رواية جديدة أقزام بنجايا لابتسام رشاد - الفصل 5
قراءة رواية أقزام بنجايا كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية أقزام بنجايا
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة ابتسام رشاد
الفصل الخامس
انتهى بهم النفق أمام بوابة كبيرة ضخمة، ذات طراز قديم، جلست "ليزا" على الأرض تسند ظهرها للخلف قالت:
- أنا متعبة جداً.
أخذ منها "والتر" الكرة المضيئة وقال:
- سنكون بخير، سنجد مخرجًا.
ثم أضاء بالكرة ناحية البوابة، تفاجئ بوجود كتابات غير مفهومة على البوابة، ظل يطرق البوابة عدة مرات، ويصيح قائلاً:
- هل من أحد هنا، نحن بحاجة إلى المساعدة.
نهضت "ليزا" وأخذت هي أيضًا تطرق على البوابة، ولما نهضت عن الأرض لاحظ "والتر" ظهور خط مستقيم كان يغطية التراب، تحسسه والتر" بيده وأخذ يمسح التراب عنه، سألته "ليزا" قالت:
- ماذا تفعل؟
رد "والتر" قائلاً:
- أنظري توجد رموز مخفية هنا.
- أجل، إنه سهم يشير إلى شيء ما، أزح التراب لنرى بقية الرموز المخفية هناك.
❈-❈-❈
مسح "والتر" بيده على الحائط لتظهر رموز غريبة، تعجب والتر ثم "نظر" إلى "ليزا" وقال:
- الكثير من الرموز، ولك لا أفهم معناه.
تنهدت "ليزا" وقالت:
- مؤكد أن هذه الرموز هي الحل لفتح هذا الباب.
- وكيف سنفهم معناها؟ وأيضًا نحن لا نعرف ما الموجود خلف هذا الباب.
تأملت "ليزا" الرموز، وأخذت تطابقها مع تلك الموجودة على البوابة، استنتجت أن هناك رموز متشابهة بينهم، قامت "ليزا" بكتابة الرموز على الأرض، أخذت تنظر إليها وتنظر إلى الباب ما هي إلا دقائق، شعرت هي و"والتر" بدفعة هواء قوية تسير بالنفق وتقترب منهم، فجأة كتلة الهواء ارتطمت بالباب دفعته بقوة وإنفتح أمام الشابان، ليخرجوا إلى الضوء.
ظنوا أنهم نجو وأخذوا يبحثون رفاقهم والأقزام، المكان به الكثير من الأشجار الضخمة، ذات أفرع متعددة، تتعثر أقدامهم بين أغصان الأشجار المتساقطة، وأوراق الأشجار أيضًا.
المكان مغطى بسطح خشبي مرتفع جداً، يجعله مظلم بعض الشيء يسمح بالرؤية، يبدو وكأنه تحت الأرض، أخذوا يتجولوا بين الأشجار، وجد "والتر" ناب كبير جدًا يمثال نيبان البشر، قال مازحًا:
- وجدت ناب ضخم، يبدوا أنه لزعيم القبيلة.
ضحكت "ليزا" وقالت:
- هذا الناب ضخم حقًا، ولكن من المتوقع لمن يكون؟!
تعجب "والتر" وقال:
- لما لا يوجد أي شيء هنا؟، وكأن المكان مهجور.
ردت "ليزا":
- حقا... الهدوء يلف المكان.
أشار "والتر" بيده وقال:
- هيا لنسير من هذا الإتجاه.
استمر سيرهم طويلا، الغريب أن النباتات ضخمة وكل شيء ضخم من حولهم، يحاولون إيجاد شيء لتناوله من هذه الأشجار.
وأيضًا يصعب عليهم تسلق هذه الأشجار، أرهقهم السير حتى استلقوا بجوار صخرة كبيرة ليرتاحوا قليلاً، سألت "ليزا":
- أين الجميع؟! لما لم نقابل أحد بعد؟
- لا أعرف، وأنا جائع جداً، أحلم بدجاجة أو قطع لحم...
قاطعته "ليزا" بوضع يدها على فمه وهمست له ليصمت، قالت:
- التزم الصمت وأنظر هناك.
وأشارت جهة منحدر عميق بعض الشيء، إذ به يرى وحش ضخم يشبه القط ولكنه كبير جداً، زحف هو وليزا ببطئ ليبتعدوا عن هذا الشيء دون أن يحس عليهم، أخذوا يزحفوا ويزحفوا على الرمال، مبتعدين إلى أن صدموا بقدم بشري ضخمة جداً.
صرخت "ليزا" ترتعب خوفًا، تتنهد بسرعة وتنظر لهذه القدم، نهضا عن الأرض، أخذ "والتر" يهدئ من حدة خوفها، ابتعدوا عن هذا الشيء بضع خطوات إلى الوراء، اختبئوا خلف شجرة، وأخذوا يتأملوا ذلك العملاق الضخم، "ليزا" تهمس "لوالتر"، قالت:
- إنه بشري عملاق نائم، لم يخبرنا الأقزام أن على الجزيرة عمالقة.
همس لها "والتر"، قال:
- أشعر وكأني أُشاهد فيلمًا بتقنية حديثة، إنه لا يرتدي سوى سرواله الطويل كأفلام الرعب، منظره مقزز جداً.
- انا خائفة، هيا لنهرب من هنا.
تراجعوا للخلف قليلاً، ثم انطلقوا يجروا، لكن العملاق حرك يده؛ لتُعيق طريقهم ظنوا أنه يحاول الإمساك بهم، صرخت "ليزا" صرخة مدوية.
فتح العملاق عيناه، ينظر إليهما، انطلقوا من جانب يده مسرعين، أغمض العملاق عيناه وعاد لنومه ظنًا منه أنه يحلم.
تتبعثر حول يدي العملاق وحول رأسه بعض من حبات العنب الضخمة، وأيضًا بقايا الفواكه التي تناولها قبل نومه.
❈-❈-❈
فكر "والتر" و"ليزا" أن يقتربوا منه ويتناولوا من ذلك الطعام المتساقط حوله لأنهم جياع.
وفي صباح يوم جديد زعيم السلافادور يجلس على كرسي عرشه، قال:
- احضروا العجوز "ماكس" أمامي.
ولما احضروه نظر "ماكس" للزعيم وقال:
- منذ أن وصلت إلى هنا وأنا بهذا القفص، واليوم استدعيتني، ما حاجتك لعجوز مثلي؟
الزعيم "برايم" غاضب وبنبرة صوت قوية قال:
- توقف عن ثرثرتك أيها العجوز.
تابع الزعيم القزم حديثه، قائلاً:
- أُريد منك أن تصلح السفينة جيدًا للفتية، وكل ما تحتاجه من معدات اطلبه من "مارتي"، سوف يساعدك.
هز "ماكس" رأسه بالموافقة، وبالفعل أخذه أحد الأقزام ليصلح السفينة، بينما داني لم يرجع لطبيعته حتى الآن، مازال وجهه باللون الأزرق ولديه قرون صغار.
أما "أرورا" تجلس حزينة على الشاطئ، جاء "أريك" وجلس بجوارها وقال:
- لما البحر حزين؟!
- لا أفهمك!
ابتسم "أريك" وقال:
- أنتِ من اجتمع بعنقكِ جميع ألوان لؤلؤ البحر وها أنتِ حزينة، وهذا يعني أن البحر حزين.
دعت عيناها وقالت:
- أفتقد رفاقي وأخشى أن يصيبهم مكروه وأخسرهم.
رد "أريك" ليطمئنها:
- سوف نسير معا برفقة الفريق بحثا عنهم بجميع أنحاء الجزيرة.
مازال "ماكس" يحاول اصلاح السفينة، بمساعدة بعض الأقزام، جائت "ريتا" المدللة ابنة الزعيم "برايم" في حماية حراسها؛ لتشاهد سفينة البشر وتستمتع بالشاطئ، تخاطب "مارتي" قائلة:
- الزعيم أبي يخبرك أن تحضر له الخريطة التي اتبعها الفتية في رحلتهم إلينا.
بالفعل نفذ "مارتي" الأمر، وأخذ الخريطة إلى الزعيم، تناولها الزعيم منه وهو جالس على عرشه وأخذ يتأمل الجزيرة بالخريطة ويتحسسها بيده، ولكن لاحظ أن الجزيرة الأخرى قريبة منهم جداً، انها نهاية الجزيرة جهة الغرب.
أخذ الزعيم الخريطة بيده، ودخل بها إلى ساحة السلافادور، وهي من إحدى غرف عرش السلافادور، ويحظر على الجميع دخولها أيًا كان.
فقط الزعيم من يستطيع دخولها.
ولكن الغرفة خطرة من الداخل، متسعة، بها شباك بأعلى الجدار مظلمة جزئياًّ، بها العديد من الأسرار قديمة الأزل، دخلها الزعيم ليعرف المزيد عن الكرة الأرضية ونشأتها، وكيف نجا الأقزام والعمالقة.
يوجد بالغرفة عبوات بها بذور لجميع النباتات الموجودة على الجزيرة، وأيضًا بها بلورة فضية فقط الزعيم وحده من يستطيع إستخدامها وهي تعمل على إظهار صور من الماضي، وقد تخطئ ولا تُظهر الشيء المطلوب.
اقترب الزعيم من زاوية الغرفة وحفر بيديه ليخرج شيء من بين التراب إنها صُرة من القماش، وقال:
- اقترب تحقق الحلم، اقترب الموعد.
ثم مشى ناحية زاوية الغرفة الأخرى، وأخذ يتحسس جثة زوجته المعلقة، وقال:
- سوف تعودين إلى الحياة عزيزتي قريبا، سوف أعيدك بجسد بشري كما كنتِ، تحلمين أن تصبحي كالبشر.
يبدو أن الزعيم يخطط لشيء، بينما "والتر" و"ليزا"، جلسوا بجانب شجرة كبيرة وأخذوا قسط من النوم، ومازالوا بآمان، استيقظت "ليزا"
تهز "والتر" ليستيقظ، قالت:
- هيا يا "والتر" لنرحل من هنا.
استيقظ "والتر" وقال:
- أين نحن؟! وإلى أين نرحل... حسنا لنعود كما جئنا.
ليزا تشعر بالحزن:
- أرجوك فكر معى، كيف نعود لرفاقنا؟ وكيف نرحل من هنا؟ لقد مللت كل شيء هنا.
وضع "والتر" يده على فمها، وأشار لها بعيناه جهة هضبة ضخمة يختبئ خلفها ذلك العملاق الذي تناولوا طعامه من قبل وينظر إليهم، يراقبهم.
شعرت "ليزا" بالذعر والخوف، تتشبث "بوالتر"،
قالت بصوت يرتعش:
- ماذا سيفعل بنا؟!
رد "والتر" وهو خائف أيضًا، قال:
- لا أعرف، قد يأكلنا، أو يفعصنا بقدميه... لا أريد أن أموت هكذا.
تنهدت "ليزا" وقالت:
- لا، أنظر يبدو أنه مسالم.
اقترب منهم العملاق وأمسك بهم بسهولة، دون أية مقاومة منهم، أمسك "والتر" بيده اليُمنى وأمسك "ليزا" بيده اليسرى.
هذه المرة لم تكن ليزا خائفة، تعلم أنه لن يصيبها أذى، بينما "والتر" كان خائف على "ليزا" أكثر من أي شيء.
الغريب أن "ليزا" تستمتع بمناظر الأشجار من الأعلى، الأشجار تبدو من الفصيلة الشتوية، ولكن كلما تقدم العملاق إزداد المكان ظلامًا... حتى وصل بهم لساحة واسعة ذات رائحة طيبة.
قدمهم العملاق لعملاق آخر يبدو أكبر سنًا، وقال:
- وجدت هاذان البشريان في الغابة حيبنما كنت مستلقي، قد يكون علم البشر بمكانًا يا سيدي.
رد العملاق الآخر وقال:
- لا، قد يكون "برايم" القزم هو من أرسلهم، أحسنت يا "أوبتو" لأنك أمسكت بهم.
ثم أعطاه صندوق صغير بالنسبة للعملاقة ولكنه يتسع لبشريان، وقال:
- ضعهم في قفص الأقزام هذا، لنرى ما الذي آتى بهم إلى هنا.
"والتر" يرتعد خائفًا، نظر إليهم العملاق الزعيم وقال بصوت ضخم عالٍ مزعج:
- أنتم أيها البشريان كيف وصلتم إلى جزيرتنا؟
أجابته "ليزا" وقالت:
- الحقيقة أننا سقطنا في فوهة كهف، ولم يكن لدينا مخرج سوى أن نتبع النفق، ومن خلاله وصلنا إلى هنا.
رجعت العملاق الزعيم إلى الوراء يفكر، ثم قال:
- الأقزام هم من أرسلوكم إلينا، يريدونا قتلنا، أرسلوكم لترقبونا؟ ماذا يخططون ليفعلوا بنا؟
"والتر" لم ينطق بكلمة ردت "ليزا" متعجبة من قول العملاق، قالت:
- اشرح لي الأمر، يبدو الأمر خطير... قص علينا كل شيء، صدقني نحن لا علاقة لنا بالأقزام.
جلس العملاق الزعيم على صخرة ومازالت "ليزا" و"والتر" في القفص، تنهد محبطًا وقال:
- منذ سنوات عديدة كنا قبيلة من الأقزام مثلهم، نعيش على نفس الجزيرة، ولما اختلفنا معهم، تشاجرنا ومات الكثير منا ومنهم، وكان زعيمهم ذو علم بالسحر واللعنات؛ ولكي يُنهي هذه الحرب الطاحنة...
تحمس "والتر" وقاطعة متسائلاً بصوت عالٍ:
- وهو من حولكم لعمالقة؟! ولما لم تقضوا عليهم حينها؟
رد الزعيم العملاق:
- أجل، هو من أخطأ بالتعويذة وحولنا لعمالقة، وبنفس اللحظة أحد العمالقة دعس القزم الزعيم وقتله، وقتها زعيم العمالقة أمر بعدم قتل الأقزام أو التعدي عليهم.
"ليزا" سألته بصوت عالٍ:
- ولما لم ترجعوا لطبيعتكم حتى الآن؟
رد الزعيم بحزن وقال:
- كنا نحن مسالمون، قرر زعيمنا وقتها أن نقتسم الجزيرة بهذا الشكل، وبالفعل تمكنا من قسمها بالحفر إلى نصفين، ولنبتعد عنهم.
تولى حكم الأقزام زعيم منهم، إنه ابن الزعيم السابق كان ذكي جداً وأراد الإنتقام لأبيه، وفي ثلاثة أيام مرت سحابة كبيرة ذات غيوم سوداء.
عرفنا أنه دبر لنا مكيدة، لقد ألقى علينا لعنة تجعل ضوء الشمس يقتلنا ويتوغل بأجسادنا كالأمراض القاتلة، حتى يدمر الجسد نهائيا.
"ليزا" متعجبة قالت:
- وماذا فعل العمالقة؛ لينجوا من هذه اللعنة؟
رد الزعيم العملاق وقال:
- لم ننجوا، لقد مات الكثير منا، والناجين قاموا بحفر حفرة تحت الأرض، ومكثوا فيها، ومع الوقت الحفرة تحولت لقرية عملاقة، يسكنها العمالقة، والجزيرة انقسمت وأصبحت جزيرتين.
تعجبوا الفتية مما قصه عليهم الزعيم العملاق "ترايموس" سألته "ليزا":
- وهل هناك شيء يجعلكم تعودون لطبيعتكم؟ مؤكد هناك حل.
رد الزعيم "ترايموس":
- أجل هناك حل وهو موجود بالمدينة الغارقة.
قاطعه "والتر" و"ليزا" قالوا بنفس الوقت:
- المدينة الغارقة؟!
تابع "والتر" حديثه وقال بصوت مرتفع:
- لقد حدثنا عنها زعيم الأقزام من قبل.
بينما تسائلت "ليزا" بصوتٍ عالٍ لكي يسمعها العملاق قالت:
- وما هو هذا الشيء الموجود بهذه المدينة.
رد "ترايموس" وقال:
- إنه الصولاجان الذهبي هو ما يُعيد كل شيء لسابق عهده، وحينها لن تقتُلنا الشمس مجددًا، وسوف نتحرر ونعود إلى الحياة مثلهم.
ردت "ليزا" بصوت عالٍ قالت:
- وماذا إن أحضرت لك الصولجان؟ ما هي مكافأتي؟!
أخرجهما الزعيم "ترايموس" من القفص وقال:
- ليس الصولجان وحده ما يُعيد لنا الأمور كما كانت، نحن أيضًا في حاجة إلى بعض من ثمار شجرة الحياة، وأيضًا اللعنة لا يمكن التحكم بها إلا من خلال البلورة الفضية.
وعدت "ليزا" الزعيم "ترايموس" بأنها سوف تساعدهم، وتعيدهم للحياة بشكل طبيعي، وفي صباح اليوم التالي منحهم العمالقة بعض الأغراض، ورحل "والتر" و"ليزا" عبر النفق بإستخدام عربة صغيرة صنعها لهم أحد العمالقة لتسير بهم داخل النفق.
بينما في جزيرة الأقزام في صباح يوم جديد، انتهى الجد "ماكس" من إصلاح السفينة لتعود للعمل من جديد.
وفي عرش السلافادور الزعيم "برايم" يجلس على عرشه، ومازال "داني" لم يتعافى بعد أن أصبح وجهه أزرق اللون ولديه قرون.
فرح "ديفيد" و"أرورا" بإصلاح السفينة، كما فرح الزعيم "برايم" أيضًا، ولكن هناك خبر سيء سوف يعكر مزاج الجميع.
دخل "مارتي" متلهفًا متنهدًا،وقال:
- سيدي... سيدي، لقد حدثت كارثة قد تودي بنا جميعًا.
غضب الزعيم وصرخ في وجهه قائلاً:
- تكلم ماذا حدث؟
رد عليه "مارتي" وقال:
- نبات القرقاط تعرض لجفاف حاد، وهذا سيجعله يذبل ويموت.
شعر الزعيم "برايم" بالصدمة حيال الأمر، وقال:
- وهذا سوف يؤدي لموتنا نحن، ستأكلنا المفترسات بمجرّد أن تشتم رائحتنا.
رد "مارتي" وهو يشعر بالقلق، نظر إلى الزعيم وقال:
- يجب أن نفعل شيء، قد نهلك ونموت جميعًا، لا نعرف ماذا سوف نواجه فيما بعد.
رد الزعيم بنبرة صوت حادة، قال:
- اجمع الأقزام جميعًا وأمرهم بصناعة سقف قوي لعرش السلافادور، ومن ثم اجعلهم يقومون بحفر أنفاق تربط أكواخهم ببعضها، وأيضًا اطلب منهم تخزين الأطعمة والنباتات بقدر الإمكان.
رد "مارتي":
- سوف ننفذ على الفور سيدي.
بينما "ديفيد" و"أرورا" و"داني" اجتمعوا بغرفة نومهم، يفكرون فيما عليهم فعله عند حدوث هذه الكارثة.
فكر "ديفيد" وقال:
- ما رأيكم أن نستيقظ في الصباح الباكر ولنرحل من هنا؟ لقد عادت سفينتنا تعمل.
ردت "أرورا" قالت:
- وماذا عن "والتر" و"ليزا"، كيف نتخلى عنهم؟
نظر لها "ديفيد" والكبرياء يسيطر عليه:
- نحن لا نعرف ماذا حدث لهم، ولا نعرف أين هم؟
أكد "داني" على حديث "ديفيد"، وقال:
- أجل ديفيد مُحق وعلينا الرحيل من هنا وإلا سوف نهلك، وأيضًا سوف نخبر الجميع، والشرطة هي المكلفة بالبحث عنهم.
دخل عليهم الزعيم "برايم" بعد أن سمع حوارهم، قال:
- أتريدون الرحيل أيها البشر؟ ليس بهذه السهولة.
تابع الزعيم حديثه بغضب قائلاً:
- لم نستفد شيء من وجودكم معنا.
وأثناء حديثه دخلت عليهم "لوسي" ومعها "والتر" و"ليزا"، فرحت "أرورا" كثيراً واحتضنت "ليزا"، وتبادلوا الأحضان جميعًا فرحين.
بإسلوب قاسٍ، يحدق بهم الزعيم، قال:
- لما أنتم فرحين لأنهم نجو ومازالوا على قيد الحياة؟ لا تفرحوا كثيراً سوف نهلك جميعًا عن قريب.
"ليزا" الشجاعة ردت عليه بنبرة صوت قوية قالت:
-ما الذي تحتاجه سيدي "برايم"؟
واقتربت منه جدا وأخذت منه البوصلة حيث يعلقها حول عنقه، سحبتها "ليزا" منه بقوة وعيناها لم تفارق عينا لحظة واحدة، ثم ربطتها حول عنقها، وقالت له:
- إنها ملكي، وهي تعمل لأجلي انا.
أشار الزعيم برايم لمجموعة من الأقزام، وقال:
- اسجنوا هذه الفتاة والولد، هناك بهذه الغرفة، وأيضًا ذلك العجوز.
يقصد "ليزا" و"والتر" والجد "ماكس"، وبالفعل وضعهم الأقزام بالغرفة، أمر الزعيم الفتية الثلاثة "أرورا" و"داني" و"ديفيد"، وقال:
- وأنتم سوف تذهبون لتحضروا لي خمسة حاويات مملؤة بتراب القارات، وأيضًا تحضروا لي عشر أنواع حبوب لنباتات ثمارها دائرية، وتكن ذات لون أحمر.
رد "داني" قائلاً:
- أتقصد أننا سوف نعود إلى هنا مجددًا؟
رد القزم الزعيم:
- أجل سوف تعودون لأجل رفاقكم.
سألته "أرورا"، قالت:
- نريد أن نرحل جميعًا، دعهم يرحلون معانا.
رد الزعيم بحزم وشدة وقال:
- لكم قراري يجب أن تحضروا كل ما طلبته منكم، وبدون علم باقي البشر وإلا سيصبح رفاقكم طعام لأحد المفترسات.
وبعد نقاش طويل طلبت "أرورا" من الزعيم أن يسمح للجد "ماكس" بمرافقتهم؛ حتى لا تتعطل السفينة، وبالفعل وافق الزعيم وسمح له بالإبحار مع الفتية.
الأقزام يعملون على تهيئة الجزيرة للعيش عليها بطريقة أخرى، ولكي يحتموا من الوحوش المفترسة.
بينما على الشاطيء "أرورا" تتأمل عيناي "أريك" وهي حزينة جداً، لا تريد مفارقته، احتضنته وغادرته مسرعة نحو السفينة.
ولكنه لن يستطيع تحمل مفارقتها، لذا ترك عمله وتسلل إلى السفينة، يختيئ أن يحس عليه أحد، أبحرت السفينة عائدة إل أديليلد... وعلى متنها "أرورا" و"ديفيد" و"داني" والجد ماكس، و"أريك" المختبئ.
يُتبع..