رواية جديدة للقلب أخطاء لا تغتفر لآية العربي - الفصل 26 - 2
قراءة رواية للقلب أخطاء لا تغتفر كاملةتنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية للقلب أخطاء لا تغتفر
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة آية العربي
الفصل السادس والعشرون
الجزء الثاني
على الجهة الأخرى من العالم
وتحديدا في مدينة ألبرتا الكندية
تتمدد مها على الفراش الوثير في ذلك المنزل التي تقطن فيه والدتها مع خالتها المقيمة هنا منذ أمد .
غارقة في نوم هنئ مع إقتراب تحقيق إنتقامها بالإضافة إلى قرب إفتتاح شركتها خاصة هنا ومع حصولها على عقد الشركة البلجيكية وعدة عقود آخرى لشركات عالمية سعت للحصول عليها لسنوات ستحقق نجاح باهر سيترك صداه في عالم الأعمال .
تضع على عيــ.نيها ضمادة النوم قبل أن يرن هاتفها النقال ويزعجها .
تماطأت في نومها ثم نزعت الضمادة وزفرت بحنق وهى تتناول الهاتف من فوق الكومود وتجيب دون رؤية اسم المتصل قائلة :
- ألو ؟
تحدث أحدهم بلغة فرنسية لم تتعرف على صوته قائلاً بنبرة جليدية :
- مرحباً سيدة مها ،، كيف الحال ،، نرجوا أن لا نكون قد أيقظناكى من نومكِ الهنئ ؟
تنبهت حواسها للغة ولطريقة الحديث فتساءلت بفرنسية تتقطنها جيداً :
- من معي ؟
تحدث الطرف الآخر بعتاب ساخر دب الرعب فيها :
- أيعقل سيدتى ؟ ،، أتنسين من لهم ديْنٌ عندكِ ،، هذا في قانوننا يعد إساءة .
ضاع أي أثر للنوم ،، أي نومٍ هذا بعد هذا الحديث ،، فقط دقات قلبها أصبحت عنيفة ،، لا تريد تصديق حدسها لذلك تساءلت بريبة :
- ستقل من أنت أم أغلق الخط ؟
ضحك الآخر ثم تحدث بجمود وكأنه يتحول في لمح البصر قاصداً إرهابها :
- معكِ من أضاع لهم والدكِ بضاعتهم ،، يطالبون بحقوقهم ،، لقد تركناكِ إلى أن استردتى أموالكِ وحان الوقت لدفع الدين .
إرتعش جــ.سدها وظلت متصنمة تستوعب ما يحدث ،، هل عادوا من جديد ؟ ،، لقد ظنتهم تركوها بعد أن دافع عنها حمزة وحماها تحت ظل جناح عائلته ،، ولكن الآن هي ما نزعت أطراف هذا الجناح لتستطيع الطيران بأريحية ،، الآن حلقي عالياً أيتها الغبية .
تحدثت بغضب بعد أن أدركت أمرها :
- لااا ،، ليس هناك دين علي ،، بل أنتم مدينون لي بحياة أبي ،،، قل لأعوانك أن يبتعدوا عنى وإلا لن يحدث خير .
ضحك عالياً بشدة جعلها ترتعب أكثر ،، من تهدد تلك البلهاء ؟ ،، أتهدد رجال مافيا ؟ .
عاد الآخر إلى جموده يتحدث بريبة :
- أسمعي جيداً أيتها الطفلة ،، من كنتِ تحتمى بهم في بلدكِ الآن أنتِ بعيدة عنهم ،، إنطلقتى من قيودهم وبتِّي حرة ولنا الحق بأن نصطادكِ نحن ،، لذلك فأمامكِ خيارين لا ثالث لهما ،، أما الدفع أو القتل ،، قرري من الآن للغد .
أغلق وتركها تنظر أمامها بعيون جاحظة ،، كيف حدث ذلك ؟ ،،، عن أي دفع يتحدث ،، أولم ينتهى هذا الدين منذ سنوات ،، وهذا الدين الذي يقول عنه يعادل ثلاث أرباع ثروتها الحالية ،،، يا آلهى ماذا تفعل ؟
أردفت وكأن ألتمع وميض عقلها :
- ناصف .
عبثت بهاتفها تحاول الإتصال عليه على الرقم الخاص الذي حدثها منه ،،، كان في تلك اللحظة يقطن في المنزل البعيد الذي يختبئ فيه ،، يجلس يتابع أخبار حمزة عن طريق العيون التى وظفها لذلك .
رن الهاتف النقال والذي لم يكن من الأنواع الذكية المعروفة ،، فقد جاء به ليجري إتصالاته الخبيثة بأريحية دون إحتمالية تهكير هاتفه .
فتح الخط وتحدث ببرود ساخراً :
- أهلا يا مها ؟ ،،، بيتهيألي دلوقتى في كندا المفروض تكونى نايمة ،،، ومش معقول حلمتى بيا .
تحدثت بريبة وهى تترجل على أرضية الغرفة وبدأت تزرعها ذهاباً وإياباً بقلق :
- ناصف إلحقنى ،،، فيه واحد كلمنى من المافيا اللى بابا إتعامل معاهم قبل وفاته ،، وبيطالبونى بتمن البضاعة بتاعتهم ،،، أعمل إيه يا ناصف ؟ ،،، إنت لازم تساعدنى وتحاول تتواصل معاهم يبعدوا عنى .
ضحك ناصف لثوانى ثم أردف بلا مبالاه :
- طيب ما تدفعي دين أبوكى يا مها ،، ميصحش بردو .
تحدثت بغضب قائلة :
- إنت هتهزر يا ناااصف ؟ ،، بقولك هددونى يا إما القتل يا إما الدفع ،، وأنا لو دفعتلهم المبلغ ده هخسر كتير أوي ،، ده أنا هنتهي ،،، مش معقول بعد اللى وصلتله ده أخسر ،، علشان كدة لازم تساعدنى إنت متورط معايا .
تحدث ناصف بفحيح غاضب :
- أحسنلك متهددنيش لأن مافيش أي دليل ضدي ،،، أنا ملفي نظيف ،، الدور والباقي على شوقي بيه أبو الدهب ،،، وبالنسبة لمشكلتك معاهم فأنا ماليش أي علاقة بيهم ولا بيكي ،، وفي الآخر براحتك ،، عايزة تدفعى إدفعى مش عايزة خلاص ،، سلام يا حلوة .
أغلق الخط وتركها في صدمتها ،،، ماذا ستفعل الآن ،، وأي حفرة تلك التى أوقعت نفسها بها ،،، حسناً يا مها لتتذوقي القليل من كأس الخيانة كما أذقتيه لحمزة .
❈-❈-❈
بعد أن ترك حمزة معاذ تحرك بسيارته إلى منزل شقيقته ليراها ويتحدث معها عن معاذ .
وبالفعل وصل وترجل يصعد إليها حيث خرجت لتستقبله .
عانقها بحنو ودلفا سوياً.
جلست بجواره تردف بسعادة بعد رؤيته :
- ريتان خبتك عنى ولا إيه ،، مبقتش أشوفك زي الأول .
تنهد بحب عن ذكر سيرة حبيبته وتحدث بتروى ولن تخفي عنها لمعة الحزن في عينه :
- لا أبداً يا حبيبتى ،،، انا بس مشغول شوية اليومين دول ،، طمنيني عنك وعن الأولادك .
أومأت تردف بيقين :
- الحمدلله كلنا بخير ،، بس أحكيلي مالك ،، شكلك زعلان من حاجة .
زفر بقوة ،،، عليه أن يخبرها لربما هذا الحقير جاء ليرى توأم شقيقه ،، وليكن هذا دافع كي تفكر ملياً في طلب معاذ .
تحدث بضيق وهو يتمــ.سك بكفيها كدعم منه لما سيقوله :
- ناصف رجع يا سناء ،، رجع وبقى شريك معانا في الشركة .
شهقت بقوة واتسعت عينيها تردف بصدمة :
- يا نهار أبيض ،، إزاااي ده حصل وإمتى ؟ .
زفر بقوة وأبعد يــ.ده عنها وبدأ يخبرها بكل شئ إلى أن انتهى فتحدثت بقلق متسائلة :
- يخربيتها ،، بعد اللى عملته معاها تعض الإيد اللى إتمدتها لها ،،، يا ريتك كنت رميتها وقتها الخايــ.نة دي .
تنهد بضيق لاحظته فتابعت متسائلة :
- طب وبعدين يا حمزة ؟ ،، هنعمل إيه ؟ ،، طب وريتان عرفت ؟
هز رأسه يردف بضيق واختناق :
- لا يا سناء ،،، هقولها إيه بس ،،، هقولها ناصف راجع وبيقول إنه هياخد كل حاجة كانت ليه ؟ ،،، مجرد رجوعه بس هيرعبها ،، إنتِ متعرفيش هي حكتلي عنه إيه الحقير ده .
هزت رأسها تردف بتصميم :
- لا يا حمزة ،،، لازم تعرف ،،، مينفعش تخبي عليها ،، علشان تاخد بالها كويس كدة عبء تقيل عليك .
تحدث بعلو مستفهماً :
- ولو عرفت يا سناء إيه اللى هيحصل؟ ،، قوليلي إيه اللى هيحصل ؟ ،، أنا مش هتحمل يا سناء زعلها ولا وجعها تانى ،، مش بعد ما وصلت أنا وهي للنقطة دي ،، هقولها كل حاجة بس لما يتقبض عليه ،، لما أقدر اثبت قذارته واللى عمله بعد ما قدر يبرأ نفسه ،، دلوقتى أنا حاسس أنى ضعيف ومقيد بس لما يتقبض عليه هقف قدامها وأنا واثق إنى عملت اللى عليا ،،، غير كدة مش هتكلم يا سناء .
زفرت بحزن تطالعه بترقب ،،، ربما هو محق ولكن هذا سيضاعف حزنه وقلقه ،،، عليه أن يهون على قلبه ،، كيف له أن يحتمل كل هذا بمفرده .
مدت يــ.دها تربت على ظــ.هره وتردف داعمة كعادتها بحنو :
- طيب هون على نفسك يا حبيبي ،، إن شاءلله خير .
أومأ لها عدة مرات وإنتظر لدقيقة ثم تحدث بترقب قائلاً :
- المهم ،،، معاذ بيه قابلنى النهاردة ،،، واتكلم معايا عنك ؟
ذهلت تطالعه بتفاجؤ ثم تساءلت :
- عنى أنا ؟ ،،، خير يا حمزة .
التقط أنــ.فاسه بقوة ثم تحدث بتروى وهى ينظر داخل عينيها :
- طالب إيدك ،،، وعايزك تديه فرصة جديدة ،،، وتفكري بدل المرة مليون قبل ما ترفضي .
هزت رأ سها تردف برفضٍ قاطع :
- لا يا حمزة ،،، لاء ومليون لاء كمان ،، مش هتجــ.وز مرة تانية أنا اكتفيت من تجربتى الأولي وعايشة دلوقتى لنفسي وأولادى بس ،، مش محتاجة راجل في حياتى الله أعلم هيبقى إزاي .
زفر يتفهم خوفها ،،، ولكنه يعلم أن هذا الحديث ليس نابعاً من داخــ.لها ،،، ويقدر ما مرت به ،، ولكنه يريدها سعيدة ،، يريد أن يتطلع لعينيها يرى بريق الإطمئنان والراحة كما رآهما في عين حبيبته بعد أن ردت إليه ،، منذ زمن ولتلك اللحظة وعينيها حزينة لم تنمحى منهما نظرة الخوفِ أبداً .
تحدث مجدداً بتروى :
- قولتلك فكرى الأول يا سناء ،،، كل اللى عليكي تفكري بما أن طلبه بقى رسمي ،،، هو اتعلق بيكي ،، وصدقيني لولا أنى أعرفه كويس وأعرف إنه إنسان خلوق وكويس جداً سواء في شغله أو في حياته مكنتش كلمتك ،،، هو عايش وحيد ،، بنته متجوزة وفي حياتها وإبنه عايش في أمريكا ،، فكرى وتأكدى إنى مش هضغط عليكي أبداً في أي قرار ،، بس أفتكرى إن كمان كام سنة أولادك هيكون ليهم حياة خاصة وكل واحد هياخد طريق غير التانى وده قانون الدنيا ،،، فكري في حل يريحك ويريحهم ،، ولو أنتِ خايفة من رد فعلهم أنا ممكن اتكلم معاهم وأحاول بس المهم إعرفي إنتِ عايزة إيه .
تنهدت تطالعه بشرود ،،، عصفت رأ سها بالأفكار ،، كيف ستفكر في مبدأ ملغي من حياتها ،، ولكن لما هو ملغي ،، أولم تكن كل ليلة شاردة في هذا الأمر ،،، أولم يغرق عقلها في تلك الدوامة بعد الاختلاء بنفسها ؟ ،، حسناً لتفكر تلك المرة بتروى ولترى ،، خصوصاً بعد ظهور ناصف الذي وترها .
نظرت لحمزة مجدداً الذي يومئ لها بصمت فتحدثت بتوتر ملحوظ وهي تقف :
-أنا هقوم أجبلك عصير فريش واجي .
غادرت تختفي في مطبخها بين هو شعر بها ،، يعلمها جيداً ،، لذلك سيسعى لسعادتها .
❈-❈-❈
في منزل بسمة التى خرجت للتو من حمامها بعد أن أفرغت ما في معدتها .
إتجه إليها بهاء يردف بحنو :
-تحبي أخدك للدكتور ؟
هزت رأسها تردف وهي تتجه للأريكة لتجلس عليها :
- لا يا حبيبي ،،، أنا كويسة ،، وده الطبيعي يا بهاء .
زفر بضيق وجلس مجاوراً ثم تحدث :
- يا بسمة إنتِ بقالك كام يوم متغيرة ،، مش بس بسبب الحمل والوحم ،، انتِ زعلانة من وقت ما عم حمدى مشي زعلان ،، مش كدة ؟
زفرت بحزن ونظرت له بعيون زائغة ثم قالت :
- بس أنا مزعلتوش يا بهاء ،، أنا أه كان مفروض أكون معاه أحسن من كدة بس إنت عارف إنى بتعصب بسرعة خصوصاً لما بيدافع عن ريتان ويتهمنى أنا .
استغفر سراً والتقط انــ.فاسه ثم تحدث بتروى :
- طيب إيه رأيك نروحلهم زيارة وتراضيه ؟ ،،، زى ما هو جه يراضيكي أنتِ تروحي المرة دي ،، صدقيني نفسيتك هترتاح بعدها جداً .
شردت تفكر قليلاً ثم تساءلت :
- وافرض مستقبلنيش ؟ ،،، كدة هزعل أكتر .
أردفت بثقة :
- لا عم حمدى هيفرح لو حــ.س إنك مقدراه .
تنهدت باستسلام تردف بتوتر :
- طيب يا بهاء ،، أنا موافقة ،، بس مش هنتأخر هناك ،، ماشي ؟
إبتسم لها وتحدث بارتياح:
- ماشي يا حبيبتى .
❈-❈-❈
عاد حمزة إلى القصر .
كان الجميع يجلس في البهو عدا شيرين التى تستريح مع صغيرها في الأعلى وبالطبع يجاورها زو جها ،، فبعد أن أتى من المشفى وهو يلتزم غرفته مستمتعاً بصغيره ،،، هذا الملاك الذي لون حياتهما وأضاف البهجة للقصر كما فعلها طفل مراد منذ شهر .
ألقى السلام ونظر بحب لريتان التى تلاعب مروان وبيري بألعاب الذكاء ووالديه يجلسان يتحدثان في أمرٍ بينهما .
أما كاري فتجلس تتحدث مع ريتان بهمــ.س يبدو أن بينهما أسرار ومكائد ستعود عليه وعلى شقيقه الذي يهدهد صغيره بثمارٍ ممتعة .
دنى يقبل صغيره وإبنة أخيه ثم تحدث بترقب :
- ريتان ممكن تيجي معايا ثوانى ؟
وقفت تستأذن من الجميع وخطت معه للخارج حيث وقفا جانباً تطالعه بحب متسائلة فمد يــ.ده يتلمــ.س وجنتها الناعمة ثم تحدث بترقب :
- إيه رأيك لو نروح نزور أهلك دلوقتى؟
التعمت عينيها بالفرحة قائلة بحماس :
-طبعاً موافقة .
إبتسم لسعادتها وأردف بحب :
- طيب يالا اطلعي بدلي هدومك وانا هستناكى هنا .
بجرأة قليلة أرتفعت تقبل وجنته ثم فرت مهرولة للأعلى بحماس فضحك عليها وتنهد بقوة ،، عليه أن يسعدها بأي شكل ،، عليه أن يأمنها من أي خطر ،، وهذا عهده على نفسه .
يتبع...
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة آية العربي من رواية للقلب أخطاء لا تغتفر، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية