رواية عقوق العشاق - بقلم هدى زايد - اقتباس الفصل الثالث والثلاثون
رواية عقوق العشاق بقلم هدى زايد
تعريف الرواية
أنا المتمرد الذي سقط في جوف الظلام، ظن أن عشقك هو ومضة الأمل، لكن وجدته بداية الآم
الجزء الرابع من سلسلة العشق الأسود
التصنيف
رومانسية اجتماعية، قصص رومانسية، عاطفية
سرد الرواية
لغة عربية فصحى
حوار الرواية
عامية مصرية، عاميه
❈-❈-❈
اقتباس الفصل الثالث والثلاثون
رواية عقوق العشاق
اشتاق حقًا لعائلته لا يعرف كيف طاوعه قلبه و ترك عائلة كـ هذه، على كلٍ حدث ما حدث و أنتهى الأمر، قارب أذان الفجر و يريد أن يرتشف قهوته نظر في ساعة معصمه ثم همس لزوجته بأن تُعد له واحدة قبل المغادرة، وقفت لتتجه نحو المطبخ لكن منتعها رُبى قائلة بإبتسامة واسعة
- خليكِ يا طنط أنا عملتها خلاص
اكتفت سيلا بالإبتسامة ثم عادت محلها، ارتشف رشفات سريعة و متتالية من قدحه، ومع آخر رشفة منها صدح صوت الآذان، رفعت الجدة تردد بخفوت داعية الله أن يُصلح بين الأخوين بعد أن فعلت ما بوسعها لجمع العائلة من جديد، تفرقت العائلة للصلاة بينما هبط مالك ليؤدي صلاة الفجر في المسجد، هرع عابد لـ يلحق بالصف الاول من المصلين، رفع كفيه و قال بخفوت
- الله أكبر
بدأ أمام المسجد قراءة الفاتحة و ما تيسر من القرآن في الركعتين، انتهى من الصلاة ثم القى التحية مالك على الجانبين صافح الجالس على اليمين و هو يقول بهدوء
- تقبل الله
ثم نظر لأخيه و قال بنبرة مقتضبة
- تقبل الله
رد عابد بهدوء قائلا:
- كان نفسي اقول منا و منك بس ازاي ها يتقبل منك ربنا و أنت مخاصم اخوك يلا معلش أنا خدت ثواب الرد عليك بردو
لم يفشل عابد مرة واحدة أن يزيد من غضب اخيه بأي طريقةً إن كانت
❈-❈-❈
بعد مرور عدة أشهر
كان نوح يقف أمام غرفة العمليات في انتظار مولده الثاني، القلق و الذعر ينتابان قلبه، طمئنه و الده و عمه لكنه لن يطمئن إلا بعد يرَ زوجته بأم أعينه، خرجت الممرضة و على و جهها إبتسامة عريضة و قالت:
- مبروك ولد زي القمر
- طب و أمه عاملة إيه ؟
- ما تقلقوش هي كويسة ساعتين و هتتنقل لأوضة عادية
حمله نوح و قال بإبتسامة واسعة
- حمد لله على السلامة يا صفوان باشا
رد تيم و قال بإبتسامة واسعة
- بقى الكائن دا تعب اختي أنا و في الآخر جاي بدري عن معاده بشهرين ؟! مش طالع حلو زي تيتو
ابتسم عابد و قال
- حلو و لا وحش دي نعمة غيرك يتمنى ضفرها
قول الحمد لله
خرج مالك من باب المصعد و قبل أن يصل لمنتصف الرواق وجد ابنه يُقبل عليه و هو يحمل حفيده الثاني و قال
- صفوان نوح مالك المحمدي نور يا باشا
نظر له و قال بإبتسامة واسعة
- حمد لله على سلامتك يا صفوان باشا نورت الدنيا
دس يده في جيبه حلته ثم وضع ظرف صغير و قال بهدوء
- دي حاجة بسيطة من تيتا معلش مقدرتش تيجي
- هي مجتش ليه ؟
- أنت عارف امك بتتعب من المستشفيات و مبتتحملش تقعد فيها من ساعة اختك ملك و اللي حصلها ساعة الولادة
- بس يا بابا الموضوع دا عدا عليه كتير
- امك عندها وسوس و بصراحة مرضتش اخليها تيجي كانت هاتعمل مليون مصيبة عشان حطيت الظرف على البطانية من غير ما اعقم ايدي وووو لا و عليه إيه كدا احسن كتير
ضحك نوح و قال
- نفسي تبطل الوسوس دا بقى بجد كدا غلط عليها
أتى عابد و صافح أخيه ثم بارك له على قدوم حفيده بادله مالك ذات المباركات و التهنئة
عادت الحياة بينهما كما في السابق و لكن مازال مالك يقطن في شقته بعيدًا عن العائلة احيانًا يعود لشقته بمسكن العائلة و يقضي فيها عدة أيام ثم يعود من حيث أتى .
في منزل نجاة
كان زكريا جالسًا يستذكر دروسه على ضوء أحد الكشافات رفع رأسه عن الدفتر و هو يمسح حبات العرق المتكونة على جبينه، على ما يبدو أن إنقطاع الكهرباء هذه الفترة سيكون مرافق له، الأيام تمر عليه بشق الأنفس، الوضع بالنسبة له غاية في الصعوبة، والدته تعامله معاملة غير آدمية من أجل زوجها الذي يحسبه عمه، تأفف بيضق من فرط تعبه من حرارة الجو الذي لم يرأف به كـ والدته ليت يعود الشتاء و يرحمه، لملم الكتب و الدفاتر خاصته ا تجه نحو باب الشقة و قال بصوته الرقيق
- أنا ها روح عند خالتـ.....
ردت والدته دون أن تعرف من الإساس إلى أين يريد أن يذهب في هذا الوقت المتأخر
- روح روح
غادر أخيرًا من كان يـقـ طع عليها لحظات الرومانسية مع زوجها، نهضت عن المقعد تاركًا ما كانت تفعله متجهة نحو غرفتها بدلت ثيابها
بـ منامنة أخرى حريرية، تعطرت و وضعت بعض مساحيق التجميل خاصتها، بينما ابنها خرج من بيتها و لا تعرف إلى أين ذهب هو، كان يسير في الحارة يردد الكلمة و معناها حتى بات يحفظهم عن ظهر قلب، وصل لـ منزل خالته طرقه بخفة فـ فتح له زوجها تردد في بادئ الأمر بأن يخبره لِمَ أتى إلى هنا، لكن فجأهُ زوج خالته و هو يحدثه بترحاب قائلًا
- تعال يا زيزو ادخل
تابع و هو يحاوط كتفه بذراعه و قال
- الظاهر إن حماتك بتحبك تعال كُل معانا
ما هذه المفاجآت التي لا حصر لها في وجهة نظره زوج خالته يرحب به من جديد بعد أن قالها علنًا بأنه لايريده هنا !! حتى دالال ذات تعجبت من هذا الأمر، لكنها لم تظهرهُ حتى لا يتغير من جديد.
مر الوقت و انتهى زكريا من تناول وجبته اللذيدة الشهية التي لم يأكلها منذ فترة طويلة
رغم محايلاته لوالدته بأن تصنعها له، جلست خالته تستذكر له دروسه رغم أنه مُهمل من قِبل والدته إلا إنه يتابع دراسته و يجتهد حتى ينجح كان يجيب على اسئلة الدرس و هو يتثئاب نظرة له بشفقة و حزنٍ دفين، قادته حيث فراش ابنها وضعته فيه و دثرته جيدًا
ثم غادرت الغرفة، مددت جسدها على حاغة الفراش بعد أن اخبرت زوجها بأنه غلبه النعاس و أن في الصباح الباكر سيذهب رفض مغادرته
و طلب منها أن يبقى هنا تصرفاته منذ دخول ذاك الصغير عجيبة و مُدهشة لم تكن إن كان هذا هو ما يُسمى بتأنيب الضمير أم مجرد يوم يمر و أنتهى الأمر.
في الساعة الثانية بعد منتصف الليل
رفع زوجها رأسه عن الوسادة بهدوءٍ و حذر تأكد بأنها في سباتٍ عميق، خرج من الغرفة على أطرافه حتى لا يوقظها، سار بخطوات هادئة التفت حوله أكثر من خمس مرات خلال دقيقتين، وصل أخيرًا لغرفة ابنه التي أعدتها زوجته قبل ولادة الصغير و عندما يتم العامين يتم نقله فيها، اقترب من زكريا و هو يمرر لسانه على شفتيه، وقف أمامه و قال بخفوت
- زيزو زيزو
استيقظ زكريا بعد أن ايقظه زوج خالته، مد نظر له و قال بهدوء و هو يحاول إزاحة
بنطـ ا له كان زكريا يقف متخشبًا كالتمثال لا يعرف يقول أو بمن يستنجد، سأله زوج خالته بنبرة هامسة تكاد أن تكون مسموعة و هو يضع نصب عيناه قطعة من الشوكولاتة قائلا:
- بتحب يا زيزو الشوكولاته
تناولها الصغير و قال
- اوي يا عمو وحيد
لفه وحيد جعلًا ظهر زكريا مقابلًا لوجهه و قال
- إيه رأيك اجيبها لك كل يوم ؟
كاد أن يسأله عن سبب استدارته و لماذا يسقط عنه بنـ طـا له لكنه تفاجأ به يقـ يـده
مثبتًا وجهه على الفراش، و قال بنبرة تحذيرية تبدلت في ثوانٍ كما تتبدل السماء الصافية لسماء متبلدة بالغيوم قائلا:
- لو سمعت صوتك و لا قلت لـ خالتك دالال
ها قـ طـع رقبـ ـتك بالسـ كـينة دي.
انتابت زكريا رعشة و تسارعت دقات قلبه بقوةً
كاد أن يصرخ لكنه فجاة و بدون أي مقدمات
يتبع...