-->

الفصل الحادي والعشرون - عقوق العشاق

 




الفصل الحادي والعشرون




صاحبك اللي لسه واكل معاه عيش وملح و بيشكر فيك دا عاوز يلبسك قضية زنا عشان  يشطب اسمك من النقابة و يخلص مني في ضربة واحدة طبعا مش مصدقني صح ؟

 

حاول " مراد" ابعاد السكـ ين عن عنقه وهو يتراجع بحذر لكنها تقترب كلما حاول هو الابتعاد رد وقال بتوجس من جنونها

- لأ ازاي مصدقك طبعا

 

تجاهلت غبائه و عدم تصديقه و قالت بهدوء مريب

عارف اوضة النوم اللي ورايا دي فيها إيه؟

 

ابتلع لعابه بصعوبة قائلا

- فيها ايه ؟

- فيها نجفة و النجفة فيها كاميرا حلوة حديثة كدا عشان يصورنا

- طب طب ابعدي بس السكـ ينة عشان نتفاهم

- لأ يا حبيبي مافيش وقت للتفاهم أنت هتعمل اللي هاقل لك  عليه  ولا ارقع بالصوت واقول دا ساب صاحبه ينزل و حاول يعتد ي عليا و احقق امنية صاحبك

- ليه بس يا ست البنات دا أنا كنت بقول عليكِ ربنا مكملة بعقلك

- أنا ست البنات صح ؟

- طبعًا

- وستك ؟

- وستي وتاج راسي كمان يا سلام

- لا يا خفيف اقصد ستك ولاء  ولا مامتك الست المحترمة رأيها إيه لما تعرف إن حفيدها المحامي المحترم اتمسك في قضية زنا

- يالهوي دا أنا هبات في الشارع وهدور ابوس على جزمة كل واحد منهم عشان يسامحني

 

طب و إيـ....

 

لم يتركها تكمل عرضها و بحركة مباغتة منه تبدل الوضع و اصحبت هي جالسة على المقعد، ثبت نصل السكـ ين نحو عنقها رغم المعافرة لتفك قيدها إلا إنها فشلت،  ربت على خدها و قال بشماتة واضحة

- ارقعي بقى بالصوت وقولي اللي نفسك في لو عاوزة  ياحلوة

 

دار حولها لثوانٍ معدودة ثم جذب مقعد وجلس بطريقة عكسية للطريقة الصحيحة ثم قال بهدوء،وهو يمرر نصل السكـ ين على لحيته

- قولي لي بقى جوزك عاوز يعمل كدا ليه ؟

- ماقلت لك عاوز يشطب اسمك من النقابة

- اممم و ايه اللي يثبت

- عندك الكاميرا روح شوفها

- بتعملي معايا كدا ليه ؟ هو اللي بعتك ؟

- يا عم أنت وقعت قدامي صدفة بعدها هكرت حساباتك و فضلت اكلمه على إنه أنت

- ايوةاشمعني انا ؟

- بقولك ايه سيبك من كل دا في واحد في الدنيا  يسيب مراته مع راجل غريب حتى لو كان صاحبه ؟

هاتي اللي عندك وبعدها اقرر

هو ظلمني و جه عليا و أنا برد حقي مش اكتر

- خد منم ايه فلوس ؟

لا أنا رجعت فلوسي حتى الشقة رجعتها تاني باسمي 

- ودي عملتيها ازاي دي ؟

- حبست ابوه في دار مسنين وقلت له رجع لي حقي مقابل اطلع لك ابوك

- وبعدين ؟

- ولا قبلين رجع كل حاجة و طلق مراته و رمى لها هدومها من الشباك

- و لما كل حاجة رجعت لك يبقى فين الظلم ؟

- لأ ما هو انا هرفع عليه قضية طلاق  واقول انه مجنون وملوش أمان فالمحكمة تحكم بالنفقة وكل مستخقاتي المادية  

ايوة بس انا مش محامي احوال شخصية و معرفش حاجة عن الموضوع دا

مش مهم تعرف قوم لي محامي يعرف

وأنا مالي بالحوار دا اصلا

مالك و نص ماهو لو أنت ماوكلتش محامي يشوف قضيتي هتشوف أنت محامي لنفسك في قضية الزنا

 

ايوة بس دي محتاجة شهود دي مش حاجة كدا وخلاص

يابا الشهود موجودين والفيديو متصور معاك محامي يترافع عنك و لا اجيب لك من عندي ؟

أنتِ طلعتي لي منين يا بت أنتِ

الظلم حرام وعشان أنت واد محترم ها خليك تشيل قضية واحدة انما لو ها تقل معايا يبقى حضر لسبوع ابنك اللي اتولد اول امبارح العصر

ها نخليها قضية طلاق ونفقة و لا اثبات نسب

ولو قلت لأ ؟

من حقك تقول لأ و تعترض  وكمان من حقي ارفض اعتراضك يا ابو العيال

 

عادت ليلي من بئر أفكارها وهي تعيد ذكرياتها مع مراد كيف تقابلت معه وكيف كان اللقاء،  الإبتسامة لاتفارق شفتاها وهي تتذكر جميع تفاصيل لقائتهما

تنفست بعمق ثم تناولت قدحًا من الالقهوة الساخنة  عادت تتذكر  أولى جلستهما بالمكتب الخاص به

رغم غرابة ما حدث إلا إنها تعشقه حقًا.

 

كانت جالسة جواره تقرأ كل كلمة يكتبها لم تعد تثق بأحد حتى أقرب الناس إليها لم تعد تثق بهما ماذا عن رجل عرف ما ماحدث لها ولم يساعدها عذرًا كيف ينقذها وهي زجت في الحبس هو الآن يساعدها دون المطالبة لازهي من ضغطت عليه هي تتذكر هذا جيدًا،  كان يزفر بين الفنية و الأخرى بعد أن نفذ صبرهزمن وجودها يشعر بالاختناق  لم يعتاد على وجود أحد وهو يضع معلوماته السرية في قضاياه،  لكزته في كتفه وقالت

- اكتب كمان إنه فرج عليا الناس و ضربني جامد لحد ما كنت هاموت

 

ابتسم لها إبتسامة مزيفة وقال

- اي كلمة بنكتبها لازم عليها شهود اهدي بقى

- يابا انا عندي شهود إن أنا لسه متولدتش اصلا اكتب أنت و ملكش دعوة

- اكتب ايه هزور يعني على آخر الزمن هزور الشهادة ؟

- أنت ها تكتب ولا ابعت الفيديوهات لستك وأمك واخليهم يعرفوا مين هو المحامي المحترم

- عندك شهود بإن جابك من شعرك من على السلم ؟

- لأ يا عم الظلم حرام بلاش افترا اكتب انه راح ورايا المستشفى وكمل عليا ضرب والممرضات بعدوا عني بالعافية

- طب و

- متقلقش عندي بردو

 

بعد مرور خمس دقائق  نظرت لشاشة حاسوبه النقال قامت بجذبه تجاهها لتقرأ جيدا هتف"مراد"  بحدة قائلا

- ياولية عاوز اشوف شغلي اخلصي

- أنت كاتب انه رماني الفجرية أنت بتجود ؟

- ايه محصلش وانا المفتري عليه ؟

- لأ محصلش بس عندي شهود بتقول إنه حصل واكتب إنه فوق كل دا إن الجنين اللي بطني  نزل

- أنتِ كنتِ حامل ؟

- لأ يابا أنا كتبت كتابي بس، بس هو افترا عادي يعني

- ها يعرضوكِ لطب الشرعي لما يطعن في الاتهام دا و يكشفوا إنك لسه بنت، لمي دورك و أنا هاظبط لك عريضة الدعوة متقلقيش

- خلاص بس قبل ما تعمل أي خطوة عرفني

- اكيد

 

عادت من بئر ذكرياتها إثر صوت رنين هاتفها المحمول نظرت له وجدت اسمه يضئ شاشتها

تناولته في لهفة ثم ضغطت على زر الإجاب وقال

- مساء الهنا على حبيبي أنا،  اه لسه صاحية يعني بفكر شوية ياه يامراد  أنت كمان بتفكر زيي انسى  ازاي بس حاجة انسى اسعد أيام حياتي وانسى إن على ايدك اتولدت من جديد ؟  نتقابل بكرا هتيجي هنا ؟ بردو مستعجل و عاوز نقدم معاد الفرح مش كدا ؟!  ياحبيبي  احنا بقالنا ست شهور بس مخطوبين عارفة إنهم كتير عليك بس مامتك طب خلاص تعال كلم عمي و اللي يقول عليه هو اللي يمشي ماشي مع السلامة ياحبيبي .

 

 

 

تنهدت ليلي بعمق وهي تنظر لسقف غرفتها،  لاحت إبتسامة واسعة على ثغرها نامت على جانبها الأيسر ثم قالت بخفوت داعية ربها بأن يمرر خطبتها على وأن والدة مراد تمرر تحكماتها و شروطها  البغيضة على خير،  تذكرت عمها فـ نهضت مسرعة بخفة ورشاقة بعد إنقاص وزنها بشكلٍ ملحوظة بعد خضوعها لحمية قاسية قبل موعد زفافها،  طرقت باب حجرة أبوالغالي ثم ولجت بعدها كان يضع كتاب الله جنبًا بعد أن ختم ورده اليومي،  جلست على ركبتها أمامها ثم بدأت في الحديث بنبرة متلعثمة قائلة

- عمي أنا عاوزة أأ

 

ابتسم العم وقال بنبرته الحانية

- عارف يا ليلي عاوزة تقولي إيه،  أنا ماعنديش مانع نقدم الجواز واهو خير البر عاجله

 

 

ردت متسائلة بنبرة غلفها الحزن

- طب واخواتي بردو مش هايحضروا الفرح ؟

- بصي يا ليلي يا بنتي أنا عرفت اخواتك وقلت لهم كل خاجة وكمان رحت مع مراد لحد عندهم وهما اللي في دماغهم في دماغهم عاوزينك ترجعي لجوزك الأولاني بس أنا طبعًا مش راضي مش عشان مراد خطيبك لأ عشان جوزك الأولاني ملوش أمان و نصيبك اتقطـ ع معاه لحد كدا، احنا بابنا مفتوح و الله عاوزين يحضروا اهلًا وسهلًا مش عاوزين في ستين سلامة .

- كان نفسي يبقوا حواليا زي أهل مراد عشان ميحسوش إني مليش أهل وإن ليا عزوة وسند

- معلش يا بنتي ربنا يعوضك خير عنهم للأسف اخواتك عاوزين لك الشر بس ربك رايد لك الخير .

 

--

 

بص ياعمي أنا قادرة اني اضربه وابهدله واخلي اللي مايشتري يتفرج عليه بس مش راضية اعمل كدا ليه

 

أردفت صبا عبارتها لتشكو من ذاك المجذوب الذي يظن نفسه في المانيا يفعل ما يحلو له دون أن يردعه أحد،  جلست صبا وهي تضع القهوة الساخنة على سطح المنضدة الزجاجي،  نظرت لـ سلطان بنظراتٍ جادة صارمة خالية من أي شفقة ولا رحمة .

 

سألها بهدوء البساطة

- ليه يا صبا

- عشان أنت راجل زي السكر و عشانك انا عديت الموضوع لكن متوصلش بي الوقاحة انه يدخل أوضتي الساعة 3 الفجر يصحيني عشان  احضر له الأكل بتاعه فين ؟ و ليه !! هو أنا كنت مراته و أنا معرفش أنا بابا لو عرف اللي حصل هايبهدلني

 

وضع سلطان قدح القهوة الفارغ على سطح المنضدة وقال بهدوء مؤيدًا حديثها

- لأ فعلا صهيب غلطان معلش ياصبا لما يجي انا هبهدله

- ومعلش يعني هو كل اللي راح المانيا و لا اتولد فيها قليل الأدب طب ما أنت اهو ياعمي بسم الله ماشاء عليك قمة الأدب والاحترام

-ربنا يعزك ياصبا حقيقي مش عارف اقل لك إيه

 

خلاص كل اللي في قلبه حاجة عن ابني قالها !!

ولا لسه في حاجة ؟

 

قالتها فيروز وهي تلج حاملة بين يدها صحن من الحلوى ناولته لزوجها بيد و بالأخرى ضغطت على كتفه بغيظٍ شديد.

 

-في ايه ياعمتي مش بنقول الحق وابنك لازم يتربى ولا عجبك يعني اللي بيعمله دا !!

- حوش يابت الادب اللي أنتِ في

- أنا يا عمتي مش محترمة

-ايوة بتقولي لي يا فيروز من غير عمتي

-أنااا

-ايوة انا فاكرة لما كنتي صغيرة وبتجري علياوأنتِ عندك 5 سنين  وتقولي يا روز

 

قاطع هذه المشاجرة التي لن تنتهي ما لم يتتدخل أحدهم فقرر أن يتولى هو هذه المهمة وقال

- بصي يا صبا

-نعم ياعمو

-دا قلب أمه مينفعش أبدًا تغلطي في و لا تتكلمي عنه دا دلوع مامي دا،  يعني لو بس اتكلمتي عنه جبال كلام جميل وقلتي عليه حرف واحد غلط هتقلب عليكِ  و تنسى انك بنت اخوها دي بتنسى اني أنا جوزها تخيلي هتعمل ايه فيكِ

لأ انا عنيفة معاه أنا ببهدله اوي أنت متعرفش انا بعمل إيه معاه جوا عقلي

 

رد سلطان ساخرًا من حديثها وقال

- طبعا طبعا !!

 

--

 

بعد مرور  عدة أيام

ولجت صبا وهي تبحث عن والدها، فهو ملجأها الوحيد من بين براثن أختها،  وجدته في شقة الجدة يتحدث معها، جلست وهي تكاد تبكي من فرط غيظها الشديد سألها بهدوء قائلا

- يابت اشرحي لي واحدة واحدة إيه اللي حصل ؟!

- بص يابابا أنا قلت لها خلاص ياربى عشان أنتِ اختي وتوأمي هاسيب لك في طقم هعمله 200 جنيه مصري وقلت اتعامل معاها بالمصري واحنا اخوات كدا أنا غلطانة ؟

- لأ خالص يا صبا اومال فين بقى المشكلة ؟!

المشكلة يابابا ياحبيبي إن انا الحمد لله ربنا وسعها عليا وشغلي بدا يسمع ومحتاجة لمخزن عشان احط في حاجاتي قلت لها ياربى أنا هاخد منك الاوضة دي بما إنها فاضية وهادفع لك ياستي اللي تطلبي 

قالت لي عاوزة 5الف

5الف جنية ليه ياربى كتير في دي ملهاش حق

جنيه  إيه بس يا بابا دي طلبتهم استرليني قال إيه اصل الاتفاق بيتم ع حسب الدولة اللي أنا فيها أنت

 

خلاص أناهتكلم معاها  لما تيجي لو قفلت معايا هابقى افتح لك عيادتي اللي هنا  من غير اي مقابل يا حبيتي

ماهي المشكلة كلها على عيادتك يابابا !!

ازاي مش فاهم !

 الهانم قالت لي أنا وتيم تعالوا نفتح العيادة بتاعت بابا ونستغلها بدل ماهي مقفولة كدا رفضنا وقلنا هتبهدلنا قامت هي فتحتها واخدتها لحسابها وبتأجرها لنا بالساعة او اليوم

عيادة مين اللي بتأجروها بالساعة ؟!

بتاعتك يابابا ركز  معايا 

طب ولما أنا احب ارجع اشتغل دكتور اشتغل فين

ما انا سألتها وقالت لي ساعتها ابقي أأجر له المطبخ والحمام يفتحهم على بعض  واهو كله لوجه الله

 

ولاد وزعوا عيادتي وانا عايش طب لما اموت هيعملوا إيه فين اختك يا بت، بقي بستكتروا عليا حتة العيادة اللي حيلتي دا هروح فيكم في داهية

 

تابع حديثه قائلًا بجدية

- هاتي اختك على التليفون خليني أكلمها

 

تراقصت أناملها لوحة المفاتيح، لحظات وكانت ربى  ترد عليه من الجهة الأخرى،  استمع إليها حتى انتهت ظنت صبا إنه سيكون قاسيًا لكنها تفاجأت به وهو يقول برجاء

- احنا عشمانين في كرمك يا ربى هانم، طبعا كرم اخلاقك دا مش هننساه

إيه يا بابا دا أنت شوية وهتروح تكتب لها هدومك اللي فيي الدولاب عشان ترضى عننا،  فين يابابا القسوة اللي وعدتني بيها عشان ترجع حقي ؟

اخرسي يا بت ربى بنتي الحلوة ومش هاتقول لأ ، إيه قلتِ لأ ؟ طب إيه رأيك بقى أنا هنزل الشغل وافتح العيادة وابقى وريني هاتعملي إيه ويبقى القانون كما هو عليه وعلى المتضرر اللجوء لولاء  سلام يا قلب ابوكِ

 

نظر عابد لابنته وقال

- خدي الأوضة اللي جنبك المطبخ ولا زنقت معاكِ اوي يعني ابقى خدي الحمام

- هي دي الشدة اللي هاتكلمها بيها يابابا في الآخر أوضة صغيرة !!! لأ قاسي فعلا .

 

--

 

داخل شقة ملك وأمجد

 

كانت تحضر له وجبة العشاء وعلى ثغرها إبتسامة واسعة، ابتعدت قليلًا لتُقلي نظرة تفقدية قبل أن تتجه نحو غرفتها لتبدل ملابسها غادرت الردهة سريعًا متجهة لغرفة النوم في نفس اللحظة التي ولج فيها زوجها

حاملًا معه باقةً من الزهور الحمراء،  اطلق صافيرًا عاليًا ما إن وجد الردهة مزينة بالورود والعشاء موضوعًا على المائدة بشكلٍ جذاب

اتجه نحو الغرفة بخطواتٍ هادئة و هو يحاول قدر المستطاع أن لا يصدر صوتًا، كانت تقف أمام الخزانة تضع ملابسه حسب أولوياتها

حاوط خاصرها بقوةً دافنًا وجهه في عنقها، استوقفته بصوت ضعيف محاولة فك قبضته ولكنها لا يستمع لحديثها، نجحت في فك يده من حول خاصرها لتحاوط هي عنقه محدثة إياه قائلة بدالاٍ بالغ

- عندي ليك مفاجأة حلوة اوي ومتأكدة إنها تعجبك

 

سألها وهو يقترب من ملامحها ببطءٍ يكاد يقتلها وقال

احلى منك ؟! مستحيل !

 

أجابته وهي تقترب من أذنه هامسة بسعادة قائلة

- أنا حامل

 

سقطت الزهور من يده لجمت الصدمة، ابتلعت ملك لعابه من إثر تأثير مفاجأتها عليه،  سألها بهدوء

- ملك أنتِ بطلتي تاخدي الحبوب صح ؟!

 

ردت ملك بنبرة صادقة قائلة

- المفروض اكدب عليك واقول نسيت بس أنا مكنتش باخد حبوب منع الحمل غير أول شهر بس و بطلته لما عرفت إن ممكن يسبب لي مشاكل كتير طالما مخلفتش قبل كدا

 

 

تابعت حديثها وهي تقوده لحافة الفراش اجلسته ثم جلست على فخذه وقالت

- قلت لنفسي خلاص هبطل الحبوب واحاول ابرر لك بأي حاجة بس ربنا كان لي رأي تاني وفضلت أربع شهور من غير حمل حتى لما بطلت الوسيلة

 

عاتبها امجد قائلا بنبرة حزينة قائلة

- ليه يا ملك له وأنا كنت صريح معاكِ من البداية وقلت لك إن مش عاوز اخسرك زيـها

 

 

احتوت وجهه بين كفيها وقالت بإطمئنان

- حبيبي دي اعمار والأعمار بيد الله،  اللي حصل لها دا مش شرط يحصل مع كل حامل

وبعدين بدل ما أنت اللي تتطمني أنا اللي بطمنك ؟  عشان خاطري يا امجد افرح بالخبر الجميل دا

 

تابعت حديثها وهي تضع يدها على باطنها وقال

 - ومتكسرش فرحتي بابننا

 

وضع امجد كفه فوق كفها الصغير، سحبت يدها وضعت يده هو ليشعر بابنه الذي ينبض داخلها نظر لها ثم عاد ببصره لباطنها وقال

- بقالك قد إيه عارفة الخبر ؟

- شهرين

- يا قاسية شهرين كاملين وأنا معاكِ في نفس البيت ومش عارف !!

- مكنش في نبض وكنت خايفة يكون إجهاض منذر بسبب الدم اللي بس الحمد لله عدت على خير وطلع دا كله طبيعي عشان الحمل لسه في أوله

 

ختمت حديثها قائلة بسعادة غامرة

- النهاردا سمعت صوت البيبي، مش هاتصدقني يا امجد لو قلت لك إن دموعي نزلت من غير ما احس وحاجة في منتهى الجمال سألت نفسي أنا ازاي كنت عاوزة احرم نفسي من النعمة دي كدا بسهولة

- أنا آسف أنا السبب يا روحي بس اقسم ما في حاجة في نيتي غير خوفي عليكِ مش اكتر

- يمكن دا اللي خلاني افضل حاطة خبر حملي شهرين ومش قادرة افرح ولا افرح اللي بحبهم بالخبر غير لما اتأكد إن كل شئ تمام عشان ما اكسرش فرحتهم بيا

 

حاوط ذراعيها حول رقبته وقالت بغنج بالغ

- من هنا ورايح تحضر أكلك بنفسك وتهتم بالبيت وكل حاجة

 

حملها بين ذراعيه كأنها دُمية، فقدت الكثير من وزنها كان يظن أنها تتبع حمية معينة جعلتها تخسر هذا الوزن ولكن الآن اكتشف السبب سار بها تجاه المائدة وهو يقول بجدية

وعلى ثغره إبتسامة واسعة

- من هنا ورايحة مافيش أي حاجة هاتهم بيها غيرك وبس

- طب وشغلك ؟

- ندي له جزء صغير من الإهتمام، والجزء الأكبر لست البنات وست قلبي .

 

❈-❈-❈


سلطان أنت شكلك حلو اوي في البدلة دي بلاش تروح احسن

ليه خايفة عليا من الحسد ؟!

حسد إيه بس دا أنا زعلت مع عابد اخويا مخصوص عشان اعرف اموت بنته

 

خلاص عندي حل  حلو  يريحك من البنات اللي بتبص لي

قول و اكسب فيا ثواب

اتجوزهم عادي و هما ها يبعدوا عنك خالص

 

تعال اشبع حبك اشبعك دالال تعال،  تعال يا ابن الحلال

بقلك إيه ياسلطان  لوخايف على عمرك  كمل اللي باقي من عمرك ساكت مبتتكلمش عشان كلامك بيعملي حساسية وكشرة نفس

 

 مشاجرة جديدة بين سلطان و فيروزته، ولكن اليوم مختلفة كليًا، اليوم ليلة زفاف ابنها الوحيد  انتظرت طويلًا هذه اللحظة حتى كادت تجزم أنها لن ترأها،  طلب صهيب من خاله اتمام زواجه قبل السفر هذه المرة انتظر حتى عاد عابد لكامل صحته وهاهو الآن ينال مكافأة انتظاره، أما والده مازال يعمل على إغاظة فيروزته يعشق تحولها وغيرتها المجنونة عليه وهي لا تحرمه حقًا من هذا الجنون انتهى الأمر بهما بكلمة منه وعناق ثم قبلات رقيقة توزع على مناطق متفرقة من الكف والوجه وهو يبدي الندم الشديد.

 

داخل قاعة حفل الزفاف

كانت تتراقص معه على أنغام الموسيقى الهادئة إبتسامتها لا تختفي أبدًا،  يضمها لصدره بين الفنية و الأخرى ليؤكد لنفسه أنها بالفعل بين يده،  أما ربى كانت جالسة جوار عمها تتداعبه و تغازله، تسخر من هذا وذاك وتدوي ضحكاتها المكان بسبب كلماته الساخرة على عائلته، أما الجدة كانت في عالمًا آخر عالم حزين يضيق صدرها كلما رأت فتاة بفستان زفافها وحفيدتها مازالت كما هي،  تجاوزت السادسة والعشرون منذ أيام قليلة ولم يأتي إليها شاب يتقدم لخطبتها، حتى حفيدها التي تجاوز الثاني والثلاثون مازال ابله معلنًا حالة الصمت التي على مايبدو لن تنتهي هذه الفترة، ارتسمت على ثغرها إبتسامة خفيفة لتساير الأمور وتشعرهم أنها بخير ولكن هي من الداخل تبكِ حزنًا وقهرٍ

تزوج مراد وبعده صهيب وصبا وتقدم شاهين لخطبة أحدهما حتى ملك التي كانت رافضة الزواج تزوجت و خلال أشهر قليل ستصبح أمًا جميلة ماذا بعد لماذا يرفض التقدم إليها لماذا يسير خلف صوت عقله آآآهً يا نوح لقد سئمت من صمتك هذا أنا جدتك وأعلن أنني كدتُ اصرخ بوجههك لتفعل ما يريدهُ قلبك وليس عقلك .

 

 وقفت العروس رافعة باقة الزهور لتُلقي بها للفتيات استدارت بجسدها كله فجأة ثم ركضت تجاه أختها التي كانت تتحدث بجانب أذن جدتها  مدت لها الباقة واحتضنتها بقوةً ثم قالت بسعادة حقيقة

- عقبالك يا روحي

- حياتي أنتِ

 

--

بعد زفاف صبا وصهيب بساعة تقريبا، عاد عابد وجلس مع والدته بعد أن طلبت منه الإنفراد، يعلم مالذي تريده لكن ليس بيده شيئًا سوى المحايلة حتى لا يزعجها لكن اليوم يجب أن يضع النقاط على الحروف ليعرف الجميع من هو ومن تكون ابنته

- كل الولاد اتجوزت إلا  بنتك ياعابد راسها جزمة قديمة  طالعة لك

 

ردعابد ضاحكًا وهو يتناول يد والدته وقال مؤيدًا حديثها قائلا

- في دي معاكِ حق بس يعني اللي اتجوزا خدوا إيه ماعندك العيال كل ما بنقول عقلوا نلاقيهم اجن من الأول

وإيه يعني ما هو دا سنهم سبهم يدلعوا ويتبسطوا ولا عاوزهم  يبقوا نكدين زيك ؟

لا ازاي يدلعوا طبعًا

طب إيه مش هتحن على نوح وتجوزوا البت ؟

أنا بردو اللي احن يا أمي خليكِ حقانية وقولي الحق أنتِ بنفسك شفتِ أنا كنت سهل وسبتهم ياخدوا القرار من غير اي تتدخل مني عشان محدش يقول إني مش عاوزه بس هو عمل إيه ؟ راح يقولها أنا خايف اكمل ونسيب طب أنا بنتي تعمل إيه تاني اكتر من اللي عملته معاه سابته براحته واتعاملت معاه زيه زي أي حد من ولاد عمها وعماتها هو عمل إيه بقى ساب لها البلد ومشي تروح وراه بقى هي ولا تميل على ايده تبوسها عشان يتجوزها مش فاهم أنا بجد أنا بنتي مش تعباني في حاجة يا أمي عايش معايا ملكة بتأكل وتشرب وتشتغل وكونت نفسها في سن صغير الجواز والارتباط دا مش هم عندي لأنه نصيب يجي وقت مايجي ولو مجاش مش مشكلة نهائي أنا لو مُت هموت مرتاح عشان مطمن على بنتي إنها مش هتحتاج لحد صحيح اخواتها اتجوزوا وكل واحد عايش في بلد بس يكفي إنها هتبقى وسط عيلتها هيحبوها ويخافوا عليها 

 

ياواد مش قلقان على بنتك اخوات مين اللي هيسألوا في بعض ؟ الدنيا تلاهي وبتاخد الواحد من نفسه  متضحكش على نفسك ياعابد بعد عمر طويل بنتك هتفضل بطولها

خلاص يا أمي أنا هاخد ربى من ايدها وابوس ايد نوح عشان يتجوزها ولا ليه هنزل اعلان في الجرايد واقول عروسة حسنة المظهر تبلغ من العمر 26 سنة تريد الزواج !!

بتتريق عليا ياعابد ؟

العفو يا أمي بس كلامك دا مش منطقي ابدا وخلينا إن اخواتها طلعوا جاحدين ومسألوش  هنعمل إيه ادي الله وادي حكمته ووقتها هي كمان الشغل هينسيها نفسها بردو

 

في الساعة الثانية ليلًا من نفس اليوم

 

كانت ربى جالسة مع جدتها في منزلها،   تتناول وجبة العشاء  هبط نوح وبين يده صحنًا من الوجبة المفضلة لديها،  وضعها جوار الطعام الذي تتناوله وقال

- كُلي دي ياستي دي اللازنيا اللي بتحبيها

 

ردت بنبرة حزينة وهي تعيدها قائلة

- ربى عملت العشا خلاص وعملتها لي بردو، اقعد اتعشى معانا

 

جلس نوح رغم جفاء معاملتها لكنه تجاهلها تمامًا فهو يعلم جدته، ذو قلب أبيض ولن تغضب منه كثيرًا،  وقفت ربى عن مقعدها متجهة نحو المطبخ عادت سريعًا وهي تضع الصحن الفارغ أمام نوح وقالت لجدتها

- طنط سيلا بتعملها تحفة ياتيتا والله أنا اصلا متعلمها منها

 

عادت لمقعدهاوهي ترد على سؤاله حين قال

- اومال عمي فين ؟

- نايم

- وطنط ؟

- نايمة بردو اليوم كان طويل اوي

 

ابلعت لقيماتها وقالت بإرتياح

- بس الحمد لله خلص على خير ويومهم كان جميل

 

صمت بعد أن ختمت حديثها العادي ونبرتها العادية إن وضعوها داخل جهاز كشف الكذب لتصعق بعد كل حرف تتفوهُ، نبضات قلبها تكاد تخرج من قفصها الصدري بسبب وجوده في نفس المكان، أما هو يتابعها في صمت، انتشلته الجدة بسؤالها المفاجئ الذي وجههته لحفيدتها قائلة

- هو فياض مجاش الفرح ليه يا ربى هو ابوكِ معزموش زي ما قلت له

 

بلعت ربى لقيماتها بهدوء وهي تشير بيدها علامة النفي وقالت

- لأ تيتا عزمه بس فياض مش هايعرف يجي 

- ليه ماله؟

- اتجوز امبارح وسافر هو وعروسته يقضوا شهر العسل

 

القت عليها ربى ما جعبته هي لا تدري أنها تُلقي جمرات متأججة على مسامعها،  تركت الجدة الملعقة وقالت بصدمة وذهول شديدان

-اتجوز !! 

 

تمتمت بخفوت معاتبة إياه وهي تتجه لغرفتها وقالت  بنبرة متحشرجة

- اخس عليك يا فياض كدا بردو ؟!!

 

جلست على حافة الفراش تاركة لدموعها العنان حزنًا على حفيدتها التي تفعل المستحيل لتخبر الجميع أنها بخير، بينما كان نوح يجلس في الردهة يتابع التلفاز، خرجت من المطبخ حاملة القهوة بعد تناولها وجبة العشاء وضعتها على سطح المنضدة الزجاجي وقالت

- لو تيتا سألت عليا قل لها إني دخلت، ولو هتطلع تنام ابقى نادي عليا عشان اجاي ابات مع تيتا تصبح على خير .

 

 

غادرت ولم تستمع لرده حتى، غادرت المكان وقلبها يحثها بأن تتأنى في خطواتها عله يناديها أو يصرخ في وجهها بعد أن انسحبت بكل هدوء من علاقة لم يكتب لها النور.

خرجت الجدة بعد نصف ساعة تقريبًا وجدته ازال جالسًا في الردهة، بحثت عنها وعلمت أنها في الشقة المقابلة،  جلست على الأريكة

تتحدث بخفوت مرددة الاستغفار على حبات مسبحتها سألها بهدوء قائلا

- ستي هو أنا غلطت ؟

- غلطت في إيه يا نوح ؟

- اقصدي يعني غلطت إني قلت لربى لأ

- و ها يفيد بإيه يا نوح هي قالت لك أنت ابن عمي وأنت رحت خطبت تاني بتسأل ليه بقى في حاجة قديمة

- ستي بالله عليكِ اتكلمي معايا كويس عرفيني عاوزاني اعمل وأنا موجوع منها

- الموجوع يا نوح بيروح يعالج وجعه مش يروح يجيب النار ويحطها جنب البنزين ويقول كنت عاوزني اعمل إيه

- ياستي بسـ

 

ردت الجدة مقاطعة إياه قائلة

- بص يا ابني اللي عملته في منال عملته عشان كنت على حق وامك قالت لي الحقيني دي طلعت وحشة إنما جيهان بنت ناس ومحترمة والشهادة لله العيبة متطلعش منها يبقى حرام عليا لو وقعت بينكم ولا قلت دي وحشة عشان اطفشها، أنت حفيدي وهي حفيدتي ويهمني مصلحتكم بس طالما النصيب مش مكتوب ليكم يبقى متحاولش تقلب في الماضي، وارضى بنصيبك اللي أنت اخترته بإيدك

 

ختمت حديثها قائلة بمرارة في حلقها

- نصيب ربى بقى يجي وقت مايجي وعلى رأي ابوها لو مجاش مش مهم اهي عايشة ملكة في بيت أبوها وخيره، الدور والباقي على اللي خاطب واحدة وعينه هاتطلع على غيرها.

--

بعد مرور عدة شهرين 

كانت ربى تمكوث مع جدتها هذه الفترة بعد سفر والديها بعد أن أرادت والدتها الإطمئنان على شقيقتها بسبب حملها،  كان حملها في حالة حرجة،  قام عابد بحجز بطاقات السفر وبعد عناء شديد بينه وبين ابنته في إقناعها لمحاولة السفر معه فشل في الحصول على موافقتها وسافر مع زوجته بعد أن رفض سلطان تحرك صبا من الفراش لمدة لا تقل عن ثلاثة أشهر كاملة،  صعدت سلالم الدرج وهي مُهنكة  تكاد تزهق روحها من فرط التعب، غمرت نفسها في العمل، وصلت لشقة جدتها ولجت وهي تُلقي التحية على الموجودين صافحت خطيبة نوح ثم قالت بإبتسامة شديدة التكلف

- أنتِ خطيبة نوح مش كدا ؟ عروستك حلوة يا نوح مبروك و ربنا يتمم لك بخير

تسلمي يا ربى عقبالك

شكرًا

چيهان دي ربى بنت عمي تبقى التوأم لصبا

اهلًا يا ربى

مبروك ياعروسة ربنا يتمم لك بخير

شكرًا عقبال ما نفرح بيكِ

تسلمي لي،  عن أذنكم عشان لسه راجعة من الشغل ومحتاجة ارتاح

 

مش هتتغدي يا ربى ؟

أكلت يا تيتا في الحضانة كلوا إنتوا بالهنا والشفا

 

ربى

نعم يا تيتا

ابوكِ كلمك في التليفون وبيقول افتحي النت عشان يشوفك وبيقولك هيرجع يوم الخميس الجاي لسه 

طب وماما هترجع معاه  ؟

لسه هتقعد شوية مع اختك روحي  غيري هدومك وتعالي اقعدي شوية متقعديش لوحدك بكرا إجازة خلينا نسهر سوا

حاضر

 

بعد مرور عدة دقائق

نوح كلمني عنكم كلكم بس عمره ما كلمني عنك تصدقي ؟!

 

يمكن مجتش مناسبة

 

ممكن بردو  قولي لي يا ربى هو أنتِ شغلك دا في قد إيه يعني ماشاء الله شغلك ناجح وممزة هي اه حضانة بس فيها كام خطوة جديدة وحقيقي مبهورة بيهم

بابا هو اللي ساعدني إني اقف على رجلي وكان معايا خطوة بخطوة ربنا يحفظه لي هو سندي في الدنيا بجد

معلش يا ربى اكلت دماغك بس أول مرة اشوفك وحبيت اتعرف عليكِ مش أكتر

مافيش مشكلة يا جيهان أنتِ خطيبة ابن عمي يعني زي اختي وهو زي اخويا 

 

بقى عندك بنت عم سكر كدا ومخبي عليا اخس عليك يا نوح بجد زعلانة منك

 

متزعليش يا جيهان زي ما قلت ممكن يكون مجتش مناسبة يعرفك عليا عموما اديني اتعرفنا اهو على بعض وأنا مبسوطة اوي بمعرفتك

طبعا يا روبي اسمح لي اقولك يا روبي ربنا يعلم قلبي ارتاح لك ازاي واعتبريها ياستي جر ناعم عشان نحجز لعيالنا عندك في الحضانة  ومندفعش فلوس

عيونك ليكِ يا جيهان خليكم جدعان كدا بس وهاتوا دستة ووقتها اعمل لكم احلى خصم ومين عالم يمكن اعلمهم بنفسي

 

اشربي يا جيهان يا بنتي قهوتك هتبرد

تسلم ايدك يا تيتا أنا بجد حبيتكم اوي وزعلانة من نوح إنه معرفني عليكم من البداية مع إن بقالنا شهور مخطوبين

 

محبتش تفهميني غلط يا جيجي بس ربى مش بنت عمي وبس  أنا و ربى كنا مخطوبين لفترة ومحصلش نصيب عشان كدا كنت مبتكلمش عنها عشان مزعلكيش .

 

 

انتهت الجلسة العائلية على خير وغادر نوح  مع جيهان،  بينما كانت ربى جالسة مع جدتها

تعلمها التطريز بالخرز الملون، رفعت ربى رأسها وقالت من بين ابتسامتها

- طب والله ياتيتا بعمله صح هو اه مختلف عنك شويتين تلاتة بس مش مهم المهم الخطوات

- امشي على الخطوات يا ربى لو عاوزة تتعلمي

 

تركت ربى الخرز وقالت ممازحة جدتها

- ايوة وهو بعد الخمس ساعات دول يا تيتا كنت بدلع ولا إيه شكلك مش عاوزة تديني سر الصنعة .

 

ضحكت الجدة وهي تؤمى برأسها علامة الموافقة وقالت

- اه خايفة تاخدي الزباين مني

 

تابعت بتحذير واضح قائلة

- متلغبطيش الخزر الأزرق لوحده والبمبي لوحده

 

ضحكت ربى على نطق اسماء الالوان على طريقة جدتها أومات برأسها علامة الإيجاب وقالت بإبتسامة واسعة

- حاضر يا ولاء هاخلي الأزرق لوحده والبمبي لوحده

- بتتريقي عليا يا بنت عابد ماشي ياختي طول عمرنا عارفينه كدا ابويا ماودنيش مدارس انجليزي عشان نقول أسماء غير دي وعلى رأي سعاد حسني الحياة لونها بمبي وأنا جنبك وأنت جنبي

 

ختمت حديثها ساخرة من حفيدها قائلة

- بس هتبقى زرقة ومغفلقة على دماغ الأهبل اللي اسمه نوح .

- يا تيتا ليه بس كدا بدل ما تتدعي له ربنا يوفقه !!

- ادعي له !! هو أنا ورايا حاجة غير إن ادعي له بس اقول إيه ماشي معايا عكس أنا عارفة جرا له إيه خلاه بقى خايب كدا ، أنا بفكر اخلي عمك أبو الغالي يقعد ويطلع الجن اللي لبسه

 

ضحكت ربى حتى دمعت أعينها وقالت

- يا تيتا جن إيه بس !!؟

- اسكتي أنتِ يا بت هي هاتسيبه كدا بنت القُرني اكيد سحرت له

- ما خلاص يا تيتا راحت لحالها وبعدين لو زي ما بتقولي كدا ازاي وهو خطب تاني عادي !؟

 

كادت أن تتحدث لكن قاطعهما دخوله بعد أن القى السلام عليهن،  جلس على المقعد المجاور لجدته دام الصمت للحظات قبل أن يخبرهم بما حدث مع خطيبته الجديدة

- أنا وچيهان سبنا بعض

 

ردت الجدة بسرعة بدون قصد

- بركة

 

لكزتها ربى في مرفقها برفق ثم قالت بجدية وهي تشدد على كلماتها معتذارة له

- متزعلش تيتا مش قصدها

 

ردت الجدة قائلة

- لا قاصدة انا اصلًا مش راضية عن الجوازة

 

رد نوح قائلا بنبرة ساخرة

- لأ والشهادة لله يا ولاء الحاجة اللي مش راضية عنها مابتمشيش ولو حصل إيه، عشان أنتِ بركة

- الله يبارك فيك يا خويا

 

التزمت ربى الصمت خلال هذه الجلسة حتى لا تتحدث بكلمات لا تحمد عقباها،  قضى وقت ليس بالطويل مع جدته شرح خلاله لماذا تم فسخ الخطبة، كانت جيهان تشعر بشيئًا تحاول أن تكذب نفسها إلا أن زياراتها اليوم أكدت لها الكثير والكثير،  كانت ربى تُعد وجبة العشاء

بينما كانت الجدة جالسة تنصح حفيدها قائلة

- لم نفسك بقى الناس هتاخد عنك فكرة وحشة محدش هايرضى يديك بنته، هايقوله بيدخل ويخرج البيوت بحجة خاطب

- خلاص يا تيتا لا هاخطب ولا هدخل بيوت حد والحمد لله إني مكملتش في الموضوع

وطلعت متفهمة ومحبتش تبني حياتها وهي عارفة إن قلبي مش معاها.

 

❈-❈-❈

 

داخل الروضة الخاصة بـ ربى كانت تعمل في مكتبها تصب ناظيرها في الأوراق، ولجت المساعدة خاصتها تخبرها بشخص يريد مقابلتها رفعت بصرها عن الأوراق وقالت

- مين دا ؟

- رافض يقول اسمه

- طب دخلي

 

طرق باب المكتب قبل أن يلج، وقفت من خلف مكتبها في حالة صدمة وذهول شديدان لم تتوقع وجوده هنا،  سارت بخطوات هادئة تجاهه وقفت مقابلته تستمع لحديثه وهو يقول

- يا ترى وجودي مرحب بي في المكان ولالأ

 

ردت ربى  بجمود وقالت

- لأ يا نوح


يُتبع..