-->

رواية جديدة شد عصب لسعاد محمد سلامة - الفصل 39 - 2

  

قراءة رواية شد عصب كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية شد عصب رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سعاد محمد سلامة



رواية شد عصب

تابع قراءة الفصل التاسع والثلاثون

العودة للصفحة السابقة

❈-❈-❈



بتلك اللحظه سمع الإثنين همس سلوان حين قالت

"ماما"


نهض هاشم كذالك جاويد وإقتربا من فراش سلوان ظنًا أنها عادت للوعي لكن تفاجئ الإثنين أنها مازالت غافيه،نظر لبعضهما،تحدث هاشم بإستفسار:

أنا سمعت صوت سلوان.


وافق جاويد هاشم أنه أيضًا سمعها،تنهد هاشم بغصه لابد أن سلوان همست بـ"ماما"إحتياجًا لها.


بينما سلوان السابحه بملكوت خاص بها،

ترى نفسها طفله بعُمر التانيه عشر تجلس أمام باب إحدي المدارس الخاصه بـ"الإمارات"تنظر للماره بالشارع ترى أطفال زملائها يذهبون مع ذويهم وهى تنتظر حتى أصبح المكان شبه شاغرًا فقط الماره العاديون،وضعت حقيبتها من على ضهرها جوارها على تلك الآريكه عينيها تجوب الشارع من الجهتين إنتظارًا لرؤية قدوم والداها لكن سمعت صوت دافئ تفتقد حنانهُ:

سلوان. 


نظرت سلوان جوارها على الآريكه إنشرح قلبها وقالت بشوق طفله: 

ماما... 

إنتِ رجعتي تاني، أنتِ جايه تاخديني، بابا هو اللى بعتك.


وضعت والداتها يدها على خصلات شعرها تُمسد عليهم بحنان. 


تبسمت سلوان قائله: 

شوفي يا ماما بقيت بعرف أسرح شعري، حتى بقيت بعرف أضفره كمان، صحيح الضفيره بتفك بسرعه بس مع الوقت بتعلم، إرجعي بقى ومش هغلبك تاني وإنتِ بتسرحلي شعري. 


تبسمت لها والداتها، شعرت سلوان بحزن من عدم ردها عليها وقالت لها: 

ماما إنتِ مش بتردي عليا ليه، بابا هو اللى قالك تجي تاخديني من المدرسه عشان هو بيتأخر فى شُغله وأنا بفضل أستناه هنا... ومش بتشاقى والله زى ما عمتى كانت بتكدب على بابا وتقوله إنى شقيه وبغلبها والله يا ماما، حتى هي قالتلى إنك سيبتينى عشان أنا بتشاقى، إرجعي تانى وأنا أوعدك مش هتشاقى وهبقى هاديه. 


إنحنت والداتها تُقبلها بحنان، بكت سلوان لها وقالت بشكوي: 

إنت مش بتردي عليا  ليه، إنتِ هتمشي وتسيبني تاني، خديني معاكِ يا ماما ومش هتشاقى، عمتى دايمًا كانت تقولى إنى عبء كبير على بابا وهو هيضع حياته بسببِ مفيش ست هترضى تتجوزه وهو معاه بنت شقيه ودلوعه زيي، إنتِ مش هتسيبنى تانى وهتاخديني معاكِ صح إنتِ بتحبيني مش زى ما هى كانت بتقولي إنك إرتاحتي مني. 


تبسمت والداتها على شكواها تهز رأسها بنفي ،ورفعت يديها تُجفف دموعها ثم ضمتها لحضنها بحنان. 


ضمتها سلوان قويًا تقول لها برجاء: 

خديني معاكِ ياماما أنا محدش بيحبيني غير بابا،ولو بعدت عنه هو هيرتاح ويلاقى سعادته. 


تبسمت لها والداتها قائله: 

فى غيري بيحبوكِ يا سلوان ونفسهم ترجعي لهم،بابا أهو وصل وكمان شوفي مين التاني اللى جاي معاه.


نظرت سلوان ناحية إشارة يد والداتها رأت والداها وصل كذالك معه جاويد يقتربان منها،تبسمت بتلقائيه...وعادت تنظر ناحية والداتها كادت تتحدث لكن تفاجئت بمكانها خالي،شعرت بغصه قويه لكن عادت تنظر ناحية هاشم وجاويد سُرعان ما تبدلت دموعها ببسمة أمل.  

❈-❈-❈

أمام مطار الأقصر ترجل ذالك السائق من السياره وتقابل مع جواد ورحب به وأخذ من يدهُ حقيبة الملابس الخاصه به، تبسم له جواد، وصعد الى السياره يسأله عن حال الجميع كان السائق يرد عليه بإقتضاب، لاحظ ذالك جواد لكن ظن أن السائق يحذر معه بالحديث لا أكثر. 

لكن طلب جواد من السائق توصيله الى المشفى، يود معرفة رد فعل إيلاف حين تراه أمامها بعد أن أخبرها أنه عائد بالغد  وجه السائق قائلًا: 

لو سمحت وصلني للمستشفى. 


إرتبك السائق  للحظه سألًا: 

أي مستشفى حضرتك. 


رد جواد ببساطة: 

أى مستشفى  ، أكيد المستشفى اللى بشتغل فيها.


أومأ له السائق وتوجه نحو المشفى  


بعد دقائق 

دخل  جواد للمشفى توجه مباشرةً الى غرفة المكتب الخاص به 

فتح جواد الباب مباشرةً،تفاجئ للحظه بجلوس ناصف، خرج يقرأ تلك اللوحه الموضوعه على باب الغرفه،ثم عاد ينظر له قائلًا:

دي أوضة المدير.


تفاجئ ناصف هو الآخر ونهض يشعر ببُغض قائلًا:

أيوا دي أوضة المدير،وأنا نائب المدير فى غيابك،حمدالله عالسلامه،أنا فكرت إن بسبب طول المده اللى فاتت إن التقدُم الطبي اللى هناك غواك. 


رد جواد:

لاء،أنا غوايتي  هنا مكاني فى بلدي،أفيد الناس اللى عايش وسطهم.


تبسم له ناصف وكاد يمد يدهُ يأخذ ذالك الملف الموضوع على المكتب لكن أمسك يده جواد قائلًا:

أكيد المستشفى فى غيابي كانت كل إهتمامك،عارف قلبك الرحيم.


رسم ناصف الرياء قائلًا:

أكيد الدكتوره إيلاف كانت معاك على تواصل بكل أخبار المستشفى،حاولت أمشيها بنفس النظام اللى كانت عليه وإنت موجود،على فكره الدكتوره إيلاف مش موجوده النهارده يوم الراحه الراحه بتاعها. 


تبسم جواد له قائلًا: 

تمام، بشكرك إنك حليت مكاني الفتره اللى فاتت. 


أومأ  ناصف رأسه، وكاد يأخذ الملف لكن جواد وضع يدُه على الملف وجلس خلف المكتب قائلًا: 

مهمتك خلصت وأنا هستلم الإداره مره تانيه، أكيد الفتره اللى فاتت كانت تعب جامد عليك، طبعًا. 


نظر ناصف لذالك الملف ثم نظر لـ جواد قائلًا: 

فعلًا  مهام منصب مدير المستشفى   صعبه، ربنا يوفقك. 


تهكم جواد قائلًا: 

فعلًا  مهام منصب المدير صعبه بالذات على شخص زيك يعتبر كنت بدير مستشفيتين فى وقت واحد، المستشفى  دى والمستشفى الخاصه بتاعتك، مجهود مضاعف، ربنا يعجله فى ميزان حسانتك، بس خلاص أنا رجعت وهخفف من عليك. 


شعر ناصف بحقيقة فحوي حديث جواد لكن تجاهله قائلًا: 

ربنا يوفقنا كلنا، هستأذن أنا عندي مرور على مريض متابع حالته.


أومأ له جواد،إنصرف ناصف من الغرفه،بينما زفر جواد نفسه وشعر بسأم كان يود لقاء إيلاف،لكن لا بأس ظل لدقائق ثم خرج من المشفى،فى ذالك الوقت رآه ناصف وذالك الطبيب الآخر الذى قال له:

كارثه رجوع جواد فى الوقت ده.


زفر ناصف نفسه بغضب قائلًا:

هو رجوعه فعلًا كارثه،بس هيعمل ايه يعني الدكتوره هي اللى غلطت وهو مكنش موجود،أنا اللى كنت مسؤول عن المستشفى.


تبسم الطبيب الآخر له باسمً يقول:

طول عمرك خبيث يا ناصف.


تبسم ناصف بزهو قائلًا:

سبق وقولت لك لازم نفكر بهدوء ونتأنى عشان تبقى الضربه مُتمكنه،وأكيد الدكتور جواد هيتفاجئ بتقرير الطبيب الشرعي زيه زي الدكتوره بالظبط .

❈-❈-❈

بعد قليل بمنزل صلاح

ترجل جواد من سيارة الأجره، رغم أن المساء  والظلام شبه حل لكن أثار الرصاص على حوائط المنزل كذالك وجود بعض من أفراد الأمن لفت إنتباهه رجف قلبه ودخل الى المنزل بلهفه،سمع صوت يآتى من المندره توجه لها مباشرةً 

حين دخل تفاجئ،بـ إيلاف وبقية عائلتها،يجلسون مع والده،ألقى عليهم السلام ثم سأل بإستخبار ولهفه:

أيه اللى حصل ماما فين وحفصه وجاويد ومراته.


نهض صلاح وإقترب منه يضمه قائلًا:

حمدالله عالسلامه، إطمن كلنا بخير.


تنهد جواد براحه سألًا: 

أيه اللى حصل يا بابا، دلوقتي  فهمت ليه السواق كان بيرد عليا بإختصار. 


تبسم بليغ الذى وقف يستقبل جواد قائلًا: 

خير إطمن ربنا لطف. 


سرد صلاح ما حدث لـ جواد الذى ربما رحمه عليه أنه لم يكُن موجود ربما ما كان أخذ الموضوع بهدوء نهض قائلًا: 

أنا هروح أطمن على جاويد ومراته. 


ردت يُسريه التى دخلت الى الغرفه واضح على وجهها الإرهاق: 

حمدالله  على سلامتك، إطمن جاويد وسلوان بخير، إرتاح إنت والصبح نبقى نروح لهم سوا. 


تبسم جواد وتوجه ناخية يسريه وإنحنى يُقبل يدها، مسدت على رأسه بحنان ثم ضمته... 

لفت ذالك نظر إيلاف وشعرت بإعجاب زائد لـ جواد الذى لم يخجل أن ينحني على يد والداته أمام آخرين 


بعد قليل 

بغرفة حفصه 

نظرت لها يُسريه وتدمعت عينيها وهى تنظر لـ محاسن قائله: 

قلبي كان حاسس والله. 


تنهدت محاسن قائله: 

قدر ولطف يا يُسريه  إحمدي ربنا مرت على خير جروح سهل تتداوي أنا أطمنت على حفصه بنفسي الحمد لله مفيش فيها إصابه غير الجرح اللى فى إيدها، الدكتور إداها حُقنه تنيمها عشان كان عندها هلع، وعلى بكره إن شاء تصحي بخير، أنا صعبان عليا سلوان هى كمان هتزعل لما تعرف إنها سقطت فى جنين من الإتنين اللى كانوا فى بطنها. 


تنهدت يسريه قائله: 

الدكتوره قالت التانى هيبقى بخير لو النزيف مرجعش تانى، وأدعي ليها. 


تبسمت محاسن قائله: 

إن شاء مش هيرجع وهتجيب لى حفيد صغير ويتربى علي إيدي وهبقى أحكي له إنى كنت الصدر الحنين لأبوه وأخواته وأمهم كانت مستقويه. 


تهكمت  يسريه بغصه قائله: 

مستقويه والله أنا حاسه إنى خلاص قربت أنهار، والله لو مش وجودي جانبي بيقويني يمكن كنت أنهارت من زمان. 


تبسمت محاسن  لها قائله: 

حاسه قد ربنا ما وجعنا هيفرح قلبنا قريب،أنا هنام الليله جنب حفصه وروحي إنت صلاح محتاجلك جاره كتير خيره اللى حصل النهارده مش سهل ولا منظر حفصه كان سهل عليه،يلا قومى روحي شوفى جوزك.


تبسمت يسريه قائله:

لو حفصه صحيت قبلي إبقى تعالي قوليلى. 


تبسمت لها محاسن  قائله: 

لاه إطمني حفصه بالذات بترتاح معايا عنك مش بقولك طول عمرك مستقويه عالعيال.


بسمه بنهاية اليوم قد تكون رحمه للقلب المجروح. 

❈-❈-❈ 

ليلًا بـ عشة غوايش

صفعه قويه إرتج صوت صداها بتلك العشه أتبعها قولها بغضب: 

حتة بِت معرفتش تتخلص منيها خلاص كبرت  والأجرام إتخلى عنك يا "شعلان" أدور على غيرك. 


رد شعلان بهلع: 

لاه لسانى كيف ما أنى قلبي كيف الصخر بس... بس... بس.. 


تكلمت غوايش بضجر: 

بس أيه، حتة مهمه صغيره فشلت فيها، شكلك كبرت وجلبك بجى رهيف، معرفتش تدبح البِت كيف ما جولتلك. 


رد شعلان: 

أنا كنت خطفت البت وكنت هعمل كيف ما جولتيلى أخدها المقابر وأى تُربه مفتوحه أدخلها فيها وأدبحها وأقفل عليها التُربه بس.. بس... 


بغضب سألته غوايش: 

بس أيه خوفت  وقلبك أترعب. 


رد شعلان: 

فعلاً  قلبى إترعب من اللى شوفته. 


سالت غوايش بإستفسار: 

جصدك أيه باللى شوفته. 


فسر شعلان لها:. 

انا لما خدت البت وحطيتها عالعربيه الكارو وغطيتها بالشكاير، وقربت العربيه من القبر اللى كنت شوفته مفتوح وراقبت السكه والجو كان هادي شيلت البت ودخلت المقابر بس كل ما كنت أحاول أدخل البت القبر كأن كان فى حد واقف قدام التُربه وسادد الفتحه بتاعتها، آخر ما زهقت جولت أدبحها وأسيبها مرميه فى وسط المقابر، بس كل ما أحط السكينة  على رقابتها كنت بحس بأيد بتمسك إيدي وتضغط قوى عليها والسكينه توقع من إيدي، حتى فى مره السكينه وقعت على إيد البت عورتها جرح صغير فى ايدها، بس فكرت ولفيت منديل كان فى جيبى وجيبت شوية دم منها فيه، وكنت لسه هرجع أدبح البت بس سمعت همس كآن أصوات  ماشيه فى المقابر  قريبه منى،غير كمان إلايد  اللى بتمسك إيديا،خوفت وجريت  بس وأنا طالع من المقابر إتكعبلت والمنديل طار فى الهوا، حتى لو مش مصدقانى فى أثار زرقا على معصم أيديا أهى. 


شمر شعلان يديه وأظهرهما لـ غوايش التى دب الخوف بقلبها من تلك الآثار الزرقاء حول معصمي يديه والتى تُشبه كف يد طفل. 

❈-❈-❈

اليوم التالى

مع الضوء الأول للشمس

بالمقابر

سقت يُسريه تلك المزارع الصغيره الموضوعه أمام تلك المقبره...ثم رفعت يديها تقرأ الفاتحه جلست على تلك الكتله الحجريه الموجوده جوار المقبره وإتكئت بظهرها على جدار المقبره إنسابت دموع عينيها تشعر بآلم لم يندمل جزء واحد منه رغم مرور ما يقرب على عشرين عام على الرحيل،تنهدت ببكاء قائله:

حاسه بيك يا روح قلبي وشيفاك قدامي روحك هايمه متعذبه نفسى أعرف أعمل أيه عشان روحك ترتاح يا ولدي،عارفه إن إنت اللى أنقذت جاويد يوم كتب كتاب حفصه،وكمان إنت اللى أنقذت حفصه إمبارح...قلبي عليك موجوع بنار مش بتهدى.


داعبت الشمس عيني يسريه نهضت واقفه وقرأت الفاتحه مره أخري،وإنحنت تأخذ تلك الزجاجه وسارت حتى كادت تخرج من المقابر،لكن تقابلت مع وصيفه التى تجلس أمام أحد القبور تدمع عينيها هى الأخري،لكن دموعها كانت دموع ندم وحسره على خطأ إرتكبته ودفعت ثمنهُ فادحً،نظرت لها يُسريه،وجلست جوارها أمام تلك المقبره التى يوضع عليها شهادة وفاة تحمل إسم جدة سلوان وبالمقابل للمقبره مقبره أخري عليها  شهادة تحمل إسم  فتاه تُدعى  "سلوان"

ربتت  يسريه على كتف وصيفه،نظرت لها وصيفه بتهكم فمن يواسي من،هما ذاقا نفس الآلم بنفس الفقد "فقد الوِلد"،لكن هنالك إختلاف يسريه كانت أفضل منها إبنها قُتل غدرًا،بينما هى  دفعت ثمن خطاياها  قلب إبنتها  الذى قُدم غصبً قربانً  حين خالفت عهدها بعد أن تراجعت وعادت لإنسانيتها،لكن كان فات الوقت،لا تلاعُب مع الشياطين،كان لابد أن تحذر من خادمة المارد التى تُنفذ له كل  ما يطلب دون جِدال تود السطوه بيديها  قتلت إنسانيتها تحكمت بها رغبة الجشع والبُغض أصبحت بلا رحمه لا يرجف قلبها لشيئ، حتى لو قدمت إبنة أختها الوحيده قُربانً لن تهتم،ولم يرآف قلبها لأختها التى عانت من العذاب رغم أنها   

مازالت تمتلك مَلكه خفيه تستطيع قرأة بعض ما يحدث بالمستقبل لكن إختارت أن تعيش" زاهده" أفضل من" حاقده" .

      

نظرت يُسريه لـ وصيفه برجاء:

قولتلي مكتوب  "الأخ بيفدي أخوه، يعني" جلال" فدي "جاويد" 

يعنى اللعنه إتفكت.


هزت وصيفه رأسها بنفي:

لاه الحبل لساه  متقطعش، اللعنه لساها مُستمره، بس المواجهه الأخيره قربت،والقُربان المره دي لازمن يكون جـ سم بشري

" غير طاهر" .   

❈-❈-❈

بالمشفى 

خرج الطبيب من غرفة سلوان نظر لـ هاشم وجاويد المتلهفان مُبتسمً  يقول:

الحمد لله المدام رجعت للوعي وكمان شبه تخطت مرحلة القلق، الدكتوره النسائيه معاها جوه وأكيد هتقول لكم تطورات حالتها بالتفصيل.

بعد قليل خرجت الطبيبه 

تبسمت قائله: 

الحمدلله  نقدر نقول عدينا مرحلة الخطر على الجنين التاني...بس لازم نحافظ على نفسية المريضه،نفسيتها أهم من العلاج دلوقتى . 


إنشرح قلب الإثنين،دخل هاشم أولاً،بينما جاويد قبل أن يدخل صدح هاتفه،نظر له ثم لـ هاشم قائلًا:

دي ماما هطمنها وأدخل وراك.


بعد قليل دخل جاويد للغرفه كان وجه سلوان مُجهد كذالك أثار دموع واضحه،شعر بغصه تلاقت عيناهم،لكن سُرعان ما حادت سلوان عينيها وأغمضت عينيها كآنها لا تود رؤية جاويد شعر بوخز قوي ينخر قلبه...لكن الأهم أنها فتحت عينيها. 

❈-❈-❈

بمنزل صالح 

ليلًا 

كانت حسني تتكئ على الفراش تبحث بين قنوات التلفاز بسأم،أغلقت التلفاز ووضعت جهاز التحكُم جوارها تزفر نفسها،للحظه تذكرت نظرات زاهر لها وقت إطلاق الرصاص،كذالك نظرهُ لها حين عاد بالأمس،تبسم لها،تنهدت ببسمه لكن سُرعان ما تذكرت خطأ محاسن بالأمس،وذكرها مِسك،تحير عقلها بالتفكير ولم تصل  سوا أن ربما زاهر كان يود الزواج بها وهى رفضت ذالك فواضح هيامها بـ جاويد 

زفرت نفسها بغصه،لكن شعرت بجوع قائله:

أنا طول اليوم كنت فى دار عمِ صلاح،الإ الوليه السو مرت أبوي معرفتش باللى حصل ولا سألت عني،رغم انى بقالى يومين متصلتش على أبوي،ربنا يهدها،أحسن اما أقوم أنزل المطبخ أشوف أى وكل أكله 

بعد دقائق 

كانت تقف بالمطبخ تنظر أمامها لتلك الأطعمه التى حضرتها  بإشتهاء كى تتناولها بمزاج خاص تتذوق منها القليل بإستطعام خاص،مدحت نفسها قائله:

والله يا بت يا حسنى نفسك فى الوكل زين،هو ده الوكل مش وكل مرت أبوي الماسخ...تسلم يدك يا بت يا حسنا،أما أجعد بجى أكل قبل ما زاهر يعاود من بره.


جلست حسنى على أحد المقاعد وجذبت ملعقه وضعتها بطبق الطعام ،لكن فجأه قبل أن تضع المعلقه بفمها سمعت صوت سُعال تعرفت على صاحبه سريعًا ، إنتفضت واقفه ترجف تحيرت ماذا تفعل بالمعلقه التى بيدها، سريعًا دست محتواها بفمها، لكن شعرت ليس فقط بسخونه  الطعام كذالك حشُر بحلقها كادت تسكب مياه بكوب كى تشربها تهدأ سخونة الطعام، لكن إقترب صوت السُعال من المطبخ جدًا، خشيت من أن يوبخها زاهر إذا رأها ، إتجهت خلف باب المطبح وتوارت خلفه تضع يدها فوق فمها تحاول بلع ذالك الطعام  لكن فجأه شعرت  

بحازوقه، وضعت يدها الإثنين فوق فمها خشيه ان يخرج من فمها صوت وبخت نفسها: 

يعنى الزُغطه مش لاقيه غير دلوك، زاهر لو شافني هيوبخنى كيف العاده، يارب ما يدخل للمطبخ.


لكن خاب دعائها ودخل زاهر الى المطبخ،إستغرب من  ذالك الطعام الموضوع على المائده،التى لمعت عينيه بإشتهاء،إقترب منه وجلس على أحد مقاعد الطاولة، يُعطي ظهره للباب وبدأ بتناول الطعام مُستلذًا طعمه 

الى أن شعر بالشبع نهض واقفًا يُربت على بطنه قائلًا: 

من زمان مأكلتش وكل طعمه لذيذ إكده لو فضلت جاعد كمان طعامة الوكل هتغرينى وهاكل وبطني هتتملى ومش هعرف أنام.


بينما حسنى الواقفه خلف باب المطبخ تضع يديها الإثنين فوق شفاها تكتم تلك الحازوقه حتى لا يكتشف زاهر وجودها، تشعر كآن حلقها يكاد ينفجر لكن شعرت براحه حين نهض زاهر لم تدوم تلك الفرحه 


حين عاود زاهر النظر للطعام وسال لُعابه، وقام بمد يده وإلتقم قطعه منه ودسها بفمه مازال يُشير عليه عقله العوده للجلوس والإستمتاع بباقى الطعام،لكن سيطر على تلك الرغبه قائلًا:

لو فضلت واجف إكده هعاود للوكل،لاه انا تعبان وعاوز أنام،والوكل مش هيطير.


إرتشف بعض المياه وخرج من المطبخ.


ظلت للحظات تكتم فمها الى أن أيقنت بأن زاهر قد إبتعد،رفعت يديها من فوق فمها تستنشق الهواء وسريعًا ذهبت الى طاوله الطعام وجذبت دورق المياه وشربت منه مباشرةً تقول:

ثانيه كمان وكنت هفطس من الزغطه،أما أشرب تلات مرات عشان تروح.

شربت مره والثانيه ولكن الثالثه ملأت فمها بالمياه أكثر،لكن قبل أن تبتلع المياه سمعت صوت جوهري منها يقول بتعسُف:

أنا مش قايل......


لم يُكمل حديثه حين إنخضت حسنى وفتحت فمها لتضخ تلك المياه التى كانت بفمها بوجهه وعلى صدره 


وقف زاهر ينظر لها مُتفاجئ، بينما حسني كاد قلبها أن يتوقف وأصبحت تنفخ بشفاها وبحركات طفوليه تحاول الإعتذار لكن صوتها حُشر، بينما زاهر نظر الى حركة وجنتيها وشفاها 

لم يشعر بنفسه وهو يجذبها من عُنقها يُقربها منه يلتقط قُبله من شفاه، لم يشعر بالإرتواء وأراد المزيد. 

❈-❈-❈

بالمشفى 

بعرفة سلوان 

إنتهز هاشم غفوة سلوان بسبب بعض الادويه  وذهب لتبديل ثيابه وسيعود مره أخرى 

ظل جاويد وحده بالغرفه  مع سلوان 

شعر بآلم طفيف بظهره، نهض واقفًا وذهب نحو شُرفة الغرفه فتح الستاره قليلًا ينظر الى الخارج، نظر نحو السماء رأي أكثر من منتطاد يطوف  بها، تبسم وتذكر خوف سلوان حين كانت معه برحلات المنتطاد، لكن ترك الستاره وعاد بنظره الى الغرفه مُبتسمً على صوت سلوان التى  حين 

إستيقظت سلوان نظرت  حولها بالغرفه لم تجد سوا جاويد يقف خلف شُرفة الغرفه، غص قلبها وهى تراه يرفق يدهُ لصدره بحامل طبي... شعرت بوخز قوى مازالت تشعر بآلم فى قلبها منذ أن علمت بفقدان أحد جنينيها، ربما إرتضت بقسمة الله، لكن هنالك آلم آخر بقلبها... 

تحدثت بآلم: 

زمان كنت بستني بابا بالساعات قدام المدرسه على ما يخلص شُغله ويجي ياخدنى ونرجع للشقه، كنت بحس بوحده، لما كانوا فى المدرسه يعملوا حفلة عيد الام كنت بتحجج أنى عيانه عشان مروحش المدرسه وأشوف أمهات زمايلى معاهم وأنا لوحدي، معرفتش إن ماما ماتت غير لما عمتي صدمتني،بعد سفر بابا  وقالتلى كان بعد وفاة ماما بحوالي شهر كنت مفكره أنها عايشه فى الامارات ولما هرجع هلاقيها بتبتسم لى، رغم ده فضل فى قلبي هاجس إنى لما هرجع للإمارات هلاقيها بس كان وهم طفله، عشت بعدها

طول عمري كنت لوحدي، كنت بحس إنى ماليش مكان أنتمي إليه، كنت عايشه مع بابا من مكان لمكان، حتى الجامعه خدتها هنا فى مصر كنت عايشه مع عمتي فى شقتها كنت بحس إنى تقيله عليها وبحس أنها بتخاف من نظر جوزها ليا، رغم أنه كان شخص محترم وعمره ما بص لى بنظره مش محترمه، بس هى كان عندها وسواس، متأكده لو مش المرتب الكبير اللى بابا كان بيبعته لها كل شهر كانت طلبت منه إنى أعيش فى أى دار مغتربات أو المدينه الجامعيه،عشان خايفه على جوزها مني، بس المرتب كان بيديها طاقة تحمُل، حاولت تشغل عقلي كذا مره بإيهاب وغيره وأنه معجب بيا عشان أتشغل بأي راجل، ويمكن أتجوز وأبعد من قدام عين جوزها، لحد ما خلصت جامعه رجعت أعيش مع بابا فى السعوديه فرحت لما قالى هنرجع نعيش فى مصر، بس الفرحه مستمرتش لما عمتي قالتلى إن بابا هيتجوز ولازم اوافق والا هبقى آنانيه وبحرمه من السعاده، وافقت رغم إنى كنت معترضه على طنط دولت لان عارفه انها نسخه تانيه طماعه زي عمتي، بس بترسم الموده ليا قدام بابا، كنت بحس أنها مش طيقانى، ولمحت لى كتير إن وجودي معاهم فى نفس الشقه بيسبب إزعاج لها طبعًا مش على حريتها مع بابا مش قادره تدلع ولا تلبس هدوم مناسبه ليها،بسبب تحذير بابا ليها خايف عليا من الإحراج،فكرت برحلة الأقصر 

جيت لهنا من ورا بابا وقابلتك  فاكر لما سألتني ليه ببعد عن الناس وقولت لى يمكن عشان جميله، قولت لك لاء عشان وحيده 

نفس الوحده حاسه بيها دلوقتي  يا جاويد ونفس الشعور اللى دايمًا ملازمني إن ماليش مكان أنتمى ليه، عشان كده أنا قررت أرجع للقاهره مع بابا فى أقرب وقت، مش بلومك يا جاويد أنا ده كان قدري... "الوحده دايمًا رفقيتي".   



يتبع..



إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة سعاد محمد سلامة لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة