-->

رواية عقوق العشاق- بقلم الكاتبة هدى زايد- الفصل الثامن والعشرون الجزء الثاني


رواية عقوق العشاق 

بقلم الكاتبة هدى زايد 




الفصل الثامن والعشرون 

الجزء الثاني

رواية 

عقوق العشاق 



حماتي ست طيبة في حالها وعمرها ما قالت لي كلمة زعلتني الحمدلله و كمان حمايا راجل زي السكر بصراحة و بيت العيلة مش وحش زي ما الناس بتقول 


كادت أن ترتاح ثم تعاود ترتيب الملابس من جديد وجدتها تذهب نحو المرآة و قالت بانبهار 

- إيه الميك اب دا كله ؟!  دا يكفي سنة عروسة بقى !!  بس غريبة دا كأنك مابتحطيش منه ؟! 

- فعلا مبحبش احط منه طول ما جوزي مش هنا 


كادت أن تتحدث لكن دخول ابنها زكريا قاطعها و هو يقول بصوته الرقيق 

- يلا يا ماما بابا بيقل لي يلا نمشي 


مدت رقية له يد ها  بقطعة من الشوكولاته و قالت بإبتسامة واسعة

- خد يا حبيبي 


رد زكريا بإبتسامة بشوشة و قال 

- شكرًا مش عاوز 

- ليه مش أنا زي ماما و دي حاجة بسيطة 

- شكرًا يا طنط أنا آسف أنا اتأخرت على بابا و اونكل بيجاد بينادي عليا 


عا نق يد ه في يد والدته و قال بإصرار جعلها تكاد تموت غيظٍ من تصرفاته هو و أبيه 

- يلا يا ماما اتأخرنا 


ابتسمت إبتسامة مزيفة و قالت 

- معلش يا رقية كان نفسي اقعد معاكِ من كدا بس زي ما أنتِ شايفة رضا مش ساكت


بعد خروج عائلة رضا 

ولج بيجاد وجد زوجته ترتب الخزانة، سألها بعتاب قائلا 

- قمتِ ليه دلوقتِ  

- اسكت يا بيجاد دي مش ست طبيعيةو لا حتى فضولية  اقسم بالله دي الفضول نفسه، إيه دا بجد !! عندك كام قميص مين جابهم لك  مين بيعملك شقتك و محضر و اتفتح لي 


تناول من يد ها الملابس ثم وضعهم قي مكانها المخصص و قال 

- اتفضلي روحي ارتاحي و انا هاعملك كل حاجة 

- انا مش هاتعب نفسي انا بتسلي 

- رقية من فضلك كفاية بقى واحدة عاملة عملية من يومين و النهاردا تقف ترتب دولاب و تسريحة و هي واقفة !!

- طب خلاص اهدأ طب أنا هارتاح اهو 


تابعت بجدية

- بس بصراحة زكريا ابنها حتة سكرة الواد دخل عندي بيخبط صوته هادي وقف قال الكلمتين  ومشي زي العسكري لا لعب في حاجة و بهدل حاجة دا أنا حتى عرضت عليه ياخد شوكولاتة رفض و يا حبيبي علي الرقة اللي في و كلمة طنط طالعة من بؤقه عسل يا بيجاد 


رد بيجاد مؤيدًا حديثها قائلا 

- فعلا الواد قعد معانا مطلعش نفس حتى، و مكان ما ابوه يقعد يقعد هو كمان، دا أنا حتى عرضت عليه يلعب في اوضة البيبي باللعب شكرًا مش عاوز،  و لا مد ايده على اكل و دا شرب غير بنظرة من ابوه و حاجة بجد قمة في الأدب و الإحترام انا عن نفسي مستغرب إن رضا و زكريا تبع مراته سليطة اللسان دي 


سألته بتذكر و هي تتناول دوائها 

-هو أنت مش هتروح خطوبة نوح و ربى و لا إيه ؟ 


تناول قميصًا أسود مع بنطال من اللون الأسود و هو  يقول 

- ما هو أنا بحضر حالي اهو تيتا اصلا مش ناوية تروح و حالفة يمين عظيم ما تروح و هما اللي يجيوا هنا 


ردت رقية ضاحكة

- طب والله تيتا دي عسل و بصراحة يعني معاها حق و بيني و بينك احسن عشان احضر الخطوبة 


وقف أمام المرآة و هو يغلق أزرار قمصيه و قال 

- تحضري مين ياروحي للأسف الدكتور قالت نزول السلم ممنوع و أنتِ لسه يادوب خارجة من العمليات مبقاش ليكِ غير يومين كملي شهور الحمل على خلي ربنا يسترها 

- بس يا بيجاد هايزعلوا 

- مافيش بس كلهم عارفين تعبك و محدش هايزعل و لو حد زعل بالسلامة 


امتعض وجهها و لم ترد على حديثه،  جلس مقابلتها و مذكرًا إياها بمواعيد الدواء القادم، ثم ختم حديثه قائلا من بين أسنانه بنبرة حانية قبل أن يطبع قبلته 

- قمراية حتى و أنتِ زعلانة سلام يا روحي 


                       ❈-❈-❈


يلا يا ستي ابوس ايدك   الراجل قاعد بقاله ساعة 


أردف نوح عبارته و هو يقفز للأعلى قليلًا من فرط غضبه أمام جدته التي تتطالعه بنظراتٍ ساخرة نزعت يدها من كفه ثم ضربته بغيظٍ في كتفه وقالت 


و الله ما هاتحرك من مكان و أنت يا مهزأ يا اللي  لاقي كرامتك في الشارع  عاوز تروح تاني ليهم برجليك 

رد نوح برجاء وهو يتوسلها قائلا 

ياستي اضربيني و اعملي اللي يريحك بس نروح و لما نرجع نبقى نمسك في خناق بعض 


ردت بذات النبرة و قالت 

روح يا نوح بالسلامة و القلب  داعي لك أنا رجلي واجعني مش قادرة انزل 

- وأنا عامل عملية و مش هعرف اشيلك !! 


توسلتها رُبى قائلة بصوتها الرقيق 

- عشان خاطري أنا ياتيتا يلا بقى 

خاطرك على راسي يا بنتي بس لا مؤاخذة يعني احنا مش تحت أمر ابوكِ الدكتور عابد 


انا تحت أمره يا ستي ارتاحتي كدا يلا بقى البت باست اديك 


ماهو عشان أنت مهزأ إنما لأ و بعدين ما تبوس ايدي هو انا م قد المقام خلاص يا نوح كبرت عليا عشان ربنا وسعها عليك بمزرعة  وكام حصان 


يادي الليلة السودا مش هانخلص النهاردا 


رد نوح و هو يربت على كفها بهدو و قال 

- طب يا ستي عشان خاطري خلينا نروح نطلبها من جدها 

- و جدها مايجيش هنا ليه المرة اللي فاتت سكت عشان خاطرك و اتقل من كرامتنا المرة و الله ما هتحرك من مكاني حتى لو جدك نفسه قام قبره و قالي يلا ما ها يلا 


يا بابااااا امك عاوزة تبوظ الجوازة 


ردت الجدة متجاهلة هتاف نوح الذي كاد أن يدوي بصراخاته المكان من فرط غيظه.

- بت يا فيروز تعالي هاتي المسلسل بدأ 


اشار نوح بغيظٍ شديد و قال 

- خليكِ فاكرة يا ستي إن الجوازة لو باظت هيبقى بسببك 


اعتدلت الجدة في جلستها و قالت 

- دا لو باظت يبقى من بختك ملقتش إلا عابد وتقع في النسب بتاعه !!  روح هات جدها يحضر الاتفاق إنما أنا لا رايحة و لاجاية و بدل الحيطة عندك اربعة و في باب شقة اهو بس براحة عشان مايتكسرش دا لسه جديد 

إنما أنا لا يا نوح أنا مش هخرج من داري عشان يتقل مقدري تاني يا نوح.


بعد مشادات كلامية بين الجدة و حفيدها 

وافق أخيرًا أن ينفذ أمرها،  كما وافق ريان أن يأتي هذه المرة،  تجمعت العائلة في إنتظاره 

تناولت من يد ابنها قدح القهوة، و هي ترد على مالك غضبٍ جن لم تعد تتحمل كالسابق 

يشاكسها و يحاول أن يضغط عليها بطريقته

مر الوقت عليهما بين مزاح و جدية مصطنعة 

حتى أتى ريان الأنصاري، بدأ يتحدث في أمور عدة إلى أن قال نوح 

- أنا يا جدي موافق على أي حاجة 


ردت الجدة قائلة

- مش لما تعرف هاتوافق على إيه يا واد ؟!

- مش مشكلة ياستي موافق بردو 


- طب كدا اتفقنا على كل حاجة فاضل اهم حاجة 

-إيه هي يا جدي ؟ 

-القايمة 

-قايمة إيه يا ابو عدنان احنا ما عندناش الكلام دا 

-أنا بقى لامؤاخذة عندي 

-أنت يا واد يا عابد مضيت على قايمة  من ورايا ؟! 

-ايوة ابنك ماضي على شيك بمليون جنيه 

-عشان كدا  لسه مكمل في الجوازة  

-تيتا قومي صلي العشا فاضل لها ساعة و تأذن 


من الآخر كدا يا عابد و مع احترامي للكل نوح يمضي قايمة الجوازة تمشي مايمضيش يبقى مع السلامة 

يعني أنت هاتدي له بنت بنتك  و مش مأمنه على شوية عفش ؟!! دا جوازة إيه اللي توجع القلب  و على كدا القايمة هتكتبوا فيها إيه 

هانكتب فيها كل حاجة جابها بما يرضي الله وهو نفسه لو ما اتكتبش في القايمة يبقى بالسلامة 


هو إيه اللي كل شوية بالسلامة دا تهديد دا يعني و لاإيه الكلام دا مع الغريب مش ابن عمها 


ابن عمها ابن الجيران طلاق تالتة لاكتب كل حاجة جبتها و مجبتهاش في القايمة اقل لك على حاجة يا جدي اكبتي أنا شخصيًا في القايمة عان لا قدر الله تبقى تاخدني معاها ارتاحت كدا نقرأ الفاتحة بقى 


اقرئي يا ستي  ؟ 


مش حافظاها 


وقف نوح على اعتاب باب غرفة الضيوف و قال بصوت مرتفع 

- إنتوا يا جماعة ياللي برا  بطلوا رغي هنقرأ الفاتحة يلا ياستي قولي ورايا 


فاتحة إيه اللي تقرواها هو إنتوا هتجوزوا الواد دا ازاي و هو شايل دراعه زي ما يكون عيل صغير على ايده 


رد عابد قائلا بتذكر 

- ايوة صح أنا نسيت الموضوع دا فعلا يا نوح لازم نصبر لحد دراعك ما يخف يعني 6 شهور سنة 

بركاتك يا ستي 

الله يبارك فيك يا قلب ستك اقوم أنا بقى اشوف اللي ورايا 


خرجت الجدة و جلس نوح مجددا و هو يقول بجدية 

- بص بقى يا عمي الجوازة دي مش هتتأجل وأنا هاتجوز 


سأله ريان ساخرًا 

- و بالنسبة لدراعك ؟ 


أجابه نوح بنفس النبرة قائلا 

- جاية معايا متقلقش 


ختم حديثه قائلا 

- من الآخر كدا هتجوز يعني ها تجوز الخطوبة دي عملوها للي مايعرفوش بعض إنما بنتك أنا عرفاها عرفاها إيه دا أنا حفظتها صم 


تبادلت النظرات بين عابد و ريان، ليُصدر عابد القرار بالنهاية يرضي جميع الأطراف 

- طب يا نوح أنا موافق بس خلينا نقول مُهلة صغيرة شهر شهر ونص كدا يكون شقتك اتفرشت و بنتي جهزت و الدنيا بقت تمام 

- يا عمي اعتبر الشقة اتفرشت امبارح و المُهلة دي  كبيرة  بجد

- معلش يانوح يا أنا كدا رضيت كل الأطراف وشهر ونص يكون ولادي رجعوا من السفر ووقفوا مع اختهم في يوم فرحها ماهو مش معقول يعني اجوزها واخواتها مش معاهم وحوليها 

- بس ياعمي 

- مافيش بس كدا تبقى طماع ارضى عشان الدنيا تمشي أنا لما جوزت اخواتي محدش فيهم فرح من غيري وأنت لما جوزت اخواتك كنت قبلهم في خطوة بيمشوها فـ متحرمش بنتي من فرحة زي دي في تفاصيل بتحصل ماينفعش تتعوض .


بعد مرور عدة ساعات 


بيجاد وقال بإبتسامة واسعة 

- مبروك يانوح ربنا يتمم لك على خير 


تابع بإعتذار 

- بس معلش بقى لو محضرتش الفرح عشان هايبقى صعب اوي 


سأله نوح بضيق 

- ازاي يعني متكنش موجود في زي دا ؟ 


رد بيجاد على سؤاله بسؤالا آخر وقال 

- اعمل ايه بس شغلي صعب اوي هناك و أنا لسه متعين جديد و بالعافية خدت 3 ايام إجازة آخرهم بكرا و اللي معايا راح مكاني النهاردا عشان يشيل عني و الصراحة كتر خيره لحد كدا دي كانت إجازته اصلا  .

                       

❈-❈-❈


في شقة بيجاد 


كانت جالسة تتابع مسلسلها بشغف إلى أن دخل زوجها يغازلها و يشاكسها، تجاهلته تمامًا 

بدل ثيا به ثم مدد جسده جوارها و هو يداعب خد ها قائلا

- فك التكشيرة دي  يا جميل 


ابتسمت رقية له إبتسامة سمجة يحفظها عن ظهر قلب تفعلها دائما عندما تتجنب الكلام معه التقط منها (الريموت) و قال 

- ما تسيبك من التليفزيون و المسلسل و خليكِ معايا 


جذبت منه ( الريموت ) و قالت بنبرة مقتضبة 

- لأ 


مرر أنامله على كتـ ـفها و قال بنبرة ناعمة 

- مسافر كمان كام ساعة خليكِ معايا بقى عاوز اشبع منك 


ردت قائلة بجمود مصطنعة

- مش أنت ماشي على تعليمات الدكتورة بحذفيرها اشمعنى في دي لأ 

- على فكرة كان قصد برئ بس طالما أنا واحشـ....


جحظت عيناها مما يفعله بلحظة انقلب المغزى عليها ليجبرها بالنهاية أنها بالفعل تشتاق له، و لكن اليوم لن تفعل لن ترضخ و بالطبع لن يهون عليها ذهابه بدون وداع أو ورهي تتعمد الإبتعاد عنه، كادت تحنو عليه لكنه قال بجدية مصطنعه 

- طالما أنتِ مش عاوزة تدلعيني أنا اروح أنا بقى ياختي اقول لـ ستي حبيبتي تجوزني واحدة تانية 


نظرت له و لم ترد لكن نظراتها كانت كفيلة أن تقـ تله أرضا،  فـ تابع هو قائلا بجدية 

- متقلقيش هاكون عادل جدا بينكم هي ست أيام و أنتِ يوم اجاي في الساعة خمسة المغرب امشي بقى الساعة سبعة العشاء 


ردت بنبرة مغتاظة و هي ترفع الدثار على جسـ دها و قالت 

- مبروك عليك يا حبيبي إن شاء تو لعوا ببعض 


ضغط على زر الضوء الخافت ليحل الظلام، اقترب منها ليبدء أولى محاولات الصُلح التي من المؤكد أنها ستنتهي بعد لحظات و ليست ثوانٍ أو دقائق .              

                      

❈-❈-❈


شفت شقتها عاملة ازاي يا رضا ؟ 


قالتها نجاة زوجة رضا و هي تطوي ملا بسها لتُعيدها مكانها،  كانت تتحصر على حالها و هي تسرد له ماذا يوجد داخل شقة ( بيجاد و رقية ) 

تأفف رضا و هو يشيح ببصره تجاه النافذة، نفث سحابة دخان كثيقة  ثم قال بضجر 

- عشان كدا مبحبش اخدك معايا في حتة، تروحي الشقة من دول تقولي شفت و ما شفت و حاجة غم 


سارت بخطواتٍ واسعة و سريعة،  نظرت له و قالت بغضبٍ جم 

- غم و اللي احنا في دا يا حبيبي مش غم !! حتة ظابط لا راح و لا جه مش قادر تكفي بيتك و لا قادر تكفي حاجة ولادك 

- نجاة لمي دورك عشان خاطر ربنا أنا على أخري 

- اه دلوقت بقت مخنوق اومال أنا اعمل إيه ؟دا أنا شفت شقتها و لا حياتها كنت هـمـــ ـوت  من الحصرة و القهـــ رة علي بختي و بخت ابني 


عادت تعلق حلته السوداء و هي تحدث نفسها تارة و توجه الحديث له تارة أخرى 

- دي  متصورة مع جوزها  صور افتكرتها في شهر العسل اتاريه بياخد كل إجازة و يفسحها في حتة شكل 


لوت فمها و قالت بحسرة 

- و أنا لما بروح لأمي بقول أنا خرجت،  و لا العفش  بتاع الشقة تقوليش عفش ملوك  و لما سألتها بتدفعي قسط كام قالت لي مجبتش قسط و لا جوزها بيحبه وأنا حسرة عليا و على عفشي  اللي من ايام الملك احمس ، و كله كوم و بوتجازها كوم تاني  بقولها فين البوتجاز اعمل القهوة بنفسي قالت لي عندك اهو بقولها فين الزراير قالت لي دا تاتش  آآآه يانا و على بوتجازي اللي بقاله عشر سنين و مطلـ ع روحي  


جلست على المقعد و قال بحسرة حين تذكرت ولدها و قالت  وهي تضرب بيدها على فخذها و عيناها تكاد تخرج من مكانها 

- دا حتى المفعوس اللي لسه مخرجش للدنيا عاملين له أوضة جاهزة من كافة شئ، لأ  و سلفها جايب له سرير و لعب و لبس يكفي العيل لو قعد يلبس فيهم عشر سنين مش هايلحق يخلص ربعهم  قال إيه بيجاد بيقولها مليش دعوة باللي نوح بيجيبه أنا ابني يلبس اللبس اللي أنا اختاره أول ما ينزل  عيني عليك يا زكريا يا ابني بتاخد لبس ولاد عمك و خالتك 


عصر رضا  قبضته ثم قام بكســــ ر زجاج النافذة و راح يقول 

-  و هو مين اللي بيخلي يلبس من لبس الناس انا و لا أنتِ انا عمري ما قصرت ما ابنك لا في لبس و لا اكل و لا شرب ابني بيأكل و يلبس احسن من ابن أي حد خلقه ربما بس أنتِ اللي الطـمـ ع عا مي قلبك و مش مخليكِ تشوفي النعمة اللي احنا فيها 

-  نعمة هي فين النعمة دي لأ لأ دا اللي في نعمة صحيح رقية و جوزها، عايشة في هنا ما بعده هنا 

- احمدي ربك و قولي الحمد لله احنا احسن من غيرنا 

- و غيرنا هناك اهو يا خبيبي عايش عيشة ولا ولاد الملوك و احنا محصلناش حتى ولاد  الخدامين 


وقفت عن حافة الفراش و قالت بنبرة مغتاظة 

- بقى يا راجل عمرك خدتنا فسح إن شاء الله حتى  لجنينة الحيوانات 

- و الله كل خروجاتي ما بتعجبكيش 

- و هي دي بتسميها خروجات بردو أنت لو شفت رقية بتتفسح فين لو شفتها و جوزها بيرقصها و يدلعها و يعيشها أميرة  لو شفت أأقل عشوة اتعشوها في مطعم برا و متصورين فيها كنت قلت حسرة عليكِ يا نجاة  عمرك ما ادلعتي كدا !! 

دا بتقولي بينزل الإحازة لو نزلها الصبح بليل يبقوا مسافرين و يتفسحوا و لو زهقانين و مش عاوزين يطبخوا يطلبوا أكل من برا كباب و كفتة و ساعات حمام  دا اخنا آخر مرة كلنا فيها حمام كان يوم جوازنا 

- أنا عاوز افهم مرتبي كل أول شهر بيروح فين دا أنا مباخدش منه غير ربع و الباقي في جيبك 

-  جيبي جيب مين يا ابو جيب دا بصرف منه و بقول يا رب يكفي لنص الشهر،  اسكت هي دي فلوس و لا دي عيشة، معذور ما هو أنت لوشفت الجنة اللي شفتها في بيتهم كنت زمانك اتجننت  دي حتى جدته العجوزة اللي رجليها جوا  و رجل في القبر لابسة الدهب في دراعتها يمين وشمال و مش قادرة ترفع ايدها الاتنين و لا عابد ابنها يقعد جنبها و اللي عاوزاه يا امي حا ضر يا أمي و هي كل اللي عليها  ترمي في  فلوس كدا يمين و شمال دي ادت ابنك اللي و لا يعرفها و لا تعرفه   200 جنيه  بحالهم يبقى دي بتصرف في البيت قد إيه دي حتى بنت ابنها خطيبها جايب لها شكولاتة لما شفتها في المحل الأسبوع اللي فات لقتها ب 250 جنيه  لما دي مصاريفهم العادية اومال طول الشهر بيعملوا إيه آآآه عليا و على بختي و بختك يا زكريا يا ابني 

- مش ها نخلص النهاردا تصدقي إن أنا غلطان بجد روحي روحي شوفي وراكِ إيه و لا خدي علاجك 

- علاج !! علاج إيه يا حصرة  علاج عشان اخلف تاني و امرمط ولادي معايا، و لا هتعيشوا في هنا و سعد زي ما صاحبك عامل مع مراته ؟! اه لو تشوفه و هو داخل عليها  و يكلمها  و بيدلعها  دا من كتر دلعه فيها  بعت جاب لها فيتامينات من المانيا و احنا لو جبنا العلاج غالي 5 جنيه نتفشخر على الناس 


تنفس  رضا بعمق  و هو يتجه بخطواته للخارج و قال بغضبٍ 

- انا سايب لك البيت و خارج يمكن نا ر ك تبرد و تشيلي عينك من حياة الناس، زكريا يا زكريا تعال يا ابني نخرج  من البيت دا قبل ما البُرج اللي في عقلي يروح مني بسبب أمك !!!

 

     ❈-❈-❈             


خرج رضا مع ابنه بينما جلست هي تندب حظها للمرة المئة بعد الالف،  كان يسير في الحارة يوزع ابتساماته لهذا و ذاك،  جلس داخل المقهى،  نظر لابنه و قال بنبرة حانية 

- عامل إيه يا زكريا في المدرسة ؟ 


أومأ له برأسه و يرتشف كوب الحليب و قال 

- ساعات الأستاذ يبقى مبسوط مني و ساعات تانية يقولي زعلان منك يا زكريا 

- لأ يا زكريا لازم تبقى شاطر عشان تبقى ظابط شاطر زيي كدا 


نظر له زكريا و فضل الصمت بينما سأله رضا قائلا 

- مالك يا زيزو ؟ 

-مافيش 

- لأ في مالك سكت ليه ؟ و بعدين مش أنا و أنت صحاب و دايما بنتكلم بصراحة ؟ 

- اه 

- طب مالك بقى؟! 

- أصل انا كل ما اقول لماما عاوز ابقى ظابط زي بابا تقولي عاوز تطلع خايب زيه اطلع لعمك محاسب في بنك احسن 


ليته لم يسأل عن السبب ترددت إبتسامته على ثغره و قال بخجل من نفسه لقول زوجته في حقه 

- أنت نفسك تطلع إيه يا زكريا ؟ 


رد الطفل بعفوية دون قصد 

- نفسي اطلع ظابط زيك بس مش عاوز ماما تقولي يا خايب 

- سيبك منها و ذاكر كويس و خليك شاطر و أنت ها تبقى اشطر مني في أي مجال أنت تختاره المهم يكون شريف 

- يعني إيه ؟ 

- يعني كل خطوة تعملها تعمل حسابك إن ربنا بيشوفك و عارف أنت بتعمل إيه و إن عمل الخير هايفرح ربنا منك و الشـ ـر ها يزعله منك 

- حتى لو بغش من صحابي في المدرسة شايفاني ؟ 

- ربنا شايفك في كل مكان و كل وقت اعمل حسابك دايما إن ربنا سامعك و شايفك 

                       

❈-❈-❈


عاد رضا برفقة زكريا لكنه لم يصعد شقته قرر أن يقضي ليله في منزل والدته، بحث زكريا عن والدته ناداها و لم تسمعه، فتح الباب بهدوء وصل إلى مسامعه جملة والدته و هي تقول 

- أنا خلاص جبت أخري منه إمتى ربنا ياخده و يريحني منه اه نايم تحت عند أمك إيه زكريا طلع طب اقفل بسرعة  اما شوفه دخل الشقة  و لا لسه 


سارت نادية بخطوات واسعة وسريعة تجاه الباب وضعت يدها على المقبض الحديدي، وجدته يرتجف ما أن تفاجئ بوجودها، قبضت على ذراعيه بشدة كاد أن يجزم أنهما تهشما بين قبضتاها و هي تحدجه بنظراتها النـ ا ريـة 

و قالت بغيظٍ مكتوم 

- واقف ورا الباب بتعمل إيه يا زكريا ؟! أوعى تكون سمعتني و أنا بتكلم في التليفون 


تساقطت دموعه بغزارة و قال من بين شفتيه المرتجفة قائلا بذعر 

-لأ  لأ لأ 


ولج والده في ذات اللحظة و سألها بحدة قائلا 

- ماسكة الواد كدا ليه ؟ 

- مش راضي يذاكر ؟! 

- خلاص سيبي بكرا الجمعة مش مشكلة 

- ماشي بس حسك عينـ ـك يا زكريا تعمل غير اللي قلت لك عليه فا هم يا زكريا 

- مفـ هـوم              

                     

❈-❈-❈


بعد ساعة كاملة من محاولة التغلب على النوم  فشل زكريا،  نظر له والده و هو يرفع ذقنه له و قال 

- مالك يا زكريا 

- مافيش 

- اومال ما لك بتترعش ليه با حبيبي ؟! 

- سقعان 

- سعقان ازاي زكـ ....


بُتر جملته و هو يتحسس الفراش المبلل، رفع الغطاء عنه و قال 

- ليه كدا يا زيزو أنت مش صغير ؟  و الموضوع دا اتكرر كتير حبيبي أو‘نت تعبان 

- لا 

- ماما بتزعق لك كتير بليل و أنا مسافر ؟ 

- اه لا لا ماما مش بتعمل حاجة 

- مالك يا زيزو 

- مافيش مافيش عاوزة انام انا سقعان بس مافيش بابا 

- خير يا حبيبي 

- ماما 

- مالها ؟ 


ولجت فجاة دون سابق إنذار و قالت 

- أنت لسه منا متش ليه لحد دلوقتي يا زكريا 


سحب زكريا الشرشف على وجهه و قال بذعر 

- هنام هنام هنام يا ماما حاضر 

- نام يا زكريا اما نشوف اخرتها معاك

                     

❈-❈-❈


بعد مرور أسبوعين 


لم يحدث شيئًا جديد يذكر سوى تحسن حالة نوح بشكل كبير،  اقتراب يوم زفافه رغم جميع الخلافات التي تفتعلها رُبى في الفتر ة الأخيرة لتؤجل موعد زفافها، رهبة الزواج و ماهو قادمة عليه  يجعل مشاعرها متخبطة قلقة رغم جميع النصائح التي عرضت عليها إلا إنها  مازالت تشعر بالتوتر الشديد .


أما بيجاد مازال في حالة من الشديدة مما حدث فقد صديقه رضا منذ اسبوعين تقريبا أي في نفس اليوم الذي كان في زيارته، أوصاهُ على ولده زكريا، ذاك المسكين الذي حُرما من والده و من بقى معه لايعرف للرحمة طريق 

أما هو و حياته فكانت تتغير بشكلٍ كبير، شعرت زوجته بإهماله هذه الفترة، لم يعد يهاتفها كعادته أو يحثها على الأهتمام بصحتها و صحة جنينها، و عندما تسأله عن السبب يبرر لها إنشغاله الدائم  إلى اكتشفت الأمر جدته 

كان يأتي لها قبل أن يصعد لزوجته يغتسل و يبدل ثيابه ثم يصعد لشقته و هو منهك و لا يرَ شيئًا أمامه، سألته الجدة ذات مرة  فقال أنه يقضي ساعاته مع اصدقائه لذلك يعود متأخرًا  


مر شهر بالكامل وهو على هذا الحال، تأزم الوضع بينه و بين زوجته  إلي يأست منه رقية تمامًا  فقررت أن تخبر الجدة  لتعرف إلى أين يريد أن يصل هو؟! 


استدعته الجدة ولسوء حظ رقية علم والد زوجها وعمه بمعنى أدق انتشر الخبر بين أفراد العائلة تجمعت العائلة حوله و كل من كان له كلمة القها على مسامعه و على رأسهم الجدة ولاء 

الزنا آخرته وحشة يا بيجاد، ربنا يا ابني يهديك و يبعدها عنك الزنا بيجيب الفقر و المرض أنا آخر مرة هاحذرك تبعد عن الست دي مراتك شاكة في حاجة و أنا بحاول ابعد عنها الشك بس إن جيت للحق هي ليها حق تشُك فيك، ما دام يا ابني عاوز الست دي اتجوزها لكن تمشي في الحرام لأ و الف لأ و...


أردفت الجدة ولاء عبارتها الطويلة لتُخلص ضميرها تجاه حفيدها الذي انحرف عن طريق الحلال و بدأ يسير في طريق الحرام دون أن يرف له جفن،  بينما رد مالك و قال بغضبٍ جم 

- أنتِ بتشجعي على إيه يا ماما ؟ علي الجواز من واحدة تانية و مين الست دي واحدة مبتخافش ربنا  يعني ماشي معاها في الحرام و دلوقتي عاوزها تشيل اسمه !! 


ردت الجدة قائلة بذات النبرة 

- يتجوزها احسن من إن يمشي معاها في الحرام ولا عاوزه يخلف منها وساعتها يبقى عيل ابن حرام !؟


أنت موافق على الكلام اللي ستك بتقوله دا عاوز تتجوز من الست دي ؟ 


بص يا ابني أنا يمكن ماكنتش موافق على جوازك من رقية و مازلت مش موافق  بس لو هنقول الحق فـ ضفر مراتك برقبة الست دي لآخر مرة بحذرك اقسم بالله يا بيجاد لو ما رجعت عن اللي أنت في دا لاقتـ لك بإيدي و ماهزعل لحظة عليك 


نظر بيجاد لوالده وقال بجدية 

- أنا بعمل بالوصية يا بابا 


هدر والده وقال بعصبية 

-وصية إيه وزفت إيه على دماغك وهو لما تروح لست بيتها بحجة تشوف ابنها يبقى دا تنفيذ وصية ؟ اسمع يا بيجاد لآخر مرة  بقل لك ابعد عن الست دي  و ارجع لمراتك اللي بتحبك و محافظة على عرضك و شرفك،  و إن كان علي الواد اللي بتقول إنه يتيم لما تبقى تشوفه ابقي راضي باللي ربنا يقدرك عليه و سيبك من كلام ستك و إنك هاتتجوزها عشان أنا لو سكت في الجوازة الأولى فـ مش هاسكت في الجوازة التانية لو إيه اللي حصل  


نظر بيجاد لأخيه نوح الذي حرك رأسه و قال 

- هو دا اللي أنا قلته لك  و أنت مسمعتش كلامي 


نظر مالك لابنه و قال بعصبية 

- أنت كنت عارف اللي اخوك في ؟! 


رد نوح بأسف 

- للأسف يا بابا اه و ياما حذرته و هو مافيش في دماغه حاجة غير اللي عندك اعمله اللي عندك اعمله اقل له يا بيجاد الحرام آخرته وحشة يرد و يقول أنا بحب الحرام  وليا اسبابي ربنا يهديك يا بيجاد  و يبعد عنك الحرام و ناسه


وقف بيجاد و قال بغضبٍ جم 

- خلاص كلكم بقيتوا المصلح الاجتماع ومنكم اللي طلع لي فيها سيدنا الشيخ ؟! و بعدين اتجوز و لا لأ مايخصش حد في حاجة على فكرة 


اقعد هنا يا واد أنت 


أردف مالك جملته هادرًا بصوته الجهوري و هو يُجبر ابنه على الجلوس مقابلته، نظر له بيجاد و لم يعقب على حديثه أو تحكماته بكلمة واحدة، سأله بغضبٍ مكتوم 

- أنت هاتتعدل و لا اعدلك ؟ أنت حكايتك إيه بالظبط ؟ 

- مافيش يا بابا هو أنا اتكلمت ؟!

- ما هي دي المصيبة يا حبيبي إنك مكتوم، رد على اسئلة مراتك و قل لها بتروح فين كل يوم وبترجع حيلك مهدود كدا ؟ 


رد بغضبٍ جم قائلا 

-بابا من فضلك كفاية بقى لحد كدا أنا راجل و اعمل اللي يعجبني  ولو مش عاجبها تتفضل مع السلامة 


قبض مالك على ياقة قميصه بعنفٍ ثم قال من بين اسنانه  وهو يتجاعل توسلات الجدة و اخواته 

-  اقسم بالله العظيم لو ما اتظبط كدا وقلت زي الرجالة بتتسرمح فين ومين دي ماشي معاها لارميك لكلا ب السكك و انسى بقى مراتك و اللي في بطنها 

-  حاسب يا بابا عاوز امشي 


حاول عابد فك قبضة مالك وهو يحتضنه محاولا ابعاده عن مالك وهو يقول 

- تعال بس يا مالك مش كدا الواد ها يموت في ايدك 

- يموت و لا يغور في داهية مش احسن من الفضايح اللي داير يعملها و هو لسه متجوز من تلت شهور 

- أنا حر اعمل اللي يعجبني 


خرج مالك من حضن اخيه  متجهًا لابنه قبض على ياقة قميصه وقال بغضبٍ جم و قال 

-  و عزة جلالة الله لاطلق مراتك منك و ما هتشوف ابنك حتى لو اتقلبت قرد 


نجح عابد إبعاد أخيه اجلسه على المقعد و قال 

- في  إيه يا مالك احنا بنحل و لا نعقد  طلاق إيه بس  ؟!! 


تنفس مالك بصوتٍ مسموع وهو ينظر لأخيه الذي مازال يحاول يسعى للعقل بعد أن فقده هو 

ظل عابد يسأل بيجاد عن سبب تأخره و ما هي حقيقة علاقة تلك المرأة التي يتحدث عنها أبيه و زوجته  التزم الصمت  تاركًا لنظراته هي الدفة الحديث  أما رقية  كانت مطأطأ الرأس،  حزينة شاردة فجأة  و بدون اي سابق إنذار وثب بيجاد عن مقعده متجهة حيث رقية، سألها بصوتٍ حادة ونبرة تملؤها الغيظ 

- مش أنتِ  عاوزة الطلاق ؟


وقفت رقية أمامه و قالت بصوتٍ مبحوح 

- ايوة 


حرك رأسه علامة الإيجاب و قال 

- و أنا ها حقق لك طلبك بس بشرط 


رد مالك بنبرة مغتاظة من تصرفاته  وقال 

- و ليك عين تتشرط عليها يا بجـ ح ؟ 


رد بيجاد بعصبية قائلا 

- لو سمحت يا بابا،  انا بكلمها هي ردي يا رقية عاوزة تتطلقي مش كدا ؟ 


للمرة الثانية نظفت حلقها و قالت بمرارة 

- ايوة عاوزة اطلق 


بلل بيجاد شفتيه  وقال 

- اسمعي شرطي و بعدها اعملك اللي أنتِ عاوزاه 

- شرط إيه ؟ 


رد بيجاد قائلا بما لا يتوقعه الجالسين و على رأسهم هي .

- هاعرفك كل حاجة فوق في شقتنا و بعدها هاعملك اللي أنتِ عاوزاه بعد ما تسمعي شروطي 


ابتسم عابد شدقيه و هو يضع يده على كتف بيجاد وقال بتباهي 

- جدع يا بيجاد هو دا اللي منتظره منك 


تجاوز عمه قابضًا على يد ها بقوة متجاهلًا تأواهتها  التي تصدر بصوتٍ مكتوم،  وصلت بأعجوبة إلى شقتهما، جلست بهدوء علي الاريكة. بينما هو جلس على المقعد المقابل و قال 

- الفترة اللي فاتت دي أنا لا كنت بتسرمح و لا ماشي مع واحدة و لا حتى عشرة أنا كنت بشتغل في مزرعة اخويا بنضف معاه المزرعة و بدهنها  أنا وهو وشاهين بنوفر حق العمال عشان التكلفة فوق طاقته وهو لسه في بدايته و مش عاوز مصاريف ملهاش لازمة بس شاهين عاوز يطور كلمة منه علي كلم من شاهين مسكوا في بعض  نوح قال لو حابب تغير شكل المزرعة  اعملها معايا العمال هياخدوا وقت  قاله ع الأقل محتاجين اتنين تاني  قلت لهم أنا هساعدكم و اخد حق المساعدة نوح وافق 


ضرب بيجاد بيـ ـد ه على صد ره و قال بغضبٍ جم 

- عشان عارف إن جاي لي عيل في السكة و عاوز مصاريف  كنت كل يوم بترمي هناك من 8 الصبح ل 8 بليل  و بيطلع عين اللي جابني عشان اقدر اجمع تمن الولادة دا بعد ما اتوقفت عن العمل الشهر اللي فات لحد ما يحققوا معايا بسبب البلاغ اللي الهانم مرات رضا قدمته ضدي و إني قتـ لت جوزها 


سألها بصوتٍ مرتفع قائلا 

- عارفة قالت كدا ليه ؟ 


لم تعقب على أي كلمة يتحدثها حتى الآن التزمت الصمت خجلًا مما قاله، بينما هو هدر بصوته وقال 

- عشان عرضت عليا الحواز و أنا رفضت عارفة ليه رفضت مش مهم تعرفي مبقاش يفرق معايا تعرفي و لالأ 


وقف عن مقعده وقال بجدية و هو يشير بسباته و قال 

- لما اللي في بطنك يجي بالسلامة ابقى اطلقك  عشان أنا مش هتنازل عن ابني لو إيه اللي حصل و احد دا ما يحصل مش هاتشوفي وشي تاني .


كانت في حالة من الصدمة الشديدة، لا تعرف ماذا تفعل هل تعتذر له أم تغضب وتثور  كما فعل هو  ماذا تفعل حقا لا تعرف .


و بعد مرور عدة دقائق  


خرج بيجاد حاملًا حقيبة السفر نظر إليها وجدها صامتةو لا تحرك ساكنا، كاد أن يعتذر لكن كبرياؤه منعه في القدم على فعل ذلك 

خرج بيجاد و لم يلتفت خلفه.


رغم محاولات العائلة في منعه إلا أن نجح في أن يفرض رأيه على الجميع،  مزاح نوح تحول لمزاح ثقيل كاد أن يدمر بيتًا أو دمره بالفعل 

بحث عن أخيه حاول أن يوطدد العلاقات بينه وبين زوجته لكنه فشل، تأجل حفل الزفاف و تأجل كل شئ إلى أن يعود بيجاد .


مر يوم ثم يومان ثم أسبوع حتى مر ثلاثة أشهر كاملة و لم يعود بيجاد أو يهاتف زوجته 

مازال الود بينهم مقطو عًا، قررت أن تغادر البيت هي تريده هو و لا تريد ماله أو سؤاله غير المباشر، منعتها الجدة لكنها رفضت أن تمكوث اكثر من ذلك .


تحول البيت و جدارن لشئ من الكآبة والحزن 

لا يعرف نوح  ماالذي يفعله ليعود البيت كما كان .


احنا هنعمل العقيقة بتاعت يزن و فهد إمتى بقى يا تيتا ؟! أنا قربت ارجع المانيا 


قالتها صبا وهي تجلس جوار جدتها،  نظرت لها جدتها و قالت بجدية 


مافيش أي حاجة ها تتعمل غير لما بيجاد يرجع بالسلامة ماهو مش معقول يبقى زعلان من مراته و غايب بقاله شهور واحنا نفرح ونهيص أنا لما كلمته الأسبوع اللي وعدني إنه راجع قريب 


تنفست صبا بعمق وراحت تقول بإعتذار 

- متزعليش مني يا تيتا بس لو بيجاد مرجعش خلال أسبوع ها ضطر اسافر عشان شغل صهيب متعطل بقاله فترة طويلة 

- اعملي اللي يريحك بس عقيقة و احنا منعرفش حاجة عن ابن عمك كدا لأ و...


قاطعها قرع ناقوس الباب، ذهب نوح ليعرف من الطارق وجده شخصًا غريب لا يعرفه و بجواره حقيبة سفر نظر له وقال بهدوء و بداخله رعب شديد 

- مين حضرتك ؟ 

- دا بيت المقدم بيجاد مالك المحمدي ؟ 


تعلقت الأعين على الماثل أمام نوح و بداخلهم فضول ممزوج بتوتر شديد،  وقف مالك في نفس اللحظة التي انهى فيها سؤال ذاك الشخص الغريب، حرك رأسه و قال 

- أنا والده خير ؟ 


رد الشخص و قال بهدوء 

- لو سمحت عاوز  المدام بتاعته 


سأله بنبرة حادة وحاجب مرفوع 

- عاوزاها ليه و بعدين مش مكفيك ؟! 


اجابه الشخص قائلا بعتذار 

- حضرتك كفاية طبعا بس أنا آسف دي أمانة وهو كان موصيني و الوصية واجبة 


نظر مالك لابنه نوح ثم عاد ببصره و قال بنبرة متوجسة مما هو قادم قائلا 

- ابني فين و وصية إيه وايه الشنطة دي انطق ساكت ليه 


ابتلع الشخص لعابه ثم قال 

- ابنك حضرتك اتـنقل للصعيد من حاولي 3 شهور و الدنيا هناك مش تمام عشان كدا إجازاته هتكون صعبة 


نظر لنوح و قال 

- اتفضلوا دي أمانة للمدام و الشتطة كمان 


تناولها منه مالك و قال بضيق 

- شكرًا 


بعد مرور عشر دقائق 


استطاع أخيرًا مالك أن يجمع أفكاره و قال 

- نوح خد الظرف و الشنطة وابعتهم لمراته وعرفها اللي حصل، بعدها كمل جوازتك  


رد نوح وقال بعتذار 

-أنا آسف يا بابا مش هقدر اعمل حاجة غير لما اخويا يرجع 


هدر بصوته الجهوري وقال 

- اخوك مش هايرجع اخوك قطعها خلاص، مش هانفضل رابطين بنات الناس معانا كل دا 


التزم نوح  الصمت و نفذ الجزء الاول من حديثه أما الجزء المتبقي جعله معلق،  ذهب لزوجة أخيه و سرد لها ما يعرفه، غادر و هو لايعرف مالذي عليه أن يفعله.


بعد مرور شهر كامل 

لم يحدث شيئا جديد و لم يعود بيجاد، قرر مالك أن يكمل الزيجة بدونه ولكن عليه أن يقف بدور الأب أولًا، سافر له محل عمله 

طلب مقابلته داخل مكتبه، وقف بياد و قام

بتأدية التحية العسكرية ثم عا نقه عنا قًا طويلًا كان يفتقده يفتقده لدرجة موحشة

جلس مقابلته و قال 

- أنا قررت اجوز اخوك بوجودك او من غيرك 


كاد أن يتحدث بيجاد لكنه قاطعه و قال 

- اهمد بقى و اسمع أنا مقا طتعش المسافة دي كلها عشان اتحايل عليك بيك أو من غيرك  الجوازة هاتكمل


تابع بنبرة أهدا من ذي قبل 

- بس وجودك هايفرق معانا و مراتك اللي أنت رميها دي ليها حق عليك 

- أنا مش رميها يابابا مراتي في بيتها 

- مراتك عند اخواتها يا استاذ من يوم اللي حصل أنا صحيح مكنتش موافق على الجوازة بس أنا عندي بنت مرضاش ابدًا لبنتي اللي أنت بتعمله في مراتك

- يا بابا أنا حسيت بقـ هرة و أنا بتظلم منكم و أنا اصلا بعمل كل اللي في وسعي عشان اوفر لمراتي و ابني اللي جاي حياة كريمة 

- يا ابني الناس ملهاش إلا الظاهر 

- الكلام دا للناس الغريبة مش أهلي  يا بابا 

- أهلك أنت اللي بعدت عنهم بيجاد و ليه متعرفش مراتك كنت فين وبتعمل إيه ؟ 

- يا بابا يا بابا بقى لو أنت مكاني هتروح تقول ماما أنا بنضف مزعرة اخويا عشان مش لاقي أأكلك ؟!


هرب مالك  بنظراته بعيدًا عن ابنه  ثم عاد وقال بتساؤل 

- طب و الست اللي عاوز تتجوزها ؟ 

- و الله و لا عاوز اتجوزها و لا اتجوز غيرها دي هي اللي ست مش تمام و استغلت إني بروح للواد والواد اتعلق بيا عرضت عليا الجواز دا أنا راجل واتكسفت من اسلوب وعرضها خدت بعضي وجريت و مدخلتش عندها بعد آخر زيارة 


تنهد مالك بعمق و قال بهدوء وهو يطرق على سطح المنضدة و قال 

- اقفل على كل المواضيع القديمة دي وروح هات مراتك وراضيها عشان تحضر فرح اخوك و امشي بما يرضي الله عشان ربنا يسترها معاك 


ابتسم له وقال بحنو وحب 

- حاضر يا بابا أنت تؤمرني                

                       

❈-❈-❈


بعد مرور يومين

في منزل شقيق رقية كانت جالسة تشاهد التلفاز بغرفتها بشرودٍ،  اليوم يوم زفاف نوح و ربى   طلب منها نوح أن تأتي لكنها اعتذرت مبررة له تعليمات الطبيبة،  ولجت زوجة شقيقها وقالت 

- يلا يا روكا عشان معتز جاهز 

- يلا على فين ؟ 

- على فرح سلفك 

- بس أنا مش هروح ما أنتِ عارفة اللي فيها 

- ماهو انا ماتكلمتش معاه وقلت له حاجة هو فاهم إنك بتغيير جو ومش معقول يبقي فرح سلفك و متروحيش اركني خلافاتك مع جوزك على جنب و روحي فكِ عن نفسك شوية 

- خايفة اقابله هناك و يعاملني وحش 

- ريحي دماغك مش هناك 

- عرفتي منين ؟ 


ردت كاذبة وقالت 

- اصل معتز كلم نوح يبارك له و لما سأله عن بيجاد قاله لسه مسافر و الإجازات موقوفة عندهم  قومي بقى أنتِ عارفة اخوكِ لما بيلبس بيبقى عاوز يمشي في التو و اللحظة 


وقفت عن المقعد و هي تتحامل على نفسها 

تحاول السير بهدوء  الرعب الذي يتولد بداخلها بأن تضع ولدها في الشهر السابع تحول لهاجس كبير تعليمات الطبيبة هذه المرة كانت غاية في الخطورة، قالت لها أن الجنين سكن في الحوض وهذا يُعني أنها من المحتمل أن تلد خلال أسبوع إن استمر هذا الوضع بهذه العلامات التي اخبرتها  بها في زيارتها الاخيرة

بعد مرور ساعة تقريبا  وصلت أخيرًا للقاعة المقام فيها الحفل،  جلست على نفس المائدة التي بها أخيها وعائلته بعد أن صافحت عائلة زوجها بأكملها،  هي الآن بإنتظار دخول العروسان .

                  

❈-❈-❈


كبرت وبقت عريس يا نوح 


قالتها ولاء وهي تحاول منع دموعها لكنها فشلت من فعل ذلك  بيمنا رد نوح بسعادة وقال 

- وبقيت عريس ياستي بقيت عريس 

- عاوز ستك ترضى عنك وعن الجوازة 

- ليه يا ستي هو أنتِ بعد كل دا ممكن ماترضيش ؟ 

- اه 

- قولي ياستي عاوزة إيه ؟ 

- سبني ابخرك من عين الناس اللي جوا دي 

- يا ستي هو أنتِ شايفاني أمير زماني دا عريس عادي يعني 


ردت الجدة بخوف قائلة 

- شكلك حلو في البدلة ياواد سبني ابخرك 


اجلسته على المقعد ثم تناولت ورقة وقامت بقصها على شكل دُمية ،  بدأت تغرز فيها طرف الإبرة وهي تقول 

- من عين ابوك و امك و اخوك بيجاد واختك ملك ومن عمتك ميمي و من عين فيروز فيروز فيروز  ومن عابد عابد عابد عابد. 

- إيه يا ستي دا كله عمي هايحسدني على إيه يعني !! 

- اسكت يا واد العين فلقت الحجر  ومين عين امك سيلا سيلا سيلا سيلا سيلا  

- امي  كمان هاتسحدني يا ستي ؟! 

- دي امك دي بالذات تحسد مديرية من عين صبا. و من صهيـ  لأ حرام صهيب وسلطان حرام  دول أنا بحبهم ومش هايحسدوك   ومن عيني  عيني عيني عيني 

رد نوح ضاحكًا وقال 

- كفاية ياستي عينك غالية عليا محتاجها تشوفني بيها مع مراتي 


ختمت حديثها قائلة 

- ومن عين كل اللي شافك يا نوح ما صلش على النبي 


ردد خلفها قائلا 

- عليه أفضل الصلاة والسلام بس ياستي اللي بتعملي حرام ربنا هو الحارس  وليا نصيب في حاجة هاشوفها المفروض إنك حاجة بيت الله وعارفة الكلام دا 

-  احنا طلعنا لاقينا اهلنا ببعملوا كدا ياواد أنت 

- طب خلاص حقك عليا يلا بقى اتأخرنا 


بكت الجدة من جديد جلس جوارها وقال بقلق 

- مالك يا ستي بتعيطي ليه  تاني ؟ 

- عشان هتتجوز وتسبني يانوح


رد باسمًا 

- دا  أنا مرضتش اقعد في شقة برا بسبب العياط اللي عيطي لما عرفتي اني عاوز اقعد برا تقومي تعيطي بردو وأنا قاعد معاكِ في نفس البيت 


جفف لها دموعها وقال بهدوء 

- متزعليش أنا طول الليل والنهار هابقى عندك مش هاسيبك ابدًا مرتاحة كدا 

- لأ 

- عاوزة إيه تاني ؟ 

- عاوزك تملى البيت عيال اتكعبل فيهم و احتار في عددهم 

- بس كدا من العين دي قبل العين دي يلا بقى عشان اتاخرنا 

- في حاجة كمان 

- خير 

- لما تزعلوا مع بعض حلوا مشاكلكم مع بعض لا ابوك ولا ابوها يدخل و لما تقلك هاسيب البيت سيبه أنت بس اوعى ترمي عليها يمين طلاق وقت غضب ابوها دماغه صرمة قديمة مش هايرجعهالك ياواد، متزعلهاش ياواد ابوها لسانه طويل و مابيسكتش ابني و أنا عارفاه 


كادت أن تبكي لتأثرها بأحداث لم تحدث إلا في خيالها فقط، تنهد نوح وقال بضيقٍ

- هو في إيه يا ستي هو أنا اتجوزتها عشان اطلقها يلا ياستي خليني اتجوزها الأول ابوس ايدك 


ردت الجدة بجدية 

- طب يلا بقى احسن أنت واد رغاي و العروسة زمانها زهقت من القعدة لوحدها 


سارت الجدة بجانب نوح تجاه غرفة العروس 

طرق الباب ثم ولج وجد عابد يطبع قبـ لته على جبينها محتـ ضن وجهها بين كفيه،  اغروقت عيناه بالدموع،  تنحنح وهو يلتفت لوالدته مال بجذعه  متناولا كفها المجعد لثـ مه ثم قال 

- عقبال ما تشيلي عيالهم يا امي 


ردت الجدة وقالت برجاء 

- يارب يا عابد نفسي اعيش و اشوف اليوم اللي اشيل في عيال نوح زي ما شيلته 

- هاتعيشي وتشيلهم وتجوزيهم  وتجوزي عيالهم كمان يا ست الكل  

- لأ كدا كتير كفاية عليا اشيل عياله  


سارت ربى تجاه جدتها وقالت بإبتسامة واسعة بعد أن قبلتها 

- مش كتير عليكِ يا تيتا ربنا يديمك فوق راسنا 


ردت الجدة بسعادة قائلة

- كبرتي يا ربى وبقيتي عروسة حلوة 


تابعت داعية لهما 

- يارب يبعد عنكم العين و شر النفوس المستخبية و يرزقكم بالذرية الصالحة عاجلا غير أجلا 


ردد الجميع في آن واحد 

- آمين يارب العالمين 


نظر عابد لنوح وقال بتحذير واضح 

- مبروك يا نوح وربنا يا ابني يكملك فرحتك على خير 


احتضـ نه نوح مربتًا على ظهره بحنان وقال 

- الله يبارك فيك ياعمي 


نظر له عابد وقال بتحذير 

- أنا اديتك اغلى ماعندي لاعمري هنتها  ولا زعلتها في يوم طول عمري بعاملها زي الأميرات إن كانت هي ولا أختها ما تجيش أنت يا ابن امبارح تمد ايدك على بنتي و تقول بربيها غلطت في حقك ترجعي لي و أنا اعرفها غلطها لكن ضرب يبقى أنت كدا اتعديت حدوك معاها و حسابك هايكون معايا أنا 


رد نوح باسما وقال 

- متقلقش يا عمي مافيش راجل في بيت المحمدي بيمد ايده على ست وخصوصا لما تكون الست  دي مراته اللي بيحبها و حارب عشان يوصلها 


اكتفى عابد بالإبتسامة ثم نظر لابنته وقال 

- مش معنى إني قلت له ماتمدش ايدك عليها إنك تتمادي في الغلط حاسة إنهرغلط والموضوع خد اكبر من حجمه ومش عارفة تتصرفي ترجعي لي و أنا اخد لك حقك إن مُت في عمك  هياخد لك حقك يمكن أكتر مني كمان وفي اخوكِ بس العقل بيقول مشاكلكم تتحل بينكم مهما كانت والسر اللي بين اتنين لو حد تالت عرفه ميبقاش سر أنا لو عشت النهاردا مش هاعيش بكرا ودي نصيحة مني يابنتي اتعلمتها من خبرة الحياة 


ردد الجميع في آن واحد 

- بعد الشر عليك 


أتى المصور و طلب من الجميع عدا العروسان أن يغادرو المكان لالتقاط الصور الفوتوغرافية 

وقف نوح مقابلتها و الإبتسامة لا تفارق شفتـ اه 

حدثها بنبرة خافتة قائلا 

- مبروك يا رُبى نورتي دنيتي الجديدة 


اقترب خطوة تلو الأخرى حتى وجدت نفسها محاصرة بين ذراعيه،  أزاح خصلة شعر متمردة على و جهها ووضعها خلف أذنها،  رفع ذقنها بأنامله و لثم شفا تيها برقة بالغة،  ارخت جفنيها 

إثر رقته التي لمستها في قبلا ته،  ابتعد قليلًا و هو يمسح ما فعله حمرة الشفاه على شفتيه،  ابتسم ملء شدقيه و قال بتساؤل 

- سيبك من كل النصايح و التعليمات اللي خدنها من كل العيلة تكفينا لمدة عشرين سنة قدام و خليني اسألك يؤال واحد 


ردت بذات الإبتسامة بعد أن جعلها أن تحاوط خا صره بيـ ـد ها و قالت 

- اسأل 


مرر أنامله على خدها و قال بحنو و حب 

-  تفتكري بعد كل اللي مرينا بي لسه في مجال نعيش أيام و حشة زي عشنها أو إني امد ايدي عليكِ 


ردت رُبى على سؤاله  بسؤالًا آخر و هي تمرر يد ها على لحيته المنمقة ثم قالت 

- تفتكر أنت هايجي يوم علينا و نعوض كل اللي راح مننا 

- افتكر جدًا جدًا كمان 


مال بوجهه ليطبع قبـ لة تكاد تشعر بها ثم نظر بعيناه في خاصتها و قال 

- خديني في حضنك يا رُبى طمنيني  وقولي لي إنك بتحبيني و إنك بقيتي مراتي خلاص و إن كلها ساعات و يتقفل علينا باب واحد و إن كل الصعب و المُر عدا خلاص 


عا نقته ونفذت له رغبته، طمئنته و اخبرته بأنها هنا و أنا كل يحدث الآن حقيقة وليس خيالا، شدد على ضمته لها كادت تجزم أنه يريد أن يضعها بين أضعله،  ملست على مؤخرة رأسه 

و همست بالقرب من أذنه قائلة

- بحبك و بموت فيك يا أحلى و أغلى نوح شفته في حياتي 


اخرجها من حضنه و قال من بين دموعه التي سقطت للتو من فوط سعادته و عدم تصديقه لما يحدث الآن 

- و أنتِ كل حياتي يا رُبى 


جففت دموعه قبل أن تنساب على خديه و قالت بإبتسامة واسعة 

- للدرجة دي بتحبني ؟ 


رد بنبرة هادئة و هو يتناول كفـ ها ثم طبع عليه قبلة ناعمة و قال 

- أنتِ كنتِ نجمة بعيـــدة و أنا عافرت عشان أوصل لك في كل مرة كنت بقرب و خلاص هالمسك تيجي لي خبطة قوية ترجعني تاني للأرض و أول ما مدتِ ايدك ليا وساعدتيني اوصل لك حققت حلمي و بقيت جوزك و أنتِ مراتي الجميلة الحلوة و نجمة هتنور سمايا أنا و بس .


أتى المصور ما أن انتهى من التحضيرات السريعة قبل بدء جلسة التصوير، التقط لهما عدة صور في أماكن مختلفة،  ختم هذه الجلسة بصورة تجمع العائلة و في مقدمة العائلة الجدة ولاء  كانت جالسة و خلفها الجميع على جانبيها العروسان  و أفراد العائلة بأكملها .


وقف المصور و قال لـ نوح بهدوء

- هتدخل مع والدك و بعدها العروسة ها تدخل مع والدها و جدها 


رد مالك و قال بمرح 

- دا كدا الناس هاتفتكرني أنا العريس 


مازحتهم الجدة و قالت 

- ادخل أنا يا خويا وابقى أنا أم العريس 


ثم أشارت لحفيدها شاهين و قالت بجدية

- يلا تعال ياشاهين دخلني احسن تعبت 


كاد أن يأخذها شاهين لكنه توقف ما إن قال نوح بجدية 

- على فين يا لولو أنتِ داخلة معايا لسه رسالتك مخلصتش سلميني لعروستي و اقعدي 

- ما أنا سلمتك فوق هي حكاية 

- ايوة حكاية هاتسلميني كل شوية يلا يا بابا 


ردت الجدة و قالت 

- خليك يا واد يا مالك شكلك حلو وهاتغطي ابنك 


شاكسها مالك و قال 

- ماهو دا المطلوب يا لولو 


تابع بجدية قائلا 

- خلاص ادخل أنت يا نوح مع ستك و أنا في ضهرك ما تقلقش 


تناول  نوح يد جدته لـ يلج معها لكنها توقفت تهندم ملا بسـ ها كاشفة جزء من يدها و هي تقول 

- استنى يا واد يا نوح أما ابين الغوايش الدهب  الجديدة اللي عمك جابها لي


ردت بتساؤل و هي ترفع وشاحها للخلف قليلًا 

سلسلة ابوك باينة يا واد ؟  


أومأ لها برأسه علامة الإيجاب و قال باسمًا 

- ايوة يا ستي كل محل الدهب باين متقلقيش اللي ابويا وعمي جابوا 


يتبع