الفصل الثاني عشر - عقوق العشاق
الفصل الثاني عشر
كانت ليلة العيد هذه السنة مختلفة
كثيرًا عن باقي الأعوام الماضية، فهو
عيدًا حقا اليوم سوف يودع أيام العزوبية كلا من " غفران وبلال" واحتفلا
بـ ليلة زفافهم قرار " بلال" بعد أن تناقش مع صديقه كثيرًا وصلا لتحديد
ثالث أيام العيد هو يوم زفافهم، الأيام
تمر سريعًا بالنسبة لها دقات قلبها تقعر كالطبول سعادتها تكتمل حين يأتي والدها
ويضع يده في يد ابن أخيه، ولكن دائمًا
سعادتها تكن ناقصة اقيمت عمتها حفلة صغيرة
اجتمعت فيها كل الفتيات و صديقات عمتها المقربات كـ جميلة وفيروز وغيرهن من أهالي
منطقتها، أتت صديقة العمر
ومعها"صبا" ابنة اخيها كنوع من تغيير الاجواء ظلت تتابع بأعين ذاهلة
ما يحدث ولأول مرة تحضر حفل شعبي كهذا،
انسجمت سريعًا تاركة عمتها تتبادل اطراف الحديث مع صديقتها قائلة
- طب واللهِ حلوة البت يا فيروز
- طبعًا وهو عابد اخويا عنده حاجة
وحشه مراته قمر وهو قمرين عاوزة ولاده يطلعوا ازاي ؟!
- طب وأنتِ قلتِ للبت إن صهيب ابنك
عاوزها
- لأ، الواد صهيب قالي سيبني أنا
هافتحتها بطريقتي أنتِ مَهدي الموضوع خالي قلته مكلش دعوة بخالك عشان المهم عنده
رأي عياله خصوصًا في موضوع الجواز بس مش دا اللي قلقاني يا صدفة
- اومال إيه اللي قلقانة منه يا عين
صدفة
- خايفة مالك وبيجاد يزعلوا مني اكمن يعني رحت خدتها
- أنتِ مش رحتي وسألتي ابن اخوكِ وقالك كل شئ قسمة ونصيب ؟
- ايوة
- خلاص إيه يزعل اخوكِ في كدا
- ماهو أنا بردو سألته أول ماسابوا بعض
- أول ما سابوا إيه يا فيروز دا أنتِ سألتي بعدها بست شهور وعمومًا هو
لو لي غرض فيها كان جري وراها ورجعها بس الواد ملوش نية يكمل والبت كمان شكلها مش
عاوزة
- مش عارفة والله يا صدفة أنا بفكر اسيب الموضوع شوية كمان يمكن يرجعوا
لبعض
- وتوجعي قلب ابنك
- اوجع قلب ابني مرة بدل ما يتوجع هو منهم الف مرة بس بقى عشان صبا جاية
علينا .
مالت " صبا" بجذعها
العلوي هامسة بجانب أذن عمتها وقالت
- عمتو صهيب بيسألنا قعدين شوية كمان
ولا نمشي ؟
- أنتِ عاوزة إيه ؟!
- بصراحة الجو تحفة ومش عاوزة امشي بس
خايفة بابا يضايق من تأخيري
- خلاص كلمي وقولي له إننا هنتاخر
شوية وصهيب هايجبنا
هزت " صبا" رأسها علامة
الإيجاب موافقة على اقتراح عمتها لتبدأ في
التواصل مع والدها الذي لم يعترض نهائيًا مادامت هي تشعر بالراحة والسعادة يعلم
أنها لا تريد أن تتقابل مع خطيبها السابق منعًا للخلافات التي تحدث دومًا في كل
مرة يجتمعان فيها، أما "صهيب"
كان يشعر بالضيق الشديد كلما حاول الإنفراد ليعترف لها بمشاعره تجاهها فشلت خطته،
انسجمت من جديد وقضت وقتًا جميل مع الفتيات حتى أتى " بلال" ليصافح العروس
ويجلس معها لدقائق معدودة قبل مغادرته.
جلست جوار عمتها التي احتضنتها
بحنانٍ بالغ وقالت بنبرة حانية
-عقبالك يا صولا
-ربنا يخليكِ ياعمتو
ردت " فيروز " بتذكر
وقالت
- هو صهيب كلمك اصل تليفوني فاصل
- اه كلمني تاني وقالي إنه زهق، فقلت
له يروح هو ونتمشى احنا لأن المكان قريب يعني
- ماشي ياحبيبتي هاتقعدي ولا كفاية
كدا ؟
ردت" صبا" وقال بضيق
- لا كفاية كدا عشان بابا ميزعلش بردو
إني اتأخرت
بعد مرور عدة دقائق
كانت تسير جوار عمتها والصمت يسود
المكان، قررت أن تسألها بطريقة غير مباشرة
عن ابنها، اجابتها بعفويتها الشديدة دون مجاملة،
سكتت مليا ثم نظرت لها وقالت
- أنا عارفة إنه مش وقته بس هو أنا
عاوزة اقولك
كل دا يا ماما بجد كدا كتير اوي
أردف" صهيب" جملته في
الوقت المناسب بالنسبة لها نظرت له وهي تتنهد بأنه أتى في اللحظة الحاسمة ابتسمت
بخفة ثم استقلت في المقعد المجاور لمقعد القيادة وقالت
- قل بابا اخد الدوا؟
رفع كتفيه وقال بجدية
- مش عارف
ردت " فيروز" بعصبية
وقالت
- ازاي يعني مش عارف مش قلت لك تكلمه
وتأكد عليه يأخد الدوا ويصبر نص ساعة وبعدها يأكل
قاطعها بعتذار قائلا
- أنا آسف يا ماما والله انشغلت في
المكان الجديد بتاعي وافتكرت حضرتك متابعة معاه زي كل مرة
تابع بتساؤل
- هو حضرتك ليه مش بتكلمي ؟
أجابته بكذب
- عشان تليفوني بايظ و...
قاطعها بتعجب قائلا
- بايظ ازاي وهو جديد
- أنت هاتفتح لي تحقيق؟! سوق يلا من
غير كلام كتير
أومأ لها برأسه علامة الإيجاب، نظر
لصورتها المنعكسة في المرآة كانت شاردة في الطريق، كان الصمت يسود السيارة إلا من صوت ضجيج
أفكارهم، تنحنح وقال بهدوء
- أنا فاضل لي يومين واعمل الافتتاح
ياماما
كانت " فيروز" شاردة في
زوجها الذي كاد أن يفقدها عقلها بإهماله لدوائه، انتشلهامن بئرأفكارها بصوته الذي
ارتفع قليلًا وقال
- ماما
- نعم
- بقول لحضرتك أنا فاضل يومين على
الافتتاح
ردت متسائلة بعصبية قائلة
- وأنت بقى هتعمل الافتتاح من غير
ابوك و ...
قاطعها قائلا بإبتسامة واسعة
- ودي تيجي بردو دا البوب، بابا وصل من ساعتين وقاعد مع تيتا
- بجد طب يلا بينا بسرعة دا واحشني
اوي
ردت "فيروز" بصوتٍ مرتفع
ونبرة تملؤها الغيرة
- إيه دا إيه دا إيه دا إيه اللهفة دي
؟! دا جوزي أنا ياسكر والمفروض اللي يتلهف
غليه كدا أنا مش كدا ولا إيه ؟!
ضحك "صهيب" على مشاجرة
والدته التي بدأت والتي تبدو أنها بداية الملحمة،
تنحنح وقال بجدية ليفض النزاع بينهما
- خلينا نتكلم جدا جاهزين للأفتتاح
ولالأ
- طبعا ياحبيبي جاهزين ربنا يكملك
فرحتك على خير قل لي يا صيهب أنت كدا نش ناقصك حاجة صح ؟
- أنا لسه محتاج عمال ومحاسبيين بدل
اللي سابوا المكان دول
ردت " صبا " بإقتراح
وقالت
- إيه رأيك في نوح ابن خالك محاسب
شاطر جدًا وطبعًا مش محتاجة اقل لك على
امانته عاملة ازاي وبالنسبة للعمال تقدر تعمل اعلانات وهتلاقيهم بسهولة
- والله فكرة ياصبا إيه يارأيك يا
صهيب ؟
- مافيش مانع بس تفتكروا هو هايوافق ؟!
- وليه لأ أنا هكلمه وهو مش هايرفض
طلب لعمته ابدًا.
****
تيتا فاكرة العيش اللي كنتِ بتعملي
في البيت وأنا اقعد جنبك عند الفرن وتحطي في سمنة وسكر وبعدها تحمصي في الفرن
وتديني ؟
أردفت " صبا" عبارتها وهي
تشرح بيدها ماتريده علها تُفلح في وصفه، ضحكت الجدة على حركات يدها ثم نظرت لها
وقالت بإبتسامة واسعة
- اه يا قلب تيتا فاكرة عاوزة منه يا
صبا ؟
-اه يا تيتا أنا بحبه اوي ومهما عملت
زيه مش زي اللي بيطلع من ايدك
خلاص نادي لعماتك وخليهم يجيوا
يخبزوا وأنا هقعد معاكم واعملك اللي تحبي
-وأنا يا تيتا
-حاضر يا مراد
-وانا يا تيتا
- ياسلام وأنتِ يا رُبى
أتت " فيروز ومليكة" بعد أن استدعهما والدتهم، جلستا جوارها نظرت " فيروز" للاحفاد وقالت
- خير ياولاد في حاجة متجمعين كدا ليه
؟
ردت والدتها وتحدثت وهي ترفع اكمام
جلبابها البيتي وقالت
- الولاد عاوزين عيش بلدي بالسمن
والسكر قومي هاتي الطبق عشان اعجن العجينة بنفسي و
ردت " مليكة" بجدية وهي
تنهاها عن ماتريده وقالت
- ايوة يا ماما بس أنتِ تعبانة
متقدريش تعملي دا دلوقتي وبعدين احنا ممكن نشتري
ردت "فيروز " مقاطعة
بغيظٍ مكتوم
- وبعدين احنا نضفنا وفرشنا البيت دا العيد بكرا هنخبز دلوقتي ؟!!
تجاهلت " ولاء" ثرثرة
بناتها وهي تأمر حفيدها بأن يبتاع لها الطحين المطلوب
- قوم يا نوح هات دقيق عشان نخبز اهو
على الاقل ناكل لقمة نضيفة الشهر دا بدل العيش اللي بنشتري
- عاوزة قد إيه يا ستي ؟
-مش كتير يا دوب 25 كيلو بس
-إيييه كام !!
-إيه يا واد مالك في إيه اتفزعت كدا
ليه ؟!
-ياستي هو في حد مسلطك عليا
!!
ردت " مليكة " مقاطعة ابن
أخيها قائلة بجدية
- استنى ياواد
تابعت بتحذير لوالدتها وقالت
- في إيه ياماما صحتك ياحبيبتي مش
هتستحمل تعجني الوزن دا كله وكمان مش هنلحق نخلصه
تنهدت بعمقٍ وهي تنظر لابنتها بنفاذ
صبر ثم قالت
- يابت أنا لسه بصحتي وبعدين سلطان
جوز اختك بيحب العيش دا وكمان عابد اخوكِ ياخده معاه وهو مسافر وأنتِ واختك وعمك
ريان بيحبه هو كمان يعني يادوب
ردت" فيروز" وقالت بجدية وهي ترفع الاكمام ساعديها
- خلاص يلا ايدينا في ايد بعض
وهنخلصهم إن شاء الله قبل الفجر
هتفت الجدة بصوتٍ مرتفع قائلة
- ماتقوم يا واد يانوح هات الدقيق
❈-❈-❈
بعد مرور ثلاث ساعات كاملة
كانت الجدة جالسة وسط احفادها ترتب
كل شئ قبل أن تضع الخبز ينضج، رفعت يدها
فوق عيناها قليلًا وهتفت لحفديتها وهي تضيق حدقتاها بسبب الضوء الذي يزعج عيناها
وقالت
- قومي يا رُبى قرصي العجين
- حاضر يا تيتا
ولج " نوح " بعد أن وصل
إلى مسامعه صوت الفوضى داخل المطبخ، وجدها
تزفر بضيق لعدم معرفتها بأبسط الأمور المنزلية من وجهة نظر الجدة سألها بنبرة
مغتاظة
-أنتِ بتعملي إيه ؟
-بقرص العجين
- تيتا بتقلك قَرصي يعني شكلي قطع
صغير مش اقُرصي وتعاقبي هو العجين زعلك في حاجة
نوح متتريقش أنا مش بعرف أصلا اسلق
بيضة هعرف اعمل في العجين أنا بس مش عاوزة اكسف تيتا
تكسفي ستي ونشوف واحدة بتعرف ولا
تجلطيني في الفلوس اللي بتتدلوقها على الارض يا عمتيـــي
ولجت" فيروز" وقالت بقلق
- في إيه يا نوح مالك ؟
- شوفي بنت اخوكِ قبل ما تجيب لي
السكر
بعد الشر عليك يا حبيبي مالك يا
رُبى في ايه
-أنت داخلة فين أنتِ كمان ؟
كنت داخلة اقل لك تيتا بتقل لك
هنعمل كحك وبسكويت وعاوزة تعمل 20 كيلو قُرص
و 10 غُريبة عشان محدش بيحبها غير
صهيب
لأ انا بحبها يا صبا
يبقى 15 عشان رُبى طلعت بتحبها
تصدقوا بالله كفـ ار قريش كانوا
عندهم نظرية لما كانوا بيوأدوا البنات
مالك يا نوح احنا في رمضان فك كدا
وخليك لذيذ وبعدين هي مصاريف رمضان كدا بتكون زيادة عن اي شهر في السنة
رد "نوح" بنبرة مغتاظة
وقال
- مالي إيه بس احنا م عملنا الحاجات
دي خلاص بتفكروها تاني ليه ماهو رمضان خلص
صفقت " فيروز" بيدها
وقالت بحدية وهي تنادي علي شقيقتها لتساعدها
- يلا برا لو سمحتوا بقى خلينا نخلص
مش هنفضل كدا طول الليل الساعة بقت 2 بليل وعاوزين نخلص قبل الفجر مش عارفة أنا
ستك وتحكماتها دي
بعد مرور ساعة تقريبًا
كانت الجدة جالسة وسط احفادها تغني
لهم بصوتها الجميلة قائلة
- الحلوة دي قامت تعجن في البدرية
ليرد عليها أحد احفادها بالمقطع
التالي للأغنية، خرج " نوح" من
المرحاض وهو يخرج جيب سرواله وقالت بنبرة ساخرة
- صبح الصباح فتح ياعليم والجيب مافيش
ولا مليم
ختم " مراد" الاغنية
قائلا بذات النبرة
- بس المزاج عالي وتمام روق كدا يا
أبو طلال
دوت ضحكات العائلة على مقطع ذاك
الأخير، لترد الجدة متسائلة بفضول
- مين طلال دا يا مراد ؟
ردت " نوح" وقال بإبتسامة
باهتة
- أنا يا تيتا نفسي اسمي ابني طلال
أومأت برأسها علامة الإيجاب ثم
تابعت ما تفعله دون أن تعقب على حديثه، بينما كانت " رُبى" تساعدهم دون
أن تبدى اي ردة فعل على ذِكر هذا الإسم كان يظن أنها ستنتبه له بعد اخبرهم لمن
يعود هذا الإسم، ياليته يذكره من الأساس
حتى لاينبش في جروحه قاربت على الالتئم، ولج غرفته ومشط خصلات شعره الطويلة، ثم
غمر جسده بالعطر ذو الرائحة الهادئة، خرج
بعد عدة دقائق وقف أمام جدته وقال بهدوء
- تيتا أنا هاروح اشتري الفاكهة بتاعت
العيد عاوزة حاجة غير اللي قلتِ عليها ؟
نظرت الجدة حولها باحثة عن حافظة
الخاصة بها وقالت
- المحفظة بتاغتي كانت هنا راحت فين ؟!
ردت " رُبى" وهي تأكل
الخبز بالسمن والسكر وقالت
- اهو ياتيتا جنبك
التقطته من يدها ثم فتحته لتخرج
النقود، مدت يدها وقالت
- خد غير الفلوس دي عشان العيدية و
ولج " عابد" وقال
بإبتسامته الواسعة
- خليها معاكِ يا ست الكل أنا جبت لك
فلوس العيد
وضعها في حافظة النقود بينما ربتت
والدته على كتفه وقالت بحنو وحب
- إن شاء الله يارب ما تحرم منك يا
عابد ولا دخلتك وكرمك عليا
- كرمي !! هو فين كرمي بس دا يا أمي
دا مايجيش بعد خيرك وبركة دعاكِ ليا
وقف عن مقعده وبدأ في توزيع النقود
للجميع، حتى" بيجاد" بحث عنه حتى وجده في المطبخ يصنع لنفسه قدحًا من
القهوة، وضع ورقة من فئة المئة جنيهًا في جيب منامته الجديدة وقال بإبتسامة واسعة
- كل سنة وأنت طيب يا سيادة الرائد
لم يتوقع " بيجاد" معاملة
عمه التي لم تتغير رغم تغيره هو شخصيًا مع خطيبته السابقة، رغم محاولات والده
وأخيه إلا إنه طوى صفحتها للأبد، بعد أن اهانته أمام الجميع، خرج " عابد" بعد أن طلب منه قدحًا من
القهوة في الخفاء بعيدًا عن أنظار زوجته و تحكمات ابنتيه، جلس جوارها وأخرج لها
ورقة من فئة المئتان جنيهًا وقال هامسًا وإبتسامته لا تفارق شفتاه.
- كل سنة وأنتِ عيدي
تناولتها منه وقالت بذات النبرة وهي
تتشبث في ذراعه بقوةً محذرة إياه
- لو قمت من مكانك هعلي صوتي واقول
لولادك إني اخدت عيدية أكبر منهم كلهم وإنك كل سنة بتعمل كدا، خليك جنبي وسيبك من
القهوة خلينا نعيد بسلام
رد " عابد" بنبرة استعطاف
علها تسمح له
- يرضيكِ ابقى منكد طول الليل وريحة
القهوة مجنناني ؟!
- اه يرضيني ممكن ابقى اعمل لك أنا
فنجان ونقسمه سوا بليل في السهرة إنما...
قاطعها " بيجاد" وهو يقدم
له القهوة، تناولتها منه وقالت بإمتنان
- متشكرين يا بيجاد ريحتها تحفة
كانت تحتسي القهوة بسرعة رغم
سخونتها حتى لا ينتهز الفرصة ويسرقها كعادته،
تركت له رشفة صغيرة ناولتها له وقالت
- كفاية عليك دول خدهم واحمد ربنا إني
مش هقول لولادك
- لا وعليه كرمك يا بنت الأكابر مش
عاوزها خالص
تجرعت آخر ما في قدح القهوة وقالت
- احسن بردو هي أصلا مش حلوة ليك
مشاكسات ومزاح يختمه بعناقًا
دافئ، الجلوس مع عائلته في هذا اليوم من
كل عام، يُعني له الحياة من جديد حقا، كره
الغربة والإبتعاد عن العائلة بسبب عمله يويد أن يوفر لابنائه حياة كريمة، لايهم
أنه يدفع حياته مقابل هذه الحياة يكفي أن ابنائه في سعادة .
في
مساء اليوم الأول من عيد الفطر،
كان "أدهم"
يلج ومعه طفلة صغيرة على مشارف
عامها التاسع، فتاة تملك من الجمال قدرًا
عالِ، وقف أمام الجميع وقال بثقة لا يعرف
من أين أتى بها
- شاهيناز ادهم الأنصاري، بنتي
الصغيرة وكانت عايش ما بين اليونان والمانيا.
ذهول ودهشة شديدان اصابت العائلة
بأكملها، غادر " ساجد "
و"تاليا" خلفه تحاول ايقافه
لكنه لا يبالي لندائها أبدًا، أما أبيه
جلس يسرد لهم ما حدث له
- اتعرفت على چوليا مامت شاهيناز من
حاولي تسع سنين، كنت بشتري المكن الجديد للمصنع،
كانت في حفلة عاملها واحد صاحبي، هي يونانية وعايش في المانيا كانت بتشتغل عارضة أزياء
رد " ريان " بسخرية وقال
- فرحة قلبي رايحة تتجوز يونانية
؟! وشغالة عارضة أزياء كمان
قاطعته " جميلة " بعصبية
قائلة
- اصبر يا ريان خلينا نشوف حصل إيه ؟!
رد " ادهم" وقال بهدوء حد
البساطة
- محصلش حاجة ياماما اتعرفنا على بعض
وعرضت عليها الجواز وهي وافقت كل دا في حاولي شهرين، رحنا اليونان عشان نتجوز عند
أهلها وهناك عرفت إن مامت ساجد عملت حادثة هي ومرات عدنان الله يرحهمهم وماتوا،
رحت المطار عشان احجز اول طيارة ملقتش، غير بعدها يومين، المهم رجعت على مصر ومشيت
في إجراءت الجنازة والدفن وانا بسأل نفسي اقول ايه لساجد اقل له إني متجوز يوم
وفاة أمك !! ولا افضل كاتم على الخبر هكتم عليه لحد إمتى اسئلة كتيرة جت في بالي،
عدا شهرين عليا معرفش عدوا ازاي وبعدها سافرت المانيا تاني وعشيت معاها حاولي ست
شهور
- وهي دي الشغل المهم اللي متعلق
وبتخلصه كل ما بسألك راجع إمتى صح ؟!
- بابا ارجوك أنا مش متحمل كلام بجد
أنا بالعافية عرفت امسك نفسي عشان اعرف ساجد إن له اخت تانية
- كمل يا آخرة صبري كمل
- المهم چوليا عرفت إنها حامل هي كانت
قلقانة في الأول لكن أنا طمنتها و
- يا حنين وطمنتها ازاي بالالماني ولا
اليوناني ؟!
- وبعدين بقى ياريان ما تسيب الواد
يكمل ؟!
- اديني خرست كمل يا اخويا
- كانت مشاكل حملها بتزيد يوم بعد
بيوم لحد يوم الولادة ولدت وبعدها بساعات
توفت، معرفتش اعمل إيه اجيبها هنا ولا
اسيبها هناك لحد ما قررت إن اخليها مع جدها وجدتها، ولما جدتها توفت وهي عندها خمس سنين وبعدها جدها دخلتها مدرسة داخلي في المانيا
وكنت بزورها مرة كل ست شهور وبعدها بقت كل سنة في شهر رمضان
- يا حبيبتي البت طلعت يتيمة ؟!
- يا حنينة دا اللي فارق معاكِ !! مش فارق معاكِ إن رمى
بنته في مدرسة داخلي
تابع " ريان" حديثه بنبرة
مغتاظة وقال بغضبٍ شديد
- وأنت يا أخي جنــ س ملتك إيه ؟!
ترمي عيلة عندها خمس سنين في مدرسة في بلد غير البلد وتزورها مرة كل سنة أنت جايب
الجبروت دا منين يا واد أنت ؟!!
شاح" أدهم " بوجهه تجاه
النافذة، ثم عاد ببصره وقال بضبٍ مكتوم
-اعمل إيه يعني اجيبها فين واضمن
منين إن ساجد هيقبل اخته ولا ....
رد" ريان" بعصبية شديدة
وقال
- إن شاء الله عنه ما وافق ولا وقبل
هو بمزاجه ؟!
بنتنا احنا الغرب يربوها وفي الآخر
تترمي في مدرسة داخلي ؟! ليه عدمت ابوها
ولو عدمته أهل أبوها موجودين
ختم حديثه بإنفعال وقال
- طول عمرك مقرف ومتعب، تعمل الغلط
وغيرك يدفع تمنه، تعمل العاملة وتسيبها وتجري وتقول مليش دعوة ومطلوب مننا إننا
نلم بلاويك ونقول عيل وغلط بس أنت لا عيل وغلط ولا أنت بتعمل بلوى والسلام دي
إنسانة من دم ولحم هاتظلمها في الدنيا .
ربتت" جميلة" على كتف
زوجها وقالت بهدوء عله يهدأ قائلة
- اهدأ بس يا ريان صحتك مش كدا
تابع بذات النبرة متسائلة
- قل لي يا أدهم أنت إيه اللي خلاك
تجيبها مصر وتحديدًا دلوقت ؟
- بنتي كبرت يا ماما، ومل شوية تسأل
عن أهلها أنا كلمتها عنكم كتير وهي بقت مشتاقة تشوفكم كل يوم والتاني تطلب مني
إنها تكلمكم حتى في التليفون فجأة بنتي بقى عندها 9 سنين وكام سنة وتبقى في
الجامعة ومش عارف وقتها أنا هابقى عايش ولا ميت قلت اجيبها تتربى وسط عيلته ومع
اخوها في مصر
وقف " ريان" عن المقعد
وهو يتحامل على نفسه مرددًا بنبرة ساخرة وقال
- لأ ونعم التفكير جابها قبل ما يموت،
ياريتك مت يا اخي وريحتنا من همك وبلاويك
ردت " جميلة" بلهجة
المعتذر وقالت
- متزعلش يا أدهم يا حبيبي أنت عارفه
لما بيقفل يبقى يلا السلام حتى أنا مبعرفش اتعامل معاه، معلش يومين ويروق وترجع
المية لمجاريها والدنيا تبقى تمام، اطلع أنت بس غير هدومك ويلا عشان نتغدا
في بهو الفيلا من الجهة الأخرى كان
" سليم" جالسًا خلف ( البيانو ) يعزف مقطوعة من أفضل أغاني مطربه
المفضل، جذبها حلاوة عزفه قادها فضولها
نحوه لم تفهم لمن هذه المقطوعة لكن اعجبتها كثيرًا، دارت حوله وهو يعزف تابعها
بأعين دهشة وهو يرأها تتراقص بليونة ويسر وكأنها راقصة باليه محترفة، انضم صوته
العذب لهذه الحفلة قائلا بهدوء
- جانا الهوى جانا ورمانا الهوى رمانا
لم تفهم هذه الكلمات لكنها اعجبت
بصوته كثيرًا، توقفت ما أن توقف عن العزف، تمتمت باليونانية لأنها هذه لغتها الأم
- لماذا توقفت ؟! عزفك رائع حقا
فرغ فاه " سليم" ما أن
وجدها تتحدث اليونانية بطلاقة وهي في عمر التاسعة وهو بلغ الحادي والعشرون من
عمره، هز رأسه وحدثها بالانكليزية عله يجد
لغة حوار مشتركة لكنها فعلت ما فعله هو ما إن استمع لحديثها باليونانية، ولج والدها وقال بإبتسامة واسعة وهو يضع يده
على كتفها
- شاهي بتتكلم يوناني والماني لسه
متعرفش تتكلم انجليزي كويس بس أنا بدأت اعلمها مصري شوية ومع الوقت هتتعلمه كويس
اكتفى " سليم" بالإبتسامة
بينما جذبت " شاهي" يد والدها واخبرته بجانب أذنه عن ما حدث منذ قليل
نظر لابن أخيه وقال
- هو أنت كنت بتغني إيه يا سليم ؟
- عبد الحليم حافظ، جانا الهوى
نظر " ادهم" لابنته
واخبرها بإسم الاغنية التي كانت تريد أن تعرف اسمها، أومات برأسها علامة الموافقة وجلست على أقرب
مقعد، بدأت تبحث عن اسمه في موقع التواصل، علمت عنه كل شئ بدأت تستمع لأغانيه رغم
أنها لاتعرف العربية جيدًا لكنها اعجبتها كثيرًا .
أتت الخادمة واخبرتهم بأن وجبة
الغداء جاهزة والجميع في إنتظارهم، التفوا
حول المائدة في انتظار " ساجد وتاليا"
الذي أتى بعد توسل شديد من جده وجدته،
جلس مقابل اخته غير الشقيقة
ينظر لها لا يعرف إن عليه أن يعترف
بها أم ينبذها ويرفضها، أما هي كانت تنظر لهم وكأنها في متحف من متاحف الشمع كل شئ
هنا يحتاج للمسة فنية
من يدها حتى ذاك الذي يطالعها ولا
تعرف لماذا يطالعها هكذا، اعادت خصلات
شعرها الذهبي خلف أذنها ثم تناولت مافي يدها،
نال اعجابها كثيرًا، تمتمت بالالمانية علهم يفقهون حديثها هذه المرة وقالت
- إنه لذيذًا حقا يا أبي، من الذي صنعه اودأن اشكره بنفسي
- إنها جدتك جميلة عزيزتي هي من تصنع
لنا الطعام ولكنها لن تفهم الالمانية
أومأت " شاهي " علامة
الإيجاب ثم وقفت عن مقعدها متجهة نحو جدتها " جميلة" مالت قليلًا وطبعت على خدها الأيسر قُبلة
خفيفة، ثم ضمت كفيها أمام صدرها هذه هي الطريقة الوحيدة التي
استطاعت بها أن تعبر عن شكرها، ابتسم
" ريان"
وهو يرَ طفلة جميلة بشوشة تعبر عن
اعجابها بأبسط الاشياء في نظرها لكنها تترك أثرًا عميق داخل قلوبهم، عادت لمكانها
وقبل أن تكمل طريقها
اصطدمت بأخيه فتأواه بصوتٍ عال
رُبما ليعبر عن الثورة التي اشتعلت بداخله، تراجعت قليلًا لتصطدم بصدر " سليم" التفت وهي ترفع كفيه
وعلى وجهها حزنًا كبير مما سببته لكلاهما،
ردة فعل " سليم" معاكسة تمامًا لردة فعل أخيها.
ابتسم ولم يصرخ كما فعل ابن
عمه، عادت ببصرها لأخيها وقالت بالالمانية
- اعتذر منك لم
رد " ساجد" بصوتٍ عالٍ
ذات اللكنة وقال
- لا داعي للاعتذار فأنا لا اريد منكِ
أي اعتذار، كل ما أريده أن تغربي عن وجهي فحسب
اغروقت زرقة عيناها بالدموع وقالت له بنبرة متحشرجة
- حسنا يا أخي، اعتذر مرةً اخرى
تركت الطعام وغادرت إلى
الحديقة، لأنها حتى الآن لا تعرف أين هي
غرفتها، صرخ الجد والجدة في وجه حفيدهما
عن ما بدر منه، على ما يبدو أنه قام بطردها واكد لهما هذا والدها عندما طلب من " ريان" ترجمة ما قاله
" ساجد" وقف الجد عن مقعده متجهًا حيث تلك المسكينة، بحث عنها حتى وجدها جالسة على الأريكة
الخشبية، جلس جوارها في حالة من الصمت
دامت لمدة لا تقل عن عشر دقائق، نظر لها
وحاول أن يخفف عنها حزنها ولكن لايوجد بينهما لغة مشتركة، فقرر أن يفعل نفس مافعلته هي منذ قليل، ربت على
ظهر يدها ثم تناولها وطبع قبلة حانية عليها،
نظرت له وتسألت بالالمانية قائلة
- لماذا هذا معي أنا اعتذرت عن ما بدر
مني لماذا لم يتقبل اعتذاري ؟!
رد" ريان" بنبرة حائرة
وقال
- والله يا بنتي ما فاهم بتقولي إيه
بس واضح إنك بتسألي ليه ساجد عمل كدا صح ؟
نظرت له ولم تبدى اي ردة فعل لأنها
لم تفهم ما يقوله جدها، لكنها اكتفى
بالصمت قليلًا، ثم قالت بالمصرية غير
السليمة
- هي ليه بتعمل كدا
- هي مين قصدك ساجد اخوكِ ؟
- اه هي ساكد
- لا اسمه سـ ا جــد بالجيم مش الكاف
- يعني إيه ؟
- لا دا أنتِ ليلتك طويلة بصي تعالي
نعمل مع اتفاق أنا اعلمك المصري وأنتِ تعلميني الالماني عشان يبقى في لغة حوار
مشتركة ومتخافيش ياستي مش هاخد منك فلوس كتير و....
ردت " شاهي" ضاحكة وهي
تحدثه بالمصرية بطلاقة قائلة
- وأنا بقى اخد منك كام إن شاء
الله ياجدو ؟
رد " ريان" بنبرة حائرة
قائلا
- وبعدين بقى في اللي مش عارفين
نكلمها بأي لغة دي !!
تابع بتساؤل وقال
- أنتِ يا بنتي مش كنتِ مش عارفة
الفرق بين الجيم والكاف ؟! ازاي بتعرفي
تتكلمي مصري كويس كدا ؟!
اجابته ببساطة وقالت
- سولي علمني اتكلم مصري
- سولي مين قصدك الواد سليم ؟!
- لأ قصدي سلطان
- أنتِ تعرفي سلطان
- ايوة سلطان وفيروز وكمان صهيب بس مش
بشوفه كتير اوي عشان دايمًا مشغول
- طب ولما أنتِ بتعرفي تتكلمي مصري
مطلعة عيننا من الصبح ليه وبتتكلمي لغتين
احنا مش عارفينهم ؟!
- مافيش بس أنا بتكلم كدا لأني بقالي
مدة طويلة في المانيا لكن لما بشوف حد مصري بتكلم زي يعني موضوع تعود مش أكتر
ضحك " ريان" وقال بدهشة
- والله أنتِ اللي موضوع
!!
تابع بجدية قائلا
- على العموم كويس إنك بتعرفي مصري
اهي لغة بلدك ونقدر نتكلم بيها براحتنا، يلا بقى تعالي ندخل جوا ونكمل اكلنا
- لأ أنا شبعت الحمد لله، انا عاوزة
اروح اصلي العصر عشان اتأخرت
- صلاة العصر ؟!
- اه فيروز علمتني الصلاة وعلمتني
شوية صور من القرآن الكريم بس لسه هكمل الباقي
- أنتِ قعدتي عند سلطان قد إيه ؟
- حاولي ست شهور كان بابا هنا في مصر
رد" ريان" بوعيد بصوتٍ
خفيض
- ماشي يا سلطان لما اشوفك
تنحنح وقال بجدية
- طب يلا ندخل جوا
❈-❈-❈
بعد مرور يومين
علم الجميع بوجود " شاهيناز
ادهم الأنصاري"
بل ورحبوا بها واعترفوا بها إلا
أخيها، مازال يتجنب وجودها وهي أيضا تعلمت
أن المكان الذي لايريدها احدًا فيها لا تقحم نفسها فيه ولا تزعج الآخرين، كانت تملك حيوية ونشاط
تكفي عالم بأسره، تركض هنا وهناك تسمع الموسيقى وتعشق رقصة
الصالصة وفي وقت فراغها ترسم في مرسم " سليم" الذي بدأت تعلمه اللغة
الالمانية ويعلمها ايضًا اللغة العربية حتى الآن لايعرف إنها تتحدثها بطلاقة، اخفت هذا السر والوحيد الذي يعرفه هو جدها فقط،
إن علم والدها أنها تتعلم العربية سوف يغضب كثيرًا وهذا لا تريده على الأقل في
الوقت الحالي عندما تحدثت معه في السابق بلغة مصرية حدثها قليلًا ثم نهرها وهي حتى
الآن لا تعرف ما السر المفاجئ الذي جعله يأمرها بعد ممارسة هذه اللغة، لذلك يجب أن
تتعلمها كتابة وقراءة حتى تعرف ما الذي يحوي صندوق أبيها الذي يخفيه في
المانيا، رغم صغر سنها إلا إنها تفاجئ
الجميع بافعالها، على العكس تمامًا في
بلدها يرون أن تفعل أقل من الطبيعي فهناك يجعلون الأطفال تعتمد على انفهسم حتى لا
يحتاجون لأحد، أما هنا يظل الطفل مدلل حتى في سن الشباب وهي تقصد بكلامها هذا (
سليم) مرت أيام العيد على خير دون أي خلاف
بين " ساجد وأبيه" تجاهل تام منه ويقدر هذا والده، وفي أحد الأيام كانت " رُبى" في
زيارة للعائلة قررت المبيت وليتها لم تفعل ذلك،
فكان " سليم"
يقف على اطرافه يحاول أن يثبت
اللوحة الجديدة على أحد جدارن البيت، خرجت
"
شاهي " وقامت بهز المقعد بينما هو صرخ وهو يقول
- يابت مافيهاش هزار هقع على
السلم يابت منك لله يا شـــاهي
سقطت من على المقعد ليصطدم بجسد
" رُبى" ليدحرج جسدهما على سلالم الدرج، وضعت " شاهي" يدها على وجهها ثم ركضت
تجاه غرفة جدها وقالت ببراءة كأنها لم تفعل شئ
- سليم وقع من على السلم وتقريبا كدا
وقع رُبى ياجدو
- نهاره مش معدي أنا مش قلت مايعلقش
اللوحة المشؤمة دي هنا
سارت خلفه محاولة كبح ضحكاتها بينما
وقف الجد هلف السور الحديدي وقال بصوته الغاضب
- أنت يا ملعون أنت إيه اللي أنت
عملته دا
ردت " ربى " وقالت بصراخ
- يا جدو احنا في إيه ولا إيه مش تشوف
رجلي اللي انكســ رت دي
لوحت " شاهي" بيدها لـ
سليم بينما هو اغتاظ منها وقال بتأواه
- والله ما في ملعون في البيت دا غير
العقربة اللي جنبك دي يا جدي
نظر للصغيرة وجد ملامحها تبدلت في
ثوانٍ معدودة لتمتم بالالمانية قائلة
- لماذا سليم يفعل مغي هذا يا جدي هل
أن اذنبت في شئ
ضمها لحضنه وقال بالالمانية الضعيفة
التي بالكاد تعلمها لكنها فهمتها
- لا يا عزيزتي فهو مختل، معتوه،
ودائمًا يتسبب في الكوارث
ضربت " ربى " "
سليم" في كتفه وقالت بغيظٍ ممزوج بالالم
- عجبك كدا يابارد آآه
- وأنا مالي أنا ياست مش العقربة اللي
فوق دي هي السبب
بعد مرور ساعة تقريبًا
تم نقل كلامن " رُبى وسليم
" وأيضًا " شاهي"
بعد سقوطها الذي أتى دون أن تنتبه
وهي تهبط الدرج، تم عمل اللازم للفتاتان
اما " سليم" ظل جالسًا في السرير المجاور يتأواه وهو ينادي لجده قائلا
- يا جدو والله أنا من العيلة، هات لي
دكتور يشوف رجلي مالها ؟
رد " ريان" وقال بغيظٍ
مكتوم
- أنت هتروح تجبس ايدك الاتنين ورجلك
الشمال اخرس بقى لحد ما الأوضة تفضى
- بقى مستشفى طويلة عريضة مافيهاش غير
اوضة واحد بس
- لأ فيها بس أنا قلت لهم يهتموا بـ
ربى وشاهي الأول
- وأنا يا جدي ما هو أنا كمان حفيدك ؟!
- يا شيخ اتلهي هاتفيدني بإيه أنت طول
عمرك مابيجي من وراك غير وراك وجع القلب
يتبع..