-->

رواية طغاة التاريخ - بقلم الكاتبة سمر إبراهيم- الفصل الثامن (الحاكم بأمر الله )

 

رواية طغاة التاريخ

بقلم الكاتبة سمر إبراهيم 




الفصل الثامن

الحاكم بأمر الله الفاطمي

رواية

طغاة التاريخ 




اتكلمنا كتير عن حكام مجانين وطغاة حكموا العالم النهاردة بقى معادنا مع عمهم كلهم اللي جنونه مش محدود وعدا كل الحدود قالوا عنه مجنون قالوا عنه سفاح وصل جنونه إنه ادعى الألوهية ويا محاسن الصدف وقع فى قرعتنا احنا محظوظين أوي ما شاء الله.


هنتكلم عن "الحاكم بأمر الله الفاطمي"


اسمه "المنصور بن العزيز بالله نزار بن المعز لدين الله معد بن المنصور إسماعيل بن القائم بأمر الله محمد بن عبيد الله المهدي"



ولد عام 375 هـ ٩٨٥م هو سادس خليفة فاطمي يحكم مصر والإمام الإسماعيلي السادس عشر، وزي ما كلنا عارفين إن الفاطميين كانوا على المذهب الشيعى وهما اللي دخلوه مصر حتى الجامع الأزهر لما بناه المعز لدين الله الفاطمي بناه علشان ينشر من خلاله المذهب الشيعي في مصر علشان كدا لما تولى صلاح الدين الأيوبي حكم مصر أمر بإغلاقه وفضل مقفول ١٠٠ سنة لحد ما جه الظاهر بيبرس وفتحه وخلى التدريس فيه على المذهب السنى.


الحاكم بأمرالله يعتبر شخصية مهمة في عدد من الفرق الشيعية الإسماعيلية زي النزاريين والدرزيين.


ويعتبر البعض أن الحاكم كان آخر الخلفاء الفاطميين الأقوياء.


أما عن صفاته كانت عيناه واسعتان وصوته جهير مخوف.


اتسمت فترة حكمه بالتوتر؛ لأنه كان على خلاف مع العباسيين الذين كانوا يحاولون الحد من نفوذ الإسماعيليين، وكان من نتائج هذا التوتر في العلاقات أن قامت الخلافة العباسية بإصدار مرسوم شهير في عام 1011م وفيه نص مفاده أن الحاكم بأمر الله ليس من سلالة علي بن أبي طالب.


وبالإضافة إلى نزاعه مع العباسيين فقد انهمك أيضا الحاكم بأمر الله في صراع آخر مع القرامطة.



❈-❈-❈



نرجع لموضوعنا تولى الحاكم بأمر الله الحكم في رمضان سنة 386هـ ٩٩٦م بعد وفاة والده العزيز بالله نزار كان وقتها طفل صغير يبلغ من العمر 11 عامًا وطبعا كان قاصر فتم تعيين كفيل له اسمه "أبو الفتوح برجوان" ودا كان موجود من أيام والده العزيز بالله ووصل لمرتبة "كبير الخدم" و مسك تدبير الدولة شيخ كتامة وكان  اسمه "أبو محمد بن عمار" الذي تلقب ب "أمين الدولة"


كان بين برجوان وابن عمار صراع على السلطة كل واحد عايز يبقى الآمر الناهي وكانت طوائف الشيعة في مصر منقسمة لقسمين طوائف المشارقة وطوائف المغاربة  وكان ابن عمار هو زعيم طوائف المغاربة ونجح برجوان في إثارة طوائف المشارقة ضد طوائف المغاربة اللي استبدوا بالحكم مع سيدهم ابن عمار وحصلت بينهم مواقع عديدة انتهت بانتصار برجوان وهروب ابن عمار.



بعد كدا قام برجوان بإخراج الحاكم وأخذ له البيعة من جديد، وتولى شئون الدولة وكوّن طائفة جديدة خاصة بيه مكونة من الجند والمماليك. 


بعد ما ظبط امور البلاد أعاد ابن عمار مرة ثانية للبلاد وأعاد إليه إقطاعاته التي كانت له من قبل، واشترط عليه الطاعة وبكدا قدر يكسب طاعة طوائف  المغاربة هما كمان وبقت البلاد كلها تحت سيطرته وطبعا دا خلاه يجنح للطغيان والاستبداد فكان يعتبر نفسه الخليفة الحقيقي وبدأ يستصغر الخليفة الحقيقي.



كما أنه استغل منصبه في تكوين ثروة ضخمة جدا دا كله بالإضافة إلى انشغاله باللهو والملذات مما أدى إلى انصرافه عن شؤون الدولة التي تعطلت وفسدت نتيجة لذلك.



في ظل الأحداث دي كلها نسي برجوان إن الحاكم قد جاوز سن الصبا ودخل مرحلة الشباب وأصبح يفهم كل ما يدور حوله وانتبه لاستبداد برجوان وطمعه  في الحكم.




لما الحاكم أتم الخامسة عشر من عمره وبالتحديد في شهر مارس من عام ١٠٠٠م قام بتدبير مؤامرة لقتل برجوان، وتم ذلك بمساعدة قائد من القادة ويدعى "الحسين بن جوهر" ودا حصل بعد ما "ريدان الصقلبي" قاله إن برجوان عايز يزيحه و يستولي على الحكم ، و عين الحاكم بأمر الله جوهر في منصب مدبر الدوله وأصدر بيان يبرر فيه أسباب قتل برجوان وبعد ذلك قام بالتخلص من رجال برجوان في الجيش والقصر.


كما أنه قام بعمل كمين لشيخ كتامة ابن عمار  وحرّض عليه بعض المشارقة الذين قتلوه وبعد ذلك استطاع أن يتخلص من كل أعوانه من شيوخ كتامة.


بذلك يكون الحاكم بأمر الله قد تمكن  من استرداد سلطانه والتخلص من كل المنافسين والسيطرة على كل مقاليد الحكم.



❈-❈-❈


اتبع الحاكم بأمر الله منهج الفتك والقتل في تعامله مع الرعية سواء المقربين ليه وحاشيته أو عاملة الشعب.


في يونيو 1000م حرم الحاكم على الناس قول كلمة سيدنا أو مولانا إلا له هو فقط، و في عام 1003م بدأ يقتل في كل من حوله فقتل كاتبه جوهر، و قتل ريدان الصقلبى، و قتل "العكبري" اللي كان المنجم بتاعه، و استباح دم كل المنجمين، و بعت المنادين بتوعه في الشوارع ينادوا إنهم كفار و دمهم مباح، فهرب معظم المنجمين من مصر و الباقيين استخبوا.


مع مرور الوقت زاد جنونه فبقى من عام 1004م يجلس على حمار و يمشي السياف قدامه و يقول له يقتل ده و ده حسب ماكان بيطلع في دماغه.


قتل موظفين و وزرا و قضاة مخلاش و شخصيته قعدت تتغير و تتدهور كل يوم اكتر من اليوم اللي قبله.


فى الأول كان بيلبس هدوم غاليه و يحط جواهر و الماسات، و بعدين بقى يلبس هدوم أبسط مافيهاش مجوهرات، و انتهى بيه الحال بالزهد، فبقى بيلبس الصوف الرخيص و يركب الحمير، وفوق كده بقى يتجسس على كل اللي حواليه و على حاشيته، و يتدخل في كل صغيرة و كبيرة في حياتهم و يعاقبهم بالقتل على أي حاجة صغيرة بيعتبرها ذنب عملوه لغاية ما بقت الناس كلها خايفه منه.


في عام 1004م قطع رقبة القاضي "حسين بن النعمان" و أمر بحرق جثته و قطع رقاب حوالي مائة شخص و أمر بصلبهم، و قتل خمسين واحد من الركابية ( اللى بيشيلو غاشية الخليفه في المواكب) 


وصل جنونه إنه كان بيصدر الأمر ويعاقب كل اللي ينفذه أهو غلاسة كدا وخلاص فكان يصدر أوامر وضدها في نفس اللحظة.



كان يبني المدارس ويعين العلماء فيها وفجأة يقتلهم ويهدم المدارس.


كان يقوم بتعيين الوزراء ويهبهم عطايا وأموال وفجأة يقتلهم عادي جدا وصل جنونه إنه كان قاعد مع معلمه ومؤدبه "أبا تميم سعيد الفارقي" فى قاعدة سمر وفجأة قام طير رأسه بالسيف من غير أي سبب.



منع أكل الملوخية والجرجير والسمك اللي من غير قشر والعنب.


منع شرب الخمر ويمكن دي الحاجة الكويسة اللي عملها.


منع عجن الخبز بالأرجل ومنع ذبح البقر التي لا عاقبة لها إلا في أيام الأضاحي وما سواها من الأيام، ولا يذبح منها إلا ما لا يصلح للحرث.


ضرب في الطرقات بالأجراس، ونودي ألا يدخل الحمام أحد إلا بمئزر وألا تكشف امرأة وجهها في طريق ولا خلف جنازة ولا تتبرج.


كان يقوم بعمل حملات تفتيش على  الحمامات وقبض على جماعة وجدوا بغير مئزر فضربوا وتم التشهير بيهم



أمر بأنه إذا ذكره الخطيب على المنبر أن يقوم الناس على أقدامهم صفوفا إعظامًا لذكره، واحترامًا لإسمه.


أمر الناس بمصر والحرمين إذا ذكر الحاكم أن يقوموا ويسجدوا في السوق وفي مواضع الإجتماع.



أمر بقطع الكروم -أشجار العنب- ومنع بيع العنب، ولم يبقى في ولايته كرمًا. 


كما أنه أراق خمسة آلاف جرة عسل في البحر، خوفا من أن تعمل نبيذ.


منع النساء من ان تخرج من بيوتها لأي سبب والباعة يذهبوا إلى البيوت يبيعوا بضاعتهم والمرأة تقوم بشراء ما عريد من خلف الباب دون أن تمد يدها ولكن تمسك في يدها شيء مثل المغرفة تاخد بها مت تشتريه، ولما الناس اشتكت استثنى من قراره الأرامل اللي مالهومش حد يصرف عليهم ومغسلات الموتى ودا حصل بعد ٨ شهور كاملين من تنفيذ قرار منع الستات من الخروج.


أمر الناس يشتغلوا بالليل ويناموا بالنهار واللي يخالف القرار يتقتل  فورا. 


فى مرة جاب مجموعة أطفال وأمرهم يطلعوا على سور القصر وينطوا في بركة مياه ومات في اليوم ده أكتر من ٣٠ طفل وقعوا بعيد عن المياه.


اضطهد المسيحيين واليهود وخيرهم بين الدخول في الإسلام  أو الهجرة خارج البلاد ولو عايزين يقعدوا ويفضلوا على دينهم يبقى يميزوا نفسهم عن المسلمين وذلك بإلزامهم بارتداء ملابس معينة، وارتداء علامات مميزة لهم.


ألزم اليهود أن يلبسوا العمائم السود، فيما ألزم المسحيين بلبس ثياب الغيار “نوع من الأثواب علامةً عليهم”، وشد الزنار “نوع من الأحزمة” في أوساطهم.



كما أمر المسحيين بأن يحملوا فى أعناقهم الصلبان، طول الصليب ذراع ووزنه خمسة أرطال أما  اليهود فيعلقون في أعناقهم قرامى الخشب على شكل عجل في نفس وزن الصلبان.


أمر المسيحيين واليهود بألا يركبوا مع المسلمين فى سفينة، وألا يستخدموا غلاما مسلما، وألا يركبوا حمار مسلم، ولا يدخلوا مع المسلمين حمامًا.


منع المسيحيين من الاحتفال بعدد من الأعياد التى كان يحتفل بها شعبيّا كـ”عيدي الصليب والشعانين” منع أيضاً الإحتفال بعيد الغطاس وحرم عليهم شرب الخمر والنبيذ زيهم زي المسلمين.


كمان منعهم من عمل اي مظهر من مظاهر للإحتفال بأعيادهم سواء الاجتماع أواللهو.


هدم عددًا كبيرًا من الكنائس والأديرة والمعابد، وأباح ما فيها للناس فنهبوا ما فيها من خيرات.


  ومنعهم من ركوب الخيل أو يذهبوا إلى الحمامات العامة إلا لو علقوا في رقبتهم جرس.


وصل به الحال أن هدم كنيسة القيامة في القدس عام ١٠٠٩م وهذا كان السبب الأساسي في قيام الحملات الصليبية على بلاد المسلمين.


بعد كدا سمح للمسيحين الذين هاجروا أن يعودوا لبلادهم ومن اسلم غصب ويريد أن يرجع إلى دينه يرجع وأول ما حد كان يرتد عن الإسلام كان بيقتله فورا.


مسلمش منه ولا مسيحي ولا يهودي ولا حتى المسلمين اللي على المذهب السني.



أمر بإلغاء صلاة التراويح لمدة ١٠ سنين ورجعها تاني 


أصدر عام 400 هـ سجل بإلغاء الزكاة ومنع صلاة الضحى.


حاول أن يعدل بعض الأحكام الجوهرية كالصلاة والصوم والحج وقيل إنه شرع في إلغائها، أو أنه ألغاها بالفعل.


ألغى صلاة الجمعة (التي يصليها) في رمضان و ألغى صلاته في العيدين، وألغى الحج، وأبطل الكسوة النبوية.


أمر بسب عدد من أصحاب الرسول (صلى الله عليه وسلم) وعلى رأسهم أبي بكر الصديق، وعمر الخطاب، وعثمان بن عفان، والسيدة عائشة، ومعاوية بن أبي سفيان، وكتب ذلك على أبواب المساجد وخصوصا جامع عمرو بن العاص، وعلى أبواب الحوانيت والمقابر.


بنى بين الفسطاط والقاهرة مسجدا عظيما على ثلاثة مشاهد وكان يريد أن ينقل إليه جسد النبي صلى الله عليه وسلم لولا وقوف أهل المدينة له ومنعوا حدوث ذلك.



أصدر سجلًا بأن يؤذن لصلاة الظهر في أول الساعة السابعة ويؤذن لصلاة العصر في أول الساعة التاسعة.



ذات يوم وهو يسير في الشوارع راكب حماره رأى مجسم على شكل امرأة وعليها لافتة مكتوب عليها سباب له هو وعائلته غضب جدا وقتها وأمر بحرق البلاد بمن فيها  وفعلا قامت الحرائق في كل مكان واستمرت ٣ أيام حرق بهم ثلث البلاد هذا غير السرقة والنهب والنساء اللائي تم خطفهن وبيعهن في سوق الجواري.


بلغ الدمار لدرجة أن وزيره عندما رأى ما حدث في البلاد قال له:


- لو كان الروم هم من دخلوا البلاد كان ليصعب عليهم أن يفعلوا ذلك.

 

وبالطبع لم يعجبه اعتراضه وأمر بقتله فورًا.



❈-❈-❈



كل ما فعله هذا لا شيء بجوار ادعاء الألوهية كما قولت بأنه قد أصدر أوامر للناس أن يسجدوا أول ما يقال اسمه وأطلق على نفسه لقب الحاكم بأمره كما أنه منع جملة "الصلاة خير من النوم" في صلاة الفجر علشان عادة سنية.


 

 

فى عام ١٠١٨م وصل مصر اثنين من الشيعة واحد يدعى "محمد بن إسماعيل الدرزي" والتاني اسمه "حمزة بن علي" وبدأوا يدعوا الناس لتأليه الحاكم بأمر الله وأنه تجسيد للإله وعملوا مذهب عرف باسم "المذهب الدرزي" فرح الحاكم بذلك جدا وعمل دفتر علشان يكتبوا فيه أسامي أتباعه ودخل في المذهب ده حوالى ١٧ ألف واحد طبعا معظمهم كانوا مكرهين خايفين من بطش الحاكم.



طبعا هذا الخال لم يعحب المسلمين السنيين وقرروا قتل ابن إسماعيل وابن علي لكن نجحوا في قتل الدرزى وهرب حمزة بن علي للشام وبدأ هناك يدعي للمذهب بتاعه هناك.


لما وصل للحاكم بأمر الله خبر قتل محمد بن إسماعيل الدرزي غضب جدا وأمر بحرق  الفسطاط للمرة الثانية و وصل به الجنون أن يرسل مرتزقة لكي تهجم على البيوت وتقتل الرجال وتخطف النساء.


عام411 هـ ١٠٢١م كان الحاكم بأمر الله ذاهب للخلوة الخاصة به في جبل المقطم لكنه اختفى فجأة كل ما وجدوه هو حماره وقدمه مجروحة بضربة سيف وعباءته وعليها آثار طعنات ودم إنما جثته لم يتم العثور عليها إلى الآن ويقال أن بعد مرور أربعة أعوام ظهر شهص واعترف بأنه هو من قتله.


الشائع أن الذي قام بقتله هي أخته ست الملك لأنه هدد بقتلها فقررت تسبقه واتفقت مع  "الحسين بن الداوس" زعيم قبيلة قتامة على قتله وبالفعل أرسل غلمان من عنده وقتلوه وقامت ست الملك بقتل بن الداوس وكل من له علاقة بقتل أخوها ووقفت تأخذ عزاءه بنفسها وكأنها لم تفعل شيء وبعد ذلك أدارت هي أمور البلاد إلى أن قامت بتنصيب ابنه الظاهر لإعزاز دين الله   والذي أمر بإلغاء كل أوامر والده بمجرد أن جلس على كرسي السلطنة.



❈-❈-❈


يقال إن سبب مقتل الحاكم بأمر الله أنه حاول تغيير نظام الورائة المعمول به كأصل من أصول المذهب الشيعي الإسماعيلي، فلديهم اعتقاد بأن الإمامة لابد وان تكون في نسل علي بن أبي طالب دون غيرهم، وأن تنتقل من الأب للإبن لأنهم كانوا يعتقدون أن للإمامة صفات وعلوم خاصة لابد أن تنتقل بالوراثة.


  التزم الفاطميون منذ إنشاء دولتهم بهذا النظام، لكن الحاكم حاول مخالفة هذا المبدأ وأوصى بولاية العهد لابن عمه "عبد الرحيم ابن إلياس" وأخذ له البيعة على جميع رجال الدولة، ودعا له بمكة وأمر الناس بالسلام عليه بأن يقولوا:

«السلام على ابن عم أمير المؤمنين وولي عهد المسلمين»


وأصدر أوامره بأن يضرب اسمه بجانب اسم الخليفة على العملة. 


أدت محاولته هذه لانقسام خطير انتهى بمقتله ومقتل ابن عمه.


عندما قتل اعتقد الدروز أنه ذهب إلى الغيبة مع حمزة بن علي بن أحمد وثلاثة من الدعاة البارزين الآخرين، تاركين رعاية «الحركة التبشيرية التوحيدية» لزعيم جديد، وهو "المقتنى بهاء الدين"


"عايزة اقولكم إنهم لحد دلوقتي فاكرين إن الحاكم بأمر الله لسة عايش مماتش وإن هو المهدي المنتظر اللي هيجى فى آخر الزمان"



❈-❈-❈



ولكي نكون منصفين لابد أن نقول الأشياء الجيدة التي قام بعملها.


اعتمد في حكمه على نظر المظالم لتطهير دولته من الفساد وكان يواصل ركوبه ليلا ونهارا على حماره ويطوف به في الأسواق والقرى لكي يسمع مظالم الناس. 


ورث الحاكم عن أبيه العزيز بالله حرصه على توزيع المال على الفقراء والمساكين. ويشهد المؤرخون بأن يده لم تمتد على أخذ مال إطلاقا كانوا ديما بيقولوا عنه:


" أهل مملكته لم يزالوا في أيامه آمنين على أموالهم، غير مطمئنين على أنفسهم"


أظهر الحاكم بعد توليه تقشفا وزهدا على عكس آبائه فقام بإخراج من قصره جماعة من حظاياه وأعتق سائر مماليكه من الإناث والذكور وجعلهم أحرار في كل شيء وترك لهم كل العطايا التي أخذوها منه ومن أبيه.


كما أنه خفف من الإسراف الذي كان يحدث في  الاحتفالات بالمناسبات المختلفة، وأمر بألا يصلى عليه أحد في كتاباته ويقتصر على هذه الصيغة:

"سلام الله وتحياته ونوامي بركاته على أمير المؤمنين"


يروى عنه أيضًا أنه في بداية عهده كان سخيّا معطاءً.


أمر بكنس الأزقة والشوارع وأبواب الدور في كل مكان.


وكما ذكرت منع شرب الخمر ومنع الغش فى الموازين كان يمشى في السوق وأي تاجر تسول له نفسه تن يغش في الميزان كان يقتله فورا ويمثل بجثته.


قام بإنشاء دار الحكمة وأتى بالعلماء والكتاب من كل مكان وهيأ لهم كل سبل الراحة وأغدق عليهم العطايا لمي يتفرغوا للعلم وأنشأ بها أكبر مكتبة في هذا العصر والتي كانت تضم أكبر عدد من الكتب.


يذكر له أيضًا أنه قام ببناء العديد من المساجد.



ولكن كل ذلك لا ينفي كونه كان مجنونًا لأقصى درجة

كان مجنون لدرجة أنه قتل أكثر من ١٨ الف شخص.


❈-❈-❈



هناك رأي آخر يراه البعض وهو أن كل ما قيل عنه هو مجرد تجنى على الحاكم بأمر الله غرضه تشويه صورته، ودليلهم على ذلك أن كل ما قيل عنه لم يتم ذكره على لسان أي مؤرخ من المؤرخين المصريين الذين كتبوا تاريخ الفاطميين سواء كانوا مؤيدين لهم أو معادين ومنهم: المقريزي، ابن تغري بردي، وأن هذه الأقاويل تم ذكرها لأول مرة في كتاب المؤرخ "الحافظ البغدادي" (تاريخ بغداد) وكتاب تاريخ الخلفاء للحافظ جلال الدين السيوطي وغيرهما.


إيه الحقيقة بقى الله أعلم.



يتبع