-->

رواية جديدة البريئة والوحش لأميرة عمار - الفصل 6

 

قراءة رواية البريئة والوحش كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية البريئة والوحش 

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أميرة عمار

الفصل السادس




بجناح فارس 


يجلس علي السرير يتصفح هاتفه بجمود واضح علي وجهه،ومن الناحية الأخري تجلس سارة علي الأريكة تقرأ كتاباََ،كانت تختلس النظر إليه كل ثانية والأخري،تنتظر منه أي كلمة تُرطب قلبها من مرارة كلماته وقسوته التي أعلمتها أنه لم ولن ينسي أبداََ ما حدث بالماضي فهي تعلم أن ما فعلته لا يغتفر وأن أحداً غيره كان سيقتلها بمكانها دون أن يجف له رمشاََ،ولكن كانت مفاجأة بالنسبة لها أن فارس قرر أن يُضحي ويتز وجها وللحقيقة هو لم يضحي هو مل من ضغط جده عليه وها هي الآن زوجته وأم لولده،وتحقق المستحيل بقبوله بها زو جة وهذا بالنسبة لها يكفي ويزيد، فيكفي أنها أم وريث ذلك الأسطور


تعلم أنها لم تحبه ولن تحبه هو بالنسبة لها مصباح علاء الدين،تعيش عيشةََ مرموقة،

شهادة حق لا يبخل عليها بماله،وفوقاََ علي كل هذا أنها تكون زو جة فارس الهواري يكفي جداً أن ترضي بأي شئ منه فبالأول والأخر إسمها يلتصق به هو لا أحد غيرها،بزواجها منه هزمت أغلب نساء هذه الطبقة التي كانوا يضعون أعينهم عليه ويُهيمون به 


رفعت أنظارها مرة أخرى عليه عندما وجدته ينهض من علي السرير ذاهباََ لباب الجناح لينزل لأسفل، نظرت إلي ساعة يـ دها وجدتها السابعة مساءً،إبتسمت بسخرية علي إهتمامه بمواعيد الطعام فهو يعطي الخدم دائماََ مواعيد الوجبات وإن لم يفعلوها بموعدها المحدد يخصم منهم الكثير من مرتبهم، يمشي حياته كلها بالساعة كل شئِِ لديه له وقته، عجباََ لها من هذا الإنسان التي لا تستطيع فهمه ولو واحد بالمئة 


وضعت الكتاب الموجود بيـ دها والتي لم تقرأ منه سوىٰ سطرين علي المنضدة الموجودة بالغرفة وإتجهت للأسفل هي الأخري لتناول العشاء


❈-❈-❈


في الأسفل بغرفة الطعام


دخل مالك الغرفة جرياََ صوب فارس وهو يقول له بسعادة:


-باابي


حمله فارس من علي الأرض وهو يقول له بحب:


-روح قلب بابي...عملت إيه يا بطل النهاردة


نظر له مالك وهو يهمس بتعب مصطنع:


-أرتاح طيب يا بابي وبعدين أحكيلك..أنا جاي تعبان أوي 


ضحك علي مماطلة صغيره في الحديث وقال له وهي يتجه به نحو السفرة مرة أخري ووضعه بالكرسي المجاور له:


-طب أقعد إرتاح يا بطل وكُل كويس عشان تقوي عضلاتك أكتر 


قال له مالك متسائلاََ:


-إنتَ عملت عضلاتك دي يا بابا مع كابتن عفيفي برضو 


قاطع أحمد فارس قبل أن يتحدث وهو يقول لمالك ضاحكاً:


-لا يا حبيبي أبوك عملهم بنفسه من غير أي تدخلات خارجية 


ذهل مالك من قُدرة أبيه فعضلاته تفوق عضلات كابتن عفيفي فقال لأبيه بإهتمام ظاهر بعينيه:


-بابي إعملي زيهم عشان خاطري....انا عاوز أبقي زيك بالظبط 


إبتسم له فارس بحب وهو يردد:


-أهم حاجة يا بطل هي الأكل وإنك تسمع كلام كابتن عفيفي عشان تأخد البطولة وبعد ما تكبر شوية أنا بنفسي اللي هضَربك....إتفقنا؟


هز مالك له رأسه بالإيجاب وهو يردد خلفه:


-إتفاقنا يا بابي 

ثم أخذ المعلقة من علي السفرة وبدأ في تناول طعامه تنفيذاً لأوامر أبيه 


رفع فارس أنظاره من علي الطبق الموضوع أمامه وهو يصوبها نحو أحمد قائلاََ بجدية:


-من بكرة تروح الشركة يا أحمد تتابع مع مهاب الأمور...ياريت تكون قد المسؤلية دي وياريت أرجع ألاقي كل حاجة زي ما سايبها 


هز أحمد له رأسه وقال بثقة:


-متقلقش يا وحش هترجع تلاقي كل حاجة تمام 

ثم غير طريقة كلامه لأخري عابثة:


-إنبسط إنت بس ومتشغلش بالك بحاجة


رمقه فارس بنظره حادة وهو يهز رأسه بيأس من أفكار أخيه اللعينة،..... ولما لعينة!! هو بالفعل ينتوي أن ينسي نفسه بتلك السفرية

،سيترك لقلبه زمام الأمور لأول مرة ليري إلي أين ستصل الأمور مع ماسته الرقيقة 


لا يري أنه شئ كارثي إذا أحب أحدهم، هو لا يُعيبه شئ وإذا أراد الزو اج فليتز وج فهو قادر علي فتح مئة بيت وليس أربعة فقط،وهذا هو تفكيره الذي إقتنع به إقتناعاََ تاماََ فها هو قراره النهائي أنه سيترك نفسه للحياة والحُب ليري ماذا سيفعل به درب الهوىٰ


يُريدها يُريد أن يشعر بها وأنها أصبحت ملكاََ له يريدها ملكية خاصة لفارس الهواري ولأول مرة يريد شئ في هذه الدنيا بهذه الطريقة وهو رجل دئوب محارب لا يقبل الخسارة أبداً وإذا قال بأنه يُريد فينتهي الأمر وهو فعالٌ لما يُريد فيا هلا بنغم المحمدي بعِش فارس الهواري.


قام من علي السفرة بعد إنتهائه من طعامه وهو ينادي على أحد العمال بالقصر 


ثواني وكان رجلاً قوي البنيان يقف أمامه ينتظر أوامر سيده 


أمره فارس بجدية قائلاََ:


-إطلع هاتلي شنطتي من فوق هتلاقيها قدام باب الجناح


أردف الرجل قائلاََ قبل مغادرته:


-أمرك يا فندم 


نهض أحمد هو الأخري وهو يتسائل:


-إنتَ هتمشي دلوقتي يا فارس 


رد عليه فارس هاتفاََ بهدوء:


-أه يا حبيبي...خلي بالك من البيت يا أحمد والشركة إنتَ هنا مكاني 


إتجه نحوه وهو يرتمي بأحضانه قائلاََ له:


-متقلقش يا فارس كل حاجة هتكون زي ما إنتَ عاوز 


ربط علي ظهر أخيه وهو يقول له:


-وأنا واثق فيك يا حبيبي


ثم نظر لمالك وهو يفتح له أحضانه هو الأخر 


نهض سريعاََ من علي كرسيه متوجهاً لحضن أبيه وهو يقول له بحزن:


-هتوحشني أوي يا بابي 


ضمه لصد ره  هاتفاََ بإبتسامة:


-وإنتَ يا روح بابي هتوحشني أكتر


قامت سارة من علي كرسيها بغضب وصعدت للغرفتها دون أن توجه لهم أي حديث،فهي تعلم أن فارس سيذهب دون أن يوجه لها كلمه فقامت منعاََ لإحراجها وهي تسبه بسرها بأبشع الألفاظ 


أما هو نظر لطيفها بسخرية وهو يردد جملة واحدة وهي "أراحت وإستريحت"


❈-❈-❈ 


قاد فارس سيارته بعد أن وضع شنطة سفره بالخلف متوجهاً إلي منزله التي تقطن به نغم الآن نصف ساعة وكان يركن سيارته أمام المبني،رد التحية التي ألقاها عليه الحارس الموجود أمام المبني وصعد بالاسانسير إلي الطابق المحدد،ثواني وكان يقف أمام باب الشقة يرن الجرس 


عند نغم كانت تقفل شُنطها وترتدي حذائها 

وعقب إنتهائها سمعت صوت رنين الجرس 

إتجهت نحو الباب لتفتحه فبالطبع فارس من بالخارج فلا أحد غيره سيأتي لها،أدارت المقبض ليفتح الباب وبالفعل كان فارس يقف أمامها، شامخاً..صلباً... واثقاً بنفسه تُحيطه هالة من الغموض والإثارة 

قالت له وهي تفسح له المجال بالدخول:


-ثواني هجيب الشُنط من الأوضة وأجي 


حرك رأسه لها بالموافقة وتقدم نحو الداخل وهو يغلق الباب خلفه،يتدغدغ قلبه عندما يراها ترتدي الملابس التي جلبها لها لا يعلم سر هذا الإحساس ولكن حقاََ يشعر بأحاسيس مختلفة وغريبة 

يُحب فكرة أن يكون مشاركاََ لها بأدق تفاصيلها 

لأول مره ينتابه هذا الشعور المتملك تجاه شخص ما فاق من أفكاره علي صوت صيحات نغم المتعبة وهي تضع الحقائب بالصالة


جحظت عينه بإستنكار وهو يري أمامه خمس شُنط للسفر!!...فلو ذاهبين للإستقرار هناك لم تأخذ معها كل هذا الكم من الأغراض!!! 


هتف لها مستنكراََ مما يراه:


-إيه ده يا نغم!!


قالت له بصوت متعب من حمل الحقائب:


-دي هدومي  وشوية حاجات كده لزوم السفر 


رد عليها بصوت خرج حاداََ دون إرادة منه:


-هي رحلة يا نغم!!،إحنا رايحين شغل


توترت من صوته الحاد وزاغت ببصرها يمين ويسار وهي تُردف بتساؤل ساذج:


-يعني هنبقي في مرسي مطروح ومنزلش البحر وأتفسح


وضع فارس يـ ده علي جبينه بصدمة من حديثها وهو يهتف بصوت جهوري:


-بحر إيه وزفت إيه بقولك راحين شغل أسبوع ونرجع 


تذمرت وهي تقول بحسرة بصوت منخفض:


-يا حسرتك يا نغم أول مرة تسافري فيها وتشوفي البحر تتحرمي منه،دايماََ كده وش فقر


جاء فارس ليرد عليها بحدة وغضب ولكن خانته ضحكته التي صدعت بالشقة بأكملها علي طريقة كلامها وعلي الموقف أجمع


خجلت من إستماعه لحديثها التي كانت توجهه لنفسها ونظرت للأسفل بإحراج 


نظر لها بطرف عينه وهو يقول لها :


-هاتي شنطة واحدة يا نغم من الشنط دي واللي تحتاجيه من هناك هشتر.....

ثم تذكر شئ قبل أن يكمل حديثه فتسائل

بإستغراب:


-إنتِ جبتي الهدوم دي كلها منين مفتكرش إني جبتلك كل ده!!


جاوبت علي تساؤله بكل وضوح وصراحة تمنت لو لم تُردف حديثها بهم:


-ما أنا من إسبوع كده روحت الحارة وجبت هدومي كلها...قولت خسارة أسييهم هناك 


ردد خلفها قائلاً بإستنكار حاد:


-بتقولي رُحتي فين!!!


زاغت عيناها في أنحاء الصالة وهي تقول بتوتر خوفاََ من ملامح وجهه التي إنطفأ بريقها :


-أصل مكنش ينفعش أسيب هدومي هناك وكان في حاجات كتير كنت محتاجاها


هتف فارس صائحاََ بها بغضب شديد وهو يضرب بقبضته علي الحائط المجاور له:


-وإنتِ إزاي تروحي من غير متقوليلي...إفرضي كان الزفت اللي إسمه أيمن ده عملك حاجة؟


دق قلبها بهلع من غضبه الواضح علي وجهه 

وهي تحاول إنتقاء الكلمات المناسبة لتهدئته ولكن وكأنها نست طريقة الكلام فصوتها لم يسعفها للحديث فبقيت صامته وهي تمنع عيناها من البكاء 


وجه لها نظراته الحادة وهو يُخبرها بتساؤل مترقب يخشي أن يكون أحد أذاها بكلمة أو بفعل،ينتظر فقط أن تُخبره أن أحد رمش لها فقط ووقتها ورب هذا العرش سيحرق الحارة بمن بها :


-حد كلمك أو إتعرضلك هناك؟


هزت رأسها بالنفي عدة مرات وهي تقول بصوت مهزوز مزعور:


-لاء والله....محدش شافني أصلاً غير جارتي لأني روحت الضهر والمعظم بيبقي في شغله

ثم أكملت بنبرة أكثر ثقة إستردتها بحديثها:


-وبعدين إيه يعني أما أروح.. هو أنا لازم أستاذنك؟


أطلقت عيناه شرارت من أخر كلماتها بعد أن كانت راقت من الغضب عقب كلامها أن لا أحد تعرض لها،لمح نبرة السخرية بحديثها،تُريد أن توصل له بطريقة غير مباشرة أن لا شأن له بذهابها إلي أي مكان


أغمض جفنيه لبرهة يحاول كتم غيظه وغضبه منها ومن حديثها،يحاول أن لا يرهبها منه فهو يريد أن يبدأ معها هكذا فلن تتحمل عصبيته أو غضبه بدون أي مبرر فسكت وكتم غيظه 


أردف لها وهو يتقدم ناحية الشنط بصوت خرج بارداً لا يحمل اي معالم:


-إختاريلك شنطة عشان أنزلها


ردت عليه قائلة برجاء وتوسل يملئ عيناها:


-ممكن أخد شنطتين ؟


والله لو قالت له بهذه النبرة أن يجلب لها نجمة من السماء لفعلها،يحن قلبه لها من مجرد نظرة من عيناها،يسقط صريعاً أمام تعابير وجهها ورقتها 

أخذ شهيقاََ يخفف به من مشاعره التي إشتعلت وهو يهز رأسه لها للأمام 


أشارت بيـ دها علي إثنتين وهي تقول له:


-هاخد دول 


حمل الشنطتين الواقع عليهم الإختيار بهدوء وهو يقول لها:


-شوفي نقصك إيه هستناكي في العربية متتأخريش 


أنهي حديثه وإتجه نحو الباب ولكن كانت تسبقه نغم سريعاً حتي تفتح الباب له لعدم تمكنه فهو يحمل في كل يـ دِِ حقيبة


ذهبت هي إلي الداخل مرة أُخري بعد نزوله لتجلب شنطة يـ دها وهاتفها من غرفتها 

وجاءت لتخرج من الغرفة...وجدت نفسها تذهب أمام المرآة تري مظهرها،مدت يـ دها تلتقط زينة الشـ ـفاه الموجودة علي طاولة الزينة،وبدأت بوضعة بدقة علي شـ ـفتيها 

لا تعلم لما تضعه الآن تحديداً وما دفعها لفعل ذلك ولكن كل ما تعلمه أنها أرادت أن تظهر أمامه جميلة 


وبعد أقل من عشر دقائق كانت تغلق باب المنزل خلفها متجهه إلي المصعد 


❈-❈-❈


فتح لها باب السيارة المجاور لمقعده عندما رأها تتقدم نحو السيارة 


جلست علي المقعد وأغلقت باب السيارة بهدوء دون حديث وهي تنظر للأمام 


نظر لها بجانب عينيه موجهاً نظره لشـ ـفتيها

يهتم بأدق تفصيلها لدرجة أنه لاحظ اللون التي وضعته علي شـ ـفتيها بعد نزوله،يتذكر جيداً أنها كانت لم تضعه منذ دقائق،وجه نظره للأمام مرة أخري وهو يرثي نفسه فحقاََ دخول نغم لحياته ليس إلا عقاب علي شئ لم يعلم ماهيته 


قاد السيارة وإنطلق سريعاً علي الطريق في صمت قطعته هي بسؤالها:


-هو الطريق بياخد كام ساعة


رد عليها بهدوء وهو مازال موجهاً نظره للطريق:


-أربع ساعات


صمتت ولم ترد عليه عندما شعرت بعدم رغبته بالكلام،فرده عليها يعتبر بالقطارة فهي بماذا ستفعل بعدد ساعات الطريق...هي أردات فتح حوار للحديث فقط لا غير ولكنه لم يساعدها بذلك.


سندت رأسها علي الزجاج وهي تنظر للخارج 

بعد ساعة تقريباً وهي علي هذه الوضعية نظرت خلفها وهي تستشعر وجود ثلاث سيارات خلفهم منذ خروجهم من العمارة

وجهت أنظارها له وهي تُخبره بنبرة تحمل الزعر والإستغراب:


-في أربع عربيات مشيين ورانا من أول مخرجنا من العمارة 


خرج من شروده بالطريق علي صوتها المزعور،فوجه نظره للمرآة وجد أربع سيارات بالفعل،ولكن لمن السيارتين الأُخرتين!!

فهو معه سيارتين فقط!!


أخرج هاتفه من جيب بنطاله وعينه لم تتزحزح من علي المرآة، أنزل بصره سريعاً ليطلب رقم أحد حُراسه وجاءه الرد بثواني معدودة :


-أوامر حضرتك يا فندم 


نظر للمرآة مرة أخري وهو يُردف بتساؤل:


-في عربيتين ورانا بتوع مين دول


رد عليه الحارس بشك قائلاََ:


-حاسس إنه كمين لحضرتك يا فندم،إحنا من وقت ما خرجنا بنحاول نتوهم 


قبض علي الهاتف بشدة وهو يصيح بالحارس بصوت جهوري:


-وإنتَ مقولتليش ليه يا غبي من وقتها...مستنيهم يخلصوا عليا!!


رد الحارس سريعاً خوفاً من غضب سيده:


-مرضناش نقلق سعادتك يا فندم وقولنا إحنا هنتصرف


هتف فارس صائحاََ :


-أغبية مشغل معايا شوية أغبية 

ثم أردف قبل غلقه للهاتف:


-أنا هزود السرعة وإنتوا حاولوا تبعدوهم


رمي الهاتف أمامه علي تابلو السيارة وهو ينظر لنغم المزعورة علي الكرسي جواره وهي تحاول فهم ما يُجري من كلماته التي ألقاها للحارس 


أردف لها بصوت هادئ مطمئن:


-إهدي مفيش حاجة، أنا هزود سرعة العربية شوية فعاوزك تربطي الحزام


هزت رأسها له بخضوع وحاولت ربط الحزام بأيـ دي مرتعشة ولكنها لم تفلح فأعصابها فلتت منها عند سماعها لكلمته التي كانت موجهة لحارسه"مستنيهم يخلصوا عليا؟"


نظر للطريق أمامه وجده فارغ فترك محرك السيارة ومال تجاهها يسحب الحزام عليها ثم أغلقه بسرعة،وعاد لمكانه سريعاً مزوداً سرعة السيارة لأقصي درجة في محاولة منه للفرار منهم،


وبعد ساعة من محاولة الإفلات منهم لم تفلح محاولاته،لا يُريد أن يُصيبها مكروه حقاََ لا يتحمل،لا يخاف علي نفسه فهو تعود علي تلك المطاردات وأصبحت جزءََ لا يتجزأ من من حياته أما الآن فهي جواره يهتز جسدها من الخوف يشعر بدقات قلبها السريعة يسمع صوت أنفاسها المهدورة،سقط قلبه بأرجله عندما نظر بالمرآه ووجد سيارة من الإثنين تعدوا سيارات الحراسة الخاصة به وأصبحت خلفه مباشرةََ،زاد سرعته أكثر وهو يضغط علي فرامل السيارة ويدعي ربه بسره أن لا يُصيبها مكروه،سمع صوت الطلقات النارية المصوبة نحو سيارتها


نظر لنغم بخو ف يستوطن عيناه عليها وقال بأمر حاد:


-إنزلي تحت مترفعيش راسك مهما حصل 


نزلت الدموع المحبوسة بعيناها علي وجهها وكأن حديثه سمح لها بالخروج 

فتحت مقبض الحزام بيـ د مرتعشة ونزلت

بجــ ــسدها للأسفل كما أمرها بزعر وهي تردد بسرها ما تحفظه من كتاب اللّه حتي يطمئن قلبها،فهي تشعر وكأن نهايتها إقتربت حتماً لأول مرة بحياتها تتعرض لضغط هكذا فالموقف في المُجمل غريب عليها،كانت دائماً تعيش حياة هادئة وأمنه لا تسمع عن تلك المطاردات إلا في شاشات التليفزيون


-إهدي يا نغم صدقيني مش هسمح لأي حاجة تحصلك...ثقي فيا 


خرجت هذه الكلمات من فمه وهو ينظر لمكان جلوسها بالأسفل مطمئناََ لها


هزت رأسها للأمام عدة مرات علامة علي ثقتها به،ولكن كلما سمعت صوت طلقات النيران يهتز جسدها برعب وكأن الرصا صة تخترقه هو وليس بالهواء 


نظر فارس للمرآه حتي يري الوضع وجد سيارات حراسته بعدت عن مركز رؤيته هي والسيارة الأخري،أما السيارة الرابعة فأصبح بينها وبين سيارته عدة إنشات 


أعاد نظره للطريق وهو يمشي بسرعة خيالية وأعانه علي ذلك الطريق الخالي أمامه من المارة،أخذ هاتفه مرة أخري وهو يرن علي حارسه رد عليه الحارس بعد ثواني 


رد فارس بتساؤل :


-إنتوا فين؟


رد عليه الحارس بهدوء:


-إحنا بقينا وراك يا فندم....قضينا علي عربية وفاضل اللي ورا حضرتك


قال له فارس بأمر:


-سيبكوا من العربية إسبقونا وأقف في الأرض الفاضية اللي قدامك دي


هتف الحارس بتردد:


-إزاي يا فندم كده محدش هيبقي في ضهرك


رد عليه بغضب وأعصاب مشدودة:


-إسمع اللي بقولك عليه،العربيتين يقفوا في الأرض دي واحدة منهم هتأخد اللي معايا توصلها الفندق والتانية تخليها معايا 


-أوامر حضرتك يا فندم


وبالفعل دقائق معدودة وكانت السيارتين الخاصتين لفارس يقفوا بالأرض الخالية 


هدأ فارس سرعة سيارته متجهاً صوب الأرض 

وهو يُخبر نغم بهدوء:


-هنزلك دلوقتي يا نغم،الحرس بتوعي هيودوكي الفندق لحد ما أجيلك 


رفضت نغم حديثه وهي تُردف بصوت متقطع أثر البكاء:


-لاء مش هروح في حتة أنا هخليني معاك 


تسارعت دقات قلبه من جملتها التي خرحت بتلقائية شديدة منها ولكن كان لها أثر كبير علي قلبه فنظر لها بحنان وهو يُردف:


-طول ما إنتِ معايا هيبقي في خطر عليكي،

وأنا مش هعرف أتصرف طول ما إنتِ معايا 


تشعر بالخوف دقات قلبها متسارعة،لا تخاف علي نفسها فقط تخاف عليه أيضاً،تشعر وكأن قلبها يتقطع أشلاءََ،نظرت له بتصميم وهي تقول بعند:


-أنا مش هروح في حتة غير وإنتَ معايا


لم يرد علي جملتها الأخيرة،فبما يرد؟ الموقف لا يسمح لا يسمح لهذه المشاعر التي هاجت بقلبه تجاهها أوقف السيارة ونزل منها سريعاً قبل وصول السيارة الأخري وإتجه صوب باب نغم وفتحه علي الفور 


مد يـ ده لنغم وهو يهتف بصوت رجولي خشن:


-ٱنزلي يا نغم بسرعة


وضعت كفها بيـ ده الممدودة تجاهها وهي تخرج من السيارة بزعر

أخذها وهي يتجه بها إلي إحدي سيارات حراسته وأدخلها بالمقعد الخلفي وهو يقول لها بجدية:


-خلي بالك من نفسك،ومتقلقيش هما مش هيسبوكي غير وإنتِ في أوضتك في الفندق 


خرجت كلمة وحيدة من شـ ـفتيها وهي تقول بصوت مهزوز:


-وإنتَ ؟


إبتسم لها بهدوء وهو يقول لها بطمأنينة:


-نص ساعة بالظبط وهتلاقيني وراكي 


ثم أشار للسائق بأن يذهب بالسيارة بسرعة عندما ظهرت السيارة المطاردة له بالأرض 


❈-❈-❈


هاتف أحمد زين سريعاً فور إنتهاء حديثه مع الحارس الخاص بفارس الذي أخبره بأن حياة أخيه بخطر الآن ولا يملك سوى سيارة حُراس واحدة،أرسل له موقع المكان الموجودين به طالباََ منه دعم


جاءه صوت زين القلق وهو ينظر بساعة يـ ده فالوقت متأخر جداً علي هذا الإتصال:


-في إيه يا أحمد خير


رد عليه أحمد سريعاً بصوت يحمل كل معالم الخوف والزعر :


-إلحقني يا زين فارس في خطر ومش معاه غير عربية واحدة وعاوز دعم وأنا مش عارف أعمل إيه


إنتفض من مكانه عقب إنتهاء حديثه،وهو يحاول إستيعاب ما سمعه من أحمد،توقف النبض بقلبه وسحبت دماء وجهه،صديقه لا يطلب الدعم إلا إذا كان الموضوع خطير

إتجه إلي خزانته يرتدي ما قابله وهو يقول لأحمد:


-فهمني إيه اللي حصل 


-أنا مش عارف حاجة الحارس اللي معاه رن عليا بيطلب مني دعم وبعتلي الموقع اللي هما فيه 


خرجت هذه الكلمات من فم أحمد بخوف نابع من قلبه تجاه أخيه الوحيد 


-إبعتلي الموقع بسرعة


قالها زين سريعاً وهو يغلق الهاتف ينتظر الرسالة 


وبالفعل أتت له بعد ثواني من غلقه للهاتف 

نظر للموقع جيداً يحاول تذكر أي شركات أمن قريبة من هذا المكان،حتي سعفه عقله وهو يبحث بهاتفه علي رقم تلك الشركة 


❈-❈-❈


بذلك الموقع نجد فارس يقف مكانه بالمنتصف ويلتف حوله لحمايته أربع حراس يحملون أسلحة نارية بأيديهم 


وعلي الجهة الأخري نجد أكثر من ١٠ ملثمين يوجهون أسلحتهم نحوهم 


لم يهمه كل هذا وأن حياته علي المُحك،يحمد ربه فقط علي إخراجه لنغم من تلك المصيية سالمة،يعلم أنهم لم يقتلوه هو إعتاد علي تلك الأشياء ستخرج رصاصة من مسدس أحدهم تصيب ما تُصيب بجــ ــسده  وبعدها بعدت ساعات

سيُبعث له رسالة تهديد ممن فعل تلك المطاردة ويُخبره أنه إن لم يترك الصفقة الأخيرة تكون بموته المرة القادمة...للحق يريد أن يخرج منها سريعاً حتي يذهب لنغم كما وعدها دون تأخير 

لا يُريد أن يُخلف بوعده الذي قطعه لها 

يشعر بزعرها الآن،كان يتألم من دموعها التي نزلت كالشلالات علي صفائح وجهها،لا يزال قلبه ينكوي علي خوفها،أراد وبشدة أخذها بأحضانه يهدئ من هلعها،لأول مرة شعر بالعجز

العجز عن فعل أي شئ،ولكن كيف كان سيطمأنها وهو كان يريد من يطمئنه عليها 


بدأوا الفريقين بإطلاق النيران وبالطبع كان المسيطر علي الوضع الفريق الأخر 


ثواني معدودة وكانت العديد من السيارات تنزل الأرض بسرعة قصوىٰ تترك خلفها تراب يعمي الأبصار،نزلوا سريعاً من السيارات وهم يصوبون الطلقات علي الملثمين وإتجه البعض منهم لفارس حتي يخرجوه من تلك المعركة 

ولكن قبل وصولهم له كانت إحدي الرصاصات

تخترق جــ ــسده 


❈-❈-❈


ها قد مرت النصف ساعة ولم يأتي!!،ومرت نصف ساعة أخري ولم تسمع عنه أي خبر 

ينشق قلبها نصفين من الألم عليه تشعر وكأن روحها سُحبت منها منذ تركها له بذلك المكان الفارغ من المارة تماماً،خفقات قلبها تُؤلمها، أنفاسها المهدورة تكويها

منذ أن إستمعت لحديث إحدي الحُراس الموجودين معها علي خطورة موقف فارس وأنه من الصعب أن ينجو سليم دموعها لم تجف من وقتها تدعو الله بأن يُنجيه من تلك المُصيبة


وقف السيارة أمام الفندق المراد بمرسي مطروح 

نزل أحد الحراس يفتح لها الباب سريعاً وعينيه متوجهة إلي الأسفل إحتراماََ لها 


خرجت نغم من السيارة وهي توجهه حديثها له قائلة بصوت حزين:


-مفيش أخبار عن مستر فارس؟


رد عليها قائلاً بجدية ومازال ينظر للأسفل:


-مفيش جديد،بس إحنا طلبنا من أحمد بيه دعم وأكيد وصلهم دلوقتي 


هزت رأسها له بشرود وهي تتجه صوب الفندق حتي تستعلم عن غرفتها،فأرجلها لم تعد تستطيع حملها تريد النوم حتي تتهرب من تفكيرها المعلق بفارس وما سيبصيبه،ندمت أشد الندم أنها أنصتت إلي حديثه وذهبت مع حراسه فلو كانت معه الآن لكان إرتاح قلبها من الوجع الذي ينهش به الآن علي الأقل سيكون أمامها، لو إرتعدت من الخوف أرحم مئة مرة من هذا الألم الذي ينهش بجسدها،فعقلها به دوامة كبيرة تدور وتعود حول نفس النقطة "ماذا يحدث الآن مع فارس؟"


توجهت نحو موظفة الإستقبال بخطي رتيبة شاردة 


رفعت الموظفة بصرها نحوها وهي تقول لها بإبتسامة متجملة:


-أقدر أفيدك بإيه 


ردت عليها نغم بهدوء متعب من كثرة البكاء:


- في غرفة محجوزة بإسم نغم المحمدي هنا...مستر فارس الهواري اللي حاجزها


-ثواني يا فندم هراجع الكُشوفات

أردفت هذه الكلمات موظفة الإستقبال ثم نظرت إلي الكمبيوتر الموجود أمامها تسجل عليه الإسم 


بعد دقيقة ردت عليها الموظفة وهي تقول لها بإبتسامة هادئة:


-تمام يا فندم الحجز مظبوط ،وفارس بيه دافع مُقدم فلو سمحتي عاوزة البطاقة أخد منها شوية معلومات روتينة 


أغلقت عيناها لبرهة وهي تتذكر أنها لم تُجلب شنطة يدها من سيارة فارس،ردت عليها نغم بتساؤل:


-البطاقة مش معايا بس حافظة الرقم القومي ينفع؟


-هو مينفعش بس عشان حضرتك تبع فارس بيه الهواري همشيلك الدنيا 


ثم فتحت إحدي الأدراج وهي تُخرج منه بطاقة فتح الغرفة المحجوزة لنغم

❈-❈-❈


يسير كالطور الهائج بالمستشفى وهو يبحث عن غرفة صديقه الذي نقلوه إليها بعد أن أصيب بالطلقة ،لا يعلم كيف أتي لهنا بسيارته بعد ان أخبره أحد أفراد الأمن الذي أرسلهم إليه بإصابة فارس بطلقة في

جــ ــسده ،تفادي أكثر من ثلاث حوادث أثناء مجيئه بالسيارة،مجرد أن نطق فرد الأمن هذه الجملة شعر وكأن الرصاصة تلك إخترقت قلبه هو


وجد أخيراً الغرفة التي أشارت له موظفة الإستقبال عليها 


دفع الباب بعنف شديد وهو يدخل الغرفة باحث في أرجائها عن صديقه،وجده نائماََ علي سرير صغير والشاش يغطي جزعه الأيمن 


أما فارس فخرج من شروده عقب فتح الباب بتلك الطريقة الهمجية وهو ينظر لصديقه الذي لا يعترف بشئ إسمه الطرق علي الباب


إتجه نحوه سريعاً وهو يقول له بزعر:


-إيه اللي حصلك إنتَ كويس 


هز فارس رأسه له وهو يقول بطمأنينة تهدأ من هلع زين الواضح :


-مفيش حاجة،طلقة بسيطة في دراعي وخرجوها خلاص  


عادت الدماء تجري بجسده مرة أخري عندما طمئنه صديقه ولحظات وكان يُلقي نفسه بأحضانه قائلة:


-الحمد لله إنك بخير


إنتفض فارس من علي السرير بألم وهو يصيح به:


-كتفي يا بن ال....


ضحك زين علي منظره وهو يضغط أكثر مكان الجرح:


-معلش يا أبو الفوارس إستحمل،متبقاش نَيتي كده 


دفع فارس كف يـ ده من علي مكان إصابته وهو يقول له بغضب:


-أنا هوريك النَيتي ده يبقي مين يا روح أمك لما أقوم 


رد عليه زين سريعاً بخوف مصطنع وهو يراه يعتدل له :


-من غير ما تقوم يا وحش أنا النَيتي طبعاً


إبتسم فارس علي تعابير وجهه ثم قال له بأمر:


-روح شوفلي الدكتور يكتبلي خروج عشان ألحق أرتاح قبل الإفتتاح 


جعد زين حاجبيه وهو يقول له متذكراََ بتساؤل:


-أمال فين نغم صحيح،مش كانت هتسافر معاك؟


-بَعتها بالعربية التانية الفندق،خُفت يحصلها حاجة 


رد عليه بإستنكار لما فعله وهو يصيح به:


-إنتَ غبي!!،ليه مخلتهاش في العربية علي الأقل الحُراس اللي موجودين في العربية  كانوا هينفعوك بدل ما إنت إدشملت كده


نظر فارس للفراغ وهو يقول له بتيه:


-مقدرتش أشوفها خايفة يا زين،عياطها وجعلي قلبي مفكرتش في حاجة غير إني أخرجها من المكان 


رفع له زين إحدي حاجبيه وهو يقول له بخوف مما شعر به من حديث فارس:


-هو فيه إيه يا فارس؟


-معرفش،معرفش حاجة غير إني عاوزها عاوزها لدرجة معوزتش بيها حاجة قبل كده....عاوزها تبقي معايا يا زين وبتاعتي 

أنهي كلامه وهو ينظر لزين بتوسل بعينيه أن يرشده لأي شئ يساعده حتي يتخلص من حالته تلك


هز زين رأسه بعدم تصديق لما يقوله صديقه وهو يقول له بتعجب:


-فارس إنت عارف إنتَ بتقول إيه؟


حرك رأسه للأمام دليل علي جدية ما يقوله وهو ينظر مرة أخري للاشئ


نظر له زين بتعاطف قائلا بتساؤل وهو يرى صديقه لأول مرة بهذه الحالة الهشة ولكن بماذا يُفيده:


- هتعمل إيه يا فارس؟


حرك شـ ـفتيه دليل علي عدم معرفته


نظر زين حول نفسه بتعجب وهو يقول:


-طب إيه اللي وصل الموضوع لكدة 


قص عليه فارس ما حدث أثناء غيابه بتلك الأسبوعين وأخبره بشأن سكنها بشقته 

ومتي بدأت مشاعره تتحرك لها


وقف زين يستمع إليه بتعجب وإستغراب من المواقف التي يحكيها صديقه وعند إنتهائه أردف بتساؤل مترقب:


-إنتَ بتحبها بجد يا فارس ولا مجرد إعجاب 


أيسأله هو!!!،لا يعلم قط ما معني الحُب ولا الإعجاب،تلك المشاعر تراوده لأول مرة،يزعم أنها أول مرة يشعر بالخوف تجاه أحد بهذه الطريقة،لأول مرة دقات قلبه تؤلمه عند رؤية أحد أو حديثه مع أنثي.لأول مرة أنثي تهزه بتلك الطريقة 


رد عليه بإختصار تلك المشاعر المتوهجة بصدره:


-معرفش الحب شكله إيه يا زين،أنا عاوزها تبقي ليا وبس....عاوزها مراتي 


جحظت عينه من الكلمة التي خرجت من فم صديقه بثقة مبالغ فيها،تمالك نفسه من أثر الصدمة وهو يقول له بإستنكار:


-مراتك إيه يا فارس صلي علي النبي!!!،إنتَ ناسي إنك متجوز ومخلف


رد عليه قائلاً بهدوء غير مبالياََ لصدمة صديقه:


-إنتَ أكتر واحد عارف ظروف جوازي...وأظن إن مفيش أي مشكلة تمنع إني أتجوز مرة تانية


هتف زين بتشتت من كلام صديقه:


-مفيش مشكلة بس الفكرة إني لسه مش مصدق كلامك


-خلاص يا زين سيبك من الحوار ده دلوقتي 


ثم غير مجري الحوار وهو يخبر صديقه بندم:


-حقك عليا يا زين علي عصبيتي عليك فاليوم إياه...إنتَ عارف إني بقول أي كلام وأنا متعصب


فهم زين مقصده سريعاً فرد عليه قائلاََ بإبتسامة:


-ولا يهمك يا صحبي...عارف إنه من ورا قلبك


ثم قال وهو يتجه نحو الخارج:


-هروح اشوفلك الدكتور وأكلم أحمد أخوك أطمنه عليك

❈-❈-❈


يجلس أحمد علي أعصابه ينتظر مكالمة زين علي أحر من الجمر،فهو لا يعلم شئ عن أخيه منذ أخر مكالمة من الحُراس ويهاتف زين من وقتها ولكن لا يوجد رد،مما إستدعي القلق لديه فلطالما كان زين لا يجاوب علي إتصاله إذا الأمر خطير وقد أصاب أخيه الأذي،لا يعلم ما يفعل ولا إلي أين يذهب


نظر أمامه عندما وجد سارة ترتدي ملابسها وفي طريقها للخروج من القصر 


صاح بها في حدة وهو يخرج بها غيظه:


-إنتِ راحة فين؟،ليكي نفس تخرجي وإنتِ متعرفيش حاجة عن جوزك!!


إلتفت إليه قائلة بحدة مماثلة لحدته:


-وإنتَ مالك إنت أروح فين ولا أجي منين،وبعدين إيه الجديد يعني هي أول مرة فارس ينصاب


نظر لها بكره شديد وهو يتعجب من جحود قلبها حتي لو لم تخف علي زوجها فبالأكيد ستحزن علي إبن عمها،لم يرد عليها بل وجه إليها نظرة مستحقرة ثم صعد لغرفته وهو يلتقط هاتفه من علي الأريكة الجالس عليها 


لم تهتم سارة لأمره وأكملت سيرها للخارج فهي ما صدقت أن فارس ليس موجود بالقصر فستستغل غيبته في الخروج متي ما شائت


بعد عشر دقائق من هذه الأحداث رن زين علي أحمد بالفعل


إنتفض أحمد من مكانه سريعاً وهو يُجاوب علي الهاتف بخوف شديد علي أخيه :


-إيه يا زين فارس كويس؟


هدأ زين من روعه قائلاََ بإطمئنان:


-إهدا يا بني فارس بخير والله،الحمدلله الرصاصة كانت سطحية 


تنفس الصعداء وهو يقول له :


- الحمدلله.... إدهولي أكلمه 


-أنا بره الأوضة والله دلوقتي...هخليه يكلمك أما أول ما يوصل الفندق علي الأقل يبقي إرتاح شوية 


-ماشي سلملي عليه لحد ما أكلمه...سلام 


أغلق الهاتف عقب سماع صوت زين وهو يرد عليه السلام


حمد ربه أن أخيه نجىٰ بالسلامة ورن علي رُقية حتي يُطئنها هي الأخري فهي كانت أول من شددت أزره لم يجد أحد يرمي عليه همه وحزنه سواها وكانت هي تستحق تلك المكانة فحقاََ خففت عنه وأخذت تتلو له بعض الآيات القرآنية لتُهدئ من روعة،فواجب عليه عند سعادته بسلامة أخيه أن يفرحها معه كما أحزنها


❈-❈-❈


إستيقظت من غفوتها علي صوت طرقات الباب،إستغربت.. فمن سيأتي لها وهي لا تعلم أحد!! ....إبتهجت عندما حذرت أن الموجود علي الباب إحتما أن يكون فارس ،قامت سريعاً من علي السرير ،أخذت طرحتها الموضوعة علي الكرسي وهي تتجه صوب الباب تدير المقبض لتفتحه


وها قد أفلح توقعها وصدق حدسها،وجدته يقف أمامها كما عَهَدته،صارت دقات قلبها كالطبول فوجوده دائماً له هيمنة خاصة 

شعرت وكأن قلبها أنار بعد أن كان مظلم 

وقفت أمامه صامتة لا تقوىٰ علي الحديث

لا تصدق أن الله إستجاب لدعواتها ونجاه 

ولكن لفت نظرها الحمالة الموضوع بها ذراعه الأيمن فعادت لخوفها مرة أخري وبدون أي مبرر أخذت دموعها تهطل على وجهها 


أما هو فكان ينظر لها فقط ينظر لتعبير وجهها الواضحة كما لو كان وجهها شفاف،تارة يري صدمتها برؤيته وتارة يري سعادتها بنجاته وتارة أخري يري عبوسها  

يستمتع بالنظر لها،يُحب التعمق ببحر عيناها الهائج،ولكن عندما أبصر دموعها التي هطلت علي وجهها تحدث بصوت أجش مرح:


-الدموع دي دموع فرح ولا حزن عشان تفرق


يتبع


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أميرة عمار من رواية البريئة والوحش، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة