-->

قراءة رواية جديدة روضتني لأسماء المصري - الفصل 25

 قراءة رواية روضتني كاملة (الجزء الثالث من رواية أحببت طريدتي)
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية روضتني رواية جديدة قيد النشر

من قصص وروايات 

الكاتبة أسماء المصري



رواية روضتني 

الفصل الخامس والعشرون

❈-❈-❈

فتح عينه على همـ سات بأذنه تلفح عنـ ـقه وهو يشعر بسخو نتها ففتح عينه ببطئ مبتسما لها بعد أن ضرب شعرها الطويل وجـ ـهه فأمـ سكه براحتيه عاقصا اياه للوراء وهو يحاول جمعه بكلتا يـ ديه وسحب نفسا عميقا مبتسم لها وهمـ ـس بصوت مهتز بعد أن استطاعت أن تلعب على اوتار قلبه فأثـ ـارته دون ان تبذل أدنى مجهود:

-أنا لسه زعلان منك ومعاقبتكيش زي ما اتفقنا.


رفرفت بأهدابها بإغـ ـراء وابتلعت ريقها وهى ترد بتوتر:

-عاقبني زي ما انت عايز بس من غير ما تبعد عني.


رمقها بنظرة محتاره ومترددة وهو يسألها:

-اظن انك تعبانه ومينفعش اللي انتي عيزاه!


بلعت ريقها بنـ ـهم وهي ترد:

-بس انهاردة عيد الحب.


حرك رأسه للجانب متعجبا وهو يهمس لها:

-ومن امتى بحتفل بيه؟ 


اجابته بقـ ـبلة على عنـ ـقه:

-بحبك وكل سنه وانت معايا.


اعتدل بجـ ـسده على الفراش وسحـ ـبها من خصـ ـرها فالتصـ ـقت به وبدأ بتقـ ـبيلها قبـ ـلات عنيفة وهو يقول بتحذير:

-اياكي تزعليني او تخبي عني حاجه تاني.


أومأت له بخضوع فقضم أسفل شـ ـفته ودا عب عنـ ـقها بشـ ـفتيه حتى اخرجت تأ وه أثا ره بشده فالتف ببراعة واعتـ ـلاها مما رسا معها الحب بشـ ـغف لا ينضب ابدا.


ارتمي على الفر اش ولكنه وجد نفسه سقط على اﻷرض فجلس ينظر لنفسه مبتسما، ولكنه تفاجئ بنفسه بكامل ملا بسه التي ارتداها أمس فارتفع بجـ ـسده قليلا لينظر لها فوجدها تغط بنزم عميق.


وقف فورا ناظرا حوله ليجدها هي ايضا بكامل ملا بسها فاتضح له انه مجرد حلم لا أكثر، جلس على المقعد المجاور لفرا شهما مطرقا رأسه يفكر بداخله، فكيف له ان يحلم هكذا حلم لدرجة انه يصدقه لهذا الحد؟


كيف له أن يعاقبها على أخطائها وهو الذي لا يطيق الفراق أو الإبتعاد ولو لساعات قليلة؟


زفر أنفا سه الغاضبة من نفسه ونظر لحاله فوجد حتمية إغتساله؛ فزاده ذلك غضبا على غضبه فدلف صافقا الباب خلفه انتفضت هى إثره بفزع فجلست تنتظر خروجه.


خرج ملتفح بمنشة أسـ ـفله وعا ري الصـ ـدر فلمعت عينها وهي تنظر له وكأنها تراه لأول مرة، لا تعلم لما يظهر جـ ـسده أمامها بهذا الشكل الجذاب دائما، ألم يحن الوقت أبدا لتعتاد هذا المشهد أمامها، ام في كل مرة تراه تشرد به لساعات وساعات، لمح نظراتها له ولكنه ارتدى قناع الجدية، اكثر اﻷمور التي يجيدها إلا معها هي ولكنه مضطر تلك المرة حتى يلقنها ذلك الدرس بتلك القوة.


دلف حجرة ملا بسه وارتدى وخرج فنهضت فورا تلحق به تسأله بلهفة:

-رايح فين؟


التفت لها واجاب بجدية:

-أشوف الشغل اللي ورايا.


تحركت ووقفت أمامه تنظر له بولع وقالت برجاء:

-خليك معايا انهارده، انا تعبانه ومحتجالك.


حاول أن يجمع من شتات نفسه؛ فأطلق تنهيدة عميقة فتعلقت برقـ ـبته وهمست بتوسل:

-عشان خاطري يا فارس أجل الزعل والخصام والعقاب لما أخف، أنا مش حمل زعل دلوقتي.


إرتبك من توسلها له بهذا الشكل الذي قد يضعفه بل وقد يجعله يرمي بكل توعده وحزمه عرض الحائط ويعا نقها حتى يشبع من عبقها ورا ئحتها المسكرة لحوا سه، ظل ينظر لها محاولا رسم الجمود وهتف بجدية:

-أنا مش مخاصمك يا ياسمين، بس كل واحد لازم يعرف حده فين ويقف عنده عشان انا تعبت خلاص.


اطرقت رأسها لأسفل؛ فخرج دون توديعها كما إعتادت منه بقـ ـبلة حتى ولو على الجبين، ولكنه ذهب دون أن يلتفت وراءه.


فور أن دلف سيارته نظر لسائقه وأمره:

-اطلع على شركة التأمين.


تحركت السيارة ومعها حارسه الخاص الجالس باﻷمام فتحدث فارس متسائلا:

-في أي اخبار من دعاء يا زين؟


التفت له حارسه ونفى برأسه فقضم شفـ ـتيه بحنق قال:

-كلمها واسحب معاها خيط من تاني، هتعرف ولا هتطب زي الجردل؟


لم يستطع إخفاء غضبه الواضح بعينه المحتقنه، ولكنه ابتلع الإهانة من رب عمله ورد وهو صارا على اسنانه:

-فهمني ايه المطلوب مني يا باشا؟


رد بجمود:

-طيب اعدل نفسك معايا اﻷول يا زين عشان انت موعوج من لحظة ما سافرنا من هنا للبنان.


أطرق رأسه باحترام قائلا:

-مقدرش يا باشا سيادتك خيرك مغرقني.


زم فارس شفـتيه بضيق وهتف موضحا:

-اسحب أنت معاها بس وفهمهما انك بتكلمها من ورايا، وسيبني اشوف آخرة المصايب دي ايه؟


وصل على أعتاب باب شركة التأمين فأرتبك الموظفين عندما رأوه فهو شخصية معروفة لدى الجميع، وفور إخبار مديرهم بتواجده هرع لاسقباله بنفسه مرحبا به بحفاوة ولكنه جاء بمهمة محددة لن يحيد عنها بسبب أي مؤثرات:

-أخبار مبلغ التأمين ايه؟


رد المدير بتوتر:

-لسه يا باشا الإجراءات مخلصتش و...


صرخ به فارس بغضب عارم:

-يعني ايه الكلام ده؟ احنا بنهرج هنا؟


تململ المدير بجلسته وهو يجيبه:

-يا باشا مبلغ التأمين كبير جدا ومجلس الإداره اتفق على السداد على دفعات و...


عاد لمقاطعته صارخا بحدة:

-مفيش لا دفعات ولا غيره، أنا هاخد المبلغ كله على بعضه ومن غير عطله وبنهاية اﻷسبوع ده، وده آخر تحذير ليكم.


وقف مستعدا للخروج فأوقفه المدير هاتفا بتوسل:

-طيب نحاول نوصل لحل وسط يا باشا، ايه رأي جنابك اننا نتحمل تكاليف إعادة الترميم بتاعة المصنع من مبلغ التأمين، ولما يخلص ساعتها نشوف باقي المبلغ و...


قاطعه رافضا بشدة:

-انا قولت اللي عندي، ومش هغير رأيي مهما حاولتم، وزي ما كنتم بتمدوا ايديكم كل شهر تاخدوا مبلغ التأمين لسنين وسنين من غير ما استفاد منكم حاجه، دلوقتي جه وقت الحساب، المبلغ يدفع كاش.

❈-❈-❈


تناول هاتفه الذي لم يكف عن الرنين وإنتهز فرصة ذهاب عمر بنوم عميق وقام بمهاتفتها بعد أن اشتاق لها حد الموت، أجابته على الفور فتعجب من استيقاظها هكذا ومبكرا فهمـ ـس فور ان أجابت:

-أوزعتي.


صرخت موبخة اياه:

-حرام عليك يا مازن كل ده عشان ترد عليا؟ حتى ساجد مردش عليا وأنا قلقانه عليك موت.


ابتسم لعشقها الذي نضج بوقت قصير ورد بنبرة خافته حتى لا يستمع له ذلك النائم أمامه:

-كنت مشغول اوي، معلش حقك عليا.


هتفت بحدة:

-لا مش مسمحاك، سهله هي تقلقني كده وانا حامل!


رد بغزل:

-قلبي انتي يا حبيبتي، خلاص بقى المسامح كريم.


رفضت قائلة:

-لأ، لو عايزني أسامحك افتح الكاميرا.


ارتبك فهو لا يزال بالمشفى وإن فعلها قد تفهم ما به ويزداد القلق فرفض متحججا:

-مش هينفع، انا مش لوحدي.


ٍسألته بضيق:

-ساجد اللي معاك؟


نفى موضحا:

-يا ريت، كنت طرده برده واتكلمت براحتي، بس ده عمر الباشا.


عادت تتسائل بحيرة:

-وهو عمر الباشا نايم معاك في أوضتك ليه؟


ارتبك من جديد فابتلع ريقه وهو يحاول اختلاق أي كذبه فقال:

-أصل ... أصل الفندق كان مليان خصوصا اننا جايبين معانا حرس كتير والفندق كومبليت.


تنهدت بضيق وقالت بإشتياق:

-هتجنن عليك، عايزه اشوفك.. اتصرف يا مازونتي.


همس موافقا وهو يخبرها:

-طيب أستني اشوف هتصرف ازاي.


نزل من سريره الطبي وتحامل على نفسه بخطوات مثقلة بألمه الحديث ودلف للمرحاض جالسا على مقعده وفتح كاميرا الهاتف ناظرا لها بابتسامة قائلا:

-عجبك كده؟ يعني واحد في سني ومركزي يقعد يحب في الحمام!


ضحكت غامزة له:

-وحشتني طيب اعمل ايه؟


رمش بأهدابه قائلا:

-وانتي وحشتيني أوي، طمنيني عليكي وعلى النونو.


ردت وهي تنظر له نظرات تملؤها الإغراء:

-انا كويسه خالص، والنونو كمان.


انزلت كاميرا الهاتف ليرى بطنها المنتفخة قليلاً وعا رية أمامه فلمعت عينه وهو يبتلع بنـ ـهم وقال معاتبا:

-حرام عليكي، كده برده وانا بعيد عنك تعملي فيا كده؟ طيب ايه رأيك لو روحت دورت على غيرك عشان تهديني دلوقتي؟


رفعت الهاتف أمام وجـ ـهها صارخة به:

-مااازن، متهزرش.


رفع حاجبه بابتسامة قائلا:

-مين هيكون السبب لو عملت كده؟ مش انتي؟


ثبتت الهاتف أمامها ووقفت امامه تستعرض جـ ـسدها الغض والصغير وهي ترتدي ملا بس تحتـ ـية مثـ ـيرة باللون اﻷسود وأخبرته بمشاكـ ـسه:

-أصلي اشتريت الطقم ده وانت مسافر وقولت أسألك رأيك فيه، انا بحب البس على ذوقك.


أثا رته حركتها بشدة فابتلع وهو يصر على اسنانه متوسلا اياها:

-بالراحه عليا يا چوچو عشان خاطري، انا كده هاخد اول طياره وأرجع على مصر.


ضحكت ضحكة لعو ب قائلة:

-وهو المطلوب.


تنفس بهدوء محاولا تمالك نفسه من دلا لها عليه وتحدث راجيا إياها:

-طيب ما تلفي لفه كده اتفرج.


لفت بد لال قتله حرفيا فظل يشاكـ ـسها وهو ينظر لها بعشق حتى استمع لصوت طرقات على الباب فرد:

-أيوه.


جاءه صوت اخيه وهو يخبره دون حذر:

-يلا يا مازن الدكتور جاي يشوفك ويمكن يكتب لك على خروج انهارده.


لم يسعفه تعبه أن يلحقه ليوقفه عن التحدث؛ فحاول الوقوف بسرعه دون أن ينتبه انه لا يزال على الهاتف معها صوت وصورة؛ فتالم لوقوفه المفاجئ فذعرت هي خصوصا بعد أن استمعت لحديث ساجد العفوي، فتح الباب ناظرا له بمعاتبة وهمـ ـس له:

-چنى معايا ع التليفون.


استمع لصوتها المرتعد يسأله بلهفة:

-انت فيك ايه يا مازن؟


كاد الهاتف أن يسقط من يده بسبب محاولة استناده على الحائط؛ فاستطاعت أن ترى غرفة المشفى ففهمت فورا أنه مريض فصرخت بلهفة:

-مااازن، انت ايه اللي حصلك فهمني؟


التقط الهاتف قبيل أن يسقط منه وأغلق الكاميرا فصاحت به:

-بتقفل الكاميرا ليه؟ أنا خلاص عرفت انك في المستشفى.


اعتدل بوقفته ورد موضحا:

-قفلتها عشان مش لوحدي، البسي هدومك وهفتحها حاضر.


هرعت لتمـ ـسك مئزرها لترتديه وهتفت بتسرع:

-افتح بقى لبست خلاص.


فتح كاميرا الهاتف وهو يهدأها:

-اهدي محصلش حاجه، أنا كويس اهو قدامك.


سألته وهي تبكي فزعا:

-انت تعبت تاني مش كده؟ المرض ده رجع تاني؟


أسرع ساجد بالرد:

يا شيخه بعد الشر، الحمد لله مازن زي الفل اهو.


سألته بتوسل:

-قولي عشان خاطري فيك ايه؟


هنا لم يستطع اخفاء اﻷمر عنها اكثر فأخبرها تفاصيل الحادث الذي تعرض له من سقوطهم جميعا بفخ غسان الصباغ ذلك الثعبان الذي لم يتمكنوا من الإيقاع به؛ فوقعوا هم ضحية لعبته المحكمة وانهى حديثه معها قائلا:

-اطمني وبلاش تعرفي ماما، أنا كويس والإصابه سطحيه اصلا.


سألته من بين شهقاتها:

-هترجع امتى؟


رد وهو يبتسم لها بحب:

-اسرع من البرق يا روحي، عشان بس آخدك في حضـ ـني... وحشتيني اوي.

❈-❈-❈


تلك الحركة الدائرة بذلك القصر الضخم من تجهيزات وترتيبات جعلتها تشعر بالغرابة فمنذ متى ويهتم والدها بتلك اﻷشياء او حتى يقرر أن يهتم لأحد، فهل حقا يحبها كما يزعم ام ان هناك امرا جديدا يدور بخلده؟


دلف ناظرا لها وهي تجلس على الفراش وثوبها مفرودا أمامها لم تمسه فبلل شفتيه وهو يحاول أن يبدو هادئا وتحدث معها بهوادة:

-شو يا بابا، ما عچبك الفستان؟


رمقته بنظرتها الغير مكترثة دائما وردت:

-بلى عچبني كتير.


جلس بجوارها مربتا عليها وهو يتحدث بهدوء:

-لاميتا حبيبتي، ليش دائما انتي هيك يا بابا؟ انا عم حاول لحتى اسعدك وانتي مانك رضيانه ابدا.


تنهدت وبكت وهي تجيبه:

-فيك تنسيني موتها للماما؟ انت قوصتها وانا بعمري ما راح سامحك.


صر على أسنانه وهو يشعر بحريق بداخله ورد بصوت اجش:

-انتي بتظني انه اذا انا قوصتها لأمك راح خاف خبرك؟ ليش؟ عم خاف منك مثلا؟


نظراتها الكارهة له احرقته حقا فتنفس بحدة ووقف يهندم ملابسه وأمرها بصوته الغاضب:

-نص ساعه وبتكوني چاهزه للزفاف لأنه اليوم راح اعلن عن كتير مفاچئات وانتي بتكوني واحده منن.


ضحكت بسخرية وهي تسأله:

-عنچد ما عم افهمك، انت معقول بتحبها لعاليا؟ 


نظر لها بنصف عينه وأومأ لها مؤكدا فضحكت ساخرة وقالت:

-ما مصدقتك، هي مچرد اداة بلعبة كبيرة عم تلعبها والمسكينة يا حرام نايمة بالعسل متل ما بيقولوا بمصر.


انحنى بجزعه ناظرا لها بقرب عيناه وهمـ س لها مؤكدا:

-غسان الصباغ بيحسب كل خطوة بحياته لاميتا، حتى لا يوقع بمصيبة بتچيب اچله، افهمي هالشي بس هاد ما معناه اني عم اتلاعب بعاليا، انا عنچد عشقانها.


ادارت وجهها عنه تضحك ساخرة منه فتكلم آمرا:

-هلأ چهزي حالك بلا تأخير.


بنفس اللحظة كانت عاليا تستمع لذلك الحديث من خلف الباب فابسمت لمجرد سماعها اعترافه لابنته بحبه لها، وبمجرد أن خرج اصطدم بها فضحكت وهي تدعم جسـ ـده قائلة:

-حاسب.


نظر لزينتها الرقيقة فغمز لها متسائلا:

-ليش لهلأ ما لبستي حبيبتي؟


رفعت كتفيها قائلة بعدم اكتراث:

-لسه بدري، متقلقش هكون جاهزه قبل ضيوفك ما يوصلوا.


اشار من مكانه للخارج حيث الحديقة التي تظهر من الشرفة العالية للقصر الكبير وقال:

-الضيوف ليكن عم يحضروا.


دا عبت وجـ ـهه براحتيها وهى تكوب وجهه بهما قائلة بمشاكـ سة:

-دخيل قلبو حبيبي.


قضم اسفل شفـ ـته ونظر حوله ليتاكد أن لا احد يتابعهما، وانحنى يقبلها بنهم وهو يتأ وه بشكل مثـ ـير وابتعد يتغزل بها:

-شو هالچمال عاليا، انا بحبك كتير.


سألته بعد أن ابتعد عنها خطوة واحدة:

-انت عازم مين بقى؟


ركز بصفاء وجـ ـهها وجمال عينها وقال شاردا بملامحها:

-رچال اعمال ياللي عم يشتغلوا معي، وفي كمان رچال دولة من أكثر من چنسية.


ابتلعت ريقها فلاحظ توترها فسحبها من خصـ ـرها قائلا:

-لا تخافي يا عمري، راح تشوفي كيفن كل هادول بيحترموا ويخافوا من غسان الصباغ.


تركها ونزل ليرحب بضيوفه فدلفت غرفتها لتكمل زينتها وأرتدت فستانها اﻵبيض المرصع بأحجار كريمة ووقفت أمام المرأة تنظر لنفسها؛ فظهرت صورة فارس أمامها بإنعاكسها بالمرآة فتحدثت معه قائلة:

-انت اللي اخترت يا فارس، أنا كان عندي استعداد اعمل اي حاجه عشانك بس انت بعتني بالرخيص اوي وفضلت حتة البنت اللي اتجوزتها دي عليا.


وجدت عبراتها تشق طريقها عبر وجنتيها فمسحتها فورا بمحرمة ورقية حتى لا تفسد زينتها وتعطرت ووقفت تنظر لنفسها بثقة وتفاخر وهي تؤكد لنفسها:

-أنتي اخترتي الصح، الكفه اللي مالت لصاحلك يا عاليا واوعي تندمي او ترجعي عن قرارك ابدا.


وباﻷسفل رحب غسان بضيوفه وهو مبتسم فاقترب منه احدهم مرحبا به وتحدث معه باالإيطالية:

-مبارك لك غسان، لم اصدق انك قررت الزواج اخيرا بعمرك الكبير هذا أيها الشائب؟


ابتسم له وهو يجيبه:

-انا لم اتم عامي الخمسين بعد سيد فريدو، فلا زلت بالثامن والأربعون، وها أنا اخيرا اجد من تستحق حمل أسمي.


انحنى مقتربا منه وهمس له:

-طالما هذا سيخدم منظمتنا.


أومأ له فريدو مؤيدا وغمز له مباركا وظل هو يرحب بالجميع حتى صدحت الموسيقى التي تعلن عن نزول العروس فوقف أسفل الدرج ينظر لها مبتسما حتى وققت قبالته فأبعد خمار وجـ ـهها وقـ ـبلها من جبينها وخلل اصابعه بخاصتها وهو يتغزل بها:

-طالعه بتعقدي حبيبتي.


لم ترد واتسعت بسمتها وهي تتحرك معه للخارج حيث مكان عقد القران فأجلسها على المنطدة أمامه ونظر لحارسه وغمز له فتحرك وعاد ممسكا بيزن وآسر المتورمي الوجه، ولكنهما بحلتي غاية في الروعة فنظرت له تسأله بعينها فرد دون الحاجه لسماع تساؤلها:

-يزن بيكون وكيلك وآسر شاهد على العقد عاليا، شو رأيك؟


أومأت موافقه فجلسا امامها ونظر لها يزن يسألها بغضب:

-انتي بتعملي ايه؟ بتتجوزي اكبر عدو لينا يا عاليا؟ انتي مش شايفه عامل فينا ايه؟


لم تهتم وقالت بجمود:

-اللي يعادي غسان الصباغ يستاهل عقابه، أنا حاولت كتير اوي مع العيلة دي لكن خلاص من اللحظة دي مبقاش ليا أي دخل بعيلة الفهد.


وقف فورا بغضب وهدر صارخا:

-طالما ملكيش علاقة بينا يبقى انا ميشرفنيش اكون لا وكيل ولا شاهد حتى.


وجد يـ ـد غليظة تكهل كتفه وتجلسه عنوة على المقعد وما كانت إلا لغسان الذي تكلم بصوت هادئ مستفز:

-راح تكون وكيلها وتوقع على عقد الزواچ متل ما وقعت على عقد بيع الأسهم تبعك بالشركة أما بخاطرك أو...


صمت ليضفي نوع من الرهبة فأقترتب والدته تهمس له:

-هي حره يا يزن، عديها خلينا نطلع من هنا بقى.


أومأ خاضعا بغل وهو يشعر بالغضب يتأجج بداخله حتى أوشك أن ينفجر.


❈-❈-❈

طرق الباب فسمحت له بالدخول تدعوه وكأنها تعلم غيبا من هو:

-اتفضل يا جدو.


دلف يتكئ على عصاه وهو يتكلم بصوته الكهل:

-حبيبة جدو عامله ايه؟


تنهدت باكية وقالت بحزن:

-الحمد لله يا جدو ربنا سترها.


جلس بجوارها فارتمت في حضـ ـنه تبكي ألمها وهو ظل صامتا لا يتحدث ولا يثنيها عن البكاء وكأنه يعلم أن البكاء حل يغسل آلامها وأحزانها حتى توقفت بمفردها فأبعدها قليلا عن حضنه ليسألها بإهتمام:

-ارتاحتي؟


أومأت له فمـ ـسح وجـ ـهها براحته المجعدة وسألها بحيرة:

-أنا مش قادر اصدق اللي أبوكي حكهولي، أزاي حصل الكلام ده؟


ردت توضح له:

-الحيواااان، واضح انه بيعمل الحكاية دي كتير أوي عشان مكانش خايف ولا بيتهز، حتى مرات اخوه عارفه بوسا خته وتقول انه استغل واحده هي تعرفها.

 

تعجب وهو يتسائل:

-ده دكتور والناس بتروح عنده مآمنه له، ازاي يغيب ضميرة للدرجة دي؟ يا ترى بيعمل ايه في الستات اللي عنده في العيادة؟


ردت مؤكدة:

-مش بعيد يكون بيخدرهم ويغتـ ـصبهم هم كمان يا جدو، الغريب انه لحد دلوقتي مفيش واحدة لا اشتكته ولا اتكلمت!


اتعقد حاجبيه وهو يجيبها:

-خايفين يا بنتي.


سألته بغضب:

-خايفين من ايه؟ 


رد ساخرا:

-من الفضحية.


نظرت له متعجبه وهي تقول بذهول:

-هم الضحايا، ازاي هم اللي يخافوا بس؟!


أجابها بحكمة السنين التي وضعت الشيب برأسه:

-مجتمعنا دايما بيجيب الحق ع الست، ولو الحق كان واضح وضوح الشمس فبرده آخره هيحصل له ايه؟ يتشطب من النقابة ويروح يشتغل دكتور بير سلم، وهيلاقي اللي تروح له عشان أعمال مشبوهه وفي اﻵخر الست اللي اشتكت عليه هي اللي سيرتها هتفضل على لسنة العالم.


ذهلت من حديثه وابتلعت ريقها بوجل ولكنه لم يتركها لشياطين عقلها فربت عليها مؤيدا:

-مفيش واحده بشجاعتك يا نرمين، مفيش واحدة تقدر تواجه راجل اتحرش بيها فما بالك انها تواجهه قدام جو زها واهله، انا فخور بيكي اوي انك مخفتيش واتكلمتي ووقفتيه عند حده وأكيد مالك بكره يعرف...


قاطعته معترضة:

-لا يا جدو، متجبليش سيرته ... انا خلاص قطعت الصفحة دي من حياتي نهائي وفي اﻷساس اختياري كان غلط بس ربنا عالم انا كنت قد ايه متردده والكل كان بيضغط عليا في الجوازه دي.


هز رأسه موافقا:

-عارف يا بنتي، حقك علينا كلنا.


سألته بحيرة:

-هي ياسمين مسألتش عليا، ولا متعرفش اللي حصل؟


ظهر عليه الحزن على الفور بعد ذكر سيرتها فتوترت وهي تسأله:

-حصل حاجه؟


أجاب موضحا وهو يقص عليها كل ما حدث بغيابها فنهضت بتلهف وهي تصرخ:

-ياااسمين، هي كويسه يا جدو؟


أومأ لها يطمانها:

-متخافيش يا بنتي دي كويسه خالص وروحت بيتها كمان.


أسرعت تمسك هاتفها واتصلت بها فاجابتها فورا:

-نرمو يا حبيبتي.


صرخت بها اﻷخرى:

-شوفتي عمايلك وصلت لفين؟ انتي مبسوطه كده باللي حصل ده؟


تعجبت ياسمين من حديثها فسألتها:

-ايه الحكاية؟


صرخت مجددا بعصبية هادرة:

-ايه الحكاية؟ انتي معندكيش تمييز للصح والغلط ولا للمقبول والغير مقبول يا ياسمين عشان تخاطري بحياتك بالشكل ده، أنا فضلت ساكته عشان هددتيني انك هتقاطعيني، بس انا عمري ما هداري عليكي في حاجه تاني عشان انتي زي ما فارس بيقول عليكي غبية وتصرفاتك كلها غلط.


صرت على اسنانها وهي تسمع توبيخها فصاحت بالنهاية:

-خلصتي تهزيق؟


كورت قبضة يدها وهي تحاول أن تتمالك نفسها فبكت وهي ترجوها:

-عشان خاطري انا مش حِمل اخسر أي حد منكم.


هدأت ياسمين عند سماعها لنبرتها المنكسرة؛ فهي قد علمت ما حدث معها من توأمها ولكنها آثرت على عدم التحدث معها بالهاتف حتى تراها وجها لوجه فسحبت نفسا عميقا وقالت بتأكيد:

-مش هعمل كده تاني، عدت على خير الحمد لله يا نرمين.


صمتت وهي تستمع لصوت شهقات بكاءها فأضافت:

-عدت على خير عليا وعليكي يا نرمو.


اغلقت معها وتوجهت للخارج قاصدة غرفة چنى ومازن اللذان يمكثان فيها بشكل مؤقت، وطرقت الباب فتأخرت اﻷخيرة حتى فتحت فسألتها بقلق عندما وجدت وجهها الباكي:

-مالك؟


رمقتها بنظرات حزينة وهي تقول:

-يعني مش عارفه!


حاولت أن لا تظهر لها شيئا فسألت ببلاهة:

-عارفه ايه يا چوچو؟


أجابت باكية:

-اللي حصل لمازن.


فهمت على الفور فمسكتها من راحتها وتحركت ببطئ مستندة عليها ومستخدمة تعبها كحجة:

-تعالي نقعد مش قادرة أقف.


جلستا وهي تجيب تساؤلها:

-أنا مكنتش اعرف لحد انهارده الصبح لما فارس قالي، بس هو طمني عليه.


عقبت عليها:

-الحمد لله، انا لسه قافله معاه وطمني، بس قلبي بيوجعني اوي عليه.


نظرت لها ياسمين بحيرة وسألتها بتردد:

-چني، انا عايزه اسألك على حاجه؟


أومأت لها بانتظار سماعها فقالت:

-انتي امتى وصلتي لمرحلة الحب دي مع مازن؟ ازاي قدرتوا توصلوا لكده وانتوا طول عمركم زي اﻷخوات، يعني انا مش متخيلة ابدا ان كان ممكن يحصل أي حاجه تجمعني بياسين بالشكل ده، ابدا ابدا يعني.


نظرت لها بشرود وهي تجيبها وكأنها تقص عليها قصة اﻷميرة التي انقذها البطل الخارق من براثن التنين:

-مازن ده حاجه مختلفه عن أي راجل ممكن تكوني قابلتيه، غير فارس وساجد وياسين.


نظرت أمامها واطنبت بحديثها كما اطنبت بنظرتها الشاردة:

-انسان متصالح مع كل حاجه وأي حاجه، متصالح مع نفسه ومع مرضه ومع حقيقة انه مش اول راجل في حياتي، متصالح انه بالرغم من كل تعبه في الشركه وتقربيا هو اللي بيعمل كل حاجه كبيرة وصغيرة بأيده ومع ذلك هو الرجل التاني زي ما بيقولوا، متصالح مع كل حاجه لدرجة أنك تعشقيه بس بقربك منه.


ظلت ياسمين تستمع لعشقها له وهي مبتسمة الوجه وداخلها يقول انها فعلا المناسبة له، لم تكن ابنة عمها لتتأقلم معه؛ فهي منظمة ومصممة على قراراتها ومازن يحتاج إلى شخص مرن يتحول حسب حالته المزاجية، ومن افضل منها تلك الصغيرة التي جعلته يقع لها دون سابق انذار؟


وقفت تفتح خزانة ملابسها لتخرج ما ترتديه وهي تقول:

-هلبس احسن بردت.


فور أن فتحت باب الخزانة لاحظت ياسمين تلك الألبسة التنكرية المثـ ـيرة معلقة أمامها فتحركت صوبها وبدأت بتفحصها بفضول وهي تبتسم وتسألها ضاحكة:

-ايه ده؟


خجلت چنى قليلا وابتسمت هي اﻷخرى قائلة:

-دي قمصان نوم.


حركت ياسمين علاقات الملابس الواحدة تلو الأخرى وهي تحصرهم:

-ممرضة، دكتورة، خدامة، ظابط، وده ايه ده؟


امسكت قطعة فعـ ـضت چنى على شفـ ـتها بحرج وهي تجيبها:

-ده لبس ال Cat woman.


ضحكت ياسمين عاليا وتمتمت:

-انا ازاي مجاش في بالي أجرب الحاجات دي؟


سألتها چنى بحيرة:

-مش الدكتوره مدياكي أجازه؟


اومأت لها وهي توضح:

-اسبوعين بس، وبعدها ناوية اعمل حاجه جديده عشان اصالح فارس بيها احسن زعلان مني اوي.


لمعت عينها وتسائلت:

-هو قالك انه عرف؟


أومأت لها فعادت تسألها:

-مين اللي قاله يا چني؟ انتي مش كده؟


نفت فورا وهي تدافع عن نفسها:

-لا والله دي الدكتوره.


ظهرت أمارات التعجب على وجـ ـهها وهي تسمعها:

-فارس بهدلها وحملها مسؤلية اللي حصل وقال لطنط دينا ترفدها، راحت هي قالت له على كل حاجه.


لعنت غباءها فما كانت تظنه سيحدث؟ وإلى متى تستطيع إخفاء اﻷمر؟ وأنه علاجا أو آجلا سيعرف وبالتأكيد لديها ولو فكرة بسيطة عن ردة فعله حينها، عادت لتجلس بتعب وهي تخبرها:

-خايفة أوي من عقابه يا چنى


اندهشت وهي تسألها:

-ليه؟ هيعمل ايه يعني؟ آخرة هيخاصمك شوية... وحبة دلع منك كل حاجه هتخلص لان فارس بيعشقك.


تنهدت وهي تسألها:

-تفتكري؟ فارس دايما لما بيزعل مني بيبعد عني وساعات بنفضل كده بالشهور، آه لو تعرفي وقت مشكلتك فضل 3 شهور كاملين مخاصمني .. بينام جنبي وبياكل معايا وبيرد عليا لما بكلمه لكن مش فارس، مش فارس اللي بيحبني وبيعشقني زي ما بتقولي.


ابتسمت لها أخت زوجها وهي تخبرها:

-هو فارس كده، بيقدر طول عمره يتحكم في حياته ورغباته وانفعلاته، بصي اصبري لحد ما تخفي وتعالي اختاري حاجه من دول وانتي تجننيه.


ضحكت وهي تضيف:

-اللبس ده بيجننهم، اسأليني انا.


ضحكتا معا واﻷخرى تعقب:

-موافقه، أنا آخد منك اللبس التنكري وانتي تاخدي مني كوتشينة المتجوزين.


علت ضحكاتهما وهما ينظران لبعضهما البعض وچنى تهتف ساخرة بعدم تصديق:

-عندكم العاب زوجية؟ يا خبر ابيض علينا، اللي يشوفهم وهم لابسين البدل ووراهم صف الحرس وواقفين كده كل واحد فيهم ملو هدومه، ميشوفهمومش وهم....


صمتت وهي تنهار ضاحكة فشاطرتها ياسمين الضحك دون وعي حتى انفطر قلبهما معا واحمرت وجنتيهما.

❈-❈-❈

انتهت مراسم عقد القران فوقف غسان ممسكا راحتها وبدأ يتراقص معها على انغام الموسيقى الهادئة وهو يدفن راسه بعـ ـنقها يدا عبه بأنفا سه السا خنه فأقشعر بد نها وهمست له ترجوه:

-غسان، الناس كلها بتبص علينا.


نظر لها مبتسما وهو يهمس بدوره:

-كلهن بيغارو من چمالك يا عمري انتي.


لم تشعر كيف وصلت لتلك المرحلة من السعادة التي افتقدتها طوال حياتها فسألته وهو يلف بها راقصا:

-واحنا مع بعض عمرك ما عاملتني بالشكل ده، كنا عادي جدا سوا، مجرد علاقه لفتره و...


قاطعها واضعا راحته على فـ ـمها وهو يؤكد لها:

-ما كنت عرفان قد ايه انا عشقانك عاليا، بس بعدتني علني وكل حياتي صارت سودا وكل شي سويته حتى ترچعي لالي يا عمري.


انتهت الرقصه وطالب الجميع بالقاء نخب العروسين وكلمة العريس كتقليد اجنبي اعتادوا عليه فوقف رافعا كأسه بمرافقة عاليا التي اتسعت بسمتها ورفعت كأسها أيضاً وهو يقول باﻻنجليزية:

-اريد أن اشرب نخب عاليا، زوجتي وحبيبتي التي تعبت كثيرا حتى احصل عليها.


نظر لها وحدثها أمام الجميع:

-بالوقت الذي كنا معا كانت تلك أسعد لحظاتنا عاليا ووقت ذهبتي فقدت مذاق الحياة وها قد عاد مذاقها الحلو من جديد.


عاد ناظرا للجمع واكمل:

-اليوم لا يوجد بيننا أغراب، فقط ابناء مروان الفهد رجلنا القديم الذي فقدناه عندما ظن انه يستطيع ان يخالف اوامر المنظمة.


ارتشف من كأسه ليجلي حلقه وعاد يكمل:

-جميعكم يعمل تحت اشراف مسؤل عنه وحتى تلك اللحظة لم نتعرف على الرجل اﻷول وجها لوجه، قد يتخذني البعض كالرجل الثاني وذراعه اليمنى، والبعض منكم قد شعر بالسعادة عندما أخفقت بقضية مروان الفهد ونزلت رتبتي بينكم ولكنني ها انا الان بينكم اقف سعيدا بانتصاري الساحق والذي حققته اخيرا بعد أن استطعت اﻻستيلاء ليس فقط على 25% من أسهم المجموعة العالمية التي كانت تسهل لنا سابقا عمليات التهريب حتى استولي عليها عدوي فارس الفهد، بل انجزت اكبر انتصاراتي بأن تزو جت بعاليا.


امسك راحتها وقـ ـبلها وعاد لنخبه:

-واﻵن لدي مفاجأة قد تغير عالمكم جميعا وتقلبه رأسا على عقب ألا وهي...


نظر أمامه ساحبا ابنته لتقف بجانبه فلمعت عين الجميع عندما هتف:

-نسخة طبق اﻵصل من والديها أليس كذلك؟


غمز لها بعينه وهو يضيف:

-ابنتي لاميتا هي الرهان الذي ربحته أخيرا.


اقترب فريدو ناظرا لها بتمعن فضحك غسان وهو يهتف عاليا:

-ابنة الزعيم التي هربت منه زو جته وهي تحملها وجاءت تختبئ عندي حتى قتلتها وإلى الأن لا تعرف مكانها.


صر الرجل على أسنانه وهو يستمع له يضيف:

-عرفت أنك الزعيم من زو جتك الراحلة وابقيت ابنتك آمنة كل هذه السنوات فقط حتى انتصر انتصارا آخر هذه الليلة.


بلحظة واحده اجتمع الحرس الخاص بغسان بكل مكان حاملين اسلحتهم وصوبوها للحضور وأخرج هو سلاحه ليركزه برأس ذلك اﻻيطالي الواقف امامه هاتفا:

-انتهى وقت زعامتك سيدي.


أطلق النار فورا فأخترقت الطلقة رأسه فخر صريعا على الفور وسط صرخات النساء الحاضرات، ولكن رجاله أطلقوا بعض الأعيرة الفارغة في الهواء فصمت الجميع وامسك هو راحة لاميتا ناظرا لها بانتصار:

-من اليوم اعلموا من هو زعيمكم.


أحنى الجميع رأسه بخضوع موافقين على زعامته فالتفت ناظرا لها وهاتفا بتسائل:

-كل هذه السنوات وانا أحضر فتيات تشبهك لحمايتك ول...


اقترب منها اكثر وسحبها من خصـ ـرها أمام نظرات عاليا المزهولة وأضاف:

--وأيضا لانني مجنون بك لاميتا، لهذا أمامك اﻻن اختياران، إما الحياة معي أو الموت برفقة أباكي.




يتبع...


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أسماء المصري من رواية روضتني، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة