رواية نبض الأيهم - بقلم الكاتبة بسمة طه - الفصل الأول
رواية نبض الأيهم
بقلم الكاتبة بسمة طه
الفصل الأول
رواية
نبض الأيهم
يجلس على مكتبه منكب وحولهُ كومه من الاوراق حوله هاله من الوقار
قد زادها بعض الخصلات رماديه التى غزت شعره رفع عيناه رُماديه و
هو يتطلع لذلك الذي قتحم مكتبه بفوضويه تمثل شخصيته
هتف بعصبيه و تهديد:
انتَ ازى تتدخل من غير ما تستاذن ، و ازى تورينى وشك بعد عملتك سودا
ليك عين تيجى تقف قدامى مره تانيه بدل ما تحمد ربنا أنى لسه سايبك
هتف شريف بعنفوان :
_ انا مش غلطان عشان اخاف اقف قدامك، فين مراتى بأى حق
تقتحم بيتى و حياتى و تخطف مراتى و تخلي رجالتك
يمضونى غصب هى سايبه؟!
قبض على يده بعصبيه و اكمل بكرهه:
_عايزنى أمان على بنتى معك بعد اللى عملته بسبب عصبيتك و خناقك
ليها سقطت و ابنها مات فى بطنها من قبل اما يشوف نور انا بعدى عصبيتك
و زعيقك عليها قبل كده بمزاجى بس تواصل أنك تتمدى فى عصبيتك
الاذي لا مش هقف أستنى موت بنتى على ايدك الانك مريض نفسي
مسح على وجهه ليحاول أن يتحكم فى عصبيته امامه ليكمل بهدوء نسبي:
_انت عارف أنى بحب نبض و مستحيل اذيها هى اللى خافت و جريت انا كنت بجرى وراها عشان الحقها قبل اما تمشي مكنتش اعرف أنى بزواد خوفها وقعها مش غلطتى لوحدى هى اللى كل مره بتحاول توصلنى أنى وحش هاذيها كل
اما اتكلم ترتعش
_ نهايه الحديث أنا مش هرجع بنتى ليك تانى حتى ولو هى طلبت ده
بنفسها هنسي نبض و انسي معها الخمس سنين اللى فاتوا
احمرت عيناه من الغضب و هو يقترب منه هتف بفحيح افعى :
_مش هتقدر تحميها منى لو هتوصل أنى اخطفها و احبسها هعمل كده نبض مش هتبقى لحد غيري انتَ فاهم
ارتسمت ابتسامه تهجميه على ملامحه و هتف باستفزاز :
_مش " حسن المنياوى " اللى يتهدد لو فى أيدك حاجه تقدر تعملها اعملها
ك الجمر المُشتعل هو يقف ينظر له بغموض كل المشاعر بداخله امتزجت يكره و يكره نفسه اللى وصلته بأن ياذي روحه هى لا تعلم بمكانتها التى تحتلها بقلبه الا احد يعلم كلهم يعتقدوا بأنه سيذيقها العذاب الالوان و لكنه فقط لا يقدر على التحكم بعصبيته التى حصدها من كرها و نفورها ف يحطم كل ما امامه ليهدا
خمس سنوات فشل بان يجعلها تحبه او تتقبله كلما يمر الوقت يزداد نفورها على عكسه هو يزداد حبا و تعلق بها هى فتاه احلامه الذي نالها بصعوبه ضحى بصديق عمره و حك المؤمرات لينولها و قد أصاب هدفه ببراعه و اصبحت له
بضيق و هروال لخارج و هو يسمعه الكثير من تهديداته عاد مره أخرى و هتف باستفزاز :
" اليوم اللى اعرف أنى مش هقدر ارجعها مره تانيه توقع منى اى حاجه "
زفر براحه و ارجع راسه لخلف و هو يفكر فى حل لتلك الكارثه التى احلت عليه خمس سنوات لم تشعر ابنته بفرحه سرقها منها باسم الحُب الذي جنت منه الخوف شعر بشلل يجتاحه و هو حتى الان لا يعلم كيف سيحلها طلقها منه نعم ولكن ماذا بعد كيف سيحميها فتح عيناه وقد ازاد ضربات قلبه عندما توصل لحل "ايهم " كبير عائلتهم سيحميها بعينه اذا تتطلب الامر و لكن سيوافق ان يقدم لها الحمايه بعد كل تِلك المُناوشات التى اصابتهم ف نبض الا تيطقه و كذلك هو فتح هاتفه ليتصل به و هو على يقين تام بأنه سيرافض طلبه
❈-❈-❈
على الجانب الاخر
ارتشف قهوته و هو يتطلع لصورتهم سوا خمس سنوات لم يستطع نسيان لم تتركه له فرصه بأن يوضح لها حكمت عليه لتنهى حكايتهم قبل ان تبدا و كان القدر يخلفه فى كل شئ أستمع رنه هاتفه ليعقد حاجباه بتعجب عندما راه
اسم عمه على شاشه الهاتف فتح الخط سريعا و هو يهتف:
- السلام عليكم، خير يا عمى كلكم كويسين
اجاب حسن بود :
_الحمد لله يا ابنى بخير و اللى عندك
يشعر بتلك المكالمه بان وراها شئ لما يهتفه بعد خمس سنوات هتف و قد انتابه الخوف بأن يكون قد أصابها مكروه :
_هى نبض كويس
زفر حسن بضيق و اكمل :
_بما انك فتحت سيرتها و وفرت عليا طريق طويل أنا بطلب منك الحمايه اللى بنتى
ازاد خفقان قلبه و كان يتسرع مع أنفاسه التى هتجت هى الاخرى بلع ريقه و اكمل بصعوبه:
_ خير يا عمى اللى حصل
ارجع راسه لخلف و هو يهتف :
_ طبعا انتَ عارف أن نبض اتجوزت من تلات سنين من يوم ما ارتبطت ب المجنون ده و هى حالتها فى الاسواء كنت بسكت و مبرضش اتكلم لكن يواصل بيه الحال أن يوقعها و اتسقط و كان احتمال كبير أنها تفقد حياتها بسبب المجنون ده مبقش حد يكلمها غير ما يلاقيها بترتعش من الخوف كل حاجه بقت مرتبطه بشريف لمجرد الخوف مقدرتش و طلقتها غصب منه بس هو دلوقت مش هيسكت هددتنى أنه هياذيها
تنفس بهدوء ليكمل برجاء:
_مكنش قدامى حل غيرك أنت اللى هتقدر تقف قدامه طبعا لو أنت وافقت
على حمايتك ليها
نظر بكل الاتجاه محاوله ضبط مشاعره التى تثوره أيسئاله بأن سيحميها اما لا و هو لو بيده الامر لا ادخلها بين ضلوعه و اغلق عليها الف باب و باب ليمنع
الاذي عنها
هتف سريعا بدون تفكير :
_اكيد يا عمى انا لو اطول احميها بعينى مش هتاخر انتَ عارف معزتها فى قلبي عامله ازى
اغمض عينه بعدما علم ما قصده ليهتف و هو يغلق له ابواب الامل :
_مش عايزك تشلها فى عينك انسا كل حاجه الماضي الانه مش هيرجع مره تانيه حمايتك ليها متعلقه بأنها بنت عمك او انسان محتاج مساعده متتعلقش فى احبال دايبه الان الكره لسه متغلل جواها من ناحيتك
_ هى لسه متعرفش انها راجعه الصعيد مره تانيه
حسن بضيق:
_لا لسه متعرفش، لسه هكلمها و احاول اقنعها بس انتَ اللى كنت الاهم دلوقت اعرف رايك شكرا يا بنى أن شاء الله يومين و هتكون عندك بس حاول تفصل مشاعرك و فرصه فى و جودها تحاول تخلص نفسك من عبء الماضى و
تحاول تتخطا و تفتح قلبك لحد تانى او تفرحنا بيك و نشيل عيالك
أنتابه الغيظ من حديثه مره اخرى و هتف بتصميم :
_لمره المليون يا عمى و هعيد نفس الكلام مره تانيه من بعد نبض متحرم عليا الستات مش هتملئ عينى واحده و لا هيسكن القلب غيرها ، حتى لو دروب مش هتتلاقي أن عند وعدى ليها الل قطعته على نفسي
تنفس بهدوء و اكمل بهدوء :
_ و متخافش مش هفتح فى جروح قديمه هسكت و هكتم المشاعر ملفوفه حول قلبي و لا راضيه تتفك و ترحمنى و لا راضيه ب القرب و كان حب
بنتك لعنه مش عارف اتخطا
_ربنا يريح القلوب و يهدى الافئده
اغلق الهاتف ليراجع راسه لخلف و هو يتذكر كل ما مر حكايات جميله أنطفئت بشك الذي تغلل فى قلبها اتجاهه حتى لم تترك له فرصه لتوضيح انهت حياتهم من اجل كذابه و وقعت فى فخ صديقه المخادع الذي حك حولهم الشك ببراعه
و بدأ فى الظهور فى حياتها لينزعها جبرا و تزوجها هو لقد حطم آماله و طموحته لياخذها هو باع صداقتهم التى دامت لسنوات من قبل رؤيته لنبض دامعه خائنه هابطه من عيناه و هو يشعر ب الاختناق سنوات مرت و
جراحه كما هو و سيزاد برجوعها مره أخرى امامه سيتعذب فؤاده يعلم و
لكن لا يقدر أن يتركها لذلك المخادع مره اخرى
اغمض عيناه يتخيلها امامه مره أخرى و هو عزم بأن سيعيدها له مره أخرى مهما كلفه الامر قطع شروده صوت و الداته التى اقتحمت غرفه المكتب عليه و هى تهتف ببكاء و نحيب :
_ خالتك و جوزها ماتوا فى حادثه من تسع شهور دفنوا فى الغربه و انا
معرفش عنهم حاجه لسه عارفه دلوقت
نظرت لملامحه شارده لتهتف من بين أسنانها :
_ انا مش بكلامك
زفر ايهم بضيق و هتف :
_هعمل ايه انا دلوقت انا معرفش شكلها حتى هزعل دلوقت ليه و لازم ازيف الحزن عشان ارضي حضرتك ، يا ماما افهمني انا تعبت
مسحت دموعها و اكملت :
_طبعا انتَ هتطيق ليا كلمه من دلوقت ما سنيوره راجعه و هتنفش ريشها علينا مره تانيه و الله لحرق دمها و هجوزك لبنت من بنات اختى ده عندها بنتين زى الفل هى عشان حلوه حبتين هتشوف نفسها علينا
مسح على وجهه ليحاول أن يهدا و اكمل :
_عشان نبقى متفقين من دلوقت نبض هتقعد فى جناحها القديم طول ما هى قاعده فى وجودى او غيابي هتتعمل عادى كان اللى حصل زمان سراب ملهوش وجود لان لو حصل تصرف غير كده انا هاخدها و هسيب البيت تمام
لوت شفتياها بعدم رضا و اكملت :
_اما نشوف اخرتها معك ايه
_ تانى حاجه بنت اختك هيجوا هم كمان متفتحيش قدامى او قدامهم موضوع جواز الانى كسفك و كسفها قدامك انى مش موافق عندك رعد فوق جوازى واحده منهم تمام
لم تتفوه بكلمه واحده و خرجت و هى تبرطم ببعض الكلمات دليل على عدم موافقتها على حديثه سيهدم حياته الاجلها و هى لم تبالى تعلم بأن آماله و حياته متوقفا على أشاره منها لم تعلم كيف تساعده على تخلص من حبها
او قربها لا تقدر غير على لؤمها من وقت الاخر
❈-❈-❈
فى مكان أخر
تجلس متكومه على نفسها فى الظلام إلا من ضوء خافت يأتى من الشرفه دموعها تبهبط بدون توقف و لا تقدر على تحكم فى خوفها و ارتعاشها لقد طفئها بأسم الحب يتفوه كل فنيه و الاخرى بانه يحبها و هو لا يعلم ابجديات العشق
حتى افقدها جنينها و افقدها معه روحها لم تستطع تحمل اكثر من ذلك فتح الاضاءه ليدلف و قلبه يعتصر حُزنا عليها جلس على طرف الفراش و هو يمسد على خصلاتها الفحميه بحنان رفعت مُقلتياها لتتطلع بحُزن
هتف بحزن عميق على حالتها :
_ممكن تنسي اللى فات و تقفلى كل الابواب اللى بدخلك حزن الحكايه انتهت و انتى بقتى حره كل مخاوفك انتهت هتبداى حياه جديده مفهاش خوف
زادت من بكاءها ليهتف و هو يمحى دموع العالقه ب اهدابها :
_خلاص من النهارده مفيش عياط و لا حُزن مره تانيه كل حاجه هتتحل و هتبقى احسن من الاول انسى اخر خمس سنين بحلوها و مرها و فكرى فى مستقبلك اللى زيك لسه مبداش حياته عندك خمس و عشرين فكرى فى
شغلك او تنزلى معيا شركه لو عايزه تسافرى سافرى قدامك الحياه مفتوحه متوقفهش ب الحزن و الغم لانها كده كده هتمشي و كله من عمرك شهرين
و انت قافله على نفسك ب البكا هو ده الحل
رفعت مُقلتياها و هتفت بتلعثم من بين شهقتها:
_ و هو هيسبنى فى حالى بسهوله دى ده كل شويه يبعت رسايل تهديد او يكلمنى انا خايفه يرجعنى ليه زى كل مره انا خلاص مبقاش عندى جهد اعيش مع البنى ادم ده ، ده بيعذبنى بأسم الحب
بلع ريقه و اكمل :
_ما هو انا عملت حسابى انتِ هتسافرى فى مكان ميقدرش يقرب منه الانه عارف نهايته هتبقى فيه
نظرت له بتعجب ليكمل حديثه:
_ انتِ هتسافرى الصعيد تحت حمايه من ايهم
انتفضت من مجلسها و هى تتطلعه بصدمه مررت دقاىق و هى مازالت لا تصدق هتفت ب ارتعاش :
_ ازى ، ازى عايزنى ارجع مره تانيه لمكان ده و انا مصدقت انسا هو انا عشان اننسي وجع لازم افتكر الوجع اللى قبله و كانى مش مكتبولى راحه فى مكان انا مستحيل اسافر الصعيد او اجتمع مره تانيه ب البنى ادم ده و لو فيها انى ارجع لشريف مره تانيه اهون عليا
هبط بصفعه على وجنتها بعصبيه و اكمل:
_ عايزه ترجعى لشريف مره تانيه و انتِ لسه جسمك بيتنفض لوحده من الخوف اخر كلام هقوله حضرى هدومك هتسافرى انتِ و اختك الصعيد و مش هترحعى منها غير ما ترجعى نبض بتاعة زمان
وضعت يدها على وجنتها و دموعها تهبط بغزاره لا تريد رؤيته مره اخرى لم تتحمل جرح جديد هتف بآمر ل ورد
_ حضرى ما اختك شنتط هدومها و حضري حاجتك و كتابك الجو هناك هادى هيساعدك لمذاكره و لسه السنه فى اولها
هزت راسها ب الموافقه و فتحت دولاب وبدا فى تجهيز شنتط نبض بهدوء نظرت نبض بضيق من هدوء تِلك صغيره هدوءها يقتلها هتفت بضيق :
_يخربيت برودك يا شيخه الدنيا تهدد و تتبنى و انا لسه على وضعك
هتفت ورد بهدوء:
_مفيش حاجه فى الدنيا محتاجه انى اتعصب عليها
نظرت لها لثوانى و لا ارتعاش جسدها و اكملت :
_مفروض البرود و الهدوء يكون فى شخصيتك مثلا فى حالتك انتِ ليه مش متقابله اللى حصلك على انه ربنا نجدك من واقع أليم كنت هتعيش ربنا رحمك و بدل ما تقبلى ده بالحمد بتتكبي على لبن المسكوب
هتف نبض بضيق :
_الحمد لله على كل حال بس ازى اصلا اتقبل كل اللى حصلي انتِ ما تكونى اتعلقتى بحاجه و تروح صعب تتقبلى الفكره
ورد بجديه :
_ربنا رحمك أنك تتربطى بواحد زى شريف طول العمر و من المؤكد أنه مش هيبقى أب سوى لولا انك خسرتى جنين عمرك ما كنت هتتطلقي من شريف و لا يُتيح ليك فرصه جديده لحياه مفروض تستغلى الفرصه تمسكى فيها بيدك و اسنانك الان العمر هيعدى
و مش هتحسي بكل ده غير لما تكبري ابدا من جديد
هتفت نبض بعدم تصديق:
_انتِ ازى كده عرفتى كل ده منين طفله لسه فى تالته ثانوى عارفه كلام ده كله
رفعت كتافيها بغرور و اكملت:
_الثقافه و المعرفه مش مرتبطه بسن و أن شاء الله ادخل اداب علم نفس او طب نفسي الان فعلا الناس دى مظلومه قافلين على نفسهم سرادب كله الضلمه و خوف و مش عايزين يطلعه منه لازم حد يواجهم لنور و الاسف المجتمع مش راضي يتقبل أن فى الطب نفسي و لازم المشاكل تتحل حتى و لو المريض اعترف ب ده الاهلى بترفض و على طول شايفين عيالهم صح مش مجانين حاجات كتيرر محتاجه تتعالج فى نفوس الناس و عندى خطط كتيره اتمنا أن حد يسمعنى فى يوم و نبدا نخد خطوه ايجابيه و اولهم اللى زى شريف ده يتعالج و لا يغلط يتعاقب مش نقف ساكتين عجزين حتى على تقدم بخطوه
هزت راسها بالموافقه على حديثها لتهتف بصدق :
_أن شاء الله تتدخلى اللى تحبي
لوت شفتياها بحزن و اكملت :
_امنيات مستحيل تتحقق بابا رافض الفكره ، رافض أنى ابقا دكتوره نفسيه الانه معتقد أن دكاتره نفسين اكتر الناس محتاجه لعلاج و حلف أنى لداخل طب بشري لا اما هندسه
ابتسامه بصخب و اكملت بخفوت :
_حتى بابا محتاج علاج نفسي لتفكيره العقيم
نهضت و هى تحاول ايقف رجفه جسدها و لكنها فشلت بدات فى تجهيز ملابسها و كذلك فعلت ورد التى جهزت شنطه مُختصه بالكُتب كتب دراستها و كتب لتخصص المحبب لقلبها صغير انتهت و كل واحده تفترش فراشها بعقل شارد فى الماضي الذى سيهجم بكل جوارحه و تانيه مازالت ترسم خطط تعلم بأن المجتمع لم يتقبلها و كذلك عائلتها ولكن لا تستطيع ايقاف عقلها على نسج افكاره و خططه
يتبع