-->

رواية رومانسية جديدة كاملة بين دروب قسو ته بقلم ندا حسن - الفصل 1 - 2

 

رواية رومانسية جديدة بين دروب قسو ته 

من روايات و قصص الكاتبة ندا حسن  


رواية رومانسية جديدة 
بين دروب قسو ته


تابع قراءة الفصل الأول


أجابته بنبرة خافتة مثله مضيقة عينيها عليه بقوة ولكن الضيق يشتد عليها بسبب أفعاله الدنيئة أمامهم:

 

-عملت عملت أخرس بقى

 

استمعت إلى صوت شقيقته تهتف بنبرة متسائلة تنظر إليها بهدوء وابتسامة صغيرة:

 

-هتروحي تشوفي الفستان امتى يا سلمى

 

أجابتها بهدوء هي الأخرى ثم استدارت تكمل حديثها إلى والدها الذي تريد أن تأخذ إذنه في السفر مع عامر إلى "لبنان" وحدهما لرؤية فستان عرسها الذي يصمم خصيصًا لها:

 

-اسبوعين بالظبط وهسافر وعامر معايا بعد اذنك يا بابا

 

أومأ إليها والدها بهدوء واستكمل حديثه مع شقيقه، تقدمت للأمام بجسدها تأخذ قطعة بسكويت لتأكلها فنظر إليها مُطولًا وهو يراها تأكل بنهم وبطريقة تجعله يموت داخله ألف مرة..

 

استدارت تنظر إليه عندما شعرت أنه أطال النظر عليها والجميع مُلتهي بالحديث والهواتف، أشارت له بعينيها فأشار لها هو الآخر على البسكويت دليل على أنه يريد مثلها، تقدمت وأخذت غير الذي اكلتهم وقدمتها إليه ولكنه أبعد نظره يبصر الجميع ليراهم منشغلين بعيد عنهم فأشار لها أن تطعمه بيدها.

 

أبعدت نظرها مثله ترى الآخرين ثم عادت إليه مُبتسمة بحب وقدمت إليه القطعة بيـ ـدها الناعمة، أمسك معصم يـ ــدها وهي تطعمه وتذوق إصبعها مع البسكويت فاغمض عينيه بقوة مُستمتعًا بتلك اللمسة الفريدة من نوعها..

 

جذبت يـ ــدها سريعًا وابتسمت بسعادة كبيرة وهي تراه واقع بها إلى هذا الحد، كم يحبها؟.. هذا لا يقدر إنه يحبها منذ أيام طفولتهم وإلى الآن ينتظرها للزواج منها بعد أن وضعت شروطها، أن ذلك لن يحدث إلا عندما تنهي دراستها بالكامل، تراه يحبها إلى حد كبير لا تستطيع معرفته أو وصفه، تراه يحبها كما تحب النجوم وجودها في السماء وتبادله ذلك الحب بالعشق الخالص الذي كان يشعرها بكونها تحبه كحب الأسماك لوجودها في المياة.. حياتها ومكانها الوحيد..

 

تراه مُتملك، قاسي إلى درجة كبيرة، وجديًا للغاية مع الجميع إلا هي، يكون شخص آخر معها غير ذلك الذي يعرفه الجميع، يكون معها طفل صغير يهوى معرفة المزيد عن العشق والغرام ليرسمه على ورقة من ذهب ويهديها إليها..

 

في لحظة ما استمعت إلى صوت هاتفها يعلن عن وصول مكالمة وقد كان على الطاولة قبل لحظة خروجها إلى الحديقة، تقدمت إلى الأمام في جلستها ثم أخذته بين يـ ــدها لترى اسم صديقتها المقربة يُنير الشاشة، وقفت على قدميها بنعومة ورقة ثم سارت في هدوء إلى الخارج مرة أخرى لتتحدث معها..

 

استند إلى ظهر الأريكة وفرد ذراعيه وعينيه مُثبته عليها وهي تسير للخارج، كم كان وقح في نظراته لا يعير أي أحد أدنى اهتمام أو حتى احترام، أتى بها من بداية حذائها ذو الكعب العالي الذي كلما خطت خطوة أصدر صوت مرتفع، إلى ساقيها البيضاء المغرية ومن بعدها إلى أعلى جسد'ها وصولًا إلى خصلات شعرها البُنية المختلطة مع اللون الذهبي...

 

اختفت عن عينيه البُنية وبقيت ما يقارب العشر دقائق في الخارج ولم يكن يعلم مع من تتحدث، وقف على قدميه بعد أن نظر إلى ساعة يده للمرة الخامسة وذهب خارجًا إليها ليرى مع من تتحدث ولما كل هذا الوقت..

 

وقف على بوابة الفيلا ليراها تهبط بالهاتف من على أذنها وانحنت برأسها قليلًا للأمام تنظر به، تعطيه ظهرها وتقف أمام شجرة كبيرة من التي في الحديقة..

 

ذهب بخطوات ثابتة إليها ويده الاثنين في جيوب بنطاله الكلاسيكي الأسود، وقف خلفها وأردف مُتسائلًا بجدية واستفهام:

 

-كنتي بتكلمي مين؟

 

استدارت إليه بعد أن استمعت صوته خلفها، وقفت أمامه ثم أجابته على سؤاله الجاد بجدية هي الأخرى وعينيها عليه:

 

-بكلم إيناس

 

أخرج يـ ـــده من جيبه وأشار بحدة وعصبية احتلت كيانه عندما استمع إلى اسم صديقتها التي لا تريد الابتعاد عنها وعقب قائلًا:

 

-تاني؟ ديـ'ـن أم البت دي تاني؟

 

أبصرته بقوة مُجيبة بحدة هي الأخرى بعد الاستماع إلى نبرته الحادة الشرسة:

 

-ممكن تتكلم معايا عدل وبلاش الأسلوب ده

 

أقترب منها يهتف بنبرة حادة ناظرًا إلى عينيها بثبات وقوة، فقد قال لها كثير من المرات أن تبتعد عن هذه الفتاة ولكنها لا تبالي بحديثه:

 

-أسلوب ايه اللي بتكلم بيه أنا قولت مليون مرة ابعدي عن البت دي

 

عاندته مُجيبة بقوة ناظرة إليه بعمق:

 

-البنت دي صاحبتي من زمان

 

نفى حديثها بنبرة واثقة مما يقوله وكأنه يعلم شيء عنها هي لا تعلمه:

 

-مش صاحبتك يا سلمى أنا عارف أنا بقولك ايه

 

رفعت حاجبها للأعلى ونظرت إليه بحدة أكثر وأردفت قائلة بقوة تثبت إليه حديثها وتؤكد أنه الصحيح:

 

-لأ صاحبتي يا عامر ونظرية المؤامرة اللي في دماغك دي غلط

 

أقترب خطوة على حين غرة وهو يصيح بها بصوت حاد عالي ناظرًا إليها بعصبية وعينيه تحولت للسواد الحالك في لحظات:

 

-لأ مش غلط وهتبعدي عن البت دي غصب عنك طالما الكلام معاكي مش بيجي بفايدة

 

نظرت إليه بسخرية تلوي شفتـ'ـيها المكتنزة واضعة يدها الاثنين أمام صد'رها قائلة بتساؤل ساخر متهكم:

 

-والله؟ غصب عني ده اللي هو إزاي هتضربني مثلًا

 

عاد للخلف خطوة مرة أخرى كما الذي تقدمها في لحظة، نظر إليها بعمق ثم أعترف أخيرًا ولكن بخطئه في أسلوب الحديث:

 

-تمام تمام أنا غلطان في أسلوبي زي كل مرة افهمي أنتي بقى مرة واحدة في حياتك

 

كرمشت ملامح وجهها مُتسائلة بقوة:

 

-أفهم ايه؟ إنك عايزني أبعد عنها بدون وجه حق

 

عقب على حديثها بجدية محاولًا التوضيح لها ما الذي يدور بخلده:

 

-لأ مش بدون وجه حق قولتلك إن عمها رفعت الصاوي هو أكبر منافس لينا في السوق

 

اخفضت يـ ــدها من على صد'رها وأشارت إليه باستنكار واضح وصريح قائلة:

 

-وايه يعني هو علشان منافس تبقى هي وحشه وهو وحش

 

أومأ إليها برأسه بجدية وأكمل حديثه بتأكد:

 

-آه وحشين... هو منافس آه لكن مش شريف وممكن يقضي على أي حد علشان مصلحته

 

نظرت للبعيد لحظة وهو عينيه مُثبتة عليها بقوة، ثم عادت إليه مرة أخرى قائلة حديث آخر بمنظور آخر تراه هي صحيح وهو يراه خطأ كبير:

 

-ماشي ياسيدي هعتبر إن كلامك صح.. أنا أصلّا معرفش أي حاجه عن الشغل يعني أنا مش هفيدها وبقالي كام سنة مش بفيدها ليه لسه صاحبتي

 

صاح مرة أخرى بصوت عالي وهو يراها تُصر على موقفها ولا تسمتع إلى حديثه، يعلم أنها عنيدة ولكنه عنيد وحاد أكثر منها:

 

-أنتي مصممة ولا ايه.. أنا عندي نظرة في الستات الكويسه والوحشة وبقولك دي هتخرب الدنيا ولازم تبعدي عنها

 

تفهمت ما الذي يقوله عندما خص الأمر النساء التي يتحدث عنهن، ولأنه "عامر القصاص" وهي خطيبته وابنة عمه فهمت إلى ماذا يشير فهتفت بحدة وضيق:

 

-آه قولتلي.. نظرتك بتاعت الستات دي خليها للستات إياهم ماشي؟ لكن أنا وصحابي برا النظرات دي يا عامر علشان إحنا مش شبههم

 

تهكم عليها بوضوح وتبسم بسخرية مُتسائلًا باستنكار ثم أكمل حديثه هازئا بها:

 

-إيناس مش شبههم!.. دا أنتي نايمة في العسل خالص

 

انزعجت من أسلوبه الساخر وحديثه المخفي عن أخلاق صديقتها الذي يشبهها هو بالنساء الذي يعرفهم، لوحت بيدها أمامه بحدة وأردفت بصوت عالي منزعج بشدة:

 

-بقولك ايه بلا عسل بلا بتاع مالكش دعوة بيها هي صاحبتي وأنا بحبها خلصنا يا عامر وده شيء مايخصكش أصلًا

 

أمـ ــسك يـ ــدها التي كانت تلوح بها وأردف بقوة وعصبية موجودة معه في جميع الأوقات حتى اللحظات الرومانسية تكون معه على أتم الاستعداد للخروج فقط أن قيلت كلمة واحدة لا تعجبه:

 

-اتكلمي كويس بلاش تخليني اتغابى عليكي بأسلوبك الوسـ* ده سامعه

 

نفضت يـ ــدها منه ولكنه ظل متمسك بها، نظرت إليه بقوة وأردفت بضيق وانزعاج من الذي يحدث بينهم، إنه عصبي إلى حد كبير ومتهور أكثر من اللازم ولا يندم على فعل شيء خطأ سريعًا وهي عنيدة ولسانها سليط وهذا يزعجهم أكثر:

 

-سيب كده هو فيه ايه وبعدين مش كل ما أتكلم قصادك تتعصب إحنا بنقعد خمس دقايق كويسين وطول اليوم خناق

 

ضغـ ــط على يـ ــدها وأردف بتأكيد ناظرًا إلى ذلك الزيتون داخل عينيها الجريئة المتحلية بها الآن:

 

-مهو بسببك

 

احتدت نبرتها مرة أخرى بعد أن نسب الأمر لها وهو من بدأ به:

 

-أنت هتستهبل؟

 

ترك يـ ــدها ووضع يـ ــده الاثنين بجيوب بنطاله كمل كان، استدار وأعطى لها ظهره ثم مرة أخرى نظر إليها وقال بجدية:

 

-ماشي.. ماشي أنا اللي غلطان وأسلوبي وحش متزعليش بس خليكي عارفة أنا مش هغير رأي في البت دي ودايمًا هحظرك منها

 

سألته بوضوح وجدية تقارن بينه وبينها ربما تجعله يصمت عن الحديث عنها بهذا الشكل:

 

-هو أنا بتكلم على حد من صحابك؟ أنت...

 

لم يجعلها تكمل ما بدأت الحديث به وصاح بغضب وقسوة قائلًا بعد أن أخرج يـ ــده من جيوبه مرة أخرى واهتــ ــاج جــ ــسده وتشنج:

 

-وأنتي مالك ومال صحابي أصلًا

 

يتــ ــمتع بغريزة التملك، تعرف ذلك جيدًا ويغار من الملابس الذي ترتديها تعرف ذلك أيضًا ولكن الأمر فوق كل طاقة تتحلى بها، رسمت الهدوء على وجهها وأردفت مُجيبة إياه:

 

-خلاص يا حبيبي خلاص ممكن نقفل الحوار الأسود ده؟

 

تنهد بعمق أخذًا نفس عميق وحاول أبعاد الفصل عنه، أقترب منها ووضع يــ ــده خلف رأسها جاذبًا إياها إليه يقــ ــبل جبينها بحنان وهدوء ثم قال وهو يبعدها عنه ناظرًا إليها:

 

-مش ببقى عايز ازعلك بس أنتي عنيدة ومستفزة

 

تحدثت بجدية مقدرة أنه يحاول لأجلها أن يكون أفضل من هذا ويتخلى عن تهوره وحديثه البغيض وكل ما به من عيوب:

 

-خلاص يا عامر وأنا أوعدك إني لو شوفت منها أي تصرف وحش هبعد عنها

 

جذبها من خلف رأسها مرة أخرى يقربها من صــ ــدره محـ'تضن إياها بهدوء ووضعت هي الأخرى كف يـ ـــدها على عضلات معدته الظاهرة بوضوح تنعم بذلك الدفء المنبعث منه بعيدًا عن أي شيء آخر، أردف قائلّا:

 

-ماشي يا سلمى

 

--


"في المساء"

 

وقفت "هدى" أمام المرآة تعدل من هيئتها، كانت ترتدي فستان أسود بحملات رفيعة للغاية ذو فتحة صدر واسعة يصل إلى أسفل قدميها ولكنه ملتصق عليها وبشدة، وكم كان مظهره فاتن للغاية عليها، أطلقت خصلات شعرها السوداء للخف وبعضًا منها على جانب عنقها..

 

دلف زوجها "ياسين" إلى الغرفة، حيث أنه كان في غرفة الملابس الصغيرة الخاصة بهم يرتدي هو الأخرى حلة رسمية سوداء رائعة، مصفف خصلات شعره الأسود للخلف بعناية، ملامحه حادة واضحة شامخة ونظرته ثابته أمامه، يبدو وسيم للغاية..

 

وقف خلـ ــفها وأردف قائلًا بصوت حاني وهو يبصرها من خلال المرآة:

 

-ايه الحلاوة دي يا موزة

 

نظرت إليه عبر المرآة، ورآته كم بدى وسيمًا رائعًا فتحدثت قائلة بابتسامة عريضة وفرحة:

 

-أنت اللي ايه الحلاوة دي.. هتتخطف مني كده

 

استنكر حديثها متسائلًا بمزاح ومرح:

 

-يا شيخه؟

 

استدارت تنظر إليه مُتحدثة وعينيها السوداء تلمع قائلة:

 

-آه والله.. أنت مش حاسس بنفسك ولا ايه؟

 

أقترب يطــ ــبع قبـ ــلة سريعة على شفتيها يخطفها من رحيق الأزهار ليستمتع بها ثم عاد قائلًا:

 

-الصراحة لأ مش حاسس

 

ابتسمت إليه بسعادة كبيرة لم تشعر بها يوما إلا عندما أصبحت زوجته ونصفه الآخر:

 

-لأ حس بقى

 

نظر إليها مطولًا وقد كانت نظرة ذات مغزى تعلمه جيدّا، تنهد مرة واحدة وسريعًا بصوت عالي ثم أردف بجدية مقترحًا:

 

-طب يلا بينا علشان منتأخرش على الحفلة

 

-يلا

 

قدم إليها يـ ـــده فأمسكت به بقوة وحب كبير بينهم، حب خالص لا مثيل له، تعتبره من حب الأساطير على الرغم من بساطته ولكنه يشعرها بأن لا هناك مثلهم في الوجود على الإطلاق ولن يكون هناك فـ القدر يخفي الكثير والكثير وما هي إلا أيام ويحكى كل ما خفى...

 

--

 

قبل منتصف الليل بساعة واحدة كانت "سلمى" تجلس أمام الحاسوب الخاص بها تحاول أن تنتقي كل ما يلزم منزل الزوجية الخاص بها و بـ "عامر" الذي تخلى عنها في هذا الأمر مدعي أنه لا يعرف.. لا لم يكن إدعاء هو حقًا لا يعرف..

 

ولكن في لحظة صمت وهي مندمجة في النظر إلى الحاسوب أطلق الهاتف أصوات خلف بعضها تعبر عن وصول رسائل عبر تطبيق تواصل "الواتساب" أمسكت به وكانت الراسلة هي "إيناس" صديقتها المقربة الذي يريدها "عامر" أن تبتعد عنها..

 

فتحت الرسائل التي أرسلتها إليها وكانت عبارة عن مجموعة صور، صور غريبة عليها للغاية!.. ليست غريبة بل مذهلة! عقلها لم يستوعب ما الذي تراه أهو حقًا أم لا.. هل هي تمزح معها؟ ولكنها مزحة بشعة للغاية..

 

لا هذه ليست مزحة إنها تعلم لقد مرت بهذا الشعور سابقًا ولكنها الآن أشد قسوة وضراوة..

 

أرسلت إليها كلمة واحدة فقط إلا وهي "موجود" يتبعها علامة استفهام لتتلقى منها الإجابة بسرعة مؤكدة ما تسائلت عنه فطلبت منها شيء أخرى وقامت الأخرى بالإجابة عليها وفي لحظة كانت تقف على قدميها.. أبعدت عنها ذلك التيشرت البيتي سريعًا وخلفه البنطال هو الآخر ودلفت سريعًا تركض إلى غرفة ملابسها ثم لحظات فقط وخرجت مرتدية بنطال أسود يعلوه قميص أسود به رسمه بسيطة من الأمام على صــ ــدره وحذاء رياضي أبيض اللون..

 

أخذت الهاتف الخاص بها ومفاتيح سيارتها ثم ذهبت إلى الخارج لتتأكد مما رأته.. والذي وقع أمامها سابقًا مرتين ولكنها تمثل الشخص الأبلة الذي لا يفقه شيء..

 

وقفت بسيارتها أمام ملهى ليلي موجودة به صديقتها، دلفت إلى الداخل وعينيها تدور في المكان بحثًا عن أي شيء يدلها عنه... يدلها على "عامر"

 

وقد كان، نظرت إلى تلك الطاولة الكبيرة وجدته يجلس عليها وبجانبه فتاة!.. فتاة لم تستطع الجلوس على مقعدها فوقفت بين قدميه!..

 

يضع يــ ــده اليمنى أسـ ــفل ظـ ـــ ـهرها والأخرى خلف خصـ ـــلات شعـ ــرها وأيـ ـــدي الفتاة الاثنين فوق يـ ـــديه وكأنها تثبتهم، تقف بين قـ ـــدميه وتبتسم إليه بطريقة لعـ ــوب مقززة كان هو معتاد عليها..

 

انشق قلبها نصفين!.. استمعت إلى صوت انشقاقه، أو كان هذا كسر به!.. للمرة الثالثة بطرق مختلفة تراه يفعل أشياء دنيئة كهذه!.. ولكن لتعترف هذه المرة الأصعب على الإطلاق..

 

وقفت الدموع في عينيها حائرة، تود الهبوط وهي لا تساعدها.. تود الصراخ ولا تسمح بذلك، مشاعر كثيرة ثا ئرة بداخلها تود الخروج في وسط هذه الضجة والصخب المحيط بالمكان ولكنها لا تستطيع إلا النظر إليه ورؤيته وهو في هذا الوضع المقزز الوقح..

 

أقتربت بجمود واضح وكل خطوة تخطوها إليه ثابته قوية، نظرتها عليه حادة واضحة، وقفت أمامه مباشرة، تنظر إليه بعمق ولم تتحدث ولم تبعد هذه الوقحة عنه ولم تثور بل فقط نظرت إليه تنتظر أن يشعر بوجودها..

 

وقد كان بعد لحظات يشعر أن هناك من يقف جواره فاستدار برأسه ينظر ليراها أمامه!.. أبعد الفتاة عنه بسرعة وبحركة لا إرادية منه، بشكل عفوي للغاية فقط عندما أدرك وجودها.. وقف أمامها وحاول التحدث ولكن لم يستطع قول كلمات مترابطة مفهومة.. لقد كان ثمل!..

 

ضحكت بطريقة ساخرة للغاية ثم في لحظة خاطفة تخطت كل الحدود الذي عرفتها معه القاسي العنيد ورفعت كف يـ ــدها تهبط على وجنته بكل ما بها من قوة، صفعة مدوية هبطت على وجنته جعلته يستدير للناحية الأخرى وقد رآه البعض في هذه الحالة المزرية، تصفـ ــعه امر أة!.


 يتبع...


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ندا حسن من رواية بين دروب قسو ته، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة