رواية جديدة عشق الرعد لسماء أحمد - الفصل 7
قراءة رواية عشق الرعد كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية عشق الرعد
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سماء أحمد
الفصل السابع
فتحت چمان عيناها بصعوبة لتجد نفسها نائمة على الأرض في فستان زفا فها، ربما كان إغماء ولم يهتم ذاك الغبي البغيض، وقفت بصعوبة تلملم شتات نفسها ثم بحثت عن الحمام حتى وجدته، خلـ ـعت فستانها ووقفت أسفل المياة الباردة ورغم القشعريرة التي تسير بجسـ ـدها بفعل برودة المياة إلا أنه لم يكن جزء مما فعله بها، خرجت بعدما ارتدت البيجامه الموضوعة في الحمام ثم وقفت أمام السر ير
چمان : ربنا يخلص منك في صحتك مش أكتر من كده، بحق كسرة نفسي يوم فرحي يا ياسين وإهانتك ليا
ياسين وما زال يغمض عيناه : روحي اتخمدي على الكنبه او على الأرض ويا ريت مسمعش صوتك عشان مقومش أطيح فيكي
عادت خطوة للخلف ففتح عيناه قائلاً : دا أنتِ طلعتي جبانه بقى
چمان بوقاحة : الجبانة دي تبقى أمك
اتسعت عيناه بصدمة ثم اعتدل جالساً ليردف : أم مين يا بنت ال ••••
انطلقت جرياً تغلق الحـ ـمام عليها ثم قالت : أهو أنت لوحدك مش أهلي
طرق على الباب بقوة قائلاً : افتحي الباب ده بقولك بدل ما افتحه واكسره على دماغك
چمان بسخرية : أة ومالو اكسره عشان لما يجوا بكره يعرفوا حقيقتك، وهقول اللي عملته ليهم كلهم وهعملك فضيحة بجلاجل
ياسين بعدم بفهم : بأيه ؟ بعدين مين قالك أني مهتم إن حد عرف ولا لا
چمان بحدة : هتهتم لما مصر كلها تعرف وأجرك للمحاكم، مفكرني سهلة لا بقولك لحم المنصراوية مر اوي وأنا بعون الله هأكلك من تحت رجليك
ثم أكملت بخفوت : عاش يا عشق عاش
فهي استخدمت أسلوب عشق وطريقها في الحديث مع ياسين، الزهول سيطر على ياسين فهي تبدو من الخارج قطة وديعة لكنها من الداخل شرسه قويه لا تأبه
ياسين بجنون وهو يطرق على الباب : افتحي الباب ده يا بت
چمان باستفزاز : بته لما تبتك يا قليل الأدب، أنا تضربني أنا دا أنا هربيك من الأول يا ابن الجزمة
وجدته يدفع الباب بقوة فعادت للخلف بخوف دقيقة واحدة ووقع الباب منكسراً، انفجرت باكية بخوف وهي تعود للخلف ليسحب يـ ـدها ولم يتردد في صفعها لتشهق بقوة
ياسين بحدة : مين دي اللي جزمة يا بت ؟ ردي عليا
أحنت رأسها واجهشت بالبكاء ليدفعها أرضاً وسحب خصلاتها بعنف قائلاً : أنتِ مفكرة الأسلوب دا بيجيب معايا دا أنا أدفنك ومحدش يعرفلك لا طريق ولا صاحب فاهمه ؟ قومي معايا
أخرجها ثم دفعها لتقع على السر.ير وأكمل : نامي ومسمعش صوتك عشان متلاقيش من ده كتير
تمددت في زاوية السرير دون رد تحاوط جـ ـسدها بيـ ـديها ثم نامت بعد مواصلة بكاء، لم يرأف بحالها كذلك لم يهتم ونام هو الآخر
❈-❈-❈
في صباح يوم جديد
جلست سيلا على المكتب تؤدي عملها كالمعتاد، لم يخلو الجو من شرودها المستمر، انفجرت باكية دون سبب واضح في نفس الوقت كان يوسف يتحدث مع أحد الشباب العاملين معه، تجمع رفاق سيلا حولها منهم من يسألها والآخر يربط على كتفها
يوسف : في ايه ؟
تحدثت أحد الفتيات : سيلا بتعيط يا مستر
يوسف : أوكى ممكن تخرجوا بره، يلا خدي الباب في إيدك
خرج الجميع وتركوه مع سيلا، انحنى أمامها قائلاً : بتعيطي ليه يا سيليو ؟
سيلا : مفيش يا مستر
يوسف : مستر ايه بس قوليلي يا يويو
بدأت تضحك وهي تقول : يا ايه ؟
يوسف : أيوه يا شيخة خلي الشمس تطلع كده، هاا يا جنـ ـس حوا النكدي بتعيطي ليه ؟
سيلا : افتكرت حاجة وعيطت، فيها حاجة دي ؟
مسح آثار دموعها مؤكداً برأسه ثم قال : أكيد حلقة مسلسل امبارح صح ؟
سيلا : معنديش تلفزيون أساساً
يوسف : بس كده يجيلك تلفزيون من بكره ونتفرج على المسلسلات ونيجي نتناقش في الأحداث، اؤمريني يا جميل
سيلا : ميرسي بجد
يوسف باستنكار : ميرسي ! يا حلو يا مدلع أنت قوليلي بقى بتعيطي ليه ؟
سيلا بتهرب : مفيش
جلس على ركبـ ـتيه أمامها ثم قال : طب عيني في عينك كده، يا كدابة يا سيليو قولي في ايه ؟ يلا
سيلا بدموع : ماما تعبانة اوي وليها عملية بس بابا مش راضي يعملها ليها، بيقول معهوش فلوس يا يوسف شوفت هانت عليه العشرة أزاي
عادت تبكي فاعتدل جالساً على طرف الكرسي وحاوط كتفها قائلاً : متزعليش يا سيليو الله أعلم هو بيفكر في ايه او ظرفه ايه
سيلا ببكاء : ظرف ايه يا يوسف اللي يخليه يفضل الفلوس على أم عياله، دي عمرها ما بخلت عليه بحاجة، بعدين هي هتجيب منين مش كفاية أنا بشتغل عشان أصرف على كليتي
مسح دموعها يُقـ ـبل رأ سها عدة مرات ثم قال : دموعك دي متهونش عليا يا سيليو كفاية عايط، أنا هساعدك في عملية مامتك
سيلا بإبتسامة : شكراً يا يوسف كفايه كلامك
يوسف : بتكلم بجد والله مش مشكلتك فلوس أنا هعملها ليها
قاطعته قائلة : لا يا حبيبي متشنكرين عايز الوقتي تدفعلي وتمضيني بكره تجرجرني في المحاكم بعده تقولي تعالي شقتي واعتبري معلكيش حاجة، لا بقولك ايه انا فايقه اوي ومش نايمه على نفسي
يوسف بتفكير : تصدقي يا بت كلامك في أفكار حلوة، بصراحة أنتِ أساساً عجباني ايه رأيك ادفعهم وتسديدهم سنة لا خمسة بصي عمر كامل معايا
شهقت بخفة وهي تقف ثم ابتعدت خطوة قائلة : أنت هتهزر ياض
يوسف : دي فيها هزار يا سيليو بعدين شوفيني كدة طول بعرض قمر وأعجبك، قولي أة يلا
سيلا بغيظ : كتك أوه أة على ايه ؟ دا أنت مش مجنون أنت مخبول
كادت تذهب فوقف يسـ ـحب يـ ـدها لتصطدم بصـ ـدره ثم قال : على فكرة كنت بهزر أنا هعملها لمامتك وشرطي واحد بس
سيلا : يوسف بعيد عن الهزار أنا مش هقبل
يوسف : لا هتقبلي
سيلا بتنهيد : أنا هكلم خيلاني يجيبولي فلوس او هقول لأعمامي بس ...
يوسف بهدوء : مش هخليكي تتحوجي لحد يا سيلا، أنتِ هتمضي عقد يخليكي جنبي لحد ما تسددي الفلوس تحت عيني
سيلا : لا وضح أكتر
يوسف : هتفضلي تشتغلي في الشركة هنا وأنا كل شهر هخصم جزء من مرتبك لحد ما تسددي أنا بقولك أهو أنا ميضحكش عليا أبدا
سيلا بضحك : يا سلام
يوسف بتأكيد : أيووون وعلى فكرة أنا كنت منزل تزويد في المرتب حظك بقى هشيل الزيادة منك
سيلا بفرحة عارمة : أحلى چو في الدنيا
مـ ـسك ذقنها يثبت وجـ ـهها ثم قال دون شعور : سبحان من صورك في أحسن صورة
اتسعت فيروزيتيها قليلاً فتنهد ليهمس : مجتيش ليه قبل سنة
دفعته عنها وجلست على كرسيها تسند رأسها للمكتب تخفي وجـ ـهها، أجل هي هنا منذ عام وأكثر يعجبها لكن حبه لابنة عمه لم يجعله يرى سواها، حاولت لفت انتباهه كثيراً لكنه لم يكن يسمح لأي شيء فيه بهذا، هو الآن زو ج زينة وهي فتاة أقل من عادية في نظر عائلته، مهلاً يا سيلا أليس هذا ما تمنتيه قبل زو اجه والآن تتهربي، كم أنتِ غبية !
❈-❈-❈
تلقى رعد قضية جديدة وبدأ يدرس تفاصيلها بملامح هادئة وتمعن، تجاهل رنات هاتفه الكثيرة في سبيل عمله ليمر عليه ساعات دون شعور، أنتهى من العمل واتجه لمنزل أحمد حتى يعيد زو جته، في طريقه رن عليه أحد العمال في الشركة يخبره بقدوم رفيقه المقرب " آدم الكيلاني "
غير رعد وجهته واتجه للشركة يستقبل صديقه بملامح سعيدة، جلس أمام آدم الذي ابتسم قائلاً : سمعت إن رعد باشا عمل زينا ودخل عش الزوجيه
رعد : سيبك مني الوقتي وقولي عامل ايه مع حورية ؟
آدم بتنهيد : وحش يا رعد، تعبت منها ومني، حاسس إني بنتقم ليها مش ليا
ضحك رعد بخفة ثم قال : بالتوفيق ليك ولياسين، فخر العرب حقيقي بشغل الانتقام ده
آدم بتجاهل : قولي أنت عامل ايه مع العر وسة ؟ وايه السبب اللي خلى رعد الشافعي يفكر ويتجـ ـوز، سبب دانيء ذي بتاعنا ولا ...
رعد بهدوء : الرسول عليه الصلاة والسلام قال " واستوصوا بالنساء خيرًا، فإنهن خلقن من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء خيرًا " شوفت أحنا المفروض نوصل لأي مرحلة وأنتم في أي مرحلة، أنا متجـ ـوز بنت ناس يا آدم
آدم بسخرية : يعني أحنا متجـ ـوزين ولاد حراميه
رعد بهدوء : أقصد أني مش جايبها من الشارع بالعكس، بعدين دي بنت حوا وما ليها مننا غير الإكرام وأنا مقدر ده كمان أنا بخاف ربنا وهو قال " وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ " مقالش نقل منهم ولا نتجـ ـوزهم لأغراض دنيئة، ربنا يهدك يا آدم
بعيدًا عن القلب والحب يجب أن تضع يا بني آدم كلمات الله ورسوله في الحسبان، توقف عن أنانيتك للحظات واستخدم عقلك ثم انظر وتخيل بنت حوا ابنتك أو أختك
ذهب رعد على وعد مع صديقه باللقاء القريب، وصل لمنزل أحمد يدق الجرس ففتحت له قائلة : نعم ؟
رعد : دي مقابلة
اقتربت تُقـ ـبل وجنته ثم ضـ ـمته ليردف : باباكي فين ؟
عشق : في المطبخ بيعمل الغدا
رعد وهو يرتب خصـ ـلاتها : ايه هي الأميرة عشق أم شعر منكوش مبتعرفش تطبخ
عشق بتوتر : أنا ؟ لا دا أنا عليا أكل محصلش، على فكرة أنا طباخة شاطرة جداً
عـ ـض وجـ ـنتها بخفة ثم قال : هندوق لما نروح بيتنا
علم أنها لا تعرف شيء عن المطبخ من توترها وخوفها الذي ظهر على ملامحها لذلك أراد التسلية قليلاً معها، دخلت مع رعد متجهة للمطبخ فوجد أحمد يضع الطعام على الطاولة البسيطة في المطبخ
أحمد : حمدلله على السلامة يا رعد يلا اقعد كُل معانا
فكر رعد قليلاً ثم جلس مع عشق وأباها يتناول الطعام معهما، تلذذت عشق بالطعام كثيراً : يا ربي يا بابا من زمان مدوقتش أكل بالجمال ده، يوووه أنت وحشتني اوي يا بابا
فرت دموعها وهي تقف وتضـ ـمه مقـ ـبلة وجـ ـنته عدة مرات فابتسم رعد ليردف أحمد : عمرها ما هتحبك أكتر مني بقولك اهو
رعد بضحك : تقصد عمرها ما هتحبني بطريقتك
عشق بتساؤل : هو في طريقة تانية للحب ؟
أحمد : يقصدي ذي حبي لمامتك يا عشق
عقدت حاجبيها بانزعاج ثم عادت تجلس قائلة بعبوس : بس أنا مش عايزة أحب حد بالطريقة دي ولا حد كمان يحبني كده
رعد : نور مامتها منفصلين صح ؟
أحمد : لا او نص منفصلين يعني حصل مشكلة وكنت الغلطان
قاطعته عشق قائلة بحدة : أنت مبتغلطش هي اللي مغرورة ومتستحقش
أكمل أحمد لرعد : غلطت في حقها ولأنها نور ومعاها حق مغفرتش ليا وخيرت عشق وعمار بينها وبيني، عشق اختارتني وعمار اختارها خمس سنين على الحال ده
رعد : محاولتش ترجعها
أحمد : لحد فترة قريبة كنت بسافر أدور عليها في كل مكان في مصر، قابلتها في فرح عشق وكان في فتور غريب تقريباً الحب كأنه راح مكلمتهاش حتى يا رعد في الأول بعدين ...
صمت فاردفت عشق : لو راح عشان خاطر عشق أتجوز لو بتحبني، أنا يا بابا نفسي اطمن عليك
أحمد بهدوء : مش عايز يا عشق احترمي رأيي وقراري
عشق بغضب وهي تتجه للخارج : أنت مش بتحبني أنا بفضلك على الدنيا وأنت بتحبها أكتر من الدنيا
نظر رعد خلف عشق ثم قال : ادي نفسك فرصة أنت لسه صغير
أحمد : الموضوع مش سهل يا رعد ذي الكلام، نور جوه وهظلم التانية غصب
رعد بهدوء : معتقدش بس حاول مرة كم شهر مثلاً أنت مش خسران ولو لقيت نفسك مش قادر وهي مش قابله، ولا وأني مش بحب الكلمة دي بس طلقها
تنهد أحمد وهو يتذكر وعده لنور الذي خلف مرة وربما في طريقه للثانية، اكتفى بهز رأسه بينما وقف رعد واتجه حيث عشق يصالحها
رعد : ايه البوز ده ! يا قموصه
عشق بدموع : رعد هطلب منك طلب
رعد وهو يحاوط وجنتيها : أنتِ تؤمري أمر
عشق : متحبنيش يا رعد أنا واحدة معقدة وحياتي مذبذبة وعمري ما هحبك ولا هحب غيرك، أنا واخداك فترة حلوة بس صدقني مفيش في حياتي فرصة للحب، رعد عشان خاطر ربنا بلاش تحبني لأن في اللحظة اللي هعرف فيها ده أنا هبعد ومش هتاخد مني غير الكسرة
مرر يـ ـده على شعرها ثم اكتفى بهز رأسه ليردف : يلا ندخل
مسحت دموعها وعادت متجهة للغرفة بدلت ملا بسها وخرجت خارج المنزل نهائي، فقال رعد : متزعلش منها وفكر في كلامي
أحمد : مش زعلان هي كده بقمصه وحاضر هفكر
كاد رعد يذهب فتحدث أحمد : رعد
رعد : نعم
أحمد بإبتسامة : أنت كمان أدي نفسك فرصة، عشق حبيتك وأنت عينك فضحاك، البيوت تستاهل عشان تتكون
ابتسم رعد بخفة ثم ذهب فعاد أحمد يجلس ثم نظر أمامه يفكر في نوره وحياته كلها، تنهد أحمد بتعب وعاد للخلف قليلاً يغمض عيناه ويفكر
❈-❈-❈
خرجت عشق من الحـ ـمام فوجدت رعد يجلس يؤدي فرضه وربما ازاد عنه كثيراً، ظلت تنظر له لدقائق كثيرة تشعر أنه لا يشعر بوجودها، هل حقاً هناك شخص يصلي بهذا الخشوع، شخص خارجه يعطي أنه عملي كثيراً لا يهتم بالدين ولا الدنيا فقط العمل لكن داخله يعطي دينه حقه وصحته حقها كذلك مَن في حياته ثم يختم بعمله
رعد بمرح : الأميرة عشق سرحانه في ايه ؟
عشق بعدائية : مفيش بعدين لو حتى حرام يعني
رعد بنفي : لا مش حرام بس أهدي
عشق بحدة وغضب : هو ايه اللي أهدي ؟ شايفني مجنونة ولا بشد في شعري
رعد وهو يقف : أنتِ عايزة تتشاكلي يا عشق، استهدي بالله كده وتعالي صلي المغرب ربنا يهديكي
عشق بغضب : مش عايزة أصلي أنا أساساً مكنتش بصلي ولا بضيع وقتي في الصلاة، قولتلك يا رعد متحبنيش افهم بقى وبطل تشكلني على مزاجك وبالطريقة اللي تليق بيك، أنا عمري ما كنت ولا هكون مثالية أنا كدة وهفضل كدة ومش أنت الشخص اللي عايزاه شريكي
مرر يـ ـده على ظهـ ـرها ثم قال : أهدي عشان متتعبيش، في بخاخة تحت مخدتي
عشق بصراخ جنوني : متعاملنيش ببرود كأني طفلة او واحدة مريضة خايف عليها، كلمني ذي ما بكلمك ومتحطش إيـ ـدك عليا وأنا متعصبة
رعد بهدوء : عايزاني أقول ايه ؟ أقولك إني مش هكون مكانك في القبر واللي بعمله وبقوله لمصلحتك مش مصلحتي
عشق بسخرية : يا سلام طيب محاولتش ترجع صاحبك ليه عن اللي هو فيه، الفرح كان عبارة عن ياسين بعد عن السكة اللي مش تمام، جاي تحاول فيا عشان عايزني في حياتك
رعد : مين قالك كده ؟
اتسعت عيناها فأكمل : أنا من وفاة أهلي وأنا وحيد أة كنت عايز أعمل عيلة بس الأكيد هختار أم لولادي ومش هتكون واحدة متهورة لسـ ـانها بيتشغل قبل دماغها وبعيدة عن ربنا وشايفه الصلاة تضيع من وقتها الثمين، أنا هحسن اختيار شريكتي وهيبقى طباعها كويسة مش هضطر أشكل فيها ذي ما بتقولي
أشارت على نفسها وهي تقول بانكسار : يعني مش أنا ؟
رعد : لا مش أنتِ يا عشق
عشق بتعب : دا أفضل
اتجهت تجلس على طرف السر ير ثواني معدودة وأتت لها الأزمة، أحضر العبوة وبدأ يساعدها على الاستنشاق ثم جلس بجانبها يحـ ـضنها
رعد : متزعليش مني، مش قصدي أقلل منك
نظرت له ثم قالت : منا قولتلك نفس الكلام
رعد : أنتِ قابله تكوني مصدر أذى من كلمة لحد، أنا مقبلش
عشق بضيق : تقصد ايه يعني ؟
رعد بإبتسامة : مقصدش أنا بس حبيت اوصلك فكرة إني بعرف أرد برضو بس براعي مشاعر اللي قدامي
عشق وهي تقف : أنت بتغلط اوي على فكرة
جذ بها له واعتلاها في ثواني، خرجت شهقة قوية منها فمرر إبهـ ـامه على شفـ ـتيها ثم اقترب، أغمضت عيناها بقوة في إنتظار اقترابه لكنه انحنى باتجاه أذنها واردف : لحد شوية كان مسموح ليا صح ؟ مش مشكلة متعوضه في العوض
فتحت عيناها ثم عقدت حاجـ ـبيها بانزعاج لتدفعه بخفة قائلة : طب ابعد بقى وخلي عوض تنفعك
اعتدل واقفاً وجذ بها لتقف ثم اردف : يلا نصلي
عشق بزفير : كل حاجة صلاة كده أنا مكنتش بركعها الوقتي بقى ...
رعد وهو يمسك يـ ـديها : يا بنتي العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة عارفة معناها ايه ؟
عشق : هو أنا لو أعرف كنت وقفتلك كده
رعد : معناها اللي مش بيصلي بقى خارج دائرة دينا
عشق بضيق : يعني ايه ؟ انا مسلمة على فكرة
رعد : عقابك أسوأ يا عشق عشان أنتِ متقطعة عن الصلاة، تعرفي عقابك ايه ؟
عادت خطوة للخلف ثم قالت : مش عايزة أعرف
رعد : يبقى تصلي
عشق وهي تضرب الأرض بقد مها : هصلي يا رب توب عليا منه بقى
لمعت عيناه بإبتسامة خفية ثم جلس يأخذ كتابه وبدأ يقرأ فيه، كل حين ينظر لها ثم ابتسم بخفة قائلاً في نفسه : سبحان من جعلك أميرة في الحجاب يا عشق.
❈-❈-❈
في صباح يوم جديد
سار أحمد في الشوارع يحاول التفكير بحكمة هذه المرة لكن ما زال قلبه يميل إلى نور فقط، تذكر كيف أنها أتت ذات مرة معه القاهرة وجن جنانها عليه وهي تجري في كل مكان كالفراشة الحرة، جلس في أحد الحدائق يتأمل الورود
نور بضيق : أنت مش بتحبني يا أحمد
أحمد بانزعاج : ومالو خير يا ست نور ؟
نور بعبوس : أنا بحب الورد الأبيض وأنت مش بتزرعلي في الجنينة ولا في البلكونة، أنا مخصماك يا أحمد
أحمد : هرمونات، ماشي يا نور مش بحبك
نور بصدمة : بتتكلم بجد ؟ أحمد
أحمد وهو يضـ ـمها : بموت في ست نور هانم
وبدأ يوزع قبـ ـلاته على وجـ ـهها لتعلو ضحكاتها التي تطرب إليها أذنه، شعر بأحدهم يجلس بجانبه فالتفت ينظر لهذا فوجدها " نورهان " نفس السيدة التي التقى بها في فرح چمان؛ فهو لا ينسى الأشخاص بسهولة
نورهان : ضايقتك ؟ أنت فاكرني ؟
أحمد بتأكيد : أيوة مدام نورهان صح ؟
عينان نورهان تشع بالجمال والبرائة كذلك النضج وكل شيء هادىء وجميل عكس أعين نور التي تشع شراسه وطفولية وإنزعاج دائم، أكدت برأسها وهي ترسم أجمل إبتسامة يراها الشخص
نورهان : قولي بقى قاعد بتعمل ايه الصبح بدري كده، بتدخل في اللي مليش فيه ؟
نفى برأسه قائلاً : لا، كنت بفكر في موضوع واتمشيت شوية والجو هادي كده، وأنتِ ؟
نورهان بمرح : أنا رياضيه مش باين عليا ولا ايه ! أنت شغال ايه ؟
أحمد بضحك : عندي شركة نقل
نورهان : أنا بقى بشتغل في شركة جـ ـوزي الله يرحمه و ... أنت مسألتنيش صح ؟ بس أنا هقول
أغمضت عيناها بقوة تضع يـ ـدها على فـ ـمها فهي لم تكن هكذا ثرثارة من قبل، ماذا حدث لها ؟ ربما لأنها بالفعل معجبة بأحمد منذ أن رأته
أحمد : حلو جداً بشجع السيـ ـدات اللي كده ربنا يعينك وبالتوفيق
نورهان بإبتسامة : وأنت كمان
❈-❈-❈
فتحت چمان عيناها بصعوبة فهي حين تحزن تنام كثيراً، أربعة وعشرون ساعة نائمة دون شعور منها او إهتمام من هذا من يدعى زوجها، اتجهت للحـ ـمام تغسل وجـ ـهها وتتوضأ ثم خرجت تؤدي فرضها
چمان : معقول ماما مرنتش تطمن عليا
ياسين ببرود : رنت وقولتلها أنك مرهقة شوية ونايمة، أبقي رني عليها
تجاهلت الرد ثم أخذت هاتفها ترن عليها لتجيب والدتها قائلة بقلق : چمان فينك يا ضنايا كل ده مش حر ام ؟ طمنيني عليكي يا حبيبتي
چمان بتنهيد : كويسة يا ماما طمنيني عليكي أنتِ أخبارك ايه ؟ چي چي وبابا عاملين ايه ؟
ثناء : في أحسن حال الحمد لله ومحمد فرحان اوي أنه أخيراً اطمن عليكي عقبال أختك
چمان بدموع وهي تجلس : ربنا يسعدها ويجعل ليها نصيب في كل طيب، يا ماما ياسين جيه هكلمك بعدين، سلميلي على بابا كتير
ثناء : يوصل يا حبـ ـيبتي في رعاية الله
وضعت چمان الهاتف وانفجرت باكية تضع وجـ ـهها بين يـ ـديه، استمعت لضحكة ياسين الساخرة وخرج مغلقاً الباب بقوة خلفه
چمان : حسبي الله ونعم الوكيل في كل ظالم
❈-❈-❈
بعد مرور عدة أيام
وقف عشق مرغمة تستقل ضيوف رعد فهو بدلاً من الذهاب لمنزل ياسين جمع الكل في منزله، ابتسمت لارا لها بود ثم ضـ ـمتها لتبادلها عشق بإبتسامة بشوشة
لارا : ايه الجمال ده ؟
عشق بإبتسامة : عيونك الأجمل يا لوله اتفضلي
دخلت يارا تتأملها من أعلى لأسفل ولم تسلم عليها، تجاهلت عشق وهي تسلم على نورهان وهمس وچمان، جلست مع الجميع في الصالون كذلك رعد مع الشباب
عشق : مالك شكلك مش تمام ؟
چمان بدموع : هقولك بعدين
ومسحت أسفل عيناها لتضمها عشق مربطة على كتـ ـفها، نظرت يارا لها قائلة باستفزاز : بجد أنتم أزاي ولاد خالات دا ولا فيكم حاجة من بعض، الأصح عشق مفهاش واحد في الميه من جمال چمان
عشق : أصل مامت چمان ملونة إنما مامتي كان جمالها شرقي با.حت، بالظبط ذي ما لارا ذي القمر أكيد لأهلها وأنتِ عادية وأقل
يارا بحدة : أنا مش عادية
عشق باستفزاز : صح أنتِ أقل، عن اذنكم هشوف الغدا
وقفت واتجهت حيث غرفة السفرة تتأكد من تجهيز كل شيء ثم عادت تشير لرعد الذي وقف وطلب منهم الإقبال على الطعام، تجمع الكل على الطاولة يتناولوا الطعام في صمت، عادت الفتيات للصالون واتجه رعد مع الشباب لمكان آخر
لارا بهمس : متاخديش على كلام يارا هي بس خدت موقف ومش بسهولة ترجع
عشق بلامبالة : شالله ما رجعت مش حوار يعني، قوليلي هي طنط نورهان جو زها فين ؟
لارا : متوفي من سنين، تم اغتيالوا للأسف لأنه ليه في التجارة العالمية والأستاذ أدهم مسك بعده
عشق باستغراب : دا جو زك صح ؟
لارا بزفير : المفروض مع وقف التنفيذ، يعني أحنا يوم هنتـ ـطلق ويوم بنموت في بعض، بس أقولك أنا ليه وهو ليا دا الواقع
كادت عشق تتحدث لولا حديث يارا التي قالت : عشق ما تقوليلي أزاي قادرة تتعايشي مع أبيه رعد وهو بيحـ ـب واحـ ـدة تانية
عشق بانتباه : بيحـ ـب مين ؟
يارا بأسف مصطنع : ايه ده هو مقالش ليكي أنه كان بيحـ ـب واحـ ـده، يا حرام دور عليها كتير وكان هيرفض الجو از منك لولا حظه النحس عرف أنها هتتجوز ولقى أهلك طايرين بالجو ازة فمن كرمه وافق مش أكتر
عشق باستنكار : من كرمه ! طيب أنتِ محروقه ليه يا يارا ؟ هتفر حي يعني لو قومت الوقتي قولتله طلـ ـقني وتبقي خربتي بيتنا، لو دا هيفرحك عرفيني
أحنت يارا رأسها لتكمل عشق وهي تقف : عادي أنا الوقتي هدخل واسأله وهميل لخراب بيتي ووقتها يا يارا نارك هتبرد
خرجت عشق من الصالون واتجهت إلى المكتب تطرق عليه بغضب بينما فرت دموع يارا بخوف وحزن من نفسها، حركت لارا رأسها بأسف وانزعاج كذلك الجميع بدأ في تأنيبها
فتح رعد الباب قائلاً : في ايه ؟
عشق بحدة : هسبقك على الأوضه يا أستاذ رعد
رعد : اشمعنا
أغمضت عيـ ـناها بقوة ثم اتجهت للغرفة وهو خلفها ليردف بعدما أغلق الباب : في ايه ؟
عشق : بنت مين اللي بتحبها ممكن افهم، بنت مين يا رعد اللي جيت تتجـ ـوزني بعد ما عرفت بجوازها
رعد بتفكير : بنت مين ؟
عشق بصراخ : متستهبلش عليا ورد
رعد بحدة : أنتِ اتجننتي
عشق بجنون : أة اتجننت لما حضرتك تتفضل وتيجي تتجو.زني أنا شفقة ولأن السنيورة راحة تتجـ ـوز أبقى اتجننت
رعد بهدوء ظاهري : دا كان قبل ما اتـ ـجوزك شيلي من بالك
عشق : وافرض بقى رجعت أنا هبقى فين من حياتك عشان أشيل من دماغي
رعد : مش أنتِ قولتي محبكيش شاغله بالك ليه ؟
عشق بصراخ : لازم اشغل بالي أنا اللي مر.اتك الوقتي وأنت حقي أنا، أزاي تحبها وأنا ابقى الشفقه، ليه يا رعد ؟
رعد وهو يتجه للخارج : لا دا أنتِ مجنونة بقى، اطلعي اقعدي مع الضيوف
سـ ـحبت ذراعه لينظر لها ثم قالت له : بتحبها ؟ رد بقولك بتحبها ؟
رعد بتنهيد : ايوه
عشق : لو رجعت هتطـ ـلقني وهتروحلها
رعد : هي مش هترجع، متفكريش في الموضوع يا عشق
انفجرت باكية وهي تسند بر.أسها على صـ ـدره، ابتسم بخفة فهو تذكر جملة أحمد " غيرة عشق قاتـ ـلة "، بدأت تصدر صوت دلالة على دخولها في الأزمة فسندها واحضر البخاخ لها
همس رعد في أذنها : غيرتك مميته، حساكي شوية وهتخلصي عليا
عشق وهي تضـ ـربه : مش بغير على فكرة، هغير ليه ؟ بحبك مثلاً
رعد بخبث : مثلاً
تأففت بضجر وكادت تذهب لكنها عادت ترتفع وتحاوط عنـ ـقه بكلتا يـ ـديها ثم الصـ ـقت جبيـ ـنها بجبينه واردفت : نفسي ناخد موقف من بعض
رعد : غير مسموح مبحبش النكد وبس
عشق وهي تضيق عيناها : وبس ؟
ضحك ثم نظر لملامحها نظرة شاملة واقترب يُقـ ـبلها وهو يضـ ـمها له أكثر، ابتعد ثم داعب أنفها بأنفه قائلاً : ينفع تروحي بقى لضيوفك
عشق : ومينفعش ليه ! مع إني بصراحة مش عايزة اسيبك الوقتي
رعد بضحك : عشق
عشق بمرح : حتى وأنت بتضحك ذي القمر، كده كتير على صحتي يا رعودي
رعد بعدما عض خدها بخفة : امشي يلا يا بت وبطلي شقاوة
قبـ ـلت كلتا وجنتيه وخرجت من الغرفة تعود للصالون بملامح تنطق بالسعادة بعدما كانت تشتعل من الغضب، بدأت تتحدث مع همس ونورهان متجاهلة يارا تماماً
تنهدت چمان بحسرة على حالها فهذه عشق التي لم تكن في البداية تريد زو اجها وهنا چمان التي استعجلت على زفا فها، لو خيروا عشق لم تكن تختار الزو اج، خيروا چمان واختارت الزو اج من ياسين، وهذه النتيجة
تذكرت كيف أنه يهينها تلك الأيام التي مضت، وأول ما يلجأ له هو الضـ ـرب، الضـ ـرب من أقل شيء كأنها ليست إنسان يشعر ويحزن ويتم أذيته من الداخل، تذكرت ما حدث قبل قدومهم
أغلق ياسين أزرار قميـ ـصه وهو ينظر لها بالمرآة حين كانت تلف حجابها بعناية، اخفت جميع خصلاتها أسفله وكلما تمرد البعض لنعوميته تعود وتدخله، حركة بسيطة جعلته يبتسم داخلاً
ياسين ببرود ظاهري : وفري كلامك لنفسك يا ريت يعني عشان متفضحناش لأن طبعاً الكل من طبقة وأنتِ من طبقة
رمشت بأهدابها بتوتر ولم تجب ليردف : ردي
چمان بتنهيد : أقول ايه ؟
ياسين بزفير : أنتِ بجد مملة وتزهقي دولة كاملة، مش معقول ايه ده ! لولا اللي جايدا عملته عمري ما كنت أبصلك يعني لا مظهر ولا طبقة ولا شخصية
نظرت للأرض بحزن فهي تكره ضعفها وهدوئها هذا، تكره ألا تكون متمردة كعشق وچيلان، لكن هذا شيء خارج عن إرادتها وإن قامت بتقليد عشق يكون الضـ ـرب المبرح نصيبها، فرت دمعة يتيمة على وجنـ ـتها
چمان : هو دا هيخلص أمته ؟
ياسين بسخرية : لحقتي تزهقي دا أحنا متجـ ـوزين بقالنا أسبوعين
تعالت شهقاتها الباكية وهي تقول : دي إهانة يا ياسين، ازهق من ايه أنا تعبت، طب المجـ ـرم لما بيحصله كده بيبقى اسمه مجـ ـرم وعارف جريمته، أنا ايه نظامي ؟
مـ ـسك ذقنها ورفع وجـ ـهها له، بدأ بمسح دموعها بإبهامه ثم قال بنبرة حاول جعلها حادة : متعيطيش
اغلقت فـ ـمها تنوي كبت بكائها كذلك عيناها لكنها عادت تنفجر باكية، رفع وجهه لأعلى وشتم بصوت مرتفع جعلها تنتفض خوفاً من تلقي ضربه لكنه خيب تفكيرها وأخذها داخل أحـ ـضانه لأول مرة، شهقة مكبوتة خرجت منها وهي لا تصدق نفسها، للحظة شعرت أن هذا هو ياسين الذي وافقت على الزو اج منه ليس نفس الشخص الذي تزو جته
دخل الشباب بما فيهم رعد ليردف جاسر : سوري على مقاطعة الحديث المهم بس جايين نتطفل
عشق : چمان مش بيفكرك بحد
چمان بضحك : أوفس على فكرة نسخة، كل أما بشوف جاسر بفتكره
عشق : لسه مكلمني امبارح وبقوله يجي يومين هنا
چمان : يا ريت مشوفتهوش من زمان ومجاش فرحي الحيوان
لارا بخبث : مين دا ؟ حلو البتاع ده ؟
عشق وچمان : ذي القمر
حمحم أدهم بقوة وهو يجلس بجانبها فانفجرت ضاحكة وهي تضـ ـمه بينما وقفت عشق واتجهت تجلس بجانب رعد الذي ابتسم قائلاً : دا ليه يعني ؟ عناد صح ؟
عشق : أنا كيادة اوي وحساهم حاطيني في دماغهم فهعرفهم
أدهم : رعد كنت بعتلك تصريح تمشيه ليا عملت ايه ؟
رعد : بسام خلصه بكره إن شاء الله هبعتهولك
أدهم : طيب وبالنسبة لصفقة كندا ياسين قال أنك هترفضوها ...
نورهان بضيق : أدهم مش وقت شغل خالص أحنا قاعدين سوا شوية نبقى نقعدهم كويس
عشق : معاها حق
لارا بمرح : ما تقولولي ايه رأيكم في الجو از ؟ ولا هو خنقة وبس حسب تجربتي
أدهم باستنكار : نعم !
عشق بضحك : بتهزر أكيد صح يا لوله ؟
لارا بحدة : لا الجو از عن حـ ـب دا أول مشروع فاشل
عشق بتأكيد : أيوة الجو از صالونات دا أجمد حاجة تحصل
چمان بهدوء : مش اوي يعني
عشق بمرح : يبقى الجو از من رعد الشافعي أجمد حاجة مش الجو از صالونات
نورهان : طب والجو از من عشق
وضعت عشق يـ ـدها على فـ ـمه ثم قالت : لا والله متردش
انتبه الكل لها لتردف چمان : نكد وهرمونات وإزعاج وكلام دبش
عشق بغضب : چمان
لارا بمرح : كلمة الحق
بعدت يـ ـدها عن فـ ـم رعد الذي حاوط عنقها يقـ ـبل جبينها ثم قال : الجواز من عشق حياة ومغامرة
مالك بمرح : أيوة يعني وحش ولا حلو ؟
عشق بعبوس لذيذ : قولهم وحش عادي مش هزعل
تنهد رعد ثم اردف : أنت شايف ايه يا مالك، ياسين شايف ايه يا صاحبي ؟
أشار ياسين بيـ ـده بمعنى تمام ثم ابتسم بخفة، فرت دموع چمان سرعان ما مسحتها بينما ابتعدت عشق ووقفت قائلة : چيچو قومي كده أوريكي حاجة
وقفت چمان واتجهت مع عشق التي مسكت يـ ـدها، بدأت عشق تريها المنزل بمرح ثم استقرت في غرفتها مع رعد تجلس معها
عشق : مالك يا چيچو ؟
انفجرت باكية وهي تقص لها كل ما فعله ياسين معها، زفرت عشق بحدة وهي تقول : ابن الكـ ـلب والله لعرفه
كادت تذهب له لكن چمان مسكت ذر.اعها بخوف قائلة : عشق لا والنبي بلاش هيقلب عليا أنا
عشق : هو يقدر ابن ال....
چمان بحدة : عشق كفاية عيب بقى
عشق بغضب : بت متعصبنيش بدل ما اطيح في خلقتك الوقتي، هو مفكر ايه ؟
چمان بزفير باكية : يا عشق أنا مش أنتِ أنا بنت محمد، لو حصل ورجعت الوقتي محدش هيرحمني ولا هيرحمه
عشق : تمام أنا هتصرف، خليكي معاه يلا نطلع
خرجت عشق مع چمان التي نظرات ياسين لها كانت كالسهام، جمعت عشق شعرها جنبًا وهي تجلس بجانب رعد ثم اطلقت سهامها على ياسين
أدهم : المرة الجايه ليكم بقى
رعد : ربنا يسهل، هاا ناوي تفرحنا بيك وبلارا أمته ؟
اتسعت أعين لارا ثم رمقته بحدة طفيفة فهي لا تريد لأدهم أن يُعلق على حديث رعد ويطلب هذا منها أمام الكل
نورهان : عشق ايه رأيك تيجوا تتغدوا عندنا الجمعة ؟
عشق : رعد هيجي أنا لا
لارا باستغراب : ليه يا عشق ؟
عشق : جربت كرم الضيافه عندكم والصراحة مش حابه أجازف تاني، الغريب فعلاً إننا بنحب ناخد بالمظاهر بس إننا نبص لنفسنا في المرايا لا
رعد بحدة : عشق !
عشق ببرود : نعم يا رعد، متقلقش اللي على راسه بطحه هيعرف نفسه وللأسف مش هنتقابل في مكان تاني عشان اسمعه اللي عايزه اقوله
نظر ياسين لهم ثم وقف قائلاً : نستأذن أحنا
عشق بتحدي : استأذن يا ياسين وكويس إنك عرفت نفسك حلو اوي، كلامك مش هيبقى معايا بس هيبقى مع بابايا
نورهان بعدم فهم : في ايه ؟
رعد وهو يسـ ـحب يـ ـدها : عشق كفاية ممكن نهدى، ياسين لو سمحت تعالى معايا، يلا
أخذ عشق وياسين واتجه للمكتب بينما جلس الكل لتردف لارا : في ايه يا چمان ؟
چمان ببكاء خافت : مفيش
أغلق رعد باب المكتب بقوة ثم نظر لكلاهما ليردف بحدة : ال Show دا غلط، اللي بين شخصين يفضل بينا الفضيحة مش شيء حلو، الموضوع يخص مدام چمان صح ؟
عشق : يخص أختي ولو هو مفكر إننا على قد حالنا وغلابه فلا أحنا عندنا أب ينسفك نسف يا ياسين
ياسين : رعد أنا مش هرد عليها عشانك
عشق بسخرية : لا والنبي رد وليك عين كمان بمرضك ده مش معقول أنت مش طبيعي، تمام أختك مضطهداني والنهاردة كانت هتوصل بيا أطلب الطـ ـلاق من جو زي يلا أخطفك واجلدك عشان أنت أخوها، أوووف أنت بجد حيـ ـوان اوي
رعد بحدة : يا عشق
عشق بغضب : هو ايه اللي عشق يا رعد ؟ دا ضـ ـرب أختي يوم فر حها و ... يا رعد أنت متخيل كسرها يوم فرحها اللي بيبقى عند كله بنت أحسن ليلة، دي كانت طايره بيه يا رعد وأنا كنت خايفه منك بس ربنا وقعني في راجل ووقعها في شبيه الرجال
ياسين بغضب : أنتِ زودتيها اوي بعدين أنتِ مالك وأختها بأي طريقه أو صفة، لم مراتك يا رعد
عشق بحدة : اتلميت في تربة النهاردة قبل بكره يا ابن ستين كـ ـلب
اتسعت أعين ياسين ورعد الذي اشاح بو جهه ووضع يـ ـده على جبينه يستغفر ربه عدة مرات لتكمل : أنا هقول لبابا أحمد وهخليه يسودها على اللي جابك
ياسين بصراخ جنوني : أنتِ مش طبيعية، أنتِ بتقولي ايه ؟
رعد بزفير : وأنتِ خليتي حاجة لبابا اطلعي يا عشق هتكلم مع ياسين ولما أعجز أبقي قولي لبابا اطلعي يا ماما يلا
عشق وهي تربع يـ ـديها : مش هطلع ولازم ذي ما ضرب أختي ينضرب منها
ياسين باستنكار : نعم !
عشق : نعم الله عليك يا أخويا كنت راجل اوي وأنت بتضربها بس وأنت بتدفع التمن عيل توتو ميسواش قرش في سوق الرجالة
رعد برجاء : عشان خاطري اطلعي وكفاية كده، اطلعي يا عشق
عشق وهي ترفع إصباعها بو جهه : عشان خاطرك بس مش عشان ال ...
رعد بحدة : متكمليش كفايه
خرجت عشق في حين أدار ياسين وجهه عن رعد الذي قال : " وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ " يا ياسين دا الرسول عليه الصلاة والسلام قال " اسْتَوْصُوا بالنساء خيرا، فإن المرأةَ خُلقت من ضِلَع، وإن أعوجَ ما في الضِّلَع أعلاه، فإِن ذهبتَ تُقيمُهُ كسرتَهُ، وإِن تركتَهُ لم يزلْ أعوجَ، فاستوصوا بالنساء " ومراتك مغلطتش حتى ولا عملت فيك اي حاجة وأنت أذيتها، ياسين اطلع من تهيؤاتك دي و ...
ياسين بحدة : رعد متعمليش فيها شيخ بالله عليك ويا ريت متدخلش في اللي ملكش فيه
رعد : الوقتي بتقولي مدخلش بس يا ياسين أبو البنت لو ادخل هتروح في حوارات تانية ليها أول ملهاش آخر، عارف يعني ايه تضرب مر اتك يوم فر حها بدون وجه حق والكل يشهد بأخلاقها يا ياسين، بلاش ده اتقي ربنا في طريقك يا أخي دا كله سلف ودين وإن متردتش في أختك هتترد في الأعز
ياسين بغضب وهو يدور في المكان : يووه يا أخي على المواعظ ما تلم مر اتك الأول بعدين عدل عليا، اللي بيته من إزاز ميحدفش الناس بالطوب
اخترقت كلمات ياسين كل إنش برعد الذي تأمله بهدوء ظاهري وداخله ألف شيء، ربط على كتف ياسين قائلاً : مر اتي بتتعامل بالطريقة دي مع الأشكال اللي ملهمش غير الطريقة دي، وإن مكنش ليها خير في أختها مكنتش هتبقى مر اتي، ربنا يهديك يا ياسين وصدقني لو كلمت چمان واشتكت تاني أنا بنفسي هوصل الموضوع لأحمد بيه وبنفسي هكون جنبهم
ياسين بسخرية : عشق اللي من أيام نستك صاحبك اللي من سنين
رعد : لا عشق ولا ياسين ولا أي حد في الدنيا يخليني قدام ربي شيطان أخرس يا ياسين
كاد رعد يتجه للخارج لكنه تذكر شيء فعاد يلتف قائلاً : صحيح عشق نفس البنت اللي كنت بدور عليها، معلومة عشان بس متستغلوش الموضوع ضدها كمان يا ريت يعني طلب بسيط تخليه في سرك ومتروحش تقول لحد فيعرفها أنها هي نفس البنت
ونتجه لبعد حوالي تسعة وعشرون عاماً حيث تجلس بطلتنا بجانب زو جها، نظرت له بفضول لم يتغير حتى برغم مرور السنوات
عشق : سر ايه يا رعد ؟
تأملها بنظرة شاملة عاشـ ـقة ثم تجاهل الرد كعادتها، زفرت بانزعاج واضح وعبست ملامحها ليشيح بو جهه ويبتسم إبتسامة طفيفة
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة سماء أحمد من رواية عشق الرعد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية