-->

رواية جديدة بين دروب قسو ته لندا حسن - الفصل 9 - 2

 

 قراءة رواية بين دروب قسو ته كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية بين دروب قسو ته

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة ندا حسن 

الفصل التاسع

الجزء الثاني

❈-❈-❈


العودة للصفحة السابقة

تقدم خطوة للأمام وضغط على الهاتف بيـ ـده وهو يصرخ بغضب بعد أن احرقته كلماتها من الداخل:


-بقولك اخرسي أنتي بتقولي ايه 


تشدقت ببرود وابتسامة تشمت به وبها هي الأخرى:


-اللي سمعته ولو تحب هبعتلك ياسيدي العنوان روح أتأكد بنفسك


هتف بتأكيد وقوة وجـ ـسده متشنج للغاية:


-أنتي كدابة وحيوانه.. سلمى عمرها ما كانت زيك يا زبـ ـالة 


أخرجت كل الحقد والكره الذي ذرع بقلبها تجاه صديقتها بفضله هو:


-سلمى ازبل مني بكتير بس أنت مش واخد بالك، ولو حتى هي نضيفه أنا بقى هخليها واحدة من إياهم وهحرق قلبك عليها 


رد بقوة يتسائل بجدية شديدة:


-أنتي عايزة توصلي لايه باللي بتعمليه ده؟ أنا هبعدها عنك للأبد


استمع إلى ضحكتها عبر الهاتف وقالت بتأكيد وسخرية لأنها تعلم أنه لن يستطيع التأثير على "سلمى" وجعلها تبتعد عنها:


-مش هتقدر أنا صاحبتها المخلصة مهما عملت مش هتبعد عني إلا لو جبت دليل ضدي لكن دلوقتي نو يا حبيبي نو 


صرخ بعصبية واهتـ ـياج وهو يسير في الغرفة قائلًا بقوة يهددها:


-مش هسيبك يا إيناس.. أنا لحد النهاردة عامل خاطر لسلمى فيكي ومقدر إنك يتيمة مالكيش حد لكن بعد كده وديني ما هسيبك 


أردفت ببرود ولا مبالاة تامة مُجيبة إياه:


-أعلى ما في خيلك اركبه... هبعتلك العنوان يارب تلحقهم قبل ما يطفوا النار اللي ولعت بينهم


أغلقت الهاتف من بعد هذه الكلمات، أخفضه من على أذنه وبقيٰ لدقائق ينظر له، عقله مشغول بما استمع إليه منها.. "سلمى" ابنة عمه ليست فتاة صغيرة كي يقودها ذلك الحيوان إلى منزله بهذه السهولة..


مؤكد أنه يعرفها، مهما حدث لن تذهب إلى بيته وهو لن يفعل مثلما قالت ولن يذهب إلى هناك إنه يثق بها أكثر من نفسه.. حقًا وبجدية تامة يثق في أخلاقها أكثر منه هو شخصيًا.. ولن يفعل.. لن يكون ذلك الهمجي الذي تريده "إيناس" لتخرب علاقته مع حبيبته أكثر من ذلك..


أرسلت له العنوان في في رسالة نصية، رفع الهاتف أمام وجهه ونظر إليها وداخله يرفض الخضـ ـوع إليها وبقوة ولكن تحدث عقله بـ ماذا إن كانت هناك عنوة عنها وهذا فخ من صديقتها الحقيرة!؟.."


أبتعدت بوجهها عن نافذة السيارة واستدارت ناظرة إليه بعينين حزينة مُرهقة إلى أبعد حد، لا تدري لما فعلت بنفسها وبه هكذا ووُضعت معه بهذا الموقف السخيف، يتكرر السؤال على عقلها كل لحظة والأخرى ولا تجد إلا أنه غبية للغاية لتوافق على فعل يعارض مبادئها هكذا..


يصوب نظرة على الطريق بملامح حادة قاسـ ـية، يـ ـده تشتد على المقود وعروقه بارزة للغاية، تعلم أنه على علم بنظراتها الحزينة إليه ولكنه يكابر النظر إليها بشفقة..


امتدت يـ ـدها لا إراديًا إلى مذياع السيارة وضغطت عليه بإصبع يـ ـدها ثم عادت إلى حيث ما كانت تستند على باب السيارة تنظر من النافذة على الطريق الذي يسير عليه مُستمعة بأذنها إلى صوت الموسيقى الحزينة التي اندلعت من المذياع بعد أن قامت بتشغيله.. ثم من خلفه صوت حزين رأته مُرهق مثلها وداخله الألم يزداد كلما أردف حرفًا آخر..


"أكتر حاجه توجع في لحظة الفراق حبيبك تلمحهُ ودموعه رافضه تطلع وكأنه حالُا فاق على ايد بتـ ـدبحهُ


وكأن ده عادي لأ وأقل كمان مـ العادي والوقت ده كله في عُمر الواحد راح عـ الفاضي 


ومابين لُقاء وفراق كأننا في سباق، ده بيبكي وهو مفارق وده فارق ومهُش فارق مين فينا وفى بوعدهُ ومخانش الإتفاق واتبقى في مطرحهُ"


كلمات الأغنية كانت مُرتسمه على حياتهم وكأنها بالفعل خصيصًا لهم، بعد قول هذه الكلمات الحزينة التي جرحت داخله مد يـ ـده هو هذه المرة وأطفئ صوته ليعود للصمت مرة أخرى، ألمه قلبه كثيرًا بعد الاستماع إلى هذه الكلمات، لقد تركته بالفعل وكأنها تتمسك بنصل حاد في يـ ـدها وتقوم بذبـ ـحه به، لقد فعلت هذا وهي تقوم بتركه ومفارقة روحه..


وظهر هذا بالفعل كما استمع منذ لحظات وكأنه شيء لا يُعنيها، وكأن الأمر لا يهمها من الأساس وسلبت منه عمره الذي أفناه لأجلها ولأجل أن تكون حلالًا له وحده..


لقد بكى وحده كثيرًا ونـ ـذف ألمًا ودماء من عينيه وهو يراها تفارقه مُبتعدة عنه دون التفكير فيما قد يحدث إليه.. دون التفكير حتى في كيف ستكون حياته من غيرها..


بينما هي انهمرت الدموع من عينيها بصمت تام وهي تنظر إلى الخارج وتعلم أن هذه الكلمات ألمته كما فعلت بها بالضبط، لقد جرحت قلبها أكثر مما هو عليه..


تذكرت يوم أن خـ ـان قلبها وعمرها الذي سلمته إياه، تذكرت كيف كانت تأبى خروج الدموع من عينيها وهو حارق قلبها وطـ ـاعنه بسكين حادة وهو ينظر إليها دون أدنى مبالاة والسكين داخل قلبها مُتمسكًا بها بيـ ـده..


تذكرت كيف أظهر تبجحه عليها وحاول اختراع التبريرات دون الإقتناع بها، وكيف كذب ووقف أمامها يهـ ـددها دون الخجل من نفسه قائلًا بأن ذلك أمر طبيعي كما قالت كلمات الأغنية..


كيف بكيت وهي تفارقه وعينيها عليه تنظر إلى حدته وغروره الذي جعلوه يفارقها دون التفكير بها وبما حدث إليها بسببه!..


لقد كانت كلمات الأغنية حارقة إلى الاثنين، كانت خناجر كثيرة كل كلمة بها تساوي خنجر يـ ـذبح بهم هم الاثنين وكل منهم يرى نفسه المظلوم المسلوب منه حبيبه عنوة عنه وبموافقة منه..


❈-❈-❈


فكر "تامر" في كيفية الوصول إلى "هدى" التي تكابر لأجل زوجها الذي أصبح مع الموتى منذ عامين، تدفن نفسها وهي على قيد الحياة لأجله، تريد أن تخلد ذكراه معها وتبقى زوجته إلى أن تذهب إليه ولكنه يرى نظرتها نحوه.. يشعر أن هناك إنجذاب بينهم.. يعتقد أنها تفكر به وتمنع نفسها عنه لتبقى على ذلك المبدأ..


سيحاول أن يتحدث مع والدها.. وها هو الآن هنا عنده في مكتبه داخل الفيلا بعد أن أخذ منه موعد وقد أتى الآن..


جلس على المقعد الأيمن مقابلًا لوالدها الذي يجلس خلف مكتبه على مقعده وكان يسير معه في منتصف الحديث قائلًا بجدية:


-من وقت موت ياسين وهدى جالها عرسان كتير أوي بس هي كل اللي على لسانها أنها رافضة الجواز وأنا مقدرش اغصب عليها 


تعمق بالنظر داخل عيناه المماثلة لعين ابنه، هتف بتأكيد وجدية وشيء من اللين:


-أنا عارف كل ده بس هدى مياله ليا بترفض غصب وبتضغط على نفسها وأنا بصراحة مش عايزها تضيع من أيـ ـدي أنا بحبها 


أشار والدها بيـ ـده الذي رفعها عن المكتب بقلة حيلة وهو يتساءل ثم أكمل بحنان وثقة:


-أنا الحقيقة مش عارف أقولك ايه.. أنا عن نفسي مش هلاقي حد أحسن منك لهدى لكن القرار بيقف عندها هي 


أردف "تامر" مُكملًا حديثه طالبًا منه بهدوء:


-كل اللي محتاجه منك إنك تكلمها في الموضوع وبكلمتين منك تمشي الليلة يمكن تفكر وتاخد قرار صح المرة دي 


أظهر والدها مدى حزنه على ابنته وللحظة قد مر أمامه شريط سريع يعرض كيف كانت عائلته قبل عامين:


-والله أنا أتمنى قبلك.. أنا مش فرحان بقعدتها دي أهو عدى على موت ياسين سنتين.. هدى كانت بتحبه لكن مش هتفضل كده طول العمر 


أكد على حديثه قائلًا:


-أنا قولتلها الكلام ده لكن هي بردو عاندت.. أنا عشمي فيك أنت


ابتسم إليه والدها وهتف بنبرة لينة هادئة:


-هحاول يا تامر.. أنت زي ابني وأنا بحبك ومقدر اللي أنت بتعمله 


بادلة الابتسامة وهو يشكره ناظرًا إليه باحترام:


-ربنا يخليك وبجد شكرًا


وقف على قدميه من بعد آخر جملة ألقاها ثم أكمل بجدية:


-عن إذن حضرتك بقى 


رفع "رؤوف" عينيه معه واقترح بجدية وهو يشير إليه بيده:


-خليك يابني لسه بدري رايح فين 


ابتسم الآخر أكثر وهو يردف مُجيبًا عليه:


-لأ دا يادوب أمشي بقى.. تصبح على خير


-وأنت من أهل الخير 


قدم إليه "تامر" يده وهو واقفٍ على قدميه يسلم عليه باحترام ثم استدار وأخذ يسير بهدوء وثبات يخرج من غرفة المكتب إلى الفيلا ومن بعدها خرج إلى الحديقة، تقدم من سيارته وصعد بها عائدًا إلى مكانه وقلبه بدأ ينير به بصيص من النور اللامع، المفرح والمبهج لقلبه وحياته القادمة معها..


❈-❈-❈


وصل بالسيارة إلى الفيلا وصفها أمام البوابة الداخلية، مازالت ملامحه كما هي وكل ما به، جسده مهتاج وإن أردفت بكلمة واحدة لا تعجبه سيثور عليها ويجعلها ترى أسوأ ما مر عليها معه..


ما مر الآن لم يكن شيء إنه حاول بكل جهده أن يتمالك أعصابه ولا يفقدها عليها، أن يكون ذلك الهادئ الذي يعالج الأمور بعقلانية، ولكن رؤيته لها في منزل الحقـ ـير واتضاح أن حديث تلك الوقـ ـحة كان صحيح جعل الدماء تفور داخل عروقه وقلبه ينبض بسرعة ركض الفهد..


أن يكون قـ ـاسي معها وحديثه حاد، أن يكون عنـ ـيف شرس ويـ ـده تطول خصلاتها ليس مجرد نقطة واحدة في بحر غضبه العميق الثائر والذي يريد أن يهدأ بأي طريقة كانت..


جذب مفاتيح السيارة بعد أن صفها، استدار بوجهه ينظر إليها بعينين حادة غاضبة ثم صاح بصوت عالي نسبيًا: 


-انزلي 


تمـ ـسكت بحقيبتها ولم تنظر إليه، بل وضعت يـ ـدها المرتجفة على مقبض الباب وفتحته ومن ثم خرجت من السيارة وفي الناحية الأخرى فعلها هو الآخر وخرج متقدمًا منها عندما وجدها خرجت ووقفت كالتمثال..


جذبها من يـ ـدها للأمام فتقدمت عليه وقام بدفعها بخفة بكف يـ ـده على ظهرها صائحًا بصوت عالي ونبرة خشنة:


-ما تمشي ولا اتشليتي هنا 


سارت وهو خلفها بضيق شديد وانزعاج لا مثيل له، عقلها يريد أن يهتف بالصراخ عليه إلى أن يستمع الجيران والمنزل والكرة الأرضية جميعها ومن عليها: 


-براحة 


فتح باب الفيلا بمفتاحه ودفعها للداخل مرة أخرى كما السابقة بعد أن وقفت معه أمام البوابة وصرخ بغضب: 


-هو ايه ده اللي براحة ادخلي 


وقفت في المنتصف واستدارت إليه باهتـ ـياج وعصبية يكفي إلى هنا لقد طفح الكيل منه، صرخت بنبرة شرسة وملامح حادة:


-ما كفاية بقى هو أنت اشتريتني 


تقدم بخطوة واحدة واسعة ليقف أمامها مباشرة يستنشق أنفاسها الحادة المتناثرة أمام وجهه وأجاب هو الآخر بنبرة رجولية خشنة:


-آه اشتريتك ولسه اللي جاي أحلى 


صاحت أمامه بقوة ونفي معترضة على حديثه وعينيها مقابلة إياه:


-لأ محصلش ومش هيحصل 


رفع يـ ـده ودفعها بأصابعه أعلى كتفها المتناثر عليه خصلات شعرها السوداء القصيرة:


-أنتي ليك عين تتكلمي أصلًا 


ردت بعصبية تاركة خوفها منه في مكان بعيد عنها بعد أن بقيت في أمان داخل الفيلا:


-ومايكونش ليا عين ليه الله غلطت وأعترفت بغلطي لكن معملتش حاجه تستاهل كل ده 


صرخ أمام وجهها بصوت جهوري مرتفع: 


-لأ تستاهل.. وأنتي عارفه كده 


خرج والده من المكتب على أصواتهم العالية، تقدم بخطوات سريعة منهم وعينيه عليهم هم الاثنين يراهم يقفون أمام بعضهم مقتربين للغاية وكل منهم ملامحه تنم عن غضب عارم..


تسائل باستغراب بعد أن وقف قريب منهم:


-فيه ايه، صوتكم عالي ليه 


ابتعدت عنه قليلًا عندما تداركت وجود عمها معهم ثم صاحت بنبرة جدية ثابتة: 


-مافيش يا عمي 


أقترب هو الخطوة التي ابتعدتها وصاح عاليًا بعناد وعينيه عليها ومن داخله الحرقة تزداد أكثر وأكثر:


-لأ فيه 


تقدم خطوة أخرى من والده ليقف أمامه وصاح بسخرية مُتسائلًا باستنكار وضيق:


-رفضت جوازي منها مش كده؟ إسألها بقى أنا جايبها منين دلوقتي علشان تسيبها على راحتها أكتر بعد كده 


اعتقدت أنه يتحدث عن الماضي وأن والده كان أول المانعين لزواجهم، تركت ذلك وتحدثت بجدية وخوف من أن يقص ما حدث على عمها ويتفهم الأمر خطأ مثله:


-عامر كفاية


تراجع إليها وصرخ بعنـ ـف أمام وجهها كما جعلها تنظر إلى الأرضية، قلبه يحرقه والنيران داخله لا تخمد وعقله يفكر في ألف فكرة في الثانية الواحدة:


-كفاية لــيــه ها.. كفاية لــيــه مش هقول الحقيقة واللي حصل؟


أتت شقيقته على عجلة من أمرها تهبط من الأعلى بملامح ملهوفة قلقة بعد أن استمعت إلى أصواتهم العالية..


تسائلت وهي تهبط آخر درجة لتتقدم منهم:


-فيه ايه 


عاد للخلف ووقف ينظر إليهم واحدًا تلو الآخر واستمع إلى صوت والده الذي خرج بنفاذ صبر وضيق:


-هتتخانقوا كتير.. ما تقولوا فيه ايه 


نظر إليها بحدة وقسـ ـوة رآها تطلب منه الكتمان وألا يهتف بما حدث ولكن ذلك لن يكون في صالحه، حرك شفتـ ـيه الرفيعة قائلًا بجدية ونبرة بها الحرقة تتدلى أمامهم:


-فيه إني جايب الهانم المحترمة من شقة راجـ ـل.. جايب بنت القصاص من شقة هشام الصاوي


تحولت أعين عمها وابنته نحوها باندهاش وذهول تام، كيف لها أن تكون في منزل رجل غريب عنها معه وحدها، كيف لها أن تفعل ذلك وتتخلى عن مبادئها ومبادئ العائلة..


صرخت بصوتٍ عالٍ وهي تشير بيـ ـدها بهمجية قائلة:


-قولتلك مش شقته 


عادت بوجهها إلى عمها الذي وقف مصدومًا مما استمع إليه وجال بخاطره كثير من الأشياء يقول أنها لا تفعلها، أردفت بنبرة أصبحت باهتة:


-مش شقته يا عمي والله دي شقة إيناس صاحبتي وهو ابن عمها 


أردفت "هدى" هذه المرة بتساؤل تنظر إلى ابنة عمها باستغراب:


-عامر ليه بيقول كده طيب


أردفت بقلة حيلة وأصبحت الدموع متكومة بعينيها بعد التعرض لموقف أصعب من معرفة "عامر" ووقوع الإتهامات عليها من الأعين:


-معرفش


هتف بتأكيد وقوة ينظر إلى وجهها بقساوة:


-يمكن علشان كان معاكي 


التفت إليه بقوة صارخة به:


-قولتلك إيناس كانت معايا هي كمان 


هذه المرة وقبل أن يتحدث "عامر" تفوه والده بسؤال واضح لها وعينيه تجوب عليها وعلى ملامحها وحقًا يقف بينهم لا يتفهم ما الذي حدث من البداية:


-وأنتي ايه خلاكي تروحي شقة إيناس مع واحد متعرفيهوش 


ابتلعت ما وقف بحلقها بعد سماع سؤاله الجاد، رفعت عينيها عليه وأجابت بهدوء ونبرة خافتة:


-أعرفه، يبقى ابن عمها وأنا أعرفه


تسائل مرة أخرى بعينين حادة مُثبتة عليها:


-يعني اللي عملتيه ده صح؟


نظرت إلى الأرضية وهي تود الإنفجار في البكاء لقد وضعت نفسها في موقف لا تحسد عليه ولم تتعرض ليه بحياتها:


-لأ أنا غلطت لما روحت هناك ومعترفه بغلطي لكن هو مش عاجبه كلامي وعايز يكبر الموضوع


أشار إلى نفسه بإصبع يـ ـده اليمنى واستنكر حديثها:


-أنا عايز أكبر الموضوع ولا هو كبير لوحده يا محترمة 


استهزأ بها ونطق بآخر كلمة بهذه الطريقة ليجعلها تشعر بالخجل من نفسها وكأنه يقول أيضًا أنها على عكس هذه الكلمة، لم تجب عليه فلم ينتظر أن يتحدث أحد وقال هو بصوت واثق جاد:


-كفاية لف على حل شعرك، أنا سيبتك كتير وأخر كلام إني هتجوزك وفي أسرع وقت


خرجت من حالة الهدوء التي كانت بها منذ أن وقع سؤال عمها، وتركت الخجل من نفسها على جانب وحده وعند الاستماع إلى كلماته استحضرت الشراسة والعنـ ـف وصاحت بصوت عالي ورفض تام ناظرة إليه بقوة وعنفوان:


-على جثتي ولو حتى كنت أنت آخر راجل في الدنيا 


يتبع


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ندا حسن من رواية بين دروب قسو ته، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية




رواياتنا الحصرية كاملة