رواية عقوق العشاق - بقلم هدى زايد - اقتباس الفصل التاسع والعشرون
رواية عقوق العشاق بقلم هدى زايد
اقتباس الفصل التاسع والعشرون
ردت الجدة قائلة بسخرية
- افطر ياخويا مع عروستك وادرى اليومين دول ادي الأكل اهو جبته لك بنفسي اياك يطمر فيك
أشارت بيدها قائلة بتذكر
- خد يا واد يا تعال اقل لك
اقترب منها ليستمع لحديثها الهامس، جحظت عيناه من فرط جرأة الجدة، هدر بصوته المرتفع متسائلا بغضبٍ مكتوم
- هو في إيه يا ستي إيه اللي جرا لدا كله ؟!
قومي ياستي قومي صلي الفجر قرب يأذن قومي ارتاحي و ياريت اللي حصل دا تنسيه
- عيب يا نوح تقول الكلام دا أنا ستك حبيبتك سترك وغطاك اللي هاتداري عليك
تنفس بعمق و هو يحاول كظم غيظه الشديد
أما الجدة وقفت عن الأريكة متجهة حيث باب الشقة سار خلفها نوح وزوجته التفتت لهما و قالت
- كان نفسي اقلك يغلبك بالمال وتغلبيه بالعيال بس بعد اللي شفته مليش عين اقولها معلش يابنتي حقك عليا أنا كسفني
رنت ضحكات رُبى ما إن ختمت الجدة حديثها
اوصد الباب ثم نظر لها و قال بوعيد
- بتضحكِ عليا ها ؟
- لأ يا روحي العفو دا أنا بس مبحبش اكسف تيتا
- بقى تيتا معاها حق هاا ؟
القى بمعطف حلته السوداء أرضًا. و هو يقترب خطوة مقابل الخطوة التي تتراجعها، التفتت نحو باب حجرة النوم و هي تحمل فستانها، اختلطت ضحكاتها بين توسلاتها و تحذيراتها
ولج الغرفة ثم اوصد بابها، و ماهي إلا ثوانٍ
معدودة و خرجت و تبدلت الضحكات لصرخات عالية هرع محاولًا تهدأتها قائلا برجاء
- ابو س ايدك كفاية صريخ البيت كله هايصحى و هايفهمنا غلط كفاية ستي و اللي حصل
وقفت على الأريكة و هي تتوسله و قالت
- ابوس ايدك أنت طلعه برا يا نوح
أشار بيده و قال
- يا دي الليلة اللي مش ها تعدي النهاردا، اهدي يا بت الناس هاتتلم علينا و....
قاطعته بصوتٍ مرتفع
- يابابااا خرج من الاوضة اهوو يا نوح يا مامااا
❈-❈-❈
هبطت الجدة بخطواتها الهادئة، و هي تلتقط أنفاسها بصعوبة جلست على أقرب مقعد و قالت
- فين الأكل بتاعي يا ولاد ؟
وقبل أن ترد ابنتها صدحت صرخات ربى المكان مختلطة بصرخات نوح الذي يتوعد لها
حاولت العائلة تجاهل الصوت وبداخلهم خجل
إلا أن زاد الأمر عن الحد وهي تستنجد بوالديها، هرع الجميع تجاه الطابق الثالث قبل أن يتهور ذاك المجذوب.
طرق عابد بقضبة يد ها على باب الشقة وقال
- افتح يا نوح الباب
ليرد مالك وقال
- اهدأ ياعابد جايز احنا اللي فهمنا غلط دول عرسان ياجدع ما أنت كنت عريس زيه
رد عابد بعصبية وقال
- اهدأ و زفت إيه أنت مش سامع الهجمي اللي جوا دا و هو بيحلف و يتحالف لها هي لو بنتك ها تسكت كدا يا مالك
تابع بغيظ مهدد‘ا إياه قائلا
- اقسم بالله لو مافتحت يا نوح لاكسـ ر الباب فوق دماغك
وصل إلى مسامعه بكاء ابنته مما زاد من غضبه أمر أثنان من الشباب بكسر الباب وقبل أن ينكسر بلحظات فتح لهما الباب و سقط كلا من شاهين و تيم أرصًا، بينما سأل نوح عمه
- و بعدين في بنتك يا عمي اقسم بالله جبت أخري منها مش كدا بجد
رد والده وقال
- روح الله يكسفك زي ما كسفتني قدام الراجل
نظر عمه لـ هيئته غير المهندمة تلك، وجد أزرار قميصه مفتوحة و بيده عصاة مخصصة لتنظيف الأرضيات، بينما ابنته كما هي بفستانها الأبيض عدا وشاحها الأبيض الطويل، سأله بدون قصد
- إنتوا بالبدلة والفستان لحد دلوقت ؟!
يتبع...