رواية جديدة للقلب أخطاء لا تغتفر لآية العربي - الفصل 3 - 2
رواية جديدة وحصرية على مدونة رواية وحكاية
رواية للقلب أخطاء لا تغتفر
بقلم الكاتبة آية العربي
تابع قراءة الفصل الثالث
الجزء الثاني
ف اليوم التالى
في منزل حمدى
تقف جميلة بملابس رسمية سوداء تردف لزوجها _
يعنى هنروح بيت سناء هانم يا حمدى ولا العزا عند سالم بيه ؟
أردف حمدى بهدوء _
لاء يا جميلة العزا في بيت سناء هانم ... هى مقبلتش تروح عند سالم بيه .
تنهدت جميلة بحزن وتساءلت:
-هي لسة زعلانة معاه يا حمدى ؟
أومأ يردف بحزن:
- لسة يا حياة ... مع إنه أبوها مهما كان وكان وقتها رايد مصلحتها ... وبعدين هى إتجــ.وزت وخلفت واللى عرفته إن جــ.وزها ده كان بيحبها .
أردفت حياة بشفقة:
- يا عالم يا حمدى جواها إيه بس سناء هانم طيبة وبنت حلال ومتواضعة ... أكيد زعلها ده مش من فراغ ...
أومأ يردف بتعجل:
- يالا بس يا حياة علشان منتأخرش على العزا .
أومأت جميلة وأردفت بصوت عالي _
ريتااان ... يالا يا بنتى هنتأخر .
خرجت ريتان من غرفتها ترتدى ملابس سوداء أيضاً وحجاب أسود واتجهت إليهما تردف بهدوء _
أنا خلصت يا ماما ... يالا نمشي .
أومأت لها وخطوا ثلاثتهم للخارج .
❈-❈-❈
في مطار القاهرة ولجا ناصف ومها للخارج يسحبان حقائبهما...
التفتت تنظر إليه مردفة بترقب:
- بابي باعتلى العربية ... إنت هتروح على الفندق ؟
تنهد يومئ مردفاً وهو يدخن سيجارته _
أيوة هروح أسيب شنطتى في الفندق وبعدين هطلع على فيلا منصور .
أومأت له وودعته وإتجهت تستقل السيارة التى أرسلها لها والدها وغادر السائق بينما إستقل ناصف سيارة أجرة وغادر إلى الفندق .
❈-❈-❈
بعد ساعة في فيلا منصور
تجمع الرجال في حديقة الفيلا لواجب العزاء بينما النساء تجلسن في الداخل تواسين سناء .
جاء حمدى وزوجته وإبنته ريتان ودخلوا من بوابة الفيلا فرآهم حمزة الذى وقف وأخذته قــ.دماه إليهم بعد أن رآها .
توقف أمامهم فمد حمدى يــ.ده إليه يردف بود وإحترام _
البقاء لله يا حمزة بيه ..
أومأ حمزة قائلاً برتابة وهو يبادله السلام _
البقاء والدوام لله يا عم حمدى .
إلتفت إلى جميلة وأردف بود _
ازيك يا خالة جميلة ؟ ... اتفضلوا جوة .
أومأت له تردف بحنو:
- الله يسلمك يا إبنى تسلم والبقاء لله
أومأ لها بهدوء بينما هي سحبت ريتان التى تطالعه بعيون لامعة وصمت وبادلها هو بنظرة متفحصة قبل أن تختفي مع والدتها داخل المنزل بينما إتجه حمدى معه لمعــ.شر الرجال .
دلفتا الفيلاً واتجهت على الفور جميلة إلى سناء الجالسة في منتصف البهو وسلمت عليها وقامت بتعزيتها
اتجهت ريتان ايضاً لتسلم ولكن بادرت سناء بعنــ.اقها بحنو واجلــ.ستها مجاورة لها .
تحبها كثيراً منذ أن تركت منزل والدها وقررت العصــ.يان ورفض هذا المنصور وقد اتجهت لمنزل حمدى تظن أنها تحتمى بيه وظلت عنده ليومين أقامتهما في غرفة ريتان بعد أن قام سالم بتعنيفها ..
ولكن يبقى تجبره سائداً حيث أنه تركها هناك وبعد أن عادت مطمئنة ظناً منها أنه إقتنع فاجأها بحضور المأذون والشهود وإتمام الزو اج رغماً عنها ... حاولت صفية التخفيف من على عاتقها بأنها تستطيع تغيير هذا الرجل ... ولكن أيا صفية هل إستطعتى أنتِ تغيير هذا سالم قاسي القلب ؟ ...
من بعدها وقد أصبحت سناء مقربة من ريتان وبرغم فارق السن بينهما إلا أن هذا لا يمنع تكوين صداقتهما .
بعد دقائق مالت سناء على ريتان قليلاً وأردفت بهــ.مس _
ريتان ممكن لو سمحتِ تطلعى تشوفي سليم وتقى ؟
أومأت ريتان ووقفت تتجه لوالدتها ثم إستأذنت منها وصعدت للأعلى لتطمئن على التوأم .
بعد قليل دخل ناصف الفيلا ينظر للوجوه التى إلتفتت إليه ... دلف بينهم بملامح حزينة .
إتجه يتبادل السلام مع سالم الجواد وأولاده ووقف يستقبل عزاء أخيه .
لم يكن بداخل أي فرد من الموجودين مشاعر حزن حقيقية ... كان السائد هو إدعاء الحزن ... وهذا يرجع لقسوة منصور وظلمه لأهل بيته أولاً وللأقل شأنًا منه ثانياً ... نعلم أن الطيبون يرحلون سريعاً ولكن الله بحكمته إذا أراد أن يقضي أمراً فإنه يقول له كن فيكون ولتنتهى رحلة هذا الز وج القاسي هنا ...
بعد ساعات قليلة أنتهى العزاء وغادر الجميع إلا العائلة وأُسرة حمدى الذى أمره سالم بالانتظار حتى يوصله .
إتجه ناصف إلى داخل الفيلا ليرى توأم شقيقه ... رأته سناء التى تجلس مجاورة لزوجة أبيها وإبنة عمها وجميلة .
إتجه يمد يده مردفاً بهدوء _
أزيك يا سناء ... البقاء لله .
أومأت له بملامح مجهدة تردف بترحاب _
الحمد لله يا ناصف ... جيت امتى ؟
أردف بتنهيدة وهو يبحث بعيناه _
وصلت من كام ساعة وجيت على برا ... سليم وتقى فين ؟
أشارت له بهدوء _
فوق في أوضتهم ... تعالى وانا أخدك عندهم .
أومأ بصمت وصعد برفقتها ... يعلم أنها عانت كثيراً مع شقيقه المتوفي ... يعلم أنه كان يعــ.نفها ودائماً كان ينصحه بأن لا يفعل ولكن يبقى سوء تربية أبويهما لهما هو المسيطر على أطباع شقيقه ... يعلم أنهما لم يجدا حياة هادئة هنا لذلك قرر ناصف ترك عائلته وممتلكاتها والسفر خارجاً إلى فرنسا كي يعيش بعيداً عن التوتر النفسي الذى عانا منه في صغرهما .
في الأعلى كانت ريتان تجلس مع الصغار تقرأ لهما قصة كرتونية ويستمعان إليها بإنتباه .
فتح الباب وولجت سناء وخلفها ناصف ولكنها توقفت تردف بأسف عندما لاحظت تصنم ريتان _
ريتان انا أسفة أنا نسيت إنك هنا ..
وقفت ريتان بخجل من وسط الصغيرين البالغيْن من العمر ٤ سنوات وأردفت قائلة بتروى _
لاء أبداً مافيش حاجه أنا كنت بقرأ قصص كرتون لسليم وتقى ... أتفضلوا وأنا همشي لأنى إتأخرت أكيد ماما بتستنانى .
تعلقا فيها الصغار وأردفت تقى بطفولة _
لا متمشيش كمللنا القصة بليييز .
نظرت سناء لتوأمها وكذلك ناصف الذى يتابع بتمعن ثم أردفت _
سيبي مس ريتان تروّح دلوقتى يا تقى لأنها اتأخرت وتعالى سلمى على عمو ناصف ... يالا يا سليم .
خطى ناصف إليهما ودنى يقــ.بلهما واندمجا معه التوأم بينما تقدمت سناء من ريتان وأردفت _
شكراً يا ريتا ... وأسفة أخرتك ... عمو حمدى راح يوصل بابا وطنط حياة تحت ... أنا هقول لحمزة يوصلكم .
نبض قلبها بعــ.نف فرحاً من ما سمعته ولكنها أردفت بهدوء ظاهرى وعيــ.ون لامعة _
مافيش أي شكر ... عن إذنكوا .
غادرت واستأذنت سناء من ناصف ونزلت معها بينما هو تابعها بعــ.ينه إلى أن رحلت ثم جلس يتحدث مع توأم شقيقه .
نزلتا للأسفل ووقفت جميلة تستعد للمغادرة بعد أن ودعت سناء التى خرجت معهما إلى الحديقة تنادى على حمزة الذى كان يقف مع مراد وفريد شقيقيه وأردفت _
حمزة ! ... ممكن لو سمحت توصل طنط حياة وريتان ؟
لا يعلم ما تلك الفرحة التى أصابته بينما ضحك فريد بخبث ساخراً من أفعال شقيقته
أتطلب من أخيها أن يوصل أسرة سائقهم ؟
أما حمزة فتفكيره الآن مختلف يشعر بالراحة تتــ.وغله لا يعلم سببها لذلك أردف بهدوء _
تمام اتفضلوا .
شكرتها حياة واتجهتا إلى سيارة حمزة الذى إلتفت ينظر لفريد مردفاً:
- فريد ابقى وصل ماما وشيرين على الفيلا .
أما مراد فقد حُرم من القيادة بسبب سرعته الزائدة لذلك سحب والده سيارته منه .
صعدتا السيارة واستقل هو مكانه وقاد بهما إلى منزلهما .
في الطريق تحدثت حياة مردفة بحنو:
-متشكرين يا إبنى تعبناك معانا ... أنا قولت لسناء هانم مالوش لزوم كنا وقفنا أي تاكسي .
تحمحم حمزة ونظر في المرآة الأمامية فالتقت عيــ.ناه بعــ.ين ريتان التى تسارعت نبضاتها كأنها تركض أميال دون توقف ولفت نظرها سريعاً عنه بينما هو أردف متلعثماً _
لا أبداً يا خالة حياة حضرتك زى والدتى ... وبعدين الوقت اتأخر وصعب تلاقي مواصلة دلوقتى
إبتسمت حياة لكلامه وأسلوبه قائلة _
تسلم يابنى ربنا يعزك .
بينما ريتان كانت تبنى قصورها الهاوية بعد كل كلمة يقولها معتقدة أنها تقترب رويداً رويداً من تحقيق حلمها .
قاد بصمت ثم أردف بترقب بعد أن حسه عقله على طرح سؤال قائلاً _
إيه يا ريتان ... جاهزة للإمتحانات ؟ ... أنا مراهن فريد عليكي .
قالها بنبرة مازحة ولكن بداخله كان يود سماع صوتها الذى لم يسمعه قط .
تسارعت نبضاتها مجدداً بعد أن هدأت لتوها ...
أردفت بحماس ونبرة ناعمة وواثقة _
أطمن أكيد زى كل مرة إن شاء الله .
سحب شهيقاً قوياً وأومأ يردف بثقة لا يعلم من أين حصل عليها:
- أنا متأكد من ده .
أكمل قيادته إلى أن أوصلهما أمام منزلهما وانتظر حتى أن صعدتا وغادر بعدها متعجباً من تلك الحالة التى أصابته بعد أن تشبع قليلاً من رؤيتها ولكن ما زال ينكر ويؤكد لنفسه أن حالته تلك ليس حباً أنما اعجاباً بشخصيتها الغريبة وشموخها الظاهر للجميع .
❈-❈-❈
بعد يومين في فيلا شوقي أبو المجد .
تنزل مها من أعلى الدرج ترتدى خفاً ذو كعب عالياً وتخطى بغرور متجهة إلى والديها حيث وقف شوقي يستقبلها مردفاً بفخر :
-صباح الورد يا قلب بابي ... تعالى يا حبيبتى علشان تفتطرى .
إتجهت تقبل وجنته وأبتسمت له تردف بتعالى:
-بتضحك عليا يا بابي ؟ ... فين الحفلة اللى وعدتنى بيها أول ما أنزل ؟
كاد أن يجيبها ولكن تحدثت سعاد بغرور:
-بابي أجلها يا مها علشان حالة الوفاة اللى حصلت عند سالم الجواد ... بس أنا شايفة إن مالوش لزوم أبداً ... أنا مش شايفة أصلاً حد زعلان على موت منصور ... محدش كان بيطيقه أصلاً .
جلست مها على مقعدها تتناول التوست ثم أردفت بجمود:
-بس فلوسه كانت مغطية على أي عيوب فيه ... وأكيد سناء من بعده هتعيش في مستوى أجتماعى ممتاز ... يعنى المفروض تدعيله .
أردف شوقي وهو يرتشف قهوته:
-فعلاً معاكى حق يا مها ... والأكيد إن ناصف هيستلم الشركة بعده ... بس محدش عارف بقى الصفقات المشبوهة اللى كانت بتم نظامها إيه بعد موته .
تعجبت مها وتسائلت:
-معقوول ؟ ... هو كان ليه في كدة يا بابي ؟ .
ضحك شوقي ساخراً وأردف ببرود:
-ده هو اللى اخترع كدة ... منصور شغله مع ناس خطر وأكيد لو ليهم عنده بضاعة مش هيسكتوا ..
أردفت بترقب:
-أيوة يا بابي بس ناصف مالوش في الشغل ده ... مش هيوافق
اردف شوقي بلا مبالاه
- مش عارف ... بس هو عارف كويس الناس دي تقدر تعمل إيه ... لو فعلاً فيه صفقات لسة متمتش يبقى مافيش مفر غير إنه يقبل يكمل اللى منصور بدأهُ ... بس ياريت يبقى ذكى زي أخوه وميكشفش نفسه .
أومأت تتناول طعامها بشرود بينما إسترسل شوقي بترقب:
-المهم دلوقتى سيبك من كل الكلام ده وركزى مع حمزة الجواد ... أنا عايز حمزة أبن سالم يكون هو جــ.وز بنتى الوحيدة علشان أبقى مطمن عليها .
تعجبت من حديث والدها وأردفت:
-يا سلام ؟ ... اشمعنا يعنى يا بابي ؟ ... فيه إيه مميز يعنى حمزة ده ... أفرض إنى مش هحبه ولا هطيقه ؟
أردفت سعاد بتعالى ساخرة _
فلوسه هتغطى على عيوبه ... مش ده كلامك يا مها ؟ ... وبعدين حمزة شاب من النوع الهادى والملتزم ... بس هو بردو إبن سالم الجواد ... يعنى أكيد وارث منه أطباع ... وأظن مش هيلاقي لا أجمل ولا أحسن منك يرتبط بيها .
نظرت لهما باستنكار وأردفت ساخرة _
ده عريس لقطة بقى ... طيب خليني أشوفه وأقيمه بنفسي .
نظر شوقي إليها يردف بثقة :
- هتشوفيه يا ماهى ... هتشوفيه وهتحبيه جداً ... أصله كاريزما وشكله جذاب ومن النوع المفضل عندك .
ضحكت على حديث والدها تردف بتعالى:
- سيبك من إبن سالم يا بابي وقولي أخبار الأسهم إيه ؟... أنا متحمسة أبدأ المشاريع اللى بخططلها من فترة ..
أومأ شوقى يردف بتروى:
- قريب يا حبيبة بابي ... بس حاليا ركزى مع حمزة ... وأسمعى هقولك إيه .
صب نظره عليها وتطلعت هى عليه بتركيز فتابع:
-إنتِ بنتى الوحيدة يا مها ... صحيح أنا بحبك جداً وبعملك كل اللى إنتِ عايزاه أنا ومامتك بس لازم بردو أدور على مصلحتك ومستقبلك ... وحاولى تتنازلى شوية عن أفكار الغرب اللى أثرت عليكي دي ... حمزة راجل مصري صعيدي ... فهمانى ؟ .
نظرت له سعاد بحدة وأردفت:
- إيه الكلام ده يا شوقي ... إنت عايزها تتخلى عن كيانها وأحلامها علشان خاطر إبن صاحبك ؟.. لاء طبعاً مها لازم تثبت نفسها وتتباهى بإنها مها أبو الدهب .
نظر شوقي لسعاد بحنق وأردف:
- هدى اللعب يا سوسو شوية ... البنت محتاجة نصيحة تمشي عليها مش كدة ... أنا مش بقول تتنازل عن أحلامها ... أنا بقول إن فيه أولويات في حياتها .
ردت مها وأردفت بتعالى:
- وأنا أولوياتى هو إسمى يا بابي ... إسمى ومكانتى هما اللى هيخلوا الكل يعملى ألف حساب .
طالعتها سعاد بفخر بينما نظر لها شوقي بالقليل من القلق
❈-❈-❈
في شركة السوهاجى
يجلس ناصف خلف مكتب شقيقه وأمامه المحامى الخاص به يتحدث بترقب قائلاً _
مينفعش حضرتك تسافر وتسيب كل ده ؟ ... حضرتك لازم تنفذ وصية منصور بيه وتتولى منصبه ... سفرك حالياً يعنى إنهيار الشركة اللى هو ووالدك عاشوا عمرهم يبنوها .
أردف ناصف بحدة _
أنا مش هعرف أمشّى الشغل زى منصور ولا عايز أفضل هنا ... إنت ليه مش قادر تفهم ؟ ... شوف حد يتعين ويدير الشركة مكانى ... أنا أسست حياتى برا وصعب اكمل هنا .
أردف المحامى بهدوء محاولاً إقناعه _
يا ناصف بيه أخوك الله يرحمه ليه أعداء كتير وأولاده محتاجين لك ده غير إن مش معقول هتسيب أسهم بالملايين في إيدين ناس غريبة ..
زفر ناصف بضيق وصمت لدقائق يفكر ثم أردف بتساؤل وقلق _
والشغل اياه ؟ ... إيه أخباره ... أنا مش عايز رجلي تيجي مع الجماعة دول خالص .
أومأ المحامى يردف بإطمئنان كاذب _
إطمن يا ناصف بيه ... من حسن الحظ إن منصور بيه مخلص معاهم قبل وفاته .
تنهد بإرتياح ثم أشار للمحامى قائلاً _
اطلع إنت وانا هفكر وابلغك قرارى الاخير .
غادر المحامى وترك ناصف يفكر في ما سيفعله وكيف سيتحمل المكوث مجدداً في مِصر ... عليه إن يهدأ ويفكر بتأنى ... الأمر ليس هين والبقاء هنا ليس سهلاً أبداً ولكن ليفكر قليلاً في شركة عائلته وتوأم شقيقه
❈-❈-❈
بعد أسبوع في فيلا سالم يجلس على مائدة الإفطار يتناول فطوره مع أُسرته ثم أردف بترقب وجمود :
-الكل يعمل حسابه إننا النهاردة هنعمل زيارة لشوقي علشان رجوع بنته مها من فرنسا ... كانت المفروض الزيارة دى تتم من أسبوع فات بس أجلتها بسبب وفاة منصور ... أجهزوا كلكوا على الساعة ٧ هنمشي .
تحمحم حمزة ونظر لوالده يردف بإحترام:
-بعد أذنك يا بابا إعفيني أنا من الزيارة دي ... أنا عندى شغل كتير جداً النهاردة في الشركة ... ويمكن أسهر لوقت متأخر .
وقف سالم على حاله يطالعه بجمود ويردف بنبرة صارمة دالة على عدم قبوله أي عذر:
-وأنا المدير العام وبقولك الشغل يتأجل ... ولازم إنت بالذات تكون موجود ... فاهم ؟
نظر حمزة للجميع بصمت وحزن داخلى على معاملة والده القاسية والتقليل من شأنه دائماً إن حاول أخذ قرار ...
وقف حمزة ولأول مرة يعترض قائلاً:
-يا بابا لو سمحت متضغطش عليا ... أنا مش حابب الزيارة دى ... ولو جيت مش هكون مرتاح .
طالعه سالم بعمق وقد فهم أنه بدأ يفيض فتنهد وأردف بمكر ودهاء:
-أسمعنى يا حمزة ... علشان تبقى راجل أعمال ناجح لازم تعرف تساير أمورك كويس ... شوقي ابو الدهب ليه أسمه وأنا مخلتهوش شريك ليا بالساهل ... وأنا كل ما أملك ليك ولأخواتك من بعدى ... فلو مش هتقدر تحافظ على اللى بنيته وتكبره بذكائك يبقى الأفضل تتنحى على جنب وأخواتك يقوموا بدورك .
أسرعت والدته تردف بقلق وهى تطالع إبنها بترجى من فهمها مغزى حديث زوجها:
-أسمع كلام باباك يا حمزة هو عايز مصلحتك ... وبعدين يا حبيبي دى زيارة بسيطة وتعارف مش أكتر ... لو ليا خاطرعندك ؟
زفر يشعر بالإختناق وأردف:
- أفهم بس لزمته إيه وجودى يا ماما ؟ ... أعتذرولهم نيابة عنى ... حضورى مالوش أي داعي .
أردف سالم بمكر:
- فكر في مصلحة العيلة يا حمزة ... إنت ذكى وفاهم كويس إن وجودك مهم معانا ... إنت مش أنانى ... فكر في مصلحة الكل .
نظر لوالده بقوة وفهم عليه جيداً ... استسلم كعادته لحديثه وغلبته نظرة والدته فتنهد يردف بقبول:
-تمام ... تمام يا بابا اللى تشوفه ..
أتجه سالم ووضع كفه على كتفه يطالعه بعيون حادة مردفاً بمغزى أمام أولاده جميعهم _
المستوى الإجتماعى اللى إنت عايش فيه هو اللى بيخلى الكل يعملك ألف حساب ... الضعيف والفقير محدش بيتعامل معاهم ... الناس بتحب تكسب رضا القوى دايماً لأن وراه مصالحهم ... أوعى تخلى عواطفك تغلبك ... وقتها صدقنى هتقع وكل اللى بنيته هينهار فوق راسك ... فكر كويس في كلامى يا حمزة وهتلاقي إن معايا حق .
ربت عدة مرات على كتفه وابتعد بعدها يتجه للخارج ووقف مراد يتبعه بصمت وحزن على حالة شقيقه المشتت بينما وقفت والدته تتجه اليه مردفة بحنو _
متزعلش باباك يا حمزة ... أنت عارف انه بيحبك جداً وعايز مصلحتك يا حبيبي ... ولا أنت بتفكر في حاجة تانية ؟
شرد قليلاً يفكر في هذه الحياة الصارمة التى لا يستطيع أن يختار فيها ما يريده كوناً لأنه الإبن الأكبر المطيع .
عادت صفية تسأله بقلق وحنو:
- حمزة ؟ ... طمنى يا حبيبى ؟
دنى يقــ.بل كفها بحنو ثم اعتدل وأردف بهدوء _
متقلقيش يا ماما أنا كويس ... عن اذنك .
التفت يغادر وأستعد فريد للذهاب إلى الجامعة حيث بدأت الامتحانات .
خرج حمزة وجد حمدى بدأ ينطلق بسيارة والده خارج حدود القصر فأتت أبنته على مخيلته واندمجت صورتها مع حديث والده عن العواطف والطبقات الإجتماعية فتنهد واستقل سيارته وغادر إلى وجهته بعقلٍ شارد .
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة آية العربي من رواية للقلب أخطاء لا تغتفر، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية و حكاية