الفصل الخامس - اسكن انت وزو جـك
الفصل الخامس
يمكن للضربة الاولى ان تؤلم روحك قليلاً
ولكن احذر من الثانية التى تستهدف ظهرك .
❈-❈-❈
صباحاً تجمعت العائلة حول مائدة الفطور .
كان زين يتناول فطوره بملامح قاتمة وعبد الرحمن يطالعه بتعجب فهو لم يعتاد يومياً على شقيقه هكذا ... بينما رابحة تسترق له النظرات المتفحصة تتمنى معرفة سبب طلاقه لعليا ولكنها تنتظر هدوؤه قليلاً وكالعادة شهد تتابع بصمت وسكون .
اردف عبد الرحمن بترقب _ زين ! ... ايه رأيك نطلع رحلة الاسبوع ده نغيِّر جو وتروج دمك .... وانى هجول لمهرة تيجي معانا !.
ترك طعامه ونظر لشقيقه بعمق ثم اردف بجمود _ كمل وكلك علشان تيجي معايا ع الشركة ... بلا رحلة بلا كلام ماسخ ... وغير طريقتك المدلوجة دى مع مرتك .... خليك جوى وانشف شوية .
تعجب عبد الرحمن من حديثه وطالعه بذهول بينما اردفت رابحة مؤيدة _ صُح يا ولدى ... جوله ... لازم الراجل يكون جوى لاجل من مرته تخاف منيه وتعمله الف حساب ... والا عتركب وتدلدل رجليها .
قالت الاخيرة وهى تطالع عبد الرحمن الذى طالعهما بضيق ولف نظره الى شقيقه يردف بتمعن وتعجب _ من ميتى وانت أكدة يا زين !! ... ومن أمتى كانت الرجولة في اننا نجسى على اللي اضعف منينا !! ... مهرة هتبجى مرتى واسمها على اسمى وعلاجتنا هتكون مبنية على الحب والاحترام ... بعيد عن الجسوة والقوة بتاعتكوا ... عن اذنكوا .
انهى طعامه ووقف يخطى للخارج تحت انظار رابحة المترقبة والغاضبة من حديثه بينما اكمل زين طعامه ببرود كأن شيئاً لم يكن ... على عكس داخله التى بعثرته كلمات شقيقه وتسائل ... ترى هل اخطأت في تلك العلاقة ليصل الامر الى خيانتى !!! .
❈-❈-❈
في منزل عزيز الجابري الذى يجلس مع زوجته وبناته يردف بغضب _ شوفتى عاد !! .. اللى جولته حُصل ومحدش جه من عنديهم ولا عبروا ... انى كان لازم اروح بليل واعرف ايه اللى حُصل وكيف يعمل في بتى أكدة ! ... هو فاكر نفسه كبير ولا ايه !!
اردفت عليا بخبث وحزن كاذب _ مجولتلك يا ابوي ... كل ده علشان كنت عتكلم مع اسماء وفضفض شوية ... ليه وليه جبت سيرته ف الحديت ... شدينا جصاد بعض ف الكلام وحصل اللى حصل .
نظرت لها اسماء بغضب وضيق والتزمت الصمت بينما اردفت زوجته _ طب ايه رأيك لو تجوم تروحلهم دلوك ! ... وتشوف يمكن الامور تكون راجت شوية ويردها ... واهو ياما بيحصل بين الراجل ومرته .
نظر لزوجته بعمق ثم نظر لابنته التى اردفت بتوتر _ لاه يا ابوي ... متروحِش هناك ... مرت عمى هتسم بدك بالحديت ... انى خلاص مش رايداه ولا رايدة ارجعله واصل .
وقف على حاله واردف بجمود _ اكتمى يابت ... معنديناش بنات تطلج ... انى جعدت لما الامور تهدى شوية ... ودلوج انى هروح واتحدت وياهم ونحل المسألة دي بجى .
تحرك من مكانه للخارج وتتبعت هي اثره بقلق بينما وقفت والدتها تردف بتروى _ فكرى زين يا عليا يا بتى .... معينفعش تطلجى إكدة وانتى بجالك كام شهرين او تلاتة متجوزة ... وبعدين ده ابن عمك وإهنة الناس معترحمش يا بتى .
ربتت على كفها وغادرت لمطبخها بينما نظرت اسماء لشقيقتها بغضب واردفت بحدة _ اسمعى زين يا عليا ... انى وانتِ خابرين صُح انك ماكنتيش بتتحدتى معايا ... انطجي وجولي ايه اللى حُصل ... زين طلجك ليه !!
نظرت لشقيقتها بحنق واردفت بحدة _ ايه يا اسماء ! ... عايزة تجوليلهم انى بكدب ! ... جومى جوليلهم ساكتة ليه !! ... جومى خليهم يخلصوا عليا وارتاح منى بجى .
اتسعت عين اسماء بذهول واردفت بترقب _ يخلصوا عليكي !!!... انتِ عملتى ايه بالضبط يا حزينة !
طالعتها بصمت لثوانى ثم لفت وجهها عنها فوضعت اسماء كفها على فمها تشهق بقوة بعدما بدأت الامور تتضح امامها .
❈-❈-❈
وصل عبد الرحمن الى منزل مهرة بعد ان هاتفها واخبرها انه يريدها في امرٍ هام بعدما فكر طوال الليل في طريقة يؤمنها بها ويضمن لها حقها ويحميها من بطش عائلته الذى يعلمه جيداً خصوصاً بعد تغيير حالة زين .
ترجل وصعد للاعلى فقابله ابراهيم قبل ان يتجه لعمله .
رحب به وجلس ثم جاءت مهرة وجلست تطالعه بترقب بعد ان رحبت به .
تنهد واردف بتروى _ انى كنت عايز اخد مهرة مشوار جريب يا عم ابراهيم بعد اذنك ومش هنعوج .
ضيق ابراهيم عيناه متسائلاً _ لوين بدك تاخدها عبد الرحمن !!!
تنهد يطالعها بترقب ثم اردف _ للمحامى ... هسجلها حجها يا عمى ابراهيم ... حهديها ارضي عن طيب خاطر ..
اتسعت عين ابراهيم بينما اردفت مهرة برفض _ مستحيل اقبل بهيك شي .
تنهد عبد الرحمن فهو يعلم جيداً انها سترفض ... اردف محاولاً اقناعها _ اسمعى يا مهرة ... انا مكتبتلكيش مهر يليج بيكي ... وده حجك الشرعي ... انى عندى بدل الارض اتنين وتلاتة خاصين بيا وجسمتى من ابوي جبل ما يموت ... وعايز اهدى مرتى ارض منيهم ... ايه المانع عاد !
اردفت مهرة بتصميم _ المانع انى ما رح اقبل بهيك شي عبد الرحمن ... هاد معناته حرب بيني وبين اهلك ... مافيني اقبلها بنوب انت بتعرف شو يعنى الارض هون !!!
اومأ يردف بقناعة _ عارف زين يا مهرة ... وعارف عيلتى وعوايدها ... انى عايز اأمنك يا مهرة ... صدجيني أكدة هتكون مرتاح ...
هزت رأسها برفض بينما اردف ابراهيم بتروى _ ما بيصير يا ابنى ... هيك اهلك رح يعتئدوا انه مهرة عينها ع مصاريك !
تنهد عبد الرحمن بعمق وشرد قليلاً ثم اردف _ اسمعيني يا مهرة ... خليني اتنازلك عنها دلوك ... ولما نتجوز وتدخلى دارى وتبجى تحت حمايتى هاخدها منك تانى ... ومحدش من عيلتى عيعرف واصل وانى هجول للمحامى ميجولش لحد .
هزت رأسها مجدداً تردف بضيق _ لا ... بترجاك عبد الرحمن لا تصعبها عليّ ... ما فيني اقبل هيك هدية كبيرة جدااا ... ما بيصير .
اردف بحب وتصميم _ مافيش حاجة في الدنيا تكتر عليكي ... انى مصمم يا مهرة ... ولعلمك انى معايا صورة بطاجتك من يوم كتب الكتاب وممكن كنت اعمل أكدة من غير ما اجولك بس انى مش حابب يكون بيناتنا امور مخفية ... علشان اكدة هاخدك دلوك ونطلع على المحامى ونتمم الموضوع ... وزى ما جولتلك هستردها منك تانى لما اعاود ... ولعلمك لو مجومتيش معايا دلوك هطلع من أهنة ع المحامى طوالي وهكتبهالك بردك .
نظرت لوالدها بقلة حيلة فتنهد وطالعها بعمق ثم اومأ لها ان تذهب معه ... تنهدت وزفرت بقوة ثم نظرت لعبد الرحمن واردفت _ ما بعرف كيف رح اقبل بهيك شغلة بس تأكد انى رح اعتبرها امانة معى لحتى نتجوز .
اومأ مبتسماً واردف بحماس _ تمام ... يالا البسى نقابك وتعالى .
وقفت بهدوء تعود لغرفتها كي ترتدى نقابها وهى تشعر بالضيق ولكنها تكمل بالرغم من ذلك .
خرجت اليه واخذها ونزل يستقل سيارته وقاد بها الى ان وصلا اسفل مكتب المحامى ثم صعدا سوياً ودلفا اليه فرحب بهما كثيراً وقد كان على علم مسبق بالامر من عبد الرحمن عبر الهاتف صباحاً .
بعد ساعة او يزيد اتموا الاجراءات المطلوبة منهما وتعهد المحامى بأكمال باقي الاجراءات بينما اخذ منه عبد الرحمن وعد بعدم الافصاح عن هذا الامر لاي فرد من اسرته ليس خوفاً منهما ولكن بناءاً على رغبة مهرة وخوفاً عليها .
❈-❈-❈
وصل عزيز الى القصر ودلف وجد رابحة تجلس في مندرة القصر تطالعه ببرود الى ان توقف امامها واردف بتساؤل _ كيفك يا حاجة رابحة ! ... أكدة بردك يا مرت اخوي !!! ... اجبلكم بتى امانة عنديكم ابنك يعمل فيها إكدة ويطلجها من غير ذنب ! ... وجولت معلش يمكن غضبان من حاجة واستنيته يجيني ويكلمنى ... اللى ولدك عمله عيب كبير جوي في حجى وحج بتى يا حاجة .
طالعته بجمود ثم وقفت تردف بتكبر _ اهدى على روحك شوي يا عزيز ليطجلك عرج ولا حاجة ... عيب ايه اللى ولدي عمله في بتك ... هو انت عرفت السبب ولا ايه عاد !! ... مش يمكن بتك تستاهل !!
غضب عزيز واردف مدافعاً _ لع يا مرت اخوي ... بتى من يوم ما اتزوجت زين وهى مجهورة وانى ساكت ... وجولت ابن عمها احسن من الغريب ولسة عيتعودوا على بعض ... انما توصل انه يطلجها ويرميها أكدة !! ... لع انى معسكتش على حج بتى .
صاحت تردف بغضب _ الزم حدك يا عزيز ... نسيت نفسك اياك ... انت وبتك متجوش في ظافر ولدي زين الرجال ... ولدى معيجولش السبب ايه وانى متأكدة ان حُصل حاجة كبيرة علشان أكدة ولدى مخبيها ... كل اللى جاله ان بتك خاينة ... ارجع بيتك ومعتتكلمش في الموضوع ده دلوك علشان وجتها هتمشي راسك محنية وسط الخلج ... انى مجتش ولا اتكلمت علشان خاطر انى باجية عليك وعلى بناتك ... فكر صح يا عزيز واوعاك تفكر تعادى ولدي ... لانى معسمحش بحاجة زي دي واصل .
نظر لها بتمعن لثوانى ثم اندفع يغادر وهو يعيد كلماتها داخله ويفكر ... خيانة ماذا !! ... ام انهما يخترعان سيناريو ليخرجا منه دون حساب ويخرجوها من المولد بلا حمص !!.
استقل سيارته واتجه فوراً الى شركة زين ليعلم حقيقة الامر ... وصل امامها وترجل وصعد يطلب مقابلته .
سمحت له السكرتيرة بعدما اذن لها زين .
دلف عزيز مكتب زين واغلق الباب ثم اتجه يجلس امامه ويردف بغضب _ هي دي الامانة اللى امنتك عليها يا ولد اخوي !! ... تعمل أكدة في بتى ليه ! .
كان زين يطالعه ببرود وجمود ... شبك يده واردف بترقب _ اهدى يا عمى وجولي تشرب ايه الاول !
طالعه عزيز بتعجب ثم اردف بغضب _ اشرب ايه وزفت ايه !! ... بجولك بتى عملت ايه فيك علشان تطلجها !! ... كل ده علشان كانت هتتحدت مع اختها ف التلَفون !!
ضحك زين ساخراً ثم نظر لعمه بحدة واردف بعمق _ لع يا عمى ... مكانتش عتتحدت مع اسماء ... كانت عتتحدت مع راجل غريب عنى ... كانت عتحكيله عن اسرار بيتي ... بنتك خاينة يا عمى ولولا انى باجى عليكوا انى كنت جتلتها وحجى ... بس لانى زين الجابري كفيت ع الخبر ماجور .
طالعه بصدمة شلت اطرافه لثوانى ثم وقف واردف بغضب اعمى _ انت عارف انت بتجول ايه وعن مين !! ... واعي لحديتك ده ! .
اردف زين بصلابة وغضب _ ارجع لبنتك واسألها ... وجريب ورجتها هتوصلها ... ومعايزش اسمع كلمة واحدة تتجال بعد أكدة .
طالعه عزيز بصدمة قبل ان يندفع ويغادر الشركة ليذهب سريعاً الى منزله.
وصل عزيز الى منزله بغضب اعمى وهو يفكر في حديث زين طوال الطريق .
ترجل واندفع للداخل فرأته عليا التى توقفت تطالعه بزعر فأسرع منها وصفعها بقوة فسقطت ارضاً تصرخ ولحقتها خيرية توقفه مردفة بزعر _ فيه ايه يا عزيز ! ... بتضربها ليييه !
ابعد زوجته وانحنى يمسكها من خصلاتها بقوة ثم اردف بفحيح وقسوة _ الحديت اللى جاله زين ده صُح ! ... كنتى عتتحدتى مع راجل غريب !
هزت رأسها بزعر فلم تتوقع ان يخبر والدها ... كانت تضع يدها حول وجهها خوفاً منه وتردف مرتعشة _ لع ... لع كذاب ... عيتبلى عليايا ابوي ... انى هجولك كل اللى حُصل ... هجولك الحجيجة .
رفعها من خصلاتها والقاها على الاريكة وجلس امامها بغضب يردف بترقب _ انطجى !
اومأت ترتعش ونظرت لوالدتها المصدومة ثم نظرت لوالدها بقلق واردفت بخبث بعدما فكرت في خطة بديلة ان تم كشف امرها _ انى كنت عحاول اخليه يحبنى يا ابوي ... هو كان جاسي اوى معايا وكنت عدور على اي حاجة علشان يحبنى ... جولت اعرف بيحب ايه وايه بيعجبه ... وجولت بما انه راجل فأنى أسأل راجل زييه ... وانت خابر انى كنت عشتغل في الشركة من مدة وعارفة عادل رفيجه وكنا عنتكلم بحكم الشغل ... ف أنى فكرت وجومت متصلة عليه اسأله عن زين ... كنت عحاول الاجى حل يريحه ... بس زين عرف وسمعنى وجال عنى خاينة .
تصنم جسد خيرية ودبت كفها في صدرها بينما اندفع عزيز يضربها عدة ضربات وهى تتكور على نفسها ويردف بغضب _ وتكذبي علينا وتجولي عتتحدتى مع اختك يا فاج*رة .
كانت تحاول تفاديه وتبكي مردفة بخبث _ خلاص يا ابوي علشان خاطرى انى كان جصدى اجربه مني .
ابتعد عنها يلهث ويطالعها بغضب مردفاً _ وجربتيه !! ... اهو طلجك ورماكى وعيجول انك خونتيه !! ... ولولاه كان زمان سيرتنا على كل لسان ! ... وهتطلعي من عنديهم كيف المولد بلا حمص ... ارتاحتى أكدة يابت عزيز !
اردفت بغضب وهى تنفض بيدها _ جولتلك مجصديش يا ابوي ... انت كمان هتيجي عليا زييهم ... ده بدل ما توجف معايا !.
تنهد بعمق ثم وقف يطالعها لثوانى ثم اندفع للخارج وتركها تطالعه بخبث بينما خيرية تقف متصنمة من ما سمعته .
❈-❈-❈
مر ثلاثة ايام
كان عبد الرحمن يجلس في الحديقة ليلاً بعدما نام من ف الداخل يتحدث مع مهرة عبر الهاتف والابتسامة لا تفارق ملامحه .
وصل زين بسيارته ودلف فرآه عبد الرحمن فأردف بتروى وحب _ معلش يا مهرة الجلب ... هجفل معاكى دلوك لان زين وصل وعايز اتحدت معاه جبل ما امشي .
اردفت مهرة بهدوء _ ايه تمام عبد الرحمن الله معك .
اغلق معها بينما عين زين مسلطة عليه منذ ان دلف ورآه يتحدث ... صف سيارته وترجل وخطى يتقدم منه ويردف بجمود _ جولتلك من وجت ما جيت تيجي معاي ع الشركة وعصيت كلامى وجلت معلش دى اجازته سيبه يعمل اللى هو عايزه ... بس حالك مبجاش عاجبنى ... انت ولد الجابري ... يعنى انشف شوي عن أكدة ... صنف الحريم كله معيجيش بالدلع والنحنحة بتاعتك دي ... دول صنف خبيث لازم تجسى عليهم علشان يعملوك زين ... لو حسوا بضعفك وحبك ناحيتهم عيتمرع عليك .
نظر له عبد الرحمن بعمق ... يعلم ان هذا ليس شقيقه وما هذا الا قناع يخفى وراؤه جرحٌ كبير ... هو يعلم اخاه جيداً ... ليته يتكلم ويخبره بما يقهر داخله هكذا .
اردف عبد الرحمن بتروى وهدوء _ ممكن تجعد شوية يا زين !! ... عايز اتحدت وياك جبل ما اسافر بكرة .
طالعه زين بترقب ... بداخله يود كثيراً ان يجلس معه ويتحدث ويبوح ولكن كيف يبوح بهكذا امر !!!
جلس امامه يردف بترقب _ جول اللى عندك .
تنهد عبد الرحمن واردف بتروى _ مين قدوتنا يا زين ! ... مين اسوة المسلمين كلهم !
سحب زين نفساً عميقاً الى رئتيه ثم زفر واردف _ الرسول عليه افضل الصلاة والسلام ... وجبل ما تجول حاجة هجولك اللى معتعرفوش ان احنا فى زمن واعر جوي ... الحريم مبجوش زي زمان ... دول بجوا ملاعين عيلعبوا بالبيضة والحجر ... ولازم تعرف تتعامل معاهم صح والا في اجرب وقت هتلاجى نفسك ملدوغ وجبل ما تلحج نفسك هيكون خلاص سمهم اتمكن منيك.
مد يده بترقب يربت على كف شقيقه الموضوع على الطاولة فسحب زين يده مسرعاً يطالعه بصدمة بينما تعجب عبد الرحمن واردف بتروى _ مالك يا اخوي ... انت عمرك ما كنت جاسي أكدة ! .... عملت فيك ايه يوصلك لحالتك دي ... احكيلي !
انتفض زين من مكانه يردف بغضب _ معايزش حديت في الموضوع ده واصل يا عبد الرحمن ... لو عايز علاجتنا ببعض متتجصرش يبجى ابعد عن الحكاية دى واصل ... فهمتنى !
تنهد عبد الرحمن يومئ باستسلام ثم اردف بهدوء _ خلاص يا زين ... حجك عليا يا اخوي ... انى بس عايزك ترجع معايا زي الاول ... انى من وجت ما جيت من الجيش وانت بتبعد عنيه ومش عارف اجعد معاك !
نظر له زين بترقب ... جلس مجدداً يردف بهدوء نسبي _ ماشي ... ماشي يا عبد الرحمن ... جول اللى عنديك وانى سامعك .
تنهد عبد الرحمن بعمق يردف بترقب وقد تحولت نبرته الى الجدية والمتنبهة _ عايز اوصيك على مهرة يا زين ... انى مجدرش أأمن حد عليها غيرك ... انى عارف ان امى عتكرهها ... وعمك وعيلته معيحبوهاش واصل وانت خابر زين السبب ... وانى معرفش ايه اللى ممكن يحصُل معاي ... علشان أكدة عايزك تاخد بالك منيها ومن اهلها يا زين ... اعتبرها امانة عنديك لو رجعت هاخدها منك يا اخوي ولو حُصلي حاجة خليك جد الامانة .
نغزه قلبه والتوى وظهر ذلك في عينه التى التمعت واردف بذهول _ ايه الحديت الماسخ اللى عتجوله ده !! ... انت بجيت خرع إكدة ليه ... من ميتى واحنا عنتحدته كيف النسوان !! ... الجيش زيه زي الجامعة عتخلصه علطول وترجع وتتزوج اللى جلبك رايدها وخلاص ... مالوش عازة حديتك ده ..
اومأ عبد الرحمن واردف بتروى _ اسمعنى بس يا زين ... انى معجولش أكدة علشان اوجعك يا اخوي ... انى بجول الكلام تحسباً لاي شئ وارد ... وبعدين يا اخى ده ياريت استشهد واكون فدا وطنى ... هو فيه احسن من أكدة موتة !! ... دى يتمناها اي راجل صُح ... بس خلينا دلوك في مهرة ... اوعدنى انك تاخد بالك عليها وعلى عيلتها وتحميها من امى .
وقف يتجه لاخيه فلم يتحمل كلماته التى اثقلت انفاسه ... وقف امامه ولكمه بقوة في كتفه يردف بأنفاس تقيلة وقلبٍ مقهور _ بزيدااااك عااد يا اخى ... جولنا انت اللى عتجوزها وتحميها وخلصنا بجى ... مالك إكدة حديتك ماسخ ومالوش عوزة ... جوم نام احسن ومتاكلش راسي .
وقف عبد الرحمن ينظر لاخيه بعمق ثم اردف قبل ان يتجه للاعلى _ تصبح على خير يا زين .
غادر عبد الرحمن بينما تتبع زين اثره بضيق وهو يعيد كلماته الغريبة والمخيفة في رأسه والتى اثقلت انفاسه بخوف .
في صباح اليوم التالي
استعد عبد الرحمن للمغادرة بعدما تناول فطوره مع عائلته .
اتجه لوالدته التى تمد يدها للسلام فبادلها بعناق قوى يردف بحنو _ مع السلامة يا اماااي .
تعجبت منه وربتت بصلابة على ظهره مردفة بجمود ظاهرى _ بجيت تحب الاحضان جوي ... حالك مبجاش عاجبنى يا ولد الجابري .
ابتعد عنها يبتسم ويردف بمرح _ ولدك راجل رومانتيكي يا اماي ... افرحى يا حاجة هههه .
نظرت له بعمق واومأت له بينما ابتسم عليه زين الذى ينتظره ليوصله مردفاً بسخرية _ راجل ورومانتيكي ميلجوش على بعض يا اخوي .
نظر عبد الرحمن لزين بعيون ضيقة ثم اتجه الى شهد ونظر لها بنظرة عميقة ثم عانقها ايضاً بحنو وحب واردف هامساً _ خدي بالك على حالك يا شهد ... وعايزك تجوى شوية عن أكدة ... مسمعاش حديتهم عاد ! ... احنا ولاد الجابري ... متخافيش من حد واصل .
بادلته والتمعت عيناها بالدموع وهى تودعه مردفة _ مع السلامة يا اخوي .
ابتعد يطالعها بعمق ثم تنهد وغادر يستقل سيارة زين الذى اراد توصيله تلك المرة ... فكلماته ليلة امس اضاعت النوم من عينه وارهقت عقله وقلبه ولكنه اقنع حاله ان عبد الرحمن تفوه بهذه الكلمات فقط ليخرجه من حالته او لجعله يبوح له بأسباب هذا الطلاق .
قاد زين وخرج الى الطريق الرئيسي بسيارته وعبد الرحمن يجلس بجواره شارداً ..
طالعه زين بترقب لثوانى ثم سحب شهيقاً قوياً وزفر بعمق يردف _ عليا وعادل كانوا عيحبوا بعض جبل ما نتجوز .
التفت اليه عبد الرحمن يطالعه بصدمة وذهول فتنهد زين يتابع وهو يتطلع للامام ولا يريد النظر لوجه _ مكانِش عندى علم ... انى عرفت دلوك ... في الشهر اللى هى اجت فيه تشتغل في الشركة اتعرفت عليه وهو حبها ... وهى كمان حبته وكانوا رايدين بعض مع انهم عارفين ومتأكدين ان العيلة مجررة جوازنا ده من سنين ..
قاد يتنهد بعمق ويتابع بقهر _ اتجوزنا وغصب عنى مجدرتش افتح جلبي ليها ... من اول يوم وطريجتها معاي مكانتش عجبانى ... جولت يمكن لما نتعود على بعض ... بس انى كنت آخر حسابتها ... كانت عتتكلم معاه علطول وعتحكيله عنى صحيح مكانش يرد عليها بس بردك مصدهاش ... كان ييجي يحكى معايا ويسألنى عامل ايه وهو عارف منيها كل حاجة ... كانت بتنام على سريري وتجوم تشتكيله منى ..
قبض بيده بقوة على طارة القيادة حتى ابيضت عروقه وبرزت فتابع بغضب _ انى كنت غبي ... كانوا عيغفلونى لشهور ... ولولا موبايلها مكنتش عرفت كل ده ... لما عرفت ملجتش جدامى اي حل غير انى اطلجها وارميها من الجصر ... لا جادر احكى لحد ولا عارف اعاجبها ازاي على العاملة الوعرة دي ... ان جيت للحج ... انى نفسي افضحهم واسيب اهل البلد عليهم ... بس عيتجال مرات زين الجابري خانته مع صاحبه ... سيرتى عتبجى على كل لسان واللى يسوى واللى معيسواش عيتحدت عنى ... وهكون مسكت عدويني فرصة من ذهب ... علشان أكدة معتكلمش يا اخوي ... معينفعش اتكلم واصل ..
كان عبد الرحمن يستمع له بذهول وصدمة الى ان انتهى فأردف عبد الرحمن بعد استيعاب دام لدقيقتين _ الخاينة الغدارة هي والكلب ده ... معجول توصل بيهم الخسة لأكدة !!! ... ياااااا يا زين ... كل ده شايله جواك وساكت !!! ... كنت شاركنى يا اخى .
طالعه لثوانى يردف _ جولتلك اهو يا عبد الرحمن ... جولتلك لان انت الوحيد اللى اجدر اثج فيه وابجى عارف ان عمر سرى ما هيخرج واصل .
تنهد عبد الرحمن واردف بتروى _ متجلجش يا زين ... انى عمرى ما عجول لمخلوج ... وانت اوعاك تفكر ان عملتهم هتمر أكدة !!! ... لازم يتعاجبوا صُح ... عمك عرف !!
اومأ زين بصمت وتابع قيادته بينما شرد عبد الرحمن يفكر في امر اخيه وقوة ألم ما يخفيه .
❈-❈-❈
بعد يومان في منزل مهرة
تجلس تتحدث مع عبد الرحمن عبر الهاتف مردفة بتروى _ ليه ما بيصير عبد الرحمن !!! ... انا ما بدى اجلس هيك لا شاغلة ولا عاملة !... بدى اعتمد على حالي واشتغل وانا لهيك اتعلمت .
تنهد عبد الرحمن يردف بعدم اقتناع _ وايه لزومه عاد يا مهرة !!! ... الوضع في جنا غير مصر يابنت الناس ... وانتِ منتقبة ومعيسبوكيش في حالك واصل .
تعجبت واردفت بشموخ _ شو هالحكى عبد الرحمن !!! ... نقابي ما بيمنع انى اشتغل ... وكتار هون حريم بقنا عم يشتغلوا ... ما اقنعتنى بهالحكى .
تنهد بعمق ثم اردف بحنو وحب _ تمام يا مهرة ... اوعدك هفكِر في الموضوع ... انى خايف عليكي مجصديش اجيّد حريتك واصل ... خصوصاً انى إهنة بعيد عنيكي .
تنهد تردف بهدوء وتروى _ خلص عبد الرحمن ... فهمانة عليك انا ... بس مشان خاطرى فكر وردلي خبر ... بعرف انك ما رح تكسر خاطرى .
اردف بحنو _ ماعاش ولا كان اللى يكسر خاطرك يا مهرة جلبي ... طمنيني عن عائشة وعمى ابراهيم !
اردفت بود وتروى _ كتييير مناح ... عم يسلموا عليك ... وانت شو الاخبار عندك !... الامور تمام !.
تنهد بقوة ثم اردف بشعور غريب _ تمام جوى ... حاسس ان جلبي طاير يا مهرة ... فرحان فرحة غريبة ... المهم انتِ خدى بالك من نفسك زين ... وجولي لعائشة تسجى الزرع اللى تحت البيت عنديكم ... آخر مرة شوفته كان دبلان .
تعجبت من طريقته واردفت بتساؤل _ انت فين هلأ !! ... يعنى بالمقر ولا بشى دورية !!
فجأة استمعت الى اصوات صياح عالية وقوية وقطع الخط بعدها ... نغزها قلبها وحاولت اعادة الاتصال ولاكن كان غير متاح .
وقفت على حالها تفكر بقلق ... دلفت عائشة عليها تطالعها بتعجب مردفة _ مهرة ! ... شو صار ؟
تنهدت تردف بقلق _ ما بعرف عائشة كنت عم حاكى عبد الرحمن وانقطع الخط فجأة .
اردفت عائشة مطمئنة _ ما تقلقي بيكون انقطع الارسال ... بتعرفي انه هالمناطق اللى هنن فيها بتكون بعيدة كتير والشبكة ما بتوصلها .
تنهدت بعمق تومئ ثم حاولت ان تهدأ وتقنع حالها بكلمات شقيقتها بالرغم من احساسها التى لا تريد تصديقه .
❈-❈-❈
مساءاً بعدما تمكن القلق من مهرة قررت الذهاب الى مقر شركة الجابرى لتخبر زين الجابري او لتطمئن منه فهو الوحيد الذي يستطيع معرفة آخبار عبد الرحمن .
وصلت مهرة الى مقر الشركة فاوقفها الامن عندما لاحظ نقابها واردف بترقب _ مين حضرتك !
تنهدت واردفت بتروى _ انا مهرة الشريف ... قوله لزين بيه انو انا بدى اياه .
نظر لها قليلاً ثم اومأ ورفع هاتفه يحدث مكتب زين الجابري واخبر السكرتيرة بالاسم والتى بدورها سألت زين فسمح لها بالصعود .
صعدت مهرة واستقلت المصعد حتى وصلت الطابق المنشود ... خطت فى الردهة حتى توقفت امام فتاة ذو ملابس رسمية رحبت بها بطريقة عملية مردفة _ آنسة مهرة ! ... اتفضلي زين بيه ف انتظارك .
اومأت لها وتنهدت تزفر بقوة وهى تتقدم من المكتب الداخلى لزين الجابري .
لفت مقبض الباب ودلفت بحذر تنظر حولها فوجدته يجلس خلف مكتبه يطالعها بترقب الى ان توقفت امامه تطالعه بتعمن وارتباك فبرغم قوتها وثقتها بنفسها الا انه يحيطه هالة من الهيبة والشموخ تجعلها تحبس انفاسها امامه ... زفرت تردف بترقب _ بعتذر لانه اجيت بدون خبر بس عن جد الموضوع مهم كتير .
انغلق الباب تلقائياً فأنتفضت على اثره بينما هو تنهد وطالعها بعمق وشرود ... يفكر داخله (ماذا يوجد عندكِ وليس عند غيركِ ليحبكِ شقيقي كل هذا الحب !!! ... ماذا فعلتى له لينقلب حاله هكذا ويصبح أكثر الرجال مرحاً وسعادة قبل حتى ان تاتي بيته !!! هل حقاً استخدمتى سحركِ عليه مثلما تقول والدتى ام هناك سحراً من نوعٍ خاص !)
تنهد يستعيد تركيزه ويردف بترقب وجمود اعتاد عليه بسبب ما عاناه _ خير يا آنسة مهرة ! ... ياترى ايه هو الموضوع المهم جوى إكدة اللى يجيبك أهنة فجأة !... المفروض كنتي تاخدي معاد جبلها!
تنهدت تطالعه بحنق ثم اردفت بشموخ وقوة _ عبد الرحمن ... ما عم بعرف اوصله ... كان عم يحكى معى وفجأة الاتصال انقطع وما عاد عرفت عنه شى ... دقيتله كتير بس ما عم يضبط معى ... قلقت كتير وقلت اجى اطمن منك عليه .
انقبض قلبه لاجل شقيقه ولكنه اردف بثبات ظاهرى _ اطمنى يا مرت اخوي ... الفرح هيتم في معاده متجلجيش أكدة ... المكان اللى اخوي فيه الاتصال فيه ضعيف شوية وبعدين ده الجيش مهواش في رحلة علشان تتحدتى معاه وجت مانتِ عايزة !.
تعجبت من بروده وضيقت عيناها تردف بجدية من خلف نقابها _ شو عم تحكى انت !! ... عم قولك انقطع الخط فجأة وقبلها كان عم يحكى معى انه حاسس بشى و ...
قاطع حديثها رنين هاتف زين الخاص ... اشار لها بيده ان تصمت وفتح الخط يردف بترقب _ الو !
اردف الطرف الآخر بترقب وصوت حزين _ ايوة ! ... الاستاذ زين عبد الرحمن الجابرى معايا ! .
التوى قلبه وهو ينظر لمهرة بعيون مترقبة ثم توقف واردف بتوتر ملحوظ _ ايوة انى زين الجابرى ... مين حضرتك !
اردف الآخر بصوت مهزوز وترقب _ انا النقيب نجيب عبد الوارث ... انا أسف انى ابلغك خبر زي ده ... بس لازم تفتخر بعبد الرحمن ... اخوك استشهد في حادث ارهابي استهدف موقعه هو وزمايله ... شدك حيلك واتأكد ان هو حيٌ يرزق .
كان يقف يتطلع على تلك التى تنظر له بترقب وقد تسرب القلق اليها فتسائلت بصوت مكتوم _ شو صار .
ابعد الهاتف عن يده وشعر كأن الارض تدور من اسفله وفجأة اختل توازنه وسقط على ركبتيه فزعرت هى واتسعت عيناها واردفت بهمس وقهر _ لاااا عبد الرحمن !!.
اما هو فصرخ من اعماق قلبه بصوت هز الشركة بأكملها يردف _ اخوووووووي .