-->

رواية جديدة للقلب أخطاء لا تغتفر لآية العربي - الفصل 26

 

قراءة رواية للقلب أخطاء لا تغتفر كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية للقلب أخطاء لا تغتفر

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة آية العربي


الفصل السادس والعشرون




جميعنا نستحق شخصٍ يعانقنا  ،، 

 يطمئننا  ،،  

يخبرنا بأن الأمر سينتهى على خير  ،،  

يخبرنا بأنه معنا دائماً ولن يتركنا أبداً . 



❈-❈-❈


ها هما يقفان أمام مرآة الزينة بعد أن إنتهت جولة عشقهما يرتديا مأزرين ويعانقها حمزة ناظراً لإنعكاس صورتها في المرآة متحدثاً بحب بعد أن أنسته تلك الجميلة قلقه ولو قليلاً : 


- ينفع اللى بتعمليه فيا ده ؟ ،، فاضل ساعة واحدة بس على معادي ومش قادر أتحرك . 


إبتسمت بحب وأستمتاع ،،، تلك المشاعر الجديدة في إحتواءه عادت تتوغلها ،، نظرت له في المرآة بترقب مستفهمة وهى تضع كفيها على يــ.ده الموضوعة حول خصرها : 


- طيب كنت هتروح بدرى تلت ساعات تعمل إيه بقى ؟ ،، حمزة بجد طمنى !. 


لفت لتقابله وما زالت يــ.ديه تحتفظ بها ثم تمعنت في عينه متسائلة بتوتر : 


- هي مها عملت حاجة ضايقتك ؟ ،، بخصوص مروان أو الشركة ؟ 


حبس أنــ.فاسه قليلاً ،، ودّ لو أخبرها عن الحقيقة ،، ود لو شاركها ،، ولكنه يعلمها جيداً ،، هى من تلك النوع الذي لا يستطيع الجمع بين القلق وأظهار الراحة في آنٍ واحد ،، إن علمت بظهور ناصف وعودته وخصوصاً برغبته في الانتقام لن ترتاح أبداً ،، زفر بقوة وتابع مطمئناً : 


- متقلقيش من ناحية مروان ،،، هى إتنازلت عن حضانته لإنها متأكدة إن دي قضية خسرانة ،، الكل عارف إنه آخر همها ،،، وبالنسبة للشركة هي باعت الأسهم لواحد غريب ،، إسمه وائل القماش ولسة معرفش عنه تفاصيل ،، ويمكن ده اللى موترني شوية ،،، لإن مها لازم كانت هتعمل حاجة بعد اللى إتنشر في الصحافة ،،، بس متقلقيش أنا مش هسمحلهم أبداً  يفرقوا بينا مهما حصل ،، بس معلش اتحمليني اليومين دول لما أحاول أسترد الأسهم دي وصدقيني بعدها هاخدك ونسافر مكان حلو نغير جو ،، تمام يا قلبي . 


قال الأخيرة وهو يقرص وجنتها كفطلة صغيرة فأومأت بإقتناع تدثر نفسها بين ضــ.لوعه وهو يعانقها بقوة ثم إبتعدت قليلاً تردف بنعومة : 


-طيب ممكن بعد إذنك أروح أشوف ماما وبابا النهاردة ؟ 


إبتلع لعابه وعاد التوتر يتوغله ،،  بالطبع لن يتركها تغادر القصر في هذا الوضع  ،، كيف يخاطر وهو يعلم بمدى حقارة ودناءة ناصف  ،، ماذا إن حاول الوصول إليها  . 


زفر وأردف بتروي : 


- معلش يا ريتان مش هينفع دلوقتى ،، لو ممكن هما ييجوا ينورونا هنا ويقعدوا معاكى زي ما تحبي ،، 


تعجبت من رفضه الذي لم تتوقعه  ،، نظرت له لثوانى ثم تحدثت بتروى : 


- مش هيوافقوا ييجوا هنا يا حمزة دلوقتى ،، الأحسن أن أنا اللى أروحلهم لأنهم هيتحرجوا .


حاوط وجــ.هها بكــ.فيه ثم مال يقــ.بلها قبلة سريعة وابتعد قائلاً :


- مع إنهم مرحب بيهم في أي وقت بس خلاص أوعدك في أقرب وقت نروح أنا وأنتِ سوا ،،  وبعدين بصراحة أنا مبقتش أتحمل تبعدي عني  . 


تنهدت بقوة ثم أومأت مبتسمة وقد شعرت بغرابة الوضع قليلاً ولكنها لم ترد تأخيره عن عمله لذلك تحدثت قائلة :


- تمام يا حبيبي ،، بس متنساش إن بعد أسبوعين الدراسة هتبدأ والمفروض أنى هبدأ شغل  ،،  بس يالا بدل هدومك علشان متتأخرش على معادك  . 


تنهد يومئ لها ثم إبتعد يبدل ثوبه وشرد يفكر ،، لقد نسي أمر وظيفتها تماماً   ،،  حسناً سيبدو لها أناني قليلاً ولكنه يعلم جيداً أن بمجرد خروجها من هذا القصر يمكن أن ترى هذا الحقير ويمكن أن تتعرض للأذى لذلك هو مجبر لتقييد حريتها قليلاً وحمايتها بنفسه تلك الفترة هي وإبنه إلى أن يتم القبض على ناصف . 


❈-❈-❈


بعد أكثر ساعة في شركة الحراسة الخاصة ب فؤاد منذر 


يجلس حمزة وأمامه يجلس الضابط تامر يستمع له بتمعن إلى أن أنتهى من سرد كل ما لديه بخصوص ناصف سواء في الماضي أو الحاضر . 


زفر تامر وصمت قليلاً ثم تحدث بعملية وثبات : 


- دلوقتى لو إستدعيناه للتحقيق مافيش ضده أي حاجة ولا سبب  ،، وللأسف الفيديو اللى معاك من سبع سنين وجودة التصوير وعدم أذن نيابة للفيديو أو للتنصت على مكتبه خلته يشكك فيهم ويثبت براءته . 


رجع يفرد ظــ.هره على المقعد ثم تابع وهو يطالع حمزة : 


- هو ذكي جداً ،، عارف كويس أن القانون مش بيعترف غير بالأدلة الملموسة ،، يعنى حتى لو إحنا عارفين إن شغله مشبوه ده مش كفاية أننا نسجنه ،، يا إما يتقبض عليه متلبث وطبعاً أستحالة يعمل حاجه زي دي دلوقتى  . 


إستمع إليه حمزة بضيق واختناق ثم تحدث بانزعاج : 


- يعنى ايه ؟ ،، يعنى كدة مش هنعرف نثبت عليه حاجة ؟ ،، يعنى أسيبله شركتنا يعمل صفقاته القذرة بإسمنا ؟ ،، ولا أسيبه يهدد أستقرار عيلتى واقف اتفرج ؟ . 


تحدث فؤاد ليمتص غضب حمزة قائلاً : 


- يا تامر إحنا عايزين حل مش تعقيد ،، لازم نفكر في حل ،، لو على العيلة مش هيقدر يقرب لحد فيهم أوعدك يا حمزة ،، بس أصلاً ده واحد خارج عن القانون ومكانه السجن ولازم يتعاقب . 


شرد تامر قليلاً ثم تحدث : 


- انا ممكن أجبلك أذن تسجيل إعتراف منه ليك ،، بس هتقدر تخليه يعترف بسهولة كدة من غير ما يحس بحاجة ؟ ،، تفتكر شخص زي ناصف هيعترف بكل حاجة عملها قدامك مرة تانية  ؟ 


ضيق حمزة عينه وهو يعتصر فكه بيــ.ده يفكر ،،، هذا صعب إن لم يكن مستحيل ،،، فهذا الخبيث لن يعترف بشئ أبداً ولكن ليجرب ،، ربما نجح ؟ ،، ليس أمامه حلاً آخر . 


نظر لتامر وتحدث قائلاً : 


- تمام ،، هحاول ،، لازم أحاول   . 


أومأ تامر بتأكيد ثم تذكر أمراً ما قائلاً : 


- وفيه حل تانى بس هيبقى خطر عليك . 


تنبهت حواسه مردفاً يلهفة : 


- إيه هو ؟ 


نظر تامر لفؤاد ثم عاد لحمزة قائلاً : 


- أنك تسافر فرنسا تدور وراه وتعرف تجيب دليل على شغله هناك ،، بس وقتها هتفتح عين المافيا الفرنسية عليك إنت ،، متنساش أنك كنت شريك شوقي أبو الدهب اللى ليهم عنده دين لسة لحد دلوقتى مندفعش حتى لو مات هما مش بيسيبوا حقوقهم ،، يعنى ده خطر عليك جداً وللأسف ده خارج حدود حمايتنا  ،،  بس من واجبي أبلغك . 


زفر يفكر بشرود ،، لا يهمه نفسه ولكن كيف سيسافر ويترك ريتان ومروان ؟ ،، لااا مستحيل ،،، فليجد أحدهم حلاً آخر .


وقف حمزة ومد يــ.ده يُسلم على تامر شاكراً وكذلك فؤاد الذي لاحظ ملامحه اليائسة ولكنه تنهد وقال :


- على فكرة يا حمزة ،، لازم أعرفك إنى بعت حد تبعي يراقب ناصف بعد ما بلغتنى بس للأسف مالوش أثر ،،، لازم تاخد بالك كويس الفترة الجاية ،، وإطمن الحراسة هتأمنك كويس إنت والعيلة .


عاد تامر يخبره ليخفف عن عاتقه :


- أطمن يا حمزة ،، في أقرب وقت هجبلك أذن التسجيل ووقتها تحاول توصله وتتكلم معاه يمكن تعرف تستفزه ويقول اللى عنده .


زفر بضيق وأومأ بصمت وغادر بعدها ليذهب للشركة وليلتقي بشقيقيه فعليهم أن ينتبهوا جميعاً لأعمالهم تلك الفترة وأن يتحدوا ليصدوا أي فعل من هذا الخبيث . 


❈-❈-❈


في اليوم التالى


في غرفة ريتان . 


وبعد أن إطمأنت على والدتها ووالدها عبر أتصال هاتفي ككل ليلة ووعدتهما بزيارةٍ قريبة . 


شردت تفكر في أمر حمزة وخصوصاً في حالته أمس عندما عاد  ،، يبدو أن الأمور معقدة اكثر من اللازم ،،، تعلمه جيداً أكثر من معرفتها لنفسها ، 

عيناه التى أسرتها تلمح فيهما نظرة قلق وخوفٌ يحاول أخفاؤهما عنها ولا تعلم مصــ.درها مهما سألته ليته يريحها ويخبرها ما به لتشاركه وجعه الذي يجاهد لإخفاؤه ،، أولم يعلم أنها تتألم إن رأت ألمه ؟ أولم يعلم أنها لا تستطيع أن تطمئن إلا براحته ؟ . 


لذلك قررت أن تجعل الليلة مختلفة ليرتاح قليلاً وليسعد . 


نزلت للأسفل بحذر واتجهت للمطبخ فقابلتها العاملة بود وترحاب . 

إبتسمت لها واتجهت تبحث عن ما تريده في المبرد ووجدته وكان عبارة عن تشكيلة من المأكولات البحرية المنظفة مسبقاً ومفرزة . 


تناولتها وأردفت بود وترقب : 


- داليا ممكن لو سمحتِ تعرفيني مكان بهارات الأسماك ،،، عايزة أطبخ لحمزة أكلة مميزة النهاردة . 


إبتسمت لها داليا وأردفت بسعادة : 


- حاضر يا ست هانم على را سي ،، حمزة بيه هيفرح أوى . 


إبتسمت لها وبدأت تحضر طعامها وداليا تساعدها إلا أن إنتهت بعد فترة ونظرت في ساعة هاتفها فوجدتها تقترب على موعد حضوره لذلك تنهدت ونظرت لداليا تردف برجاء : 


- داليا معلش أنا هطلع أجهز قبل ما حمزة ييجي ،،، ممكن تصبي الأكل في الأطباق دى وتجيبيهولي ؟ . 


أشارت داليا بسبابتها على عيــ.نيها تردف بحب : 


- من العين دي قبل العين دي يا ست هانم ،، اطلعى إنتِ إجهزى وأنا هجبهولك متقلقيش . 


أومأت وصعدت لجناحها ثم اتجهت لغرفة مروان الذى كان يلعب مع بيري إبنه عمه وانحنت تطبع قبــ.لة على وجنته بحنو وكذلك الصغيرة ثم اعتدلت تردف بترقب : 


- بتلعبوا إيه يا مارو ؟ 


أجاب مروان بحماس وسعادة : 


- بنلعب تحدي سباق ،،، وأنا كسبت بيري مرتين . 


أنحنت على إذنه تردف بهمــ.س وترقب : 


- خد بالك يا مارو أن دى بنوتة ولازم إنت تخليها تكسب مرة ،،، يعنى سهلها عليها شوية يا بطل لإن اللعبة دي إنت عارفها إنما هى لاء . 


نظر لها بترقب فأومأت له تغمزه بعيــ.نيها فعاد يردف لبيري بحماس : 


- خلاص يا بيري هنلعب دور تانى وهعلمك تعملى إيه . 


صفقت الطفلة بيديها بحماس واندمجا الإثنين في لعبتها وتحركت هي إلي غرفتها وأغلقت خلفها واتجهت إلى غرفة الملابس تبحث عن زي يلائم تلك الليلة المميزة التى ستسعى فيها إلى معرفة ما به وما يخفيه عنها . 


أخرجت فستان نــ.ومٍ قصير لونه كسماءٍ مشبحة بالغيوم من قماش الحرير الناعم ذو أكمام شفافة وقصة صــ.در وظــ.هر واسعة . 


تنهدت تتحلى بالجرأة فهى تعلمه جيداً وتعلم شغفه بها وتتخيل ما يمكن أن يفعله عندما يراها بهذا الزي ،، فمنذ زوا جهما وقد رأت منه ما لم تكن تتخيله على الإطلاق هذا إلى جانب حبه وحنانه . 


إتجهت إلى الحمام لتغتسل ،،، خرجت بعد دقائق ترتدى مأزر الإستحمام ثم إتجهت إلى مرآة الزينة تجفف خصلاتها بالمجفف الكهربائي وبدأت تتزين ببساطة وتتعطر برائحة الحب ثم إتجهت تفتح الباب لداليا التى أحضرت صينية الطعام . 


تناولتها منها وأغلقت الباب ووضعتها على المنضدة وأتجهت تحضر من إحدى الأدراج شموعاً عطرية أحضرتها معها منذ أن أتت وكيساً ورقياً يحتوى على ورودٍ حمراءٍ عطرية مجففة نثرت منها القليل في أماكن متفرقة ووضعت الشموع في أماكنها وأشعلتهم وأغلقت الأنوار إلا نوراً رومانسياً يتلألأ وسط الشموع ليجعلها ليلةٍ ساحرةٍ مميزة . 


إتجهت للمشغل الصوتى وقامت بتشغيل موسيقى رومانسية حالمة وهى على يقين أنه الآن يدلف القصر فباتت تشعر بقربه وبمجيئه دون أن تراه . 


وبالفعل دقائق وصعد حمزة يتجه لغرفة صغيره ليطمئن عليه فوجد والدته تجلس مع الصغيرين بإندماج فرحب بها وقبل صغيره بحب وكذلك أبنة شقيقه الغالية ثم إعتدل يردف وهو يبحث بعيــ.نيه متلهفاً لرؤيتها : 


- أومال فين ريتان ؟ 


أردفت صفية بحنو بعدما أدركت ما تنوى ريتان فعله عندما رأتها تحضر الطعام في المطبخ : 


- في أوضتها يا حبيبى ،،، أنا هاخد الأولاد وأنزل وإنت أدخل أطمن عليها . 


أومأ لوالدته بهدوء وبالفعل أخذت الصغيرين وغادرت للأسفل وتنهد هو بشرود ،،، عليه أن يضمن حمايتهم جميعاً ،،، ليجد حلاً في أسرع وقتٍ ،،، يعلم أنها تحاول معرفة ما به منذ أيام ولكن كيف يخبرها بما يشغله بعدما اخبرته هي بمخاوفها منه . 


زفر وخطى بإتجاه غرفته ليراها ويطمئن ويُشبع عيــ.نه برؤيتها . 


إستمع إلى صوت موسيقى هادئة آتية من داخل غرفته فتعالت وتيرة أنــ.فاسه بترقب ،، لف مقبض الباب وفتحه يخطى للداخل بحذر بعد أن أشتم ورأى ما جعله يخــ.لع همومه وأفكاره ومخاوفه على حافة الباب قبل أن يدلف . 


دلف وأغلق خلفه يطالعها بذهول وسحر وهي تقف مربعة ذراعيها تنتظره وتبتسم إبتسامة جعلت قلبه متضخماً بالعشق ،،، سرت الرعــ.شة في أوردته وباتت أنفاسه مقيدة ،،، حرم منها لسنوات وحرم من الحب معها وأتت لترمم جروحه وتشفى قلبه المتألم . 


أبتسم لها فتقدمت منه حتى وقفت أمامه تتطلع عليه بحب وعيون عاشقة حنونة مردفة وهى تتمــ.سك بيــ.ديه التى أرتــ.عشت من لمــ.ستها : 


- قولت أعملك مفاجأة ،،، يارب تكون عجبتك ! . 


هل تسأله ؟ ،،، هل تختبر قوة تحمله ؟ ،،، لقد ظن أنه لن يرى السعادة أبداً لذلك إلتقط أنــ.فاسه بصعوبة وأردف بتيْم وصدق : 


- ولا أجمل من كدة . 


تناول كفيها التى تتمــ.سك به ورفعهما يلثــ.مهما بحب وتمهل ثم إبتعد قليلاً يطالع هيأتها التى حبست أنفاسه وجعلته ينظر لها بعيون معذبة راغــ.بة ثم تنهد بقوة وأردف بتأثر بكل ما فيها : 


- كل ده علشانى ؟ 


إبتسمت له تومئ بصمت ثم تركت يــ.ديه تردف بترقب : 


- يالا أدخل بدل هدومك وألبس الروب اللى أنا جهزتهولك جوة وتعالى علشان عملالك الأكل اللى إنت بتحبه . 


نظر جانباً حيث صينية الطعام ثم عاد لعيــ.نيها يبتسم ويردف بحب : 


- تمام ،،، دقايق وراجعلك علطول . 


خطى متعجلاً إلى الحمام ليعود إليها مسرعاً بينما هى تقف تنتظره بجــ.سد مرتــ.عش نسباً لإنخفاض درجة الحرارة خصوصاً التى ظهرت بعد أن إبتعد عنها فقربه بالنسبة لها كمدفئةٍ أشتعلت بعد ليالِ بردٍ قارصة . 


عاد بعد دقائق يرتدى ما أحضرته له والذى لم يكن سوا مأزر حريري رجالى يغلق رباطه بعقدة هاوية ويتقدم منها حيث كانت تنتظره وتتطلع عليه بإعجاب وعيون عاشقة ومشاعر مبعثرة نسبةً لهيأته التى قيدت أنــ.فاسها وعقدت معــ.دتها بشعورٍ ممــ.تع . 


تقدم منها حتى وقف أمامها يردف بخبث ومرح بعدما لاحظ نظراتها عليه : 


أنتِ بتفكري في الحاجات دي بردو ؟ 


إبتسمت بخجل وأومأت بصمت وهى ترفع حاجبيها بإستمتاع فتابع ليضحكها : 


- وأنا اللى فاكرك مؤدبة . 


ضحكت برقة ونعومة ومالت برأسها عليه تلكمه بخفة في صــ.دره فإبتسم ومد يــ.ده يسحبها إلى صــ.دره ويضمها بحب فلاحظ برودة جــ.سدها فأبعدها يطالعها ويردف بحنو وتساؤل : 


- أنت بردان يا حبيبي ؟ 


أومأت بدلال فعاد يعتــ.صرها ويضمها بقوة حنونة ويدفئها بعشقه مردفاً بمكر : 


- بردان وحبيبك موجود ؟ ،،، ده كلام ،،، تعالى وأنا هدفيك حالاً . 


سحبها برفق وصــ.دره يعصف به قاصداً فراشهما فأوقفته في منتصف طريقهما تردف بأعتراض : 


- لاء يا حمزة هناكل الأول . 


هز رأسه يردف بتصميم ورغــ.بة مُلحة وتلهف : 


- لا هدفيك الأول يا غالى ،،، مهينزلش الأكل في معدتى بنفس غير لما أدفيك . 


إستسلمت لرغــ.بته الجامــ.حة بها وضحكت بنعومة فتوقف بها أمام فراشهما يطالعها بسحر ثم رفع يــ.ده يمــ.لسها على ملامحها بعشق فأغلقت عيــ.نيها بإستمتاع إثر لمــ.سته وباتت تنحنى بوجهها على يــ.ده كقطةٍ ناعمة فزادت من نبضاته التى تلكم صــ.دره بقوة رغــ.بةً بها . 


أتجهت يــ.ده إلى خصلاتها يعبث بها ويطالع ملامحها بتأثر وحب ثم إنحنى على شفــ.تيها يلتقطهما في قُبــ.لة شغوفة متمهلة عاشقة مستكشفة أخذتهما إلى رحلةٍ بعيدة عبر الزمن وأفقدتهما ذاكرة المكان والزمان والأشخاص ولم يعودا للواقع إلا بعد وقتٍ طويل وهو يتمدد على الفراش ويعانقها بحب وحنو ويدثرها بالغطاء جيداً ثم دنى يقبل جبــ.ينها بمتعة وسعادة وكمال وتنهيدة قوية دالة على راحته ويردف متسائلاً بخبث : 


- دفيت يا غالى ولا تحب أدفيك تانى ؟ 


ضحكت تدفن رأ سها في عنــ.قه مردفة بأنفاس ســ.اخنة وإستمتاع وعشق يتضخم : 


- يعنى إيه برد أصلاً يا حبيبي ؟ 


أرتعش من أنــ.فاسها اللافحة لرقــ.بته وأردف محذراً قبل أن يدخل في نوبة عشقٍ أخرى : 


- طب قومى يا ريتو نتعشى بدل ما يحصل عواصف دلوقتى . 


❈-❈-❈


في اليوم التالى عصراً 


 في إحدى الكافيهات يجلس حمزة ويجاوره معاذ . 


فقد هاتفه حمزة بعد صلاة الجمعة ليلتقي به كما وعده . 


يرتشفان القهوة ثم وضع معاذ فنجانه وتحمحم يردف بتوتر : 


- طبعاً أكيد بتسأل نفسك إيه سبب اللقاء ده ،، بس أنا حبيت أتكلم معاك إنت لأنى عرفت إنك أقرب واحد لمدام سناء . 


لاحظ تبدل ملامحه فتابع يوضح : 


- طبعاً أنت عارف إن زو جتى متوفية من زمان ،، وبنتى متجــ.وزة وبعيد وابنى في أمريكا وتقريباً شبه نسيني ،،، وبصراحة يا حمزة أنا كنت ناوي أكمل حياتى مع نفسي وأشغل وقتى في الأعمال وخلاص ،، بس من وقت ما شوفت سناء هانم وعقلى مبطلش تفكير فيها ،،، أنا عارف إن حياتها مع منصور كانت صعبة ،، الكل عارف كدة ،، وأنا عايز أدي لنفسي وليها فرصة نعوض بعض عن أي حاجة حصلت في الماضي  . 


زفر بقوة وعاد يرتشف القليل من قهوة ثم تابع وهو يضع الفنجان  : 


- صدقنى يا حمزة أنا طلبت أقابلك بعد تفكير طويييل أوي ،، حاولت أتكلم معاها بس واضح إنها رافضة أو خايفة ،، وانت عارفنى كويس وعارف سيرتي ،، علشان كدة أنا محتاج مساعدتك تحاول تقنعها ،، لو على الأولاد صدقنى أنا مفتقد العزوة في حياتى ،، مش هقولك كلام مجمل وانهم ولادى وانهم في عنيا زي ما بيقولوا وبعد كدة بيخلفوا وعودهم ،، كل اللى هقوله إنى هتقي الله فيهم وفيها لو هي قبلت تديني فرصة وتفتح قلبها ،، هي تستحق ده . 


زفر بقوة بعد أن أخرج تلك الكلمات وبقى فقط ينتظر حديث حمزة ،،، إستمع له وبرغم انشغاله في العثور على ناصف وقضيته إلا أنه أحب حديثه ،، أحب كلامه الصادق الذي دلف قلبه ،، ويعلم أن شقيقته تحتاج تلك الفرصة ،، يعلم أنها تستحق الأفضل ،، هي وهبت حياتها لتوأمها وللأعمال الخيرية وهذا جيد ،، ولكن لما لا تعطى لقلبها ولنفسها فرصة علها تكون أكثر سعادة وراحة ؟ 


حسناً سحب شهيقاً قوياً وتحدث برتابة : 


- مش هكذب عليك يا معاذ بيه إنك فاجئتنى  ،،،  لإن فعلاً أختى قفلت تماماً على موضوع الإرتباط ده ،،، دلوقتى أولوياتها هما أولادها وحياتها العملية الجديدة ،، بس أوعدك إنى هحاول وهتكلم معاها ،، لأنى فاهم كلامك ولأنى عايزها فعلاً تلاقي شريك يقدرها ،،، علشان كدة هكلمها واللى فيه الخير ربنا يقدمه . 


أومأ معاذ وتحدث مبتسماً بتعقل : 


- تمام يا حمزة ،،، وصدقنى كل كلمة قولتها طالعة من قلبي ،،، وانا هنتظر منك إتصال تبلغنى قرارها مهما كان ،، وهحترمه جداً ومش هكرر طلبي تانى مع إن وقتها هيبقى صعب جداً عليا لأنى فعلاً اتعلقت بيها . 


تنهدت حمزة وداخــ.له سعادة لأجل شقيقته وأردف بتروى : 


- تمام يا معاذ بيه ربنا يقدم اللى فيه الخير .