-->

رواية كما يحلو لي النسخة القديمة الفصل 60 لبتول طه


رواية كما يحلو لي - النسخة القديمة

حصريًا على مدونة رواية وحكاية 


رواية وقصه جديدة تنشر حصريًا من قصص و روايات

الكاتبة بتول طه

وهي النسخة القديمة لـ رواية كما يحلو لي غير النسخة الجديدة المعدلة




قراءة الفصل الستون والأخير



-       حسنًا فلتبدأ أنت بالكلام!

 

كسرت روان صمتا دام لما يقارب نصف ساعة فتنهد عمر ثم التفت إليها جالساً القرفصاء ولم يود أن يغضبها، سواء بدأ هو أم هي فهما الاثنان أصبحا عار يين مجردين من جميع الأسرار أمام بعضهما البعض!

-       "منذ تلك الليلة...

 

 حمحم موضحاً ثم ابتلع لترى روان ذلك البروز بعنقه يتحرك بعنف:

-        ومنذ أن عدتي من السفر عندما قررت ألا نتشارك نفس السرير وأنا أخاف أن أقترب منك، لا أعلم هل هذا لأنني بدأت أن أرى مريم بشكل منتظم وأريد أن أتخلى عن ساديتي أم لأنني لا أريد أن أرى خوفك ودموعك عندما أقترب منك كلما شعرت بارتجاف يدك يرتجف قلبي، كلما أتذكر ملامحك بتلك الليلة أشعر بالألم الذي يكاد أن يفتك بصدري، كلما راجعت تصرفاتك معي وطريقتك المستنفرة مني عندما علمت أنكِ تشبهين يمنى أخاف أن أواجهكِ...

لا أعلم ماذا أخبرتك مريم ولكن لن أكذب عليكِ ولن أخبئ الحقيقة، عندما رأيتك بمثل هذه الشخصية التي تتسم بالسيطرة والتحكم شعرت بحتمية تحويلك لخاضعة مهما كان الثمن... لن أُنكر حقيقة أنني ساومتك بالزواج أمام كل ما تملكينه... حسناً... لقد كنت حقيراً متملكاً سادياً لا أفكر إلا بنظرات الترجي والتوسل التي سأحصل عليها منك أسفل قدمي...

حاولت أن أتجاهلك بالبداية، فرضت عليكِ شخصيتي، تصنعت الجمود والبرود مثلما بدأت علاقاتي السابقة ولكن انهار جمودي وسيطرتي أمامك، جذبني كل أنملة بكِ، على الرغم من تشابه ملامحكما ولكنني عشقت نظراتك وتصرفاتك التي لا تعجبني عادةً بأي امرأة أخرى...

أتتذكرين عند عودتنا بالطائرة؟ أتتذكرين تصرفك حينها؟ تلك الطريقة والنبرة المليئتان بالسيطرة، لا تعجبانني في الغالب ولكنني وقتها بدأت أشعر بانجذابي نحوك... وأظن قبلها حتى، عندما وقفتِ بوجهي لتخبريني أنني لست رجلاً، عندما جلسنا معاً بالسيارة حتى قبل سفرنا وتجادلنا شعرت بالانجذاب نحوك ولكنني كنت أرفض وأهاجم بشدة...

ارتعدت خوفاً من أن تكوني نسخة أخرى منها، بل صور لي عقلي أنكِ ستكونين أسوأ، إذا كانت تلك الخاضعة خانتني وفعلت بي هذا، ما بالكِ بتلك المتحكمة بنفسها وحياتها بل وحياة أناس يعملون تحت إمرتها... تلك المرأة التي يعرف الجميع كم هي قوية وجذابة والكثير من الرجال يتمنون بأن تُصبح ملكهم، عندما عرفت كم أنتِ شخصية مُلفتة للنظر ناهيكِ عن مظهرك وجمالك، أدركت أن خضوعك لي لن يكن سهلاً...

تحديت نفسي لأجعلكِ خاضعتين حتى ولو بمسمى الزو اج ولكنني انهرت أمامك كلياً... بعد أول مرة من خروجنا من الغرفة ندمت ندماً شديداً وظللت بجانبك طوال الليل خائفاً مترقباً استيقاظك وعصف عقلي بالعديد من الأفكار، ماذا لو استيقظتِ لتكرهيني؟

كل مرة أما رس سا ديتي عليك كنت ألعن نفسي ويداي اللاتي سببتا لكِ الآلام... كنت أريد التوقف من أجلك قبل نفسي، أردت أن أتخلص مما أنا عليه فقط لخاطرك... ولكن على الرغم من كل هذا أنت تدفعينني لأكون سادياً أكثر من أي امرأة أخرى، أحارب نفسي كثيراً كي لا أؤذيك... بمنزل الجبل أقسم كدت أن أفعل ما لم يتصوره عقلي أن أفعله بإحدى النساء ولكنني ما إن رأيتك بهذا المنظر وبتلك العلامات بجـ ــسدك أمامي تمنيت لو تزهق روحي ولا أؤلمك أبداً...

أحببتك روان بكل ما فيك، بتلك الشخصية العنيدة والمرأة التي بداخلك التي حاولت أن تكسب رضائي مئات المرات... أحببت تلك الجرأة والشجاعة بكِ، فتاة لم يسبق لها حتى مما رسة الجــ ــنس لم تنطق كلمة الأمان ولو لمرة واحدة وأنا أُدرك تماماً أنني آلمتك كثيراً دون متـ ــعة فقط لأتخلص من ألم خيانة يمنى لي عن طريق إيلام المرأة التي أمامي...

ومؤخراً لم أعد أكترث إلا بسعادتك وأن تكوني بجانبي، أعلم أنكِ حاولت كثيراً أن تعرفيني، ذلك اليوم الذي تناولنا به العشاء خارجاً أخبأت الكثير والكثير عنك... ارتعبت ما إن غيرتي فكرتك ورأيك بي... لذا حاولت البوح بجزء عن شخصيتي ولكنني أتعهد عليك بعدم إخلاء أي شيء بعد الآن...

وجودك بجانبي أهم من أي شيء آخر، تلك الراحة التي أشعر بها معكِ تغنيني عن أي شيء بالوجود، لمساتك الدافئة تعوضني عن الكثير مما فاتني طفلاً وشاباً ورجلاً... أتعلمين لماذا لم أريدك أن تلمـ ــسيني؟ لأن يمنى هي من كانت تعانقني من ظهري دائماً... هذا أكثر ما أحبه، قد تجدينني غريب الأطوار قليلاً ولكنني كنت أحارب بكل ما أوتيت من قوة ألا أقع بحب جارف قد يؤلمني ولكن ها أنا ذا!! أمامك، أرتعد من فكرة ابتعادك عني...

لم أتخيل أنني قد أصبح طبيعياً وأتودد لأخي لدرجة أنني أخبره كمْ يؤلمني ابتعادك، أتعلمين أننا من خططنا لكل شيء معاً حتى تصدقي تلك الحادثة وتأتين بحثاً عني؟

لم أكن أتوقع أنني بيوم من الأيام سأعرض نفسي على طبيبة نفسية كي أصبح طبيعياً  لم يخطر ببالي أن أفعل ما فعلته معكِ عندما عبث الشك بعقلي بأن هناك شيئاً بينك وبين وليد... عندما رأيت يمنى تجلس أسفل قدم رجل آخر فقط امتنعت عن رؤيتها كلياً ولكن أنتِ أخرجتِ أسوأ ما بي بلحظة..

كل ممار ساتي مع النساء قبلك كنت أخطط لها وأعلم ما سأفعله جيداً وإلي أي حد أما أنت فلم يحدث هذا، وأخاف أن لن يحدث أبداً!

أعرفتي الآن مم أنا خائف... خائف كثيراً... خائف أن أفقدك مجدداً إذا فقدت سيطرتي على نفسي معك، منذ تلك الليلة وأنا مبتعداً عنك... ما يقارب من سبعة أشهر أنا لم ألمـ سك أنتِ أو غيرك، أخاف أن أعود مجدداً لما كنت عليه، لم أعد أملك الثقة بنفسي وحتى إذا كان عليّ أن أتحمل أن أراك أمامي ولا  ألمــ ــسك ولو لمرة واحدة حتى موتي سأفعلها!!

 

تحدث لها وتحدث كثيراً، مسح دمعة هاربة تارة، وتبسم باستهزاء تارة... شرد بعيداً ونظر لها مباشرة، ابتسم بألم وحزن بمرارة... ملامحه عبرت عن صدقه، كلماته التي عنت لها الكثير هدأت من روعها وتوترها... رأت توجعه بكل كلمة نطق بها وتألمت له حتى ودت أن توقفه عن الكلام... ولكن بنفسالوقت تمنت أنه لو تحدث لها من قبل بتلك الطريقة والسهولة !

-       عمر... أنا

 

ازدردت وتهاوت دموعها في صمت وشهقات وكأنما تيبست حواسها :

-       لماذا لم تصارحني وتثق بي وتخبرني بكل شيء، أنت... أنت فقط لو... لو

 

انفجرت باكية بحرقة ليقابلها بعناق وأخذ يربت على رأسها على الرغم من  تلك الرعشة التي تسري  بجــ سده

-       هش شش... أنا لا أستحق أن تبكي لأجلي روان

 همس لها ليدفن وجهها بصد ره  وحاول أن يوقف تلك الرجفة بجــ سده  ولكن دون جدوى:

-       أنا أحبك عمر... بكل ما بك... أنا زوجتك، إن لم أكن أنا بجانبك من سيكون إذن؟!

 لا تعرف لماذا أخبرته بهذا بين شهقاتها المتواصلة فتخذ يمسد ظهرها ويربت على رأسها بحنان حتى شعر بهدوئها فابتعد قليلاً ليكور كفاه حول وجهها مجففاً دموعها بإبهاميه:

-       لا تبكي مجدداً... لا أريد رؤيتك هكذا وإلا أقسم سأقتل أياً كان السبب في بكائك حتى لو كان أنا سأقتل نفسي لأريحك للأبد

 

 تحدث عاقداً حاجبيه ونظر لها بلهفة قلقة لتلكمه بصدره:

-       توقف عن تلك الترهات... لن تقتل نفسك...

صاحت بحزن ليبتسم لها بعذوبة ثم ضيق عينيه وعقد حاجبيه :

-       ماذا عن خضوعك؟! أريد أن أعرف كل شيء! أخبريني، هيا!

 

 فرت روان من عناقه لتتورد خجلاً وتوترت :

-       ربما لاحقاً يكفي ما أخبرتنـ

-       لا صغيرتي لن تفعلي بي هذا

قاطعها ثم اقترب منها ليمسك بيديها:

-        روان... أنظرِ لي

 

تحدث بجدية ففعلت لتتلاقى عسليتاها بسواد عينيه الثاقبتين:

-        أنا زوجك... واعتبريني صديقك أيضاً... لا تخجلي ولا تتوتري، أنا لست ذلك الرجل السادي... سأسمعك دون الحكم عليك!

 

ضغط على يديها بتشجيع ودعم لتتنهد ثم زمت شفتيها:

-       حسناً... سأخبرك أنا... لم أعرف... أقصد عندما..

 

 تلعثمت وهي تحاول البدء بالحديث فحمحمت ونظرت له بترقب:

-        أنا لا أعلم كيف أن أقولها أنا متوترة كثيراً وأظن أن علي إخبارك لاحقاً عندما أكون مستعدة

رأى نظرات التوتر بعينيها ليقابلها بإعتصار كفيها بقبضتيه كمن يريد أن يطمئنها:

-       "فقط تحدثي... دعي كل تلك الكلمات بصدرك لتخرج مرة واحدة دون ترتيب

 

 ظلت تبادله نظرات التوتر وزفرت ما برئتيها من هواء:

-       أتذكُر ذاك اليوم عندما... لقد طلبت منك أن..

 

 تلعثمت مجدداً لترى الانزعاج بعينيه واضحاً، لاحظت كيف عاد ذلك الرجل المُسيطر بعينيه ابتلعت ثم عضت على شفتها السفلى:

-        صراحةً لقد دفعتني مريم لذلك الفعل... هي لم تطلب مني بشكل مباشر ذلك أن أفعل ما فعلته، ولكن لقد بدأت أن أدرك أن هناك  جزءاً يستمتع بالأمر، مثل العنف، هذا فيما بيننا  عندما سألتني مباشرة ما إذا كنت أُحب عنفك أم لا!

 

جذبت كفيها من قبضتيه وأخذت تفركها ثم التهمت شفتها مجدداً بإضطراب وأشاحت بنظرها :

-       أتذكر عندما صممت أن نقضي عطلة الأسبوع بالمنزل هنا وحدنا؟ جاء هذا بعد تفكير مني كثيرا، لقد توترت لأقبل على معرفة هذا... عندها انتظرتك وأخبرتك أني اشتقت لعنفك معي وو... و... تلك الليلة، تأكدت أنني أُحب كل هذا... لا أعلم ماذا حدث لي وقتها، لقد مزجت المتعة مع العنف!

-       أنظرِ لي وأنت تتحدثين روان... يكفي هرباً... صارحيني بكل شيء، لم يعد هناك ما يستدعي توترك

 

آمرها بأنفاس متثاقلة لتطيعه ونظرت له من خلف خصلاتها الطويلة تحتمي بها من نظراته الثاقبة التي اخترقتها كالسهام المُلهبة... أزاح خصلاتها خلف أذنها وصاح آمراً بهيمنة:

-       أكملي

-       لا أدري... عندما أجلس أسفل قدميك بإرادتي دون وجود عقاب أو إهانة أشعر بالراحة... الأمان... لا أدري كيف أصوغ ما أشعر به حينها،  أشعر أنك تستمتع بالأمر وأنا لا امانعه على الإطلاق، لا أمانع أن تكون سعيد معي،أنا حتى لم أُخبر مريم بكل هذا، عندما نكن معاً وحدنا أكون... لا أحتاج ..

 

تلعثمت بضيق وعقدت حاجبيها بغضب تجاه نفسها لفقدها الكلمات التي تريد أن تعبر بها ثم صاحت :

-       منذ أن كنت هنا بمنزلك، عندما أتيت لك تلك الليلة لتعرض علي الزواج أمام أن أسترد كل شركاتي وكل ما أملكه، شيء دفعني للقبول، شعرت أنك ستحميني وستستطيع أن تفعل هذا، حتى عندما تشاجرنا بالسيارة وبعدها رأيت كيف تتعامل مع أمي وخي، أنت الرجل الوحيد الذي فكرت بأن أترك له زمام الأمور، تصورتك أنت وحدك دون غيرك بأن تُصبح السند لي، ولا أعلم لماذا! لم يكن حتى لدي الأسباب الكافية حتى أُفكر بك بهذا الشكل..

لقد حاول العديد من الرجال بشتى الطرق أن يحصلون على انتباهي، حاولوا أن يظهرو لي مدى اعتماديتهم، ومن قابلته في حياتي العملية ممن يملك نفوذاً يستعرضه أمامي بعنجهية وغرور زائفين ولكنني لم أتقبل أي رجل غيرك..

أتعلم؟! تلك المرة عندما توجهت لمكتبك بهمجية وصرخت بك بطريقة فظة تملكت عقلي... منذ أول وهلة وأنا أحاول أن أعرف أي شيء عنك، كنت كالمراهقات المعجبات بممثل شهير... لم أشعر بمثل تلك الأحاسيس إلا معك أنت..

وعندما كنا في هاواي وتجنبتني، لن أنكر أنني طُعنت في أنوثتي التي أطرى عليها الرجال، ومن ناحية أخرى عشقت رزانتك وعدم تسرعك، شيء ما بطريقتك المُسيطرة تجاهي أحببتها... وكأنك عندما تتملكني سواء أثناء المما رسات أو غيرها كالحراسة التي وضعت رغماً عني، وكملابسي التي أخبرتني أن أبدلها، أو مثلاً عندما ذهبت لذلك البار ومنعتني من أن أرقص... لا أدري عمر، سيطرتك علي مُخبأ بداخلها حريتي.. ولكن فقط كل ما احتاجه أن تناقشني في الأمور بهدوء حتى اقتنع بكل شيء، أنا لا أمانع أن تُغير بي شيء ما ولكن علي أن أكون مقتنعة أولًا وأن تطلب مني ما تريده ببعض التفاهم دون الإجبا ر

لا أنكر أنتحررتني من خوفي، من تحمل المسؤولية الزائدة، الآن أستطيع أن أطمئن لوجودك بجانبي إذا حدث لي شيء، أطمئن عندما أرى علاقتك بأمي وأخي، لا أقلق ولا أتوتر مثل ما مضى عندما أُفكر بالعمل، هناك ذلك الجزء بعقلي يُخبرني أن عمر سيكون متواجداً، سيتعامل مع كل المواقف..

عندما تظهر هيمنتك علي وعندما تُملي أوامرك وقوانينك الخاصة، أشعر وكأنني طفلة أمامك أو غبية مثلًا، نعم أحب، هذا الشعور لم أشعر به منذ الكثير من الوقت ولكن لا أحب أن أكون غبية أنا امرأة أعمل والكثير من الناس يستمعون لقولي وينفذون ما أريده، لذا مبالغتك في بعض الأمور بفظاظة هذا ما لا أقبله ولكن بمجرد أن نكون بخير تجعلني أنسى ما أنا عليه فقط بوجودك بجانبي، لذا أنا أريد التفاهم في الأمور ليس إلا وبعض التفاهم وأنا أثق اننا حينها سنكون بأفضل حال!

وهلتظن أن اقترابي من عدي لكفاءته وعمله الجاد فقط؟ أتظن مثلاً أنني أردت أن أثير غيرتك من تعاملي معه؟ لا عمر... بالإضافة لذكائه وكفاءته أنا متأكدة منه لأنه أخوك... على الرغم من  اختلافكما ولكنك تعرف من هو!

ما زال جزءا بي عندما يتذكر العقاب المبالغ به مثل ذلك المنزل بالجبل الذي أتذكر جيداً أنك بآخر لحظة تراجعت بينما أنا من طلبت منك بمنتهى الفضولية أن تريني ماذا خلف ذلك الباب، أتذكر أنك كنت شخصا مخالفا تماماً عما كنت أتصوره ولكنك بالنهاية لا تخذلني أمام نفسي التي راهنتها أنك شخص جيد..

لقد أتى قراري بالزواج منك بسرعة، نظرت لك نظرة عامة سطحية، كلما بدر منك ما يغضبني كنت أذكر نفسي بما تفعله لأمي وأخي بل ولي أنا أيضاً، راهنت نفسي كثيراً وكثيراً حتى تلك الليلة التي ...

 

توقفت لتدمع عينيها وانهمرت دمعة منها لترى عمر يسحق أسنانه بعصبية وتعالت أنفاسه بغضب تجاه نفسه ولكنه لم يتحدث لأنه يريدها أن تُكمل ليعرف كل شيء، كما أنه أدرك أنه لا توجد كلمات تُفسر أو حتى تهون فعلته التي لا يزال يبغض نفسه بسببها!

-        ما فعلته معي... لن أكذب بأن نظرتي لك تغيرت، وشعرت لأول مرة بأنني خسرت أمام نفسي... لم أكن أتوقع بأن مجرد فتيل من الغيرة سيشعل كل تلك الجحيم بك، لقد رأيت تأجج صورة رجل آخر بعينيك لتُتَرجم تلك النظرات لنار أحرقتني... ولكن بعد كل شيء ومعرفة كيف تحولت مع النساء بسبب يم...

 

لم تستطع أن تُكمل بعد أن رأت العبرات المختنقة الغاضبة بألم تنهال من عينيه، توقفت عن نطق اسمها لتبتسم ابتسامة باهتة ولكنها صادقة في نفس الوقت:

-       قد يظنني البعض مختلة بما سأقول ولكن بعد أبي أنت من جعلني أشعر بالأمان، لم أُجرب من قبل أن أكون بعلاقة وماذا يعني معاملة رجل لزوجته أو حتى كيف تتعامل المرأة مع زوجها ولكن أحبك بكل ما بك من عنف ورغبة في تملكي... كأن قيودك تحررني من كل شيء عدا طاعتك والعودة لك تارة أخرى أنا فقط أتمنى أن يتغير أسلوبك قليلًا، أنا اريد العودة لك بكل مرة ولكن ليس بإجبار أو إهانة، أناأثق بك منذ تلك الليلة بمنزل الجبل، حتى ولو أمامك آلاف الأسباب لتقتلني أسفلك ولتمارس علي ساديتك وحتى لو أخبرتك بنفسي أنني أعشق الألم لن تفعل مالا أتحمله، وكأنك تشعر بي، تتوقف عند اقترابي كل مرة بأن أرفض كل شيء، وقل ما شئت أنت أو غيرك لا أكترث ولكنني أستثني تلك الليلة المشؤومة لسبب واحد فقط... أنك رأيت بي يمنى الثانية، وفكرت بأنني أخونك لذا توقف عقلك عن العمل وتصرفت بحيوانية..

 

تفرست ملامحه التي أعترفت لها بالذنب البالغ ولكن دون كلمات:

-        أعلم بأنني تحدثت كثيراً والعديد من كلامي ليس له معنى لذا... أؤكد لك أنه هنالك جزءا بداخلي مليء بالخضوع لك وحدك دون الجميع، أجد راحتي في هذا العناق المتملك، لا أحصل على حريتي إلا بوجودك... لن أقبل ذلك من أحد سواك، ولن أكون بمثل تلك الطريقة مع أحد آخر... ولكنك غير الجميع، أنت زوجي، بك ذلك الأمان الأبوي الذي حرمت منه لسنوات، أثق بك وأنا أعطي لك زمام الأمور وحتى لو ظننت أنني أجادلك ولكنني بالنهاية دائماً وأبداً سأطيعك  بقبولي وبتفاهمنا وليس بالاجبار، لا أريد أن اجبر على شيء معك، أنا بالفعل يُعجبني فكرة أن أكون مسئولة منك ولكن أن تجبرني على الأمر فأنا لا أريد هذا، عندما يمتزج الأمر بالمتعة أنا اقبل هذا ولكن تلك التصرفات المجنونة المؤلمة أنا لا أقبها أبدًا!


أكمل قراءة الرواية

كما يحلو لي النسخة القديمة

بقلم بتول طه

تابع قراءة الفصل