رواية جديدة البريئة والوحش لأميرة عمار - الفصل 17
قراءة رواية البريئة والوحش كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية البريئة والوحش
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة أميرة عمار
الفصل السابع عشر
بينى وبينك فى الهوى قسمُ الهوى
والعهد عهدا والعهود ميثاق و وثاق
ولقد كتبت وصيتى بدمِ الهوى
والشاهدان على الكتاب رفاق
إنى وإن ضعيت عمرى . فى الهوى
والحب يحفظ قلب الكرام والعشاق
لـكَ الفـؤادُ الَّذي أصبحـتَ تملـكهُ
وإنْ أردتَ فخـذْ إنْ شئتَ أيضا الأحداق
فأنـتَ فِيـها كرمشٍ بـاتَ يحرسُـها
وإنْ شكَى القلبُ هـمًّا فأنتَ الدواء والترياق
فكيـفَ باللَّـهِ لا أُصغِـي لمـنْ ملكُوا
فكرِي وحرفِي وأقلامِي و هيام بأشواق
وإنْ أردتَ جوابِــي دونَ فلســفةٍ
يكفيـكَ أوَّلُ بيتٍ واتركِ مابعده والباق ...
❈-❈-❈
مسكين من قال أن الحب الأول قد يُنسى مع مرور الوقت،بالتأكيد من قال هذا الكلام الزائف شخص لم يعش ما عاشته هي ولم يمر بما مرت به
حتى صباح اليوم كانت تظن أنها نسته ولم يعد له وجود بحياتها...كانت تظن أنها إن وجدته يسير على طريق هي به ستقتله دون تفكير على ما فعله بها
ولكن ما حدث في تلك المستشفى عكس ذلك تماماً...كانت صدمة عمرها عندما رأته أمامها،لم تتخيل يوماً لقائهم بعد ما حدث ولم يخطر على ذهنها أن القدر من الممكن أن يَجمعهم مرة أخرى
عندما إشتبهت به بالمصعد أصرت أن تصعد وتتأكد إذا كان هو أم لا حتى لا يأخذ الموضوع أكبر من حجمه بذهنها وتأكل أناملها من الندم
على عدم ذهابها خلفه وقطعها للشك باليقين
ولكن ذهبت وهي متأكدة أن صورته التي رسمها ذهنها تلك من وحي الخيال ليس إلا
ولكن كانت الصدمة أنه هو بشحمه ولحمه
والصدمة الأكبر أنها عندما رفعت رأسها حتى تراه وجدت نفسها داخل أحضانه
لم يسعها ذهنها في تحمل تلك الصدمة الثقيلة من نوعها فهربت من الواقع سريعاً وإستسلمت لثقل رأسها والدوار الذي داهمها
ولكن عند إستيقاظها وجدت نفسها على فراش طبي وبجوارها ممرضة مُوصاه بالوقوف جوارها حتى تتأكد من إفاقتها تماماً
دارت بعيناها بأرجاء الغرفة حتى تلمح طيفه
وتتأكد أن ما حدث حقيقي،شعرت به وهو يحملها قبل أن تسقط...كيف لا تشعر بملمس يده الصلبة على جسدها وهي التي كانت تشم رائحته من على بُعد
ولكن لسوء حظها الغرفة كانت فارغة تماماً عدا مِن تلك الفتاة الواقفة جوارها.....
أغمضت عيناها ببطئ وحزن شديد
وبدأت دموعها تأخذ طريقها على وجنتيها
أشبه بالسراب،هرب قبل أن تفيق حتى لا تحصُره بأسئلتها التي تدور بذهنها منذ زمن
مازالت صورته مُثبته على جفنيها...كان شامخاً عيناه لم تهتز وكأنه تدرب على هذا اللقاء منذ زمن
لم يكن ذلك الحبيب المتيم بها بل كان شخصاً أخر متشابهين فقط بالشكل
كيف ذهب وتركها دون أن تقتص منه؟
كانت تريد قول له الكثير من الأشياء التي تجعله حقير أمام نفسه،كانت تريد مواجهته،
كانت تريد الصراخ به وأن تُصرح له أنها باتت تكرهه
أخرجتها تلك الممرضة من أفكارها على صوتها الهادئ وهي تقول:
-إنتِ كويسة دلوقتي يا مدام؟
فتحت عيناها بهدوء وهي تميل برأسها قليلاً حتى تنظر إليها قائلة:
-اه الحمدلله...فين شنطتي
مدت الممرضة يدها حتى تتناول الحقيبة الموجودة على الطاولة ومن ثم أعطتها لسارة
أخذتها سارة منها قبل أن تقوم من على الفراش
وغادرت الغرفة بهدوء
فور خروجها من الغرفة أخرجت الممرضة الهاتف من جيبها وضغطت على الإتصال برقم ما وإنتظرت حتى يأتي الرد منه
-مين
خرج صوته هادئاََ يتسائل عن هوية المتحدث
ردت على سؤاله قائلة بجدية:
-أنا الممرضة اللي إدتني رقم حضرتك عشان أطمنك على الهانم اللي كنت شايلها
أماء رأسه بهدوء وقال:
-اه إفتكرتك...هي عملة إيه دلوقتي فاقت ولا لسه
-فاقت يا فندم ولسه خارجة من الأوضة حالاََ
-تمام شكراً ليكي
❈-❈-❈
إرتدت ثيابها المهندمة التي تتناسب مع أول يوم عمل لها ونزلت من الغرفة وهي تحمل حقيبة يدها
وجدت الجميع جالسين في البهو يشاهدون التلفاز
ألقت السلام ومن ثم قالت بسعادة:
-أنا راحة الشغل يا جماعة عاوزين حاجة
إبتسمت لها سارة إبتسامة معبرة عن فخرها بها وقالت:
-ربنا يوفقك يا رب يا حبيبتي وأنا متأكدة إنك هتقدري تثبتي شطارتك
تقدمت لين منها وعلى وجهها ابتسامه أكثر سعادة ومن ثم إحتضنت أمها بشدة قائلة:
-طول ما انتِ معايا وبتدعميني أنا متأكدة إني هثبت ده
نظر إليهم إبراهيم بحب خالص وعيناه بها حنين للماضي يتذكر عندما كانت لين فتاة بالثالثة من عمرها وكان يحملها على ظهره
وها هي الآن ذاهبه لعملها بكامل أناقتها
عُلقت عيناها بخاصته فتركت حضن أمها وذهبت إليه سريعاً مرتمية بأحضانه
إستقبلها إبراهيم بفرحة بالغة وهو يقول:
-يارب أشوفك أكبر دكتورة في الدنيا يا قلب بابا
ردت على حديثه بمزاح قائلة:
-هشرفك لا تقلق يا أبي
وذهبت لجدها وإحتضنته بعدما قبلت يده وقالت:
-شكراََ يا جدو إنك سعيت وجبتلي شغل
ضمها إلى صدره بحنان جارف وقال بعتاب:
-بلاش أسمع كلمة شكراً دي منك تاني عشان مزعلش
مسكت كف يده اليمني وقبلته مرة أخرى وهي تقول:
-مقدرش على زعلك يا أجمل جدو
خرجت من أحضانه على كف خماسي هبط على مؤخرة عنقها...إلتفت برأسها للخلف تجاه"أحمد" أخيها فمن غيره سيتجرأ على تلك الحركة
رفع لها حاجبيه الإثنين دلالة على قوله"وهل بيدك شئ لتفعليه يا حُلوه"
نظرت إليه بشراهة وشر مبطن بعيناها تفكر بطريقة لأخذ ثأرها منه
حرك رأسه للأعلى حتى يُخرجها من أفكارها الشريرة التي تدور بذهنها الآن ومن ثم قال:
-إيه...لقيت الكل مديكي قيمة كبيرة قولت أفكرك بقيمتك
وقفت بمجابهته وهي تقول بنبرة متسائلة:
-إنتَ قد الكف ده
أماء برأسه للأمام وعلى وجهه إبتسامة مستفزة
أخذت شهيق ومن ثم زفير قبل ان تقول ببرود أعصاب مازحة:
-مش هضيع وقتي معاك أنا دلوقتي ورايا مسؤليات
قهقه أحمد بقوة قبل أن يأخذها بأحضانه مقبلاً إياها من جبهتها قائلاً بحب نابع من بين ثنايا قلبه:
-يا رب أشوفك أكبر دكتورة يا حبيبة قلبي
❈-❈-❈
ترتدي قميص حريري منسدل على جسدها
به فتحة من الجنب ممتدة من بعد ركبتيها إلى كاحلها
ومكشوف من الأعلى ببذخ
واقفة أمام السفرة الموجود عليها العديد من الأصناف الشهية تعدل من وضعية الشموع حتى يكون كل شئ جاهز
ألقت نظرة سريعة على نفسها في المرأة الموجودة أمامها وجدت نفسها في أحسن حال
إتجهت لمشغل الموسيقى وأختارت أغنية محددة وتركتها على وضع الإيقاف حتى يأتي
ذهبت سريعاً وأطفأت أنوار الشقة بأكملها قبل أن تنظر إلى الساعة فوجدتها الثانية عشر إلا ٥ دقائق وذهبت سريعاً وقفت بجوار مشغل الموسيقى منتظرة دخوله
ها هي تسمع صوت مفتاحه وهو يفتح الباب
دخل فارس الشقة بإستغراب من العتمة المحيطة بالشقة
وقع قلبه بين قدميه وهو يخشى أن يكون قد حدث "لنغم" شئ سئ
فعملت قدماه تلقائياً على التوجه إلى غرفتهم بحذر من أن يصطدم بشئ
ولكن توقفت قدميه فجأة عندما أضاء النور من حوله وأشتغلت أغنية
"كل سنة وإنتَ طيب ومن قلبي قريب"
وظهرت جنيته من العدم بذلك الرداء المثير وهي تبتسم إبتسامتها المهلك
إتسعت إبتسامتها أكتر عندما أصبحت أمامه مباشرةً قائلة مع الأغنية:
-كل سنة وإنتَ طيب ومن قلبي قريب والسنادي معايا واللي جي ويايا
إنتقلت إبتسامتها سريعاً إليه كالعدوى
حتى الآن لم يستوعب ما يحدث ولكن مجرد وجودها أمامه بتلك الهيئة وإبتسامتها مرسومة على وجهها قادرة أن تنسيه ما إسمه
حضنته برقة معهودة بها وقالت بصوت ناعم:
-كل سنة وإنتَ طيب ومعايا يا حبيبي
مد يده يلفها حول حضرها ضامماََ إياها إليه
قبل أن يقول ببلاهة:
-هو في إيه يا ماسة
أبعدت نغم رأسه عن كتفه بإستغراب ولكنه لم يزيح يده من على خصرها،وقالت:
-النهاردة ٥/٥
رد خلفها مباشرةً وهو يقول بتساؤل:
-عيد ميلادي؟
أماءت برأسها للأمام بابتسامة مرحة
حرك رأسه لليسار قليلاً قبل أن يقول:
-وإنتِ بقى خرجتيني من الشقة من صباحية ربنا عشان تعملي كده
أماءت برأسها مرة أخرى ولكن تلك المرة وهي تسحبه من يده إلى السفرة قائلة بضجر:
-إنتَ مبقتش رومانسي خالص يا فارس
أشار على نفسه بسبابته وهو يرد على إتهامه بإستنكار:
-أنا؟
-اه يا حبيبي إنتَ
ثم إستكملت حديثها وهي تفتح ذلك الصندوق المزين الموضوع على السفرة وهي تقول بحزن مصطنع:
-شكلي إتخدعت فيك
سحبها إليه من خصرها وهو يدير وجهها لوجه
قائلاً بخشونة:
-بتقولي إيه يا حبيبتي
لفت يدها حول رقبته وإرتسمت على وجهها إبتسامة واسعة قبل أن تقول بحب:
-بحبك أوي يا حبيبي
تعشقه وتعشق حركاته التي تُذيبها به،تتمنى أن تفضل السعادة محيطة بهم ولا يعرف الفطور لهم باباََ
شدد من الضغط على خصرها وهو يقول بعبث:
-أنا مبقتش رومانسي؟
هزت رأسها بالنفي وهي تقول بدلع جديد عليها:
-قطع لسان اللي يقول كده،حبيبي ملك الرومانسية
-بقيتي مكارة يا حبيبتي
رفعت له إحدى حاجبيها وهي تقول:
-من عاشر قوم أربعين يوم يا عمري
أرجع رأسه للخلف وهو يقهقه على جملتها بصوت عالي، ومن ثم أخذها بأحضانه أكثر وهو يقول من بين ضحكاته:
-مش عاوزة حاجة من الدنيا غيرك
لفت يدها حول رقبته وهي تغوص بأحضانه أكثر قائلة بعاطفة:
-خليك بتحبني كده يا فارس أوعى حبك ليا يقل في يوم
-أنا عايش بحبك يا نغم،يوم ما أبطل أحبك هكون ميت
خرجت نغم من بين أحضانه بفزع وهي تلكزه بكتفه قائلة بلوم:
-حرام عليك يا فارس متقولش كده
قبل شفتيها بقبلة سطحية ورقيقة قائلاً:
-حياة فارس
إبتسمت بحب لغزله وحالة الروقان المتلبساه حالياً فهي كانت محرومة من مشاعره تلك عندما تشاجروا سوياََ
إلتفت ناحية السفرة وجذبت ذلك الصندوق المزين ناحيتها وهي تقول:
-يلا إفتح الصندوق وشوف هديتك
هز رأسه برفض وهو يغمز لها بعينه بعبث واضح مردفاََ:
-إنتِ عارفة هديتي المفضلة فيلا عشان منضيعش وقت
إبتسمت نغم بإحراج على حديثه الغير شريف بالمرة وقالت له:
-إفتح الهدية يا فارس وبطل قلة أدب
رفع لها حاجبه الأيمن وعلى وجهه إبتسامة مرحة
فتخلت عن عرضها له وفتحت هي الصندوق
وأخرجت هديتها المميزة التى إختارتها له بكل دِقة
فتحت العلبة المخملية بهدوء ومن ثم أخرجت
السلسلة منه وهي تضعها أمام مرمى عيناه حتى يراها
مد فارس يده يأخذها من بين يديها ليرى ما تلك الجملة المكتوبة بخط مميز للغاية
وجد إسم محبوبته الخاص به "ماسة"
إرتسمت بسمة خفيفه على شفتيه لمجرد رؤيته لإسمها
أخذتها منه بهدوء وإقتربت تلك الخطوات الفاصلة حتى أصبحت ملاصقة له ولفتها حول رقبته بدقة ومن ثم أغلقتها من الخلف
رفعت أنظارها له بعدما أنهت مهمتها وقالت:
-طول ما السلسة دي في رقبتك هعرف إني لسه مالكة قلبك
-من غير سلسلة إنتِ مالكة قلبي وروحي لأخر العمر
وضعت نغم أناملها على الدلاية وهي تتلمس إسمها بهدوء قبل أن تقول:
-بس أنا عاوزة أشوفك لابسها على طول
وضع يده على خاصتها ومن ثم رفعها إلى شفتيه قبلها عدة قبلات قبل أن يقول:
-طلباتك أوامر يا ماسة
تجمد ثواني مكانه عندما مرت تلك الخاطرة على ذهنه،فلم يعطي لنفسه فرصة للتفكير بل قال باستغراب وهو يجعد ما بين حاجبيه:
-إنتِ جبتي السلسلة دي منين
لم يلفت نظرها تغير نظراته ووجه بل قالت بكل بساطة وأريحية:
-لما روحت معاك الإجتماع خدت بالي من محل الدهب اللي تحت فأول ما خرجت من الشقة نزلت بسرعة وإتفقت معاه
ردد خلفها بإستنكار وغضب مكبوت يظهر على عروق رقبته التي برزت بشدة:
-خرجتي من غير ما تستأذني مني!
بلعت ريقها بتوتر عندما أدركت تلك الحالة التي تلبسته،وأخذت تبحث بذهنها عن أي مخرج
لكنها لم تجد سوى أن تتحلى بالقوة وتمنعه من تعكير مزاجهم اليوم فأردفت بهدوء:
-فارس عشان خاطري متبوظش اليوم عشان حاجة زي دي...أنا كان هدفي أفرحك
زفر بضيق وهو يحاول التحكم بغضبه الذي إستحوذ عليه بشكل مبالغ فيه ففكرة أنها نزلت من المنزل بمفردها وحدثت الأغراب كفيلة بأن تحرقه من الداخل ولكنه صمت عندما صرحت له بكل هدوء أن لا يجعل غضبه يُخرب ما فعلته لذلك صمت
-تعالى يلا دوق الأكل ده وقولي إيه رأيك أنا اللي عملاه كله
إبتسم بهدوء حتى يخفف من توترها الذي بدى على وجهها خوفاً من أن يتعصب عليها
جلس على الكرسي وبدأ بتناول عشائه متلذذاََ بمذاق الطعام
أما هي فكانت تضع الأكل أمامه بطريقة مبالغ بها
فنظر إليها بطرف عيناه وهو يقول:
-كلي يا حبيبتي أنا مش هاكل كل ده
-لاء يا فارس هتاكله أنا عملاه عشانك ولا هو مش عاجبك؟
تناول يدها وقبل كفها بحب شديد وهو يُردف:
-تسلم إيدك يا حبيبي،الأكل جميل
إبتهج وجهها بسعادة وهي تقول:
-بجد يا فارس
-بجد يا روح فارس
أنهوا طعامهم بعد قليل من الوقت
فسحب فارس منديل من العلبة الموجودة على السفرة وقال لها:
-مش يلا
-لاء يا حبيبي لسه هنرقص سلو
قام من على كرسيه ومسك يدها وهو يقول بنفاذ صبر:
-هنرقص بكرة زي ما إنتِ عاوزة يا حبيبتي
قامت من مكانها وقالت له برفض قاطع:
-هنرقص الأول يا فارس،متبوظليش مخططاتي
لوى شفتيه بضيق وهو يقول:
-ويا ترى الموضوع إياه في الخطة الكام
-مش في الخطة خالص يا حبيبي
رفع لها حاجبيه الاثنين ببلاهة وهو يقول:
-نعم!!!
ثم إسترسل حديثه قائلاً بجدية:
-ده أنا أروح فيكي في داهية
❈-❈-❈
يجلس زين على الكرسي الهزاز الموجود بغرفته ناظراً للأمام بشرود
لا يعلم إذا كان ما فعله صحيح أم لا...كان يريد أخذه بين أضلعه ولكن أبت نفسه عندما تذكر "فارس" وما فعله"مازن" معه
بالرغم من كثرة السنوات التي قضاها "مازن" خارج "مصر" ولكن يشهد الله أنه لم يجلس مع "فارس" مرة واحدة إلا وتذكر صديقه الغائب
ولمتهم سوياََ....كانوا كأضلاع المثلث الثلاثة إن غاب الأخر إنهار المثلث
ولكن جاء طيش "مازن" المعهود وفعل فعلته السوداء التى فرقته عنهم
وبعد تلك السنين مازال عند رأيه بأن الخائن بينهم هو "فارس"
يتذكر ذلك اليوم الذي كان يُعقد فيه فارس كتابه على "سارة" بحفل زفاف ضخم تحدد في عدة ساعات
وكم كان مأسوي ذلك اليوم...كان بين نارين
"فارس" و "مازن"
لازال صوت بكاء "مازن" يدوي بأذنيه،كان يبكي كطفل فقد أمه التي كان يمسك بيديها
منذ قليل
-ليه يا زين فارس عمل فيا كده...هونت عليه إزاي
خرجت تلك الكلمات المتحسرة من "مازن" وهو يصرخ بها بعلو الصوت
يقف زين ناظراً إليه مكتف الأيدي لا يعلم ما يفعل معه...يشعر بوجعه فلما لا وهم يربطهم علاقة متينة
صديقه المرح الذي لم يرى دمعه من عيناه يوماً
ها هو يرى شلالات تهبط منها
جلس مازن بتعب على الأريكة الموجودة خلفه وهو يقول بصوت متعب:
-فارس إتجوز مراتي