-->

رواية جديدة بين دروب قسو ته لندا حسن - الفصل 10

 


 قراءة رواية بين دروب قسو ته كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية بين دروب قسو ته

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة ندا حسن 

الفصل العاشر




تحرك جــ ـسده ناحيتها بعنفوان وقوة وظهر طوله الفارع أمامها عندما وقف قبالتها لا يبالي بأي من الواقفين قائلًا حديثه بتأكيد:


-على جثتك ولا مش جثتك أنا قولتلك وبقولك وهقولك أنتي ليا وبس وأعلى ما في خيلك اركبيه 


منذ أن أردف بكلمات الزو'اج تحولت إلى أخرى، صاحت أمامه بعينين قوية عنيـ ـفة حادة وهي تضغط على صـ ـدره بأصابع يـ ـدها اليمنى:


-غصب عنك مش هتجوزك وهشوف حياتي مع حد غيرك ومش هوقفها عليك ولا على تهديداتك دي


أظهر موهبته في الاستفزاز والتبجح قائلًا لها وهو يومأ برأسه للأمام بابتسامة ساذجة:


-حياتك مش هتقف فعلًا.. هتمشي بس معايا 


استفزها بشدة مظهره وحديثه الذي يلقيه أمامهم بتأكيد تام وكأنه يعلم أن ذلك سيحدث بالفعل، قالت مؤكدة هي الأخرى بجدية:


-قسمًا بالله لو آخر واحد في الدنيا.. أنا مستحيل ارجعلك وأكون معاك حتى لو روحي فيك 


ابتسم ببرود وأشار إلى الواقفين قائلًا بثبات:


-روحك فيا وهترجعيلي قدام الكل أهو


رفعت يـ ـدها الاثنين إلى صـ ـدرها ودققت النظر به داخل عينيه بالتحديد وبادلها ذلك تحت أعين والده وشقيقته ثم أردفت بصوت حزين خافت:


-أرجع للي كسر فرحتي بحياتي وخطف مني أهلي


عاد للخلف خطوة، هل مازالت تفكر به هكذا؟ حتى بعد أن استفاقت من صدمتها بموتهم!، إلى اليوم تعتقد أنه كان السبب بموتهم وهو من جعل حياتها حزينة؟.. تنهد بعمق مُجيبًا بقوة:


-أنا لا عملت ده ولا عملت ده.. أنتي بتبرري لنفسك وبس


نظرت إلى الناحية الأخرى لترى عمها يقف جوار ابنته فقط يستمع إليهم وإلى الآن لم يتحدث مرة أخرى، لقد كان واقع بصدمة تخص ابنة أخيه، هتفت ببرود:


-ولو ببرر لنفسي أنا مبقتش عايزاك.. مش شيفاك شريك حياتي أنت مجرد ابن عمي 


رفع إحدى حاجبيه ونظر إليها بعينيه السوداء الخاصة بالغضب والتي أصبحت هكذا في أغلب الأوقات، أراد أن يجعلها تغضب أكثر فصاح:


-أنا مش شريك حياتك وبس.. أنا جـ ـوزك وعملك الأسود اللي هيلمك من الشقق والشوارع 


صرخت بعـ ـنف وقوة بعد أن مزقها حديثه البغيض:


-احترم نفسك وشوف أنت بتقول ايه.. بلاش أنت تتكلم على الشقق علشان إحنا عارفين اللي فيها 


بدون أدنى إهتمام أردف بكلمات غبية لا تؤخذ من رجـ ـل عاقل ولم تروقها أبدًا:


-أنا راجـ ـل براحتي وأعمل اللي أنا عايزة مافيش حاجه تمنعني لكن أنتي ست وعندك الموانع كتير وأولهم أنا


تسائلت ويـ ـدها الاثنين أمام صـ ـدرها:


-بصفتك ايه؟ ها.. الوحيد اللي ليه كلمة عليا هنا هو عمي 


ابتسم بسخرية ووضع يـ ـده الاثنين داخل جيوب سترته، ونظر إليها بعمق مُردفًا بتأكيد:


-بكرة نشوف مين اللي هيكون ليه كلمة عليكي 


أخفضت يـ ـدها من على صـ ـدرها ونظرت إليه بعينين لا تدري ما المعاني التي داخلها وترسلها إليه، بادلها النظر مُطولًا بعينين ضائعة غبية تسير وراء أهوائها..


صدر صوت "رؤوف" والده بقوة بعد صمت دام طويلًا وتحرك للصعود إلى غرفته وعقله به شيء واحد يريد التفكير به:


-اطلعي اوضتك يا سلمى.. اطلعي يا هدى


تحركت "سلمى" قبلها إلى الأعلى تاركة إياه يقف في المُنتصف وحده ومن خلفها صعدت "هدى" وعقل كل شخص بهذه العائلة مُنشغل بكثير من الأمور الذي تكاد أن تفجره..


صعدت على الدرج بسرعة وخطوات واسعة ثم دلفت إلى غرفتها ودفعت الباب من خلفها بقوة إلى درجة أنه أصدر صوتًا عاليًا للغاية، أبعدت الحقيبة عن كتفها وألقتها بقوة على الفـ ـراش ثم ذهبت إليه وجلست على حافته..


انخفضت بجذعها للأمام وهي جالسة، تضغط بيـ ـدها الاثنين على خصلاتها تعيدها للخلف بقوة، بدأت الدموع تخرج من عينيها بهدوء وبطء، في صمت تام ولم يخرج منها أي صوت، فقط دمعاتها تنهمر خروجًا من مقلتيها لتمر على وجنتيها المُكتنزة في طريق لا نهاية له..


حزنها الأول والأكبر كان من نفسها، لقد وضعت نفسها في موضع الإتهام وهي لم تفعل شيء، كان من المُفترض أن ترفض الذهاب معهم بكل قوتها حتى ولو كان الانزعاج مصيرهم.. 


كان لابد أن تبقى تلك الفتاة التي لديها مبادئ تسير عليها وتكمل نهج والدها وعائلتها، كان من المفترض أن تظل إلى الأبد بتلك الصورة التي قام والدها بتربيتها عليها، الآن عمها ينظر إليها بشك، وابنته وذلك البغيض الذي لم يرأف بها وقام بالإفصاح عما حدث ليكون الموقف بصالحه..


الآن يفكر بها السوء، لا يهم إن علم الآن بعلاقتها مع "هشام" ولكن أن يراها هناك ويظن أن المنزل له، هذا غاية في القسـ ـوة والحزن الضاري..


جعلته بفعلتها يظن بها السوء ويرفع يـ ـده عليها، شيء لم يفعله والدها ولا أي شخص بحياتها، تعلم أنه متهور غبي ولكن لما يفعل ذلك؟.. ويود الآن الزواج منها!.. مهما حدث وإن كان هذا الخيار الأخير بحياتها ومن بعده الموت فلتأخذ الموت قبله..


رفعت رأسها للأعلى واستندت بكفي يـ ـدها على الفـ ـراش تنظر إلى سقف الغرفة، لقد كانت مشفقة كثيرًا على عقلها الذي لا يمر عليه لحظة ويكن يفكر في أمر غير الآخر، مُشتت بطريقة مُرهقة للغاية، مُشتت ضائع مخدوع وقلبها المثل ينتظر الجبر بعد كل هذا الصبر، ينتظر العوض الجميل..


صعد الآخر إلى غرفته، دلف إلى شرفة الغرفة وأخرج سيجارة من علبته الغالية الخاصة به، أشعلها ووقف ينظر إلى الفراغ أمامه على الأوراق الخضراء أعلى الأشجار، عينيه سوداء تماثل السماء فوقه، بدأ عقله في التفكير المميت فأخذ يدخن السيجار بشراهة وقوة غريبة.. نفذت منه فقام بـ إلقائها على الأرضية ودعسها بقدمه ثم أخرج غيرها وهو كما هو ينظر إلى تلك الأشجار، بدأ في التدخين مرة أخرى بشراهة أكبر..


عقله يأخذه إلى أماكن محظورة بالنسبة إليه لو كان فقط لديه شك واحد بالمئة منها لكان قـ ـتلها قبل دلوفها إلى الفيلا، بل قبل خروجه من الشقة..


تحبه ويعلم هذا ومتأكد منه لذا لا يصدق أنها تهوى غيره وتريده، هذا ليس من طبعها، لا تجيد التمثيل أبدًا ولا تستطيع أن تكون ذلك الشخص ذو الوجهين، وإن كانت لا تريده فلن تستطيع النظر بوجهه..


ولكن الجانب الآخر يقول عكس ذلك، لقد علم من طرف يخصه أنها تقابله، تتحدث معه ومنذ الكثير وهو الأبلة لم يكن يرى أي من هذا ويعطي إليها الثقة الكاملة قائلًا أنها ليست مثله.. الخيوط هنا مُتداخلة ولم يفهم إلا أنها ربما ومن المحتمل الأكيد تحاول أن تراه في مكانه.. وهذا لن يحدث إلا عند مو'ته 


ما جعل قلبه يبكي قهرًا داخله، ويشعر بحرارة النيران المُشتعلة بالقوة في الداخل يخرج لهيبها عليه هو رؤيتها هناك في منزله!.. لقد كان يتحدث بثقة مع الحقيرة الأخرى اعتقادًا أنها لا تفعلها ولكنها طعنته بخنجر في ظهره بالخـ ـيانة وهي هناك!..


شعر بأن الخنجر غرز في مُنتصف ظهره خيـ ـانة وقسـ ـوة من حبيبة عمره ومن هواها قلبه إلى أعوام طويلة..


يالا قسوة الأيام ومرارة الفراق، اشتعلت النيران داخله وتضاخم صـ ـدره وشعر بأنه على وشك الاختناق وإلقاء حتفه فور أن تأكد فقط من أنها هناك وذهب عقله إلى الأماكن البعيدة التي تشير إليه بفعل أشياء دنيـ ـئة.. ولكنها لا تفعلها، ولن تفعلها، ما يقوله لها ما هو فقط إلا حديث بغيض يخرج في ساعة غضبه لكنه يعلم أن حبيبته ليس هناك أنقى منها.. ولن يكون هناك.. مهما حدث لن تفعل ذلك الخطأ إلا معه ولن يكن حينها خطأ ستكون زوجته، حلالًا له وحده..


ألقى السيجارة كما الأولى وفعل بها المثل، وأردف عقله داخله بأن ما حدث لن يمر هكذا، ما فعله الليلة وتلك الفزعة التي تعرضت لها على يـ ـده كانت كافية لتجعلها تستفيق مما هي به.. وما بقيٰ له هو، يستطيع التصرف به..


سيأخذ ذلك الخنجر الذي تعنطه به ويحوله إلى أولى تذاكر الحب بينهم بعد الفراق الذي تعرضوا إليه..


❈-❈-❈

           


"في الصباح"


هبطت "سلمى" من غرفتها في الأعلى إلى الأسفل في الصباح الباكر، لحظة وجود الجميع في غرفة الطعام يتناولن الفطور، سارت في ردهة المنزل بملابس رياضية مكونة من بنطال رصاصي اللون يلتصق عليها، وتيشرت يماثلة في اللون مخطوط على صـ ـدره كلمة بالإنجليزية باللون الأبيض، مرتدية في قدمها حذاء رياضي أبيض.. 


وعقدت خصلات شعرها الأسود القصير رافعة إياه في الخلف فظهر أكثر قصرًا.. وجهها أبيض نقي خالي من أي شيء سوى مرطب شفاه وواقي من أشعة الشمس الذي استخدمته قبل أن تهبط إلى هنا..


قبل أن تقرر أنها ستبدأ من جديد وستنظر إلى نفسها وترى حياتها ماذا تريد وتفعله، ولتنظر إلى عقلها قليلًا وتخطو خطوة ناجحة تكن فارقة معها..


دلفت إلى الغرفة بهيئتها الغير مُعتادة، فلا تفعل هذا إلا كل فترة طويلة، عندما تدلف بهذه الملابس يكن اليوم مخصص لها وحدها لا يوجد به عمل ولا حتى أشخاص.. تصفي ذهنها وتبقى جالسة مع نفسها لتأخذ قرارات فارقة معها..


ألقت عليهم تحية الصباح فأجاب من كان يجلس في الغرفة، عمها وابنته وزوجته "عزة"، نظرت إلى عمها بخجل واضح ثم سارت إلى الداخل وهم يتناولون الطعام.. جلست قريبة منه في مقعد "عامر" الذي كان فارغ..


ابتلعت ما بجوفها، ورفعت عينيها الخجولة منه إليه مخططة داخلها أنها ستعتذر عما بدر منها في الأمس:


-عمي أنا آسفة.. أنا عارفه إني غلطت بس والله العظيم أنا عارفه حدودي كويس ولا يمكن اتعداها 


ترك الطعام من يـ ـده ونظر إليها والباقين كذلك، تحدث بجدية وعقلانية:


-أنتي عارفه إني بخالف عامر كتير، لكن امبارح لأول مرة بتفق معاه ولو هو معملش كده كنت هشك في رجـ ـولته لأنه مش المفروض يسمحلك تروحي بيت راجل غريب.. ولا قريب حتى 


رفعت يـ ـدها تشير بها بخجل وهي تلح عليه بنظرتها وحديثها المرهق:


-صدقني والله العظيم دي شقة إيناس.. أنا حتى مش عارفة ليه بيقول أنها شقة هشام 


أكملت حديثها شاردة بنبرة جدية:


-أنا كنت في الجمعية وجايه على هنا والله إيناس أصرت عليا أروح أشوف الشقة الجديدة وابن عمها معاها أنا عارفه إني غلطت وأعترفت بغلطي لكن دي شقة إيناس وهشام ابن عمها شخص محترم وأنا أعرفه من زمان


رد عليها بجدية أكثر:


-تعرفيه ولا متعرفيهوش مكنش المفروض تروحي معاهم 


تنهدت بقوة ثم أجابت قائلة:


-أنا آسفة أنا غلطت ومش هكرر الغلط ده تاني متزعلش مني 


هتفت "عزة" بابتسامة بشوشة واسعة وهي تقول:


-مش زعلان طبعًا يا حبيبتي في حد يزعل من بنته وهي قمر كده 


استدارت لها بوجهها وابتسمت إليها بحب واحترام ثم عادت إلى عمها مرة أخرى قائلة بتساؤل:


-زعلان!


نظر إليها بعينين تمتلئ بالحب لها، عينين العطاء بها يكاد يخرج منها رميًا بسبب كثرته، هتف بحنان بالغ ونظرة محتوية إياها:


-أنا مش زعلان منك يا سلمى.. أنا بس زعلت إنك حطيتي نفسك في الموقف ده وكنت عايزك تخلي بالك من نفسك أكتر من كدة 


وقفت على قدميها وأقتربت منه وضعت شفـ ـتيها أعلى رأسه تقـ ـبله بحب بالغ ثم انتقلت إلى يـ ـده قبـ ـلتها كما رأسه، ترى والدها الراحل به وهو يرى شقيقه وعائلته بها.. وكل منهم يحاول مداراة النقص الذي يشعر به والفراغ المُميت الذي انقض على حياتهم عنوة..


قالت بابتسامة عريضة وصوت ناعم:


-متقلقش عليا يا حبيبي أنا بخير وهبقى بخير طول ما أنت موجود 


ربت على يـ ـدها وابتسم إليها بحب، نظرت هي إليهم جميعًا مُمرره عيناها الزيتونية عليهم قائلة بحماس:


-يلا عن اذنكم هخرج أجري شوية 


أردفت زوجة عمها بنبرة حنونة قلقة عليها:


-مش تفطري الأول يا حبيبتي


رفضت الأخرى وهي تخرج من الغرفة:


-ماليش نفس والله يا طنط


تركتهم ورحلت إلى الخارج، وعقلها فارغ تمامًا عن أي موضوع أو حديث استمعت إليه سابقًا، اليوم سيكون خالي من أي انزعاج فقط يوجد راحة لها..


خرجت من بوابة الفيلا ثم بدأت بالركض بطول الشارع الموجود به الفيلا، مُبتعدة عنها بمسافة كبيرة للغاية..


بعد مرور الوقت عليها وهي تركض في الشوارع في الصباح الباكر عادت مُنهمكة تتنفس بقوة ووجهها مُتعرق للغاية..


وقفت في حديقة الفيلا مُنحنية على نفسها تضع كفي يـ ـدها الاثنين على ركبتيها تقف قليلًا لتأخذ أنفاسها المسلوبة منها أثناء الركض في الخارج..


وقف الأخر على بوابة الفيلا في الداخل ينظر إليها، كان خارج بعد فطوره للذهاب إلى عمله، ولكن هناك جنية تنحني على نفسها أمام البوابة في الداخل تأخذ أنفاسها وسلبت أنفاسه هو..


رفعت وجهها لتراه يقف عيناه مثبته عليها بقوة، نظرته ناحيتها ليست طبيعية وليس بها من الحب شيء، بل الرغبة التامة المعهودة في نظراته..


سارت أمامه تقترب منه للدلوف إلى الداخل، وكلما سارت ظهرت ملامحها أكثر، شفـ ـتيها المُكتنزة الوردية مُنتفخة أكثر مما هي عليه، عيناها تسلبه بنظرتها ولونها.. وجهها مُتعرق تلهث ببطء بعد أن استجمعت أنفاسها وقد عبث به هذا أكثر..


جـ ـسدها يغريه وهو محدد بتلك الملابس الرياضية، سيرها، حركاتها وكل ما بها وآه من قلبه وعقله، وآه أكبر بكثير من جـ ـسده الذي يطالب بالقرب العاجل منها..


كادت تعبر من جواره لتدلف إلى الداخل ولكنه أمـ ـسك بذراعها وهي تسير جواره، جذبها منه لتقف أمامه تنظر إليه باستغراب فتحدث بعد أن أخذ نفس عميق:


-عايزك في كلمتين


ردت بلا مبالاة تامة:


-نعم


-شعر بأنها لا تعطيه اهتمام، ولكنه يعرف كيف يأخذه منها، أردف بجدية وتساءل:


-أنتي مفكرتيش أنا عرفت مكانك منين 


وقفت مُعتدلة، استدعى انتباهها حقًا، نظرت داخل عينيه بدقة وفكرت في حديثه، أنها لم تتساءل عن ذلك أبدًا اعتقادًا منها أنه كان يراقبها:


-منين؟ 


أجاب بجدية شديدة وهو يضع يـ ـده الاثنين داخل بنطاله: 


-من اللي عملاها صاحبتك يا سلمى


تغيرت تعابير وجهها مئة وثمانون درجة وهي تهتف بذهول مُستنكرة:


-إيناس!


أومأ إليها برأسه مُؤكدًا حديثه بقوة:


-آه إيناس


تابع قراءة الفصل