رواية عقوق العشاق - بقلم هدى زايد - اقتباس الفصل الثاني والثلاثون
رواية عقوق العشاق بقلم هدى زايد
تعريف الرواية
أنا المتمرد الذي سقط في جوف الظلام، ظن أن عشقك هو ومضة الأمل، لكن وجدته بداية الآم
الجزء الرابع من سلسلة العشق الأسود
التصنيف
رومانسية اجتماعية، قصص رومانسية، عاطفية
سرد الرواية
لغة عربية فصحى
حوار الرواية
عامية مصرية، عاميه
❈-❈-❈
اقتباس الفصل الثاني والثلاثون
رواية عقوق العشاق
في شقة مالك
كان يتابع التلفاز بمللٍ بينما كانت زوجته تُحضر طعام وجبة الإفطار، لقد قاربت ساعة الإفطار وقف عن مقعده متجهًا حيث المطبخ وجدها تحضر أصناف عديدة سألها بنبرة متعجبة و قال
- لمين دا كله ؟!
- للينا و لاولادنا يا مالك في إيه أنت نسيت إن هم هيفطروا معانا ؟!
رد ساخرًا و قال
- الظاهر أنتِ اللي نسيتي إن كل سنة بيفطورا تحت
- ايوة بس هما عارفين. إننا مش تحت فأكيد هايجيوا يفطروا معانا
- بلاش العشم ياخدك اوي كدا و اعملي أكل يكفي نفرين بس
ردت سيلا بعناد قائلة
- لا هعمل الاكل و إن شاء الله يجيوا و يلموا البيت
حرك مالك رأسه حركة بلا معنى ثم خرج من المطبخ هوى بجسده على الأريكة مرة أخرى
يتابع التلفاز الساعة المتبقية قبل آذان المغرب
بعد مرور ساعة و عشر دقائق تقريبًا، كانت سيلا جالسة في انتظار ابنائها، هتف مالك أكثر من مرة قائلا بهدوء
- قومي كُلي بقى المغرب اذنت من عشر دقايق
- طب اصبر كمان خمس دقايق
هدر بصوته قائلا بغضبٍ
- اصبر إيه تاني قلت لك محدش هايجي و أنتِ اللي في دماغك في دماغك قومي بقى خليني نأكل اللقمة قبل العشا ما تأذن هي كمان و لا نستنا السحور !!
- حاضر هاقوم اهو
بعد مرور ساعتين تقريبًا
هبط مالك على سلالم الدرج بهدوء وصل لمسامعه صوت ضحكاتهم، تقابل مع تيم عند اعتاب شقة الجدة ابتسم له و هو يقول
- ازيك يا عمي كل سنة و أنت طيب
تجاوزه مالك دون أن يرد على كلماته، تابع هبوط سلالم الدرج ليتفاجئ بأخيه يصعد في ذات الوقت تجاهله أيضًا محاولًا عدم الاحتكاك بجسده حتى لا يحدثه، خرج من البوابة الحديدية و اتجه حيث المقهى التي أصبحت ملاذه الوحيد هذه الفترة، جلس علي أحد المقاعد و بدأ يتحدث مع أصدقائه الجُدد
حتى ساعات الليل الاولى.
عاد ليتناول وجبة السحور ما إن هاتفته زوجته بأن الطعام اصبح جاهزًا، صعد الدرج و قبل أن يتابع صعوده تقابل مع والدته حدثته قليلًا و عندم خرج عابد من شقته سألها قبل أن يغادر بهدوء
- أنا طالع عان اتسخر عاوزة حاجة ؟
ردت بذات النبرة قائلة
- سلامتك يا حبيبي
غادر المكان قبل أن يحدثه احد الوضع بالنسبة له اصبح شبيه بالإنسان الآلي الذي يسير حسب التعليمات، كان عقله هذه الفترة هو المسيطر و قلبه خاضع له، ولج شقته و بدأ في تناول وجبته مع سيلا التي مازال بداخلها أمل بأن يوما ما سيأتي ابنائها يتنالون معها وجبة الإفطار أو السحور، كان مالك يلوك لقيماته بهدوء و هو يخبر زوجته بآخر المستجدات قائلا بتذكر
- مرعي البواب كلمني و قالي إن الشقة خلصت خلاص و كمان كلمت كام واحد كدا هاييوا بكرا الصبح ياخدوا الشنط و الكام حاجة اللي حضرتيهم هاتعوزي حاجة تاني ؟
ردت بهدوء
- لأ خلاص كدا حلو اوي المهم يخلصوا نقل بدري بدل التأجيل اللي مبقاش له لازمة دا أنا خايفة العيد يجي و أنا لسه في الكركبة دي
رد مالك مطمئنًا إياها قائلا:
- لا متقلقيش الدنيا دي ها تتلم في يومين و لو حسيتي مش هتعرفي لوحدك هابقى اجيب لك حد يساعدك
❈-❈-❈
بعد مرور يومين
خرجت سيلا مع زوجها قبل آذان العصر، كانت تؤكد على كل شئ بنفسها، هبطت معه
على سلالم الدرج حيث شقة الجدة، كانت العائلة باكملها عدا عابد الذي كان في شقته يقرأ ورده اليومي، جلس مالك جوار والدته داخل غرفتها حدثها قليلًا ثم قرر أن يغادر ليتمم كل شئ مع رجال الشاحنة المتجهة لشقته الجديدة، نظر لزوجته و قال
- أنا هرن عليكِ و ابقي انزلي عشان مش هاطلع تاني بقى
-ماشي
كانت بنات العائلة و نسائها في الغرفة مع الجدة نظرت الجدة لزوجة ابنها و قالت بإبتسامة واسعة
- خلاص ماشية ؟
ردت سيلا بهدوء دون التطرق لآحاديث جانبية
- كدا افضل بكتير صدقيني و ....
قاطعها رنين هاتفها المحمول، نظرت له ثم عادت ببصرها للجدة و قالت:
- دا مالك أنا لازم انزل عشان لسه عندي يوم طويل سلام عليكم
غادرت سيلا الغرفة بل المكان بأكمله دون أن تصافح أحد أو تحدث إحداهن، كان خروجها من المكان بمثابة خروج روحها من جسدها، تشعر بالضيق و الحزن لكنها تحاول رسم البسمة تقابلت مع عابد و لأول منرة منذ اكثر من شهرين، لم تحدثه أو حاول هو افسح لها الطريق لتتجاوزه بهدوءٍ تام، لو كانت امرأة غريبة على الأقل القى عليها التحية، ولج الشقة لـ يعرف بما هو أسوء و أن أخيه غادر دون أن يخبر أحد الوحيدة التي اخبرها والدته قبل يومين و باركت له خروجه من البيت لم يعد عابد يعرف لماذا وافقت على خروج اخيه آخر ما كان يخطر على باله هو هذا الحل الذي وصل إليه مالك !
مر الوقت و جاء موعد الإفطار، علما نوح و بيجاد بخروج والديهم من البيت التزموا الصمت حتى لا تتأثر الجدة بأي تعب مفاجئ
و التفوا حول المائدة لتناول وجبة الأفطار، العجيب في الامر أنها تتعامل و كأن ابنها جالس بينهما و ليس تاركًا بيته و عائلته من أجل زوجته، سألتها مليكة من بين دموعها حزنًا على أخيها
- ليه يا ماما ماقلتيش لـ مالك يفضل في بيته و ازاي تبقي عارفة و متعرفنيش عشان اكلمه !!
- يا بنتي كل واحد ينام على الجنب اللي يريحه هو شايف راحته في إنه ياخد مراته و يخرج يبقى خلاص نسيبه براحته و احنا براحتنا
ردت فيروز بتساؤل
- و هي راحتك يا ماما في بُعدنا عن بعض دا لما ببقى مسافرة بتفضلي تقولي القعدة وحشك من غيرك ما بالك واحد عايش معاكِ ليل نهار و عياله و عيال عياله في حضنك و هو لأ هاتبقي مرتاحة طب ازاي ؟
- يا فيروز يا بنتي الدنيا تلاهي و كل واحد عنده اللي مكفي لو قعدتي جنبي النهاردا بكرا مش هاتقعدي و بعدين ما كل واحد على راحته هو أنا هاغصب الناس تقعد و لا متقعدش يلا بقى كلوا و كفاية كلام العشا هتأذن و احنا لسه مفطرناش
لم يحدثها أحد أو يعترض احد الوضع اصبح مريبًا ماهذا الهدوء الذي تتحلى به الجدة، تناولت وجبتها ثم ولجت غرفتها، جلست على حافة فراشها التقطت هاتفها ضغطت على زر الإجابة ما إن وجدت اسم مالك ابنها يضئ شاشة هاتفها، اطمنئت عليه في كلمات بسيطة ثم انهت مكالمتها ما إن ولج عابد الذس جلس مقابلتها متسائلا بهدوء
- ليه سبتي يمشي يا ماما
- هو مين ؟
- مالك اخويا يا ماما
- احنا مش هنخلص من الكلام في الموضوع دا بقى !! ما قلت مليون مرة كل واحد ينام على الجنب اللي يريحه و لو أنت كمان عاوز تاخد مراتك و تمشي بالسلامة يلا أنا م هامسك في حد البيت مفتوح و اللي حابب يقعد في يقعد و اللي مش عاوز الباب يفوت جمل مش حمـ ير زيكم
سألها عابد بإبتسامة جانبية
- يعني عاوزة العُقد يتقـ طع ويفرط منك ؟!
أجابته بعدم إكتراث
- كدا و لا كدا لازم يتقـ طع انا مش عايشة لكم العمر كله
- ماشي يا أمي اعملي اللي يريحك بس افتكري إني جيت لحد عندك و سالتك عن اخويـ.....
هدرت الجدة مقاطعة بغبٍ جم ضاربة بكل من تسول نفسه الدفاع عن عابد عرض الحائط، هرع جميع افراد العائلة على إثر صوت الجدة التي قررت أن تفجـ ـر قُنبلتها الموقوتة قائلة:
يتبع...