رواية جديدة بين دروب قسو ته لندا حسن - الفصل 9 - 1
قراءة رواية بين دروب قسو ته كاملةتنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية بين دروب قسو ته
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة ندا حسن
الفصل التاسع
الجزء الأول
❈-❈-❈
ابتعدت شفتـ ـيها عن بعضهما في محاولة بائسة منها لشرح موقفها العثر، وأصبحت وتيرة أنفاسها عالية لاهثة، تعود للخلف وهو يتقدم إلى أن بقيٰ معها داخل الشقة، ثم دفع الباب بيـ ـده بقوة وعنـ ـف ارتجفت له الجدران.. ومازالت عينيه عليها لم تتحرك..
هنا ابتلعت ما وقف بجوفها مرة أخرى ناطقة باسمه بنبرة خافتة تكاد تكون مختفية من الأساس، وعينين ترتجف كارتجاف شفتـ ـيها وجـ ـسدها:
-عامر
اصطدمت بالحائط خلفها الذي كان يقابل باب الشقة مُبتعدًا عنه بضع خطوات وقد تخطتهم هي وهو معها..
وقف أمامها مباشرةً عينيه كما هي لم يتغير أي شيء بها، سوداء حالكة، تنتظر فرصة الانقضاض عليها التي ستكون رابحة، عليه فقط أن يحسم الأمر
ابتعدت شـ ــفتـيه عن بعضهما بنبرة حادة كالسيف لحظة تقدمه لقطع رقبة أحدهم:
-هو فين؟
لم تعد تستطيع التحكم بنفسها، خوفها منه يقتـ ـلها دون رحمة، وتعابيره لا تسعفها على التبرير أو المحاولة حتى في براءة نفسها:
-هو... هو مين؟
حرك لسا نه داخل فمه في حركة يفعلها دائمًا، وأبعد عينه عنها إلى الفراغ المجاور لها، تابعته بعينيها ليس اعتقادًا منها أنه سيهدأ بل هي تعلم ما القادم..
برهة واحدة قد مرت وكان يتـ ــمسك بخصلات شعرها السوداء القصيرة من الخلف يجذ بها معه إلى الداخل وهو في حالة اهتـ ـياج لم تراها من قبل، صاح بصراخ قائلًا:
-الوسـ* اللي أنتي معاه هنا.. هتعملي نفسك هبلة يا بت القصاص.. وديني ما أنا فايتكم
سارت معه عنوة عن نفسها وخصلات شعرها بين يـ ـده يجذبها بقسـ ـوة وشراسة، خرجت الدموع من عينيها فقط لأنها وضعت نفسها في مثل ذلك الموقف أمامه:
-سيبني يا عامر اوعا أنت بتقول ايه
دلف بها إلى صالة الشقة ولم يرى أي أحد غيرهم بها، نظر بعينيه الحادة إلى الأنحاء المتاحة له ولم يرى طيف أي شخص هنا.. دفعها بكل قوته على الأريكة فارتمت عليها بكامل جـ ـسدها جالسة.. منحنية على نفسها فوقها تستند بيـ ـدها الاثنين والدموع تخرج من عينيها قهرًا لما هو قادم عليها..
رفعت وجهها واعتدلت في جلستها لتنظر إليه فوجدته يتوجه إلى الداخل يبحث عن أحد!!.. يبحث عن "هشام" هذا مؤكد، رفعت خصلات شعرها إلى الوراء ومسحت على مقدمته للخلف..
حاولت أن تتوقف عن الارتجاف وتفكر في التصرف مع ذلك الهمجي المعروف بطبعه الغلاب، مسحت وجهها بقوة محاولة محو تلك الدموع المتساقطة لتبقى أمامه قوية.. ولكن أين تلك القوة لقد أخطأت.. أخطأت حقًا هذه المرة..
خرج يسير بخطوات واسعة ومظهره لا يروقها يتقدم منها بهمجيه واهتـ ـياج يؤثر على جميع بدنه، وداخله الآن كل عضو يغلي ويحترق...
وقف أمامها بعد أو وصل إليها وأمـ ـسك بمرفقها ليجذبها بقوة جعلتها تقف أمامه وصاح بغضب وقسـ ـوة:
-هو فين؟
أجابته بعينين دامعة تود البكاء:
-نزل والله العظيم مع إيناس أنا هنا لوحدي
حرك عينيه الحادة عليها بقوة وتسائل بقسـ ـوة وغضب أكبر وهو يضغط على يـ ـدها ليجعلها تتألم:
-يعني كان موجود
أومأت برأسها إلى الأمام عدة مرات وتقدمت خصلاتها القصيرة معها وأكملت توضح له بانكسار وصوت يرتجف:
-أيوة بس والله إيناس كمان موجودة
بيـ ـده الأخرى أمـ ـسك ذقنها بقسـ ـوة شديدة وضغط عليها بعنـ ـف يرفع رأسها إلى الأعلى ليجعلها تنظر إلى عينيه مباشرة وتسائل بحرقة:
-بتعملي ايه معاه في شقته؟
أجابته بنبرة تحاول أن تظهرها له بعد تلك المسكة ورفعت يـ ـدها الأخرى تتمسك بيـ ـده الذي يضغط بها على فكها:
-دي شقة إيناس مش شقته وجيت علشان أشوفها لأنها هتنقل فيها
أخذ نفس عميق ولم يصدق ما تقوله، نظر إليها لبرهة بعد كلماتها الغير صادقة بالنسبة إليه وعاد السؤال مرة أخرى بحدة أكبر ضاغطًا على كل حرف يخرج من فمه:
-تاني.. بتعملي ايه معاه في شقته
خرجت الدموع تتساقط من عينيها في صمت تام وأجابت بإلحاح مرة أخرى لتجعله يصدق:
-والله شقة إيناس
ضغطت يـ ـده على فكها يمسكه بقوة يقربها منه إلى أن تقلصت المسافة بينهم وصرخ بعنف أمام وجهها وهي تستنشق أنفاسه اللاهثة:
-وأنتي من امتى بتروحي شقق؟ من امتى
لقد أخطأت كما قال، هي اعترضت من البداية ولكن الخطأ قد حدث ولم تستمر على موقفها في الرفض، ابتلعت ما بحلقها وضغطت بيـ ـدها على يـ ـده الممسكة بها وتحدثت بجدية لتجعله يفلتها:
-عامر أنا عارفة إني غلطت المرة دي مش محتاجة إنك تعمل كده
ضغط أكثر على فكـ ــها وفي الناحية الأخرى ذر اعها وأقترب أكثر وأنفا سها تلفح وجهه ثم قال بشر وقهر يشعر به:
-هو أنتي لسه شوفتي حاجه
أبعدت عينيها الزيتوني عنه وترجته بقوة وعينيها تنزف الدموع النادمة على فعل كهذا:
-عامر أرجوك كفاية مش كده
دفعها للخلف بقوة نافرًا منها تاركًا إياها وكأنها شيء متسخ لتقع على الأريكة خلفها واستمعت إلى صوته الجهوري:
-ده كده وأبو كده.. بقيتي زي الزبـ ـالة اللي تعرفيها فعلًا.. بقيتي زيها
رفعت عينيها إليه وتوسلته بخفوت:
-عامر كفاية
عاد للخلف وسار يدب بقدمه على الأرضية في حركات هوجاء، جـ ـسده متشنج للغاية وداخله بركان لا يعرف أين بالضبط عليه أن يثور.. إن ثار عليها ستموت لا محال:
-عمي مات خلاص.. مفكرة إنك هتد وري على حل شعرك.. لأ فوقي أنا هنا ومش هسيبك يا سلمى
صرخت بعنـ ـف عندما وجدت الإتهامات تهطل عليها بكثرة منه، ويأتي على ذكر والدها الذي أحرقها فراقه:
-أنا معملتش حاجه
أجابها يتهكم عليها وحديثه يقتله قبل أن يقتلها هي:
-واقفة في شقة واحد يا زبالة وتقوليلي معملتش.. اومال لو عملتي اجيبك منين؟ السرير
صرخت بعنـ ـف قائلة اسمه نافرة من حديثه القذر، يتهمها بشيء بشع ويشير إليه بحديثه الغبي، يعتقد أنها مثله وتفعل ما يفعله هو!:
-عــامــر
أقترب منها على حين غرة، ثني ركبته اليمنى على الأريكة والأخرى على الأرضية ينحني فو قها وهي جالسة أمامه، يتحدث أمامها بفحيح وشر مدفون داخله:
-اخرسي.. مش عايز اسمع صوتك فاهمة
النيران تاكل داخله، وعقله لا يتركه ولا يستطيع أن يفهم ما الذي كانت تفعله معه هنا، يموت، والله داخله يموت والحرقة تزداد لحظة بعد لحظة وهو هكذا ضائع لا يعلم ما الذي تفعله:
-كنتي بتعملي ايه معاه انطقي
قابلت عيناه التي تنظر إليها بعمق ينتظر منها إجابة ولكنها صرخت بقوة:
-أنت اتجننت.. قولتلك مكنتش معاه هو أفهم
بادلها النظرة ولكنه كان يحترق والنيران داخله لا تخمد بل كله لحظة تمر عليه تشتعل أكثر وأكثر ليثور هو وتتناثر حبيبات عقله المفكرة ما الذي كانت تفعله معه في منزل وحدهم!..
أردف بقوة ووضوح:
-أنتي خليتي فيها فهم.. وديني ما هرحمك وأيامك الجاية كلها سواد.. وأنا هعرف كل حاجه بطريقتي وهعرفك إزاي تحترمي نفسك.. قدامي
أمـ ـسك ذراعها وأبتعد عن الأريكة يجذبها معه لتقف على قدميها فحاولت الإبتعاد:
-سيب
طفح الكيل منها.. ألا يكفيها ما الذي يمر به الآن، ألا يكفيها أنه مُشتت ضائع لا يعلم حبيبته ماذا تفعل مع رجل آخر غيره هنا!.. أبصرها بعمق وهتف بنبرة واثقة حادة:
-اخرسي يا سلمى وأمشي معايا من سكات وإلا وديني هتأكد بنفسي من اللي كنتي بتعمليه هنا
نظرت إلى عينيه للحظة واحدة ولم تفكر في حديثه، لم تفكر في كونه يستطيع فعله أو لأ، بل فكرت في كونه يشك بها، ويتخيلها بهذه البشاعة ولكنه ليس عليه حرج هي من وضعت نفسها في هذه المكانة منذ أن وافقت القدوم إلى هنا والذهاب إلى ملهى ليلي..
انخفضت وهو مازال متمسك بيـ ـدها وأخذت حقيبتها الصغيرة من على الطاولة والأخرى بقيت في سيارتها، جذبها ضاغطًا على ذراعها بقسـ ـوة مُتعمد من ذلك تسير خلفه بوجهٍ باهت وعينين حزينة..
لقد جعلته يتجرأ عليها ويجذ بها من خصلاتها، جعلته يرفع يـ ـده ويتمسك بها بهذه الطريقة.. لن تلوم أحد سوى نفسها..
أخفضت وجهها إلى الأرضية وهي تسير خلفه بعد أن خرج من الشقة إلى أن وصلت إلى الخارج، وجدته يدفعها أمامه إلى سيارته ليجعلها تجلس جواره بعد أن فتح لها الباب..
وقفت أمام باب السيارة وأردفت قائلة:
-عربيتي ورا
دفعها إلى الداخل بعنـ ـف وقوة وهو يهتف بحدة:
-اركبي وأنتي ساكتة
التف حول السيارة وصعد هو الآخر يجلس أمام المقود، استدار بوجهه ينظر إليها بنفور تام وعينيه تحكي وتسرد لها كم الألم داخله.. تغاضى عن كل ذلك وأدار المقود وتحرك بالسيارة مُتوجهًا إلى الفيلا وما داخله ليس خير أبدًا..
نظرت إلى الأمام وابتعدت تلتصق بـ باب السيارة، عقلها لم يجعلها تفكر في أي شيء سوى أنه أخذها إلى لحظات حدثت قبل قليل.. تتذكر كل ما حدث وتراه أمام عينيها وتندب حظها العثر الذي جعلها توافق على كل ذلك من البداية لتقع بين مخالبه..
"بعد أن دلفوا الشقة بقليل ورأتها مع "إيناس" وباركت عليها جلست في الصالة على الأريكة وبجانبها "إيناس" يقابلهم "هشام" وفي المنتصف الطاولة بينهم أردفت قائلة تنظر إلى ابن عمها بجدية:
-أنا نسيت خالص إن الشقة فاضية تعالى يا هشام ننزل نجيب أي حاجه تسلينا
لو وقف ليحطم رأسها الآن لن يلومه أحد، يا لها من فتاة غبية لا تفهم أبدًا، أبصرها بعينيه ثم قال وهو يقف على قدميه:
-لأ خليكي وأنا هنزل
وقفت هي الأخرى أمامه قائلة بهدوء:
-استنى بس أنا عايزة أجيب حاجه لنفسي كمان ومش هعرف أنزل تاني خدني معاك وسلمى تستنى هنا
استنكر وجودها وحدها دونهم فتحدث باستفهام:
-هتقعد لوحدها يعني
عقبت ابنة عمه تبادله الاستنكار ثم الجدية التامة:
-هي هتخاف الله.. دول عشر دقايق وهنرجع
كانت هي تتابعهم بعينيها وتستمع إلى الحديث الدائر بينهم فنظر إليها بعمق وتسائل بعينين دافئة وصوت حنون يخفي الكثير خلفه من الخبث والمكر:
-هتعرفي تقعدي لوحدك لحد ما نرجع
لوت شفتيها قائلة بجدية:
-مالوش لازمة تنزلوا أصلّا
صاحت إيناس معترضة بقوة تشير بيـ ـدها بالرفض التام وأكملت من خلفها بجدية:
-لأ لأ أنا عايزة حاجه من تحت ضروري
استغربت إلحاحها ولكنها أومأت إليها بالموافقة مردفة بهدوء:
-طيب ماشي بس متتأخروش ياريت
-حاضر
بدلت نظرها إلى ابن عمها وقالت بجدية وعينيها تلمع ببريق خبيث ماكر:
-لحظة يا هشام هجيب حاجه من جوه
أومأ إليها فدلفت هي إلى الداخل، جلس مرة أخرى مقابل "سلمى" وتعمق بالنظر إليها مردفًا يتساءل باستغراب:
-مالك ساكتة ليه ومش على بعضك
عادت للخلف تستند بظهرها إلى ظهر الأريكة وابتسمت بوجهه ابتسامة هادئة مُجيبة إياه:
-لأ عادي مافيش حاجه
أقترب هو إلى الأمام تاركًا نصف مقعدة وجلس على الفراغ وغير تعابير وجهه إلى الحزن المخادع ونبرته إلى الضعف:
-بتبعدي عني ليه طيب
اعترضت على ما قال وأجابت بقوة ناظرة إليه بثبات، وداخلها يعترض على حديثها من هنا إلى المنتهى:
-أنا مش ببعد يا هشام القصة كلها في إني مش عايزة حد يعرف حاجه غير لما اظبط وضعي
تعمق أكثر في الحديث مُعترضًا هو الآخر ولم يظهر مدى الخبث داخله ناحيتها بل أظهر كل الحب:
-وهو إحنا معانا حد دلوقتي؟.. سلمى أنا بحبك وعايزك
حركت عينيها على الفراغ ثم عادت إليه مرة أخرى، ترى أن الاستماع إلى هذه الكلمات من شخص غيره صعبة للغاية، وتصديقها أصعب بكثير:
-وأنا مقولتش حاجه
كرمش ملامحه وكأن الضيق قارب على الظهور بسبب حديثها المختل الذي لا يروقه في جميع الأوقات بل يزعجه وبقوة:
-وهتقولي امتى
طلبت منه بمنتهى الهدوء والسلام بداخلها وملامحها تلح عليه وتستعطفه لأن يستمع إلى حديثها ويوافق عليه:
-ممكن بلاش كلام في الموضوع ده دلوقتي
أشار بيـ ـده بانزعاج أصبح واضح أمامها وهو لم يستطع أن يخفيه أكثر، إنها تبعده عن مراده، هي وذلك الأبلة ابن عمها، وهو لن يتحمل أن يكون الفاشل للمرة الذي لا يعلم عددها أمام أبيه:
-هو كل مرة كده.. أنا حاسس إنك معلقاني
ترجته بعينيها وبنبرة هادئة خافتة منها تظهر بحزن:
-أرجوك..
عاد للخلف واستند إلى الأريكة بظهره وتفوه بكلمة واحدة مقتضبة:
-طيب"
طال الصمت بينهم فنظرت إليه بطرف عينيها تبصر مظهره الذي كان كما هو حاد عنـ ـيف ملامحه مشدودة وعيناه على الطريق لم تتزحزح..
عقلها مُشوش للغاية تتذكر أنها كانت منذ دقائق ترتجف بين يـ ـده وهي غير معتادة على هذا الأمر، وضعت نفسها في محل ليس مناسب لها وكان عليها تحمل النتيجة.
لقد كان هو الآخر أثناء تفكيرها يعود إلى الخلف قليلًا بعقله قبل أن يعرف أين هي..
"كان يرتدي ملابسه ليخرج مع أصدقائه يقضي في الخارج القليل من جو الحماس المسـ ـروق منه منذ زمن، والذي أيضًا يتباهى بوجوده الآن بحياته وهو من الأساس يسـ ـرقه كما الآخرين
وقف أمام المرآة يعدل مظهره يمد يـ ـده إلى الأخرى يغلق أزرار القميص، نظر إلى مظهره الوسيم برضاء واستدار يأخذ الجاكيت ليرتديه ولكنه أتاه إتصال على هاتفه فترك جاكيت بدلته على المقعد وتوجه إلى الكومود يأخذ من عليه الهاتف والذي كان ينير برقم غير معروف..
أجاب بنبرة عادية ووضعه على أذنه فأتى حديث الطرف الأخر بسخرية:
-أهلًا عامر باشا.. معذب قلوب العذارى ودنجوان زمانك
لوى شفتـ ـيه ببرود وتحركت ملامح وجهه بضيق وانزعاج تام بعد فقط الاستماع إلى صوتها البغيض على قلبه:
-هو أنتي.. لو أعرف أن موبايلي هيتنجس بسماع صوتك مكنتش فتحت
تهكمت بسخرية وأردفت باستهزاء:
-قال يعني أنت اللي طاهر وشريف تكونش شيخ جامع.. ولا حتى حبيبة القلب
تقدم "عامر" وهو يسير في الغرفة ووقف أمام الفراش يستمع حديثها ثم عندما انتهت عقب بصوت صلب حاد:
-أنا اوسـ ـخ واحد ممكن تقابليه.. أما حبيبة القلب أشرف من مليون واحدة زيك
انطلقت ضحكات رنانة تصدر منها ازعجت أذنه ولكنه وجدها تحاول التوقف عن الضحك الساخر منه قائلة:
-بأمارة ايه أن شاء الله.. إنها سايباك دلدول وراها وبتحب في هشام ابن عمي؟ وفي أكتر كمان
صرخ بها بعـ ـنف وقسـ ـوة:
-اخرسي
تسائلت بابتسامة لم يراها ولكنه شعر بها تكمل بحقد وغيرة لم تمر على صديقتها من قبل:
-اخرس ليه ما تدافع عنها يلا وتقول فيها أبيات الشعر اللي كنت بتقوله زمان
ابتسم هو الآخر وحاول ألا يغضب من حديثها وتكون تفوقت عليه وأضاعت ما تبقى له في حبيبته فقال بمنتهى الهدوء والحب:
-وهفضل أقوله لآخر يوم في عمري
ضغطت على أسنانها بشدة غيظًا من حديثه وتفوهت بغل والحرقة داخلها تحتاج لمن يطفئها:
-طب ألحق بقى أحسن الشعر ولع بس بينها وبين هشام..
استردت مرة أخرى تكمل له ما بدأته وما أرادت قوله من البداية بحقد ومكر:
-يوه نسيت أقولك أصلها حاليًا معاه في شقته.. بيحاولوا يطفوا نار الشعر اللي والعه بينهم