رواية كما يحلو لي النسخة القديمة بتول طه - الفصل الحادي والخمسون 2
رواية كما يحلو لي - النسخة القديمة
حصريًا على مدونة رواية وحكاية
بقلم بتول طه
- تابع قراءة الفصل الحادي والخمسون -
:قاطعته بسرعة مانعة إياه من تلك الأسئلة التي تتهرب هي منها بالفعل
-
أرجوك سأطلب منك شيئاً... لا تحدثني إلا للضرورة القصوى أرجوك... لأنني
لا زلت أحاول أن أصفي ذهني وأريد أيضاً أن
تأتِي لي نهاية هذا الأسبوع بالعطلة، سنتناقش بكل التقارير الخاصة بالعمل كما أريد
أن آخذ رأيك بعدة أشياء أخرى... أعتذر منك ولكني لا زلت أحتاج لهذا الابتعاد عدي، لا
زلت أفكر بالكثير، والآن فقط أخبرني هل هناك أية تحديثات عن ذلك المُحضر الذي أخذ
أقوالي؟
نزل لرغبتها بعدم إطلاق المزيد من الأسئلة التي لا تود الإجابة عنها الآن
بمنتهى التفاهم منه وقدر موقفها فما تعرضت له لم يكن بهينٍ أبدًا عليها وأجابها مباشرةً
دون الخوض في مزيد :من الإلحاح الذي لن يُفيدها
ولن يُفيده هو الآخر
-
لا فقط أغلقوا القضية بناء على رغبتك... ولكن لا تقلقي، أتابعه كل يومين
ولا جديد بخصوص هذا، كما أن المبرمجة العبقرية قد استطاعت أن تُفسد تسجيلات كاميرات
المراقبة! قد نعمل كجواسيس... هل فكرتِ في الأمر من قبل؟ سنجني مليارات وسنصبح مافيا
خاصة وحدنا!
اكتفت بالابتسامة التي لم تكشف نصاعة أسنانها بينما فهم أن مرحه ومزاحه
لم يملك عليها سلطانًا واستمع لها تزفر براحة أن تلك القضية انتهت ولكنه يموت لسؤالها
لماذا فعلت هذا وضللت المُحضر ولكنه كما قرر لن يلح بالأسئلة فسألها ليتناول المزيد
من أطراف الحديث معها وحتى يطمئن كذلك عليها فليس هناك من يعرف بالأمر سواه هو وأخوه
ولو قام أحد بتخييرها الآن بينهما فبالطبع ستختار التحدث له وليس لزوجها:
-
هل لا زلت تشعرين بالألم أم تحسنتِ؟
تنهدت بعمق ثم نظفت حلقها وأجابته متحاملة على تلك الآلام التي نهشت روحها
في تتابع مميت على الرغم من أن آلام جسدها قد بدأت بالفعل في التداوي:
-
لا... كل شيء بخير، عدا تلك التقلبات التي تخص النساء بسبب الحمل وكل هذا
ولكن أستطيع التأقلم
ضحك بخفوت لتبتسم هي الأخرى فأضاف بمرح:
-
حقاً ليس لدي الخبرة الكافية ولكن دعينا نبدأ ونجرب بكِ عزيزتي، قد أكتسب
الخبرة اللازمة عندما أصبح متزوجًا!
اندهشت ببعض الغيظ لترفع حاجبيها وهي تنظر باتجاه البحر مباشرة واستطاع
إثارة بعض المرح بالفعل دون أن تلاحظ ما يفعله واستجابت له لتعقب بابتسامة استطاع
تخيلها حتى وهو لا يراها أمامه:
-
هل أبدو لك كفأر تجارب!! اللعنة عليك عدي!
صاحت بحنق ممازحة إياه ليضحك واطمأن أنها نوعًا ما تستجيب له وتصنع
بعض الجدية:
-
لا بل أتعلم منك حتى أستطيع التعامل مع زوجتي المستقبلية... أنا لا تمزح
بشأن هذا... سأصبح عمًّا قريبًا! على الاستعداد جيدًا!
ابتسمت على حديثه الذي استمعت له وكادت أن تبالغ بالمزيد من الحديث ولكنها
شعرت بغصة عندما شعرت وكأن "عُدي" هو من يستعد لتحمل المسئولية وليس
زوجها الذي من المفترض أن يكون هو من يتهيأ ليُصبح أب ووالد يستطيع مراعاة أبنائه فقررت
أن تنهي الاتصال عندما استعادت كل ما حدث برأسها من جديد وشعرت مرة ثانية بتفاقم صعوبة
الأمر عليها من حيث تربية أطفال وأبناء مع رجل مثله مريض:
-
حسناً سنرى... سأهاتفك لاحقًا عليّ الذهاب للحمام... وداعاً!!
أغلقت المكالمة دون أن تستمع منه لكلمة واحدة ووجدت دموعها تنهمر من جديد
ولم تستطع سوى الشعور بتشتيت رأسها الشديد وهي ممزقة بين حقيقة أن رجلا مثل الذي عشقته
لن يصلح لأن يصير أبت جيدا، وبين حقيقة أنها لن تستطيع حرمان طفلها من والده لتتجرع
فداحة سذاجتها الشديدة عندما لم تُفكر منذ البداية بواقعية واستجابت للمشاعر وحدها
دون الأخذ في حسبانها ما كانت تفعله بمنتهى الغباء منها!
❈-❈-❈
لم يعد يستطيع التحمل دون وجودها بالقرب منه،
لقد اشتاق لها، تلك الرائحة التي كانت تحاوط وسادتها بدأت بالاختفاء والضمور، كلما
وقعت عيناه على غرفتهما شعر بذلك الثقل الذي يُطبق على صــ ــدره بشدة، كلما تذكر عينيها
المرتعدتين منه يشعر وكأنما يريد التخلص من حياته للأبد، يريد أي شيء ليخلصه من كل
هذا، كمْ تمنى لو أنها نظرت له مجدداً بتلك الأعين البريئة لم يعد يشعر بأنه يحتاج
لأن يُفرغ سا ديته، معاقرته للخمر وأن يبقى ثملاً طوال الوقت لن تداوي تلك الجروح
بداخله، لم يعد حتى يستطيع أن ينظر بالمرآة لوجهه لشعوره الدائم بأنه مذنب...
تفقد الساعة ليجدها قاربت على التاسعة مساءً فجرب
أن يهاتف مريم علها تستطيع أن تجد حلاً له، يريد أن يتحدث ويسمعه أحد ، يريد أن ينفجر
بالكلمات المتواترة دون أن يوقفه أو يحكم عليه أحد، لم يعد يتحمل أن يصمد وحده بعد
الآن...
-
هل لنا أن نتقابل الآن؟
سألها بمجرد إجابتها على مكالمته بيدٍ ترتجف ليس
يعلم أهذا من غضبه أم من خوفه وتوتره واحتياجه الشديد لمن يستمع له أو حتى يُخفف عنه
لتعلم هي أن ربما الجلسة السابقة أفادته كثيرًا وسيبدأ في التعود على أن يسمعه أحد
وخصوصًا بعد الصدمة التي لا تزال تتحكم به وهي تعتبر المُحفز الرئيسي لعلاجه
فحدثته بتعجب:
-
الآن!!
همهمت لبُرهة ثم نظفت حلقها وأجابته:
-
بالطبع... ممم... هناك مقهى إيطالي جيد هادئاً
أعرفه، مقهى سياكازا بالحي الإيطالي، أتعلمه؟
سألاقيك في غضون خمس عشرة دقيقة سرعان ما
أجابها ثم أنهى المكالمة وأخذ في القيادة كالمجنون عله يجد ضالته معها لتحمل جزء من
هذا الإرهاق الذي قد شعر بتخمته تقارب على تفجير رأسه!!
صف السيارة بسرعة ثم توجه للداخل على عجل
وطلب بعض القهوة وبعد انتظار ما يقارب من خمس عشرة دقيقة أخرى أتته لتجده متوتراً ويهز
ساقيه لتعلم لماذا لم يأخذ الكثير حتى هاتفها بعد يومين فقط.
-
سيد عمر كيف حالـ...
-
إلى أين توقفت المرة الماضية؟
قاطعها بعجل دون اكتراث لسؤالها فنظرت له بتعجب
وبدأت في أن تتطلع للأوراق أمامها التي تدون بها بعض الملاحظات ثم حدثته قائلة:
-
بعد خيانة يُمنى لي...
تحدث بانفعال دون أن يتركها لتخبره أين توقف هو
وأكمل بدلًا منها:
-
لقد كنت بدأت للتو في أن أترافع في بعض القضايا
ولدي مكتب صغير وأظن أن هذا لم يُعجبها، لا أعرف حقاً من هو صاحب الفضل عليّ بأن يهاتفني
ويخبرني بمكانها حتى أذهب وأراها بل وترك لي المفتاح، ولكن عندها ماتت ثقتي بجميع النساء،
خاصة بعد أن كانت نشأتي وأنا أرى أمي لم تأخذ أي قرار قوي بحياتي أو بخصوص ابتعادي
عنها، ترسخ بداخل عقلي أن المرأة مجرد خاضعة وليس لقوة شخصيتها أو قراراتها أو حسمها
وتحكمها أي أساس من الصحة، حتى تلك النساء التي تتظاهر بالقوة والكبرياء وأحياناً الغرور
تكون مزيفة وهناك دائماً طريق لكسر ذلك الكبرياء بداخلهن... والدتي دائمًا ما كانت
تنصاع لأبي، ودائمًا ما ظننت أن الرجل الناجح هو أبي... لذا كان علي أن أصبح مثله تمامًا
في كل شيء!
زفر بتوتر ولكن ليس مثل السابق حتى لاحظت هدوءه
النسبي وأنه بدأ في الارتياح بحديثه وقد لاحظت لغة جسده التي انعكس عليها ذلك الارتياح
وارتشف من قهوته ثم تابع:
-
كنت أكسب القضية تلو الأخرى بفضل ما علمني إياه
والدي، كنت أصب الغضب والتركيز بالعمل حتى برعت به ولكن لم يكن يعوضني بأي شيء عن جرحي
بعد الذي فعلته يمنى بي... لقد كنت أبحث عن كل شيء حتى أنشغل، ولكن كان هناك شيء بداخلي
يجعلني أبحث عن كل شيء أحببته معها، هي من جعلتني أغرم بالخيول، حتى أنني امتلكت
حصاني الأقرب لقلبي بعد انفصالنا بسنة، وما كان يؤلمني أكثر أنها لم تحاول أن تبرأ
نفسها ولم تدافع عن نفسها ولا حتى لتخبرني لماذا فعلت هذا...
ابتلع بغصة ثم أكمل بشرود ببقعة بعيدة غير متعنًا
سوى بتلك التفاصيل من ماضيه:
-
قمت بشراء أول منزل لي دون معرفة أي أحد من أسرتي
وأبقيت على منزلي الذي استأجرته منذ البداية وحتى الآن لا زلت أملكه، ولكن الذي اشتريته
كان في أحد المرتفعات الشاهقة التي كانت تطل على نهر النيل... ربما لأنها أيضاً كانت
تحب الجلوس أمامه، لم أكن أتصور أن بدايتي مع النساء ستكون من هذه الشقة بالتحديد...
اعذريني دكتورة ولكن اِسْمَحي لي أن أتحدث بجرأة قليلاً...
خلل شعره بعد أن نظر إليها في ترقب وأجابته برسمية:
-
تحدث بحريتك سيد عمر... فقط نحي أي شيء جانباً
واسرد ما حدث بأكمله!
تحدثت له لتطمئنه بملامح داعمة مؤازرة دون شفقة
أو تعاطف:
-
حسناً...
أجابها بإيماءة مقتضبة ثم أكمل حديثه:
-
لم تكن لدي الخبرة الكاملة وقتها ولم أكن
جربت العديد من الأشياء فيما يخص العلا قة الحمــ ــيمة... أو بالأخص لم أكن عاشرت
امرأة من قبل، لم أما رس الجــ ــ ــنس قبل الثالثة والعشرين لأنني كنت مغفلاً
وأحببتها ولكنها خدعتني... أتذكر أنني أعددت غرفتي الرئيسية أن تكون عازلة للصوت نظراً
لأنني كنت أبحث عن العنف بأي شكل وطريقة وخاصة تجاه النساء وكنت أتأكد بأنني لن أكن
ليناً معهن، وكأنهن سيعوضني عما فعلته بي يمنى، أردت أن أرى كل امرأة أمامي تتعــ
ــذب وتطلب مني الرحمة وأن أتوقف عما أفعله، أردت أن أشعر هن بالإ ها نة ومع ذلك أريد
أن تطلبن قربي وعنفي وتتمناه كل امرأة منهن، ولكن لم أبحث عن ز و اج أو علاقة جدية، أردت الجـ ـــنس والعنف ليس
إلا...
تنهد موصدًا عيناه ليتذكر الكثير من التفاصيل التي لا يذكر حتى أنه قد حاول أن يتذكرها بوقت
فراغه بالسابق لينفخ تلك الأتربة عن ثنايا عقله وواصل كلماته:
-
بعدما أعددت كل شيء في غضون أشهر قليلة حاولت أن أجد حلاً لذلك الشيء
الذي أبحث عنه، قرأت الكثير والكثير من الأشياء، أعرف أن العا هر ات لن يتقبلن كلهن
العنف، لذا كان يجب علي الاتفاق مع كل واحدة قبل أن أمارس معها أي اتصال حميم أو بالأخص
جــ ــ ــنسي، كنت أخيرهن إما يقبلن العنف ويوقعن اتفاقية بعدم الإفصاح والسرية
التامة وأصور لهن تلك الجلسة وإما يرفضن من البداية...
أطلق زفيرًا بعمق قوي وكأنه لن ينقطع أبدًا واستطرد بعد أن ظلمت ملامحه
بشكل غريب:
-
بعد البحث عن الكثير من فتيــ ـــ ــات الليل والعديد من المطلقات أو من
يمار سن الجــ ــ ــنس بهدف المتعة وجدت ضالتي... عا هرة ولكنها تشبه يمنى قليلاً بشعرها الطويل وجـ
ــ ــسدها الممشوق، وكأنما تآكلني الغضب لأدمي ذلك الجـ ــ ــسد أسفلي وأنتقم من النساء
جميعاً، وكأن هذا ما سيحقق لي الإشـ ــباع... فكرت بأنني تريثت طوال خمس سنوات حتى
نصبح متزوجين ولكن هي حتى لم تحترم صدق نواياي، فشعرت بأن كل أنملة بجسدي تود الانتقام...
عرضت عليها الأمر فلم تقم برفضه ووافقت... أغريتها بمبلغ مالي ليس بقليل بالنسبة لها،
وما إن اتفقنا على كل شيء حتى بدأ شخص آخر بالخروج، شخصا لم أعرفه بحياتي، لقد عا شر تها بقوة، صفـ ــ ــعتها كثيراً، لأول مرة أجلد
امرأة بحزامي الجلدي وكل صر خة أشبعتني وارتوى ذلك الوحش بداخلي ولكن لم أر غير يمنى
أمامي، تفننت بإ يلامها وكأن هذه آخر مرة لي قبل موتي، وبعد هذه المرة كنت أتخيل يمنى
بكل امرأة، ومنذ أول مرة لي مع امرأة أتذكر أن السر ير تهشم، حتى لم أكن أصدق أنني
ذلك الفتي الذي لم يما رس الجـ ــ ــنس بحياته... فلربما هناك بعض النساء يتمتعن بمثل
هذه الأشياء ولكن لم أكترث إلا لنفسي حتى بعد الانتهاء منهن كنت أعزلهن بغرفة أخرى
حتى يستطعن المغادرة... كل شيء بيني وبينهن كانت ممار سات عنيـ ــ ــفة وكنت أستمر
مع المر أة لشهور ولكن دون التعلق العاطفي...
تريث لهنيهة كي يتناول أنفاسه بين هذه الحرب الضارية من الذكريات البشعة
التي لا تنتهي ثم واصل كلماته:
-
بعد خمس سنوات كنت قد اشتريت أرضاً بمكان ناءٍ وشيدت بها غرفة حتى
أخرج كل ساد يـتي بطلاقة... وكأنني لم أفعلها من قبل... كنت بالثامنة والعشرين، غرفة
بها العديد والعديد من الأدوات التي تؤ لم بحق، أصفاد، سلاسل، أسواط مختلفة الأشياء،
ثقل متعددة الاستخدام للإ يلام، أدوات تعـ ــ ــذ يب، ملابس تنكرية، تعليقات من السقف
وبالحوائط، مشابك حديدية، أحجام وأشكال من العصي التي تؤلم، تلك الأخشاب التي كانت
تستخدم منذ زمن العبودية لتعذ يب العبيد عليها بعد تقيدهم، حبالا... كل شيء يمكنك أن
تتخيليه وكل ما لا تتخيلينه، وقد أحطت تلك الغرفة بالعديد من أجهزة الحماية وكانت عازلة
للصوت ولم أسمح للحراس بأن تقترب على مسافة كيلو متراً بأكمله وكنت فقط أستخدم برق
وبين كل حين والآخر أحضر عاملين لينظفوا المنزل من بيت أبي هذا إن لم أجعل خا ضعـ
ــاتي يفعلنها ... وبالطبع ابتعت كل هذه الأدوات من بعض الأسواق السوداء عبر الشبكة
العنكبوتية وبعضها كان يُهرب من الخارج!
ازدادت ملامحه وجومًا ثم قست عقدة حاجبيه وهو يُكمل:
-
لقد ازداد بأسي وتحكمي وغطرستي وشهرتي وحياتي الخاصة عرفت كيف أخفيها جيداً،
كما أنني عرفت كيف أتصيد تلك النساء وأجعلهن يوقعن على أي شيء أريده وآخذهن للغر فة
وتماديت معهن، تماديت كثيرًا ولا زلت أرى يمنى أمامي بهن، فلم تكن الغرفة كافية لي...
لذا ابتعت منزلاً بأحد الجبال وكانت غرفة حقاً مليئة بأدوات منذ زمن العبو دية... لقد
اشتريتها بنفسي من الخارج بسفري وجمعتها على مراحل وقمت بصناعة بعضها بنفسي بعد أن
رأيتها ببعض المتاحف العريقة بدول أوروبية ثم أخذت فكرة عنها وشيئًا فشيئًا كنت أصنعها
بنفسي وحدي تمامًا... ولقد انتقيت كل أداة بعناية حتى أعرف ما إن كانت ستؤلمهن أم لا...
كنت أحيانا أمرر بعضها على يدي وأحاول أن أجرب تأثيرها بنفسي وأخذت بالبحث عن آثار
تلك الأدوات حتى أقتنع أنها ستكون شديدة الأثر... بعد أن جهزت قبواً مرعباً بحق لم
أحضر أي امرأة أو عا. هرة لتصبح معي بتلك الغرفة... فقط من كانت تليق بأن تصبح أمة
لأن بعقلي اعلم جيدًا أن هناك العديد من درجات الخضوع لدى النساء، بعضهن يردن
المما رسة العنـ ــ ــيفة، هناك من تعشق الصفـ ــ ــع أثناء الممارسة، من تحب التقيد،
من تحب الأ لم الخفيف، من تبحث عن الإ ها نة ولكن ذلك القبو كان للأمة التي قد تقتل
نفسها من أجلي ولا تكترث بحياتها وقد ترضى بأن تزهق روحها أسفلي دون أي خوف أو اكتراث...
-
أكمل...
أخبرته مريم بعدما شعر بتأثير كلماته بها كما تأثر هو نفسه فشعر وكأنه
يتوجب عليه التوقف بعد أن أحس بألم رأسه من كثرة الكلمات التي يُدلي بها دُفعة
واحدة ولكنه عدل عن قراره ثم تابع:
-
بعدما وصلت لسن الثلاثين شعرت وكأنني اختبرت كل شيء... كن جميع من
أحضرهن تحت سيطرتي بل ورحمتي... لم ترفض أي منهن أمراً لي... ولكنني شعرت بأنني سئمت
ومللت وفعلت الكثير ولو استمررت كان من الممكن أن أقتل امرأة أسفلي بليلة واحدة وأنا
أعذبها بتلك الأدوات التي بت أبرع في استخدامها... لم أرغب في أن أجرب المزيد ولا المبالغة
بالأمر كي لا تتخذ ميولي شكلًا آخر من العنف وأتحول إلى قا تل للنساء، وبالفعل نجحت في الأمر، ولكن أتت هي لتُغير كل شيء
استطاع رؤية تركيزها الشديد وتلهفها أن يُتابع ليقول بهمس وابتسامة مُنكسرة
وحزنه بات جليًا بمُقلتيه الفاحمتين:
-
كل شيء كان بخير حتى وقعت عيناي على روان...
ابتلع بألم وتأنى كثيرًا وهو شارد بكل ما عايشه معها ليحاول أن يضع الكلمات
بجمل تعبر عن كل ما شعر به تجاهها، منذ رؤيتها، منذ لمس العشق معها، واستجمع كل التفاصيل
جيدًا بإمعان، منذ أول نظرة تلاقيا بها، إلى آخر نظرة مُحتقرة من عسليتيها بالمشفى
منذ ستة عشر يومًا وخمس ساعات وثلاث وعشرين دقيقة!!
يُتبع..