وقالت بجدية وهي تشير بيدها تجاهُ
- الواد
دا ناوي يموتني على فكرة يا بابا
- يموتك
أنتِ بس دا ناوي يموت البيت كله دا خدي من دا كل يوم
ولجت
" جميلة" على إثر صوت زوجها المرتفع الذي يشكو لابنته الحياة المريرة
التي يعيش فيها من تحت رأس ذاك الأبله وقالت
- مالك
يابابا بالواد هو أنت عان بنتك جت خلاص هتبدأ وصلة النكد بتاعت كل مرة الواد غلبان
وفي حاله إنتوا بس اللي مش طايقين نفسكم
- حبيبتي
يا تيتا ربنا يخليكِ ليا ايوة كدا عرفيهم إن ليا ضهر جامد قوي
ضربته
بخفة وقالت بهمس
- ما
تلم نفسك بقى مش عارفة الم بلاويك منين ولا منين
- حاضر
هاتلم
انتشله
صوت " وتين" وهي تسأله عن والده قائلة
- فين
ابوك يا سولي مش باين بقاله يومين
- بابا
قاعد برا بيتكلم في التليفون وجاي
وقفت
عن المقعد وقالت بهدوء
- طب
أنا هطلع اشوفه وجاية عن اذنكم
نظر
" ريان" لحفيده الجالس جوار جدته يحاورها بخفوت حتى لا يسمعه أحد، ركله في ساقه وقال
- ساجد
ابن عمك فين يا آخرة صبر العيلة
- إيه
يا جدو رجلي، ساجد راح يجيب عمو أدهم من
المطار معاد طايرته فاضل عليها 3 ساعات تقريبا
تابع
بتذكر قائلا
- اه صحيح تاليا فين ؟!
- الله
هي مش مع ساجد ؟!
- مش
عارف أنا كلمته بس مجبش سيرة إنها معاه نسيت اسأله
رد
" ريان" بغيظٍ مكتوم وقال
- اومال
فاكر إيه بس فاكر تجلطني ومتعديش فرصة من غير ما تحر.. ق دمي !!
ردت
" جميلة " لتهدأ الوضع قائلة بهدوء
- ريح
دماغك يا ريان تاليا مع ساجد من الصبح ما أنت عارف اللي فيها
- أنا
مش عارف تاليا اختي بتعمل في نفسها كدا ليه بجد إيه يعني واحد سابها ولا هي سابته
ما حصل قبل كدا كتير بيسيبوا
- بس
مش تاني يوم الخطوبة يا خفيف
- جدو
بيسيبوا بعض يوم الفرح وبيعيشوا حياتهم عادي اختي هي اللي مكبرة الموضوع حبتين
وبعدين عمو ذنبها إيه تفضل تحاول تصالح بابا وهو بيهرب منها بابا مزودها قوي
الصراحة
- سليم
هزعل منك متقلش كدا على باباك عيب
- تيتا
والله مش قصدي بس بجد مكبرين الموضوع وهو عادي قوي.
- سيبك
أنت بس من الموضوع وقل لي يا حبيب تيتا نتيجتك امتى ؟!
- بكرا
إن شاء الله متقلقش يا جدو هشرفك وارفع راسك
- والله
يا ابني أنا ما خايف غير منك أنت شخصيًا وملكش دعوة براسي ولادي رفعوها والحمد لله
الدور والباقي عليك أنت
❈-❈-❈
في
ظهر اليوم التالي
جلست
العائلة بأكملها في بهو المنزل في انتظار وصول " سليم" الذي خرج منذ الصباح
ولم يعد حتى الآن، كان" ريان "
يرتشف قهوته في صمتٍ تام بينما كانت زوجته كادت أن تفقد عقلها من فرط قلقها، نظر لحفيده وقال
- هو
ابوك بيعمل إيه كل دا في المانيا يا ساجد
وإيه
حكاية جاي ويرجع يعتذر ويقول مش جاي دي ؟!
- مش
عارف والله يا جدو أنا زيي زيك مش عارف أي حاجة وكل ما أسأله يقل لي بعدين يا ساجد
بعدين ويقفل في وشي السكة
- طب
يا ابني خلينا معاه للآخر اما نشوف
نظر
لزوجته التي لم تهدأ ابدًا، عيناها كادتا
أن تخرجان من مكانها، رفعت يدها للسماء
وقالت
يارب
يا نجحك يا سليم احسن لو عملت غير كدا ريان مش هيسبني في حالي
يارب
انا لو دعيت على سليم كان وقت غضب والواد اصلا مستفز بس طيب وغلبان يارب ينجح مش
عشانه عشان ما شفش الشماتة في عين جدو، يارب يعديها على دي آخر سنة
ريحي
نفسك ساقط ومش هيورينا وشه
اخس
عليك يا ريان متقلش على الواد كدا وايه رأيك بقى هينجح ويكسفك
ياختي
أنا عن نفسي بدعي ينجح عشان نخلص من الجامعة اللي مش راضية تخلص دي
جدو
يا جدو ياجدو
خير
يا حبيب جدك عملت إيه
نجحت
يا جدو نجخت
الحمد
لله يارب كسفت ريان ونصرتني
المهم
جبت كام
إيه
واحد دي الأول على الدفعة ؟ عملتها ازاي دي ياواد سليم دا انا نفسي كنت بطلع
التاني
الاول
إيه ياجدو أنا بقولك نجحت في مادة واحدة بس
اومال
الفرحة اللي داخل بيها وكانك عبرت قناة السويس دي عشان إيه عشان مادة كدا يا سليم
تكسف ستك اهو شتمان فيا دلوفتي
استني
أنتِ دلوقتي دا بيقلك نجح في مادة اومال سقطت في كام مادة ياواد أنت ؟
عشرة
كام
يا حبيبي ؟
بس
الحمد لله أنا بخير متقلقش
عشان
لما بضربه وبقول عليه ماعندوش دم بتزعلي
وبتفضلي تدلعي في الحيلة
خلاص
بقى يا جدو هعوضها السنة الجاية اوعدك قل
لي هنعمل الحفلة إمتى ؟
حفلة
إيه ؟!
حفلة
عشان المادة اللي نجخت فيها ياحدو ركز معايا مالك ؟!
كادت تبكي " جميلة" من فرط حزنها وخيبة
أملها بهِ لكنه حول هذه الدموع المتجمع في مقلها لأخرى سعيدة، حين قال بصوته
المرتفع وهو يضم جده له
- متقلقيش
يا تيتا نجحت دا كان مقلب في جده أنا مستحيل اخليكِ تزعلي ابدًا يزعلك جده
واراضيكِ أنا يا روح قلبي
مال
" ريان" ليلتقط حذائه وهو يقول بغيظٍ شديد من ذاك المعتوه
- يا
اخي طلعت روحك من الدنيا و
هرول
" سليم" وهو يعتذر من جده قائلا
- معلش
يا جدو استلفت الفيزا بتاعتك ساعتين أو شهرين لسه مش عارف بالظبط هدية نجاحي بقى
نظر
لزوجته وقال بغيظ
- شايفة
آخرة دلعك في الحيلة سرقني وجري ولما ابلغ عنه دلوقت ترجعي تزعلي صح ؟!
- ابني
يخسر ويكسر زي ما يحب هدية نجاحه ياريان إيه البُخل دا سيبه يعمل اللي نفسه في
- ماعندك
ساجد ابن عمه اهو عاقل وربنا مكمله بعقله واخته ربنا يهديها هي كمان
- يا
سلام خلاص سليم هو بقى مجنون العيلة لو مش عجبك عمايله اخد الواد وامشي عادي
رد
" ريان" بجدية مصطنعة
- يلا
مع السلامة
- هامشي
يا ريان وهترجع تزعل وتقول البيت من غيرك وحش يا جميلة
- دا
كان كلام وخلاص عشان العيال كانت لسه صغيرة انما دلوقت اتفضلي أنتِ وهو مع الف
سلامة
- طب
يا ريان أنا هامشي ووريني بقى هتعمل إيه من غيري و
قاطعها
" ساجد" قائلا بإبتسامته العريضة وقال
- يا
تيتا دا جدو بيهزر معاكِ هو يقدر يستغنى
- حد
قال لك تتدافع عني !! عينتك محامي ؟!
- الحق
عليا اللي عاوز انجدك
تنحنح
وراح يقول بجدية
- نتكلم
جد شوية، أنا عاوز اخد رأيكم في موضوع كدا مش أنا صح ولالأ
تبدلت
الجلسة من مشاكسات ومزاح لأخرى جادة نظرت له الجدة وقالت
- قول
يا حبيبي خير ؟!
دام
الصمت لخمس دقائق كاملة ثم قال بجدية
- أنا
عاوز اتجوز تاليا
تبادلت
" جميلة " مع زوجها نظرات متعجبة ثم عادت ببصرها وقالت
- أنت
متإكد من حقيقة مشاعرك دي يا ساجد ؟!
- جدتك
تقصد يعني مش ممكن تكون مثلا صعبانة عليك وعاوز تتجوزها عشان اللي حصل
- جدو
محدش بيتجوز حد عطف أو شفقة خلينا متفقين بس في النقطة دي كويس، نيجي بقى لنقطة متأكد من مشاعري ايوة متأكد
مليون في المية أنا بس محتاج منكم إنتوا تسألوها إن كان ليها رغبة لو ليها رغبة
إني اتجوزها يبقى اطلبها بشكل رسمي من عمي عدنان
رد
الجد بسعادة وقال
- أنا
شخصيًا مش هلاقي احسن منك ليها وعمك عدنان اكيد رأيه من رأيي
ردت
الجدة بسعادة وقالت
- إن
كان على تاليا فسيبوها لي أنا هعرف ردها
❈-❈-❈
بعد
مرور اسبوعًا كامل
كان
" نوح" جالسًا في صالة المطار، ظن أن أحد كبار الدولة سوف يأتي إلى
مصر، عدد كبير من الصحافة والإعلام في
انتظار شخصًا ما ارتشف آخر رشفات القهوة
بعد أن نظر في ساعة معصمه، الساعة تجاوزت التاسعة مساءً
ولم
يأتي عمه، فجأة وقف عن مكانه ما إن انتهت المضيفة الأرضية من رسالتها تخبر الجميع
بوصول الطائرة القادمة من فرنسا بعد تأخرها بسبب العطل الذي حدث فيها، بعد عدة ساعات من الإجراءت خرجت " رُبى
" برفقة" عابد" وسط حشد
كبير من الصحافة والإعلام، صُدم " نوح" من هذا الحشد، كان على يسارها
وأبيها على يمينها، متجهين نحو سيارة أخيه،
لكن قبل وصولهم القوا عليهم التساؤلات كالامطار
نوح
نوح عاوزين تصريح واحد بس، اتجوزت رُبى عرفي ليه انتقام من عمك ؟
نوح
ازاي رُبى هي ساندي ؟
دكتور
عابد ليه مش عاوز ترد على تساؤلاتنا ؟
رُبى
اشمعنى نوح اللي جه يستقبلك في المطار عشان جوزك فعلا ؟!
ياجماعة
المفروض تردوا على الصحافة عيب كدا ؟
بنعتذر
مشاهدينا الأعزاء عن الهجوم اللي صدر من نوح المحمدي وبنؤكد لكم إنه هيتم إجراء
قانوني ضده لضربه لينا لأننا بنباشر عملنا و كنا عاوزين نتأكد من صحة المعلومات
اللي وصلت لنا وعلى ما يبدو إنها فعلا مراته مش عاوز يصرح بدا بشكل مؤقت ويبقى
السؤال
رُبى
عابد المحمدي مريضة نفسية وحاولت تقتل والدها وكان عندها انفصام في الشخصية
واتجوزت ابن عمها ولا دي كلها محاولات لهروب من محاولة قتل رامي المنياوي خطيبها
السابق ؟!
استقلت
السيارة ثم ضغطت على زر النافذة لتمنع أيدي الصحافة من الاقتحام، نظرت لوالدها وقالت
- بابا
هو في إيه ؟! رامي مين دا اللي حاولت اقتـ له !!
- رُبى
انا قلت لك قبل ما نرجع مصر إن دي كلها محاولات عشان يضغطوا بيها علينا ونتنازل عن
القضية ودا مستحيل طبعا يحصل
بس
فعلا يا بابا هتنازل عن القضية ومش عاوزة اكمل فيها
يتبع..