رواية جديدة تمرد عاشق لسيلا وليد - الفصل 22 -1
قراءة رواية تمرد عاشق كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية تمرد عاشق
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سيلا وليد
الفصل الثاني والعشرون
الجزء الأول
ليتني أستطيع وضع قلبي بداخل قلبك
لكي تشعر بما أشعر به في غيابكِ عنِّي
في بيروت مدينة الجمال
ظل يجوب الغرفة ذهابا وايابا... نفسي أعرف إزاي دا حصل همو ت دا فلوسي كلها كانت في الصفقة دي
ممكن تهدى ياناجي ونشوف هنتصرف إزاي انت مفكرتش انهم ممكن يمو تنا هنا بعد مايعرفوا ان البضاعة بح
مسـ.، ح على وجـ. ـهه بعـ. ـنف وبدأ يزأ ر كالأسد
- أنا اللي هد مر اللي حاول يلعب معايا.. إيه اللي عرّف شرطة الشواطئ بكدا.. اه بدأ يصيـ.، ح بصوتا مرتفع
جلست واضعة رأ سها بين را حتيها
- انا هسكت علشان لو اتكلمت هتزعل.. ومش هيعجبك كلامي.. ز فر بضيـ. ـق وحاول ان يهدي من روعه
- اديني هديت أهو ياستي قوليلي هنتصرف إزاي في المصيبة دي.. توجهت بنظرها لهيثم
- هيثم ممكن تسبني شوية مع ناجي... أماء برأسه ثم خرج من الغرفة وهو يكـ.، ظم غيـ. ـظه... دي واحدة داهية بتعمل اعتبارات للكل
- شوف مين الخا ين ياناجي في رجالتك وبعدين زعق وهيص هيصتك دي.. فيه واحد بينكم خا ين... ثم تركته وتحركت متجه لغرفتها وهي تبتسم بشـ.، ماتة
امسـ. ـكت هاتفها وارسلت رسالة
- كله تم زي ماحضرتك أمرت.. جلست وبدأت احداث الماضي تروادها
فلاش
تجلس هي وسحر في الكافيه
نظرت سحر بخبـ. ـث
- مقولتيش يعني ان خطيب أختك ضابط يابثينة... ابتسمت بعفوية لها
- لا هو مهندس ياسحر بس إنما ايه شكله من الناس الاكابر... بس الضابط بيكون أخوه تشوفيه يخطـ. ـف قلبك يابت ياسحورة
. لكن عليه تنا كة يقول ياأرض اتهد، ي ماعليكي أدي
رشـ.، فت من عصيرها بعض الر شفات وهي تنظر حولها وتحدثت بخبث
- طيب ماتوقعيه زي مااختك وقعت المهندس دا... ضحكت عليها بثينة بصـ. ـخب
- والله ياختي حاولت أصله يتحب الصراحة بس هو شكله تقيل وكمان حسـ. ـيته معلق مع واحدة تانية.. بس هو الصراحة حاشا لله محترم بيراعي ربنا.. يعني لما بيجي عندنا بيوقف على الباب لو صهيب مش موجود بيتكلم شوية مع جنى ويمشي... اهتمت لحديثها
❈-❈-❈
- بيجي لجنى ليه بدل اخوه اللي خطبها.. ابتسمت بثينة لها:
- انتِ ناسية ان جنى محامية يابنتي وهو ضابط ومعهم قضية كبيرة أوي وفيها ناس فوق وشكلهم خلاص قر بوا يو قعوهم
- انصتت باهتمام... قصدك ايه انهم بدأو يو قعوهم
- يعني خلاص باقي الز عيم بتعهم بس وكلهم ياحر ام هيتكـ. لبشوا...
جف حـ. ـلقها ونظرت حولها ثم أغلقت هاتفها وهي تسجل حديثها
- أنا لازم أمشي افتكرت عندي شغل.. هبقى اكلمك تاني وفكرّي في الشغل اللي قولتلك عليه هترتاحي والله... الراجل كويس وهيديلك قرشين يسندوكي في جهاز اختك
ضيقت عيـ. ناها وأردفت:
- انتِ مكنتيش بتقولي شغلك بالليل... وقفتي ليه
ارجعت شـ.، عرها للخلف وتحدثت مرتبكة
- لا ماأنا افتكرت حاجة لازم أعملها
في سيناء
جلس بعد سحوره.... وقلبه ذهب الى حوريته الجميلة
فلاش باك
خرج من غرفة الكاميرات متجها لمنزلها.. كانت تجلس أمام التلفاز وتتناول بعض الحلوى المشهورة بالشهر الكريم...
اتجه سريعا لغرفتها.. وقفت وأسرعت خلفه
تنتوي له... دخلت غرفتها وجدته يضع ملا بسها بالحقيبة... ضيقت عيـ. ناها وأردفت متسائلة :
- ممكن أعرف حضرة الضابط بيعمل إيه؟
ظل يفعل ماينتويه ولم يجيبها... تحركت ووقفت أمامه وامسـ. ـكت ذر اعه لتوقفه عما يفعله
- جواد بكلمك... ايه هدومي عجبتك علشان كدا بتسر قهم... أخيرا وقف واتجه بنظره لها وهو يضحك
- جدا على فكرة ثم أخرج قطعة من داخل الحقيبة وخاصة دي.. لكـ. ـمته بكتفه والله إنت قليل أد ب... جـ.، ذبها من خصـ.، رها
واردف متسليا :
- تصدقي يابت يازوزو وبمو ت في قلـ.، ة الأد ب ونفسي أجر بها الليلة.. ثم استكمل استرسال حديثه وهو يرفع حاجبه :
- ايه رأيك نشوف موضوع قلـ. ـة الاد ب دي ولا تسكتي وتيجي على البيت من سُ كات
ضيـ.، قت عيـ.، ناها وهي ماتزال بأحـ. ـضانه
- تقصد ايه مش فاهمة... همـ.، س لها
أنا على آخري حبيبي فاسمعي الكلام وتعالي معايا أنا مش مطمن لقعدتك لوحدك وخصوصا وأنا مش موجود
دفـ. ـعته بقوة ووضعت يـ.، ديها بخـ. ـصرها
- وأنا المفروض اسمع الكلام مش كدا ياعم درا كولا
رفع حا جبه متزامنا مع شـ.، فته العلوية مستنكرا حديثها :
- هتوافقي ياروحي ...
- ولو موافقتش هتعمل ايه ممكن أعرف
اقترب وحـ. ـجزها بالحائط بين يـ. ـديه
- هاجي أنا أبات هنا معا كي وياسلام هتكون أحلى سهرة... تصدقي نفسي ترفضي ياحبيبي.. وأهو تر حمي جـ. ـوزك من اللي هو فيه... أردف بها وهو ينخفض لمسـ. ـتواها وينظر لشـ. ـفاها بتسلي
دفـ.، عته بكل قوتها وأردفت ساخطة منه
- بعينك ياحضرة الضابط انولك اللي في بالك
نظر لها فارغا فا هه بتمثيل :
- ياعيني عليك ياجواد راح تخطيطك في الهوى ثم أخرج قطعة دا خليه أخرى من جـ.، يبيه كان نفسي اشوف دي الليلة ... قالها وهو يحرك حا جبيه بشـ. ـقاوة أمامها
أسرعت إليه وظلت تلـ.، كمه بصـ. ـدره
- والله لأشكيك لعمو يابا رد يامسـ.، تفز... وهات حاجاتي انت إزاي تسمح لنفسك بانك تشوف حا جتي الخا صة
إرتفع جانب وجـ.، هه وابتسامة متهكمة على وجهه
- هتشكيني لعمو وتقوليله ايه ياقطة... جـ. ـوزي المستـ.، فز جاي يا خدني لبيته... ولا ياترى هتقوليله ثم صمت وهو ينظر لملا بسها ويضحك باستهزاء...
حاولت تجـ. ـذب ملا بسها من يـ. ـديه
جـ.، ذبها لصـ.، دره.
- اهدي ياغزل انا بهزر معاكي متخافيش مش هقول لحد... وضعت رأ سها في صـ. ـدره وأردفت مستاءة:
- كدا ياجود وأنا اللي بقول عليك محترم ومستحيل تكون كدا
قهقه عليها وأخرجها من حـ. ـضنه
- لسة زي ماانتِ ياروحي وقت ماتحسي إنك بين ايدي تتـ. ـمسـ.، كني مش كدا برضو
اقتر بت منه حتى لم يفصـ.، لهما شيئا... وابتسمت بمكر وهمـ. ـست أمام شـ.، فتيه-
- علشان إنت حبيبي اللي حفظنى وقامت كأنها ستقُـ. ـبّله..لقد جعلت جـ. ـسده كنـ. ـيران...ولكنها ابتعدت عنه عندما وجدت ضعـ.، فه في حضر تها .. فجأة جـ. ـذبت منه أشيائها وخرجت من بين يـ. ـديه
شعـ.، ر بمدى حما قته وضعـ. ـفه أمامها عندما ظـ.، ن إنها ستقُـ.، بّله... نظر لاسدالها.. وتحدث غا ضبا
- إلبسي دا ياله علشان هتيجي معايا.. ثم نظر لعيـ.، ناها بقوة :
- اقسم بالله بتكلم جد لو مجتيش معايا لاجي أنا هنا... ودا آخر كلام
ضر بت قد مها بالأرض عندما علمت من نظراته جدية كلامه
- والله انت واحد مستـ.، بد وضلالي... وربنا هياخد حقي منك..
- ياله يابت متخلنيش اتغا بى عليكي... أردف بها بصوتا غا ضب... فحالته خرجت عن السيطرة
❈-❈-❈
ظل الغضب بينهما لمدة يومين لا يتحدث معها وهي اتخذت الصمت عنوانا لها.. لأ نها شعـ.، رت إنها أخطأت بحقه في مشـ. ـاعره
قبل سفره بساعات اتجه لغرفتها وقف وهو عاقد ذراعيه وتحدث بجدية لها:
- أنا عندي سفرية لمدة يومين... متخرجيش إلا لما زاهر يكون معاكي... إياكي تخرجي لوحدك وتعرّفي حازم مكانك أول بأول
اتجهت له وتحدثت بإعتذار :
- جواد أنا آسفة مكنش قصدي اتلا عب بيك والله أنا كنت بهزر...وضع يـ. ـديه أمامها
طول عمرك بتهزري معايا في المفيد اللي يو جع ياغزل
- إنسي المهم متخلنيش قلقان عندي مهمة صعبة ولازم تاخدي بالك من نفسك مش عايز شغل الافلام القديمة حد يتصل بيكي ويقولك حاجة وتجري كدا ولا كدا لا
غزل خليكي عاقلة وحكّمي عقلك الأول... انتِ ذكية جدا... متسمعيش لحد مهما كان
عندك حازم وصهيب دول أكتر ناس تقدري تثقي فيهم كأني موجود وأكتر... ثم استكمل مستطردا
: وعايز أقولك كل اللي حصل بينا دا مالوش غير معنى واحد بس
- إنتِ قدري وأنا قدرك مهما يحصل هتلاقيني أمنك وهلاقيك قوتي وحياتي كلها... ثم نظر لعيـ. ـناها بعمق... مترميش ودانك لحد مهما كان إنتِ بقالك سنتين وتكوني دكتورة لها وضـ. ـعها ومكانتها بين الناس وتأكدي:
- مفيش واحدة قدرت تهـ. ـزني غيرك ولا قلبي نبـ. ـض لحد غيرك...يعني خلي عندك ثقة في نفسك لا أمل ولا غيرها يقدرو يقربوا من مكانتك
واستكمل حديثه :
- وخليكي فاكرة مفيش حد هيخاف عليكي ادي تمام....
ارتجـ. ـف قلبها لدي سماعها كلاماته التي أثا رت عشـ.، قه بقلـ.، بها فتحدثت بهدوء
- جواد إنت رايح فين
استدار بجـ.، سده بعدما وصل لباب الغرفة
- رايح سينا ومعرفش ايه اللي هيحصل حبيت أعرفك... ومفيش حد يعرف أنا رايح فين قالها بمغزى لها
اسرعت له ووقت أمامه
- متزعلش مني ياجواد لو سمحت... مهما أعمل والله بكون بضا يقك بس... مسـ. ـد على شـ. ـعرها بحنان ونزل بجـ. ـسده وقبـ. ـلها بهدوء
ضـ. ـمـت نفـ. ـسها إليه بقوة... ولم تستطع فصل قبـ. ـلته لا تعلم ماذا فعل بها حديثه
حاول إخراجها من أحـ. ـضانه ولكنها آبية... متمـ. ـسكة به بشدة
زوزو حبيبي الفجر هيدن مينفعش كدا إحنا هنصوم... واللي بتعمليه دا بيد عوني للرز يلة... ينفع تد فعي جـ. ـوزك للر، زيلة
لكـ. ـمته وهي مازالت بأحـ.، ضانه
- إنت رخم وفصـ.، يل أوي... لسة عشر دقايق على الفجر يابا رد
قهقه عليها. وأردف من بين ضحكاته
- طيب دكني الحاجات دي لحد ماارجع ماشي... ياله يابت عايز اروح استعد للصلاة يخر بيتك هتفطر يني
رفعت وجهها اليه وتحدثت :
- جواد هترجعلي بالسلامة مش كدا.. ان شاء الله ربنا هيحميك وهتقدر تواجه بقوة
وضعت وجهه بين راحتيها
- انا جـ. ـوزي شجاع وعارفة كويس انه را عب اعد ائه... وعارفة كمان إنه مش ضـ.، عيف
قبّل رأسها ومسـ.، ح دموعها ثم خرج سريعا
خرج من شروده عندما اتاه اشارة من اللاسلكي اتصال من باسم
- جواد فيه هجـ. ـوم على الحدود في جنوب رفح... خلي بالك وأمّن موقعك كويس... للأ سف الهجـ. ـوم على كتيبة للجيش الحر بي
وفيها شهداء كتير... انصت جواد باهتمام لباسم وهو يكاد يختـ.، نق من الو جع
- مين دول ياباسم تجا ر السـ. ـلاح ولا ايه...
- منعرفش ياجواد لسة الاخبار مش أكيدة بس على مااعتقد الجيش هينزل دلوقتي ونعرف إيه الموضوع المهم خلي،بالك كويس المكان مش بعيد عن موقعك بكتير
ثم استرسل مردفا باستفهام
- عملت ايه وصلت لحاجة..؟
- ايوة مسكنا كذا حد بيوزع اسـ. ـلحة هنا ومخـ. ـدرات كمان..بس للأسف فيه اللي هرب مننا وأ دينا بنحاول مع اللي معنا نعرف مين اللي بمو لهم...المهم ياباسم اي أخبار عرّفني وأنا معاك مفيش تغطية هنا خالص
أجابه باسم :
- الجـ.، يش محاوط سينا دلوقتي بالطيران خليكي مع ارشاداتهم علشان محدش منكم يتأذي
- تمام ياباسم ربنا يسهل أنا في القسم اصلا لسة مخر جناش... بدل الجيش نزل على ماأعتقد احنا مالناش لازمة حاليا هنا
أجابه باسم بيقين:
- اكيد هنعّرف نشأت بآخر التطورات وأعرفك :
- بعد اغلاقه مع باسم اتجه لبعض قواته لتحـ.، ذيرهم الخروج حاليا
❈-❈-❈
في القاهرة في غرفة غزل
بعد أداء فريضتها... وقراءة وردها جلست بمكانها تقرأ الأذكار وتسّبح ربها... إلى طلوع الشروق حتى تنال جزاء عمرة
بعد فترة انتهت من صلاتها
امسـ.، كت هاتفها تتفحص الأخبار
فجأة وقفت وظلت دمو عها تتساقط بغـ. ـزاره وتتحدث :
- جواد هناك يارب أعمل إيه... أمسـ. ـكت هاتفها وحاولت الاتصال به... ولكنه خارج التغطية... خرجت من غرفتها بل من الجناح بأكمله متجه لغرفة صهيب ودخلت دون استئذان :
- صهيب اصحى لو سمحت قالتها ببكاء. هّـ. ـب من نومه ومسـ.، ح على وجـ.، هه
- فيه ايه يازوزو... هو ى قلبه بين رجليه من منظـ.، رها وبكا ئها
إمســـ. ــك شوف ايه دا..؟
- انا عايزة جـ.، وزي ياصهيب... هاتلي جواد دلوقتي..
امسـ.، ك هاتفها جحـ. ـظت عـ.، يناه مما رأى
- لا مستحيل... يارب نجـ.، يهم
- حبيبتي اهدي علشان كدا انتِ بتو تريني وبعدين بابا وماما كدا ممكن يقلقلوا... جواد اكيد مش في سينا... لا في سينا ياصهيب اردفت بها ببكاء
وقف فجأة وقرأ بتمعن :
"هناك هجـ. ـوم غا شم وغـ.، ادر نفذته عناصر إرها بية تابعة لتنظـ. ـيم دا عش في جنوب مدينة رفح وهو مايعرف بموقعة (البـ.، رث) وراح ضحـ. ـيته ثلاث وعشرون شهـ.، يدا من قو اتنا الباسلة بقيادة الباسل الشجاع الشهيد بإذن الله (أحمد المنسي) الذي حاول بكل قو ته هو وكتيبته البا سلة الوقوف بقـ.، وة والصـ.، مود ضد الار هابين حتى لاير فعوا علمهم في أرضنا الحبيبة..."
" رحـ. ـم الله شهـ. ـداء الوطن "
بعد قرأته لمنشور القوات المسلحة الذي أنزلته حد اد على قو ادها الشهداء، داعين الله المولى ان يتغـ. ـمدهم بالرحمة
جلس بهدوء رغم حز نه الشديد على أبطالنا الذين راحو غد ر لهذا الإر هاب المعادي الذي لا يعرف ديناً ولا وطن
نظر لغزل وأردف بهدوء :
- حبيبتي دول قوات الجيش... يعني هجـ.، وم على الجيش...حتى لو جواد هناك مالوش علا قة .... جلست بجواره
-متأكد ياصهيب طيب هو مابيردش ليه؟
ربت على ظـ.، هرها بحنان:
- أكيد شبكة هناك... أنا اتصلت بيـ.، دي خا رج التغطية... إهدي علشان بابا عنده السكر والضـ.، غط يعني حاجة ذي دي ممكن لقدر الله يحصله حاجة
امأ ت بر أسها ومازالت تبـ. ـكي
- لازم أسمع صوته علشان أطمن اتصل بباسم وطمّني لو سمحت...
قام الاتصال بباسم... الذي طمئنه وعلى رغم إنها أطمئنت قليلا إلا مازال قلبها يؤ لمها عليه
مساءً جلس الجميع على المائدة منتظرين انطـ.، لاق مـ.، دفع الإفطار:
- يرددون بعض الأدعية في هذا الوقت لقول المصطفى...( دعوة الصائم لا ترد)
تجلس سا كنه حز ينة نظرت أمل لها
- مالك ياغزل النهاردة مخرجتيش خالص من اوضتك... اتجه حسين لها
- إنتِ تعبانة حبيبتي... قاطعته أمل قائلة
- لا ياخالو هي زعلانة علشان جواد جابها غصـ.، ب عنها هنا... ماانت عارف هي عايزة حياة مستقلة علشان لما يجي ابن الحلا ل
بقى يعيش معها هناك
اغمـ.، ضت عيـ.، ناها بأ لم هي تعرف إنها تسـ. ـتفزها ولكن حديثه الأخير لها... جعله بلسـ. ـما لها ابتسمت عندما تذكرته...
وفجأة انسد لت دمـ. ـعة من عيـ. ـناها... ودعت له بالسلامة والرجوع اليها... بدأت تحدث حالها
- كيف سيعش من افتـ. ـقدتهم أسر الشهد اء اليوم... يارب ار بط على قلوبهم... انا أكتر واحدة عارفة يعني ايه تفـ. ـقد أغلى الاشخاص لقلـ. بك... مسـ.، حت دمعـ. ـتها ودعت لهم بالرحمة... كل هذا وصهيب يرا قب حر كاتها... ولكن قا طعت خلـ. ـوتها مع نفـ.، سها
أمل مرة اخرى وهي تتحدث :
- متزعليش يازوزو كان نفسي جواد يفضل متجـ.، وزك بس معرفش ليه طـ.، لقك الصراحة نظرت لخالها
- هو ليه طلقها ياخالو؟
قاطعها صهيب قائلا :
- ادعي ياامل ربنا يرزقك بجـ. ـوازة تكون أحسن من اللي اتجـ. ـوزتيه... ادعي حبيبتي واسكتي... نظر ت بسخط لصهيب
هو حازم فين يامليكة اتأخر ليه؟
هذا ماقاله حسين...
- قالي جاي يابابا زمانه على وصول... زعلان أوي انت عارف اللي حصل في رفح النهاردة بيقولي كان فيهم واحد زميله من ثانوي بيشّكر في أخلاقه
- أدعولهم ياولاد بالر حمة...انطـ. ـلق المد فع ورفع الاذان في المساجد...تناول الجميع المشروبات المعروف بهذا الشهر
ووقف حسين وصهيب متجهين للصلاة وغزل ومليكة ونجاة اتجهوا ليأدوا صلاتهم أما أشجان جلست بجوار أمل وتحدثت بخبـ. ـث :
- اهدي علشان خالك واخد باله منك وصهيب واقفلك على الكلمة اللي عرفته انه اتجـ. ـوزها علشان تهـ. ـديد عمها... ودا كويس يعني مفيش حب ولا غيره ياهـ.، بلة
بعد انتهائهم رجعوا للمائدة
- نظر حسين لغزل مبتفطريش ليه حبيبتي
رفعت الكأس الذي أمامها وصوتها اخـ. ـتنق بالبـ. ـكاء عندما طلب حسين الدعاء لشهد اء الوطن بالرحمة... تخيلت نفسها مكان احدا من زو جاتهم
شوفي جـ. ـوزك فين يامليكة اتأخر ليه يابنتي... اردفت بها نجاة
استمعوا لصوت حازم مع شخص اخر
وقفت فجأة عندما استمعت لصوته... اسر عت له.. لقد اشتاقت كثيرا له رغم سفره الذي لم يتعدى الاسبوع
ارتمـ. ـت بإحـ. ـضانه وظلت تبـ. ـكي بقوة وتتحدث من بين بكائها
- احمدك واشكر فضلك يارب... خرجت من احضـ. ـانه ووضعت وجـ.، هه بين راحتيها
- انت كويس مش كدا... نظر حازم لها وأردف عندما وقف الجميع مستغرب حالتها... وتحدث قائلا
- غزل حبيبتي ماهو قدامك سليم اهدي... ثم اخفـ. ـض رأسه
- الكل بيبص عليكي ياغزل اهدي..
إستغرب جواد حالتها
- مين اللي مزعلك حبيبتي ؟
مالك فيه ايه؟... ربت حازم على زراعه
وتحدث: كانت مفكراك في هجـ. ـوم البرث ياسيدي طول اليوم مش مبطلة عيا ط
ضـ.، م وجهها- لو هشوف نظرة الخوف
دا عليا وهتعب العـ. ـيون الحلوة دي كنت رُحت عندهم
أنا كويس بلاش شغل الأ طفال بتعاك
. لكـ.، مه حازم... وحمـ.، حم الكل بيتفرج ياحبيبي لم نفسك انت وهي... ثم تحرك في إتجاه غرفة الطعام
آسف ياعمي والله مفتاحي اتكسر في الباب ودا اللي أخرني... كان حسين انظاره لولده وغزل... ودعى بينه وبين نفسه
- يارب ياغزل مايكونش اللي وصلني صح
استمعت نجاة لحديثه
- مالك ياحسين في ايه؟
ربت على يـ. ـديها وتحدث بهدوء
- مفيش حبيبتي ياله افطري.. توجه جواد لابيه قـ. ـبل رأ سه ويـ.، ديه... وفعل بالمثل مع والدته كعادته
ربتت نجاة على ظـ. ـهره
- حمدالله على سلامتك حبيبي.. ودايما ترجعلنا بالسلامة ... كنت قلقانة عليك بعد اللي شوفته النهاردة... رغم عارفة انك الحمد لله في اسكندرية كنت زمان حالتي الحمد لله مش عايزة اخمن ربنا يكون في عون اهالي الشهـ.، داء
هو ايه اللي حصل يانجاة؟
اردفت بها اشجان
- بطلو كلام وافطرو وبعد الفطار يبقى احكوا براحتكم... أردف بها حسين
ثم توجه بنظره لغزل التي مازالت تقف وتنظر لجواد باشـ. ـتياق
- ايه يازوزو اقعدي حبيبتي يالة علشان تفطري أظن جواد جه والعيلة اكتملت كمان المفروض تفطري
تلا عبت أمل بطعامها ثم تحدثت مو بخة غزل:
- معرفش ياغزل لسة زي ماانتِ طفلة بتجري على جواد وقت ما يجي.. اكبري حبيبتي بكرة يتجـ. ـوز وهتلاقي اللي تجري عليه... ثم اردفت بخـ. ـبث وهي تنظر لجواد
- مش معنى انه كت، ب كتا به شهر عليكي علشان ينقـ. ـذك من عمك يبقى خلاص... هيفضل مر اعيكي طول العمر... وأنا شايفة حازم أولى من لهـ. ـفتك دي... مش هو اخوكي برضو...
خلاص انتِ ايه مش بني أدمة... أردف بها جواد بصياح... ثم اتجه بنظره لوالده وتحدث:
- آسف يابابا بس بجد خر جتني عن شـ. ـعوري.. انا جاي من سفر والمفروض أرتاح من الصداع وهي مبطلتش كلام
آماء حسين بعيـ. ـنيه لولده... ثم تحدث موجه كلامه لأمل :
-ياله ياأمل يابنتي افطري ومالكيش دعوة بغزل... رمضان كريم.... تحدث بها وهو ينظر لغزل ثم أكمل استرسال حديثه
- تعالي يازوزو جنبي هنا علشان تفتحي نفـ. ـسي ثم نظر لجواد... وانت اقعد على الكرسي التاني زوزو هتقعد جنبي النهاردة
أغمض جواد عيناه بو جع فهو يشـ. ـعر بالالام نفسية وجـ. ـسدية ولا يستطيع التحدث فيومه كان كفيل بوجعه... انتقل على المقعد الذي يجاور غزل ولا يعلم ان بحركة والده هذه كان يريد جلوس غزل بجو اره بعدما جلست أمل بمـ. ـكانها كعاتها
❈-❈-❈
جلسوا جميعا يتناولوا الافطار في جو من الصمت نوعا ما الا حازم ومليكة
- مليكة بعد الفطار عايزين نخرج شوية علشان الحاجات الناقصة لازم نجيبها الفرح خلاص باقي اسبوعين...
آمأت له وجوابته- أكيد حبيبي هنصلي القيام ونخرج... اما صهيب الذي مازالت عيـ.ـنيه تراقب غزل التي تجلس بجـ.ـوار جواد وتنـ.ـظر كل فترة له كأنها تسـ.ـرق النظرات اليه
وهو لا يشـ.ـعر بها كل مايؤ.لم رو.حه ما رآه من غـ.ـدر الارهـ.ـاب الذي اضاع خيرة شباب الوطن...
شـ.ـعر حسين بمصـ.ـاب أبنه الذي يجلس ولم يأكل
- مالك يابني مابتكلش ليه؟
- ماليش نفس يابابا تعـ.ـبان حقيقي لازم ارتاح شوية اعذروني... ثم وقف فجأة واتجه لغرفته دون أى حديث
نـ.ـظر حسين لغزل بأن تلحق بزو..جها... ولكن اوقفته نجاة
- طيب علشان خاطري ياحبيبي كُل أي حاجة انت يابني خسيت خالص..
رجع إليها مقـ.ـبلا ر أسها
- هنام واقوم وأقولك عايز أكل.. بس اعذريني دلوقتي حبيبتي بجد مش قادر... تحرك متجها للاعلى... بعد فترة من إنتهاء الطعام اتجه حازم إلى عمه وتحدث إليه
- عمو بعد إذنك هاخد مليكة ونروح نشتري الحاجات اللي ناقصانا وكمان هننزل اسكندرية علشان نشوف اخبار الفندق اللي هنعمل فيه الفرح
تنهد حسين بهدوء ثم نظـ.ـر إليه
- ليه يابني اسكندرية ماهو الفنادق مالية القاهرة... ثم استطرد حديثه بفكاهة
- اسكندرية هتقولوا انتوا عرسان صح والقاهرة لا
- ابدا ياعمي مش قصدنا... بس احنا في الصيف والجو حر... فحبينا نعمله في فندق على البحر... ودا اختيار مليكة وأنا الصراحة مقدرش أرفضلها طلب
ربت حسين على كـ.ـتفه
- ربنا يسعدكم ياحبيبي.. وانا لسة عند رأي واه نسيت صهيب ناوي يعمله فين... وصل صهيب وهو يأكل قطعة من الحلوى (القطايف) جايبين سيرتي ليه... بتعملوا عصـ.ـابة عليا ياسحس
تعالي ياصهيب عايز اتكلم معاك
- إنت اتكلمت مع عمك على موضوع الفرح ولا لسة... يعني قولتله تفاصيل... قام بمضغ قطعة الحلوى ثم نـ.ـظر لوالده
- ايوة يابابا وأنا مع حازم في فكرة اسكندرية ليه نعمله هنا في القاهرة وإحنا في الصيف والحر
نظر حسين لهم واشار بالجلوس
- اولا مينفعش اللي انتوا عايزينه لسببين
اولاً الناس اللي هتروح وراكم دي مش عارفين ظروفها ايه... علشان نعطلهم
ثانيا انا شايف انه مالوش لزوم اسكندرية من القاهره مش هتفرق كتير... اعملوه على النيل في فنادق كتيرة... وبعدين انتوا هتزهقوا الناس علشان ساعتين... بطلوا نفخة كدابة الفرح في القلب مش الكمليات ياولاد
قـ.ـبل حازم رأ.س عمه وتحدث برضا
- مش فارق معايا والله ياعمو اللي تشوفه حضرتك...
بس انا فارق معايا ياحازم ......اردف بها صهيب... تحدث لهما :
- دي ليلة العمر يابابا ولازم اكون فرحان وسعيد من كل حاجة... قاطعه حسين
- والسعادة يابني إنك تجر الناس وراك وإنت متعرفش ظروفهم علشان يروحو يقعدوا ساعتين ويجوا...الرحمة ياحبيبي
وعلشان ليلتك متنضـ.ـربش،...وقف سريعا
- لا بالله عليك بلاش ليلتي اللي هتنضـ.ـرب دي دا أنا بقالي خمسين سنة بظبطلها... ضحك كلا من حازم وحسين عليه...قاطعتهم نجاة وهي تجلب لهم أطباقا من المهلبية
- عارفة إنك بتحبها ياحسين فعملتها بايـ.ـدي
جلس صهيب ووضع خـ. د يه على يـ..ـديه وتحدث بمزاح:
- يامحن يانوجة...دي مهلبية ياماما مش عملتي السي فود ياحبيبتي...أنا أعرف الستات بتعمل لجـ.ـوازها سي فود،حمام،كورع ياااه مش مهم المهم الحاجات دي علشان تدلعهم...وانتِ عاملة مهلبية البت غزل الهبلة تعملها وهي نايمة في أوضتها وفرحانة بيها وجاية تضحكي على الرا.جل... لكـ.ـمه حسين
- امشي ياله مالكش دعوة بنوجة دي حبيبة ابوك... جـ.ـذب صهيب حازم
- قوم يالا بدل مايرفعوا ضـ.ـغطي وأنا لسة شباب... ضحكت نجاة على إبنها وتحدثت
- هتفضل لحد إمتى ياصهيب وانت بداري و جعك في هزارك... ربت حسين على يـ...ـديها
- صهيب بقى أحسن من الأول بكتير يانوجه... الضحكة بقت صافية... انا اللي خايف عليه جواد... استدارت له وقلبها بدأ يؤ لمها على ولدها البكري فرحة عمرها
- ليه بتقول كده ياحسين... إنت مش قولت انه خلاص رجع غزل لعصمته وكمان شايفة لهـ. ـفة غزل عليه... وهو ياحبيبي بدأ ينسى اللي حصل... ليه قلـ.ـقان
أغمض عيـ.ـناه بوجع وتحدث :
- يارب ظني يكون مش في محله يانجاة... لهـ. ـفة غزل عليه دي لهـ. فة بنت على ابوها... فهماني خو فها وجريها عليه فكرتني بصغرها هي ومليكة لما كنت برجع من السفر... نفس الجري ونفس اللهفة... ثم استكمل حديثه
- خا يف على جواد يفوق على أ لم من غزل بعد ماتعرف حقيقة شـ.ـعورها... وترجع تشوف حياتها بعيد عنه... ابنك بيحبها اوي مهما يداري قدامنا... انا شايف في عـ.ـيونه عشـ.ـق مش حب بس هو اللي مش عايز حد يعرف نقطة ضعـ.ـفه... ونقطة ضـ.ـعفه دي غزل
نظـ.ـرت له ونزلت د معة من عيـ. ـنيها عندما تذكرت الماضي
- غزل بتحب جواد ياحسين أنا عارفة ومتأكدة أما نـ.ـظرة الو جع اللي في عيـ.ـنك دي اللي مش قادرة انسهالك حتى بعد السنين دي كلها... حاولت اكون لك الز وجة والأم والحبيبة بس علشان ماشفش نـ.ـظرة الحزن دي... بس للاسف لسة زي ماهي... ثم اردفت مسترسلة:
- ما الحب الا للحبيب الاولي
زفر حسين بقـ ـوة وتحدث
- ولسة زي ماانتِ يانجاة يشهد ربي اليوم اللي كتبت عليكي فيه مسحت الماضي كله... وبقيتي عندي أغلى من نفسي.. بس إنتِ اللي مش عايزة تصدقي... وتحدث مفسرا
- نظـ.ـرة الو جع دي علشان أخويا يانجاة اللي ملحقش يفرح بأبنه... نـ. ـظرة الو جع دي علشان ابن صاحبي اللي كان عندي زي ولادي اللي اتخـ ـطف عريس ور مى نفسه مكان إبنك ولولاه كان ابنك هو اللي تحت التراب... نـ.ـظرة الو جع دي علشان صاحبي صاحب عمري على الحلوة والمرة اللي مـ ـات وهو زعلان من نفسه ومفكر نفسه السبب في مـ ـوت ابنه علشان خيا نته من واحدة ربنا يهدلها نفسها وقعّت بين أعز الاشخاص على قلبي... ثم تنهد واملأ رئـ ـتيه بالهواء
نـ.ـظرة الحز ن دي علشان خطيبة ابني عروسة الجنة اللي قتـ.ـلوها بد م بارد وتهموا اخوه بقـ ـتلها وجر يمة بشـ ـعة... خلت ابني فـ.ـاقد نفسه لسنين.. وانتِ شوفتي حالة صهيب وجواد وقتها كانت إزاي
نظرة الحزن دي علشان ابني البكري سندي وحياتي كلها...وأنا شايف حياته واقفة وبيهـ ـرب بكل قوته ويتمـ.رد على قلبه علشان يفضل محافظ على مكانته واسم عيلته والناس مترمهوش بالباطل... د.اس على قلبه واختار الوجـ ـع... تعرفي ان مستحملش اللي جواد فيه... متقوليش الموضوع سهل.... بلاش تجيبي نفسك في و جعي.. بالعكس انتِ ملاك حياتي وبحمد ربنا عليه... قبل يـ ـديها وتحدث بيقين
- العز اللي أنا فيه سواء من ولادي او من صحة او فلوس انتِ السبب فيه بعد ربنا
ربتت على يـ ـديه مبتسمة:
- ربنا يخليك ليا ياابو جواد. ولا يحرمني منك ياحبيبي ... قاطعتهم أشجان أُخت حسين
- هما الولاد خرجوا ولا ايه... مفيش حد موجود يعني... اجابتها نجاة مبتسمة
- صهيب راح لخطيبته... وحازم ومليكة خرجوا... اما غزل في اوضتها فوق
ضيقت عيـ ـناها واردفت متسائلة
- جواد لسة نايم دا الساعة داخلة على عشرة... ايوة هو مبيحبش حد يصحيه وقت مايفوق هينزل
امم كويس... نظرت لها نجاة هي أمل فين بتصلي القيام ولا إيه
- لا أمل خلصت بتكلم واحدة صاحبتها على التليفون
❈-❈-❈
في منزل ندى
تجلس ندى بغرفتها وتنظر لدبلتها التي ألبسها إياها جواد منذ خمس سنوات... تساقطت دمو عها على فر اقه... دخلت والدتها وتحدثت بسخط من حالتها
- وبعدهالك ياندى هتفضلي كدا يابنتي لحد إمتى... من ساعة مااطلقتي وانتِ قافلة على نفسك ومش عايزة تك