-->

رواية جديدة أقزام بنجايا لابتسام رشاد - الفصل 7

 

   قراءة رواية أقزام بنجايا كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية أقزام بنجايا

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة ابتسام رشاد


الفصل السابع



فتح الشباب الثلاثة حقائبهم، وأخرجوا من حقائبهم أسلحة وطلقات نارية، وبدأوا بتجهيزها، وتعبئة الأسلحة بالرصاصات، غضب "ديفيد" وقال للجد "ماكس": 

- ما هذه الحقائب؟ لم نتفق على إحضار سلاح، لا نريد قتل أحد. 

وقام "ديفيد" بجذب الجد "ماكس" من قميصه، وهدده قائلاً: 

- لن نُتابع السير إلا إذا تخلص هؤلاء الشباب من الحقائب.


أحد الشباب يمسك بمسدسه، ويرفعه نحو رأسه ويحدق "بديفيد" بنظرة تهديد تصحبها إبتسامة خبيثة، ترك "ديفيد" قميص الجد "ماكس"، ضحك الجد "ماكس" وقال: 

- يا فتى لا تخف هذا من أجل مصلحتنا، نحن ذاهبون إلى جزيرة بها الكثير من المخاطر وقد تُهاجمنا الوحوش هناك، كيف سندافع عن أنفسنا؟! 


❈-❈-❈


"أرورا" تشعر بالقلق، سألته قائلة: 

- ما غرضك أيها الجد من هذه الجزيرة؟ 

اقترب منها الجد "ماكس"، حتى لامس وجهها بيده، وقال: 

- أيها الفتاة صاحبة القزم، ما أريده هو المال الذي سأربحه من خلال كنوز الجزيرة التي سأحصل عليها بعد خوض مغامرة ممتعة. 


أسكته "ديفيد" قائلاً: 

- لن نُكمل هذه الرحلة، إلا إذا تخلصتم من هذه الأسلحة. 

ثم نادى إلى "أوين"، وقال: 

-أوقف السفينة يا "أوين" لن نتابع الرحلة، وسنعود. 

قالت "أرورا": 

- وأنا سوف أتصل بأبي، وأخبره بكل شيء. 

رد أحد الشباب ذو البشرة السمراء وقال: 

- تابع الرحلة يا "أوين". 

وقام بوضع سلاحه على رأس "ديفيد"، أزاح الجد "ماكس" السلاح عن رأس "ديفيد" بيده، وقال: 

- لا.. لا، لا يحق لك توجيه السلاح نحو المستكشف العبقري، فهو من اكتشف جزيرة الكنوز، هكذا أنا سميتها. 

صرخت به "أرورا" قائلة: 

- إنها جزيرة الأقزام وهم من سكنوا أرضها. 


رد الجد "ماكس" قائلاً: 

- حسناً كما تسمينها، لا نختلف... ولن ندخل في مشادة معًا، دعونا نستمتع أمامنا رحلة طويلة. 


وأخذ يستمتع ويغني مع الشباب الثلاثة، بينما نادى "أوين" إلى "ديفيد" و"أرورا"؛ ليستفسر منهم عن أحد نقاط الخريطة التي يسير عليها. 


بينما في الجزيرة هناك مات نبات القرقاط، حيث تعرض لجفاف تام، أصبحت الوحوش تتحرك في كل مكان بالجزيرة بحثًا عن الطعام. 


أما تحت الأرض حيث اجتمع الأقزام والعمالقة لأول مرة منذ زمن بعيد، الأقزام يحاولون التعايش معهم، الجو بارد مثل ليالي الباردة ، وفجأة صرح الزعيم "برايم" عن شيء هام، بعد أن اجتمع حوله عدد من الأقزام والعمالقة قائل: 


- أيها العمالقة نحن نريد التصالح معكم، ولتعود الأمور بيننا لما كانت عليه، أنتم مسالمون ونحن نسعى للسلام والصلح معكم، ولنثبت لكم حُسن نوايانا. 

عندنا حل لكم لتعودوا أقزام مثلنا من جديد، وهو عبارة عن بيضة ضخمة قديمة، لطائر البنجايا وهذه البيضة موجودة في إحدى غرف عرش السلافادور مدفونة ومغطاة بالتراب، بمجرد كسر هذه البيضة، ستعودون إلى طبيعتكم... سوف يصغر حجمكم تدريجياً، حتى تصبحوا بنفس حجمنا وتتمتعون بنفس خصائصنا. 


تعجب الجميع، وأخذوا يتبادلون النظرات... فرح العمالقة كثيراً، ولكن كيف سيصلون إلى عرش السلافادور؟ وكيف سيحصلون على البيضة وهي مدفونة تحت الأرض، سأل العملاق الزعيم "ترايموس" قائلاً:

- وكيف لنا أن نصل إلى هذه البيضة؟!

هنا ردت "ليزا" بدون تفكير وقالت:

- أنا... أنا هي من تستطع العثور على البيضة وكسرها؛ لتخلصكم من اللعنة.

همس لها "والتر"، قائلاً:

- لا تتدخلي، لن ستطيعي الذهاب إلى هُناك الحيوانات المفترسة مؤكد إنتشرت بجميع أنحاء الجزيرة.

بينما الزعيم "برايم" أكد على كلام "ليزا"، وقال:

- أثق أن "ليزا" تستطيع فعلها. 


أخذت "ليزا" تفكر في حل وطلبت من "والتر" و"مارتي" مرافقتها إلى عرش السلافادور، أخد في حقيبتها بعض ثمار الفاكهة،وقطعة خشبية حادة،ومازالت تعلق البوصلة بعنقها. 

❈-❈-❈


واتجهت برفقة "والتر" و"مارتي" عبر النفق، وإلى فوهة الكهف، استمروا في طريقهم، ومن ثم إلى عرش السلافادور. 

بينما "أوين" رفع من مستوى سرعة السفينة، بناء على طلب الجد "ماكس" و"ديفيد" يحذره قائلاً: 

- هدئ السرعة، تحسبًا لوجود صخور، أو قد ترتطم السفينة بشيء ما. 

رد "أوين" قائلاً:

- لا،  نحن نستمتع هكذا... كما أننا فقدنا الإتصال، أي أنه لا أحد يراقبنا. 


ركله "ديفيد" بقدمه قائلاً: 

- أنت أيضًا ايها  الوغد، لم تستطع الحفاظ على وعيك. 


و راح "ديفيد" ليتحدث إلى الجد "ماكس" عن مستوى السرعة، قال: 

- اجعله يهدئ من سرعة السفينة، فهو لم يستجب لي. 

رد الجد "ماكس" وقال: 

- لا تقلق أيها  الفتى، لا عليك.

ثم طلب من "أوين" وقال ساخرًا: 

- هدئ السرعة رجاءً، معنا أطفال. 

ضحك الشباب الثلاثة مازحين وأخذوا يتنمروا على "ديفيد" و"أرورا" و"داني"، ويشبهوهم بالأطفال الصغار، الذين اتبعوا خريطة مجنونة، حتى صادفهم الحظ بجزيرة الأقزام. 

"أريك" يشعر بالخوف يختبئ "بأرورا"، بينما على جزيرة الأقزام صعدت "ليزا" و"والتر" و"مارتي" خارج فوهة الكهف، وأخذوا يتحركون بحذر شديد خشية من الكائنات المفترسة، ولما اقتربوا من بعض الصخور الضخمة، فجأة سال عليهم قطرات لعاب دافئة، نظرت "ليزا" عاليًا، رأت ديناصور أكل اللحوم، ذو أنياب حادة، قالت: 

- اركضوا نحو الصخور، إنه ديناصور! 


ركضوا جميعًا نحو منحدرات ضيقة من صخور بيضاء، الصخور تتأرجح تكاد تتدحرج للأسفل وتهوي إلى منخفض بعيد جداً. 


لحق بهم الديناصور، ليلتهمهم وأثناء هرب "والتر" ليبتعد عن أنياب الديناصور، تدحرجت عليه إحدى الصخور ليجد نفسه أثير بين صخرتين، لا يستطيع الحراك والديناصور يحاول إلتهامه، يحاول "والتر" الهرب منه مبتعدًا عن فكيه، لكن الصخرة تعيق حركته وبنفس الوقت تمنه أنياب الديناصور من إلتهامه. 

 بينما "ليزا" تختبئ مع "مارتي" بين الصخور، صرخت به قائلة:

- دعه يُفتت لك الصخرة بأنيابه الضخمة. 

رد "والتر" بخوف وفزع قائلاً: 

- كيف أفعل؟! 

- لا تحاول مقاومته. 


بنفس اللحظة دمر الديناصور تلك الصخرة بأنيابه، تحرر "والتر" وقفز سريعًا إلى الصخرة المجاورة ثم إلى الأسفل ليختبئ مع ليزا ومارتي. 


ومازال الديناصور يحاول الوصول إليهم متبعًا الرائحة، وأخذ يُفتت الصخور بأنيابه، حتى إنكسر أحد نابيه بفكه العلوي، مما جعله يتألم ويغادرهم بحثا عن طعامه في مكانٍ آخر. 


هدأ الفتية والقزم، أخذوا يلتقطون أنفاسهم ليتمكنوا من مواصلة طريقهم إلى عرش السلافادور.  


لم تمر بضع دقائق وتحسست "ليزا" شئ ناعم يلمس كتفها، إلتفتت خلفها، صرخت متفاجئة، ثم جرت مسرعة؛ لتبتعد عن منحدر الصخور لحقها "والتر" سألها قائلاً:

- ماذا أصابك؟! هل أنتِ بخير. 

ردت "ليزا" متنهدة، قالت: 

- ثعبان لونه أصفر يزحف على الصخرة، تحسسته عندما لامس كتفي. 


وأثناء وقوفهم معًا شاهدوا طائر بنجايا من بعيد يحلق نحوهم، قال لهم "مارتي": 

- هيا لنختبئ منه هناك وسط نبات الريحان؛ لأن هذا الطائر يتأذى من رائحة أزهار الريحان. 


استجابوا له "والتر" و"ليزا" وإختبئوا معه وسط أزهار الريحان الفواحة، لحين إبتعاد طائر البنجايا عنهم، ثم استمروا في مواصلة سيرهم نحو عرش السلافادور. 


بينما على السفينة الشباب الثلاثة، يمرحون ويتبادلون المشروبات والوجبات السريعة مع بعضهم، وقاموا بتشغيل الموسيقى بصوت عالٍ. 


"ديفيد" و"أرورا" و"داني" و"أريك"، تجنبوا الإختلاط مع الشباب، ولكن غضب "ديفيد" واقترب منهم وقال: 

- هل لتوقفتم عن هذه الأفعال؟ 

رد عليه أحدهم قائلاً: 

- اسمع يا فتى نحن نستمتع هكذا، ما رأيك أن تشاركنا المرح؟! 


بالكاد "ديفيد" يسمعه بسبب صوت الموسيقى المرتفع، فكر قليلاً ثم رد عليه قائلاً: 

- حسنًا... اسمي هو "ديفيد"، بما تُنادون يا شباب؟ 


أجابوه كل منهم على حدة، حتى يعرفوه بأسمائهم قالوا: 

- استيفن

- وندي

- برات

رد "ديفيد" قائلاً: 

- جيد يا رفاق لنتابع المرح معًا بالنهاية خطتنا واحدة. 

استمروا في رحلتهم يمرحون ويغنون، حتى حل الليل عليهم وأوقفوا السفينة، وقرروا إكمال الرحلة صباحًا مع شروق الشمس. 


بينما حل الليل على "ليزا" و"والتر" و"مارتي" حين وصلوا لعرش السلافادور، وكان ظلام الليل حالك لم يتمكنوا من الرؤية، أخرجت "ليزا" من حقيبتها الكرة المضيئة، وقالت: 

- هكذا يمكننا متابعة البحث عن بيضة طائر البنجايا وكسرها. 

رأى مارتي هذه البلورة "الكرة المضيئة" معها، تفاجئ قائلاً: 

- أليست هذه البلورة المضيئة، كيف عثرتم عليها؟ 

 

أجابه "والتر"، قائلاً: 

- لقد أعطاها "أريك" "لأرورا" وها نحن نستعملها، "أرورا" من أعطتنا إياها. 


رد "مارتي": 

- أنتم لا تعرفون مدى خطورة هذه البلورة. 

اندهشت "ليزا" وقالت: 

- ماذا تقصد، إنها مجرد كرة مضيئة! 


رد "مارتي" وهو يمسح الغُبار عن قدمه الصغيرة وقال: 

- لقد كان الزعيم "برايم" يبحث عن هذه البلورة منذ زمن بعيد، كيف عثر عليها "أريك"؟ ولما لم يعطيها للزعيم؟ 


مازال "مارتي" يمسح الغبار، ولكن عندما اقترب من ضوء البلورة لاحظ أن هذا لم يكن غبار، بل كان الكثير من الحشرات الصغيرة، قال لهم: 


- هيا لنختبئ بإحدى غرف عرش السلافادور؛ حتى نكون بأمان، وهنا يوجد الكثير من الحشرات. 


كما لاحظ أيضًا "والتر" و"ليزا" حركة الحشرات على أقدامهم، جروا مسرعين ناحية إحدى غرف عرش السلافادور، تعثرت قدم "ليزا" وهي تحمل البلورة، فسقطت أرضًا وسقطت منها البلورة، وتدحرجت قليلاً حتى إصطدمت بشيء، وكسرت إلى نصفين وإنطفئ ضوئها. 

   

دخل "والتر" و"مارتي" إحدى الغرف، بينما "ليزا" مندهشة مما حدث وقفت تشعر بألم في ركبتها، بدأت تتحسس المكان وتنادي إلى "والتر": 

- "والتر" أين أنت؟ لقد انكسرت الكرة المضيئة. 


رد "والتر" قال: 

- نحن هنا تعالي جهة الصوت... ها نحن بالغرفة المجاورة. 

تتبعت "ليزا" صوته، ودخلت الغرفة وجلسوا جميعا بجانب الحائط، قالت "ليزا": 

- لقد شعرت وكأن يد أمسكت بقدمي هناك، وانا احمل البلورة؛ لذا سقطت أرضًا. 

أمسك "والتر" بيداها قائلاً: 

-المكان هنا مُظلم جداً، انا لا أرى شيء. 

"ليزا" تشعر بالخوف قالت: 

- اشعر بوجود شيء غريب بهذا المكان، بالخارج تحسست أنفاس دافئة بالقرب مني. 


قضوا الليلة بهذه الغرفة وسط ظلام حالك، والخوف يسيطر عليهم. 


وفي صباح اليوم التالي تابعت السفينة رحلتها نحو الجزيرة، "ديفيد" يتحدث إلى "استيفن": 

- صباح الخير... اخبرني يا "استيفن" كيف تعرفتم على الجد "ماكس"؟ 

 "استيفن" ألقى علبة العصير بالماء، ثم رد قائلاً:  - لقد أرسلنا رجل أعمال كبير لنرافق الجد "ماكس" في رحلته، وأيضًا نحن لا يهمنا إلا الكنوز المتوجة على الجزيرة. 


وضحك وغادره إلى الحمام، جائت "أرورا" تسأل "ديفيد" قالت: 

- ماذا بك؟! لهذا الحد أنت دنيئ؟ تعرضنا للإهانة منهم وأنت ترافقهم؟ 

فسر لها "ديفيد" سبب قربه منهم قائلاً: 

- انا أتقرب منه لأستطيع التعامل مهم ولنبقى في حمايتهم... هم أقوى منا. 

سألته "أرورا" قالت: 

- أنت تعرف ماذا يريدون من جزيرة الأقزام؟ وهل تظن إنهم صادقون ولا يريدون إلا بعض الكنوز والمجوهرات... إنهم لصوص، لا تثق بهم. 


نظر لها "ديفيد" بعد أن فكر قليلاً، هز رأسه قائلاً: حسنًا، لن أثق بهم. 

خرج الجد "ماكس" وبيده فطيرة المربى، وقال "لأرورا" ساخرًا: 

- يا صاحبة القزم خذي مني فطيرة لكِ ولقزمك الصغير. 


حزنت "أرورا" لم تعد تشعر بأمان على هذه السفينة، نظر "أريك" بعيناها قائلاً: 

- لا عليكِ، سنكون بخير، والأقزام أيضًا سوف يستطيعون حماية الجزيرة. 

تبسمت "أرورا" وقالت: 

- أتمنى أن تسير الأمور بسلام. 

مرت دقائق وجلس "أريك" على حافة السفينة يبكي رأته "أرورا" حزين، سألته قائلة:

- ماذا بك؟.. ماذا يبكيك؟! 

رد قائلاً: 

- انا السبب.. انا السبب في كل أذى ستتعرض له قبيلتي. 

وانفجر بالبكاء، وضعت "أرورا" يداها على خديه؛ لتمسح دموعه، قالت: 

- أنت السبب في ماذا؟ 

أجابها والدموع تملأ عيناه: 

- أنا من أخطأت عندما تسللت إلى السفينة ولحقت بكي، والآن سوف يستخدمونني كوسيلة لمعرفة أسرار القبيلة، ثم السيطرة علينا وإمتلاك الجزيرة. 

تنهدت "أرورا" وقالت: 

- كلامك هذا غير صحيح، وأنت لست مخطئ... لا تلوم نفسك. 

تابع "أريك" حديثه قائلاً: 

- وأيضًا انا لا أعرف ماذا حل بالأقزام بعد أن جف نبات القرقاط؟ وماذا أصابه؟ 


تغيرت ملامح وجه "أرورا" وقالت بحزن: 

- ولا تنسى رفاقي أيضًا "والتر" و"ليزا" مازالوا  هناك. 


تابعت السفينة رحلتها كادت تصل ذلك السور الصخري، بينما نهار اليوم في جزيرة الأقزام صاخب بأصوات الحيوانات والمفترسات الجائعة التي تهاجم عرش السلافادور لتتمكن من الإيقاع بالفتية والقزم، شعر "مارتي"  بالخوف قال: 

- كيف لنا أن نغادر المكان؟ 

ردت "ليزا" وهي تستكشف الغرفة، تتحرك بسرعة متعجلة قالت: 

- أولاً يجب أن نعثر على بيضة طائر البنجايا الموجودة بالغرفة. 


سألها "والتر": 

- كيف لنا أن نعثر عليها؟ 

ضج صوت المفترسات بالخارج، دليل على محاولتها لإقتحام عرش السلافادور، فكر "مارتي" وقال: 

- لقد كان الزعيم "برايم" عندما يقوم بدفن أي من الصناديق الخشبية، يقوم بربطها بخيط أسود، ويدع الخيط على سطح الأرض؛ حتى يميز المكان الذي به الصندوق ويقوم بسحب الخيط حتى يُخرج الصندوق. 


تعجب "والتر" قائلاً: 

- وماذا يعني لنا هذا؟ 

أجابته "ليزا" قائلة: 

- لقد فهمت ما يقصد قوله، أي أننا نقوم بالبحث عن الخيوط السوداء بأرضية هذه الغرفة. 

تحسس "والتر" الأرض بيده، وقال: 

- أرضية الغرفة مغطاة بطبقة من الرمال الحمراء، كيف  يمكننى البحث بينها.

أجابته "ليزا": 

- كُف عن الكسل، وهيا ابحث بيداك مثلي. 


أخذوا يتحسسوا الأرض بأيديهم، استغرق البحث وقتًا حتى تمكنت "ليزا" الشجاعة من العثور على خيط طويل أسود بالفعل. 


تفائلت وقالت: 

- لقد عثرت على الخيط الأسود. 

قال "مارتي": 

- هيا لنسحبه جميعًا. 


تمكن الفتية والقزم من السحب بقوة، حتى أخرجوا صندوق خشبي من بين الرمال، الغرفة مظلمة جزئيًّا، قال "مارتي": 

- هيا لنفتح الصندوق. 

رد "والتر": 

- يبدو خفيف الوزن! 

قامت "ليزا" بفتحه لتجد به الكثير من الأوراق صغيرة الحجم مربعة الشكل، تعجبت "ليزا" وقالت: 

- ما هذه الأوراق؟ وما الفائدة منها؟ 

أجابها "مارتى" قائلاً: 

- لقد أخرجنا الصندوق الخاطئ، إنه صندوق التاريخ، وهذه الأوراق مدونة بطريقة معينة يفهمها الأقزام وكل ورقة من أوراق هذا الصندوق تدل على شيء هام يخص هذه الجزيرة. 


انزعجت "ليزا" لكثرت المعلومات، وقالت: 

- سأخرج ورقة عشوائية وأخبرنا أنت علما تحتوي الورقة. 

أخرجت "ليزا" الورقة، بينما لاحظ "والتر" طرف خيط أسود ظهر نتيجة تبعثُر الرمال، حاول سحبه فلم يستطع إلا بمساعدة "ليزا" و"مارتي" 

أخرجوا الصندوق الآخر من بين الرمال، ولما فتحه "والتر" قال: 

- لقد وجدنا البيضة... إنها كبيرة حقًا

قاطعته "ليزا" وقالت: 

- أعطني إياها. 

أخذتها منه "ليزا" وقامت بتصرف سريع، حيث ألقت البيضة على الأرض بقوة، إنكسرت البيضة بالفعل وتصاعد منها سائل كالدخان بلون أخضر، تفوح منه رائحة كريهة. 

أعطت "ليزا" الورقة المربعة "لمارتي" وقالت: 

- أقرأ لي هذه الورقة؛ لكي أفهم محتوى الصندوق. 

تفحص "مارتي" الورقة، وتفاجئ قائلاً: 

- هذه الورقة تشرح مداخل الأنفاق الموجودة على الجزيرة. 

اندهشت "ليزا" وقالت: 

- وهذا يعني أنه يوجد أن هناك أنفاق أخرى غير نفق فوهة البركان؟! 

رد "مارتي": 

-أجل إنهم خمسة مداخل... كما هو مدون بهذه الورقة. 

فكرت ليزا بذكاء ثم سألته قائلة: 

- وأين أقرب مدخل نفق لنا؟! 

تفاجئت "ليزا" عندما أجابها "مارتي" قائلاً: 

- المدخل أسفل قدميكِ، وأنتِ تقفين فوقه مباشرةً... 


يُتبع..

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ابتسام رشاد من رواية أقزام بنجايا، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية