قراءة رواية جديدة روضتني لأسماء المصري - الفصل 18-2
قراءة رواية روضتني كاملة (الجزء الثالث من رواية أحببت طريدتي)
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية روضتني رواية جديدة قيد النشر
من قصص وروايات
الكاتبة أسماء المصري
عادت مع عائلتها وها هي تمكث بمنزل جدها تغلق باب غرفتها عليها منذ أمس لا تتحدث مع أحد حتى دلف الجد متكئا على عصاه وجلس بجوارها؛ فاعتدلت له احتراماً فابتسم ومـ ـسح على ظهرها بحنان وهى تهتف بتفاجئ:
-جدو! اتفضل يا حبيبي.
زفر بحزن وسألتها باهتمام:
-مالك يا حبيبة جدو بس؟ الواد مالك ده مزعلك للدرجة دي؟
بكت رغما عنها فشعر بغضة ألم تحرقه فهى المرة اﻷولي التي يجد فيها حفيدته تلك القوية تبكي بهذا الشكل؛ فاخذها بحـ ضنه وظل يمـ سح على شعرها وقال بهدوء:
-حبيبتي يا بنتي، احكيلي يا نرمين ايه اللي حصل بينكم وصل الأمور للدرجة دي؟
استنشقت ماء انفها وتمتمت بتعثر:
-المممشكلة كبيييره أوي يا جدو، ومش قادره احكيها لحد.
نظر لها بحزن وقال بمعاتبه:
-مش قادره تحكيها لحد برده؟ يعني فارس ميعرفش؟
اطرقت رأسها لتشيح وجهها عنه خجلا فابتسم وقال:
-بقى فارس اقرب لك مني أنا جدو حبيبك؟!
استمعا لصوت والدها من الخارج وهو يعقب:
-ولا من بابا اللي سرها كان دايما معاه!؟
ابتسمت له عندما استدار للجهه اﻷخرى من الفراش فأصبحت بين ابيها وجدها اللذان حاوطاها بحب فاسندت رأسها على كتف والدها وامسكت براحة ذلك الكحل تقـ ـبلها بامتنان وهي تقول:
-ربنا يخليكم ليا يارب.
همس السيد بصوت خافت:
-قوم يا محمود اشغل مرا تك عننا بدل ما تيجي تتحشر ولا نعرف نفهم من البنت حاجه.
رد عليه ضاحكا:
-نامت يا بابا من بعد الغدا.
زم شفتيه للأمام وهو يزمها بضيق:
-رهيبه وملهاش حل، شوفت عملت ايه مع فارس لما قال لنرمين تتطلقي؟ ولا الكلام اللي زي السم اللي قالته عن مازن وچنى في حضورهم! حاجه تكسف والله.
سحبت نرمين نفسا عميقا وهي ترد:
-ماما ركبتنا غلط كبير اوي عند فارس وعمري ما هعرف اوريهم وشي تاني ابدا.
اضاف محمود متجهما:
-والله انا استغربت أن فارس مفتحش بوقه بكلمة واحده على كلامها اللي زي السم.
ليقوس فمه رافعا حاجبه وهو يقلد صوتها المزعج سادرا حديثها الوقح بمنزل فارس:
-تطلق مين من مين يا باشا؟ انت فاكرها ياسمين هتطلقها وتفضل مستنياك لما تردها! ولا مكفاكش انك طمعت في خطيبها وجوزته لاختك؟
صمت وهو يتنفس بحده وقال ممتعضا:
-وليه خرفانه وعقلها فوت خلاص.
ليعقب الجد:
-الكل عارف إن نرمين هي اللي سابته، وقصه الحب اللي ظهرت فجأة دي محدش فاهمها ولا مصدقها وحتى لو صح يبقى نحمد ربنا انه نور بصيرة بنتنا وفسخت الخطوبه قبل ما تتجوزه وتبقى مطلقة.
ليستمعوا لصوتها المستفز وهي تضيق تعقيبها الفج على حديثهم:
-أهي كده ولا كده هتبقى مطلقة، بس على اﻷقل كانت هتبقى طليقه مازن الفهد على سن ورمح، مش طليقه مالك الكحيان ابو شقه أوضتين وصاله وهتخرج من الجواز بلوشي.
❈-❈-❈
لم يكن من الصعب عليه تدبير تلك الزيارة اﻻستثنائية التي طلبها منه؛ فهو باﻷخير عمر الباشا المعروف لدي كل رجال الأمن، دلف معه لغرفة المأمور الذي ابتسم لهما باحترام فاليوم يشرفه استقبال هذا الرجل الذي لطالما تمنى الجميع لقاءه أو اﻻجتماع به وهو فارس الفهد رجل اﻷعمال المعروف.
بعد أن رحب بهما هتف فورا دون إضاعة لوقت زائره الثمين:
-أنا هطلب لكم حاجه تشربوها على ما العسكري يجيبه من العنبر.
أوما بصمت دون تعقب فلم تمض دقائق حتى دلف مدحت بزيه الأزرق المخصص للمساجين يمسكه ذلك الحارس ذو الزي الميري والذي أدى التحية العسكرية على الفور:
-المسجون مدحت الفهد يا فندم.
قال المأمور وهو يتحرك للخارج:
-هسيبكم تاخدوا راحتكم.
خرج فالتفت مدحت ينظر لفارس بتجهم وظل واقفا وظل اﻻخر صامتا؛ فلم يتحدث أي منهما حتى تكلم عمر بالنهاية:
-اتفضل يا مدحت بيه أقعد محتاجين نتكلم معاك.
جلس وهو يتمتم بضيق:
-مبقاش فيها بيه خلاص، بقيت سوابق وبتعامل زي باقي المساجين.
صر فارس على اسنانه وظل صامتا متحاشيا تلاقي عينه بعين غريمه، ولكنه اضطر في النهاية باﻻستقامة في جلسته عندما نبهه عمر:
-وقت الزياره كده بيضيع، ودي اصلا زياره استثنائية.
ابتلع ريقه المر ونظر له بعيون حاقدة وقال بصوت أجش:
-عمري ما كنت هطلب مساعدتك لأني عارف انك بتتمنى موتي، بس المره دي اخواتي في خطر.
صمت ليؤكد بعدها بصوته الحاد:
-ولادك يا مدحت بيه في خطر بسبب مؤامراتكم عليا انت ومروان بيه والهانم الموقرة أمي، والتمن دفعته عيلة الفهد كلها بداية من مصنع العالمية لسامي جوز ميار، والتهديد دلوقتي بچنى.
صر على أسنانه وهو يضيف يغضب عتي:
-بيستخدموها ضدي للمره التانيه، بس المره دي التهديد مش بفضيحه ولا جرسه، المره دي التهديد بحياتها هي واللي في بطنها.
خشن صوته أكثر وهو يسأله:
-يا ترى عندك علم أن چنى حامل؟
أومأ له مؤكدا:
-قالت لي اول واحد، قبل حتى ما تقول لأمها ولا لمازن.
ابتسم فارس بمرار وقال:
-برغم كل عمايلك بس ولادك وفريده هانم مش قادرين يتخطوك.
تنمر بحرقة:
-قد ايه انت محظوظ يا اخي، بالرغم من كل وساختك إﻻ انك عندهم حاجه كبيرة اوي.
انتفض من مكانه وهدده رافعا سبابته أمام عين فارس:
-اتكلم معايا بأدب يا فارس انا عمك مهما حصل، وعمرك ما هتقدر تنفي الحقيقة دي.
اشاح فارس وجهه عنه للحظات! فسمعه وهو يسأله:
-ايه اللي أقدر افيدك بيه عشان تأمن چنى؟
رد فورا ودون تفكير:
-اي معلومه مهما كانت صغيرة او تافهه تقدر تقولها عن الناس اللي اخوك المبجل مروان بيه كان بيشتغل معاهم، والأهم من كل ده تقولي إذا كان ولاده لهم دخل بشغله من خلف الستار ولا لأ؟
حك رأسه ووجهه قليلا وأجاب بعد تفكير:
-اللي اعرفه إن مرات مروان بعدت ولادها عنه نهائي من زمان، حتى إنها مكانتش بتخليه يزورهم، ولما كبروا بقى بيتحايل عليهم يرجعوا يعيشوا معاه بس انت اكيد عارف انهم كانوا بيرفضوا.
سأله مدحت بحيرة بعد أن أنهى حديثه:
-هم لهم دخل باللي حصل؟
أجابه بغوض:
-لأ، بس حابب اعرف مين حواليا عدو ومين حبيب.
ضحك معقبا:
-بتحدد منطقة هيمنتك وسيطرتك يعني يا سليل عائلة الفهد، الفهد فهد برده مهما حصل.
لم يبتسم لمزحته الغير مضحكة ولا لاطراءه الغير مقبول أو مبرر؛ بل عاد لتجهمه وهو يقول بعصبية:
-انا مش جاي اهزر، قول اللي عندك عشان اقدر احمي العيله.
نفخ هواءا بحدة وقال:
-اديني سيجاره طيب أحسن معيش سجاير من امبارح، ويا حبذا يكون سيجار من النوع بتاعك.
رد عليه بعد أن قلب عينه بضيق:
-أنا بطلت.
اتسعت عينه بذهول وقال بدهشة:
-لاااا ... ده فارس الفهد اتغير خالص.
وجد عمر مماطله ليس لها داع فمد يده داخل جيبه واخرج علبه سجائره وقداحته ووضعها أمام مدحت قائلا بفروغ صبر:
-اتفضل يا مدحت بيه، ياريت ندخل بقى في الموضوع.
اوما له وبدأ يتحدث وهو يسحب انفاس سيجارته داخل صدره:
-مروان شغال مع ناس بره مصر كتير أوي من تجار سلاح لمخدرات لآثار، بس انا مليش أي تواصل بيهم، الوحيد اللي اعرفه واحد اسمه غسان الصباغ اعتقد ده دراعهم اليمين، وهو نفسه اللي مروان طلب مني اتواصل معاه عشان يهربه بره مصر.
استمع فارس لحديثه بتركيز وهو يكمل:
-اتواصلت معاه والراجل رحب جدا وقالي مروان ده الراجل بتاعنا في مصر وهنخرجه متقلقش، بس انت جيت وعرفتني موضوع چنى وبعدها حصل اللي حصل.
سأله فورا:
-يعني انت لا شفته ولا تعرف توصله تاني؟
رد عليه موكدا:
-رقمه متسجل على موبايلي وطبعا كل حاجتي هنا في الأمانات وأنا مش حافظه.
وقف فارس على الفور مستعدا للمغادره فاوقفه مدحت:
-فااارس.
التفت له فسأله:
-فريده عامله ايه؟ بقالها فتره مجتش تزورني لا هي ولا ميار تقريبا من قبل حادثة المصنع.
رد وهو يحاول التحامل على نفسه بصعوبه:
-ميار حالتها مش احسن حاجه وفريده هانم قاعده معاها.
رقق صوته وهو يقول:
-خد بالك عليهم لانهم في النهاية عيلتك حتى لو انت مش حابب ده.
زفر بضيق ورد:
-متقلقش يا مدحت بيه، أنا رجعت ساهر يعيش معاهم ومعين عليهم حراسه كبيره كمان.
تنهد براحة وهو يومئ برأسه بامتنان؛ فخرج فارس متجها لمأمور السجن ليطلب منه التحقق من مقتنيات مدحت الفهد وبالفعل وجد ضالته بين اﻵرقام المسجلة على هاتفه؛ فنظر لعمر وسأله بحيرة:
-تفتكر الرقم ده شخصي ولااا...
رد عليه فورا:
-بسيطه، أخلى حد من صحابي يخترقه ونعرف اذا كان شخصي ولا لأ، حتى لو مش شخصي على اﻷقل مع حد قريب منه ولو اخترقناه هنقدر نراقبه كويس ونعرف تحركاته افضل من كده.
❈-❈-❈
عاد لمنزله بعد يوم طويل شاعرا بارهاق شديد، فوجد مربيته تشاهد التلفاز برفقة مربية ابناءه وكل منهما تحمل صغيرا على كتفها تحاول تنيمه؛ فسأل حنان بنبرة محببه:
-داده، عامله ايه انهارده؟
ابتسمت له وردت:
-الحمد لله يا بني في نعمه.
جلس بجوارها وقبل راحتها قائلا:
-ربنا يخليكي ليا، رجلك لسه وجعاكي؟
نفت فورا وهي تجيبه:
-العلاج المره دي احسن كتير الحمد لله وبوسي كمان دلكتلي رجلي ربنا يكرمها.
أومأ لها وسألها:
-أومال مالكم قاعدين كده وياسمين فين؟
أجابته على الفور:
-الولاد غلبوا بوسي أنهارده شكلهم بردانين فقولت اساعدها فيهم، وياسمين نايمه في جناحكم من بدري.
تعجب من حديثها، هل تنام تاركه صغيريها بتلك الحالة؟ ما بالها لا تهتم بهما بهذا الشكل وما بالها تنام بكثرة منذ أن غادرت نرمين؟
فكر عقله متحدثا بضيق:
-طيب كل يوم آجي الاقيها نايمه واقول زعلانه مني من يوم ما مشيت بنت عمها وبتعاقبني بالنوم او كل ما أحاول أقرب منها!
صمت عقله تمتمتاً ولكنه لم يصمت تفكيرا فعاد يفكر:
-بس ازاي تنام وتسيب الولاد تعبانين كده؟
شروده جعل مربيته تسأله باهتمام:
-مالك يا بني؟ عايزني أحضرلك العشا؟
نفى مجيبا:
-تسلمي يا داده انا هطلع اطمن على ياسمين تكون هي كمان اتعدت من الولاد
استمع لتذمر المربية بصوت خافت:
-وهي كانت بتقرب منهم عشان تتعدي؟
دفعتها حنان بظهر يديها بتوبيخ؛ فالتفت فارس يرمقها بنظرات حارقة فما كان منها إﻻ أن اطرقت رأسها لأسفل فعاد وانحنى مقبلا صغيريه ومـ سح بيده على رأسيهما برقة وصعد لأعلى.
دلف جناحه فوجدها نائمة نوما عميقا؛ فتنحنح بصوت حتى تسمعه ولكنها كانت بعالم آخر، وبالرغم من علمه مدى ثقل نومها إﻻ أنها قد تغيرت عاداتها بالنوم منذ اصبحت أماً، ولكن ما بالها تلك اﻷيام؟ فجلس بجوارها يهمس باذنها:
-سلطانه، سلطانه اصحي.
فتحت نصف عين مبتسمة له وهي تقول بصوت ناعس:
-حمد الله على السلامه يا حبيبي.
قبـ لها من تجويف عنـ قها وقال بمشاكسه:
-صح النوم يا سلطانه.
اعتدلت بجلستها بكسل وتمطعت بذراعيها قائلة بخمول:
-النوم هو اللي سلطان.
امسك راحتها وتكلم معها بمعاتبة:
-مش انا نبهت عليكي متسبيش مسؤلية الولاد للداده بالشكل ده؟ أنا مش عايز ولادي يحسوا فقدان لحنان أمهم يا ياسمين، مش عايزهم يعيشوا اللي أنا عيشته لو سمحتي.
تجهم وجهها وقالت بامتعاض:
-اخص عليك يا فارس، هو أنا زي مامتك برده؟
تداركت ذلة لسانها فوضعت يدها أعلى فمها معتذرة:
-اسفه والله مكنتش اقصد، بس كلامك....
قاطعها قائلا بجدية:
-بلاش تدخلينا في مواضيع فرعيه، من فضلك اهتمي بالولاد شويه اكتر من كده.
أومأت له فاقترب منها وهمس باذنها بمداعبة:
-أجلنا احتفالنا من يوم ما أهلك كانوا هنا، مش ناوي تفرجي عني بقى.
ابتلعت ريقها وابتسمت له بتهرب، ففهم ملامحها على الفور فتجهم وجهه وسألها بضيق:
-انتي ايه حكايتك اليومين دول؟ على طول حاسك مش عيزاني حتى لو انتي اللي بدأتي وكأنك بترجعي تندمي!
دافعت عن نفسها وهي تهتف:
-مفيش الكلام ده، بس مبقتش حاسه بالراحه في البيت من الكاميرات والحرس، حاسه اني تحت الميكرسكوب طول الوقت و...
قاطعها وهو يتركها متوجها للحمام:
-كل ده محاوله مني عشان أمانك وحمايتك انتي وكل العيلة، انا مش فاهم مالك بجد؟ أنتي تعبانه من حاجه ومخبيه عليا؟
نفت على الفور وهي تقول:
-والله يا فارس مفيش حاجه، أنت مالك بقيت قماص ليه كده؟ هو انا من امتى منعت نفسي عنك عشان تتضايق كده؟
اغلق الباب خلفه حتى اغتسل ودلف غرفة ملابسه وارتدى منامته وخرج وهو متجهم؛ فوجدها تنظر له بحزن وقالت بمعاتبة:
-انت متضايق من كذا حاجه وأنا عزراك، بس متطلعش مضايقتك عليا من غير سبب.
التفت ينظر لها وهو يتذمر بضيق:
-انتي أكتر واحده عرفاني، مبحبش أبداً اسلوب الرفض اللي من غير داعي ده او كعقاب ليا عشان مشيت نرمين، ومع ذلك الفترة اللي فاتت كلها بقى ده اسلوب متبع منك وأنا مش فاهم سببه.
هدأته وهي تربت على كتفه:
-ايه بس اللي دخل موضوع نرمين؟ هو انا كنت فتخت بوقي ولا اتكلمت؟ يا حبيبي والله ما في حاجه غير موضوع الكاميرات، أنا بس...
هدر بغضب لا تفهم سببه:
-ايه رأيك بقى أنا هركب كاميرات حتى هنا في جناحنا عشان تتعودي على وجدوها.
رمقته بنظرات متضايقة وهو يضيف:
-كل السيستم ببصمة وغرفة التحكم جوه المكتب وجوه خزنه بأرقام سرية وبصمة تانيه، مش متوصلة غير بتابلت بره سيستم الكاميرات وموجود معايا أنا وبس ومحدش يقدر يعمله اختراق، يبقى ايه بقى كل ما أقرب منك تقوليلي الكاميرات وأنتي عارفه كويس إن ده طبعي بحب تغيير اﻻماكن وحتى هنا في جناحنا حجتك الكاميرات.
صر على أسنانه وهو يضيف:
-انا وانتي فاهمين بعض كويس يا ياسمين وتصرفاتك دي بسبب اصراري على ان نرمين تمشي من هنا، وبرغم سكوتي على اسلوب اهلك وكلام مرات عمك الوقح وانتي برده واخده مني موقف.
لم تجيبه وظلت صامته مطرقة رأسها للأرض؛ فجلس بحوارها وهو يكمل:
-أنا دماغي فيها مليون حاجه والوقت اللي بقضيه معاكي هو الحاجه الوحيده اللي بتنسيني شوية المشاكل والخراب اللي انا واقع فيه، ومش طالبه أبداً إن كل مره أفضل أحايل واصالح، او اظبط مواعيد وأماكن يا ياسمين.
ردت أخيراً بعد أن صمت ممتعضة:
-انا بجد مش قادره أصدق اننا بنتخانق على كده، ومش قادره أصدق إن فارس الفهد بيفكر بسطحية اوي كده.
أشاح بيده متذمرا وهو يرتدي حذاءه استعداداً للمغادرة:
-يادي فارس الفهد اللي كل اللي حواليه بيتعاملوا معاه انه روبوت، مش بني آدم وله احتياجات زي باقي الناس!
ابتسمت وهي تعقب:
-هو مش ده كلامك؟ إن مفيش حد شبهك وأنت اللي عايز الكل يتعامل معك كده، جاي دلوقتي تتضايق؟
رد موضحا:
-يا ياسمين أنا عايز ده من كل الناس إلا انتي، انتي الوحيده اللي عايز أكون على راحتي معاها، وبعد كل الجلسات بتاعة العلاج لحد ما بقيت الإنسان اللي قدامك فاضل في طبعي شوية حاجات مش عايز اتخلى عنهم وبتبسط بيهم، وتغيير الأماكن ده واحد منهم وأنتي عارفه ده كويس و...
قاطعته تضع يدها اعلى فمه وهمست برقة:
-خلاص يا حبيبي، من هنا ورايح لا همنع نفسي عنك ولا هعترض على أي مكان عايزنا نكون فيه مع بعض بس انت متتعصبش.
ضحك وهو يقـ بلها هامساً بجانب أذنها:
-ستات متجيش غير بالعين الحمرا.
قضمت أسفل شـ فتها بالغيظ وهي ترد:
-والله أنا بعمل ده عشان بحبك، يعني مش خوف منك يا فارس.
مرر كفه على لحيته الكثيفة وقال بسخرية:
-بطلتي تخافي مني خلاص؟ مبقتش اخوفك زي زمان؟
تعلقت بر قبته وهمهمت بدلال:
-عمري ما خوفت منك، طول عمري بحبك وبس.
قـ بلته فور أن انتهت من حديثها؛ فبادلها القـ بلة وأبعدها ينظر لها بمشاكسة:
-أممم، رضيتي عني؟
فكرت قليلاً فان ظلت تمنع نفسها عنه خوفا على حملها الغير مستقر فربما يرتاب بالأمر لذا آثرت على الموافقة تلك المرة واومأت له بتلاعب وقالت:
-والله أنا على طول راضيه عنك يا حبيبي.
خلل أصابعه بخاصتها وقال وهو يتحرك صوب الفراش:
-وانا بعشقك يا روح قلبي ومش مصدق نفسي اني هحتفل أخيراً من غير الوسيلة الزفت دي.
بدأ بازاحة ملا بسها عنها ببطئ فهمست له:
-خليك رقيق معايا انهاردة.
رفع جـ سده يتظر لها من اعلى عندما ظنها تريد تغيير بالعلاقة فمس لها:
-طالبه معاكي رقه يعني؟
اومأت له فوافق فورا ليهما ببعضهما شغفا.
يتبع...
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أسماء المصري من رواية روضتني، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية