-->

رواية رومانسية جديدة كاملة بين دروب قسو ته بقلم ندا حسن - الفصل 1

رواية رومانسية جديدة بين دروب قسو ته 

من روايات و قصص الكاتبة ندا حسن  


رواية رومانسية جديدة 
بين دروب قسو ته


قراءة الفصل الأول

"طفولة مُرهقة بالحب والقسوة"

 

نظر إليها بعينيه البُنية الخلابة وفي لحظة تعامد الشمس عليها تصبح عسلية صافية، مد يده يُشير بإصبعه على شاشة الحاسوب الذي تحمله على قدميها بعد أن انتقل بنظره إليه وهتف بنبرة واثقة مقترحة:

 

-أنا شايف إن ده أحلى

 

بعد أن أبصرت الصالون الذي أشار إليه وقد كان حقًا بشع بالنسبة إليها عادت ببريق عينيها الزيتوني الواسعة إليه وهتفت باستنكار وضجر وشفتـ'ـيها المكتنزة تتحرك أمامه:

 

-يع وحش أوي يا عامر.. طول عمرك ذوقك بلدي

 

أقترب بوجهه يُميل بجسـ'ـده عليها ناظرًا إليها بعينيه الوقحة الجر'يئة يحرك شفتـ'ـيه الرفيعة قائلًا بخبث ووقاحة:

 

-وحياتك مافي حاجه حلوة في القعدة دي غيرك.. وبعدين ذوق ايه اللي بلدي دا أنا منقي بطل..

 

أبصر ابتسامتها الرقيقة، عينيها الواسعة المرسومة بدقة طبيعية ووجنتيها مع شفتـ'ـيها المكتنزة غير خصلات شعرها المتطايرة حول أكتافها وصاح بحماس وشوق:

 

-وديني بطل

 

صدحت ضحكاتها في المكان وهي تعود للخلف برأسها مُتمسكة بالحاسوب، فالنظر إليه وهو يهتف كلماته المتلاعبة يجعلها تضحك بصخب..

 

منزل يظهر من الخارج كـ الفيلا، شاسعة المساحة رائعة التصميم، كبيرة للغاية بتصميم عصري حديث، في المنتصف بوابة حديدية كبيرة تجعلها تنفصل لجزئين مكونه من طابقين، الطابق الأرضي والأول علوي ثم الثاني، لونها رائع وفريد لا تستطيع تحديد ماهو وما اسمه، عينيك تنبهر بجمالها وروعة مظهرها وكأنه تُسر أعين الناظرين إليها كمن يقيمون بها، وهذا في الظاهر!..

 

حول هذه الفيلا مساحة كبيرة واسعة للغاية من الأرض الخضراء المحاطة بسور عالي يتوسطه بوابة حديدية كبيرة أكبر بكثير من الأخرى في الداخل وفي الجانب الخلفي للسور هناك واحدة مثلها..

 

حديقة جميلة ورائعة بها ألوان زاهية بفعل الزهور المتناثرة في نباتها في كل مكان، هناك طاولة كبيرة ومن حولها المقاعد الخاصة بها وتفصلها البوابة عن الناحية الأخرى من الحديقة حيث أنه في المنتصف طريق يتسع لسيارة واحدة من البوابة الخارجية إلى الداخلية يفصل الحديقة إلى ناحيتين..

 

بينما في الناحية الأخرى والجانب الظاهر منها أرجوحة كبيرة رائعة كشكل البيضة الملتفة حول نفسها، يجلس بها ذلك الشاب الثلاثيني صاحب الخصلات السوداء الحالكة، والعينين البُنية رائعة المظهر، خلابة وساحرة عندما تأتي أشعة الشمس عليها تتحول إلى لهيب صافي يُسرك فقط لأنك تنظر إليه، أنفه شامخ حاد يتماشى مع بقية ملامح وجهه وشفتيه رفيعة يعلوها شارب نابت خفيف ولحيته أيضًا نابته بينما وجهه بالكامل نحيف قليلًا يأخذ المظهر الطويل ولكنه يتمتع بقدر عالي من الوسامة والحدة المُرتسمة على ملامحه، يتمتع بجسـ'ـد رياضي، ليس كثيرًا ولكنه جسـ'ـد رشيق وطويل أيضًا، يظهر وكأنه شخص يتلاعب بالحديث والخبث ينبعث من حديثه بعد أن تحدث بجملتين معها..

 

بجانبه فتاة رقيقة لا تستطيع قول غير ذلك ولكنها أيضًا شرسة، مظهرها لن يدعوك لقول أنها رقيقة للغاية بل تظهر وكأنها جر'يئة قليلًا، خصلاتها تهبط إلى بعد كتفيها بقليل ليست طويلة لونها بُني رائع يختلط مع الذهبي يتدلى منه من الأمام خلصتين على جانبي وجهها لونهم ذهبي لامع، عينيها واسعة مرسومة بطريقة رائعة ليست هي من فعلتها بل هذا صُنع الخالق، لونها زيتوني رائع ككل ما بها، أنفها صغير ووجنتيها مكتنزة إلى حد ما ومثلها شفتـ'ـيها ذو اللون الوردي الطبيعي دون أي مجهود منها، جسد'ها يبدو رشيق ليس نحيف وليس ممتلئ ولكنها تتمتع بالقدر الكافي لتكون أنثى متكاملة، لون بشرتها بيضاء ناعمة فقط من نظرتك إليها تشعر بذلك..

 

بعد أن توقفت عن الضحك نظرت إليه مُبتسمة بهدوء تطلب منه وعينيها تتقابل مع خاصته:

 

-ممكن تركز معايا شوية بقى

 

أقترب بجسـ'ـده أكثر إلى أن التصق بها قائلًا بحرارة ونظرة شغوفه مشتاقة إليها بقوة:

 

-أكتر من كده؟ المرجيحه هتولع بينا

 

عادت برأسها للخلف مُتذمرة تبتعد عنه ومازالت تنظر إليه بقوة منادية اسمه بحدة ليتوقف عما يفعله بها في كل ركن بهذه الفيلا:

 

-عامر! الله

 

تلاعب بها وهو يضع كف يده العريض على وجنتها المكتنزة مُردفًا بهدوء وتروي ماكر:

 

-عيون عامر وقلب عامر وروح عامر

 

أبعدت يده عنها صائحة بقوة:

 

-والله هقوم واسيبك بطل بقى

 

لم يتراجع عما يفعله ولن يتراجع بهذه السهولة وهي تعرف ذلك، إنه يجعلها تود خنق نفسها من كثرة الإلحاح الرومانسي في أي موقف يمر عليهم:

 

-أبطل ايه هو حد هنا بطل غيرك

 

تذمرت بضيق محاولة أن تجعله يبقى لدقيقة واحدة من دون مغازلة وقحة لينهوا أمر هذا الزواج في أسرع وقت:

 

-ياخي خلينا نخلص الله.. مش عايز تتجوز ولا ايه؟ شكلك كده بتخـ'ـلع

 

عاد للخف كما كان في البداية واتسعت عينيه مُستنكرًا ذلك الحديث الذي خرج منها يصيح بقوة ثم أكمل مقترحًا:

 

-ايه؟ اخلـ'ـع؟ اخلـ'ـع مين أنا فيها يا اخفيها.. ما تيجي نتجوز دلوقتي ونقعد في اوضتي لحد ما نخلص الجناح... أو اوضتك أنا معنديش مانع

 

أجابته بعقلانية شديدة وقد محت الابتسامة من على ثغرها الوردي نهائيًا لتظهر بشكل جدي لكي يفعل المثل:

 

-شوية جد بقى.. لو ركزت معايا هنتجوز في المعاد

 

قد نجحت هذه المرة، اعتدل في جلسته وعاد إلى الجدية قائلًا بنبرة جادة واضحة:

 

-يا سلمى ما أنا قولتلك ماليش في الحاجات دي ما تختاري أنتي

 

نظرت ببريق عينيها الزيتوني إليه قائلة برقة تحلت بها وهدوء قد أصابها عندما أتى الحوار بينهم إلى حياتهم الزوجية:

 

-مش ده هيبقى بيتنا يا عامر الله.. أنا عايزة نختار سوا

 

أردف قائلّا ما يحدث معه عندما يختار معها شيء، لا يُعجبها ولا يليق بها إذًا فلتختار ما تريده، أشار بيده قائلًا ثم أكمل بجدية:

 

-وكل ما اختار يبقى ذوقي بلدي.. حبيبي اختاري كل اللي أنتي عايزاه وأنا موافق عليه

 

معه حق إنها تفعل ذلك، حديثه صحيح ستأخذ بنصيحته هذه المرة فهي تعلم أنه لا يُجيد اختيار هذه الأشياء بذوق رفيع، إن ذوقه منحط للغاية في كل شيء ماعدا هي من المؤكد:

 

-طيب خلاص ماشي يكش نخلص

 

أقترب مرة أخرى عائدًا إلى نبرته وملامحه المتلاعبة المنتظرة أى حركة منها ليقوم باستغلالها وهتف بحماس ونبرة خبيثة:

 

-أيوه أنا عايز يكش نخلص دي

 

نظرت أمامها والحاسوب بيدها، لم يأخذها خلدها هذه المرة إلى تفكيره الوقح بل تحدثت بما ينقصهم لإتمام الزفاف في الموعد المحدد:

 

-هو كده يعتبر خلاص يعني، فاضل نفرش الجناح بس والفستان طبعًا أهم حاجه هسافر أشوفه والباقي بقى قاعة وحاجات كده تبعك أنت

 

نظر إليها مطولًا بشغف وعينيه تجوب على وجهها بالكامل وكل انش به، يروقه للغاية جسد'ها الأنثوي الفاتن الذي لا يستطيع المقاومة في حضوره، هتف وهو يضغط على شفتـ'ـيه في نهاية حديثه:

 

-ياه يا سلمى فاضل شهر... شهر كده وتبقي تحت ايدي يا بطل وأعمل كل اللي أنا عايزة... دا أنا هفرمك

 

تركته وهبت واقفة على قدميها مرة واحدة مُبتعدة عنه تنظر إليه بحدة بعد أن تركت الحاسوب في مكانها تُشير إليه بإصبعها السبابة قائلة:

 

-بطل يا قليل الأدب بدل ما ألغي كل حاجه

 

لوى شفتـ'ـيه بسخرية وتحدث بجدية مُميتة تهابُها دائمًا، يبدو أنه لعوب مرح ولكنه في الحقيقة ليس هذا الرجل أبدًا:

 

-أنتي عارفه وقتها هعمل ايه ماهو مش هستنى تلاتين سنة علشان سيادتك وبعدين تلغي كل حاجه

 

أردفت بكلمة واحدة وهي تبصره باشمئزاز وضيق:

 

-سافل

 

وقف على قدميه ببرود وأقترب منها ثم في لحظة لم تنتبه بها وضع يده الاثنين خلف خصرها جاذبًا إياها إليه وجعلها ملتصقة به للغاية وتحدث بحرارة:

 

-تعبان قدري يا مفترية

 

وضعت يدها الاثنين على ذراعيه المحيطة إياها وعادت للخلف برأسها عندما وجدته يقترب منها بوجهه تصرخ به بقوة وخوف:

 

-يخربيتك اوعى حد يشوفنا

 

شدد بيده عليها أكثر ناظرًا إلى جمالها الأخاذ وعقله يدعوه لفعل أشياء خطرة لا يستطيع الإنتظار حتى الحصول عليها بعد شهر من الآن:

 

-طب ياريت علشان نكتب الكتاب دلوقتي هو أنا لسه هستنى

 

اتسعت عينيها أكثر مما هي عليه وهتفت باستنكار وضجر وهي تحاول أن تبعده عنها:

 

-عامر بلاش جنان اوعى كده

 

تحدث بلين ونبرة خافتة وهو يتقرب من وجهها:

 

-يابت استني هبسطك

 

كاد أن يقترب من شفتـ'ـيها المكتنزة يُقـ'ـبلها ويصل إليها ليشعر بالراحة التي يريدها فهي لا تسمح له بفعلها كثيرًا بل كل مرة يفعل كل هذه الأمور ليصل إليها ولا ينال ما يريد، على حين غرة استمع إلى صوت شقيقته "هدى" وزوجة ابن عمه شقيق خطيبة التي تقف أمامه تنادي عليهم بصوت عالي من على بوابة الفيلا:

 

-سلمى!.. عامر!.. انتوا فين

 

دفعته بقوة وهو شارد ينظر إلى خلفها ويرى شقيقته تخرج من البوابة لتبحث عنهم، قائلة بضيق وانزعاج:

 

-يخربيتك أبعد

 

ضغط على شفتـ'ـيه بأسنانه بقوة وهو يراها تبتعد عنه وصاح بضيق وضجر شديد:

 

-دايمًا كده يا هدى قاطعة كل لحظة حلوة عني

 

أجابت هي بصوتٍ عالٍ لتجذب انتباه شقيقته:

 

-أيوه يا هدى إحنا هنا

 

نظرت إليهم من على درج البوابة ثم هتفت داعية إياهم إلى الداخل في جلسة عائلية تخص عائلة "القصاص" والتي كانت هكذا دائمًا:

 

-طب يلا

 

أردفت مُجيبة إياها بايجاب:

 

-جايين

 

بعد أن دلفت شقيقته للداخل عادت مرة أخرى تلك الخطوات التي ابتعدتها عنه لتأخذ حاسوبها من خلفه على الأرجوحة، نظر إليها بقوة وهو يراها تتحرك أمامه ثم أقترب يحاول أن يتمسك بيدها ولكنها استدارت بعد أن أخذت الحاسوب ورأته فركضت بعيد عنه وهي تضحك بصخب قائلة:

 

-بعينك يا عامر

 

نظر إليها وهي تركض للداخل بذلك الثوب الوردي، بأكمام طويلة، ويصل إلى أسفل ركبتيها ولكنه ملتصق عليها بشدة يبرز مفاتنها وجمالها الخلاب، هتف بعد تنهيده طويلة قائلّا:

 

-هتروحي مني فين يعني.. كلها شهر ومش هتعرفي تتنفسي حتى

 

ثم سار خلفها بخطوات ثابتة بعد أن هندم ملابسه المكونة من بنطال كلاسيكي أسود وقميص مثله نفس اللون، ظهر طوله الفارع وجسده الرشيق وكم بدى واثقًا من نفسه وشامخًا حتى في سيرة.. يبدو أنه ليس كما قالت مرح ولعوب، إنه في هذه اللحظة يظهر قاسي للغاية بلامح حادة وعنيفة..

 

--

 

خطى إلى داخل الفيلا من بعدها، ومن هنا نتحدث عن المساحة الكبيرة والمظهر الرائع، كم أن هناك اختلاف كبير بين الداخل والخارج، كيف هذا؟.. في بداية دخولك تقابلك صالة كبيرة شاسعة، تلمع أرضيتها بفعل ذلك الرخام الأبيض الرائع، وفي الداخل صالون يجلس به الجميع في منتصف اثنين من الدرج، واحد على اليسار والدرج الآخر على اليمين..

 

وفي المنتصف في الأسفل صالون به الجميع جالس، وعلى الجانبين بجوار الدرج غُرف مغلقة، على اليمين واحدة أخرى تنشغل كصالون آخر، وجوارها غرفة الطعام بها سفرة كبيرة للغاية لتجمع العائلة بأكملها..

 

والأخرى جوارهم بها شاشة كبيرة تأكل عرض الحائط وكأنها شاشة سينما وبها أريكة كبيرة وبعض أكياس القطن غير باب آخر داخلها يؤدي إلى مرحاض..

 

وعلى الطرف الآخر كان يوجد باب يؤدي إلى مدخل آخر ياخذك إلى المطبخ الكبير، وكأنه مطبخ أحد المطاعم.. وفي نفس هذا المدخل عرفة للخدم العاملين بالبيت وبها مرحاضها الخاص بينما جوار باب المدخل في الخارج غرفة للضيوف القادمين عليهم بها كل ما يلزم..

 

بينما خلف الدرج من الناحيتين هناك غرفتين مكتب..

 

وبعد كل هذه المساحة الكبيرة والوصف المبسط كان هناك ألوان زاهية على حوائط الفيلا غير تلك اللوحات المعلقة والتي تبدو غالية الثمن ورائعة المظهر، غير ما وجد من تماثيل تقف على أعمدة في المنتصف أمام كل درج..

 

وصف الروعة والجمال في هذه الفيلا لن يكفي حتى يصل كم هي رائعة، لا نستطيع وصفها بالشكل الصحيح ولكن المؤكد في كل هذا الحديث أنها مكان ساحر لا مثيل له يليق بعائلة كعائلة "القصاص"، عائلة من أغنى عائلات البلدة..

 

جلس جوارها أمام الجميع والذين كانوا أفراد العائلة، والده "رؤوف القصاص" ذو النظرات الحادة على ابنه من كل إتجاه وقد كانت ملامحه تشبه ابنه "عامر" كثيرًا وزوجته "عزة القصاص" ابنة عمه هي الأخرى تبدو سيدة محتشمة، ترتدي ملابس فضفاضة وحجاب كبير للغاية يغطي رأسها وصدرها وبداية ظهرها من الخلف وجوارها ابنتها "هدى" زوجة ابن عمها "ياسين" وشقيق خطيبة ولدها الآخر، جميلة هي الأخرى بجسد نحيف قليلًا، عينيها سوداء لامعة، بشرتها بيضاء وتبدو مرحة للغاية وابتسامتها بها حياة أخرى..

 

وعلى الأريكة الأخرى يجلس عمه "أحمد القصاص" ذو العيون المشابهه لابنته الساحرة وجواره زوجته "سعاد" الغريبة عن العائلة وليست كوالدة "عامر" بل كانت غير محجبة وتظهر خصلات شعرها السوداء بوضوح وأيضًا ترتدي ملابس ليست كالأخرى وجواره على الناحية الأخرى ابنه "ياسين" وقد كان ذو نظرة هادئة، ملامحه تشبه والده، عينيه سوداء، وسيم إلى حد كبير، بينما هو استولى على الأريكة الجالس عليها معها، ليشعر بالراحة أكثر وفي منتصف كل هذا طاولة كبيرة تحمل أصناف شهية من الحلوى والعصائر الطازجة الذي أتت إليهم بعد تناول طعام الغداء..

 

كان الحديث بين الرجال عن العمل فهتف "ياسين" بجدية ناظرًا إلى ابن عمه قائلًا:

 

-ورق المناقصة دي مع عامر يا بابا

 

أجاب "عامر" يومأ برأسه بثبات وهتف بنبرة واثقة:

 

-آه آه معايا

 

أردف والده بجدية هو الآخر وهو ينظر إليه:

 

-ابقى هتهولي عايز أشوفه وأبص عليه

 

-حاضر

 

تحدث عمه "أحمد" ووالد خطيبته قائلًا بمرح ومزاح وهو ينظر إليه مُشيرًا بيده إلى ابنته الجالسة جواره:

 

-عملتوا ايه يا عامر خلصتوا الفرش اللي سلمى صدعتنا بيه ولا لسه

 

أردف نافيًا ما قاله عمه ثم نظر إليها يكمل حديثه وعينيه مثبتة على عينيها ذات اللون الزيتوني الخالص:

 

-لأ والله يا عمي.. هي بقى تختاره وتخلصه مع نفسها تعبتني بصراحة

 

لكزته في ذراعه بقوة مُستنكرة حديثه ناظرة إليه بذهول تهتف بنبرة حادة:

 

-تعبتك؟ وأنت عملت حاجه أصلًا

 

مال عليها برأسه يهتف بنبرة خافتة خبيثة وعينه الوقحة الماكرة تنظر إليها بثبات وقد لاحظ الجميع أن هناك شيء آخر يتحدث به معها:

 

-آه عملت... انكري بقى



اكمل قراءة الفصل الأول

رواية 

بين دروب قسو ته

بقلم ندا حسن 


تابع قراءة الفصل