رواية جديدة حمام كليوباترا لسعاد محمد سلامة - الفصل 4
قراءة رواية حمام كليوباترا كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية حمام كليوباترا
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سعاد محمد سلامة
الفصل الرابع
«طوي أول صفحات كتاب الغرام»
بغرفة عوالى
نهضت من على فراشها إرتدت جلباب بدويه فوق منامتها
وخرجت من غرفتها تتسحب بهدوء الى حديقه خلفيه بالمنزل
جلست على تلك الأُرجوحه،وقامت بهزها لتبدأ بالحركه
أطلقت العنان لتلك النسمه الهوائيه تُداعب خُصلات شعرها الأسود مثل خُصلات الفرس الجامحة خلفها وهى تتآرجح
أغمضت عينيها للحظات ثم فتحتها وتبسمت وهى تتذكر
قبل أيام قليله حين رأت ذالك القائد بسفح الجبل
وسمعت حديثه مع حيدر بشجاعة وجسارة منه،لولا وجود حيدر وقتها بالجبل لكان إلتقى بها،حين حسمت أمرها وكادت تظهر أمامهُ لكن تراجعت حين سمعت صوت حيدر، تنهدت بصفو، لكن حين وضعت يدها على عُنقها شعرت برجفه فى قلبها بسبب تلك القلاده التى ضاعت منها ولا تعلم أين، تلك القلاده التى صُنعت خصيصًا لها منذ أول يوم لولادتها كانت القلاده تحمل إسمها باللغتين،الإيطاليه والهيروغلفيه،تلك القلاده هى كانت تميمة الحظ الخاصه بها ، أين ضاعت منها، هل سقطت بذلك البئر الذى بسفح الجبل، تشعر بانها تنقُص شئ مهم بحياتها، أيكون سبب هذا هو أن يتحقق تنبؤ العرافه التى حذرتها منذ سنوات هنا وقالت لها أن ضياع تلك القلاده هو سقوط قلبك فى آسر من سيعثُر عليها.
❈-❈-❈
بـ الثكنه العسكرية
ليته ما فتح عينية وإكتشف أنه وحيدًا مازال نائمًا على ظهره
ندم بعد أن فتح عينيه،يتنهد بإشتياق وآسف ليتهُ ظل يُغمض عينيه ما فتحهما، فعلًا كما قالت إختفت،كانت حلم مثل العاده،شت عقلهُ يتسآل:
هل هى حقيقه أم خيال،ما سر نداهة الجبل؟
والأغرب لما مازال يشعر بلمسات آناملها فوق صدره!
وضع يدهُ على صدره يتلمسهُ إرتطمت يدهُ بتلك القلاده التى يضعها حول عُنقهُ منذ أن وجدها بذلك الجبل يوم إلتقى حيدر
أثناء سيره للخروج من الجبل تسلط ضوء ضوى شئ لامع،إنحنى وأخذه،من شكله تبدوا قلاده ذهبيه من يراها يعتقد للوهله الأولى.. أنها آثريه
منقوش عليها بعض الرموز من الجهتين
صورها على الهاتف كى يعرف معنى تلك النقوش
كانت النتيجه"عوالي"بالإيطاليه والهيروغليفيه، ماذا يعنى هذا، بالتأكيد تلك القلاده لـ تلك الفتاه، أو.. لـ "نداهة الجبل" التى تُحير عقله بين الشوق والخيال.
❈-❈-❈
إنتهت غنوه من الشدو حين تغلب عليها النُعاس، لتنتهى
ليله ويقترب بزوغ نهار جديد.
.......
بـ قبيلة الزيانى
مع ومضات الفجر الاولى
خرج عامر من المنزل يتسحب وهو يسير يتلفت حوله رغم ذلك لم يرى حيدر الذى لتوه عاد من إحدى سهراته الماجنه وكاد يدخل الى الدار،
لكن إستغرب حيدر خروج عامر فى هذا الوقت وزاد الفضول لديه، رغم ما يشعر به من ثُقل رأسه لكن ضغط على نفسه وتعقبهُ الى أن رأى
توقف عامر خلف ذلك الجبل القريب من البحر
يترقب الطريق الى أن ظهرت سالمه، شعر بإنشراح فى قلبه وقطع تلك الخطوات يقترب منها بلهفة عاشق، توقف الاثنين أمام بعضهما عينيهما المشتاقه هى ما تتحدث عم الصمت المكان فقط صوت أمواج االبحر القريب وحفيف خفيف للهواء
لكن كانت القلوب مُلتاعه بعشق مُجرم
مد عامر يدهُ لـ سالمه قائلاً خلينا نروح نقعد فى مكانا..
بعد خطوات جلست سالمه على صخره قريبه من تجويف ذلك الجبل رافعه ذلك البرقع عن وجهها، جلس جوارها عامر الذى قال بإشتياق:
كل مره باجى ببقى خايف متجيش.
تنفست سالمه ببؤس:
وأنا ببقى خايفه حد يشوفنى وأنا خارجه من الدار، بقيت بحس إنى كيف اللصوص اللى بيتسحبوا لحد ميتى هنضل هكى خلاص يا عامر قصتنا محكوم عليها بالنسيان.
شعر عامر بآسى قائلا بصدق:.
تفتكري آنى محاولتش نسيان الحوريه اللى طلعتلى من البحر فى عز الضهر
حوريه سحرتنى، سالمه مفيش قدامنا غير طريق واحد لو تطاوعينى وقتها صدقينى هنعيش فى سعاده بعيد عن أعراف هى اللى تحدد مين حصار على قلوبنا تعشق مين.
إندفعت سالمه بالرد:
صدقنى الطريق ده واعر وهيكون نهايته الدم يسيل تانى بين القبيلتين.
زفر عامر بقلب مُلتاع:
سالمه أنا كل لحظه بعيشها بعد ما بتسيبنى وتمشى بحس بخوف إنها تكون آخر مره نتقابل وتضيعى منى،سالمه...
قاطعت سالمه بتوافق:
انا كمان بعيش نفس الإحساس يا عامر،بخاف من أعرافنا اللى بتتحكم فى مصايرنا،
ناسي إن مُحرم على بنت البدو تتزوچ من خارچ قبيلتها .
إقترب عامر أكثر من سالمه ومد يده يُمسك يدها ووضع يده الآخرى فوق يدها يحتضنها بين يديها الناعمه بين خشونة يظيه يتشبث بها مثل الجبل قائلاً:
الأعراف دى هى اللى واقفه قدام عشقنا،وآن الآوان نجازف و الأعراف دى لازم تتغير.
شعرت سالمه برجفه فى جسدها من إحتضان كفي عامر ليدها، رفعت وجهها تنظر لوجه عامر الذى تبسم، ليعم الصمت المكان للحظات تتحدث لغه القلوب تترجمها الأعين بشوق وأمانى تتمني السعادة، لكن...
إنتهت تلك اللحظات بعد تلك النسمه القويه التى أجبرتهم على غلق أعينهم ع خشية ذلك الغبار الخفيف أن يطرف أعينهم...
كانت كآنها غفوة لحظات مُسكره، فاقت سالمه من تلك السكره شعرت بالخجل وسحبت يدها من بين يدي عامر، ونهضت واقفه تقول: الشمس قربت تشرق، لازم عاود دالحين.
وقف عامر هو الآخر يشعر بنغزات مؤلمه بقلبه قائلًا:
هنتظرك باكر.
أمائت برأسها دون حديث وغادرت مُسرعه مثل نسمة هواء تمُر فى لحظات بصيف حار.
كان حيدر خلف أحد الهضاب يُراقب مثل العُقاب تهكم بغلول ساخرًا:
الشيخ عامر عاشق،بس واضح إنها من بره العشيره،لازم نذكره بأعرافنا، بس يا ترى دى مين؟
إلتقط لهم بالهاتف عدة صور يحتفظ بها
كـ برهان لديه،ربما يحتاجه لاحقًا، رغم أن الوقت كان قليل لكن شعر بالزهق وهو يُراقب جلوسهم معًا الذى لم يكن به شئ شائن يتربص إلتقاط لقطه مُميزه تُظهر وجه الفتاه
بالفعل إلتقط لقطات مميزه لكن من تكون تلك الفتاه من أى عشيره...هنالك طريقه واحده لمعرفة ذالك عليه أن يتعقبها،بدأ يشعر بسآم من الإنتظار،لكن آتته الفرصه حين رأى مُغادرة تلك الفتاه،فتعقبها دون إنتظار.
كانت تسير سالمه بخُطى سريعه الى أن إقتربت من الدخول الى ساحة العشيره، لكن شعرت بتوجس فجأه وآتى إليها إحساس أن هنالك من يتعقبها
إرتجفت أوصالها،أن يكون هنالك من رأها من العشيره،كانت قريبه من إحدى المنازل الصغيره بالعشيره كان المنزل به حديقه صغيره ،دخلت الى ذلك المنزل،وإختبئت خلف جدار صغير يحد تلك الحديقه،شعرت بخفقان عالى بقلبها توجسًا وريبه،رفعت رأسها بتوارى حتى تتأكد من إحساسها،ظلت لفتره لا تقل عن عشر دقائق تُراقب من خلف ذلك السور،لكن لم يظهر أحدًا،إلتقطت نفسها وخرجت من خلف ذلك الجدار وأسرعت فى العوده، دخلت من باب خلفى الى المنزل،تزداد خفقات قلبها سرعه،
لولا سماعها لصوت عطسة جسور لكانت إلتقت به
لكن توارت بأحد غرف الخزين الى أن تأكدت أن جسور قد ذهب مثل عادته ككل يوم يتريض بالخيل فى سهول القيبله الواسعه.
بينما حيدر الذى كان يتعقبها حين رأها تتلفت خلفها كثيرًا وتُسرع خطواتها،دخل لديه هاجس أنها قد تكون شكت بأن هنالك من يتعقبها،فهدأ من خطواته
تاكد من ذالك حين دخلت الى ذلك المنزل الصغير،لاحظ رأسها من خلف السور،علم أنها تموه حتى تتاكد إن كان هناك من يتعقبها أو لا،إختبئ خلف منزل قريب وإنتظر قليلًا،الى أن رأى طيفها تخرج من المنزل وأكمل سير خلفها الى أن دخلت الى المنزل
وقف مذهولاً يقول"جسور الزيانى"يا ترى مين بتكونى،سمع صوت صهيل فرس،فغادر المكان سريعًا قبل أن يراه أحد ويعلم بتسللُه ويصبح أسير لديهم وقتها مهما قال ومهما فعل لن يصدقه أحد بل وسيسفك دمه فهو متسلل،قرر العوده والتخطيط فيما بعد.
❈-❈-❈
صباحً،بـ مقر القياده العسكريه بـ مرسى مطروح.
وقف سيزار يؤدى التحيه العسكريه أمام قائده
تبسم له القائد قائلا:
أقعد يا سيزار.
جلس سيزار قائلاً:حضرتك يا افندم بعت لى إشاره عالثكنه العسكريه وقولت لازم أجى لحضرتك.
لاحظ القائد ذالك الضماد الصغير الموضوع فوق رأس سيزار قائلاً بإستخبار:
خير،بس قولى الأول إيه سبب الضماد اللى على راسك ده؟
وضع سيزار يدهُ فوق الضماد قائلاً:
ده جرح صغير يا أفندم وإلتئم تقريبًا.
-وايه سبب الجرح ده؟
هكذا إستفسر القائد من سيزار:
وقعت على حجر صغير.
تبسم القائد قائلًا:
عالعموم سلامتك،بص بقى أنا بعت لك آشاره،عشان فى مهمه جديده هتنضاف لمهامك هنا،ومتأكد إنك قدها ومش هتخيب ثقتى فيك.
بتواضع وثقه،سأل سيزار:
أكيد يا أفندم ثقة حضرتك فيا وسام على صدرى وأتمنى أكون دايمًا عند حسن ظنك بيا،أيه هى المهمه يا أفندم؟.
فسر له القائد:
فى لقاء أو تقدر تقول مؤتمر صغير هيتم هنا فى مرسى مطروح آخر الشهر ده.
جعد سيزار بين حاجبيه بإستفسار سألًا:
والمؤتمر ده عن أيه يا أفندم؟
رد القائد:
ده مؤتمر مصرى إيطالى لتعزيز السياحه وكمان التعاون الإقتصادى بين البلدين،غير كمان هيبحث فى سُبل الحد من الهجره الغير مشروعه عبر البحر من مصر لـ ايطاليا
عن طريق ليبيا،وكمان هيتطرق للإرهاب وجماعة داعش الإرهابيه،وأنا رشحت إسمك إنك هتكون المسؤول عن تأمين الوفد المصرى والإيطالى،غير كمان مكان المؤتمر واماكن نزول الوفدين هنا فى مرسى مطروح.
رد سيزار بشجاعه:
كُن متأكد يا أفندم إن تأمين وفود ومكان المؤتمر هيتم على أفضل وجه.
رد القائد:
ده المتوقع منك،بس لازم الحذر فى إيادى عاوزه تنشر إن مصر أصبح فى بؤره كبيره بتسيطر عليها داعش ووصلنا من المخابرات إن فى أشخاص من البدو بيساعدوهم،وده واضح فى الثكنات العسكريه اللى سبق وقتلوا الجنود اللى كانوا فيها.
تنهد سيزار بآسف:
فعلاً يا أفندم للآسف المرتزقه دول بيقدروا يخترقوا بعض الاماكن بمساعده بعض الاشخاص من البدو اللى بيعملوا تحالفات معاهم،وكمان بيستغلوا النفوس المريضه والفُرقه والخلافات بين بعض القبائل، وعشان كده يا افندم أنا خلاص ناويت أتكلم مع شيوخ القبايل وأطلب مساعدتهم فى القضاء على الجماعات دى وهحاول الصلح بينهم بإسم الجيش المصري.
لمعت عين القائد بتقدير وتشجيع قائلاً:
تمام إنت معاك تفويض كامل بإسم الجيش للتعاون مع القبايل دى ومتاكد إنك هتشرف العسكريه المصريه.
❈-❈-❈
ظهرًا بـ خيمة الشيخ جلال العبيدى
دخل حيدر الى الخيمه وجد عامر يجلس جواره يبدوان أنهما كانا يتشاوران بشئ هام او خاص لكن صمتا الإثنين حين دخل،شعر بغيظ لكن قام بكبته وإدعى عدم الإنتباه ورسم بسمه على وجهه قائلاً:
زين إن عامر هون،يا شيخ جلال.
شعر عامر بالبُغض ناحية حيدر،لكن فعل مثله وتبسم قائلاً:
خير يا حيدر؟
جلس حيدر لجوارهم قائلاً:
خير إن شاء الله،شوف بقى يا شيخ جلال من عوايدنا إن الشاب يتزوچ من بنت عمهُ أو بنات العشيره،وبما إن ربنا مكنش رايد لـ بوى بنات،فـ عامر يتزوج من بنت من بنات العشيره،وسلوى مرتى عندها أخت صغيره وملهاش واد عم،فبقول....
إنتفض عامر قائلاً:
لأ أنا ماريدش إتزوچ دالحين عندى الاهم من الزواج.
تخابث حيدر قائلاً:
شو الأهم من زواچك دالحين،ولا تكون رايد بنت تانيه،قول وعمى بالتأكيد مش هيرفض طالما من بنات العشيره.
تعلثم عامر قائلاً:
الاهم مصلحة العشيره،وبعدها أبقى أفكر فى الزواج.
بنفس المكر والخباثه تحدث حيدر:
وايه اللى يوقف مصلحة العشيره بزواجك؟
رد عامر:
مش شايف حال العشيره محصول القمح اللى حدانا واللى عطب نصه بسبب قلة المطر وكمان مشكلة الجماعه القذره اللى مسمين نفسهم جماعة النصره
فى أكتر من بنت من بنات العشيره إتخطفت واهلها ميعرفوش عنها إن كانت حيه ولا ميته.
رد حيدر بتهكم بنبرة خباثه:
إنت مصدق إن البنات دى أتخطفت،دول أكيد فى اللى لافوا عليهم وغوهم وهجوا معهم
وإن كان على محصول القمح اللى عطب بسيطه نشترى من خارج القبيله اللى يسد إحتياجتنا لحد ما نجني محصول الحول(السنه) الجاي.
تهكم عامر قائلاً بإستهزاء:
محسسنى إنها سهله إننا تشترى اللى يسد إحتياجات القبيله إذا كان الحكومه نفسها بتلاقى صعوبه فى شراء القمح،وبعدين موضوع زواچى خاص بيا،إنت لا تدخل فى شئ لا يعنيك،وإن كان على أخت زوچتك
فـ إبن خالها كلم الشيخ جلال عنها وخلاص أخد الموافقه منها وقريبًا هينعقد كتابها.
قال عامر هذا ونهض واقفًا يقول بضجر من غلاظة حيدر:.
عندي شغله هامه لازم إنتهى منها اليوم،أشوفك المسا يا بوي.
غادر عامر وترك حيدر يحاول كبت غيظه لكن مازال حيدر يبُخ سُمه فى عقل جلال قائلاً بخباثه:
عندى شعور إن عامر فى واحده رايدها ويا خوفى تكون غريبه ومش من عشيرتنا.
تعصب جلال قائلاً:
شعورك خاطئ،عامر بيعرف أعرافنا زين وما يقدر يخالفها،وزوچته لازم تكون من عشيرة العبيدى.
رد حيدر بتوريه:
هو صحيح عارف أعرافنا،بس كمان سبق وإتحدثت معاه وقالى إن بوى إتزوچ سابق من إيطاليه،فهو حر.
فهم جلال فحوى حديث حيدر وقال:
انا بقول بلاها هالسيره وما تشغل بالك بزواچ عامر.
كاد حيدر ان يعارض،لكن قال جلال بحزم:
قولت ما تشغل بالك بها الأمر ما بيخصك.
إغتاظ حيدر كثيرًا لكن شعر بنسمة هواء بارده تضرب قلبه المشتعل بنار الحقد حين سمع أجمل صوت بالنسبه له ترفع ذالك الجزء من الخيمه تطُل برأسها ترفع ذلك البرقع عن وجهها فوق رأسها قائله بدلالها المعهود:
ينفع أدخل ولا بتتحدثوا فى أسرار؟
بتلقائيه من حيدر لم تبتسم فقط شفاه بل إبتسمت أيضًا عيناه وجوارحهُ بالكامل، لتلك"ڤينوس" إلهة الجمال والدلال اللتان خُلقن فقط من أجلها.
كذالك تبسم جلال بموده يهز رأسه لها بالدخول.
ولجت الى داخل الخيمه وجلست جوار جلال أرضًا ومدت رأسها تُقبل وجنة جلال قائله بدلال:
سألت عن الشيخ جلال قالولى فى الخيمه قولت لازم أروح أطُل عليه لتوقع حُرمه فى عشقه وتآسى قلبه عليا وأنا مسكينه.
تبسم جلال لها قائلاً بحنان:
مين المسكينه يأحلى بنات البدو، إنتِ الأميره "عوالى" بنت الشيخ "جلال العبيدي".
تمايلت عوالى بجسدها على صدر جلال بدلال أبوى وقبلت وجنتهُ الأخرى قائله :
وطالما أنا الأميره هون ليه مش بشوفك غير نادر، أنا نازله أجازه مخصوص عشان أقضيها معاك، وكل ما أسأل عنك يقولولى فى الخيمه بيبحث أحوال العشيره...مش المفروض تفوض شويه من أشغالك للشباب،اللى زى عامر خوى
وحيدر وفهد...وتفضالى كده...دا انا كنت جايه ومفكره إنى هقضى أحلى أجازه بعمري مع والدى الشيخ جلال.
شعر حيدر بالغيره من دلال عوالى على جلال بتلك الطريقه المُقربه تمنى أن يُغمض عينياه ويرى العكس أنها بين يديه تدلل عليه هكذا
حقًا أغمض عينيه ثم فتحهما حين سمع صوت عوالى توجه حديثها له:
مغمض عينيك ليه يا حيدر،أكيد حديثى مو عاجبك،مش المفروض تاخدوا المسؤليه بقى من والدى وتسبوه يروق حياته مع نسوانه الإتنين وبنته الرحاله.
فتح حيدر عينيه ونظر لها قائلاً بنفاق يتمنى عكسه فهو حقًا يريد أن يأخذ مكان ومكانة جلال العبيدى ويصبح هو شيخ القبيله والمسؤول عنها:
ربنا يبارك لينا بعمر الشيخ جلال ويفضل على راسنا ويدلنا دايمًا عالطريق القويم.
تبسمت عوالي على رد حيدر ببراءه...
بينما دخل الى الخيمه شخصًا توجه ناحية جلال وإنحنى على اذنه هامسًا يخبرهُ بشئ.
أماء له جلال بموافقه قائلاً:
خليه يدخل الخيمه.
نظر جلال نحو عوالى قائلاًّ:
عوالى حيدر غادروا الخيمه دالحين،لا تنسى تنزلى البرقع على وجهك يا عوالى.
إستمعت لقوله وأخفت وجهها خلف ذلك البرقع
التى أكتشفت فيما بعد لحظات قبل أن تغادر الخيمه أنه من الجيد الآن إخفاء وجهها
حين سبق خروجها دخول سيزار وجهًا لوجه معها قائلاً:
السلام عليكم.
سأم وجه حيدر وأومأ برأسه، كان لديه فضول لمعرفة سبب زيارة هذا الضابط لكن لهوسه بـ عوالى لحقها، وهى الآخرى كان لديها فضول للجلوس والإستماع الى ذاك القائد الذى آتى به القدر تلك الليله الى جبل النداهه، كي يُشغل فِكرها بـ شهامته كذلك جسارته.
❈-❈-❈
بعد أن هدأت حرارة الشمس قليلًا..
إمتطي جسور الجواد الخاص به يتجول بين أراضى القبيله، لكن كآن ذاك الجواد يُشارك عقله الأفكار، هرول به بعيدًا عن أراضي القبيله وتوقف على هضبه عاليه، قريبه من قبيلة العبيدي، رأى تلك الخيام بالساحه وتلك المنازل، شعر بسمة هواء ربيعيه إخترقت قلبه وهو يبحث بعينيه التى مازالت تحفِر أهداب تلك الرقيقه الجسورة التى كانت فضلت الموت على الآسر، مازالت ملامحها وعيونها الذهبيه محفوره، لا يعلم سبب لذلك، رغم أنه رأى فتيات كثيرات، لكن لم يعلق برأسه سوا تلك التى خرجت له من بين الجبال
تنهد بستنسق الهواء كآنه يمتزج براحة الياسمين التى كانت تفوح منها ذاك اليوم، لحظات كانت قليله قبل أن يصهل... الجواد ويعود للجري مره أخري كآنه مُنبهًا لسائسهُ أنه
«طوي أول صفحات كتاب الغرام».
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة سعاد محمد سلامة من رواية حمام كليوباترا، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية