-->

قراءة رواية جديدة روضتني لأسماء المصري - الفصل 21 - 1

قراءة رواية روضتني كاملة (الجزء الثالث من رواية أحببت طريدتي)
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية روضتني رواية جديدة قيد النشر

من قصص وروايات 

الكاتبة أسماء المصري



رواية روضتني 

الفصل الواحد والعشرون

الجزء الاول

❈-❈-❈


 الأسود عندما تأتي للشرب، تفسح لها الغزلان الطريق لكنها لا تفر؛ إذ أن للإفتراس وقتاً ونذراً، وللحياة العادية وقت ونذر، ويبدو أن الغدر هو شيمة بشرية محضة.

محمد المخزنجي.

❈-❈-❈

سـ حبت شعرها الذي تناثر خلفها بفعل الهواء وهي تنظر أمامها تبتلع ريقها بحزن بعد أن استلمت نتيجة التحليل اﻷولي، والذي أكد حديث اﻷطباء باستحالة استكمال هذا الحمل؛ فبكت رغما عنها واقتربت منها اخت زو جها تربت على ظهر ها تواسيها وتؤازرها هامـ سة:

-وحدي الله يا ياسمين، احنا كنا عارفين من اﻷول إن ده هيحصل.


سـ حبت انفا سها الباكية بداخلها فهي لم ترض أن تصدق اي من تفسيرات الطب والعلم، وحركت رأسها نافية معترضة بشكل أوحى لتلك المرافقة لها أنها لن تمرر اﻷمر بيسر وسهولة وهي تعقب عليها بإصرار غريب:

-الدكتور قايل 3 تحاليل في 3 ايام، وده لسه اول تحليل يعني.....


قاطعتها چنى بصوت غليظ لا تعرف كيف استطاعت أن تخرجه من جـ سد ها الصغير هذا:

-ياسمين، انا بجد زهقت من الطريقة دي، انتي عايزه ايه فهميني!؟


لم تجب وتحركت صوب السيارة؛ ففتح لها حارسها الباب وانتظر دخول أخت رب عمله من الجهة المعا كسة ولكنه استشعر أمراً؛ فسأل چنى بتردد:

-هو في حاجه يا هانم؟


أجابته محاولة اختلاق اي عذر:

-مفيش، قلقانين بس على فارس ومازن.


اومأ لها باحترام وبسمة مقتضطبة قائلا:

-ربنا يرجعهم بالسلامه.


جلست بجوارها وبدأت السيارة بالتحرك فسألتها بهدوء وهمس:

-هتعملي ايه يعني؟


نظرت لها تجيبها بخفوت:

-هكمل باقي التحاليل وربنا يسهل.


نظرت بساعتها وتسائلت:

-تفتكري يكونوا وصلوا الفندق؟


أومأت مؤكدة:

-أكيد وصلوا دول مسافرين من اكتر من 4 ساعات.


تعجبت ياسمين وقوست حاجبيها:

-أومال فارس لا أتصل ولا بعت رساله ليه؟


عقبت عليها اﻷخرى:

-ولا مازن، يمكن وصلوا على ميعاد اﻻجتماع على طول.


بالطبع هي لم تستمع لحديث فارس واعترافه أنهما ذاهبان لملاقاة رجال تلك المنظمة التي تهدد امنهم واموالهم؛ فلم تصحح لها اﻷمر خوفا عليها وأومات داعية:

-ربنا يستر ويحفظهم لنا يا رب.

❈-❈-❈


استقر بجناحه هو وأخوه الروحي الذي جلس معه بنفس الجناح ودخل لتوه ينظر لفارس المتكئ على الفراش بتعب وقال:

-كل حاجه تمام يا فارس، عمر والرجاله كلهم اتسكنوا في اوضهم وعاليا كمان....


رفع كفه أمامه ليسكته واعتدل بجلسته خا لعا عنه سترته والقاها بجواره وهتف بضيق:

-موضوع زين مخليني مش مركز في حاجه، البت دي ممكن تكون عرفت حاجه و...


قاطعه مازن مؤكدا:

-انت عارف زين اكتر مني وأظن انك سألته في الطياره إذا قالها احنا رايحين فين ولا بنعمل ايه وزين عاقل واهل للثقه يا فارس.


هدر بغضب:

وحد كان قالك اني شاكك فيه؟ أنا شاكك في قدرته على الحكم على اﻷمور، الحب بيعمي عين صاحبه وممكن يكون....


عاد مازن لمقاطعته رافضا:

-لأ يا فارس، زين قالك إنه قطع معاها من ساعة ما شك فيها.


زفر بأنفاس مختنقة وتسائل بحيرة جعلته يشعر بالضياع والتخبط:

-تفتكر وصلولها عن طريق شادي وقدروا يجدنوها ولاااا...


صمت وأكمل بعد تفكير:

-ولا اخوها عايز ينتقم ومخليها توصله اﻷخبار من غير ما تعرف حاجه عن الناس دي؟


رد مازن بحنق:

-شادي ده اغبى واجبن من إنه يعمل حاجه زي دي.


ضحك فارس بسخرية وهو يوضح:

-يزن وآسر مشتغلوش معاهم بمزاجهم وممكن يكونوا مهددينه هو كمان، وزي ما انت قولت انه جبان وهينفذ اي حاجه هتتطلب منه لمجرد انه ينقذ نفسه أو حتى ينتقم لكرامته من وجهة نظره.


وقف مازن ينظر له بحدة وغضب وقال مؤكدا:

-طيب يا فارس زي ما يكون، أنا حابب اعرفك إن اللي اسمه شادي ده لو وقع تحت ايديا مش هرحمه لأن أنا اللي ليا تار عنده مش انت.


تعجب من حديثه فأعقد حاجبيه وهو يستمع له يكمل:

-ومتقوليش عامل حساب ياسمين وانه قريبها والكلام الفارغ ده؛ لأن اللي ضحك عليها ونشر فديوهاتها وعمل عملته معاها دي مراتي وأنا مش هتساهل معاه مهما كان درجة القرابه اللي ممكن تخليك تفوت وتعدي عشانها.


وجد صمته الغريب فسأله بصوت مرتفع:

-أنت سامعني يا فارس؟


وقف فارس منتفضا بحدة وغضب وهدر به:

-انت بتعلي صوتك كده على مين؟ انت اتجننت ولا ايه؟


حاول أن يشرح سبب عصبيته قائلا:

-يا فارس انت كنت هتتجنن منه لما طلب ايد ياسمين بس، ما بالك بقى انا موقفي ايه.


صر فارس على أسنانه وقال بحدة:

-خلااااص، لما يبقى يظهر لنا طرف خيط يوصلنا له نبقى نشوف هنعمل ايه أنا وانت، بس مش عايزك تنسى نفسك وتنسى إن اللي بتتكلم عليها دي اختي قبل ما تكون مراتك، فاهم؟


قطع حديثهما طرقات على باب جناحهما؛ فدلف عمر ناظرا لهما بفضول من شكلهما المحتد فجلس أمامهما وتكلم بجدية:

-الاخبار وصلتني إن غسان الصباغ موجود عند اهل مراته في ضيعه قريبة من بيروت ورجالتنا وراه من وقت ما وصل لبنان هو وبنته، بس الحراسه اللي معاه عددها كبير اوي وبصراحه عدد الرجاله اللي معانا مش كافي ابدا.


رمقه فارس بنظرة حادة رافعاً حاجبه لأعلى والتفت يوليهما ظهره ناظرا من نافذة جناحه المطلة على شوارع بيروت، وظل شاردا ينظر للمارة وهو يتنفس بحدة فاقترب منه مازن رابتا على كتفه:

-فااارس، هنعمل ايه؟


رد بصوت غليظ وحاد:

-هنعمل اي حاجه وكل حاجه عشان خطتنا تنجح، مهما كلفتني.


التفت ناظرا لعمر وهتف:

-ابعت هات رجاله تاني من مصر، العدد اللي انت شايفه، ميهمكش لا تكاليف ولا اجراءات، أنا هتصرف في كل ده.


زم عمر شفتيه وأومأ له مضطرا وطأطأ راسه متحركا للخارج، فهو لن يناقشه بعد اﻵن بل سيفعل ما يطلبه منه بعد أن يأس من إقصاءه عن عناده وتركه للأمر يسير كما يريده القدر.


جلس وهو مطرقا رأسه يشعر بتهتك وألم يفتك به فشعر به نصفه اﻵخر فجلس بجواره وربتت على فخـ ـذه وهو يطمأنه:

-إن شاء الله كل حاجه تمشي زي ما أنت مخطط يا فارس، اطمن.


هل ما قاله هو ما يقبع بقلبه؟ بالطبع لا فهو يشعر بالتوتر والخوف وعدم الثقة في مخططه، ولكنه مضطرا على طمأنته حتى لا يشحن اﻷجواء أكثر من ذلك.


أخرج هاتفه وقال بمزاح عله يخفف عليه اﻷمر قليلاً:

-أما اتصل بچوچو احسن تطلعهم عليا لما أرجع.


تذكر انه لم يهاتف زوجته كعادته؛ فأنتبه له باهتمام وقال:

-كويس أنك فكرتني، أنا كمان هتصل بياسمين اطمنها زمانها قلقانه.


رن هاتفيهما بنفس الوقت وهما لا تزالان بالسيارة فنظرتا لبعضهما البعض وتسائلت ياسمين:

-ده مازن؟


أومأت لها اﻷخرى فعقبت:

-وفارس كمان بيتصل، حاولي متبينيش حاجه.


ردت ياسمين بصوت رقيق متصنعه الهدوء:

-حبيبي.



ابتسم على الفور فهو واقع تحت أسرها وهو يعلم ويوافق بكل رضاء ومحبة، أسير عشقها لدرجة لم يتخيلها بحياته أو باﻷحرى لم يكن يصدق بوجودها من اﻷساس؛ فأطلق تنهيدة حاره وهسهس:

-وحشتيني.


ابتسمت من عذب كلماته التي تخرجها دائماً من حالة الحزن للفرح والسعادة، ومن اﻷكتئاب الى التفاؤل، اغلقت عينها تستمع لصوته العاشق والمتغزل بها:

-سلطانه.


همهمت فقال:

-وحشني صوتك، ما تغنيلي.


نظرت أمامها للسائق وحارسها الجالس بجواره وقالت بهمس:

-أنا في العربيه مع الحراسه وچنى.


ابتسم وأكد بعدم لكتراث:

-وايه يعني، غنيلي بقولك.


حمحمت لتجلي صوتها وهي تمزح معه:

-بقالي كتير أوي مغنتش وحاسه صوتي صدا.


نفي برأسه وأكد بصوته:

-اجمل صوت ﻷجمل عيون وأرق سلطانه.


انتشت فرحاً من عشقه الذي لا تشبع منه أبداً؛ فبللت شفتيها بطرف لسانها وبدأت بالغناء:


بغير من عيني وأنا شايفك وده اللي وصلت ليه

لو أسمع اسمي بشفايفك بقولك كرريه

وعمري ما هقدر أوصفلك بحبك قد إيه

ارسمني في ليلك نجمة، ضيها يلمع في العين

اكتبني في عمرك كلمة يحكوها الناس بعدين

أنا نفسي أعيش فوق عمري يا حبيبي معاك عمرين


ابتسم وغنى معها:


لو تطلبي مني عينيا، لو تطلبي عمري كمان

هاديكي سنيني الجاية وهكون راضي وفرحان

أنتي اللي وجودك جنبي حسسني إن أنا إنسان


صدح صوتهما لمرافقيهما اللذان نظرا لهما مبتسمين واستمعا لهما يتشاركا معا بالغناء:


ده من أول دقيقة لحبك قلبي مال

عرفت بمية طريقة تغير حال بحال

بتوه بين الحقيقة يا عمري والخيال


همس مازن لزو جته ساخراً:

-اللي يشوفه من خمس دقايق قبل ما يتصل بيها ويشوفه دلوقتي هيقول عنده شزوفرينيا.


عقبت عليه بامتعاض:

-يا سلام لو ألاقي منك الحب ده كله يا مازن، هبقى أسعد انسانه في الوجود.


تعجب من حديثها فرفع حاجبه قائلا بضيق:

-هو أنتي شيفاني مقصر معاكي أوي كده؟


حاولت أن توضح وجهة نظرها:

-مش قصدي، بس أنت الرومانسية عندك غير عند فارس خالص و...


قاطعها مستكملاً حديثها:

-ورومانسية فارس بتعجبك أكتر مش كده؟ خلاص اتعلم منه عشان محسسكيش بالنقص والإحتياج ده كله.


جعدت جبينها وقالت بحزن:

-انت بقيت بتزعل من أقل حاجه، يا مازن إحنا حبنا لسه بيتبني ويكبر، وانت كمان بتتغير مع الوقت وأنا سعيده بجد معاك بس بتدلع عليك يا أخي.


اتسعت بسمته ورد فوراً:

-اتدلعي زي ما انتي عايزه يا روحي، وأنا عليا ابسطك وادلعك وبس.


أما العاشان فقد انتيها من غنائهما؛ فهتف يسألها باهتمام:

-عملتي إيه عند الدكتوره؟


توترت فوراً ولكنها حاولت أن تتماسك قائلة:

-طلبت مني تحاليل تانيه هعملها بكره إن شاء الله واعدي عليها لما تطلع.


رد باستحسان:

-طيب كويس، على خير إن شاء الله.


سألته بقلق:

-وأنت ناوي على ايه؟ عشان خاطري خد بالك كويس وبلاش تآمن للناس دي.


رد يطمأنها:

-متخافيش، ربنا هو الحافظ.

❈-❈-❈


استيقظ على صوت طرقات على الباب ففتح فورا ليجده عمر واقفا أمامه بملابس النوم وقال بتعجل:

-البس بسرعه وصحي مازن، غسان رايح ع المقابر دلوقتي هو وبنته.


سأله بلمعة عينه:

-والحراسه اللي طلبتها؟


أومأ له مؤكدا:

-على وصول متقلقش.


بالفعل تحرك سرب الحراسات التي ترافقه وبالإضافة لمن استدعاهم بعد أن شرح لهم الخطة كاملة وتوجه الجميع للمقابر لإنهاء تلك المعضلة التي تأبى أن تنتهي، وفي الطريق أمسك هاتفه وأرسل رسالة لزوجته طابعا احرفها بعناية فائقة وكأنه يكتب رسالة وداعه؛ فهو وإن كان قد وضع خطة محكمة كما ظن إلا أن القلق لم يتركه لا هو ولا رفيقيه اللذان يشعران بالخوف من المجهول، فهم لم يخف عنهم خطورة من يعمل بتلك المنظمة التي تعمل بكل ما هو مخالف وخارج عن القانون ناهيك عن خطورة "غسان الصباغ" ذلك الرجل الذي يلاحقه هو وعائلته، بل واﻷكثر من ذلك لديه بالفعل رهائن يحملون لقب عائلة الفهد.


وصلت السيارات وصفت بمقربة من مكان المقابر وتحرك الرجال للاختفاء عن اﻷعين ونزل فارس بمفرده متحركا صوبه الجالس أمام قبر زوجته وهو وبجواره ابنته.


استمع له يتكلم بأسى:

-كتير اشتقتلك حبيبتي، شوفي كيف صارت لاميته وقديشها كبرانه، لساتا عم تشك فيني أن انا السبب بموتك يا عمري، اذا كنتي معنا أكيد كنتي فهمتيها مين هو ابوها؟


سعل فارس وهو ينطق:

-مين هو ابوها؟ غسان الصباغ الراجل اللي ممكن يقتل 100 عامل عشان بس ينتقم لموت 3 رجاله من رجالته، والغريب ان اللي ماتوا دول ملهومش دخل باللي بينا.


التفت غسان واقفا بقوة وجمود ناظرا له ببسمة مقتضبة وقال بصوته اﻷجش:

-فارس الفهد، لبنان نورت بيك يا بك، مش بتقولوا كده بمصر لما حدا بيزورها؟


صر فارس على اسنانه وتكلم بضيق:

-تحب نتكلم لوحدنا ولا نكمل كلامنا قدام بنتك؟


ضحك غير مهتم وأكد:

-خد راحتك فارس بك، ولاااا فارس باشا متل ما بتفضل ينادوك.


انتبه رجال غسان الواقفين على مقربة منهم؛ فهرعوا جميعا رافعين أسلحتهم بوجه فارس اﻷمر الذي جعل رجال عمر يهرعوا بدورهم بالظهور ورفع اسلحتهم بوجوهم، فأصبح اﻷمر شائكاً؛ فغسان وابنته ومعهما فارس بالمنتصف وحولهم رجال غسان رافعين اسلحتهم الموجهة لفارس ويحيط بكل هؤلاء عمر ورجاله يوجهون اسلحتهم لغسان ورجاله.


التفت بعضاً من رجال غسان محاولين رفع اسلحتهم بوجوه رجال عمر إﻻ أن صوت مازن ومعه بعضا من الرجال أيضاً جعل تلك المعادلة غير متكافئة وهو يهتف:

-نزلوا سلاحكم انتو معندكمش فرصة لرفع السلاح أصلا.


هدر فارس أيضا:

-الرجاله اللي معايا عندها أوامر بالضرب في المليان وصدقني مش هيترددوا ابدا، فلمصحة بنتك نزل انت ورجالتك السلاح.


ابتسم غسان بشر ونظر لرجاله قائلا بسخرية:

-عم يأمروكم تنزلوا سلاحكم يا رچال، شو رأيكم؟


لم ينفذ رجال غسان طلب فارس فصرح اﻵخير:

-لو مش خايف على نفسك فخاف على بنتك احسن رصاصه طايشه تخرج وهي في النص.


عض على شفته السفلى وصاح محذراً:

-ما حدا... عم قول ما حدا بيقدر يرفع سلاحه ع غسان الصباغ وبده يفل منها يا زلمه.


أنزل سلاحه واقترب من فارس خطوتين؛ فتحفز عمر مشهرا سلاحه بوجه غسان ومقرب فوهته لرأسه قائلا بأمر:

-ولا خطوه زياده.


وقف غسان مبتسما ورافعا يديه عاليا وتكلم بصوت ضاحك:

-اوووف، روق يا أخي كتير معصب انت.


تضايق فارس من سخريته الزائدة عن الحد والتي لا تتناسب مع وضعه؛ فحاول أن يدخل بصلب الموضوع حتى ينتهي:

-أنا مش جاي هنا استعرض عليك قوتي، بس عايزك تعرف إن اللعب مع فارس الفهد مش بالسهوله اللي أنت فاكرها.


عاد لضحكته الساخرة وهو يعقب:

-معلوم، وأنا شوفت بعيني.


حاول فارس تمالك نفسه فأكمل حديثه:

-خلينا نتكلم بموضوعنا....


قاطعه هازءاً:

-أخ فارس، هلا الرچال بيفهمونا غلط، مضوعنا شو يا زلمه ما بعرف عنك بس أنا Straight ماني gay.


وصل حنقه للسماء فزفر أنفاسه بقوة من كثرة سخرية اﻵخر فهدر بحدة:

-بإشاره مني والضرب هيبدأ لو ده التمن اللي هدفعه عشان عيلتي تعيش بأمان فأنت أكيد عارف أني مستعد ادفعه So cut the bullshit وخلينا ندخل بالموضوع.


ضغط غسان على أسنانه بغل وقبض على أنامله بقوة وقال بصوت خشن:

-چاي لحد عندي برچال وسلاح، چاي لبلدي وعم تهددني بأرضي ومفكر انه رح تمرء هيك! اكيد عم تحلم.


أشار فارس بيده الحاملة للسلاح:

-بص حواليك يا غسان بيه وشوف الوضع، معادله بسيطه أوي تعرفك إن الكتره تغلب الشجاعه ده لو عندك شجاعه من اﻷساس، بس أنا مش جاي اهددك أنا جاي اتكلم معاك....


قاطعه هادرا:

-بتتچرأ علي برفع السلاح بوچود بنتي وعما تقول چاي لنحكي!


رفع حاجبه لأعلى صارخا بصوت خشن مخيف:

-من وين چبت هالجرأة؟ أنا بلحظة بدفنك أنت ورچالك بمطرحكم، وما حدا بده يسمح فيكم من چديد، فوق لحالك فارس وأعرف أنت مع مين عم تتعامل ومين واقف بتتحداه؟


بلحظة ظهر عدداً كبيراً من الرجال التابعين لغسان وحاوطوا الجميع باسلحة رشاشة ثقيلة، وسلط ضوء قناص بل قناصين مسلطين أشعة الليزر الخاصة بأسلحة القنص الخاصة بهم على صدر فارس ومن معه.


اقترب غسان منه حتى بات قريبا حد الإلتصاق وهسهس بفحيح مخيف:

-خلي رچالك تترك سلاحها إذا ما بدك ترجع معهن ع مصر بتوابيت.


لم يمهله الفرصة للرد؛ فتصرف مازن من رأسه وسحب الفتاة واضعا سلاحه مصوبا لرأسها وهتف بحدة:

-خلي رجالتك تنزل سلاحها يا غسان بيه حالا.


التفت ينظر له بغضب جحيمي صاراً على أسنانه وتنفس بسرعه وحدة وهو يقول بصوته الغاضب:

-غلطة كبيرة بتورط فيها حالك.


التفت يأمر فارس بفحيح:

-خبره يتركها والااا...


قاطعه مازن بإصرار:

-والا إيه؟ أنت معندكش حل تاني، خلى رجالتك تنزل سلاحها وتبعد من هنا احسن لك.


رفع سبابته بوجه فارس يحذره:

-أنت عم تلعب بالنار، خليه يتركها احسن ما بتهور و....


قاطعه فارس بغضب:

-أنت عايز ايه مني؟ فهمني عشان أعرف اتعامل معاك، قتلتلك رجالتك وحرقت مخزنك وانت قتلت قصاد 3 رجاله 100 عامل وحرقت قصاد المخزن مصنع كامل، يبقى خلاص خالصين و Let it go.


قوس فمه زاماً شفتيه أمامه هادراً:

-لا مو خالصين، وحتى الوقت اللي رفع فيها هادك سلاحه على بنتي كان ممكن يصير فيها تفاهم، بس خلاص it's too late.


تنفست بحده وهي تبكي ناظرة له بتوسل فهدأها قائلا:

-لا تخافي يا بابا، أنا هون معك.


التفت وهدر بفارس:

-خليه يتركها تروح، ولا مفكر حالك بتكون رچال وانت بتتحامى بظهر بنت ما إلها ذنب؟


صرخ مازن يتوعد:

-والعمال اللي ماتت كان ايه ذنبهم؟ وصور مراتي ومرات أخويا ومرات فارس اللي بتهددنا بيها؟ لو مخلتش رجالتك تنزل سلاحها صدقني انت اللي هتخسر.


رمق فارس بنظرة حاده وهو يخبره:

-عم قلك خليه يتركها وأنا وأنت بنتفاهم رچال مع بعض، لا تدخل النسوان بينا.


نظر له فارس هاتفاً:

-سيبها يا مازن.


رفض بشكل قاطع:

-لأ يا فارس.


صاح مردداً:

-بقولك سيبها يا مازن.


رفض مجددا ومؤكدا:

-لأ، أنت ازاي واثق في كلمته؟ مش هسيبها.


صاح به بحدة:

-بقولك سيبها فوراً.


رفض واحكم قبضته على عنـ ـقها وثبت سلاحه برأسها وهو يؤكد:

-قولت لأ.....


لم يكمل حديثه حتى دوت صوت طلقة عالية ومفاجئة شلت حركة وتفكير الجميع ناظرين أمامهم لذلك المشهد الدامي الذي جحظ اعينهم وجمد أطرافهم بل والتاع عقولهم من هوله ومفاجئته.


أكمل قراءة الفصل